بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر ابن القيم
شأن أصحاب الأخدود ، وما فعلوه بأولياء الله تعالى، وأنهم لم يعيبوا عليهم
سوى إيمانهم بالله العزيز الحميـــــد ، ثم قال : ( هذا الوصف يقتضي
إكرامهم وتعظيمهم ومحبتهم ، فعاملوهم بضد ما يقتضي أن يعاملوا به !!
وهذا
شأن أعداء الله دائما ، ينقمون على أوليائه ما ينبغي أن يحبوا ويكرموا
لأجله ، كما قال تعالى : ( يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله
وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون ) .
وكذلك اللوطية نقموا من عباد الله تنزيههم عن مثل فعلهم ، فقالوا ( أخرجوهم من قريتكم إ نهم أناس يتطهرون ) . وكذلك أهل الإشراك ينقمون من الموحدين تجريدهم التوحيد ، وإخلاص الدعوة والعبودية لله وحده ! وكذلك أهل البدع ينقمون من أهل السنة تجريد متابعتها وترك ما خالفها ! وكذلك المعطلة ينقمون من أهل الإثبات إثباتهم لله صفات كماله ونعوت جلاله !! وكذلك
الرافضة ينقمون على أهل السنة محبتهم للصحابة جميعهم وترضيهم عنهم
وولايتهم إياهم وتقديم من قدمه رسول الله منهم وتنزيلهم منازلهم التي
أنزلهم الله ورسوله بها !!
وكذلك أهل الرأي المحدث ينقمون على أهل الحديث وحزب الرسول أخذهم بحديثه وتركهم ماخالفه !!وكل هؤلاء لهم نصيب وفيهم شبه من أصحاب الأخدود وبينهم وبينهم نسب قريب أو بعيد ! ) .التبيان في أقسام القرآن ص 59