منتدي المركز الدولى


الاصرار على المعاصى  بن سفر Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
الاصرار على المعاصى  بن سفر 1110
الاصرار على المعاصى  بن سفر Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا الاصرار على المعاصى  بن سفر 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


الاصرار على المعاصى  بن سفر Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
الاصرار على المعاصى  بن سفر 1110
الاصرار على المعاصى  بن سفر Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا الاصرار على المعاصى  بن سفر 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

 الاصرار على المعاصى بن سفر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فطوومه
عضو متألق
عضو متألق
فطوومه


عدد المساهمات : 639
تاريخ التسجيل : 14/01/2011

الاصرار على المعاصى  بن سفر Empty
مُساهمةموضوع: الاصرار على المعاصى بن سفر   الاصرار على المعاصى  بن سفر Icon_minitime1الثلاثاء 19 أغسطس - 9:12


الإصرار على المعاصي - للشيخ : ( سعيد بن مسفر )
تحدث الشيخ عن طلب العلم مبيناً أنه نوعان: علم شرعي وهو علم الكتاب والسنة، وعلم دنيوي تندرج تحته بقية العلوم، وقد أوضح خلال هذا فرضية العلم الشرعي، ثم ضرب أمثلة تتناول سعي من سبقونا في طلب العلم وحرصهم على ذلك، مسهباً في الحديث عن سوء الخاتمة، وموضحاً علاقة الإصرار على المعاصي بها.
أهمية طلب العلم وتحصيله
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد:طلب العلم الشرعي -علم الكتاب والسنة- فريضة من فرائض الدين، يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (طلب العلم فريضة على كل مسلم) وليس في الحديث مسلمة، ولكنها تدخل ضمن المعنى؛ لأن كل تكاليف الشرع موجهة إلى الرجل والمرأة ما لم يختص الرجل بحكم وتختص المرأة بحكم، وإلا فإن الأصل أن كل تكاليف الشرع موجهة إلى الإنسان بجنسيه: الذكر والأنثى. فالعلم المفروض هو قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن العلم ينقسم إلى قسمين من حيث هو فريضة: فرض عيني، وفرض كفائي.فالفرض العيني هو علم القرآن والسنة مما يتعلق بعبادة الإنسان وعقيدته وسلوكه، فهذا لا يعذر بجهله أحد وإنما يجب عليه شرعاً أن يتعلم ذلك.أما الفرض الكفائي فهو بقية العلوم -أي: علوم الإنسان التجريبية- كالطب والهندسة والكيمياء والفيزياء.. وجميع هذه العلوم. فليس مفروضاً على كل مسلم أن يكون طبيباً أو مهندساً، ولكنه فرض كفائي يجب على الأمة في العلوم، فإذا قامت به بعض الأمة سقطت العهدة عن البقية، إذ ينبغي ويجب أن يكون في المجتمع المسلم أطباء ومهندسون وعلماء في كل مجالات الحياة، حتى يعمروا هذه الحياة عمارة حقيقية، ويكونوا خلفاء لله في أرضه؛ لأن الدين يشمل وينتظم كل مصالح الدنيا والآخرة، وسعي الناس في طلب العلم -والحمد لله- خاصة الشباب منهم في هذا الزمن، الذين نسأل الله عز وجل أن يوفقهم ويثبتنا وإياهم، ويبصرهم في دينه، فإن حرصهم على حضور حلقات العلم هو قيام بالواجب، وليس في ذلك شك؛ لأنهم يؤدون فريضة الله، وهي ظاهرة تدل على الصحوة الإيمانية التي يشعرون بها، نسأل الله أن يزيدهم توفيقاً وهداية وثباتاً.ولا نريد أن نبالغ إذا قلنا: إن الشباب في خير؛ حتى لا يحصل لهم شيء من الغرور، ويظنون أنهم قد قاموا بالواجب على أكمله؛ لأن الدارس لسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيرة السلف رضي الله عنهم، ورؤيته للجهد الجهيد والمعاناة التي كان يشاهدها ويلاقيها السلف في سبيل تحصيل العلم، يرى في ذلك أنه لا نسبة ولا تناسب بيننا وبينهم؛ لأنهم كانوا يقطعون الفيافي والقفار والمدن والشهور في سبيل تحصيل العلم.
موسى عليه السلام وحرصه على طلب العلم
موسى عليه السلام لما وقف خطيباً في بني إسرائيل وقال: إنه لا يعلم في الأرض أعلم منه، ولم يستثن ويقول: إلا الله، فأراد الله أن يخبره أن في الأرض من هو أعلم منه، فأوحى إليه أن هناك عبداً صالحاً آتاه الله علماً، وأنه يسكن في مجمع البحرين؛ ومجمع البحرين في نهاية قارة إفريقيا في الشمال الغربي منها، عند التقاء البحر الأبيض المتوسط مع المحيط الأطلسي في مضيق جبل طارق ، في أرض المغرب في مدينة اسمها طنجة ، أي عند التقاء المحيط الأطلسي مع البحر الأبيض المتوسط ، في المضيق الذي يسمونه الآن: مضيق طارق ، ليس طارق عبد الحكيم ؛ لأن بعض الناس لا يتصور إلا هذا الاسم، وإذا قلت له: محمد عبد الوهاب ، لم يخطر في ذهنهم إلا الموسيقار، لا يعرفون أنه يوجد شخص اسمه محمد بن عبد الوهاب ؛ الإمام المجدد الذي دعا إلى دعوة التوحيد، والذي قامت على دعوته هذه الدولة، والذي نظف وطهر الله بدعوته هذه الجزيرة العربية من أدران الشرك، بعد أن كان الشرك مهيمناً ومخيماً عليها، لدرجة أنهم في نجد كانت المرأة التي لا تحمل تأتي إلى عذق النخل وتقول له: يا فحل الفحول! أعطني بعلاً قبل الحول. وكان يطاف بقبر زيد بن الخطاب في اليمامة كما يطاف بالكعبة، ولكن بأثر دعوة هذا الشيخ المبارك، ثم بتعاون أسرة آل سعود مع الشيخ في أول الدعوة، وكان لهذا الأثر قيام التوحيد، ومن ثمرة التوحيد هذه الدولة الموحدة إن شاء الله.أكثر الناس يجهل محمد بن عبد الوهاب وغيره من الأعلام، ولا يعرف إلا الأسماء التي يسمعها في الليل والنهار عن المغنين.المضيق هذا اسمه مضيق طارق بن زياد ، وهو فاتحٌ وقائدٌ إسلامي عظيم، فتح الأرض حتى وصل إلى أسبانيا عبر المضيق وأحرق السفن، وقال للجيش: البحر من ورائكم والعدو من أمامكم، فاقتحموا وفتحوا بلاد أسبانيا وجزءاً من بلاد فرنسا ، يوم أن كانت راية الإسلام مرفوعة وعلم الجهاد عالياً.أخبر الله موسى أن هناك عبداً صالحاً أعلم منه، فقطع المسافة من بلاد فلسطين حتى مغرب الشمس.انظروا! يقطع الطور ويأتي إلى مصر ويعبرها إلى ليبيا وتونس والجزائر ثم المغرب ، كل هذا على قدمه، وليس معه شيء إلا غلامه وهو يوشع بن نون ، وهم يعبرون الطريق في سبيل تحصيل العلم؛ من أجل أن يقف على عالم يأخذ منه علماً، فلما وجده قال: هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً [الكهف:66] الغرض من الرحلة الطويلة أنه يتعلم منه، فقال له الخضر عليه السلام: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً [الكهف:67] فالعلم يحتاج إلى صبر، ومن لم يصبر لا يتعلم.والصبر أنواع عدة: صبر في الطلب، والأدب، والأداء، والحفظ، والمجالسة؛ لأن مجالس الذكر تطول وتكثر عليك، فلا بد من الصبر والتحصيل والحفظ.قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً [الكهف:67] ..قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً [الكهف:69] قال: من أول الآداب أن تمشي ولا تسأل، أي: لاحظ وارصد، لكن لا تسأل قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً * فَانْطَلَقَا [الكهف:70-71].وعبر الرحلة كانت هناك ثلاثة مشاهد، تستوجب من موسى عليه السلام أن يسأل عنها؛ لأنها أشياء في ظاهرها الإفساد وعدم التعقل:المشهد الأول: عندما ركب السفينة خرقها، والخرق تدمير وتخريب، وموسى نبيٌ مرسل للإصلاح ومحاربة الإفساد، فلم يصبر على الذي يراه.. السفينة تُخرق، والماء قد يدخل وتغرق السفينة، فقال للخضر: أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً [الكهف:71] فكان الجواب مباشرة أن قال له الشرط: قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً * فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاماً فَقَتَلَهُ [الكهف:72-74].المشهد الثاني: دخلا مدينة، فوجدا غلاماً يلعب مع الأطفال فلحقه الخضر وأمسكه بإحدى يديه ورأسه بيده الأخرى ثم قطع رأسه، فاستنكر موسى هذا الأمر؛ لأنه قتل للنفس بغير حق، وقال: أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً [الكهف:74] في الآية السابقة قال: شَيْئاً إِمْراً [الكهف:71] أي: يدعو إلى العجب؛ الناس يركبونك في السفينة وأنت تخرقها، ولكن هنا لم يقل له: (شَيْئاً إِمْراً) ولكن قال له: (شَيْئاً نُكْراً)، أي: أمر منكر لا يمكن أن أسكت عليه، فقال: قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ [الكهف:75] ففي الآية السابقة قال: أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ [الكهف:72] لكن في المرة الثانية: (أَلَمْ أَقُلْ لَكَ ) وهذه فيها زيادةٌ توبيخ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي [الكهف:76] أي: أعطني فرصة أخيرة ومحاولة ثالثة وأخيرة: قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً [الكهف:76]. المشهد الثالث: فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا [الكهف:77] عندما وصلوا إلى القرية لم يضيفوهما، وطلبوا من أهلها الطعام فلم يطعموهما، ثم وجد الخضر جداراً يريد أن ينقض فقال لموسى: دعنا نبني هذا الجدار، قال موسى: سبحان الله! كيف يطردونا ولا يطعمونا وأنت تبني لهم جداراً دون مقابل، على الأقل خذ عليه أجراً قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً * قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ [الكهف:77-78] أنت لا تصلح لطلب العلم، فالعلم يريد صبراً سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً [الكهف:78] ثم ذكر له القصة.يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رحم الله أخي موسى، لو صبر لأرانا من عجائب علم الله عند الخضر عليه السلام) لأن الله قال: عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً [الكهف:65] علم لدني أي: من الله تبارك وتعالى أطلعه الله عليه، ففاصله بعد أن أخبره الخبر، ويوم أن أراد أن يعود ليودعه كان في المحيط الأطلسي طائر ينقر في المحيط، ويأخذ بمنقاره نقطة من الماء، قال الخضر: أترى هذا يا موسى؟ قال: نعم. قال: هل ينقص هذا المنقار من هذا المحيط شيئاً؟ قال: لا. قال: والله ما علمي وعلمك في علم الله إلا كما ينقص هذا العصفور من هذا المحيط لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً [طه:98].. لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ [سبأ:3] ويعلم كل ورقة، وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ [الرعد:8] سبحانه لا إله إلا هو! يسمع دبيب النملة السوداء، في الليلة الظلماء، على الصخرة الصماء.وقطع الرحلة موسى عليه السلام وعاد، وهذا كله في سبيل تحصيل العلم.
السلف وطلب العلم
كان سلف هذه الأمة يقطعون المسافات الطويلة في سبيل تحصيل العلم، وما هذه الآثار العظيمة التي بين أيدينا من كتب وتفاسير ومصنفات وشروحات إ لا نتيجة تحصيل السلف للعلم، حتى إننا نعجز عن عَدِّ أسمائها ومعرفتها فضلاً عن قراءة ما فيها، ومن الناس من عنده كتباً لم يقرأها أبداً، بل من الناس من لا يعرف بعض أسماء الكتب لبعض المؤلفين الكبار.إذاً: هذه العلوم والثروة العظيمة كانت ببركة الصبر والسعي والجهد والتحصيل العلمي لإرضاء الله عز وجل، لم يدرسوا العلم من أجل الشهادات كما هو الآن في غالب أحوال الناس من طلب العلم للحصول على المؤهل، فإذا حصل على الشهادة نسي العلم كله.ولهذا لو سألت الطالب الذي يختبر اليوم في مادة التوحيد وعنده بعد يومين مادة التفسير، تعال واسأله بعد أن يخرج من التفسير عن التوحيد الذي دخله قبل يومين، يقول: والله قد نسيت، أين علمك عن التوحيد؟ قال: وضعته في الورقة. فالهدف من تحصيله للعلم أنه يقدم للامتحان، بينما السلف هدفهم العلم لوجه الله عز وجل.يروى عن الإمام أحمد إمام أهل السنة رضي الله عنه وأرضاه أنه كان يحفظ ألف ألف حديث، أي مليون حديث بأسانيدها، وأنه أشكل عليه رجل في سند حديث، فسأل عنه فقيل له: إنه عند عبد الرزاق الصنعاني ، صاحب المصنف ، وكان يسكن في صنعاء بـاليمن، وكان الإمام أحمد يسكن في بغداد بـالعراق ، فرحل من بغداد إلى اليمن ، يريد أن يأخذ السند.وكان معه في الرحلة يحيى بن معين ، ومرا في طريقهما إلى اليمن بـمكة فحجا، ولما كانا يطوفان بالبيت رأيا عبد الرزاق الصنعاني ، قد جاء من اليمن للحج ، وكان يحيى بن معين يعرف عبد الرزاق ، فسلم عليه بعد أن طاف، وقال للإمام أحمد : يا أبا عبد الله ! قد كفيت مسيرة شهر ومؤنتها، يقول: وفر الله عز وجل عليك مسيرة شهر إلى اليمن وأيضاً النفقة فيها؛ لأنها على حسابهم بدون انتداب، وبدون مؤنة، وكانت وسائل النقل في ذلك الوقت الحمير، لا يوجد عندهم سيارات ولا طائرات؛ يمشون على أقدامهم في الحر والقر والبرد والجوع والخوف! وفي سبيل العلم يقطعون كل هذه المسافات، فقال يحيى بن معين للإمام أبي عبد الله : لم لا نسأله الآن؟ قال الإمام أحمد : والله لا نرجع عن النية التي قد أردناها لوجه الله، والله لا آخذ هذا الحديث إلا في صنعاء، لأنني خرجت من هناك لوجه الله، فلا أريد أن أعطل نيتي بطلب العلم، ولا أبد أن أرحل.ولكن من الناس اليوم من تكون الندوة بجوار بيته، والعالم يأتي إلى قريته، ثم لا يأتي للصلاة؛ لأن المحدث سوف يؤخره نصف ساعة أو ساعة، وبعضهم يأتي يصلي فإذا قام المحدث أو العالم أو طالب العلم يذكر خرج وتركه والعياذ بالله، ربما كانت الحلقة العلمية موجودة في أبها في مسجد الشيخ عائض أو أحمد بن حسن ولكنه لا يحرص على الحضور إليها، وكيف يريد هذا الإنسان أن يرزق العلم، ويؤتى الإيمان، وتحل البركة وهو معرض مدبر عن الله عز وجل!إن أقصى درجاتك أن تحرص على طلب العلم على الأقل بدون شد رحال، فكيف إذا كنت في مدينة تقام فيها ندوات ولا تحضرها؟! أجل. كيف تريد أن تهتدي؟!
عظم أجر طالب العلم
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث طويل وسوف أذكره بطوله لأخذ الشاهد منه، قال: قال عليه الصلاة والسلام: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة) انظروا إلى جزالة الأحاديث، وعظمة البلاغة النبوية صلوات الله وسلامه عليه.يقول: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة -هذا الشاهد- وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة).انظر الفرق بين النزول والغشيان، النزول يقول العلماء: يكون على موضع، أما الغشيان فيكون على العموم، فتنزل السكينة على موضع، أين تنزل السكينة؟ في القلوب (إلا نزلت عليهم) أي: على قلوبهم، (السكينة) وهي ضد القلق، والتبرم والتضجر والحرج، و(غشيتهم) أي: تغشى الموجودين، حتى الذي ما نزلت عليه السكينة في قلبه تنزل عليه الرحمة، ولو كان قلبه ليس خاشعاً كأن يكون ليس من أهل الذكر أو المجلس، أو مر لغرض وسمع الصلاة قامت وجاء يصلي، لكنه يدخل معهم في الرحمة؛ لأنهم (هم القوم لا يشقى بهم جليسهم).. (وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده).ثم قال عليه الصلاة والسلام في آخر الحديث: (ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) أي: وسائل النقل التي يعبر عليها الناس يوم القيامة هي العمل، أما النسب فلا يسرع ولو كنت ابن الملك أو ابن الأمير أو ابن الوزير أو ابن أي شخصية في الدنيا وما عندك عمل والله لا تمشي على الصراط خطوة واحدة، ولا ينفعك في القبر لا ملك ولا مال ولا جاه ولا سلطان ولا نسب ولا أي شيء من مقومات الدنيا، لكن تأتي وعندك إيمان قوي، ولو كنت ابن أوضع إنسان فإن الله تبارك وتعالى يقول: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13].الوسائل التي يقطع بها الناس الأهوال يوم القيامة هي وسائل الإيمان، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لـفاطمة : (يا فاطمة ! لا أغني عنك من الله شيئاً لا يأتيني الناس يوم القيامة بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم) لا ينفع النسب يوم القيامة، فالله تعالى يقول: فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ [المؤمنون:102] أي: بالإيمان والعمل الصالح فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ * أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون:102-108] لا يوجد مراجعة، ولا فرصة، ولا يوجد دور آخر إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً [المؤمنون:109-110] أي: هزءاً حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي [المؤمنون:110] اشتغلتم بهم وسخرتم منهم حتى نسيتم ذكر الله عز وجل، وجعلتم هؤلاء هم شغلكم الشاغل وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ * قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ [المؤمنون:110-112] يسأل أهل النار الذين ضيعوا وفرطوا فيقول لهم: كم لبثتم في الأرض عدد سنين حتى صعب عليكم العمل الصالح؟ قالوا: لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ [الكهف:19] ليسوا متأكدين هل هو يوم كامل أم لا؟ لأنهم قارنوا مدة بقائهم في الدنيا مع مدة بقائهم في عرصات القيامة؛ فوجدوا أن عمرهم الطويل الذي هو ستين أو سبعين أو ثمانين لا يساوي جزءاً من يوم القيامة قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فاسْأَلِ الْعَادِّينَ * قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً [المؤمنون:113-114] والله ما عشتم إلا قليلاً في هذه الدنيا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ * وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ [المؤمنون:114-118].
أسباب سوء الخاتمة
إن أسباب سوء الخاتمة كثيرة:
استحواذ الشيطان على الإنسان
من أسباب سوء الخاتمة: هيمنة الشيطان وسيطرته وغلبته، واستحواذه على الإنسان، فإنه عند الموت يكون ضعيفاً والشيطان يضله والعياذ بالله ولا يثبته الله، ولهذا إذا أردت أن تكون قوياً عند الموت فكن قوياً على الشيطان الآن، أما إذا ضعفت أمام شهواتك، ومغريات الشيطان وخدعه، فاعلم أنك ستكون أضعف عند الموت.
فساد العقيدة
من أسباب سوء الخاتمة: فساد العقيدة، وخراب التوحيد، حيث إن التوحيد يهتز عند الأحداث، وأعظم حدث يمر على الإنسان هو الموت، فإذا كانت عقيدته فاسدة، فإنه يهتز ولا يثبت، ومن صور الشرك : دعوة غير الله، والذهاب إلى الكهنة والمشعوذين، وتصديق العرافين، ودعاء الجن.ما شاع الآن وانتشر بين صفوف المثقفين الذين يقرءون المجلات والصحف التي فيها شركيات على هيئة أعمدة توضع في هذه المجلات، اسمها: حظك هذا الشهر، وهذه كهانة وعرافة لكن من شكل جديد، أي: متحضرة ومتطورة.وصورتها: أن يأتي بالأبراج، ويقول لك: يأتيك في هذا الشهر كذا.. ويحصل لك كذا.. وتهدى لك هدية.. تعاني من مرض كذا.. حتى إني قرأت مجلة فيها: إذا كان عمرك ستين عاماً فإنك سوف تعاني من آلام (الروماتيزم) هذا الشهر، طبيعي فالذي عمره ستين يأتيه (الروماتيزم) كل يوم في هذا الشهر وفي غيره.ومن يستدل على الأحداث بما يقع بالنجوم من القوس وزحل والعقرب والسرطان والأسد والسنبلة هذه كهانة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول؛ فقد كفر بما أنزل على محمد) وفي بعض ألفاظ الحديث: (من أتى كاهناً فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين نهاراً).فينبغي للمسلم أن يتجنب هذه الخرافات والخزعبلات، وألا يقرأها وألا يدخل هذه المجلات بيته؛ لأنه لو أدخلها، وقرأها الأطفال والنساء فسدت عقائدهم.وبعض البنات لا تقرأ في الجريدة إلا هذه الأشياء؛ لأنها خاوية من العقيدة، والولد عندما يرى حظه يعيش على الخرافات والخزعبلات، بينما النجوم هذه ليس لها علم ولا تأثير على ما يدور في أرض الله بقضاء الله وقدره؛ فالنجوم زينة، والله تعالى يقول: وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ [النحل:16] وذكر أنها زينة للسماء، ويقول الشاعر القحطاني :أما النجوم فقد خلقن زينة للسما كالدر فوق ترائب النسوان فهي زينة للسماء، وليس لها أي تأثير على قضاء الله وقدره، بل كل ما يقضي الله عز وجل ويقدر على عباده بمشيئته تبارك وتعالى وعلمه، ولا علاقة للنجوم بذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (كذب المنجمون ولو صدقوا) يأتي الشخص إلى الكاهن، فيقول: نجمك أنت القوس، قال: ماذا؟ قال: تقيس ولا تنقاس. يعني: تقيس الناس ولا أحد يقيسك.وهذا القوس واحد من اثني عشر برجاً، وكثير من الناس على القوس هذا، يعني: هؤلاء كلهم يقيسون ولا أحد يقيسهم! هذا كذب. وشخص آخر يقال له: أنت نجمك الجدي، قال: ماذا؟ قال: في كل شيء هدي. انظر كيف التلفيق والسجع، من أجل أن يضلل الناس والعياذ بالله.وآخر: وأنت نجمك الثور، حراث وراث تحب البلاد، الآن لا يوجد حراث وراث ولا عندنا شيء من هذا الكلام كله. وهذا يأتي على ألسنة الكهنة والمشعوذين، ولا ينبغي للمسلم أن يصدق هذا، ومن صدق فقد كفر والعياذ بالله!
الإصرار على المعاصي
من أسباب سوء الخاتمة: الإصرار على المعاصي.هذا سبب من أسباب سوء الخاتمة، الذي يعرف أن هذه معصية، ويعرف حكم الشرع فيها، ثم يتجاهل أمر الله فيها، وهو مصر على المعاصي، كمن يعلم أن الغناء حرام، وقد سمع في الخطب والمواعظ والأشرطة أنه حرام، لكن لا يرتاح إلا عندما يغني، كأنه يعاند خالقه! كأنه يعاند رسول الله صلى الله عليه وسلم! أنت عبد مأمور، والله عز وجل أخبرك على لسان الرسول في القرآن والأدلة النبوية الثابتة: إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل، وأنه لا يجتمع حب القرآن وحب الغناء في قلب مؤمن، وفي الحديث في البخاري يقول عليه الصلاة والسلام: (ليكونن أقوام في من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) الحر: الزنا، والحرير: الملابس الحريرية، والخمر معروفة، والمعازف الآلات من اللهو والطرب. وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام، والحديث حسن ولكنه غريب عند الترمذي وفي غرابته ضعف، قال عليه الصلاة والسلام: (إذا عملت أمتي خمس عشرة خصلة حلَّ بها البلاء، وأصابتها ريح حمراء، وزلزلة وخسف ومسخ: إذا كان المغنم دولا، والزكاة مغرماً، والأمانة مغنماً، وأطاع الرجل زوجته، وعق أمه، وأدنى صديقه، وأقصى أباه، وتعلم العلم لغير الدين، وظهرت المعازف والقينات، ولعن آخر هذه الأمة أولها، وأكرم الرجل مخافة شره، وكان زعيم القوم أرذلهم -إلى آخره- قال: فلينتظروا عند ذلك ريحاً حمراء، وزلزلة وخسفاً ومسخاً) الشاهد من الحديث: ظهور القينات والمعازف، واشتغال غالب الناس بهذا المرض، حتى غزا كل بيت، ودخل كل صدر، ولم يسلم منه حتى البدوي في شعث الجبال ووهاج الصحراء، فالرجل والمرأة والكبير والصغير يغنون؛ ينامون على الغناء ويستيقظون على الغناء، ويخرجون بالسيارات يغنون، وفي الرحلات يغنون، وفي كل أمرهم يغنون، حتى لو عرضت على الناس اليوم مقطعاً من أغنية، وجئت بعازف وقلت له: اعزف طرفاً من هذه الأغنية، واسأل الناس: ما هي هذه الأغنية، والذي يعرف نعطيه مائة ريال؟ لامتدت إليك الأيادي كلها، هذه أغنية فلان، تسألهم من ملحن الأغنية؟ قالوا: فلان، ومن واضع كلماتها؟ قالوا: فلان، الله أكبر!! ثقافة موسيقية متناهية.لكن لو جئت بآية من كلام الله عند أمة القرآن، وقلت: هذه الآية في أي سورة، والذي يعرفها نعطيه جائزة مائة ريال؟ لجلس الناس يتلفتون.. ، أما فيكم (مطوع) يجيب؟ هل هناك شخص يحفظ القرآن؟ طيب.. وأنت؟ ألست مطوعاً؟ لكن مطوع لإبليس! المطوع من أطاع الله، أحد الإخوة يقول: الناس كلهم مطاوعة، لكن هناك مطاوعة لله وهناك مطاوعة للشيطان؛ أناس أطاعوا الله فهم مطاوعة الرحمن، وأناس أطاعوا الشيطان فهم مطاوعة الشيطان.كيف تعرف الأغاني ولا تعرف القرآن؟! لماذا تخصصت في سماع الغناء ولم تفرغ نفسك لكلام ربك الذي أنزله الله هداية لك ونوراً وصلاحاً وفلاحاً، والذي يقول الله فيه: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص:29]؟!فالمعاصي -أيها الإخوة- والإصرار عليها واستباحتها والمداومة عليها سبب عظيم من أسباب سوء الخاتمة؛ لأنها تحدث في الإنسان الألفة للمعاصي، والإنسان إذا استمر على شيء ألفه، وهذه الألفة تلازم الإنسان في حالة اليقظة وعند المنام وعند الموت، وكما ترون الإنسان إذا نام؛ إذا كان -مثلاً- عالماً ونام فإنه يرى في منامه دائماً الكتب، والندوات، وطلبة العلم، والمحاضرات والمناقشات، وإذا كان رياضياً ولاعب كرة من الدرجة الأولى أو الممتازة فإنه يرى في منامه المباريات، والكرة وقد دخلت المرمى.وبعضهم يصيح، يقول أحدهم: إن امرأته قامت في الليل فزعة؛ لأن زوجها رأى دخول الكرة في الفريق الثاني، فصاح وما زال يصيح؛ لأنه رأى رؤية عاش عليها فنام عليها، وكذلك عند الموت يحصل له أنه يألف المعاصي ولا يستطيع أن يتكلم عند الموت إلا بالمعاصي التي كان يعيش عليها، يقول مجاهد بن جبر : [ قد بلغنا أنه ما من ميت يموت إلا مثل له جلساؤه في الدنيا يحضرون عنده في الموت ].وأن رجلاً حضرته الوفاة فقيل له: قل: لا إله إلا الله، وكان لاعب شطرنج، فقال للناس الذين يقولون: قل: لا إله إلا الله: تشك، تشك، تشك هذه عبارة من عبارات لاعبي الشطرنج.وأن شخصاً آخر كان مدمناً للخمر ولما حضرته الوفاة قيل له: قل: لا إله إلا الله، قال: اشرب واسقني، قال: قل: لا إله إلا الله، قال: اشرب واسقني، حتى مات عليها.وأن شخصاً آخر كان مدخناً فلما حضرته الوفاة، قيل له: قل: إلا إله إلا الله، قال: هذا دخان حار، هذا دخان حار، هذا دخان حار، قالوا: قل: لا إله إلا الله، قال: والله لا أقولها، أنا بريء منها.لا حول ولا قوة إلا بالله!!وقد ذكرت لكم أن حصلت في منطقة خميس مشيط، حادثة وفاة لشخص كان يحرج على السيارات ويبيعها في معارض السيارات، وكان لا يصلي ولا يعرف الصلاة أبداً، فلما حضرته الوفاة، قالوا له: قل: لا إله إلا الله، فجاء بالألفاظ التي يقولها بالميكرفون، عندما كان يبيع السيارة، قال: (أربحه، أربحه خربان تربان، كومة حديد) قالوا: قل: لا إله إلا الله، قال: (خربان تربان) قل: لا إله إلا الله، قال: (كومة حديد) ومات عليها والعياذ بالله. أيها الإخوة! خطر عظيم على المسلم أن يصر على المعاصي، حتى ولو كانت من الصغائر؛ لأن الصغائر تكون من الكبائر يوم القيامة: لا تحقـرن من الذنوب صغيراً إن الصغير غداً يصير كبيراً إن الصغير وإن تقادم عـهده عند الإله مسطر تسطيراً والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (إياكم ومحقرات الذنوب فإنها تجتمع على المرء حتى تهلكه) فعليك يا عبد الله ألا تستبيح شيئاً من الذنوب والمعاصي؛ لأنك قد تراه صغيراً، ولكنه عند الله عظيم، يقول الله عز وجل: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ [النور:15.



‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








9988776655
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فطوومه
عضو متألق
عضو متألق
فطوومه


عدد المساهمات : 639
تاريخ التسجيل : 14/01/2011

الاصرار على المعاصى  بن سفر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاصرار على المعاصى بن سفر   الاصرار على المعاصى  بن سفر Icon_minitime1الثلاثاء 19 أغسطس - 9:13

] ويقول أحد الصحابة: [إنكم لتعملون أعمالاً لا تعدونها شيئاً كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكبائر].وفي الحديث أيضاً يقول عليه الصلاة والسلام: (إن المؤمن ليرى الذنب البسيط عند رأسه مثل الجبل يخاف أن يسقط عليه، وإن المنافق ليرى الذنب العظيم كالذباب على أنفه يقول به هكذا) يرى أي ذنب ويقول: بسيط يا شيخ، أنتم تشددون، والذي قلبه حي إذا ارتكب أي خطيئة يرتعد قلبه خوفاً من الله! قلب حي، وأما الميت فكما يقال: ما لجرح بميت إيلام الميت لو طعنته ومزقت جلده لا يحس؛ لأنه ميت، والله تعالى يقول: أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا [الأنعام:122]. فيا أخي! لا تطفئ نور الإيمان بالمعاصي، ولا تستبح المعاصي، ولا تداوم عليها، بل عليك أن تنفر منها، وأن تتوب إلى الله؛ لأنك إذا ألفتها في دنياك ألفتها عند الموت، وختم لك بسوء الخاتمة.وأما إذا ألفت الطاعات، فيقول لي أحد الإخوة: إنه قد حضر جنازة رجل كان من أهل الخير، وحصل له في آخر عمره أن أصيب بمرض في رأسه أفقده صوابه، وأصيب بغيبوبة طوال الأسبوع منذ أن مرض حتى توفي بعد أسبوع وهو في غيبوبة لا يعرف شيئاً عن الحياة، كان خلال وقته طوال الأسبوع يتوضأ من غير شعور، يقول: هاتوا الوضوء، فيأتون له بكأس فارغ فيدخل يده في الكأس ويتوضأ، وإذا انتهى صلى قِبل القبلة.. يصلي مرة هنا ومرة يصلي هنا؛ لأنه عاش طوال وقته على الصلاة فختم له بها، فإذا حصل لك ألفة للطاعات ومحبة للقربات، ألفتها في الدنيا ومت عليها وبعثت عليها، وإذا حصل العكس، أي: ألفة للذنوب وللمعاصي يحصل لك نفرة من الطاعات، فالذي يذنب كثيراً لا يتوب، وهذا على خطر! خطر المشيئة أن تدركه سوء الخاتمة -والعياذ بالله- أما الذي يتوب من الآن إلى الله، ويتعلم ويتدرب على الطاعات، ويألفها ويحبها ويداوم عليها حتى تصبح خلقاً ثابتاً له، فإنه مظنة إن شاء الله أن يختم له بحسن الخاتمة.
الانحراف بعد الاستقامة
من أسباب سوء الخاتمة العدول والانحراف عن الاستقامة بعد أن يسير الإنسان عليها؛ لأن الاستقامة والتمسك بها، ثم التغير عنها والانحراف عما كان عليه الإنسان هو خلق إبليس؛ لأن إبليس كان من الملائكة، وفي بعض الآثار أنه كان طاووس الملائكة، وما من بقعة في الأرض ولا في السماء إلا وقد سجد لله فيها سجدة، ولكنه نكص عن الطاعة ووقع في المعصية بمخالفته أمر الرب عز وجل حينما قيل له: اسجد لآدم مع الملائكة قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [الأعراف:12] وهذا الخلق سار على نهجه الأبالسة من بعده، وأتباعه من المخذولين -والعياذ بالله- إلى يوم القيامة؛ لأنهم يسيرون في طريق الهداية ويستنشقون عبير الإيمان ويتذوقون طعم الهداية ثم ينتكسون، فإذا انتكسوا لا يرجعون؛ لأن الله يقول: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ [المنافقون:3].فالانتكاسة خطيرة جداً، ولذا -يا مسلم- تمسك، إذا أراك الله السبيل وذقت طعم الإيمان فتمسك به إلى آخر لحظة من حياتك، ولا تنتكس فربما تكون انتكاستك هذه لا رجعة بعدها -والعياذ بالله-. بلعام بن باعوراء من قوم موسى، آتاه الله آياته، وأعطاه دلالاته، ولكنه انتكس وأخلد إلى الأرض والشهوات، وقال الله فيه: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا [الأعراف:175] والانسلاخ من الشيء هو تركه وعدم الرغبة في العودة إليه.. إذا خلعت ثوبك الآن ماذا تقول؟ تقول: خلعت ثوبي أو وضعت ثوبي، لكن هل تقول: سلخته؟ لا. وإذا سلخت جلد الشاة، هل تقول: وضعت أو خلعت جلدها؟ لا. تقول: سلخت جلدها، يعني: أبعدت جلدها الذي لا يمكن أن يعود إليها.فـبلعام ترك الآيات القرآنية ورفضها مع نية عدم العودة إليها أبداً. لا يريدها، انسلخ منها، وكأن هذه الآيات والتحصينات كانت درعاً واقياً له، فلما تركها وانسلخ منها قال الله: فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ [الأعراف:175] تسلط عليه الشيطان بعد أن تخلى عن الآيات فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ [الأعراف:175-176]. وكذلك قصة برصيص العابد، وهذه القصة ذكرها أهل العلم في كتب التفسير عند قول الله عز وجل: كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ [الحشر:16-17]. ذكرها ابن كثير وابن جرير وصاحب فتح القدير وصاحب الدر المنثور، وكثير من المفسرين ذكروا قصصاً كثيرة، بعضهم أوردها على التفصيل، وبعضهم أوردها على الإجمال، وبعضهم نسبها إلى الإسرائيليات، ولكن الصحيح من هذه القصص: أن رجلاً يقال له برصيص ، وكان رجلاً عابداً منقطعاً للعبادة، منعزلاً عن الناس، يعبد الله في صومعته ولا يخالط الناس في شيء، وكان في قريته، وهذه القرية حصل أن اعتدى عليها قوم، فاستنفر رجالها لرد العدوان، وكان منهم رجلان لهما أخت، وهذه الأخت كانت في غاية الجمال، فوقعوا في حرج بين ترك البنت بدون قيم، أو بين الجلوس معها وترك الجهاد، فأتاهما الشيطان وقال لهما: الجهاد أفرض عليكم من أختكم. انظروا كيف يزين الباطل حتى يقدمه في صورة الحق، وقال لهما: هذه أختكم ضعوها عند برصيص ، هذا رجل عابد ومؤتمن على عرضكم ولا يمكن أن يفعل شيئاً، فذهبا إليه وقالا له: يا شيخ! هذه أختنا نضعها عندك أمانة، ونحن سوف نذهب إلى الجهاد، فرفض أول الأمر، قال: لا. أنا ما تركت الدنيا وانعزلت في صومعتي إلا خشية فتنة النساء، اذهبوا عني وطردهم. فلما خرجوا جاءه الشيطان وقال له: تزعم أنك عابد وأنك رجل صالح، كيف ترد هذه المرأة وتعطل إخوانها عن الجهاد! هذا عمل مبارك، اقبلها واتركها عندك، وأنت رجل مؤتمن، فما زال يمنيه حتى رغب له الأمر، وجاء الشيطان إلى نفوسهما وقال: عودا إليه لعله أن يطيعكم، فرجعا إليه فوافق بشرط: أن يضعوها في غرفة، وأن يقفلوا عليها الباب، وأن يتركوا بينه وبينها فتحة، يعطيها طعامها في الصباح وفي المساء، ذلك من بالغ احتياطاته حتى لا يقع في الفتنة، فقالا له: نحن آمنين لك يا شيخ! ما دامت كل هذه الاحتياطات التي تضعها -أجل هذه من بالغ الأمانة- قال: أجل حتى يطمئن قلبي وتطمئن قلوبكم، فوضعها في غرفة وعندها حمام.وأجروا لها ماءها ووضعوا بينها وبينه فتحة، وكان يأتيها في الصباح بالطعام وفي المساء بالطعام، وذهبا في الجهاد، وبقيت على هذا الحال فترة من الزمن.ثم جاءه الشيطان في صورة الناصح وقال له: يا شيخ! أنت رجل أمين، وهذه المرأة مسكينة مؤتمن عليها أنت، كيف تتركها ولا تدري هل هي حية أو ميتة، أو مريضة أو متعافية، أو مسرورة، أنت رجل أمين، لا شك، افتح الباب عليها وادخل انظر حالها، وإذا فتحت الباب انتهت المسألة، فالخوف في قلبك، والله عز وجل يراقبك، ولا يزال به حتى أغراه بأن جاء وكسر الباب ودخل عليها، ولما دخل عليها كانت في وضع لم تكن تشعر بأن أحداً سيدخل عليها، فكانت قد وضعت ثيابها كاملة، فلما أصبحت هي وإياه في غرفة واحدة، تحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما) وماذا تتصورون أن يأمر الشيطان إذا كان هو الثالث؟ هل يأمر بالعفة؟ والحصانة والدين؟ لا. ولهذا حرم الشرع على المسلمين الخلوة بالأجنبيات: لا تخلو بامرأة لديك بريبة لو كنت في النساك مثل بنان أي: مثل ثابت البناني .إن الرجال الناظرين إلى النسا مثل الكلاب تطوف باللحمان إن لم تصن تلك اللحوم أسودها أكلت بلا عوض ولا أثمان يقول ثابت البناني ، وهو من أعبد خلق الله، صلى أربعين سنة الفجر بوضوء العشاء، لا يعرف أبداً النوم في الليل، ليس له فراش، كان عابداً لله، يقول: والله لو أمنتوني على ملء الأرض ذهباً لوجدتموني أميناً، ووالله ما آمن نفسي على أمة سوداء رأسها كأنه زبيبة. لأن الفتنة على الرجال قوية، قال صلى الله عليه وسلم: (ما تركت على أمتي فتنة أشد على الرجال من النساء) ولهذا احذر يا شاب! احذر يا مؤمن! لأن الخطر عند أول نظرة، والمصيبة عند أول مكالمة، وأول قبلة، لكن ما دمت معتصماً بحبل الله عز وجل؛ تخاف الله.. وتراقبه.. لا تنظر.. لا تتكلم.. لا تقرأ.. لا تحاول أن تتصل بأي امرأة محرمة، أنت في عصمة الله عز وجل، فإذا سقطت والتفت لفتة بسيطة على طريق الشيطان؛ ساقك الشيطان إلى هاوية والعياذ بالله.فهذا الرجل ما زال الشيطان يغريه ويوسوس له حتى أطاعه فدخل بها، فلما رآها عارية وهو خال بها لم يملك نفسه، فزنا بها والعياذ بالله! فلما قضى وطره، استيقظ ضميره، وجاء العتاب الداخلي يلومه، فأتاه الشيطان يقول له: كيف تعمل؟ ما هو موقفك وقد فعلت هذه الفعلة العظيمة؟ أين وجهك؟ أين سمعتك؟ فما زال به حتى كاد أن يقتل نفسه، ثم وضع الشيطان له الحل، وهو يريد أن يضعه في مشكلة أعظم من الزنا.. المسألة فضيحة، ولو جاء أهلها واطلعوا حصلت فضيحة، كيف تعمل؟ ولكن الحل أن تقتلها، وإذا قتلتها وجاء أهلها فأخبرهم أنها مرضت وتوفيت، وسوف يصدقونك، فما وجد إلا غير هذا الحل، فدخل عليها فضربها بالفأس في رأسها، ثم حفر لها في الغرفة، ودفنها مكانها، وجلس.وبعد الزنا وقتل النفس فقدَ طعم الإيمان، لم يعد يصلي ولا يعبد الله كما كان، لماذا؟ لأن المعاصي حجاب بين العبد وبين الله، لم يعد يتلذذ بالطاعة ويده ملوثة بالجريمة، وهو مستغرق ومتلطخ بحمأة الرذيلة والعياذ بالله.ومكث ما شاء الله أن يمكث وجاء إخوانها من الغزو، فلما دخلا عليه سألاه: أين أختنا؟ قال لهما: منذ أن ذهبتما مرضت، وبقيت مريضة مدة من الزمن وهو الأمر الذي قضى أن أكسر الباب وأدخل لأشرف على تمريضها، ومكثت مدة ثم توفيت ودفنتها.فقالا له: جزاك الله خيراً، ونحن واثقون منك، والحمد لله على حكم الله وودعوه وخرجوا. وفي الليل وهما نائمان جاء الشيطان إليهما في المنام، فقال للأول: أختك لم تمت؛ قتلها العابد بعد أن زنى بها، وجاء للثاني وأخبره بنفس الرؤية، وفي بعض الروايات: أنهم أربعة إخوة، وفي بعضها: أنهم ثلاثة، فلما جاء في الصباح وإذا بعضهم يقص الرؤية على الآخر، قال: أنا رأيت، وقال ذاك: أنا رأيت، وقال الآخر: وأنا رأيت، وتواطأت الرؤى، فقالوا: قد تكون الرؤيا صادقة، أجل! نذهب ونسأله على الأقل، فذهبا إلى العابد فسألاه، قالوا: يا شيخ! نريد أن نرى قبر أختنا، أين قبرها؟ فجاءه الشيطان قبل أن يأتوا، وقال: لقد علموا، وأنت لا تحاول أن تكتم الحقيقة، أخبرهم والله غفور رحيم، وربما يسامحونك، فلما سألوه، قالوا: أين أختنا، أين قبرها؟ نريد أن نراه!قال: أنا أعلمكم بالحقيقة، فأخبرهم بالأمر كاملاً، فأخذوه وحملوه ووضعوه في جذع نخلة، وبعد أن صلبوه، وجاءوا ليقتلوه! فقال له الشيطان حينما أرادوا أن يقتلوه، قال له: أنا الذي ورطتك في أخذ البنت، والزنا بها، وقتلها، وأستطيع أن أنقذك ولكن بشرط واحد. قال: وما هو ؟ قال: أن تسجد لي سجدة، انظروا! ما يأس منه الشيطان، جعله يزني، ويقتل، وأيضاً لا يريد أن تبقى كلمة التوحيد؛ يريده أن يشرك ويكفر بالله، قال الله تعالى: كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ [الحشر:16-17] والعياذ بالله!أصبحت طاعة الشيطان على الإنسان سهلة، ولو جاءه الشيطان وقال له قبل البدء بالمعاصي: اسجد لي. ما كان ليطيعه، لماذا؟ لأنه متحصن بالإيمان، لكن لما أصبح عبداً للشيطان، وأخذ البنت وأطاعه في كسر الباب، وبالنظر وبالزنا، هناك سَهُل عليه طاعة الشيطان، ولهذا ترون الآن العصاة والمجرمين يقودهم الشيطان بأنوفهم في كل معصية، ولا يستطيعون أن يمتنعوا من الشيطان؛ لأنهم عبيد له أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ * هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ [يس:60-64]. أخي المسلم! إن طاعة الشيطان لا تأتي إلا نتيجة الانهزام النفسي والضعف الإيماني، فهو لما سهل عليه كل الطاعات الأولى سهلت عليه الطاعة الكبيرة، فسجد للشيطان، فقتل بعدها ومات كافراً والعياذ بالله، وختم له بسوء الخاتمة، وأسبابها العدول عن الاستقامة والانحراف عن طريق الهداية بعد أن ذاقها والعياذ بالله! أعاذنا الله وإياكم من ذلك. وقد ذكر أهل العلم قصصاً كثيرة في هذا المجال، لكن لا أريد أن أستطرد فيها؛ لضيق الوقت.
ضعف الإيمان
من أسباب سوء الخاتمة وهو آخرها: ضعف الإيمان:لأن الإيمان في مذهب السلف : قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالجوارح والأركان، يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان. هذه عقيدة الأمة.الإيمان شيء في قلبك، كلما زدت في الطاعات كلما زاد إيمانك، مثل الشجرة التي كلما سقيتها وشذبتها ورعيتها نمت وترعرعت وأثمرت، وكلما ضايقتها وحرمتها الغذاء وأعطيتها البنزين كلما ذبلت حتى تموت، فغذاء إيمانك الطاعات، وموت إيمانك المعاصي، وضعف الإيمان سبب من أسباب سوء الخاتمة.الآن الكهرباء تتفاوت في القوة، فهناك لمبة قوة الوات فيها خمسمائة أو ألف وات؛ هذه التي يسمونها الكشافات الهيلوجين، كشاف يكشف لك مدى كيلو، هذه فيها تيار كهربائي وهو قوي جداً، وهناك تيار كهربائي في اللمبة التي نسميها نحن (السهارية) القوة فيها خمسة وات، تلك خمسمائة وهذه خمسة، هذه كهرباء وتلك كهرباء، لكن هذه كهرباء ضعيفة لا تنفعك في شيء، إذا كنت نائماً على فراشك وأردت أن تقرأ كتاباً والكهرباء سهارية، لا تستطيع أن تقرأ؛ لأن ضوءها ضعيف، هل تستطيع أن تدخل الخيط في خرق الإبرة على ضوء السهارية؟ لا تستطيع، هل تستطيع أن تبحث عن حاجاتك؟ لا يمكن. رغم أنه يوجد كهرباء، إلا أنها ضعيفة، لا تسمن ولا تغني من جوع، إذا أردت أن تنتفع بالكهرباء جيداً أشعل مائة شمعة.. أشعل مائتي شمعة.. ولهذا الناس في إيمانهم الآن يتفاوتون؛ من الناس من إيمانه مثل الشمس يضيء للعالم، ومن الناس من إيمانه مثل القمر، ومن الناس من إيمانه مثل أكبر لمبة يضيء لنفسه ولقريته ولمدينته ولأهله، ومن الناس من إيمانه ضعيف إلى درجة أنه لا يضيء لنفسه؛ يقع في المعاصي والذنوب والآثام ولا ينتفع بإيمانه، رغم أن عنده إيمان، لكن إيمان ضعيف والعياذ بالله! وضعف الإيمان يضعف حب الله في قلب العبد، ويقوي حب الشياطين والمعاصي والدنيا في قلبه، ويستولي على القلب بحيث لا يبقى في القلب موضع لحب الله تعالى، إلا من حيث التصور وحديث النفس، يعني: لم يبق شيء عملي، يبقى فقط شيء نظري، ذهني، أي: لا يظهر شيء عملي في القلب مما يظهر أثره في سلوك العبد، فلا يمتنع عن ارتكاب معصية، ولا يقوم إلى طاعة؛ لأنه منهمك في الشهوات، مرتكب للسيئات، فتتراكم ظلمات الذنوب والخطايا والآثام في قلبه والعياذ بالله، فلا تزال تطفئ نور الإيمان وتضعف قوته إلى أن يأتي الموت، فإذا جاءت سكرات الموت ازداد حب الدنيا في قلب العبد ضعفاً؛ عندما يرى الإنسان أنه سوف يفارق هذه الدنيا وهي محبوبة إليه، وحبها غالب على قلبه، لا يريد تركها، ولا مفارقتها، فيرى ذلك رب العزة والجلال من قلبه والعياذ بالله فينقلب ذلك الحب إلى بغض لله وللقاء الله، فإذا خرجت روحه في هذه اللحظة وهو يبغض لقاء الله ولا يحب لقاء الله، ويحب الاستمرار في الدنيا والإخلاد إلى الدنيا، حينها يختم له بسوء الخاتمة، فيخرج من الدنيا مغضوباً عليه والعياذ بالله، فكل ذلك من أسباب ضعف الإيمان، فقو إيمانك يا عبد الله. ذكر أهل العلم قصة عن سليمان بن عبد الملك ، لما خرج حاجاً -وهو من خلفاء بني أمية- ووصل المدينة ، سأل: هل هنا رجل من الصحابة؟ قالوا: لا. قال: هل هنا رجل من التابعين الذين أدركوا الصحابة؟ قالوا: نعم يوجد. فدل على أبي حازم ، فجيء به، فلما أتاه قال له: يا أبا حازم ! ما لنا نكره الموت ونحب الحياة؟ فقال له: [ يا أمير المؤمنين! إنكم عمرتم دنياكم وخربتم آخرتكم، فتكرهون الخروج من العمران إلى الخراب ].هذه طبيعة في النفس؛ إذا كان عندك عمارة جديدة، مفروشة مطلية، مهيأة، وعندك عشة أو بيت شعبي قديم متشقق وغير جيدة، والعنكبوت قد عشش فيه.. هل تحب أن تنتقل من (الفيلة) الجديدة إلى هذا البيت؟ حتى أولادك لو قلت لهم: ما رأيكم أن نذهب إلى ذلك البيت؟ يهربون منه ويقولون: والله لا ننام فيه ليلة واحدة، لماذا؟ لأنهم قد تعودوا على السقوف المنقوشة، وألفوا العمارة الفارهة، فالإنسان الذي يعمر داراً ويخرب أخرى لا يحب أن ينتقل من العمران إلى الخراب.يقول: أنتم عمرتم ديناكم لكنكم خربتم آخرتكم، فلا تحبون الانتقال من دار عمرتموها إلى دار خربتموها، قال: صدقت. ثم قال: ليت شعري مالنا عند الله؟ يقول: الله أعلم مالنا عنده.قال: اعرض نفسك على آية في كتاب الله، قال: وما هي؟ قال: قوله عز وجل: إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ [الانفطار:13] وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ [الانفطار:14].هذه الآية ميزان ديني، تعرف به نفسك، هل أنت من الأبرار أو الفجار؟ الأبرار.. من هم؟ عباد الله الصالحين، الذين سلموا قيادتهم لله، وأخضعوا حياتهم لأوامر الله، فلا يمكن أن يتحركوا ولا يسكنوا إلا بأمر الله، هؤلاء أبرار، أما الفجار فهم الهاربون عن الله؛ الذين تحكمهم الأهواء والرغبات والشياطين -والعياذ بالله- ولا يطيعون لله أمراً ولا يقيمون له ولا لرسوله وزناً، ولا لكتابه محبة، هؤلاء فجار، وقد بين الله ذلك بهاتين الآيتين: إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ [الانفطار:13] وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ [الانفطار:14] . قال له: فأين رحمة الله يا أبا حازم ؟ قال: رحمة الله قريب من المحسنين. ومن يتصور أنه يحصل على رحمة الله وهو يعمل الذنوب والمعاصي؟ يقول ابن القيم : هذا من سوء الظن بالله؛ إذا ظننت أنك تعصي الله وهو يعطيك على المعصية ثواباً؛ لأنك تتهم الله أنه لا يعرف كيف يجازي عباده.إن لله في الكون سنناً، ومن سننه أنه قال: لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى [النجم:31] لكنك تقول: لا. ليجزي الذين أساءوا بالحسنى. الله أكبر! هذا غلط، وسوء ظن بالله عز وجل، يقول الله تعالى: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ * وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [النمل:89-90] .. مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [القصص:84] ويقول الله عز وجل: هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ [الرحمن:60] وقال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [فصلت:46]. فرحمة الله إذا أردت أن تنالها فتعرض لها بطاعته، أما أن تتعرض لها فهذا خطأ ومن سوء الظن بالله عز وجل.وقد ضربت في مرة من المرات مثلاً بموظف عند مدير، وهذا الموظف سيئ السلوك، قليل الإنتاج، ضعيف التصرف، لا يحضر الدوام إلا متأخراً، وينصرف قبل الدوام بساعة، وإذا أعطاه مديره عملاً ما أثقله عليه! يريد أن يمرر أي عمل، وإذا عمل لا يخلص في عمله، المهم لا يوجد عنده إتقان ولا انضباط، ومع ذلك يتطلع كل يوم إلى الترقية، وإلى العلاوة، وإلى الدورات، والانتدابات، وتحسين الوضع، ما رأيك.. هل يعطيه المدير هذه الأشياء وهو على هذا الوضع؟ لا. لا يعطيه. من يعطي المدير؟ المدير يعطي الترقية والعلاوة والدورة والانتداب والتقرير والتكريم والتفضيل وتحسين الوضع للموظف المثالي، صاحب الإنتاجية المتناهية، والدقة العظيمة، والإخلاص، والأداء المتميز، والحضور المبكر، والمرابطة الدائمة على العمل، ومن إذا عمل معاملة تقرأها وأنت مغمضٌ لعينيك، أي: لا تطمئن إلا لعمله، لماذا؟ لأنه يعملها بقلبه؛ لا يمررها بأي وسيلة، وليس هدفه أن يدحرج المعاملة ويمشيها من عنده ويقول: تخلصنا منها، خذها مني، لا. يحب أن يتقن في عمله المضبوط، هذا إذا جاءت الترقية يرى اسمه؛ لأنه أهل لها، يتعرض للترقيات بالعمل ولا يتعرض لها بالأماني الكاذبة، وأنت إذا كنت تريد الترقية في الجنة، والنجاة من النار، تعرض لذلك بالعمل الصالح، أما أن تعمل السيئات؛ تزني وتسكر وتترك الصلاة، وإذا قيل لك: يا أخي! اتق الله، تقول: الله غفور رحيم. نعم، لكن ليس لك يا أخي، غفور رحيم لمن يعمل الصالحات؛ لأن الله تعالى يقول: نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ [الحجر:49-50].الرحمة والغفران لمن يستحقها، والشدة والعذاب لمن يستحقها، وهؤلاء استحقوها برحمة الله، لقوله: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طـه:82]، وبقوله تبارك وتعالى: الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ [فاطر:7]. فقال له: يا أبا حازم ! كيف العرض على الله؟ قال: [ يا أمير المؤمنين، أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله، وأما المسيء فكالعبد الآبق يقبض عليه سيده ]. وهذا المثل من أعظم ما يقال في هذا الموقف؛ لأن الغائب عن أهله إذا قدم عليهم بعد طول سفر، وقد جمع له مبلغاً من المال وأتى بالهدايا لأمه وأبيه وزوجته، ولإخوانه وأولاده ولأقاربه ولجيرانه، ثم دخل أول ليلة وأرسل لهم برقية بوصوله في ليلة كذا، بالله ما ظنكم فيه تلك الليلة، أليس في غاية السرور والابتهاج، والفرح، لماذا؟ لأن الدنيا كلها فرحت به؛ لأنه جاء بشيء.لكن ما رأيكم بمن جاء وليس معه نقود؛ اغترب ثم عاد مفلساً، مثلما يغترب بعض الناس؛ يعيش كل حياته في القهاوي وعلى الشيش -والعياذ بالله- والدخان والمنكرات ثم لا يأتي بشيء، يقولون له: ذهبت وعدت كما كنت، لا كثر الله خيرك! لماذا ذهبت؟ أمن أجل أن تعيش، أم من أجل أن تحصل على نقود، وتنفع نفسك وأهلك؟! هذا لا أحد يفرح به، حتى أبوه وأمه وزوجته ربما يطردونه تلك الليلة، ويقولون: لماذا جئتنا؟ لو بقيت هناك وسترتنا من نفسك على الأقل! لكن ذلك المؤمن كالعبد الغائب يعود إلى أهله. فأنت في الدنيا غائب عن الآخرة، وسوف تعود إليها إن شاء الله، ومعك الإيمان والعمل الصالح، وقد سكنت إن شاء الله في جنة عالية، وقصور عالية، وأنهار جارية، وهناك تفرح فرحاً ليس بعده فرح، يقول ابن القيم في هذا المعنى: فحي على جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيها المخيم وقد ذكـروا أن الغريب إذا نأى وشطت به أوطانه فهو مغرم يعني: مغرم ببلده. وأي اغتراب فوق غربتنا التـي لها أضحت الأعداء فينا تحكم ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونسلَّم إن شاء الله نعود إلى أوطاننا ونسلم بإذن الله عز وجل. أما العبد المسيء، الهارب عن الله، الذي أذنب وأساء وقطع وأجرم وزنى وسرق ولاط وعق وعمل كل ذنب، فهذا هارب، وحين يقبض عليه سيده ما ظنكم أنه فاعل به، أين يمسيه تلك الليلة؟ يمسيه مع الحمار، أو يقول له: اقعد هنا، نحن نبحث عنك، هذا العبد الذي هو مثلك في الدنيا، لكن إذا كان القابض عليك هو الله، الآن أكثر العصاة مفلوتين، ولكن الله تعالى يقول: إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ [الغاشية:25] هل يوجد غير طريق الله عز وجل؟ لا يوجد طريق إلا من عند ربك ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ [الغاشية:26] ويقول: ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ [الحجر:3] وقال: نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ [لقمان:24] وقال: فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ * يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ [الطور:45-46].قال: فبكى سليمان رحمة الله تعالى عليه -وهو خليفة المسلمين- بكى حتى علا صوته، واشتد بكاؤه ونحيبه، ثم قال: أوصني يا أبا حازم ! قال: [ أوصيك: إياك ثم إياك أن يراك الله حيث نهاك، وأن يفقدك حيث أمرك ].لا يراك الله في موقع نهاك فيه: لا يراك في القهوة (تُعمِّر)، يسمونها تعميرة وهي تهديمة، والله إنك تهدم دينك ومالك وسمعتك ومروءتك، ولا يراك الله عز وجل في الملعب، أو في المرقص، أو في مكان لا يرضيه، ولا يفقدك حيث أمرك، يجب أن تكون باستمرار في مكان الطاعات، أما في مكان المعاصي فلا مكان لك، أنت عبد لله تبارك وتعالى. نسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يحسن عاقبتنا وإياكم بالأمور كلها، وأن يجيرنا وإياكم جميعاً من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. إنه على كل شيء قدير.
الأسئلة

مشروعية إتمام الصف الأول فالأول
السؤال: ما رأيكم فيمن يجلس في الصفوف المتأخرة، ولا يزال في الصف الأول فراغ؟الجواب: هذا يدل على الحرمان -والعياذ بالله- وعلى أن صاحب هذا الفعل لا يحب ولا يحرص على الخير؛ لأن أفضلية الصفوف كما جاء في الحديث: (إن الله يصلي على ميامن الصفوف، والصفوف الأول) وقال في الحديث: (ألا تصفون عند ربكم كما تصف الملائكة عند ربها، قالوا: وكيف تصف؟ قالوا: كانوا يتمون الصفوف الأول فالأول) وفي الحديث أيضاً: (خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها) ويقول عليه الصلاة والسلام: (لو تعلم أمتي ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا) أي: عندما يدخل اثنان المسجد ويوجد مكان واحد في الصف الأول، وهما قد دخلا معاً، فيقول أحدهما: لا يمكن أن أجعلك تقعد فيه، ويقول الآخر: أنا مثلك، لا تقل: تفضل وأنا سوف أقعد، ولكن نستهم عليه؛ لأن الأجر لا مساومة فيه ولا كرم، أنا أؤثر بحظي من كل شيء إلا العبادات، لكن الناس اليوم إذا دخلوا على العزائم يريدون الصف الأول والسفرة الأولى، لا يريد أن يأكل في السفرة الثانية، لكن حينما يدخل المسجد يجلس في مؤخرته، والصف الأول فارغ، سبحان الله!! هذا خذلان يا أخي، تعال إلى الصف الأول؛ لأنك كلما كنت أقرب إلى الإيمان كلما كنت أقرب إلى الله، وقد قال العلماء: إن الذي يأتي بالروضة في الصف الأول ويمين الصفوف قلبه يخشع أكثر من الصف الثاني، وإن الذي يأتي بالصف الثاني أحسن من الصف الثالث، وكلما كنت أقرب كنت إلى الخشوع أقوى وأقدر إن شاء الله، فلا ينبغي لك -يا أخي المسلم- أن تدخل المسجد إلا بعد أن تأخذ بالصف من طرفه إلى طرفه، أي: تبحث لك عن مكان، لكن لا تزاحم؛ لأن بعض الناس يفهم الأمر بالمقلوب، فيأتي متأخراً فإذا أقيمت الصلاة زاحم الناس ما تريد؟ قال: أريد الصف الأول، هذا كذاب، تريد الصف الأول؟ احضر مبكراً، أما أن تزاحم المسلمين وتتخطى رقاب الناس وتضايقهم تريد الصف الأول، هذا تغشيش، تريد أجراً بغير تقدم، الغرض من حث الناس على المسابقة في الصف الأول هو حثهم ودفعهم إلى المسابقة إلى المساجد، أما أن تجلس في البيت إلى أن تقام الصلاة ثم تأتي تزاحم الناس بعصاتك، تضايق الناس من أجل الصف الأول، أنا أخشى أن الذي يعمل هذا العمل لا يحصل له حتى أجر الصف الأخير بل يأثم بإزعاج المسلمين؛ لأن المسلمين لا يجوز إيذاؤهم، والله يقول: (من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) فلا تؤذ عباد الله بأي أذى، ابحث عن مكان في الصف، فإن وجدت فالحمد لله، وإن لم تجد فاجلس حيث انتهى بك الصف، أما أن تتخطى الرقاب وتضايق المسلمين فهذا ليس مباحاً وليس من الشرع.
وجوب الحكمة في دعوة الآباء إلى الخير
السؤال: هناك من الشباب من منّ الله عليهم بالهداية لكنهم يخطئون في تعاملهم مع آبائهم الذين يظهر عليهم آثار الفسق، فيهجرونهم ويرمونهم بألفاظ لا تليق مثل: يا فاسق، أرجو توجيه النصيحة لهؤلاء؛ لأنهم كثيرون والله المستعان، وجزاك الله خيراً؟الجواب: سبق أن قلت -أيها الإخوة- في مثل هذه الليلة: إن مسئولية الشاب المهتدي كبيرة إزاء والديه، وعليه أن ينجح أولاً في دعوته، ولا يستعجل ولا يستبق الأحداث، عليه أن يدعوهم إلى الله باللطف وبالحكمة وبالخدمة وبالتفاني في أداء الواجب لهما حتى يهديهم الله، أما أن تحمل عليهما وأن تقول: يا فاسق، وأنت قليل دين، ولا يوجد فيك خير.. لا. أبداً، هذا ليس أسلوباً، الله تعالى يقول: وَإِنْ جَاهَدَاكَ [العنكبوت:8] يعني: إذا هم جاهدوك وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا [العنكبوت:8] لكن ماذا؟ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً [لقمان:15] حق الوالد عظيم جداً عند الله عز وجل، مهما كان عاصياً، أو فاسقاً فلا ينبغي لك أن تواجهه بشيء من الشدة، بل عليك أن تتلطف معه، وتدعوه بالحسنى، وتدعو الله له، وتخدمه، وتحبب نفسك إليه حتى يطيعك؛ لأنه إذا أحبك أطاعك، أما إذا بغضته فيك، وتقول له: أنت كذا وكذا، وأنت لا تصلي، ينظر لك هو بمنظار هو نفس منظارك، وتبدأ الجفوة بينك وبينه، وتزداد الهوة، وبالتالي هو أقدر منك وأقوى عليك، ربما يردك عن الدين ويحول بينك وبين الهداية، ولكن أرضه وأطعه في غير معصية الله عز وجل، وتودد إليه، وكن خدوماً له، يستجيب لك بإذن الله عز وجل، وفي الليل ادع الله له؛ لأن أعظم وسيلة للهداية الدعاء: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60].
حكم الألبسة في الشرع
السؤال: متى بدأ لبس العقال والغترة بهذه الصفة؟ وهل تعرف العرب ذلك؟ الجواب: هناك قاعدة عامة: ليس في الشرع شيء معين من اللباس أي: شيء أوجبه الشرع، البس ما تريد، إذا خلا لبسك من أربعة أشياء: أولاً: ألا يكون حريراً ولا ذهباً.ثانياً: لا يكون فيه تشبه بالنساء.ثالثاً: لا يكون فيه تشبه بالكفار وأعداء الله عز وجل.رابعاً: لا يكون فيه كبرياء ولا مخيلة ولا غطرسة.وبعدها البس غترة، أو عقالاً، أو ثوباً، أو أي نوع أعجبك، أما البنطال والجاكيت فإن الأصل فيه أنه مختص بالكفرة، وما هو عند المسلمين، لا في مصر ولا سوريا ولا المغرب ولا تونس ولا في أي بلاد المسلمين، لو ذهبت إلى مصر الآن تجد الكبار لا يلبسونه ولا يعرفونه، فهو لباس مستورد ينبغي للمسلم ألا يلبسه، خاصة إذا كان في مثل بيئتنا التي لا تهتم به، لكن لو كان في بيئة مثل بيئة مصر ، العرف العام كله بناطيل، فلو لبست بنطالاً وهدفك أنك لا تتشبه بالكفار، فليس فيه شيء، بشرط: أن يكون البنطال واسعاً ليس ضيقاً، ولا (شارلستون) هذا لباس من أعجب العجب، الرجل من تحت يدخل فيها اثنان ومن عند الفخذ محصور بحيث ينزل إلى أسفل الفخذ، الشيء الذي لا ينبغي أن نراه في إخواننا، (الكرفتة) ليست تقليداً إسلامياً إنما تقليداً غربياً، وقد رأيت مرة في أكازيون معلن عنه في جريدة الشرق الأوسط ، محل أزياء يبيع بالتخفيضات ويخفض إلى خمسين بالمائة وخمسة وعشرين بالمائة، من ضمنها يقول: (كرفتة إيطالي) كانت بمائتين وعشرين ريالاً، وسعرها مع التخفيض مائة وسبعين ريالاً، حبل أضعه في رقبتي، ثم قرأت في مناسبة ثانية في نفس الجريدة، قال: كرفتة تقتل مليونيراً، ماذا؟ شخص مليونير كانت معه كرفتة وجاء يوم من الأيام إلى مزرعة، وعنده مزرعته في أمريكا ، وكان من ضمن المزرعة آلة ماطور تضخ الماء في طريق السيل، فجاء، وكأن السير لف على الكرفتة، ولم يشعر إلا وهو في البئر، فالكرفتة ليس لها داع أبداً، أما إذا لم يكن في هذا شيء فاللباس إن شاء الله أمره واسع بإذن الله عز وجل.
حكم إطلاق كلمة (مطاوعة)
السؤال: متى بدأ التحدث بكلمة مطاوعة؟الجواب: لا أعرف تاريخاً لها، وإنما ابتدأها الجهلة الذين يريدون أن يخصصوا ويفصلوا بين الدين والدنيا، فيصفون هذا مطوعاً، أي مؤمن وملتزم، والعاصي ماذا اسمه، بالمنطق وبالمقابلة؟ إذا كان الطائع نسميه مطوعاً، وإذا رأينا عاصياً ماذا نسميه؟ هل نسمية معصي أو معوص، أو معصعص، أي: لم ير الطريق، لا. لا يوجد مطاوعة، يقول أحد الإخوة: الناس كلهم مطاوعة، لكن هناك من يطيع الله، وهناك من يطيع الشيطان، فكل واحد يطيع، لكن من تريد أن تطيع؛ إذا كنت تريد أن تطيع ربك فأنت من المؤمنين، وإن كنت تريد أن تطيع الشيطان فأنت من المنافقين والعياذ بالله.
حكم لبس الغترة في الصلاة
السؤال: هل الغترة تعتبر من مكروهات الصلاة؟الجواب: لا. ليست كذلك، يقول الشيخ عبد العزيز بن باز : إذا كنت تصلي وغترتك هكذا فهو الأسلم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان لا يكف شعراً ولا بشراً ولا ثوباً) كان إذا سجد لا يرفع شيئاً فاسجد هكذا ولا عليك شيء إن شاء الله.صحيح أن العقال يكثر فيه الحركة إذا وقع؛ لأن بعضهم يضع العقال قبل الصلاة، ويضبطه، وإذا سقط أخذه، وضبطه، ويسقط ويأخذه.. يعني: ليس لديه شغل إلا عقاله، والصحيح إذا سقط العقال اتركه إلى آخر الصلاة، ولم تلبس العقال؟ لا داعي للبسه؛ لأن العقال يلبسه الناس من أجل أنه يضبط الغترة، فإذا كانت غترتك تنضبط فلا داعي له.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه



‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








9988776655
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاصرار على المعاصى بن سفر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المعاصى والارزاق
» قلة الرزق بسبب المعاصى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑نفحات اسلامية ๑۩۞۩๑Islamic Nfhat-
انتقل الى: