منتدي المركز الدولى


سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)  Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)  1110
سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)  Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)  61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)  Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)  1110
سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)  Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)  61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

 سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العزول
مراقبة
مراقبة
العزول


عدد المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 02/07/2013

سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)  Empty
مُساهمةموضوع: سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)    سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)  Icon_minitime1السبت 9 نوفمبر - 7:32

سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)  سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م) سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)
سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)


سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)  1609

سيرة الشاعر:

عبدالحميد السيد الديب.
ولد في قرية كمشيش (محافظة المنوفية - جنوبي الدلتا المصرية)، وتوفي بالقاهرة، وثوى جثمانه في مسقط رأسه.
عاش حياته في مصر.
حفظ القرآن الكريم في كتّاب القرية، فتأهل للالتحاق بالتعليم الديني (الأزهري)، ثم انتسب إلى معهد الإسكندرية الديني وهو في مطلع العقد الثاني من عمره، ثم سافر إلى القاهرة فالتحق بالأزهر (1920)؛ ولكنه ما لبث أن عدل عنه إلى مدرسة دار العلوم ليظفر بالمكافأة الشهرية التي تمنحها لطلابها. لم يُتم دراسته بدار العلوم لما درج عليه من إهمال دروسها وإيثار القراءة الحرة في دار الكتب.
عمل في مهن خشنة في زمن مبكر من صباه وذلك لفقر أسرته، فاشتغل «صبي جزار»، حين كان يدرس في كتّاب القرية، وعمل مدرسًا بالمدارس الأهلية حين كان يدرس في دار العلوم.
كان به ميل إلى حياة التصعلك والضياع، فلم يحتفظ لنفسه بعمل ولم يحرص على مصدر للرزق، بقدر ما أدمن التجول في مقاهي القاهرة وشوارعها، وتعوّد الاتكاء على أصدقائه في تدبير معايشه. ثم كان إدمانه المخدرات منعطفًا إلى النهاية المحتومَة، إذ جرب السجن ودخل مستشفى الأمراض العصبية، ومارس مهنًا بين الدجل
والضياع.
عمل مصححًا لغويًا في إحدى المجلات بأجر زهيد، ورقّ له قلب وزير محب للأدب فعينه في وظيفة (على أدنى درجات التوظف: التاسعة) بوزارة الشؤون الاجتماعية، وكان ذلك في أواخر عام 1942، فلم يذق جدوى الوظيفة غير أشهر قلائل.
كان يعرض موهبته (الشعرية) لخدمة من يؤجره من رجال الأحزاب المتناحرة، فبدأ بحزب «الوفد»، ثم انتقل إلى حزب «مصر الفتاة» فاتخذ منه الحزب بوقًا يدافع عن مبادئه ويروّج له، في مقابل توفير المأوى له، غير أن الحزب نبذه وقطع المعونة عنه لما رأى من تقلبه.

الإنتاج الشعري:
- «ديوان عبدالحميد الديب» - شاعر البؤس - تحقيق ودراسة محمد رضوان - مراجعة وتقديم فاروق شوشة - المجلس الأعلى للثقافة - القاهرة 2000 .

الأعمال الأخرى:

- تضمّن الديوان في طبعته المشار إليها بعض القطع النثرية التي كتبها الشاعر عامي 1940 و 1941 تحت عنوان «خواطري» - وهي تأملات ذاتية تكشف عناوينها عن محتواها: شاعر البؤس، يوم من أيام الجنة، الخمر والشعر، أنا وأمير الشعراء، أنا وزوجتي، الشعر والنظم، نقد شاعر لشاعر، السماجة والجسارة، في حضرة الخديو.
ديوان هذا الشاعر تعبير صاخب وصادق عن حياة بائسة معدمة، يغلب على قصائده ضيق الصدر بالحياة، والتبرم بها، والتمرد عليها، بل رفضها، يصرّح ولا يكني
أو يرمز إلى فقره وما يعاني من ذل ونكران يتجرعه من مجتمعه في المدينة الكبيرة، سجل قلمه هجاء مفحشًا لا يقبل الذوق نشره، مع هذا لا تملك غير الدهشة المعجبة بالطاقة الشريرة التي تدفعه وتلوّن إقذاعه. أما الوجه الآخر الوطني والإنساني فإنه لا يقل إثارة للدهشة والإعجاب، فقد هاجم الاحتلال البريطاني، ونقد رجال السياسة كما نقد الطبقات الاجتماعية، كما لم يخل ديوانه من شعر الدعابة والملح. جدد في القافية أحيانًا.
أطلق عليه في حياته (وألصق به اللقب بعد مماته): «شاعر البؤس»، لم ينازعه شاعر حديث فيه. وقد أطلقت محافظة القاهرة اسمه على شارع في حيّ «شبرا».

