فلما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كبر المسلمون فرحاً بقدومه واستقبله الرجال والنساء والأطفال فرحين مستبشرين فنزل بقباء وبنى هو والمسلمون مسجد قباء ..
ولما استقر الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وأيده الله بنصره والتف المهاجرون والأنصار حوله واجتمعت القلوب عليه عند ذلك رماه المشركون , واليهود والمنافقون عن قوس واحدة فآذوه وافتروا عليه وبارزوه بالمحاربة والله يأمره بالصبر و العفو والصفح فلما اشتد ظلمهم وتفاقم شرهم , أذن الله للمسلمين بالقتال , فنزل قوله تعالى : ( أذن للذين يُقاتِلون بأنهم ظُلموا وإنَّ الله على نصرهم لقدير ) الحج/39 .
ثم فرض الّله على المسلمين قتال من قاتلهم فقال : ( و قاتلوا في سبيل الّله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الّله لا يحب المعتدين ) البقرة/190 .
كانت غزوة تبوك آخر غزوة غزآها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .. وجاءت في تلك السنة وفود القبائل تريد الدخول في الإسلام و منها وفد تميم ووفد طيء ووفد عبد القيس ، ووفد بني حنيفة وكلهم أسلموا..
وفي السنة العاشرة عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على الحج , و دعا الناس إلى ذلك فحج معه من المدينة وغيرها خلقٌ كثير فأحرم من ذي الحليفة , و وصل إلى مكة في ذي الحجة وطاف وسعى وعلم الناس مناسكهم وخطب الناس بعرفات خطبة عظيمة جامعة , قرر فيها الأحكام الإسلامية العادلة
(( أيها الناس اسمعوا قولي , فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا , أيها الناس إن دماءكم , وأموالكم , وأعراضكم حرام عليكم , كحرمة يومكم هذا , في شهركم هذا , في بلدكم هذا , ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع , ودماء الجاهلية موضوعة , وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث , كان مسترضعاً في بني سعد , فقتلته هذيل . وربا الجاهلية موضوع , وأول ربا أضع ربا عباس بن عبد المطلب , فإنه موضوع كله , فاتقوا الله في النساء , فإنكم أخذتموهن بأمان الله , واستحللتم فروجهن بكلمة الله , ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه , فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح , ولهن عليكم رزقهن و كسوتهن بالمعروف , وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله , وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون , قالوا نشهد أنك قد بلَّغت , وأديت , ونصحت فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس اللهم اشهد , اللهم اشهد ثلاث مرات ) ) .
\
وقد كانت بهذه الخطبه ..خُتمت واُتمت شريعتنا ..
فأنزلت هذه الآيه والرسول في عرفات :
• قآل تعآلى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)
عمر عندمآ سمعها من الرسول بكى ..فقآل له الرسول ما يبكيك يا عمر قال يا رسول الله كل شي قد اكتمل فإنه لابد ان ينقص قآل صدقت يا عمر صدقت يا عمر ..اليوم تّم الله عزوجل دينه ..
وتسمى هذه الحجة حجة الوداع لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ودع فيها الناس , ولم يحج بعدها ثم رجع الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من حجه إلى المدينة وكان قد ودع مكه .
اغلب الاحدآث مقتبسه من من كتاب أصول الدين الإسلامي للشيخ محمد بن إبراهيم التويجري + برنامج السيرة النبوية للشيخ نبيل العوضي ..
وفي السنة الحادية عشرة في شهر صفر.. بدأ المرض برسول الله صلى الله عليه وسلم ولما اشتد عليه الوجع أمر أبا بكر رضي الله عنه أن يصلى بالناس وفي ربيع الأول ,
زاد عليه المرض اكثر
واشتد الوجع وزادت الحمى على سيدنآ رسول الله ..
فيدخل عليه عبدالله بن مسعود ويقول اني اراك توعك وعكأً شديدياً يا رسول الله ..اي (تتألم الم شديداً) يا رسول الله فقال :اجل يا عبد الله إني لأوعك كما يوعك الرجلان منكم
ودخلت الزهراء فاطمه ..فوجدت الحمى تشتد على حبيبها وابيها صلى الله عليه وسلم ..
أي شعور يعتري الفتآة وهي ترى ابيها في هذا الموقف ..فكيف وهو رسول الامه ..!
فظلت تقول و كرب آبتاه ..وكرب ابتاه ..بكت وبكت وبكت
فقال لها النبي يا فاطمه لا كرب على ابيك بعد اليوم ..لا كرب على ابيك بعد اليوم ..
امر بجمع آل بيته ..فوصآهم ووعظهم ..عليه الصلآة والسلام ..
..فأستأذن زوجاته ان يذهب الى حجرة عآئشه..رضي الله عنها ..فقد كان يحبها حُباً جما ..
تقول عائشه ..وضعته بين سحري ونحري ..ودخل عليهم اخوها عبدالرحمن وكان بيده سوآك
فنظر اليه الرسول ..ففهمت انه يريده ..فأخذته من اخيها ..ورطبته بريقها رضي الله عنها ..وجعلت تسوك به فم النبي صلى الله عليه وسلم ..فكان ريقها آخر ما مس ريقه فداه ابي وامي عليه صلاة الله وسلامه ..في يوم الاثنين في وقت الضحى ..
اشتد عليه المرض وكان بجآنبه بعض من الماء ..فكان ياخذ الماء ويمسح به وجهه الشريف
ويقول لآ إله إلا الله ..ان للموت سكرات ..ان للموت سكرات ..
فتقول عائشه كنت انظر اليه وهو ينظر الى السماء ..ويقول بل الرفيق الاعلى ..بل الرفيق الاعلى ..تقول عائشه فقبض الله روحه ...............................
فجعت المدينه بهذا الخبر وخيم الحزن ..على كل سكانها ..وكان الكل يبكي ومتأثر من فرآق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ..فالكل يتمنى ان يفديه بروحه ولا ان يصيب حبيبنا شي ! والبعض لآزال من هول الصدمه وعظمة المصآب لا يصدق ..
اسرع ابو بكر الى بيت ابنته عندما سمع بالخبر فلما دخل وجد عائشه تبككي ..
فرفع الغطآء عن وجه رسول الله واصبح يقبله بين عينيه ويبكي ويقول طبت حياً وميتاً يا رسول الله ..والله لا تذوق الموت مره اخرى ..
-(و َمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً )*
بكت فاطمه وكانت تقول يا ابتآه
يا ابتاه اجاب رباً دعاه
يا ابتاه الى جبريل ننعآه
يا ابتآآآه في جنة الفردوس مأوآه
غُسل وصلى عليه المسلمون يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء ودفن في بيت عائشة ..بكت فاطمه وهي تقول كيف طآبت انفسكم وانتم تحثون الترآب على رسول الله ...يقولون والله انكرنا قلوبنا ..
بكت الارض كلها على افضل البشر ..
على اكرم الرسل ..
على قآئد الامة وشفيعها ..لم يبقى بيت بالمدينة الا وقد تأثر وفجع بهذا الخبر ..فإنها اعظم مصيبه مرت على امته ..هي وفآته صلى الله عليه وسلم لكن الرسول قد مات ودينه باق إلى يوم القيامة .
\
رسولنا صاحب الأخلاق الكريمة , والصفات الحميدة ,
استطاع عليه السلام أن يجمع النفوس ويؤلف القلوب بإذن ربه : ( . فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين )...آل عمران/159
فيجب على جميع الناس الإيمان به , و اتباع شرعه , ليدخلوا جنة ربهم : (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. ) النساء/13 .
مات حبيبنا لكن لم تمت سنته ..لم ينمحي هديه ..لم تُطمس عقيدته ..
اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابرآهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ..
اللهم لك الحمد انك اكرمتنا ..واصطفيتنا ..وجعلتنا من امته صلى الله عليه وسلم ..............
حُب الحبيب لعآئشه
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