حلمى الاخير 6

في لحظات إنفصال الذات والروح عن
الجسد الذي أنهكه الغياب وروعة وجود من نحب .. فكّرَت كثيرا كيف تهديه ذكرى
تستمر معه دائما وكيف لها أن تتركه وترحل لعالم آخر قد يكون فيه راحة
البال والسكينة ولمَ لا وهو عالم خالٍ من قيود البشر .
فلم تجد سوى أن تسطر له بعضا من بوحهما معا ربما يُكتب
لهذا البوح الخلود وتظل قصتهما في عالمهما الخاص قصة تمثل الحب العذري بكل
كينونته المفقودة الآن .
كان دائما ما يرتاح لمناجاتها في ليل المناجاة ويشكو إليها شكوى وتر ويعيشا معا في مشاهد الذكريات
يبثها أحاسيس ومشاعر وتنحدر من عينيه تلك الدمعة ويقول لها : احتويني فإني أفتقد نفسي .. ويكفي الأشواك .. التي تقابلني بطريقي فلقد أصبحت يا غاليتي.. بقايا حطام الخيال ..
تمد يدها لتأخذه في أحضانها تحتويه تلك الجميلة .. ةتربت عليه ب أصابع الحرير .. وبكل حب تهدهده كطفل مدلل وتغني له معزوفة الغرام .. وتسأله ماذا حدث ؟.. يهمس لها أن استمري واعزفي ياغاليتي ولا تترددي .. تكلمي ، بو حي ولكن بعيدا عن فلسلفة الحياة ..
تُبعده قليلا وتنظر لعينيه المغرورقتين بأجنحة الدموع .. وتشعر بطعنة في القلب .. وتحس موت الشموع .. فيغمض عينيه ويتمتم بكلمات بصوت خافت فتقترب منه أكثر وتنصت لما يقول :
رحلت في عينيها .. فمتى تفهمين .. إني أحبك.. لماذا ياسيدتي .. تعذبينني بتمسكك بي
هل تستلذين بطيفي ؟..عشت عمري كله لكِ حبي.. أناجي القمر لأجلها .. وأكتب عن وفاء القمر لها ..
الذكريات .. تنحت في جسدي وروحي ومشاعري كلما تراءى لي ذلك الموعد .. وأصارع أوراق خيالي بها .. وتصارعني صراع التماثيل .. يا حبيبتي أنا معكِ.. أنشد حاجتي .. لدوحتي الغائبة .. أتطلع لرقص الكلمات .. على شفتيكِ ..
سألت نفسي كثيرا هل حقا مابيننا حقيقة ام خيال ؟ اعذريني سيدتي.. فما بيننا أكبر كثيرا مما يظنون ويتخيلون ولإن كنتِ لاتعلمين إذا اعلمي ..أن طيفي .. سيلازمك حتى الرحيل فمعك أنشد سمو الروح ..
فطبعت قبلة على جبينه وقالت له : سألت نفسي .. هل تذكرين .. أول موعد معه ؟ كان موعد مع القمر .. تسللت فيه لشرفة مبعثرة .. ألملم فيها شتات نفسي ومع ذاكرة تتهادى.. كتهادي مركب هايدي ..على صفحة نهر النيل الخالد ولي اعتراف .. كانت تلك الليلة هي ليلتي .. الوحيدة التي عشت فيها عمري الماضي والآت لا تبتسم .. فأنا أحدثك عن حقيقة فلقد كنت امرأة في لحظة غروب.. ألفظ أنفاسي الأخيرة .. في غفوة مقتولة.. من الزمن ويجتاحني الظلام خلف ذلك الباب.. فتمد أنت يديك وتقول لي هاتي يديك .. ولا تخشي شيئا فأنا هنا لأجلك أنت وتبتسم ابتسامة خائفة ..
وكأنك تعلم ما يخفيه القدر وتعدني وعد قيد .. أنك ستكون معي للنهاية ولن تتخلى عني مهما كانت الظروف ولكن في لحظة شعرت بـ سقوط جسر الغرام .. وأمنياتي .. دفنتها بيديك في مقبرة الأمنيات.. مع كلمة سامحيني غاليتي..فهناك ضباب يسكن الضلوع .. فضاع الحلم .. في ليلة الميلاد .. وأصبحت انا بدون عنوان ..
ومع كل هذا لن أقول لك غير كل عام وأنت ذلك الحب ولإن ذبل الغصن فسيظل الجذر في أرض الحب ينتظر من يرويه لينمو من جديد .