منتدي المركز الدولى


شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات 1110
شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات 1110
شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

 شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الزعيم
عضو متألق
عضو متألق
الزعيم


عدد المساهمات : 645
تاريخ التسجيل : 12/11/2010

شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات Empty
مُساهمةموضوع: شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات   شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات Icon_minitime1الخميس 14 فبراير - 9:45

شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات
شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات
شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات
شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات
شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات

شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات
الحديث الأول
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)) رواه البخاري ومسلم

هذا الحديث تفرد بروايته يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن أبي وقاص الليثي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وليس له طريق يصح غير هذا الطريق كذا قال علي بن المديني وغيره وقال الخطابي لا أعلم خلافًا بين أهل الحديث في ذلك مع أنه قد روى من حديث أبي سعيد وغيره

وقد قيل إنه قد روى من طرق كثيرة لكن لا يصح من ذلك شيء عند الحفاظ ثم رواه عن الأنصاري الخلق الكثير والجم الغفير فقيل رواه عنه أكثر من مائتي راو وقيل رواه عنه سبعمائة راو ومن أعيانهم الإمام مالك والثوري والأوزاعي وابن المبارك والليث بن سعد وحماد بن زيد وشعبة وابن عيينة وغيرهم

واتفق العلماء على صحته وتلقيه بالقبول وبه صدر البخاري كتابه الصحيح وأقامه مقام الخطبة له إشارة منه إلى أن كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل لاثمرة له في الدنيا ولا في الآخرة ولهذا قال عبد الرحمن بن مهدي لو صنفت كتابًا في الأبواب لجعلت حديث عمر بن الخطاب في الأعمال بالنيات في كل باب

وعنه أنه قال من أراد أن يصنف كتابًا فليبدأ بحديث الأعمال بالنيات

وهذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور الدين عليها فروى عن الشافعي أنه قال هذا الحديث ثلث العلم ويدخل في سبعين بابًا من الفقه

وعن الإمام أحمد رضي الله عنه قال أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث حديث عمر إنما الأعمال بالنيات، وحديث عائشة من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، وحديث النعمان بن بشير الحلال بين والحرام بينّ

وقال الحاكم حدثونا عن عبدالله بن أحمد عن أبيه أنه ذكر قوله عليه الصلاة والسلام الأعمال بالنيات، وقوله إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا، وقوله من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد فقال ينبغي أن يبتدأ بهذه الأحاديث في كل تصنيف فإنها أصول الأحاديث

وعن إسحاق بن راهويه قال أربعة أحاديث هي من أصول الدين حديث عمر إنما الأعمال بالنيات، وحديث الحلال بين والحرام بين، وحديث إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا، وحديث من صنع في أمرنا شيئًا ما ليس منه فهو رد

وروى عثمان بن سعيد عن أبي عبيد قال جمع النبي صلى الله عليه وسلم جميع أمر الآخرة في كلمة واحدة من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد وجمع أمر الدنيا كله في كلمة واحدة إنما الأعمال بالنيات يدخلان في كل باب

وعن أبي داود قال نظرت في الحديث المسند فإذا هو أربعة آلاف حديث ثم نظرت فإذا مدار أربعة آلاف الحديث على أربعة أحاديث حديث النعمان بن بشير الحلال بين والحرام بين، وحديث عمر إنما الأعمال بالنيات، وحديث أبي هريرة إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا‏,‏ وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين الحديث، وحديث من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه قال فكل حديث من هذه الأربعة ربع العلم

وعن أبي داود رضي الله عنه أيضًا قال كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث انتخبت منها ما تضمنه هذا الكتاب يعني كتاب السنن جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث أحدهما قوله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات والثاني قوله صلى الله عليه وسلم من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه والثالث قوله صلى الله عليه وسلم لا يكون المؤمن مؤمنا حتى لا يرضى لأخيه إلا ما يرضى لنفسه والرابع قوله صلى الله عليه وسلم الحلال بين والحرام بين

وفي رواية أخرى عنه أنه قال الفقه يدور على خمسة أحاديث الحلال بين والحرام بين، وقوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار، وقوله إنما الأعمال بالنيات، وقوله الدين النصيحة، وقوله ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فائتوا منه ما استطعتم

وفي رواية عنه قال أصول السنن في كل فن أربعة أحاديث حديث عمر إنما الأعمال بالنيات، وحديث الحلال بين والحرام بين، وحديث من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، وحديث ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس وللحافظ أبي الحسن طاهر بن مفوز المعافري الأندلسي‏:‏

عمدة الدين عندنا كلمات *** أربع من كلام خير البرية

اتق الشبهات وازهد ودع ما *** ليس يعنيك واعملن بنية

فقوله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات وفي رواية الأعمال بالنيات وكلاهما يقتضي الحصر على الصحيح وليس غرضنا ههنا توجيه ذلك ولا بسط القول فيه وقد اختلفوا في تقدير قوله الأعمال بالنيات فكثير من المتأخرين يزعم أن تقديره الأعمال صحيحة أو معتبرة ومقبولة بالنيات وعلى هذا فالأعمال إنما أريد بها الأعمال الشرعية المفتقرة إلى النية فأما مالًا يفتقر إلى نية كالعادات من الأكل والشرب واللبس وغيرها أو مثل رد الأمانات والمضمونات كالودائع والغصوب فلا يحتاج شيء من ذلك إلى نية فيخص هذا كله من عموم الأعمال المذكورة ههنا وقال آخرون بل الأعمال ههنا على عمومها لايختص منها شيء وحكاه بعضهم عن الجمهور كأنه يريد به جمهور المتقدمين

وقد وقع ذلك في كلام ابن جرير الطبري وأبي طالب المكي وغيرهما من المتقدمين وهو ظاهر كلام الإمام أحمد قال في رواية حنبل أحب لكل من عمل من صلاة أو صيام أو صدقة أو نوع من أنواع البر أن تكون النية متقدمة في ذلك قبل الفعل قال النبي صلى الله عليه وسلم الأعمال بالنيات فهذا يأتي على كل أمر من الأمور

وقال الفضل بن زياد سألت أبا عبد الله يعني أحمد عن النية في العمل قلت كيف النية قال يعالج نفسه إذا أراد عملًا لا يريد به الناس

وقال أحمد بن داود الحربي قال حدث يزيد بن هارون بحديث عمر الأعمال بالنيات وأحمد جالس فقال أحمد ليزيد يا أبا خالد هذا الخناق وعلى هذا القول فقيل تقدير الكلام الأعمال واقعة أو حاصلة بالنيات فيكون إخبارا عن الأعمال الاختيارية أنها لاتقع إلا عن قصد من العامل هو سبب عملها ووجودها ويكون قوله بعد ذلك وإنما لكل امريء ما نوى إخبارًا عن حكم الشرع وهو أن حظ العامل من عمله نيته فإن كانت صالحة فعمله صالح فله أجره وإن كانت فاسدة فعمله فاسد فعليه وزره ويحتمل أن يكون التقدير في قوله الأعمال بالنيات صالحة أو فاسدة أو مقبولة أو مردودة أو مثاب عليها أو غير مثاب عليها بالنيات فيكون خبرًا عن الحكم الشرعي وهو أن صلاحها وفسادها بحسب صلاح النية وفسادها كقوله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالخواتيم أي إن صلاحها وفسادها وقبولها وعدمها بحسب الخاتمة

وقوله بعد ذلك وإنما لكل امريء ما نوى إخبار أنه لا يحصل له من عمله إلا ما نواه به فإن نوى خيرًا حصل له خير وإن نوى به شرًا حصل له شر وليس هذا تكريرًا محضًا للجملة الأولي فإن الجملة الأولى دلت على أن صلاح العمل وفساده بحسب النية المقتضية لإيجاده والجملة الثانية دلت على أن ثواب العامل على عمله بحسب نيته الصالحة وأن عقابه عليه بحسب نيته الفاسدة وقد تكون نيته مباحة فيكون العمل مباحًا فلا يحصل له ثواب ولا عقاب فالعمل في نفسه صلاحه وفساده وإباحته بحسب النية الحاملة عليه المقتضية لوجوده وثواب العامل وعقابه وسلامته بحسب النية التي صار بها العمل صالحًا أو فاسدًا أو مباحًا