مصادر الدراسة:
1 - رجاء النقاش: عباقرة ومجانين - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1998 .
2 - طاهر أبوفاشا: الذين أدركتهم حرفة الأدب - دار الشروق - القاهرة 1981.
3 - عبدالرحمن عثمان: الشاعر البائس عبدالحميد الديب - مكتبة دار العروبة - القاهرة (د.ت).
4 - محمد رضوان: مأساة شاعر البؤس عبدالحميد الديب - دار الهلال - القاهرة 1976 .
: فيلسوف الصعاليك - مركز الراية - القاهرة 1999 .

عناوين القصائد:

   فلسطين الدماء
   حنين
   مصرع الحظ
   بؤس الشرف
   من قصيدة: طلّ الندى
   من قصيدة: عيد بؤسي

فلسطين الدماء

أقتلـتِهـم بـالـحسن أو قتلـــــــــــوكِ؟ ___________________________________
 

الشمسُ أمُّكِ والهلالُ أبـــــــــــــــــوكِ ___________________________________

دارُ النـبـوَّة والعـــــــــــروبة والهدى ___________________________________
 

خـفروا ذِمـامكِ بِالـدم الـمسفــــــــــوك ___________________________________

جهلـوا عـلـيكِ ومـا دروك فأمعـنـــــــوا ___________________________________
 

فـي قتل قـومكِ لـيـتهـم رحـمــــــــــوك ___________________________________

تـيـهـي «فلسطـيـنَ الـدمـاءِ» عـلى الـورى ___________________________________
 

إن الـمـلائك والـمـلـوك بنـــــــــــوك ___________________________________

فلربّ ظبـيٍ مـن بنـــــــــــــــيكِ مهفهفٍ ___________________________________
 

بجـمـاله وحســــــــــــــــــامه يفديك ___________________________________

نـامت عـيـونُ النـاسِ إلا عـيــــــــــنَه ___________________________________
 

حتى يصـيبَ الثأرَ مـن رامــــــــــــــيك ___________________________________

ولربّ شـيـخٍ مـن بنـــــــــــــــيك محطَّمٍ ___________________________________
 

بـهـرَ الـوجـودَ صِبًا لكـي يحـمـــــــــيك ___________________________________
حنين

الـوالـدان هلكتُ بعـدهـمـــــــــــــــا ___________________________________
 

مَن لـي عـلى ردّ الأسـى بـهـمـــــــــــا ___________________________________

أستـوحش الـدنـيـا كراهـــــــــــــــيةً ___________________________________
 

مذ ذقتُ كأسًا مـن فراقهـمـــــــــــــــا ___________________________________

مـن مـوقـظٌ أمّي لأُسْمِعَهـــــــــــــــــا ___________________________________
 

قـلـبًا يذوب لـمـوتهـا ألـمـــــــــــا؟ ___________________________________

وأبثُّهـا لهفـي لرؤيـتهـــــــــــــــــا ___________________________________
 

وتحـرُّقـي أنْ أبـلغَ العـدمــــــــــــــا ___________________________________

فأعـيـد أفراحـي بحضرتهــــــــــــــــا ___________________________________
 

وتدلّلـي فـي الـبـيـت محتـرَمـــــــــــا ___________________________________

أمّي إذا أصـبحتُ نـــــــــــــــــــافلةً ___________________________________
 

لـم تلْفِنـي إلا فتًى عَلَمــــــــــــــــا ___________________________________

وإذا لـحـانـي النـاسُ كلُّهــــــــــــــمُ ___________________________________
 

أضفتْ عـلـيَّ حنـانَهـا كرمـــــــــــــــا ___________________________________

وإذا افتقـرتُ وجـدتُ رحـمتَهـــــــــــــا ___________________________________
 

قـد أمطرتْنـي الـيسـرَ والنِّعَمـــــــــــا ___________________________________

وأبـي ومـن يُحـيـيـه لــــــــــــي لأرى ___________________________________
 

وجهًا كـنـور الشمسِ مبتسمــــــــــــــا؟ ___________________________________

وأرى برؤية وجهـه لهفــــــــــــــــــي ___________________________________
 

وأطـالع الـدنـيـا بـه قُدُمـــــــــــــا ___________________________________

مـا شمْتُهُ يـومًا تَجهَّمَ لـــــــــــــــــي ___________________________________
 

مهـمـا تجلَّى الخَطْبُ أو عَظُمــــــــــــــا ___________________________________

آهٍ، وهل ألقـاهـمــــــــــــــــا يَقِظًا؟ ___________________________________
 

أو نـائمًا ألقـاهـمـا حُلُمـــــــــــــا؟ ___________________________________

الـوالـدان هلكتُ بعـدهـمـــــــــــــــا ___________________________________
 

مـن لـي عـلى ردّ الأسـى بـهـمـــــــــا؟ ___________________________________
مصرع الحظ

حظّي ومـصرعُه فـي لـيـن أخلاقـــــــــــي ___________________________________
 

وفـيضِ عطفـي عـلى قـومـي وإشفـاقـــــــي ___________________________________

ومـن حـبتْه الطِّلا أخلافُ نشـوتهـــــــــا ___________________________________
 

عـدا عـلى الكأس طـورًا أو عـلى السـاقــي ___________________________________

بـيـن النجـومِ أنـاسٌ قـد رفعتُهـــــــــمُ ___________________________________
 

إلى السمـاء فسدّوا بـابَ أرزاقــــــــــي ___________________________________

وكـنـتُ نـوحَ سفـيـنٍ أُرسلـتْ حـــــــــرمًا ___________________________________
 

للعـالـمـيـن فجـازونـي بإغراقـــــــــي ___________________________________

وكـم وقـيـتُ الردى مـــــــــن بتُّ مضطربًا ___________________________________
 

فـي أسـره الـمـرّ لـم أظفر بإطلاقــــــي ___________________________________

يـا أمّةً جهلـتـنـي وهـي عـالــــــــــمةٌ ___________________________________
 

أن الكـواكب مـن نـوري وإشـراقـــــــــي ___________________________________

أعـيش فـيكـم بـــــــــــلا أهلٍ ولا وطنٍ ___________________________________
 

كعـيش مـنـتجعِ الـمعــــــــــــروف أفّاق ___________________________________

ولـيس لـي مـن حـبـيبٍ فـي ربـوعكـــــــمُ ___________________________________
 

إلا الـحـبـيبـيـن: أقـلامـي وأوراقــــي ___________________________________

ريشَتْ لغدري سهـامٌ مـن نمـيـمتكـــــــــم ___________________________________
 

فصـارعتـنـي ومـا لـي دونهـــــــــا واق ___________________________________

لـم أدرِ مـاذا طعـمتُم فـي مـوائدكــــــم ___________________________________
 

لـحـمَ الـذبـيحةِ أم لـحـمـي وأخلاقــــي؟ ___________________________________

قـالـوا: غويٌّ شقـيٌّ قـلـتُ: يـا عجــــــبًا ___________________________________
 

قـد امتُحنـــــــــــــــــتُ بفُجَّارٍ وفُسّاق ___________________________________

ومـا تألّـمتُ مـــــــــــــن خَطْبٍ ضحكتُ له ___________________________________
 

كـمـا تألّـمتُ مـن خَطْبـي بعـشّاقـــــــــي ___________________________________

أنـا عـلى القـرب مـنهـم كلُّ مُتعتهــــــم ___________________________________
 

وإن نأيـتُ حَبَوْنـي فـيضَ أشــــــــــــواق ___________________________________

فـمـا لهـم قـد أشـاعــــــــوا كلَّ مُخجلةٍ ___________________________________
 

عـنـي، وقـد أعـلنـوا بؤسـي بأبــــــواق ___________________________________

كصـاحـب الطـيرِ لا يـــــــــــنفكّ يسجنه ___________________________________
 

سِجنَيْن مـن قفصٍ مُضنٍ وأطـــــــــــــــواق ___________________________________

حظّي هـو الأيكةُ الخرسـاء ذابــــــــــلةً ___________________________________
 

هـو النسـيـمُ سَمـومًا غـيرَ خــــــــــفّاق ___________________________________

هـو السحـابُ جهــــــــــامًا والندى أَسِنًا ___________________________________
 

هـو الضـيـاءُ لهـيبًا حـيـن إحـراقــــــي ___________________________________

كأنه أذرعٌ شلاّءُ راحتُهــــــــــــــــــا ___________________________________
 

أو أنه أعـيـنٌ مـن غــــــــــــير أحداق ___________________________________

لا تسألـونـيَ عـن بؤسـي وعـــــــــــلّته ___________________________________
 

سلـوا بـه الـحظَّ مـيْتًا فـوق أعـنـــــاق! ___________________________________
بؤس الشرف

يـا ذلّةَ العـيشِ بـيـن الـبؤس والشـــــرفِ ___________________________________
 

عيشـي هـو الـمـوتُ فـي الـحـرمـان والـتلفِ ___________________________________

إذا تـنـاولـتُ نجـمًا فـي محـــــــــاولةٍ ___________________________________
 

رأيـتُه حجـرًا صـفـوانَ مــــــــــــن خزف ___________________________________

ولـو كشفتُ كـنـوز َالأرض مـــــــــا ظفرتْ ___________________________________
 

يـدايَ مـنهـا بـغـير الـحــــــزنِ والأسف ___________________________________

لعـنـتَ يـا ربِّ غــــــــــيري واغتفرتَ له ___________________________________
 

هلاّ غفرتَ لشـاكٍ غـيرِ مقتــــــــــــرف؟! ___________________________________

أعـيش فـي أمّةٍ ضـاقت رغائبُهــــــــــــا ___________________________________
 

بـالـدرِّ وانصرفتْ حــــــــــــمّالةَ الصدف ___________________________________

يـمضـي العبـيـدُ بـهـا فـي كل نـاحــــيةٍ ___________________________________
 

محـمّلـيـن مـن الأنعـام والــــــــــتُّحف ___________________________________

إذا رغبتَ عبـيـدًا فـالـتـمسْ مـــــــــلأً ___________________________________
 

بـمـصرَ يَحْيَون كـالأنعـام بـالعــــــــلف ___________________________________

أطعـمتَ يـا ربِّ هـذي النـاسَ مـن ذهــــــبٍ ___________________________________
 

ونحن قـيـدَ الطـوى نشـتـــــــــاق للرُّغُف ___________________________________

وكـنـتُ أولَ مـن يشدو لـــــــــــــمؤتلفٍ ___________________________________
 

فبتُّ آخرَ مـن يرثـي لـــــــــــــــمختلف ___________________________________

وضمّنـي الـدهـرُ والأمـواتَ فـي جـــــــدثٍ ___________________________________
 

نرجـو الـمـراحـمَ مـن بــــــــادٍ ومُعتكف ___________________________________

أبـي! وأيـن أبـي حـيّاً ووالـدتــــــــي؟ ___________________________________
 

لقـد حسبتُهـمـا فـي صـالـــــــــح السلف ___________________________________

فـالـبؤسُ أبعـدَ عـنـي كلَّ مقتــــــــــربٍ ___________________________________
 

حـزنًا وقـاربَ مـنـــــــــــــي كلَّ مُنصرِف ___________________________________

وردّنـي فـي الصِّبـا شـيـخًا يضـيـق بـــــهِ ___________________________________
 

عطفُ القـلـوبِ سـوى هـاوٍ ومحتــــــــــرف ___________________________________

وأطمعَ الـوغدَ فـي تبريح مَتـربتـــــــــي ___________________________________
 

وأركبَ النُّوكَ فـــــــــــوق الصدرِ والكتف ___________________________________

أحـيـيـتُ بـالشعـر أمـواتًا فأهلكـنـــــي ___________________________________
 

لأن سلـمـي بـه حـربٌ لـمـنـتصــــــــــف ___________________________________

لاهُمَّ ضـاعَ شبـابـي وانـتهى أجلـــــــــي ___________________________________
 

ولـم أذق نهلة مـن كـوثر الشــــــــــرف ___________________________________

معـيشـتـي صدفةٌ والـمـوتُ أرقبــــــــــه ___________________________________
 

مهـمـا يـطل زمـنـي مـــــــن عثرة الصُّدَف ___________________________________
من قصيدة: طلّ الندى

يـا رحـيـقَ الـوردِ يـــــــــا قطرَ الندى ___________________________________
 

كـم سقى عطفُكِ مـن قـلـبــــــــــي الصدى ___________________________________

أنـتِ يــــــــــــــا قطرَ الندى دُرٌّ مُذابْ ___________________________________
 

أنـتِ أحـلى مـن رحـيـقٍ أو رُضــــــــــاب ___________________________________

يـا صـفـاءَ الـمـاسِ يـا لطفَ الـحَبـــــاب ___________________________________
 

يـا دمـوعَ الـبِشْرِ مـن خَوْدٍ كَعــــــــــاب ___________________________________

يـا رحـيـقَ الـوردِ يـــــــــا قطرَ الندى ___________________________________
 

كـم سقى عطفُكِ مـن قـلـبــــــــــي الصدى ___________________________________

غنّتِ الـورقـــــــــــــــاءُ والشمسُ نؤومْ ___________________________________
 

فـي صـبـاحٍ قـد هَوَتْ فـيـه النجــــــــوم ___________________________________

فإذا قـلـبـي بحسنـائـي يـهـيــــــــــم ___________________________________
 

بـيـن عطر الـــــــــــوردِ أو قطر الندى ___________________________________

كـم سقى عطفُكِ مـن قـلـبــــــــــي الصدى ___________________________________
 

أنـتِ أغريـتِ حـبـيبـي بـالـبكـــــــــورْ ___________________________________

لـيُحـيّيكِ بأهداب الزهـــــــــــــــــور ___________________________________
 

ويُندّي القـلـب َمـن شدو الطـيــــــــــور ___________________________________

ويلاقـيـنـي عــــــــــــــلى شطّ الغدير
 

بـيـن عطرِ الـــــــــــورد أو قطر الندى


لستُ بـالطـارق حـانًا للصـبــــــــــــوحْ
 

أنـا مـن لقـيـاه نشــــــــــــوانُ مَروح

كلُّ خمـري مـنه ألطـــــــــــــــافٌ وروح

وانجذابٌ وهـيـامٌ وطمــــــــــــــــــوح

وجنـونٌ بـيـــــــــــــــــــن وردٍ وندى
 

يـا رحـيـقَ الـورد يـــــــــا قطرَ الندى

كـم سقى عطفك مـن قـلـبــــــــــي الصدى

فتّحَ الأكـمـامَ إشـراقُ الـحـبــــــــــيبْ

حسنُه يُضفـي عـلى الـوردة طــــــــــــيب

ويسـاقـي الغصنَ أعطـــــــــــــافَ الندى

يـا رحـيـقَ الـورد يـــــــــا قطرَ الندى

كـم سقى عطفكِ مـن قـلـبــــــــــي الصدى

حـالـتِ الـحـربُ فـمـا إن نلـتقـــــــــي
 

غـيرَ أطـيـافٍ بحـلــــــــــــــــمٍ مُغلقِ
هـو فـي الـمغرب فـي عـيشٍ شقـــــــــــي
 

وأنـا أهفـو له فـي الـمشـــــــــــــرق

وكلانــــــــــــــــــا ذاكرٌ عهدَ الندى
 

يـا له عهدًا عـلى طـول الزمــــــــــــنْ
قـد طـويـنـاه كأحـلام الــــــــــــوسن

بـيـن لـيلٍ سـرَّنـا فـيـه كـمـــــــــــن

وصـبـاحٍ كلُّ مـا فـيــــــــــــــــه حسن
 

رقّتِ النسمةُ فـيـــــــــــــــــه والندى

يـا رحـيـقَ الـورد يـــــــــا قطرَ الندى
 

كـم سقى عطفُكِ مـن قـلـبــــــــــي الصدى _
من قصيدة: عيد بؤسي

مَنْ زائري بـالعـيـد؟ مَنْ بـالـبـــــــابِ؟

وهـمٌ فقـدتُ بـه رشـيـدَ صـوابـــــــــــي  

مـن ذا يـطــــــــــــــالع سحنةً مغبرَّةً؟  
 

فكأنهـا لُعِنـتْ بكلّ كتـــــــــــــــــاب

يـا غرفتـي مـا عـشـتُ أحـبـوكِ الرضـــــا  
 

فلقـد حَجـبتِ عـن الـورى أوصـابـــــــــي  

فعـلى ثراك عَفَرتُ جِسمـي نــــــــــــائمًا  
 

كثرى الـبقـيع لعـابــــــــــــــدٍ أَوّاب

ووقـيـتِنـي فـي مدمعـي وشكـايـتــــــــي  
 

أُذُنَ اللئـيـم ونظرةَ الـمـرتـــــــــــاب  

جُنَّ الظلامُ وقـد تـوارى عـيـدُهــــــــــم  
 

وذوى رواءُ الـبِشْرِ والـتـرحــــــــــــاب  

فخرجتُ بعـد العـيـد أُخـفـي شقـوتـــــــي  
 

متظاهـرًا بـالزهـو والإعجــــــــــــاب!  

مـا آدنـي إلا بكـاءُ حـلـيلـتــــــــــي
 

حـزنًا لـبؤس شبـابـهـا وشبـابــــــــــي

تـرنـو إلى جـيراننـا فـي يُسـرهــــــــمْ  
 

رنـوَ الـيبـابِ إلى هـمـيل سحــــــــــاب  

وهـي الصـبـورُ إذا عـرَتْنــــــــــا محنةٌ  

لـم يـدْرِ غـيري مـا يـخبِّئ بـابـــــــــي

وإذا انـتصرنـا فـي حــــــــــــروبٍ مُرَّةٍ
 

فـي عـيشنـا عفَّت عـــــــــــــن الأسلاب

والنـاسُ مهـمـا أُسعـدوا فـي عـيـدهـــــم  
 

صرعَى خرافٍ فـي سُعــــــــــــــــار ذئاب

ولـوَ انّهـم وصلـوا الفقـيرَ بعـيـدهـــــم  

مِن رزقهـم لنجَوا مـن الأوصــــــــــــاب

أنـا جـالسٌ فـي مـوكبٍ حـلقـــــــــــاتُه  
 

ضمَّتْ أعزَّ وجـاهةٍ وجنـــــــــــــــــــاب
مـن كل مزحـــــــــــــوم الطرائقِ للغنى

أو والغٍ فـي الجـاه والألقــــــــــــاب _

أو مدَّعٍ أن النـبـــــــــــــــــوّةَ أصلُه _

متطـاولاً بـوجـاهة الأنســــــــــــــاب _

كشَفتْ رجـولـتَهـم وجـوهُ خـصـاصتـــــــــي _
 

فرأتْ بـهـا وِردًا لكل ســـــــــــــــراب ____

قـد زوّروا هـيبـاتهـم وتفـنّنــــــــــوا __
 

فـي كرنفـال الـبأس والإرهــــــــــــاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العزول
مراقبة
مراقبة
العزول


عدد المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 02/07/2013

سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)    سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)  Icon_minitime1السبت 9 نوفمبر - 7:34

عبدالحميد الديب (1898-1943م) الذي لقب حيًا وميتًا بشاعر البؤس، هو واحد من أشهر الشعراء الصعاليك في القرن العشرين، إذا أخذنا الصعلكة بمفهومها الحديث وهو: يعني التشرد وعدم الاستقرار النفسي والاجتماعي، وضنك العيش، والتصادم المستمر مع الحياة والأحياء.
أما المفهوم القديم للصعلكة الذي يعني قطع الطريق واغتيال ثروات الأغنياء لتوزيعها على المحتاجين كما كان يفعل الشعراء الصعاليك الأقدمون مثل عروة وتأبط شرًا وغيرهم فلم يعد لها وجود.
على أن صعلكة عبدالحميد الديب وتشــرده وحياته النكدة التي عاشـــها لا تعود إلى سبب واحد، بل إلى سببين، أولهما تلك النشأة الاجتماعية الخشنة التي جُوبه بها في طفولته، فقد كان أبوه فقيرًا يعول أسرة كبيرة وبالتالي فلم يظفر شاعرنا بما كان يراه في حياة أثرياء قريته (كمشيش بالمنوفية) وهذا سبب خارج عن إرادته وإرادة والده الذي كان يحرص عليه كما سيأتي.
أما السبب الثاني لصعلكته فهو متعلق به هو، فقد كان أبوه على الرغم من ضيق يده، حريصًا على تعليم ابنه فلما أتم صاحبنا حفظ القرآن وتجويده في سن مبكرة أرسله - على عادة أهل الريف في ذلك الزمان- إلى المعهد الديني بالإسكندرية حيث نال منه شهادته المتوسطة ثم أرسله إلى القاهرة بعد ذلك عام 1920م ليستأنف تعليمه العالي في الأزهر، لكن عبدالحميد انحرف عن الطريق السويّ الذي سلكه نظراؤه من الذين سارت بهم مواكب الحياة سيرتها التقليدية فأتموا تعليمهم والتحقوا بوظائف حكومية كفلت لهم حياة كريمة.
ويبدو أن لنفسية الديب المتمردة، وشخصيته الثائرة، أثرًا في تغيير مسار حياته، فقد قضى شطرًا من عمره في الأزهر ثم يمم شطر دار العلوم التي كانت آنذاك قبلة الأدباء ومحط رحال الشعراء والمبدعين، غير أنه أكبّ على كتب الأدب والتراث في دار الكتب يلتهمها التهامًا، ثم عندما أهمل دراسته التقى ذات يوم بالمطرب سيد درويش الذي أعجب بعبقرية صاحبنا فأخذه ليعيش معه في قصره الفخم ويشاطره حياته المترفة إلى أقصى حدود الترف.
عاش صاحبنا مع سيد درويش لاهيًا عن كل شيء إلا الفن والحياة الصاخبة، فضيّع دراسته، ومستقبله، ولم يطل به العهد بالنعيم فقد مات سيد درويش فجأة وهو في عنفوان الشباب عام 1923م وطُرد صاحبنا من القصر الفخم إلى الشارع فاستأجر لنفسه غرفة حقيرة في حي الحسين الشعبي بالقاهرة وبدأت حياته مع التسكع والكدية والصعلكة على نحو استمر حتى وفاته عام 1943م.
وقد يبدو التماس جوانب للفكاهة في حياة كئيبة كهذه الحياة ضربًا من المستحيل، لكن ذلك في الحقيقة ليس مستحيلاً إذا استعان الباحث في شعر الديب بشيء من الصبر والأناة، فمثل هذا الشاعر البائس المتمرد لا تخلو روحه من الدعابة والسخرية، بل لعل السخرية من لوازم التمرد والتصعلك وهذا ما نلمسه في شعره حين يصور لنا حياته البائسة في غرفته تلك الحقيرة التي عاش فيها والتي كانت تشبه جحرًا بل كان يسميها (جحر الديب) وفيها يقول:
 
أفي غرفة يا رب أم أنا في لحد؟
ألا شدّ ما ألقى من الزمن الوغد
أرى النمل يخشى الناس إلا بأرضها
فأرجله أمضى من الصارم الهندي
تساكنني فيها الأفاعي جريئة
وفي جوها الأمراض تفتك أو تعدي
ثم يصف أثاث هذه الغرفة وصفًا مضحكًا، فهذا الأثاث ليس في حقـيقته إلا شاعرنا نفسه!!
فهو لا يملك إلا معطفًا يفترشه صيفًا ويتغطى به شتاءً، ويتخذ لنفسه وسائد من أوراق الصحف يغطي بها حجرًا صلدًا حتى يلين قليلاً ليصلح وسادة.. يقول الديب:
تراني بها كل الأثاث، فمعطفي
فراش لنومي أو وقاء من البرد
وأما وساداتي بها فجرائد
تُجدَّد إذ تبلى على حجر صلد
تعلمت فيها صبر أيوب في الضنى
وذقت هزال الجوع أكثر من غاندي
وعلى الرغم من هذه الحالة التي يقدم لنا فيها الشاعر صورة غرفته فإنه يحكي لنا عن تلك المعارك الضارية التي تشتعل أول كل شهر بينه وبين صاحب البيت بسبب الأجرة التي كانت ثمانين قرشًا هي بالنسبة لشاعرنا نكبة النكبات وأزمة الأزمات يقول الديب:

ثمانون قرشًا أهلكتني كأنها
ثمانون ذنبًا في سجل عذابي
طويت لها الدنيا سؤالاً وكُدية
فما ظفرت نفسي برد جواب
لُعنتَ كِراءَ البيت كم ذا أهنتني
وأذللت كبري بين كل رحاب
ففي كل شهر لي عواء بموقف
يباعد عني أسرتي وصحابي
وطول ليالي الشهر يهتاج مضجعي
مخافة رب البيت يغلق بابي
يطالبني في غلظة فأجيبه
إجابة من يرجو يدًا ويحابي
ألا سكن ملكي ولو بجهنم
وأكفي من الأيام شر حسابي
ويصور لنا عبدالحميد الديب كيف كان صاحب البيت يهينه إذا تأخر في دفع كراء الغرفة، ويعيره بفقره وبأن غرفته خالية من أي أثاث يمكن الحجز عليه، إذا ما شكاه إلى الشرطة. فلا شيء يملكه الشاعر يمكن احتجازه رهنًا مقابل الإيجار الضائع، وهذه المعايرة تتكرر أول كل شهر وشاعرنا لا يقف ساكنًا ذليلاً، وإنما يرد الكيل لصاحب الدار فيعيره بأن بيته حقير لا فرق بينه وبين القبر. وإذا كان في جيبه مال تعمد أن يضع يده في جيبه فيضرب بعضه ببعض فما أن يسمع صاحب الدار رنين النقود حتى تنقلب حاله، ويخفف من غلوائه ويتودد إلى شاعرنا في لطف وحنو فيذكّره بحب اليهود للمال وتكالبهم عليه يقول الديب:

صحوت على قصف الرياح وصوته
وما أحدث الطرق الخليع من الجرس
يطالبني بالأجر في غيظ دائن
تصيده المحتال بالثمن البخس
وقال يداري ظلمه: أي ضامن
لسكني تعرت عن سرير وعن كرسي؟
أراك بها كل الأثاث ولا أرى
سوى قلم ثاو على الأرض أو طرس
فقلت له: هذي جدودي كما ترى
فما سكني في البيت بل أنا في رمس
وقلت معاذ الدين ما كنت مرة
غريمًا ولا أذللت يومي ولا أمسي
ويغوص الديب في النفس الإنسانية التي أعماها حب المال فسلبها الحس المرهف والإنسانية الشاعرة، فإذا هي أمام المال تنقلب من حال الذئب الضاري إلى حال الحمل الوديع:

وأخضع فقري كبره وثراءه
وأي غنى للمرء غير غنى النفس
إذا كانت السكنى بأجر مذلة
فما أرحب المجان في غرف الحبس
فإني أرى فيها الطعام، ولا أرى
غريمًا، يلاقيني بعارضة النحس
وإن لم أجد فيها الطعام ميسرًا
فإني رخي البال.. أطعم من حسي
فتسوق أقدار الحياة إلى غرفته تلك المتهالكة لصًا يسرقها، فلا يجد إلا لحافًا ممزقًا هو كل ما يملك شاعرنا من أسباب النعيم، فيبكي شاعرنا لحافه الوحيد فيقول ساخرًا: إنه لا يحزن على فقد اللحاف بقدر حزنه على هلهلة سمعته فاللحاف في حال لا تسر عدوًا ولا حبيبًا، فهو يخشى الفضيحة إذا قيل: هذا لحاف إنسان!! ويعتب صاحبنا على اللص الذي يعتبره أخًا في المحنة، وصديق شدة كان حريًا به - والحال كذلك - أن يرأف به ويترك له لحافه يقول الديب:
لحافي، وهو غير الهباء لحافي؟
بقية نسج دارس ونداف
أطاف به لص فقير كعيشتي
فيما بؤسها من هجرة ومطاف
ولم أخش من ذا الرزء إلا فضيحتي
بأني قد مُلِّكْتُ شر لحاف
فليتك يا لصي الجريء وجدتني
غنيًا وسعدي في الحياة موافي
ويا ليتني ما كنت صيدك إنما
سرقت لحافي جاهدًا وشغافي
ويا ليتني دون اللحاف ضحية
فإني صديق في الحياة موافي
ومن ألطف نماذج الفكاهة في شعر عبدالحميد الديب، تلك المقطوعات التي هجا فيها بعض أصدقائه مستلهمًا قول جرير: (إذا هجوتم فأضحكوا) على أنه إذا هجا لم يكن في جميع الأحوال مضحكاً بل كان هجاؤه يصل أحيانًا إلى حد من الغلظة كبير، فقد حدث أن زار أديبًا كان وزيرًا معروفًا في الأربعينيات، وكان مشهورًا بعطفه على الأدباء والشعراء، فلم يتمكن من مقابلته بسبب صاحب له غليظ القلب ساءه أن يدخل رجل زري الهيئة مثل الديب على سيده الوزير فاشتد ذلك على الديب فقال يهجو الوزير وخادمه في شعر تظهر فيه خفة الظل:

قصدت إلى بابك الموصد
فطوردتُ بالخادم الأسود
غلام يمثل حظي لديك
وقلبك في البيت والمعبد
كأني حين طلبت الندى
إليك طلبت يد المعتدي
لقد عشت يا رب حتى رأيـ
ــت من الناس أقسى من الجامد
فخذني إليك وأنت الكريــ
ــم فقد ضقت بالزمن الأنكد
ولست أرى البؤس عارًا إذا
رأيت إبائي به مُسعدي
إن الديب قد عاش بائسًا، ومات بائسًا، ولم يرحم أصدقاؤه هذه البؤس بل كانوا يتخذونه مادة للسخرية، ووسيلة للاستهزاء، وكان شاعرنا يبادلهم احتقارًا باحتقار ويرد على بذاءاتهم ببذاءات أشد لا نستطيع ذكر نماذج لها.
رحمه الله وأبدله حياة أحسن من حياته في الدنيا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة الشاعرعبدالحميد الديب ( 1898 - 1946 م)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الدين ماعدش يهمهم الشاعر امين الديب
» رسالة إلى ترامب بقلم الشاعر امين الديب
» رمضان زمان للشاعر امين الديب
» فريد الديب: فخور بدفاعي عن مبارك
» قصيدة زلة لسان للشاعر أمين الديب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: الادب والشعر والنثر[ Section literary ] :: مصريات-
انتقل الى: