أنواع النعيم المادي في الجنة :

وهنا نعرض ألوان النعيم المادي المحسوس في الجنة كالطعام و الشراب و الآنية واللباس والحلي و الأثاث وغير ذلك .

طعــــام أهـل الجنــــــة :

أن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولكن هذا الأكل ليس للجوع أو لحاجة الجسم إلى الغذاء ،بل هو للتفكه والالتذاذ ،لأن أجسام أهل الجنة و تركيبها مختلف عن أجسامهم في الحياة الدنيا .وأهل الجنة ليس لطعامهم وقت مخصوص بل يأكلون ما يريدون متى شاؤوا قال تعالى { وفاكهة كثيرة لا مقطوعة و لا ممنوعة } والله ذكر أنواع من المطعمات في الجنة وذكرها لا يدل على اقتصار طعام أهل الجنة عليها والتي ذكرت هي الفاكهة واللحم قال تعالى { و فاكهة مما يتخيرون و لحم طير مما يشتهون }.


شراب أهل الجنة

ذكر الله سبحانه أن أهل الجنة يشربون الشراب الهنيء الطهور قال تعالى { إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا } فشراب أهل الجنة من الأنهار والعيون التي تتصف بصفات أحسن من أنهار وعيون الدنيا .أما ماء الجنة فقد قال سبحانه عنه { فيها أنهار من ماء غير آسن }، فهو لا يتغير طعمه و لا ريحه وإن طال مكثه .أما اللبن يبقى كما هو لا يتغير طعمه للحموضة القارصة قال تعالى { وأنهار من لبن لم يتغير طعمه } .أما العسل فهو مصفى من كل الشوائب قال تعالى : { وأنهار من عسل مصفى }. وأكثر الله من ذكر خمر أهل الجنة و صفاتها في القران وذلك لتعلق العرب بها في الجاهلية فقال عز وجل { وأنهار من خمر لذة للشاربين } . والله نزه الخمر عن صفاتها السيئة في الدنيا روي عن ابن عباس انه قال "في الخمر أربع خصال السكر،والصداع،والقيء،والبول،.وقد ذكر الله خمر الجنة فنزهها عن هذه الخصال".إما السكر فنهاه الله عن خمر الجنة،فقال : { لافيها غول ولاهم عنها ينزفون } وفسر الراغب النزف بأنه ذهاب العقل.فشراب أهل الجنة من الماء واللبن والخمر والعسل وغيرها مما أعده الله لآهل طاعته،مما لا يخطر على قلب بشر.

آنية أهل الجنة
ذكر الله سبحانه في كتابة العزيز آنية أهل الجنة التي يقدم لهم عليها طعامهم وشرابهم،فقال : { ادخلوا الجنة انتم وأزواجكم تحبرون*يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وانتم فيها خالدون } .
ومن خلال تتبع الآيات الكريمة التي تتحدث عن آنية أهل الجنة نجد إن الآنية المذكورة أربعة أنواع :

الصحاف ،والأكواب ،والأباريق ،والكؤوس

.وسنتحدث الآن عن هذه الأنواع كلاً على حده

الصحاف :

قال عز وجل عنها : { يطاف عليهم بصحاف من ذهب }والصحاف تستعمل للطعام ، وهي أصغر من القصعة.وذكر سبحانه من إن صحاف الآخرة من الذهب الخالص،ولذلك جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم "لا تشربوا في آنية الذهب والفضة،ولا تأكلوا في صحافهما فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة ".

الأكواب:

ذكر سبحانه أن أكواب الجنة من الذهب و الفضة وأنها موضوعة قال تعالى { وأكواب موضوعة } أي موجودة بكثرة لشربهم لأنها موجودة بين أيديهم للاستمتاع بها .

الأباريق :

قال تعالى : { يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين } . وروى البخاري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن حوضه : { وأن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء } فالأباريق هي أنية لها عروة و خرطوم وعنق طويل .
الكؤوس :

الكأس الإناء بما فيه من الشراب وعلى هذا فأن الكأس يطلق على كل أناء لا عروة له و لا خرطوم وهو أصغر من الكوب قال تعالى { و يطاف عليهم بكأس من معين }

لباس أهل الجنة :

ذكر الله سبحانه أن أهل الجنة يلبسون فيها ما يستر عوراتهم وليس من أجل دفع البرد أو الحر .وقد ثبت في الكتاب والسنة أن لأهل الجنة ملابس يلبسونها فقال تعالى { و يلبسون ثيبا خضرا من سندس و إستبرق } و قال صلى الله عليه وسلم في وصف من يدخل الجنة ( ينعم ولا ييأس لا تبلى ثيابه و لا يفنى شبابه ) .

ولنساء أهل الجنة ثياب كثيرة ولكنها لا تمنع رؤية جمال جسمها لزوجها قال صلى الله عليه وسلم ( أن المرأة من نساء أهل الجنة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة ) فثياب أهل الجنة متعددة و متنوعة وهي أصناف على حسب الأعمال وقد وصف عليه السلام سوق الجنة وملاقات المؤمنين لبعضهم البعض وما يشاهدونه على بعضهم من الملابس . فيقول صلى الله عليه وسلم : يلقى أهل الجنة بعضهم البعض فيقبل الرجل ذو المنزلة المرتفعة فيلقى من هو دونه ( وما في الجنة دنيء )، فيروعه ما يرى عليه من اللباس فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل له عليه أحسن منه وذلك أنه لا ينبغ لأحد أن يحزن فيها ). وذكر سبحانه في كتانه العزيز أن لباس أهل الجنة على ثلاثة أنواع ، الحرير ،و السندس ،و الإستبرق فقال سبحانه وتعالى { و لباسهم فيها حرير } و قال عز وجل { يلبسون من سندس و إستبرق متقابلين }

الحرير :

فهو مارق من الثياب و قوله تعالى في ألآية السابقة دليل على أن كافة ملابس أهل الجنة من الحرير وذلك الحرير لا يشبه حرير الدنيا أنما تشابه في الأسماء فقط .

السندس :

فهو رقيق الديباج وقد جمع الله بين رقيق الديباج و الأستبرق وهو غليظ الديباج للجمع بين النوعين .

الإستبرق :

فهو ثخين الديباج و قيل هو الديباج المنسوج من الذهب .
وذكر سبحانه أن بعض ثياب أهل الجنة خضراء فقال { و يلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق } و اللون الأخضر دال على الخير و السعة وهو محبب الى النفوس و القلوب و خص بالذكر لأنه الموافق للبصر لأن البياض يبدد البصر ويؤلم و السواد يذم و الخضرة بين البياض و السواد .