واعلم أن النية في اللغة نوع من القصد والإرادة وإن كان قد فرق بين هذه الألفاظ بما ليس هذا موضع ذكره

والنية في كلام العلماء تقع بمعنيين‏:‏

أحدهما‏:‏ تمييز العبادات بعضها عن بعض كتمييز صلاة الظهر من صلاة العصر مثلًا وتمييز رمضان من صيام غيره أو تمييز العبادات من العادات كتمييز الغسل من الجنابة من غسل التبرد والتنظيف ونحو ذلك وهذه النية هي التي توجد كثيرًا في كلام الفقهاء في كتبهم

والمعنى الثاني‏:‏ بمعنى تمييز المقصود بالعمل وهل هو لله وحده لا شريك له أم لله وغيره وهذه هي النية التي يتكلم فيها العارفون في كتبهم في كلامهم على الإخلاص وتوابعه وهي التي توجد كثيرًا في كلام السلف المتقدمين وقد صنف أبو بكر بن أبي الدنيا مصنفًا سماه كتاب الإخلاص والنية وإنما أراد هذه النية وهي النية التي يتكرر ذكرها في كلام النبي صلى الله عليه وسلم تارة بلفظ النية وتارة بلفظ الإرادة وتارة بلفظ مقارب لذلك

وقد جاء ذكرها كثيرًا في كتاب الله عز وجل بغير لفظ النية أيضًا من الألفاظ المقاربة لها وإنما فرق من فرق بين النية وبين الإرادة والقصد ونحوهما لظنهم اختصاص النية بالمعنى الأول الذي يذكره الفقهاء فمنهم من قال النية تختص بفعل الناوي والإرادة لا تختص بذلك كما يريد الإنسان من الله أن يغفر له ولا ينوي ذلك

وقد ذكرنا أن النية في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة إنما يراد بها هذا المعنى الثاني غالبًا فهي حينئذ بمعنى الإرادة ولذلك يعبر عنها بلفظ الإرادة في القرآن كثيرًا كما في قوله تعالى ‏{‏مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ‏}‏ آل عمران، وقوله عز وجل ‏{‏تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ‏}‏ الأنفال، وقوله تعالى ‏{‏مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا‏}‏ هود، وقوله ‏{‏مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ‏}‏ الشورى، وقوله تعالى ‏{‏مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ‏}‏ الإسراء، وقوله تعالى ‏{‏وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ‏}‏ الأنعام، وقوله تعالى ‏{‏وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا‏}‏ الكهف، وقوله ‏{‏ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ‏}‏ الروم، وقوله ‏{‏وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ‏}‏ الروم وقد يعبر عنها في القرآن بلفظ الابتغاء كما في قوله تعالى ‏{‏إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى‏}‏ الليل، وقوله تعالى ‏{‏وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ‏}‏ البقرة، وقوله تعالى ‏{‏وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ‏}‏ البقرة، وقوله ‏{‏لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ‏}‏ النساء

فنفى الخير عن كثير مما يتناجى الناس به إلا في الأمر بالمعروف وخص من أفراده الصدقة والإصلاح بين الناس لعموم نفعها فدل ذلك على أن التناجي بذلك خير وأما الثواب عليه من الله فخصه بمن فعله ابتغاء مرضات الله وإنما جعل الأمر بالمعروف من الصدقة والإصلاح بين الناس وغيرهما خيرًا وإن لم يبتغ به وجه الله لما يترتب على ذلك من النفع المتعدي فيحصل به للناس إحسان وخير وأما بالنسبة إلى الأمر فإن قصد به وجه الله وابتغاء مرضاته كان خيرًا له وأثيب عليه وإن لم يقصد ذلك لم يكن خيرًا له ولا ثواب له عليه وهذا بخلاف من صلى وصام وذكر الله يقصد بذلك عرض الدنيا فإنه لا خير له فيه بالكلية لأنه لاتقع في ذلك لصاحبه لما يترتب عليه من الإثم فيه ولا لغيره لأنه لا يتعدى نفعه إلى أحد اللهم إلا أن يحصل لأحد اقتداء به في ذلك

وأما ما ورد في السنة وكلام السلف من تسمية هذا المعنى بالنية فكثير جدًا ونحن نذكر بعضه كما خرج الإمام أحمد والنسائي من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالًا فله ما نوى

وخرج الإمام أحمد من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أكثر شهداء أمتي أصحاب الفرش ورب قتيل بين صفين الله أعلم بنيته

وخرج ابن ماجه من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر الناس على نياتهم ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما يبعث الناس على نياتهم

وخرج ابن أبي الدنيا من حديث عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما يبعث المقتتلون على نياتهم وفي صحيح مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم فقلت يا رسول الله فكيف بمن كان كارهًا قال يخسف به معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته وفيه أيضًا عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم معنى هذا الحديث وقال فيه يهلكون مهلكًا واحدًا ويصدرون مصادر شتى ويبعثهم الله على نياتهم

وخرج الإمام أحمد وابن ماجه من حديث زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كانت همه الدنيا فرق الله شمله وفي لفظ أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة هذا لفظ ابن ماجه ولفظ أحمد من كانت همه الآخرة ومن كانت نيته الدنيا

وخرجه ابن أبي الدنيا وعنده من كانت نيته الآخرة ومن كانت نيته الدنيا

وفي الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أثبت عليها حتى اللقمة تجعلها في فى امرأتك

وروى ابن أبي الدنيا بإسناد منقطع عن عمر قال لا عمل لمن لا نية له ولا أجر لمن لا حسبة له يعني لا أجر لمن لم يحتسب ثواب عمله عند الله عز وجل

وبإسناد ضعيف عن ابن مسعود قال لا ينفع قول إلا بعمل ولا ينفع قول ولا عمل إلا بنية ولا ينفع قول ولا عمل ولا نية إلا بما وافق السنة

وعن يحيى ابن أبي كثير قال تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل وعن زيد الشامي قال إنى لأحب أن تكون لي نية في كل شيء حتى في الطعام والشراب

وعنه أنه قال انو في كل شيء تريد الخير حتى خروجك إلى الكناسة

وعن داود الطائي قال رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن النية وكفاك بها خيرًا وإن لم تنصب قال داود والبر همة التقي ولو تلعقت جميع جوارحه بحب الدنيا لردته يومًا نيته إلى أصله

وعن سفيان الثوري قال ما عالجت شيئًا أشد على من نيتي لأنها تنقلب علي

وعن يوسف بن أسباط قال تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد

وقيل لنافع بن جبير ألا تشهد الجنازة قال كما أنت حتى أنوي قال ففكر هنيهة ثم قال امض

وعن مطرف بن عبد الله قال صلاح القلب بصلاح العمل وصلاح العمل بصلاح النية وعن بعض السلف قال من سره أن يكمل له عمله فليحسن نيته فإن الله عز وجل يأجر العبد إذا حسن نيته حتى باللقمة

وعن ابن المبارك قال رب عمل صغير تعظمه النية ورب عمل كبير تصغره النية

وقال ابن عجلان لا يصلح العمل إلا بثلاث التقوى لله والنية الحسنة والإصابة

وقال الفضيل بن عياض إنما يريد الله عز وجل منك نيتك وإرادتك

وعن يوسف بن أسباط قال إيثار الله عز وجل أفضل من القتل في سبيل الله خرج ذلك كله ابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص والنية وروي فيه بإسناد منقطع عن عمر قال أفضل الأعمال أداء ما افترض الله عز وجل والورع عما حرم الله عز وجل وصدق النية فيما عند الله عز وجل وبهذا يعلم معنى ما روى الإمام أحمد أن أصول الإسلام ثلاثة أحاديث حديث إنما الأعمال بالنيات، وحديث من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد

وحديث الحلال بين والحرام بين فإن الدين كله يرجع إلى فعل المأمورات وترك المحظورات والتوقف عن الشبهات وهذا كله تضمنه حديث النعمان بن بشير وإنما يتم ذلك بأمرين‏:‏

أحدهما أن يكون العمل في ظاهره على موافقة السنة وهذا هو الذي يتضمنه حديث عائشة من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد

والثاني أن يكون العمل في باطنه يقصد به وجه الله عز وجل كما تضمنه حديث عمر الأعمال بالنيات

وقال الفضيل في قوله تعالى ‏{‏لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً‏}‏ الملك قال أخلصه وأصوبه وقال إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا وصوابًا قال والخالص إذا كان لله عز وجل والصواب إذا كان على السنة وقد دل على هذا الذي قال الفضيل لقوله عز وجل ‏{‏فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا‏}‏ الكهف

وقال بعض العارفين إنما تفاضلوا بالإرادات ولم يتفاضلوا بالصوم والصلاة

وقوله صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه لما ذكر صلى الله عليه وسلم أن الأعمال بحسب النيات وأن حظ العامل من عمله نيته من خير أو شر وهاتان كلمتان جامعتان وقاعدتان كليتان لا يخرج عنهما شيء ذكر بعد ذلك مثلًا من الأمثال والأعمال التي صورتها واحدة ويختلف صلاحها وفسادها باختلاف النيات وكأنه يقول سائر الأعمال على حذو هذا المثال وأصل الهجرة هجران بلد الشرك والانتقال منه إلى دار الإسلام كما كان المهاجرون قبل فتح مكة يهاجرون منها إلى مدينه النبي صلى الله عليه وسلم وقد هاجر من هاجر منهم قبل ذلك إلى أرض الحبشة إلى النجاشي فأخبر صلى الله عليه وسلم أن هذه الهجرة تختلف باختلاف المقاصد والنيات بها فمن هاجر إلى دار الإسلام حبا لله ورسوله ورغبة في تعلم دبن الإسلام وإظهار دينه حيث كان يعجز عنه في دار الشرك فهذا هو المهاجر إلى الله ورسوله حقا وكفاه شرفًا وفخرًا أن حصل له ما نواه من هجرته إلى الله ورسوله ولهذا المعنى اقتصر في جواب هذا الشرط على إعادته بلفظه لأن حصول ما نواه بهجرته نهاية المطلوب في الدنيا والآخرة ومن كانت هجرته من دار الشرك إلى دار الإسلام ليطلب دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها في دار الإسلام فهجرته إلى ما هاجر من ذلك فالأول تاجر والثاني خاطب وليس بواحد منهما مهاجر

وفي قوله إلى ما هاجر إليه تحقير لما طلبه من أمر الدنيا واستهانة به حيث لم يذكر بلفظه وأيضا أن الهجرة إلى الله ورسوله واحدة فلا تعدد فيها فلذلك أعاد الجواب فيها بلفظ الشرط والهجرة لأمور الدنيا لا تنحصر فقد يهاجر الإنسان لطلب دنيا مباحة تارة ومحرمة تارة وأفراد ما يقصد بالهجرة من أمور الدنيا لا تنحصر فلذلك قال فهجرته إلى ما هاجر إليه يعني كائنا ما كان وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ‏{‏إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ‏}‏ الممتحنة

قال كانت المرأة إذا أتت النبي صلى الله عليه وسلم حلفها بالله ما خرجت من بغض زوج وبالله ما خرجت رغبة بأرض عن أرض وبالله ما خرجت التماس دنيا وبالله ما خرجت إلا حبا لله ورسوله أخرجه ابن أبي حاتم وابن جرير والبزار في مسنده وخرجه الترمذي في بعض نسخ كتابه مختصرًا

وقد روى وكيع في كتابه عن الأعمش عن شقيق هو أبو وائل قال خطب أعرابي من الحي امرأة يقال لها أم قيس فأبت أن تزوجه حتى يهاجر فهاجر فتزوجته فكنا نسميه مهاجر أم قيس قال فقال عبد الله يعني ابن مسعود من هاجر يبتغي شيئًا فهو له وهذا السياق يقتضي أن هذا لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان في عهد ابن مسعود ولكن روي من طريق سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود قال كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها أم قيس فأبت أن تزوجه حتى يهاجر فهاجر فتزوجها وكنا نسميه مهاجر أم قيس قال ابن مسعود من هاجر لشيء فهو له وقد اشتهر أن قصة مهاجر أم قيس هي كانت سبب قول النبي صلى الله عليه وسلم من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها وذكر ذلك كثير من المتأخرين في كتبهم ولم نر لذلك أصلًا يصح والله أعلم

وسائر الأعمال كالهجرة في هذا المعني فصلاحها وفسادها بحسب النية الباعثة عليها كالجهاد والحج وغيرهما وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن اختلاف الناس في الجهاد وما يقصد به من الرياء وإظهار الشجاعة والعصبية وغير ذلك أي ذلك في سبيل الله فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله فخرج بهذا كل ما سألوه عنه من المقاصد الدنيوية ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري أن أعرابيًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن قاتل في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله وفي رواية لمسلم سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء فأي ذلك في سبيل الله فذكر الحديث وفي رواية له أيضًا الرجل يقاتل غضبًا ويقاتل حمية

وخرج النسائي من حديث أبي أمامة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت رجلًا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاشيء ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يقبل إلا ما كان خالصا وابتغى به وجهه

وخرج أبو داود من حديث أبي هريرة أن رجلًا قال يا رسول الله رجل يريد الجهاد وهو يريد عرضا من عرض الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أجر له فأعاد عليه ثلاثًا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لا أجر له

وخرج الإمام أحمد وأبو داود من حديث معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الغزو غزوان فأما من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام وأنفق الكريمة وياسر الشريك واجتنب الفساد فإن نومه ونبهه أجر كله وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنه لم يرجع بالكفاف

وخرج أبو داود من حديث عبدالله بن عمرو قال قلت يا رسول الله أخبرني عن الجهاد والغزو فقال إن قاتلت صابرا محتسبا بعثك الله صابرا محتسبا وإن قاتلت مرائيا مكاثرا بعثك الله مرائيا مكاثرا على أي حال قاتلت أو قتلت بعثك الله بتلك الحال

وخرج مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت القرآن فيك قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قاريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال فما عملت فيها فقال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار وفي الحديث إن معاوية لما بلغه هذا الحديث بكى حتى غشي عليه فلما أفاق قال صدق الله ورسوله قال الله عز وجل ‏{‏مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ‏}‏ هود

وقد ورد الوعيد على تعلم العلم لغير وجه الله كما خرجه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من تعلم علمًا مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة يعني ريحها

وخرج الترمذي من حديث كعب بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من طلب العلم ليماري به السفهاء أو يجاري به العلماء أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار وخرجه ابن ماجه بمعناه من حديث ابن عمر وحذيفة وجابر رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظ حديث جابر لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا لتماروا به السفهاء ولا تخيروا بالمجالس فمن فعل ذلك فالنار النار فقال ابن مسعود لا تعلموا العلم لثلاث لتماروا به السفهاء أو لتجادلوا به الفقهاء أو لتصرفوا وجوه الناس إليكم وابتغوا بقولكم وفعلكم ما عند الله فإنه يبقى ويذهب ما سواه وقد ورد الوعيد على العمل لغير الله عموما كما خرج الإمام أحمد من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بشر هذه الأمة بالثناء بالعز والرفعة والدين والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب واعلم أن العمل لغير الله أقسام فتارة يكون رياء محضا بحيث لا يراد به سوى مرئيات المخلوقين لغرض دنيوي كحال المنافقين في صلاتهم قال الله عز وجل ‏{‏وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ‏}‏ النساء وقال تعالى ‏{‏فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ‏}‏ الماعون

وكذلك وصف الله تعالى الكفار بالرياء المحض في قوله ‏{‏وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ‏}‏ الأنفال وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر عن مؤمن في فرض الصلاة والصيام وقد يصدر في الصدقة الواجبة والحج وغيرهما من الأعمال الظاهرة والتي يتعدى نفعها فإن الإخلاص فيها عزيز وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء فإن شاركه من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه أيضًا وحبوطه

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه وخرجه ابن ماجه ولفظه فأنا منه بريء وهو للذي أشرك

وخرج الإمام أحمد عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى يرائي فقد أشرك ومن صام يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك فإن الله عز وجل يقول أنا خير قسيم لمن أشرك بي شيئًا فإن جدة عمله قليلة وكثيرة لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غني

وخرج الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه من حديث أبي سعيد بن أبي فضالة، وكان من الصحابة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمل عمله لله فليطلب ثوابه من عند غير الله عز وجل فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك

وخرج البزار في مسنده من حديث الضحاك بن قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل يقول أنا خير شريك فمن أشرك معي شريكا فهو لشريكه يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم لله عز وجل فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما أخلص له ولا تقولوا هذا لله والرحم فإنها للرحم وليس لله منها شيء ولا تقولوا هذا لله ولوجوهكم فإنها لوجوهكم وليس لله منها شيء

وخرج النسائي بإسناد جيد عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت رجلًا غزا يلتمس الأجر والذكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاشيء له فأعادها عليه ثلاث مرات يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم لاشيء له ثم قال إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغى به وجهه

وخرج الحاكم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رجل يا رسول الله إنى أقف الموقف أريد به وجه الله وأريد أن يرى موطني فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا حتى نزلت فمن كان يرجو لقاء ربه الكهف ومن يروي عنه هذا المعنى أن العمل إذا خالطه شيء من الرياء كان باطلًا طائفة من السلف منهم عبادة بن الصامت وأبو الدرداء والحسن وسعيد بن المسيب وغيرهم وفي مراسيل القاسم بن مخيمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقبل الله عملًا فيه مثقال حبة من خردل من رياء ولا نعرف عن السلف في هذا خلافًا وإن كان فيه خلاف عن بعض المتأخرين فإن خالط نيته الجهاد مثل نية غير الرياء مثل أخذه أجرة للخدمة أو أخذ شيء من الغنيمة أو التجارة نقص بذلك أجر جهاده ولم يبطل بالكلية وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قالإن الغزاة إذا غنموا غنيمة تعجلوا ثلثي أجرهم فإن لم يغنموا شيئًا تم لهم أجرهم وقد ذكرنا فيما مضى أحاديث تدل على أن من أراد بجهاده عرضا من الدنيا أنه لا أجر له وهي محمولة على أنه لم يكن له غرض في الجهاد إلا الدنيا وقال الإمام أحمد التاجر والمستأجر والمكاري أجرهم على قدر ما يخلص من نيتهم في غزواتهم ولا يكون مثل من جاهد بنفسه وماله لا يخلط به غيره وقال أيضًا فيمن يأخذ جعلا على الجهاد إذا لم يخرج إلا لأجل الدراهم فلا بأس أن يأخذ كأنه خرج لدينه فإن أعطي شيئًا أخذه وكذا روي عن عبدالله بن عمرو قال إذا جمع أحدكم على الغزو فعوضه الله رزقا فلا بأس بذلك وأما إن أحدكم إن أعطي درهما غزا وإن منع درهما مكث فلا خير في ذلك وكذا قال الأوزاعي إذا كانت نية الغازي على الغزو فلا أرى بأسًا وهكذا يقال فيمن أخذ شيئًا في الحج ليحج به إما عن نفسه أو عن غيره وقد روي عن مجاهد أنه قال في حج الحمال وحج الأجير وحج التاجر هو تام لا ينقص من أجورهم شيء وهذا محمول على أن قصدهم الأصلي كان هو الحج دون التكسب وأما إن كان أصل العمل لله ثم طرأت عليه نية الرياء فلا يضره فإن كان خاطرا ودفعة فلا يضره بغير خلاف فإن استرسل معه فهل يحبط عمله أم لا يضره ذلك ويجازى على أصل نيته في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف قد حكاه الإمام أحمد وابن جرير الطبري وأرجو أن عمله لا يبطل بذلك وأنه يجازى بنيته الأولي وهو مروي عن الحسن البصري وغيره ويستدل لهذا القول بما خرجه أبو داود في مراسيله عن عطاء الخراساني أن رجلًا قال يا رسول الله إن بني سلمة كلهم يقاتل فمنهم من يقاتل للدنيا ومنهم من يقاتل نجدة ومنهم من يقاتل ابتغاء وجه الله فأيهم الشهيد قال كلهم إذا كان أصل أمره أن تكون كملة الله هي العليا وذكر ابن جرير أن هذا الاختلاف إنما هو في عمل يرتبط آخره بأوله كالصلاة والصيام والحج فأما ما لا ارتباط فيه كالقراءة والذكر وإنفاق المال ونشر العلم فإنه ينقطع بنية الرياء الطارئة عليه ويحتاج إلى تجديد نية، وكذلك روي عن سليمان بن داود الهاشمي أنه قال ربما أحدث بحديث ولي فيه نية فإذا أتيت على بعضه تغيرت نيتي فإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيات ولا يرد على هذا الجهاد كما في مرسل عطاء الخراساني فإن الجهاد يلزم بحضور الصف ولا يجوز تركه حينئذ فيصير كالحج فأما إذا عمل العمل لله خالصا ثم ألقى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين بذلك بفضل ورحمة واستبشر بذلك لم يضره ذلك وفي هذا المعنى جاء حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الرجل يعمل العمل لله من الخير يحمده الناس عليه فقال تلك عاجل بشرى المؤمن خرجه مسلم وخرجه ابن ماجه وعنده الرجل يعمل العمل فيحبه الناس عليه ولهذا المعنى فسره الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وابن جرير الطبري وغيرهم، وكذلك الحديث الذي خرجه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلًا قال يا رسول الله الرجل يعمل فيسره فإذا اطلع عليه أعجبه فقال له أجران أجر السر وأجر العلانية ولنقتصر على هذا المقدار من الكلام على الإخلاص والرياء فإن فيه كفاية وبالجملة فما أحسن قول سهل بن عبد الله ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب وقال يوسف بن الحسين الرازي أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر

وقال ابن عيينة كان من دعاء مطرف بن عبد الله اللهم إنى أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أوف به لك وأستغفرك مما زعمت إنى أردت به وجهك فخالط قلبي منه ما قد عملت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الزعيم
عضو متألق
عضو متألق
الزعيم


عدد المساهمات : 645
تاريخ التسجيل : 12/11/2010

شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات   شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات Icon_minitime1الخميس 14 فبراير - 9:46

فصل

وأما النية بالمعنى الذي ذكره الفقهاء وهو تمييز العبادات وتمييز العبادات بعضها من بعض فإن الإمساك عن الأكل والشرب يقع تارة حمية وتارة لعدم القدرة على الأكل وتارة تركًا للشهوات لله عز وجل فيحتاج في الصيام إلى نية ليتميز بذلك عن ترك الطعام على غير هذا الوجه

وكذلك العبادات كالصلاة والصيام منها فرض ومنها نفل والفرض يتنوع أنواعا فإن الصلوات المفروضات خمس صلوات في كل يوم وليلة والصيام الواجب تارة يكون صيام رمضان وتارة يكون كفارة أو عن نذر ولا يتميز هذا كله إلا بالنية

وكذلك الصدقة تكون نفلا وتكون فرضًا والفرض منه زكاة ومنه كفارة ولا يتميز ذلك إلا بالنية فيدخل ذلك في عموم قوله صلى الله عليه وسلم وإنما لكل امريء ما نوى

وفي بعض ذلك اختلاف مشهور بين العلماء فإن منهم من لا يوجب تعيين النية للصلاة المفروضة بل يكفي عنده أن ينوي فرض الوقت وإن لم يستحضر تسميته في الحال وهي رواية عن الإمام أحمد وينبني على هذا القول أن من فاتته صلاة من يوم وليلة ونسي عينها أن عليه أن يقضي ثلاث صلوات الفجر والمغرب ورباعية واحدة

وكذلك ذهب طائفة من العلماء إلى أن صيام رمضان لا يحتاج إلى نية معينة أيضًا بل يجزى نية الصيام مطلقا لأن وقته غير قابل لصيام آخر وهو أيضًا رواية عن الإمام أحمد وربما حكي عن بعضهم أن صيام رمضان لا يحتاج إلى نية بالكلية لتعيينه بنفسه فهو كرد الودائع

وحكي عن الأوزاعي أن الزكاة كذلك وتأول بعضهم قوله على أنه أراد أنها تجزي بنية الصدقة المطلقة كالحج

وكذلك قال أبو حنيفة لو تصدق بالنصاب كله من غير نية أجزأه عن زكاته

وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلًا يلبي بالحج عن رجل فقال له أحججت عن نفسك قال لا قال هذه عن نفسك ثم حج عن الرجل

وقد تكلم في صحة هذا الحديث ولكنه صحيح عن ابن عباس وغيره وأخذ بذلك الشافعي وأحمد في المشهور عنه وغيرهما في أن حجة الإسلام تسقط بنية الحج مطلقًا سواء نوى التطوع أو غيره ولا يشترط للحج تعيين النية فمن حج عن غيره ولم يحج عن نفسه وقع عن نفسه

وكذلك لو حج عن نذر أو نفلًا ولم يكن حج حجة الإسلام فإنها تنقلب عنها وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر أصحابه في حجة الوداع بعدما دخلوا معه وطافوا وسعوا أن يفسخوا حجهم ويجعلوه عمرة، وكان منهم القارن والمفرد وإنما كان طوافهم عند قدومهم طواف القدوم وليس بفرض وقد أمرهم أن يجعلوه طواف عمرة وهو فرض وقد أخذ بذلك الإمام أحمد في فسخ الحج وعمل به وهو مشكل على أصله فإنه يوجب تعيين الطواف الواجب للحج والعمرة بالنية وخالفه في ذلك أكثر الفقهاء كمالك والشافعي وأبي حنيفة

وقد يفرق الإمام أحمد بين أن يكون طوافه في إحرام انقلب كالإحرام الذي يفسخه ويجعله عمرة فينقلب الطواف فيه تبعا لانقلاب الإحرام كما ينقلب الطواف في الإحرام الذي نوى به التطوع إذا كان عليه حجة الإسلام تبعا لانقلاب الإحرام من أصله ووقوعه عن فرضه بخلاف ما إذا طاف للزيارة بنية الوداع أو التطوع فإن هذا لا يجزيه إلا أن ينوي به الفرض ولم ينقلب فرضًا تبعا لانقلاب إحرامه والله أعلم

ومما يدخل في هذا الباب أن رجلًا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان قد وضع صدقته عند رجل فجاء ولد صاحب الصدقة فأخذها ممن هي عنده فعلم بذلك أبوه فخاصمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما إياك أردت فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمتصدق لك ما نويت وقال للآخذ لك ما أخذت خرجه البخاري

وقد أخذ الإمام أحمد بهذا الحديث وعمل به في المنصوص عنه وإن كان أكثر أصحابه على خلافه فإن الرجل إنما منع من دفع الصدقة إلى ولده خشية أن تكون محاباة فإذا وصلت إلى ولده من حيث لا يشعر كانت المحاباة منتفية وهو من أهل استحقاق الصدقة في نفس الأمر ولهذا لو دفع صدقته إلى من يظنه فقيرًا

وكان غنيًا في نفس الأمر أجزأته على الصحيح لأنه إنما دفع إلى من يعتقد استحقاقه والفقر أمر خفي لا يكاد يطلع عل حقيقته وأما الطهارة فالخلاف في اشتراط النية لها مشهور وهو يرجع إلى أن الطهارة للصلاة هل هي عبادة مستقلة أم هي شرط من شروط الصلاة كإزالة النجاسة وستر العورة فمن لم يشترط لها النية جعلها كسائر شروط الصلاة

ومن اشترط لها النية جعلها عبادة مستقلة فإذا كانت عبادة في نفسها لم تصح بدون النية

وهذا قول جمهور العلماء ويدل على صحة ذلك تكاثر النصوص الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الوضوء يكفر الذنوب والخطايا وأن من توضأ كما أمر كان كفارة لذنوبه وهذا يدل على أن الوضوء المأمور به في القرآن عبادة مستقلة بنفسها حيث رتب عليه تكفير الذنوب والوضوء الخالي من النية لا يكفر شيئًا من الذنوب بالاتفاق فلا يكون مأمورًا به ولا تصح به الصلاة ولهذا لم يرد في شيء من بقية شرائط الصلاة كإزالة النجاسة وستر العورة ما ورد في الوضوء من الثواب ولو شرك بين نية الوضوء وبين قصد التبرد أو إزالة النجاسة أو الوسخ أجزأه في المنصوص عن الشافعي وهذا قول أكثر أصحاب أحمد لأن هذا القصد ليس بمحرم ولا مكروه ولهذا لو قصد مع رفع الحدث تعليم الوضوء لم يضره ذلك وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقصد أحيانا بالصلاة تعليمها للناس

وكذلك الحج كما قال خذوا عني مناسككم ومما تدخل النية فيه من أبواب العلم مسائل الأيمان فلغوا اليمين لا كفارة فيه وهو ما جرى على اللسان من غير قصد بالقلب ألبتة كقوله لا والله وبلى والله في أثناء الكلام قال تعالى ‏{‏لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ‏}‏ الآية، وكذلك يرجع في الأيمان إلى نية الحالف وما قصد بيمينه فإن حلف بالطلاق أو عتاق ثم ادعى أنه نوى ما يخالف ظاهر لفظه فإنه يدين فيما بينه وبين الله عز وجل وهل يقبل منه في ظاهر الحكم فيه قولان للعلماء مشهوران وهما روايتان عن أحمد

وقد روي عن عمر أنه رفع إليه رجل قالت له امرأته شبهني قال كأنك ظبية كأنك حمامة فقالت لا أرضى حتى تقول أنت خلية طالق فقال ذلك فقال عمر خذ بيدها فهي امرأتك خرجه أبو عبيد وقال أراد الناقة تكون معقولة ثم تطلق من عقالها ويحل عنها فهي خلية من العقال وهي طالق لأنها قد انطلقت منه فأراد الرجل ذلك فأسقط عنه عمر الطلاق لنيته قال وهذا أصل لكل من تكلم بشيء يشبه لفظ الطلاق والعتاق وهو ينوي غيره إن القول فيه قوله فيما بينه وبين الله عز وجل في الحكم على تأويل عمر رضي الله عنه ويروى عن السميط السدسي وقال خطبت امرأة فقالوا لا نزوجك حتى تطلق امرأتك فقلت إنى طلقتها ثلاثًا فزوجوني ثم نظروا فإذا امرأتي عندي فقالوا أليس قد طلقتها ثلاثًا فقلت كان عندي فلانة فطلقتها وفلانة فطلقتها فأما هذه فلم أطلقها فأتيت شقيق بن ثور وهو يريد الخروج إلى عثمان وافدا فقلت له سل أمير المؤمنين عن هذه فخرج فسأله فذكر ذلك لعثمان فجعلها له فقال بنيته خرجه أبو عبيد في كتاب الطلاق وحكي إجماع العلماء على مثل ذلك وقال إسحاق بن منصور قلت لأحمد حديث السميط تعرفه قال نعم السدسي وإنما جعل نيته بذلك وقال إسحق فإن كان الحالف ظعالمًا ونوى خلاف ما حلفه عليه غريمه لم تنفعه نيته وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يمينك على ما يصدقك عليه صاحبك وفي رواية له اليمين على نية المستحلفوهو محمول على الظالم فأما المظلوم فينفعه ذلك وقد خرج الإمام أحمد وابن ماجه من حديث سويد بن حنظلة قال خرجنا نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعناه وائل بن حجر فأخذه عدو له فتحرج الناس أن يحلفوا فحلفت أنا أنه أخي فخلي سبيله وأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته أن القوم تحرجوا أن يحلفوا فحلفت أنا أنه أخي فقال صدقت المسلم أخو المسلم، وكذلك قد تدخل النية في الطلاق والعتاق فإذا أتى بلفظ من ألفاظ الكنايات المحتملة للطلاق أو العتاق فلا بد له من النية وهل يقوم مقام النية دلالة الحال من غضب أو سؤال الطلاق ونحوه أم لا فيه خلاف مشهور بين العلماء وهل يقع بذلك الطلاق في الباطن كما لو نواه أم يلزم به في ظاهر الحكم فقط فيه خلاف أيضًا مشهور ولو أوقع الطلاق بكناية ظاهرة كالبتة ونحوها فهل يقع به الثلاث أو واحدة فيه قولان مشهوران فظاهر مذهب أحمد أنه يقع به الثلاث مع إطلاق النية فإن نوى به ما دون الثلاث وقع به ما نواه وحكي عنه رواية أخرى أنه يلزمه الثلاث أيضًا ولو رأى امرأة يظنها امرأته فطلقها ثم بانت أجنبية طلقت امرأته لأنه إنما قصد طلاق امرأته نص على ذلك أحمد وحكي عنه رواية أخرى أنها لا تطلق وهو قول الشافعي ولو كان بالعكس بأن رأى امرأة ظنها أجنبية فطلقها فبانت امرأته فهل تطلق فيه قولان وهما روايتان عن أحمد والمشهور من مذهب الشافعي وغيره أنها لا تطلق ولو كان له امرأتان فنهى إحداهما عن الخروج ثم رأى امرأة قد خرجت فظنها المنهية فقال لها فلانة خرجت أنت طالق فقد اختلف العلماء فيها فقال الحسن تطلق المنهية لأنها هي التي نواها وقال إبراهيم يطلقها وقال عطاء لا تطلق واحدة منها وقال أحمد إنها تطلق المنهية رواية واحدة لأنه نوى طلاقها وهل تطلق المواجهة على روايتين عنه فاختلف الأصحاب على القول بأنها تطلق هل تطلق في الحكم فقط أم في الباطن أيضًا على طريقتين لهم وقد استدل بقوله صلى الله عليه وسلم الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى على أن العقود التي يقصد بها في الباطن التوصل إلى ما هو محرم غير صحيحة كعقود البيوع التي يقصد بها معنى الربا ونحوها كما هو مذهب مالك وأحمد وغيرهما فإن هذا العقد إنما نوى به الربا لا بالبيع وإنما لكل امريء ما نوى ومسائل النية المتعلقة بالفقه كثيرة جدًا وفيما ذكرنا كفاية وقد تقدم عن الشافعي أنه قال في هذا الحديث إنه يدخل في سبعين بابًا من الفقه والله أعلم

والنية هي قصد القلب ولا يجب التلفظ بما في القلب في شيء من العبادات

وخرج بعض أصحاب الشافعي له قولًا باشتراط التلفظ بالنية للصلاة وغلط المحققون منهم واختلف المتأخرون من الفقهاء في التلفظ بالنية في الصلاة وغيرها فمنهم من استحبه ومنهم من كرهه ولا نعلم في هذه المسائل نقلا خاصا عن السلف ولا عن الأئمة إلا في الحج وحده فإن مجاهدا قال إذا أراد الحج يسمي ما يهل به وروي عنه أنه قال يسميه في التلبية وهذا ليس مما نحن فيه فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر نسكه في تلبيته فيقول لبيك عمرة وحجة وإنما كلامنا أنه يقول عند إرادة عقد الإحرام اللهم إنى أريد الحج والعمرة كما استحب ذلك كثير من الفقهاء وكلام مجاهد ليس صريحا في ذلك وقال أكثر السلف منهم عطاء وطاوس والقاسم بن محمد والنخعي تجزيه النية عند الإهلال وصح عن ابن عمر أنه سمع رجلًا عند إحرامه يقول اللهم إنى أريد الحج والعمرة فقال له أتعلم الناس أو ليس الله يعلم ما في نفسك ونص مالك على مثل هذا وأنه لا يستحب له أن يسمي ما أحرم به حكاه صاحب كتاب تهذيب المدونة من أصحابه وقال أبو داود فقلت لأحمد أتقول قبل التكبير يعني في الصلاة شيئًا قال لا وهذا قد يدخل فيه أنه لا يتلفظ بالنية والله سبحانه وتعالى أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الزعيم
عضو متألق
عضو متألق
الزعيم


عدد المساهمات : 645
تاريخ التسجيل : 12/11/2010

شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات   شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات Icon_minitime1الخميس 14 فبراير - 9:53



1- عن أميرِ المؤمنينَ أبي حفصٍ عمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: ((إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَو امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)).
رواه إماما المحدِّثينَ:
أبو عبدِ اللهِ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ بنِ المغيرةِ ابنِ بَرْدِزْبَه البُخاريُّ.
وأبو الحُسَيْنِ مسلِمُ بنُ الحجَّاجِ بنِ مُسلمٍ القُشيْريُّ النَّيْسَابوريُّ في (صحيحيهما) اللَّذين هما أصحُّ الكتُبِ الْمُصَنَّفةِ.

عناصر الدرس :

مقدمة تمهيدية

النبي صلى الله عليه وسلم أعطي جوامع الكلم
أنواع جوامع الكلم التي خُصَّ بها النبي صلى الله عليه وسلم
عناية العلماء بالأحاديث الجوامع
الكتب المصنفة في الأحاديث الجوامع
أقوال العلماء في الأحاديث التي تدور عليها أحكام الإسلام
قول الإمام أحمد
الرواية الأولى: ثلاثة أحاديث: (حديث عمر، وحديث النعمان بن بشير، وحديث عائشة: " من أحدث في أمرنا ")
الرواية الثانية: ثلاثة أحاديث: (حديث عمر، وحديث ابن مسعود، وحديث عائشة)
قول إسحاق بن راهويه: أربعة أحاديث: (حديث عمر، وحديث النعمان بن بشير، وحديث ابن مسعود، وحديث عائشة)
قول أبي عبيد القاسم بن سلام: حديثان: (حديث عمر، وحديث عائشة)
قول أبي داود السجستاني
الرواية الأولى: أربعة أحاديث: (حديث عمر، وحديث النعمان بن بشير، وحديث أبي هريرة: "من حسن إسلام المرء.."، وحديث أبي هريرة: " إن الله طيب..")
الرواية الثانية: أربعة أحاديث: (حديث عمر، حديث النعمان بن بشير، حديث أبي هريرة: " من حسن إسلام المرء.."، وحديث: "لا يكون المؤمن مؤمناً حتى...")
الرواية الثالثة: خَمْسَة أحاديث: (حديث عمر، وحديث النعمان بن بشير، وحديث أبي هريرة: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه.."، وحديث تميم الداري، وحديث أبي سعيد الخدري " لا ضرر ولا ضرار")
الرواية الرابعة: أربَعَة أحاديث: (حديث عمر، حديث النعمان بن بشير، حديث أبي هريرة: "من حسن إسلام المرء.."، وحديث سهل الساعدي)
نظم المعافري الأندلسي للأحاديث الجوامع

تعريف بالمتن ومصنفه
ترجمة موجزة للنووي
أصل كتاب الأربعين
انتقاد بعض الشراح للنووي تركه حديث: (ألحقوا الفرائض بأهلها...)
بيان منزلة الكتاب وشرح ابن رجب عليه
سبب تأليف ابن رجب لهذا الشرح
تسمية شرح ابن رجب
طريقة ابن رجب في شرحه
الأحاديث التي زادها ابن رجب على الأربعين النووية
الحديث الأول: حديث عمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ مرفوعاً: (إنما الأعمال بالنيات)

سبب تصدير البخاري صحيحه بهذا الحديث

موضوع الحديث: أهمية النية في العمل

بيان منزلة الحديث
كلام الأئمة في أهمية هذا الحديث

الكلام على طرق الحديث
بيان درجة الحديث

ترجمة راوي الحديث
أول من لقب بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب
(أمير المؤمنين) لقب من يتولى خلافة المسلمين
شرح قوله: (رضي الله عنه)
شرح قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات)

إفادة (إنما) للحصر

صيغة: (إنما الأعمال بالنيات) و(الأعمال بالنيات) تفيد الحصر
مسألة: أقسام العموم عند الأصوليين

أقوال العلماء في معنى الحصر في قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات)
القول الأول: الأَعْمَالُ صَحِيحَةٌ، أوْ مُعْتَبَرَةٌ، أو مثاب عليها بالنِّيَّاتِ، وهو قول الجمهور
على هذا القول: المراد بالأعمال: الأعمالُ الشَّرْعِيَّةُ المُفْتَقِرةُ إلى النِّيَّةِ
القول الثاني: الأعمال واقعة أو حاصلة بالنيات
على هذا القول: المراد بالأعمال: الأعمال الاختيارية وإن لم تكن على جهة التعبد
القول الثالث: الأعمالُ صالِحَةٌ أوْ فاسِدَةٌ، أوْ مَقْبُولَةٌ أوْ مَرْدُودَةٌ؛ بسبب النِّيَّاتِ
على هذا القول: يكون المراد أن صلاح الأعمال وفسادها ناتج عن صلاح النيات وفسادها
القول الراجح في معنى الحصر في الحديث

معنى (الأعمال) في الحديث
الحديث يشتمل على جميع أفعال الجوارح
صحة الأعمال مشروطة بإرادة القلب وقصده وجه الله تعالى
شرطا قبول العمل:
الشرط الأول: الإخلاص
الشرط الثَّاني: المتابعة

أقسام وأحوال دخول الرياء على العمل
القسم الأول: أن يكون رياءً محضاً
القسم الثاني: أن يكونَ العَمَلُ للَّهِ، ويدخله الرِّياء وله حالتان:
الأولى: أن يدخل الرياء العمل من أصله فيبطل العمل.
الثانية: أن يكون أصل العمل لله، ثم طرأ عليه الرياء وله حالتان:
الأولى: أن يكون الرياء خاطراً فيدفعه، فلا يضره.
الثانية: أن لا يدفعه فيسترسل معه، وهذا فيه خلاف.
ذكر ابن جرير أن محل الخلاف إنَّما هوَ فِي عَمَلٍ يَرْتَبِطُ آخِرُهُ بأوَّلِهِ؛ كالصَّلاةِ والصِّيامِ والحَجِّ

مسألة: حكم العمل إذا كان لله ثم خالطته نية غير الرياء

مسألة: حكم العمل إذا كان لله تعالى ثم ألقى الله لصاحبه الثناء الحسن

معنى الباء في قوله: (بالنيات)
معنى (النية) في اللغة
معنى (النية) في نصوص الكتاب والسنة
ترد النية في النصوص بلفظ (الإرادة) و(الابتغاء)
الفرق بين النية والإرادة والقصد
ذكر بعض النصوص في التعبير عن النية بالإرادة والابتغاء
معنى (النية) عند الفقهاء
كثرة المسائل الفقهية المتعلقة بالنية
تأثير النية في مسائل العبادات
تأثير النية في مسائل الأيمان والنذور
تأثير النية في مسائل الطلاق والعتاق
تأثير النية في مسائل البيوع
حكم تعيين النية لبعض العبادات
تعيين النية للطهارة
تعيين النية للصلاة المفروضة
تعيين النية للزكاة
تعيين النية لصيام رمضان
تعيين النية للحج
حكم التلفظ بالنية
مباحث النية عند أهل العلم على ثلاثة أنواع
النوع الأول: تمييز المَقصُود بالعملِ، هل هو وجه الله أو لا؟
من مظان هذا النوع: كتب العقيدة والسلوك
النوع الثاني: تمييز العبادات عن العادات
أمثلة على تمييز العبادات عن العادات
من مظان هذا النوع: كتب الفقه والسلوك
النوع الثالث: تمييز العبادات بعضها عن بعض
أمثلة على تمييز العبادات بعضها عن بعض
من مظان هذا النوع: كتب الفقه والسلوك
ضوابط تحويل المباح إلى قربة
أثر النية الصالحة على المباحات
أقوال جامعة في النية والإخلاص
حكم فعل العبادة ابتغاء الثواب الدنيوي

أقسام العبادات من حيث مشروعية طلب الثواب الدنيوي بها
القسم الأول: عبادات لا يشرع فيها طلب الثواب الدنيوي
القسم الثاني: عبادات حضَّ عليها الشارع بذكر ثوابها في الدنيا
شرح قوله: (وإنما لكل امرئ ما نوى)

معنى اللام في قوله: (لكل امرئ)
شرح قوله: (فمن كانت هجرته إلى الله...)
معنى الفاء في قوله: (فمن كانت...)

أصل الهجرة وحقيقتها
معنى الهجرة إلى الله ورسوله
معنى الهجرة للرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد موته

ذكر الهجرة في الحديث من باب التمثيل على أثر النية في العمل
الهجرة تختلف باختلاف النيات
سائر الأعمال كالهجرة في الصلاح والفساد بحسب النية

معنى الهجرة يشمل هجرة المكان وهجرة العمل وهجرة العامل

أقسام الهجرة لله تعالى
القسم الأول: ترك بلد الشرك إلى بلد الإسلام
القسم الثاني: ترك بلد البدعة إلى بلد السنة
القسم الثالث: ترك بلد الفواحش والمنكرات إلى بلد الاستقامة والطاعات

فائدة تكرار فعل الشرط في جواب الشرط في الحديث
شرح قوله: (ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)

ذكر قصة مهاجر أم قيس، وهل هي سبب ورود الحديث؟
فائدة: سبب عناية العلماء بأسباب ورود الحديث

معنى (النكاح) لغة وشرعاً

للإنسان حياتان: الدنيا والآخرة، وبيان معنى الدنيا

فائدة الإبهام في قوله: (إلى ما هاجر إليه)
أقسام المهاجرين

القسم الأول: المخلص لله تعالى في هجرته

القسم الثاني: المهاجر لأجل المال

القسم الثالث: المهاجر لأجل النكاح
من فوائد حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه

حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم وكمال بلاغته

ما أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم من جوامع الكلم

عظم شأن النية

تفاوت الناس في النية

الإخلاص شرط لقبول العمل

التحذير من إرادة الدنيا بعمل الآخرة

قد تتفق بعض الأعمال في صورتها وتختلف بالنية


الأســــــــــئلة :
س1: ما معنى جوامع الكلم؟
س2: ما أنواع جوامع الكلم التي خص بها النبي صلى الله عليه وسلم؟
س3: اذكر بعض الكتب المصنفة في الأحاديث الجوامع؟
س4: اذكر بعض أقوال أهل العلم في الأحاديث التي تدور عليها أحكام الإسلام؟
س5: اذكر أصل كتاب الأربعين النووية؟
س6: تحدث باختصار عن أهمية رسالة الأربعين النووية؟
س7: ما سبب تصدير الإمام النووي رحمه الله رسالته بحديث: (إنما الأعمال بالنيات)؟
س8: بين باختصار منزلة حديث : (إنما الأعمال بالنيات) معتضداً بأقوال الأئمة في ذلك؟
س9: ترجم بإيجاز للأعلام التالية:

أ- عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ب- محمد بن إسماعيل البخاري.
ج- مسلم بن الحجاج النيسابوري.
د- يحيى بن شرف النووي.

س10: ما معنى الحصر في قوله: (إنما الأعمال بالنيات)؟
س11: بين أقسام وأحكام دخول الرياء على العمل؟
س12: اذكر أنواع مباحث النية عند العلماء؟
س13: ما هي ضوابط تحويل المباح إلى قربة؟
س14: ما حكم فعل العبادة ابتغاء الثواب الدنيوي؟
س15: اشرح قوله صلى الله عليه وسلم: (وإنما لكل امرئ ما نوى)؟
س16: ما معنى الهجرة؟
س17: هل لهذا الحديث سبب ورود؟
س18: اذكر أقسام الهجرة لله تعالى؟
س19: ما فائدة تكرار فعل الشرط في جواب الشرط في قوله: (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله)؟
س20: بين ما يفيده التنكير بكلمة (ما) في قوله: (إلى ما هاجر إليه)؟
س21: عدد بعض الفوائد المستنبطة من الحديث؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الزعيم
عضو متألق
عضو متألق
الزعيم


عدد المساهمات : 645
تاريخ التسجيل : 12/11/2010

شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات   شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات Icon_minitime1الخميس 14 فبراير - 9:55

الفوائد التربوية :

الفائدة الأولى : أهمية النية الصالحة ، وعظم فضلها حيث أن جميع الأعمال مدارها على النية .

الفائدة الثانية : الناس يختلفون في قبول العمل وعدم قبوله ، وعظم الثواب والأجر ونقصانه بناء على اختلافهم في صدق النية وصلاحها أو فسادها ، وكمالها أونقصانها .

الفائدة الثالثة : مدار الثواب في الأعمال عند الله سبحانه مرتبط بالنية الصالحة وليس مجرد الفعل ، ومن هنا لم ينتفع المنافقون بأعمالهم وذلك لذهاب نيتهم الصالحة أو نقصانها .

الفائدة الرابعة : فوائد النية بالنسبة للأعمال : ـ
أ ـ تميز العبادة من العادة : مثل تميز غسل الجنابة عن غسل التبرد والتنظف .
ب ـ تميز العبادات بعضها من بعض : مثل تميز صلاة الظهر عن صلاة العصر .
ج ـ تميز المقصود بالعمل أهو الله وحده أم لا ؟

الفائدة الخامسة : بالنية الصالحة تتحول المباحات إلى مستحبات يثاب عليها الإنسان ، فمن جلس مع غيره وسامره وآنسه من غير باطل فيثاب على هذا المباح إن قصد مؤانسة أخيه المسلم وإدخال السرور عليه وهكذا .

الفائدة السادسة : يدل الحديث على وجوب تعاهد النية والعناية بها ومعالجتها .

الفائدة السابعة : النية الصادقة لابد لهاأن تكون على سنة نبوية حتى تقبل عند الله ، قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } قال : أخلصه وأصوبه ، وقال إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصا لم يقبل ، حتى يكون خالصاً صواباً ، قال : والخالص إذا كان لله وحده والصواب إذا كان على السنة .أ.هـ

الفائدة الثامنة : النية الصادقة هي شهادة أن لا إله إلا الله ، والسنة النبوية التي يكون عليها العمل هي شهادة أن محمداً رسول الله .

الفائدة التاسعة : الحديث يتكلم عن قضية النية فقط وأهميتها ولم يقصد به أن النية تكفي عن العمل حيث لم يرد ذكر له ولفظ الحديث وسبب وروده يؤيد ذلك .

الفائدة العاشرة : من أساليب التعليم : ذكر قاعدة ثم ذكر مثال يوضحها .
ففي هذا الحديث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة وهي : " إنما الأعمال بالنيات " ثم ذكر لهامثالاً يوضحها وهو " الهجرة " .

الفائدة الحادية عشرة : قال ابن المبارك : رب عمل كبير تصغره النية . أ.هـ
ودلالة ذلك من الحديث أن الرجل الذي هاجر قد عمل عملاً من أجل الأعمال وهو الهجرة ، لكن صغر العمل وذهب أجره لفساد نيته .

الفائدة الثانية عشرة : أشد ملهيات الدنيا ومنقصات الدين الشهوة ، ولذلك خصها النبي صلى الله عليه وسلم بالذكر فقال " أو امرأة ينكحها " مع أنها داخلة في قوله " ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها " ففيه الإرشاد للحذر منها على وجه الخصوص .

الفائدة الثالثة عشر : الوساوس والخواطر والواردات التي ترد على النية لا تؤثر عيها مالم تغير أصل النية ، فالنية الفاسدة هي النية التي أصل عقدها ومنشئها وبدايتها لغير الله أو أن صاحبها غير نيته بعد أن كانت صالحة وصرفها عن أصلها .
ولذلك قال في شأن النية الفاسدة الباطلة " ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها " فأصل نيته إرادة الدنيا " لدنيا " ومن عرف هذا الأصل سلم من شبهات الوساوس وخواطر النفس بإذن الله سبحانه .

الفائدة الرابعة عشر : دل الحديث على أن إخلاص النية لله ، وإرادة العمل وجه الله سهل المنال بإذن الله ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم خاطب بهذا الحديث الأعرابي في باديته ، والعامي والجاهل ولم يخص أناساً دون غيرهم .

لكن الشأن الصعب تصفية النية من الشوائب وكمالها وقوتها وصدقها وهذا موطن التفاضل ومن عرف هذه سهل عليه أن يحقق أصل النية ويسعى في كمالها لا كما يعتقد البعض أن تحقيق النية من الصعوبة بمكان ولا يستطيع عليه إلا القليل من الناس .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الزعيم
عضو متألق
عضو متألق
الزعيم


عدد المساهمات : 645
تاريخ التسجيل : 12/11/2010

شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات   شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات Icon_minitime1الخميس 14 فبراير - 9:57

إعراب الحديث الأول من أحاديث الأربعين النووية
للأستاذ عمر بن عبدالله العمري
الحديث الأول
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) .
* * *
إعراب الحديث :

{ إنما } : كافة ومكفوفة {الكافة هي ما ، والمكفوفة هي إنّ كُفت عن العمل وهنا لا تختص بالدخول على الجمل الاسمية . بل يجوز دخولها على الجمل الفعلية كقوله تعالى : "إنما يخشى الله من عباده العلماء" [فاطر:28] فهي في هذه الآية دخلت على جملة فعلية} .
{ الأعمال } : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
{ بالنيات } : { الباء } : حرف جر . { النيات } : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ تقديره كائنة أو مستقرة. ويجوز إعراب الجار والمجرور في محل رفع خبر المبتدأ .
{ وإنما } : { الواو } : حرف عطف { إنما } : سبق إعرابها .
{ لكل } : { اللام } : حرف جر . { كل } : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف . والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم .
{ امرئ } : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
{ ما } : اسم موصول بمعنى الذي ، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر . { نوى } : فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر . والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو . والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
{ فمن } : { الفاء } : استئنافية . { من } : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، خبره جملة فعل الشرط وجوابه . { كانت } : فعل ماضٍ ناقص يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، مبني على الفتح ، و { التاء } : للتأنيث . والفعل الناقص في محل جزم فعل الشرط .
{ هجرته } : { هجرة } : اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخر ه ، وهو مضاف . { الهاء } : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة . { إلى } : حرف جر . { الله } : اسم مجرور علامة جره الكسرة . والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر كان . ويجوز إعراب الجار والمجرور في محل نصب خبر كان .
{ ورسوله } : { الواو } : حرف عطف . {رسول} : اسم معطوف على {الله} ، مجرور علامة جره الكسرة ، وهو مضاف . { الهاء } : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه .
{ فهجرته } : { الفاء } : واقعة في جواب الشرط . { هجرة } : مبتدأ مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف . { الهاء } : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة .والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط .
{ إلى الله ورسوله } : سبق إعرابها . ويُكتفى في كونها في محل رفع خبر المبتدأ {هجرته} .
{ ومن } : { الواو } : استئنافية . { من كانت هجرته } : سبق إعرابها .
{ لدنيا } : { اللام } : حرف جر . { دنيا } : اسم مجرور باللام وعلامة جره فتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر .
{ يصيبها } : يصيب فعل مضارع مرفوع وعلامة ر فعه الضمة الظاهرة على آخره ، والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو . { الهاء } : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به . والجملة الفعلية في محل جر صفة لدنيا .
{ أو امرأة } : { أو } : حرف عطف ، وهي هنا تفيد التقسيم . { امرأة } : اسم معطـوف ، وهو مجرور وعلامة جره الكسرة .
{ ينكحها } : { ينكح } : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو . { والهاء } : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به . والجملة الفعلية في محل جر صفة لامرأة .
{ فهجرته } : سبق إعرابها . { إلى } : حرف جر .
{ما هاجر} : { ما } : اسم موصول مبني على السكون في محل جر . {هاجر}: فعل ماضٍ مبني على الفتح ، والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو . والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
{ إليه } : { إلى } : حرف جر . { الهاء } : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بهاجر .
* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شرح الأربعين النووية - الحديث الحادي والثلاثون شرح الأربعين النووية - الحديث الحادي والثلاثون للشيخ : عطية محمد سالم
» الحديث المتواتر . تعريفه . الحديث المتواتر شروطه وأنواعه . علم الحديث النبوي الشريف
» شرح الحديث العزيز و المشهور و المتواتر موضوع فى (علم الحديث)
» لطلاب علم الحديث الشريف :ابحث عن أي راو من رواة الحديث
» معرفة الحديث المكذوب من الحديث الصحيح؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑ السيرة النبويه العطره- الاحاديث الشريفة -قصص اسلامى -قصص الانبياء(Biography of the Prophet)๑۩۞۩๑-
انتقل الى: