منتدي المركز الدولى


رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج 1110
رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج 1110
رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

 رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اسلامنا هوالنور
مراقبة
مراقبة
اسلامنا هوالنور


عدد المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 30/10/2010

رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج Empty
مُساهمةموضوع: رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج   رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج Icon_minitime1السبت 30 نوفمبر - 4:32



رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج
رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج
رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج


رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج 76993310

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


أما بعد؛ فإنَّ تَسوية الصفوف وما يتعلق بها من إقامة الصفوف، وإتمامها وتراصِّها، وتَعديلها، وإتمام الصف الأول فالأول وإكماله وهَكذا، وسدِّ الفُرَج أو الخَلَلِ فيها - باتت من السنن المهجورة، بل - ويؤسفني أن أقول ذلك - المجهولة، ولا سيَّما عند الكثير والكثير من طلبة العلم فضلاً عن عامة الناس، حتى قال الإمام النووي رحمه الله: "ومِن السُّنن المهملة المَغفول عنها: تسوية الصفوف والتراص فيها، وقد كان عليه الصلاة والسلام يتولى فعل ذلك بنفسه، ويُكثر التحريض عليه والأمر به"[1].


فتأمل كيف كان حال هذه السنَّة، مع هذا الذي قاله مِن حرص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عليها قولاً وفعلاً، بل - وكما سنرى - إننا لو قلنا: إن هذه السنَّة تكاد تكون مِن السُّنن المتواترة، والتي كانت معلومة ومعمول بها عند السلف قطعًا، ما أبعدْنا النُّجعَة؛ ذلك أنك قلَّما تجد كتاب حديث، أو فقه، أو ترجمة...، إلاَّ وتجد أنه حرص على ذكر هذه السنَّة، أو شيئًا مما يتعلق بها، وعنايتهم لها، حتى كادت - ولكثرة ما ورَد من النصوص فيها - تعدُّ - إن لم نقل: إنها عُدَّت فعلاً - من المسائل المُجمَع عليها، والمُسلَّم بها.



فهذا الإمام ابن عبدالبر يقول: في تسوية الصفوف: "هو أمر مُجتمَع عليه، والآثار عن النبي عليه السلام كثيرة فيه"[2]، كما قال - أيضًا -: "وأما تَسوية الصفوف في الصلاة فالآثار فيها مُتواتِرة مِن طرُق شتَّى، صِحاح كلُّها ثابتة في أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسوية الصفوف، وعمل الخلفاء الراشدين بذلك بعده، وهذا ما لا خلاف فيما بين العلماء فيه"[3]، وقال العراقي: "والأحاديث في هذا المعنى كثيرة"[4].


فإحياء مثل هذه السنَّة والأمر كذلك - ولا شك - أمرٌ مُهمٌّ، يَنبغي مراعاته، والاهتمام به، بل هو - ولما يَحمله مِن الأمور المهمة، كما سنرى - أولى من أمور أخرى بكثير وكثير جدًّا.


فالواجب إذًا على أئمة المسلمين - بعد قيام الناس - أن يَعتنوا بهذا، ويُبيِّنوه للناس، وأن يأمروهم بتسوية الصفوف وإكمالها، وسد الفُرَج، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم، ولما ثبت في ذلك من الأحاديث والآثار الكثيرة - والتي سيأتي في رسالتنا هذه بعضها - وأن يقتدوا بما فعله خلفاؤه وسلفُنا رضي الله عنهم أجمعين مِن بعده، حتى إذا ما رأى أحدهم أن الصفوف استوتْ كبَّر.



الأحاديث الواردة في تسوية الصف:

ولذلك وحرصًا مني على هذه السُّنَّة، عزمتُ - بعون من الله - عز وجل وتوفيقه على إخراج هذه الرسالة، وأن أجمع فيها - قدر ما يُمكنني - مما جاء فيها من الأحاديث والآثار والأقوال التي تبيِّن هذه السُّنَّة، وتوضِّحها وتؤكِّدها.



الأمر بتسوية الصف:

عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((سوُّوا صُفوفكم؛ فإنَّ تسوية الصف من إقامة[5] الصلاة[6])) [7].



بيان معنى تسوية الصف:

والمراد بتسوية الصفوف - كما قال جملة من علمائنا رحمهم الله:وقوف المأمومين في محاذاة بعضهم لبعض، لا يكون فيها تقدُّم لأحدٍ على أحد، ولا تآخر لأحدٍ على أحد، بل يقف الجميع مصطفين؛ بحيث إن كل واحد منهم مصافٌّ للآخر، وبهذا تكون تسوية الصفوف.


على أن بعض أهل العلم يرى - وهو الصواب فيما أرى - أن تسويةَ الصفوف أمر زائد على هذا، يقول ابن دقيق العيد: "تسوية الصفوف: اعتدال القائمين بها على سمتٍ واحد، وقد تدلُّ تسويتُها - أيضًا - على سد الفُرَج فيها؛ بناءً على التسوية المعنوية، والاتفاق على أن تسويتها بالمعنى الأول والثاني أمر مطلوب، وإن كان الأظهر أن المراد بالحديث الأول"[8]، ويأتي مزيد بيان وتقرير لهذا لاحقًا.



ومما يتعلق بتسوية الصفوف:

أقول: كما أنَّ قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((سوُّوا صفوفكم)) يتعلَّق به جملة من الأمور الأخرى والمهمة، والتي يُمكن تلخيصها في التالي:

أولاً: أنَّ هذا الاستواء يكون عند الشروع في الصلاة؛ أي: قبلها، ولا بدَّ أن يستمر معها إلى نهايتها.

ثانيًا: أنَّ تسوية الصفوف تكون بالقول؛ كما في هذا الحديث، وتكون بالفعل؛ كما سنرى فيما سيأتي معنا.


ثالثًا: أنَّ مسألة تسوية الصفوف ليست خاصة بالإمام فحسب، وإن كان يقع على عاتقه كثير منها، بل هي أعم من ذلك؛ فهي مسؤولية مشتركة بين أطراف عديدة كما سنرى من الأدلة، ولذلك يقول بعض أهل العلم: إنَّ تسوية الصفوف يَشترك فيها:

• الإمام؛ إذ يقع على عاتقه جانب كبير منها، وتقع عليه مسؤولية الاهتمام بذلك، وتنفيذه والإلزام به قولاً وفعلاً.


• والمأمومون؛ وتقع عليهم مسؤولية التسوية، فينبغي عليهم بذل جهد كبير في سبيل تحقيق التسوية المطلوبة، والمأمور بها في النصوص، كما تقع مسؤولية أخرى على المسبوق في الصلاة.


• والعلماء والدعاة وطلبة العلم؛ عليهم نشر هذه السُّنَّة وبيانها، وتوعية الناس بأهميتها، وما يتعلق بها - وجودًا وعدمًا.



وأمر آخر مما يتعلَّق بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((سوُّوا صفوفكم)): يقول القرطبي: "وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((استووا)): أمر بتسوية الصفوف"[9]، أقول وبالتالي: ومِن هنا قال الشوكاني رحمه الله: "فيه أن تسوية الصفوف واجبة"[10]، وسوف يأتي معنا جملة أخرى من صيغ الأمر لهذه السُّنَّة، والكلام عليها لاحقًا.





بيان معنى أن تسوية الصف من إقامة الصلاة:

قال صاحب "النهاية في غريب الحديث والأثر"[11] في بيان معنى ((إقامة الصلاة)): "أي: من تمامها وكمالها"، وقيل: "من تَمامها ومُكمِّلاتها"[12].



ويقول النووي رحمه الله: إن معنى ((من إقامة الصلاة)): "مِن إقامة الصلاة التي أمَرَ اللهُ تعالى بها في قوله - تعالى - :﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾ [البقرة: 43]"[13].



قال ابن رجب رحمه الله: "وفي حديث أنسرضي الله عنه أنَّ تسوية الصفوف من إقامة الصلاة، والمراد بإقامتها: الإتيان بها على وجه الكمال، ولم يذكر في القرآن سوى إقامة الصلاة، والمراد: الإتيان بها قائمة على وجهِها الكامل، وقد صرَّح في هذا الحديث بأن تسوية الصفوف من جملة إقامتها، فإذا لم تسوَّ الصفوف في الصلاة نقَص من إقامتها بحسب ذلك - أيضًا - والله أعلم"[14].



وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: ((استووا، استووا، استووا؛ فوالذي نفسي بيده إني لأراكم من خلفي[15]، كما أراكم بين يدي))[16].



فائدة:

يحصل الغلط في هذا اللفظ ((استووا)) من جهتين[17]:

الأُولى: فتح الواو، فيكون إخبارًا، وحقُّه الضم؛ ليكون أمرًا للمصلين بتسوية صفوفهم للصلاة.

والثانية: اقتصار بعض الأئمة على هذا اللفظ في تسوية الصف، دون تحقيق المراد من استواء الصف بما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفعله، ويُؤكد عليه، ويهْدِيْ إليه.



الإنكار على المفرطين في تسوية الصفوف:



وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قدم المدينة، فقيل لهُ: ما أنكرتَ مِنا منذ يوم عهدت رسول الله؟! قال: "ما أنكرتُ شيئًا، إلا أنكم لا تُقيمون الصفوف"[18].



وهنا لا بد من جملة من الوقفات مع هذا الأثر:

الوقفة الأولى: قال ابن رجب رحمه الله: "وفي هذا الحديث دليل على أنَّ تسوية الصفوف كانَ معروفًا في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأنَّ الناس غيَّروا ذلك بعده"[19].



الوقفة الثانية: يقول الحافظ رحمه الله: "وأفاد هذا التصريح أن الفعل المذكور كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبهذا يتمُّ الاحتِجاج به على بيان المراد بإقامة الصف وتسويته"[20].


الوقفة الثالثة: وفيه أيضًا أنه كما يستحقُّ مَن يعمل ويسهم في تسوية الصفوف الثناء والأجر؛ فإن تارك ذلك كذلك يستحقُّ الذمَّ والعتب[21].



الوقفة الرابعة: ذكَر الحافظ - أيضًا - أن هذا القول من أنس رضي الله عنه كان بالمَدينة، وهذا يدلُّ على أن أهل المدينة كانوا في ذلك الزمان أمثل مِن غيرهم في التمسُّك بالسنن.



الوقفة الخامسة: أقول: وأمر آخر: وهو أنَّ البخاري بوَّب له: باب إثم مَن لم يُتمَّ الصُّفوف؛ فكأنه يرى أن تسوية الصفوف واجبة[22]، وكذا وجه مطابقة هذا الأثر لتبويب البخاري؛ حيث إن أنسًا رضي الله عنه حصَل منه الإنكار على عدم إقامتهم الصفوف، وإنكاره هذا يدل على أنه يرى تسوية الصفوف واجبة، فتارك الواجب آثم[23]، والله أعلم.


وقد قال الحافظ رحمه الله: "يُحتمل أن يكون البخاري أخذ الوجوب من صيغة الأمر في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((سوُّوا صُفوفكم))، ومِن عموم قوله صلى الله عليه وآله وسلَّم: ((صلُّوا كما رأيتُموني أُصلِّي))[24]، ومِن ورود الوعيد على تَركِه؛ فرجَح عنده بهذه القرائن أنَّ إنكار أنس إنما وقع على ترَك الواجب، وإن كان الإنكار قد يقع على تَرك السُّنن، ومع القول بأنَّ التسوية واجبة؛ فصلاة مَن خالف ولم يسوِّ صَحيحة[25] لاختلاف الجهتين"[26].



تسوية الصفوف وإقامتُها توجب تآلف القلوب:

ولقد رُوي عن علي رضي الله عنه أنه قال: "استَووا تَستوِ قلوبُكم، وتماسُّوا[27] تراحَموا "[28]، وهذا كما نرى يوضِّح لنا ضرورة الحرص على تسوية الصفوف، والاهتمام بهذه السُّنَّة؛ لأنها تعد من أهم الأسباب في التأثير على القلوب - سلبًا وإيجابًا - ولذلك قُلنا سابقًا: إن العناية بهذه السُّنَّة من الأهمية بمكان.



ولقد وردت جملة من النصوص تدلُّ على أن الإعراض عن تسوية الصفوف أو إهمالها؛ سبب لاختلاف القلوب، وتنافرها وتبيانها، وهذا كما لا يخفى فيه وعيد شديد على ذلك - كما سنرى - ومن تلك النصوص:



• حديثُ أبي مسعود رضي الله عنه قال: ((ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول: ((استَووا ولا تختلفوا فتختلفَ قلوبُكم[29]، ليَليَني منكم أولو الأحلام والنُّهى[30]، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)) قال أبو مسعود: فأنتم اليوم أشد اختلافًا[31].



• وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتخلَّل الصفَّ مِن ناحية إلى ناحية يَمسح صدورنا ومناكبنا، ويقول: ((لا تَختلفوا فتختلف قلوبكم))[32].



وقد قال شيخنا مقبل الوادعي رحمه الله أن من فوائد هذا الحديث:

إن الإمام يُسوِّي الصفوف، فبوَّب عليه: الإمام يسوي الصفوف[33]، وهذا يؤكد ما كنا أشرنا إليه سابقًا.


وإن في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تَختلِفوا فتختلف قلوبكم)) وعيد، فبوَّب عليه شيخنا: باب الوعيد على عدم تسوية الصفوف[34].



وعن النُّعمان بن بشير رضي الله عنه يقول: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((لتسون صفوفكم[35] أو ليُخالفن الله بين وجوهكم[36]))[37]، زاد البيهقي[38]: ((يوم القيامة)).


وفي رواية مسلم: عن النعمان بن بشير[39]رضي الله عنه يقول: ((كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسوِّي صُفوفنا، حتى كأنما يُسوِّي بها القداح[40]، حتى رأى أنا قد عقلنا عنه[41]، ثم خرَج يومًا فقام حتى كاد يكبر، فرأى رجلاً باديًا صدرُه من الصف، فقال: عباد الله، لتسونَّ صُفوفَكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم)).



وفي لفظ لأبي داوود[42]وغيره[43]: أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الناس بوجهه فقال: ((أقيموا صفوفكم)) ثلاثًا، ((والله لتقيمنَّ صُفوفكم، أو ليخالفنَّ الله بين قلوبكم))[44]، قال[45]: "فرأيتُ الرجلَ يلزق منكبَه بمنكب صاحبه، وركبته بركبة صاحبه، وكعبه بكعبه[46]"[47]، وفي رواية[48]: "فإذا استَوينا كبَّر".



قال العراقي رحمه الله: "فهاتان الروايتان دالَّتان بمجموعهما على أنه يدخل في إقامة الصف استواء القائمين به، وانضمام بعضهم لبعض"[49].



وقال الشوكاني رحمه الله: "ولا شكَّ ولا ريب أن هذا الاعتزال عن الجماعة الكبرى قبل قيامها، له مدخل في التأثير في اختلاف القلوب، وإيغار الصدور، والمواحشة بين المسلمين، زيادة على ما في تلك المخالفة المذكورة في الحديث"[50].



وهذه الأحاديث معناها وبالجُملة: إنَّ الأمر بتسوية الصفوف، لا يَخرُج - وهذا مُقتَضى الواقع - المتلقِّي له من أحد أمرين[51]:

الأول: إما التسوية، فتكون هنا الموافَقة والامتثال.

والثاني: عدم التسوية، وهو هنا المخالفة، والتي يترتب عليها حينئذ الوعيد.



وفي هذه الأحاديث حقيقةً جملةٌ من الفوائد، يحسن بنا سردها، ومنها:

1- وجوب تعديل الصفوف وتسويتها، وحرمة مخالفة ذلك؛ للوعيد الشديد.


2- شدَّة اهتمامه صلى الله عليه وآله وسلم بإقامة الصفوف؛ فقد كان يتولى تعديلها بيده الكريمة - وسيأتي معنا ذكر قصة سواد - وهذا يدل على أهمية ذلك من جهة، وعلى أن تسوية الصفوف من مسؤولية الإمام من جهة أخرى - وقد سبق الإشارة إلى شيء من هذا - قال ابن دقيق العيد رحمه الله: "في الحديث دليل على أن تسوية الصفوف من وظيفة الإمام، وقد كان بعض أئمة السلف يوكِّل بالناس مَن يُسوِّي صفوفهم"[52]، وقال في إعانة الطالبين[53]: "ويتأكد الاعتناء بذلك، والأمر به من الأئمة، فهم به أولى من غيرهم من المسلمين؛ فإنهم أعوان على البر والتقوى، وبذلك أمروا؛ قال تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]".


3- إن الجزاء من جنس العمل، فقد توعد بمخالفة وجوههم، مقابل مخالفة صفوفهم.


4- غضب النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم على اختلاف الصف، فيَقتضي الحذر من ذلك.


5- جواز كلام الإمام فيما بين الإقامة والصلاة؛ لما يعرض من الحاجة.


6- تسوية الصفوف وعكسها كل منهما يؤثِّر في القلب صلاحًا أو فسادًا.


7- الاتحاد في الاتجاه يُساعد على اتحاد القلوب.


8- دليل على سد الذرائع، وإعمال لقاعدتها؛ قال ابن القيم رحمه الله: "اجتِماعُ القلوب وتآلُفُ الكلمة مِن أعظم مقاصد الشرع، وقد سدَّ الذريعة إلى ما يُناقِضه بكل طريق حتى في تسوية الصفِّ في الصلاة؛ لئلا تَختلف القلوب، وشواهد ذلك أكثر من أن تُذكَر"[54].


9- أنَّ عدم العمل - أو التقصير - في تسوية الصفوف مِن الكبائر؛ وذلك للوعيد الشديد، والوعيد لا يكون إلا في كبيرة من الكبائر[55].


10- أن تسوية الصفوف تكون بتسويتها بالمناكب وبالأقدام، ويؤكِّد هذا ما تقدَّم في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه من توصيف التطبيق العمَليِّ لها، وكذا حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أقيموا صفوفكم؛ فإني أراكم مِن وراء ظَهري، وكان أحدُنا يَلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه))[56]، وفي رواية[57]: "ولو ذهبتَ تفعَلُ ذلك اليوم لترى أحدهم كأنه بغْل شَموس[58]"[59]، ولذلك فقد ترجَمَ البُخاريُّ لهذا الحديث بقوله: باب إلزاق المنكب بالمنكب، والقدم بالقدم في الصف.


11- أنَّ صورة هذا الإلزاق - والمتعلق بتسوية الصفوف - هو المحاذاة والمقابلة ليس إلا؛ بحيث لا يكون بعضها متقدمًا وبعضها متأخرًا، وهذا هو المراد - قطعًا - وليس المراد حقيقة الإلزاق[60]، ويؤكِّد هذا رواية: ((حاذوا بين المناكب))، وستأتي معنا.


12- أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يقوِّم الصفوف ويُعدِّلها قبل الصلاة كما يقوِّم السهم.


13- أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يكبِّر للصلاة حتَّى تستوي الصفوف؛ بدليل قولهم: "فإذا استَوينا كبَّر"، فهي جملة شرطية - كما نرى - وهي صريحة في ما ذكرنا، والله أعلم.


14- أن الكعب: هو العظم الناتئ في أثر الساق ومؤخر القدم؛ كما قال أهل المدينة؛ لأنه لو كان الكعب في مقدم القدم كما قال أهل الكوفة لما تمكَّن أن يلزق أحدهم كعبه بكعب صاحبه، وهذا يدل على أن الكعبين اللذين جعلهما الله - عز وجل - غاية في غسل القدمين هما المذكوران في حديث: النعمان بن بشير رضي الله عنه وأنس رضي الله عنه.


15- حرص الصحابة رضي الله عنهم أجمعين على امتثال الأوامر من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من جهة، وعلى تطبيقها بحذافيرها من جهة أخرى.



الآثار عن الخلفاء والسلف:

ولقد "كانت تسوية الصفوف سنَّة معهودة عند الصحابة رضي الله عنهم"[61]، وعند غيرهم من سلفنا الصالح رحمهم الله.


قال الترمذيُّ رحمه الله: "رُوي عن عمر رضي الله عنه: أنه كان يوكِّل رجالاً بإقامة الصفوف، فلا يكبِّر حتى يُخبَر أن الصفوف قد استوت، ورَوى عن علي وعثمان رضي الله عنهما: أنَّهما كانا يتعاهَدان ذلك، ويقولان: استووا، وكان عليٌّ يقول: تقدَّم يا فلان، تأخر يا فلان"[62].


وعن عمرو بن ميمون رحمه الله: "وإني لقائم ما بيني وبينه - يعني: عمر بن الخطاب رضي الله عنه - إلا عبدالله بن عباس رضي الله عنه غداة أصيبَ، وكان إذا مرَّ بين الصفَّين قام بينهما، فإذا رأى خللاً قال: استووا؛ حتى إذا لم يرَ فيهم خللاً تقدَّم فكبَّر"[63].



وعن نافعٍ أنَّ عُمر بن الخطاب رضي الله عنه: "كان يأمُر بتسوية الصفوف، فإذا جاؤوه فأخبَروه أن قد استوتْ كبَّرَ"[64].



وعن أبي سُهيل بن مالك، عن أبيه أنه قال: "كنتُ مع عُثمانَ بن عفان رضي الله عنه فقامت الصلاة وأنا أكلِّمه في أن يَفرض لي، فلم أزل أُكلِّمه وهو يسوِّي الحصباء بنعلَيه، حتى جاءه رجال قد كان وكَّلهم بتسوية الصفوف فأخبروه أن الصفوف قد استوت، فقال لي: استوِ في الصف، ثمَّ كبَّر"[65].



وجوبُ تَسوية الصُّفوف[66]:

فلا يشكُّ بعد كل هذه الأحاديث والآثار أحد أن تسوية الصفوف مِن سُنن الصلاة التي اعتنى بها الشرع؛ ولذلك فإن جماهير العلماء رحمهم الله على أنه يستحبُّ تسويةُ الصفوف في صلاة الجماعة، "وإنه ينبغي للإمام تعاهد ذلك من الناس، ويَنبغي للناس تعاهُد ذلكَ مِن أنفسهم"[67]، وقد تقدَّم معَنا أن تسوية الصفوف مسؤولية يشترك الجميع فيها.



قال الشوكاني رحمه الله: "لا شكَّ أن تسوية الصفِّ والتراصَّ وإلْزاق الكعاب بالكعاب سُنَّة ثابتة، وشريعة مستقرَّة"[68]، وقد حكى الإجماع على سنيتها، القرطبي فقال: "وهو من سنن الصلاة بلا خلاف"[69].


على أنه قد قال بعضُهم: إنهم وإن كانوا قد أجمعوا على مشروعية تسوية الصفوف، ولكنهم اختلفوا في وجه هذه المشروعية، والحقُّ أنه تشريع إيجاب[70]، ومِن هنا قال بعض المُحقِّقين من العلماء رحمهم الله بوجوب تسوية الصفوف في الصلاة[71]، لأمور - تقدَّم معنا الإشارة إلى شيء منها - منها:

أولاً: إنَّ قوله صلى الله عليه وآله وسلم المتقدِّم: ((لتسونَّ صفوفَكم، أو ليخالفنَّ الله بين وجوهكم))، وفي رواية: ((قلوبكم)): فيه وعيد شديد، لا يمكن أن يكون لترك سنة.


قال العُثيمينُ رحمه الله: "هذا وعيد، ولا وعيد إلا على فعل محرَّم أو ترك واجب، والقول بوجوب تسوية الصفوف قول قويٌّ"، ولذلك ترجم البخاري رحمه الله على ذلك بقوله: باب إثم مَن لم يُتمَّ الصفوف"[72].


وثانيًا: لأمره صلى الله عليه وآله وسلم بذلك، وأمره صلى الله عليه وآله وسلم للوجوب ما لم يصرفه صارف، ولا صارف هنا.


يقول السندي رحمه الله: "قد يقال: إنَّ الحديث يدلُّ على أن ترك إقامة الصفوف خلاف ما كان عليه أمر النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم والأصل فيه هو التأثيم؛ لقوله تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ﴾ [النور: 63] إلا ما دلَّ الدليل على خلافه، وهذا مبني على أن الأمر في الآية مطلق"[73].



ومِن تلك الأوامر الواردة في هذا:

• عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((سوُّوا صفوفكم..))[74].

• وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((رُصُّوا صفوفكم...))[75].

• وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((..أقيموا صُفوفكم...))[76].



ثالثًا: إنَّ قوله: ((مِن إقامة الصلاة))[77] دليل على وجوب التسوية؛ لأنَّ إقامة الصلاة واجبة، وكل شيء من الواجب واجب، وقد استدل بهذا ابن حزم[78]، قال الحافظ: "ولا يَخفى ما فيه، ولا سيما وقد بينَّا أنَّ الرواة لم يتفقوا على هذه العبارة".



رابعًا: مما استدلُّوا به على الوجوب: ما رُوي عن عمر رضي الله عنه[79]: "أنه ضرب قدم أبي عثمان النهدي لإقامة الصف"، وبما روي عن سويد بن غفلة[80] قال: "كان بلالٌ يسوِّي مَناكبَنا، ويضرب أقدامنا في الصلاة"، ووجهُه: أنه ما كان عمر وبلال رضي الله عنهما يضربان أحدًا على ترك غير الواجب، قال الحافظ[81]:"وفيه نظر؛ لجواز أنهما كانا يرَيان التَّعزير على ترْك السُّنَّة".



تنبيه:

قال ابن حجر رحمه الله: ومع القَول بأنَّ تسوية الصفِّ واجبة فصَلاة مَن خالَفَ ولم يسوِّ صحيحة[82]، ويؤيد ذلك أن أنسًا مع إنكاره عليهم، لم يأمرهم بإعادة الصلاة"[83].


ويؤكِّد هذا العلامة العثيمين رحمه الله فيقول[84] بأن: "احتِمال عدم البُطلان مع الإثم أقوى؛ لأنَّ التسويَةَ واجبة للصلاة لا واجبة فيها؛ يَعني: أنَّها خارج عن هيئتها، والواجب للصلاة يأثم الإنسان بتركه، ولا تَبطل الصلاة به؛ كالأذان مثلاً، فإنه واجب للصلاة، ولا تبطل الصلاة بتركه".


بل لقد حكى ابنُ رجب رحمه الله الإجماع في ذلك فقال: "ولا خلاف أنَّهُ لا يُبطِل تركه عمدًا ولا سهوًا"[85].



قصة سواد:

وتأكيدًا لما سبَق أسوقُ للفائدة قصة تبيِّن حرص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على تسوية الصفوف، ومدى غضبه من المخالفة لذلك، وهي تَحمل جملةً من الفوائد الأخرى، لكن ليس هذا محلَّ ذِكرها.



يقول ابنُ إسحاق: حدثني حبَّان بن واسع بن حبان، عن أشياخ من قومه[86]؛ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عدَّل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح يُعدِّل به القوم، فمرَّ بسواد بن غزية - حليف بني عدي بن النجار - وهو مُستنتل[87] من الصفِّ، فطعنه في بطنه بالقدح، وقال: ((استوِ يا سواد))، فقال: يا رسول الله، أوجعتَني، وقد بعثك الله بالحق والعدل، فأَقِدْني، قال: فكشف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن بطنه، وقال: ((استقد))، قال: فاعتنقه فقبل بطنه، فقال: ما حملك على هذا يا سواد؟ قال: يا رسولَ الله، حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخر العهد بك: أن يمسَّ جلدي جلدُك! فدعا له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخير، وقال له: ((استوِ يا سواد))[88].



إتمام الصفوف وتراصُّها:

عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: خرَج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمسٍ؟ اسكُنوا في الصلاة، قال: ثم خرَج علينا فرآنا حلقًا، فقال: ما لي أراكم عزين؟ قال: ثم خرَج علينا، فقال: ألا تصفُّون كما تصف الملائكة عند ربها؟ فقلنا: يا رسول الله، وكيف تصفُّ الملائكة عند ربها؟ قال: يُتمُّون الصفوف الأول، ويتراصُّون في الصف))[89].



وعن أبي شجرة مرفوعًا: ((أقيموا الصفوف؛ فإنما تصفُّون كصفوف الملائكة، حاذوا بين المناكب[90]، وسدوا الخلل، ولا تذروا فرجات الشيطان، ومَن وصَل صفًّا وصله الله))[91].



وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ويتراصُّون في الصفِّ))؛ أي: يتلاصَقون حتى لا يكون بينهم فُرَجٌ، من رص البناء إذا ألصق بعضه ببعض"[92].


قال العراقي رحمه الله: "هذا أيضًا من خصائص هذه الأمة، وكانت الأمم المتقدِّمة يصلون مُنفرِدين كل واحد على حِدَة، ولما أراد الله تعالى حصول هذه الفضيلة للأنبياء المتقدِّمين جمعهم"[93].


وقال شيخ الإسلام رحمه الله: "المشروع في المسجد أنَّ الناس يُتمُّون الصف الأول"[94].


قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وهذا مُوافق لقوله تعالى: ﴿ وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا * فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا ﴾ [الصافات: 1 - 3][95].



وقال ابن جزي الكلبي رحمه الله في تفسير قوله عز وجل: ﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ﴾ [الصافات: 165]: "أي: الواقفون في العبادة صفوفًا؛ ولذلك أُمرَ المسلمون بتسوية الصفوف في صلاتهم؛ ليقتدوا بالملائكة، وليس أحد من أهل المِلَل يُصلُّون صفوفًا إلا المسلمون"[96].


وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((رُصُّوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق؛ فوالذي نفسي بيده؛ إني لأرى الشيطان يَدخل من خَلَلِ الصفِّ كأنها الحَذَفُ[97]))[98].



ومِن لازم قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((رُصُّوا صفوفكم))، سد الفُرَج؛ لأنها إنما تكون من عدم رصهم الصفوف[99]، وسيأتي الكلام على سد الفُرَج.


إقامة الصفوف:

وعنِ ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكبِ، وسُدُّوا الخَلَلَ، ولِينُوا بأيدي إخوانكمِ[100]، ولا تَذَرُوا فُرُجات للشيطان[101]، ومن وصَلَ صفًّا وصله الله، ومن قطع صفًّا قطعه الله[102]))[103].



وعنِ أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((أقيموا الصفَّ في الصلاة؛ فإنَّ إقامة الصف من حسن الصلاة[104]))[105]، وقد بوَّب له البخاري رحمه الله: باب إقامة الصف مِن تمام الصَّلاة، قال ابن رشيد[106]: إنما قال البخاري في الترجمة: مِن تمام الصلاة، ولفظ الحديث: ((مِن حُسنِ الصَّلاة))؛ لأنه أراد أن يبيِّن أنه المراد بالحسن هنا، وأنه لا يعني به الظاهر المرئي من الترتيب، بل المقصود منه الحُسْن الحُكمي.


وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إنَّ مِن حسن الصلاة إقامة الصف))[107].


وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما – مرفوعًا -: ((إنَّ مِن تمام الصلاة إقامة الصف))[108].



قال العراقيُّ رحمه الله: "ذكَرَ العلماءُ في معنى إقامة الصفِّ أمورًا:

أحدها: حصول الاستقامة والاعتدال ظاهرًا، كما هو المطلوب باطنًا.

ثانيها: لئلا يتخلَّلهم الشيطان فيفسد صلاتهم بالوسوسة كما جاء في ذلك الحديث[109].

ثالثها: ما في ذلك من حسن الهيئة.

رابعها: أنَّ في ذلك تمكُّنهم من صلاتهم مع كثرة جَمعِهم؛ فإذا تراصُّوا وسع جميعَهم المسجدُ، وإذا لم يفعلوا ذلك ضاقَ عنهم.

خامسها: ألا يشغل بعضهما بعضًا بالنظر إلى ما يشغله منه إذا كانوا مختلفين، وإذا اصطفُّوا غابت وجوه بعضهم عن بعض وكثير مِن حركاتهم، وإنما يلي بعضهم من بعض ظهورهم"[110].



تابعووونا
















عدل سابقا من قبل اسلامنا هوالنور في السبت 30 نوفمبر - 4:36 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اسلامنا هوالنور
مراقبة
مراقبة
اسلامنا هوالنور


عدد المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 30/10/2010

رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج   رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج Icon_minitime1السبت 30 نوفمبر - 4:34



تعديل الصفوف وتراصها:

عن أنس رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُقبِل علينا بوجهه قبل أن يكبر فيقول: تراصوا واعتدلوا؛ فإني أراكم من وراء ظهري))[111].


وعن محمد بن مسلم بن السائب - صاحب المقصورة - قال: صلَّيت إلى جنب أنس بن مالك رضي الله عنه يومًا، فقال: هل تَدري لم صُنع هذا العُودُ؟ فقلتُ: لا والله! قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضَع عليه يدَه، فيقول: استووا، واعْدِلُوا صفوفكم))[112].


قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((وأعْدِلُوا)) - بفتح الهمزة - من أعْدل يُعدِل بمعنى عَدِّلُوا[113].


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((أُقيمت الصلاة، وعدِّلت الصفوف قيامًا [وفي رواية[114]: فسوَّى الناس صفوفهم]، فخرَج إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم، فلمَّا قام في مُصلاه - ذكَرَ أنَّه جنُبٌ - فقال لنا: ((مكانكم))، ثم رجَع فاغتسَلَ، ثم خرَجَ إلينا ورأسه يقطر، فكبَّر فصلَّينا معه))[115].



والتراصُّ[116]: هوَ التضامُّ والتداني والتلاصُق، ومنه قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾ [الصف: 4].



صلِّ صلاة مودِّع:

ولا بأس مِن أن يقول الإمام - أحيانًا - للمأمومين حال تعديل الصفوف ومراصاتها: "صلوا صلاة مودِّع"؛ لحديث: أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: عِظني وأَوجِز، فقال: ((إذا قمتَ في صلاتك فصلِّ صلاة مودِّع، ولا تكلَّم بكلام تَعتذر منه غدًا، واجمع الإياس مما في أيدي الناس))[117].


قال الألباني رحمه الله: "(تنبيه): لقد اعتاد بعض الأئمة أن يأمُروا المصلين عند اصطفافهم للصلاة ببعض ما جاء في هذا الحديث كقوله: ((صلوا صلاة مودِّع))، فأرى أنه لا بأس في ذلك أحيانًا، وأما اتخاذه عادة فمحدثة وبدعة"[118].



إتمام الصفِّ الأول فالأول، وإكمالُ الصُّفوف:

لقد حثَّ الشارع الحكيم على الصُّفوف الأُوَل في غيرِ ما حديث ومنها:

عن عبدِالرحمن بنِ عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنَّ الله وملائكته يُصلُّون على الصفِّ الأول))[119].


ولذلك، فإن من تسوية الصفوف إكمال الصف الأول فالأول، فلا يشرع أحد بحال في إنشاء الصفِّ الثاني إلا بعد كمال الأول وتمامه، وهكذا دوالَيك، كما دلَّت الأدلة، ومنها:

• عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إنَّ الله وملائكته يُصلُّون[120] على الذين يَصِلُون الصُّفوف[121]))[122].



وعن أنس بن مالكٍ رضيَ الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أتمُّوا الصفَّ المقدَّم، ثمَّ الذى يَليه، فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخَّر))[123].



وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: "كنا نقوم في الصفوف على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طويلاً قبل أن يُكبِّر"، قال: وقال: ((إنَّ الله وملائكته يُصلُّون على الذين يَلُونَ الصُّفوفَ الأُوَل، وما من خطوة أحب إلى الله من خطوة يمشيها يَصِلُ بها صفًّا))[124].


وتقدَّم معنا في حديث ابن عمر رضي الله عنه: ((... ومَن وصل صفًّا وصله الله، ومن قطع صفًّا قطَعَه الله)).



وفي حديث جابر رضي الله عنه في صِفَة صفوف الملائكة: ((... يُتمُّون الصفوف الأُوَل)).



قال شيخُ الإسلام رحمه الله: "ليس لأحدٍ أن يسدَّ الصفوف المؤخَّرة مع خلوِّ المقدَّمة، ولا يصفَّ في الطرقات والحوانيت مع خلوِّ المسجد، ومن فعل ذلك استحق التأديب، ولمن جاء بعده تخطِّيه ويَدخل لتكميل الصفوف المقدمة؛ فإن هذا لا حرمة له"[125].



ولا شكَّ أن هذه الأحاديث كما تدل على فضل الصفوف الأول؛ فهي تدلُّ - أيضًا - على إتمامها وإكمالها، كما هو بين ظاهِر.



سد الفُرَج أو الخَلَلِ في الصفوف:

ومن تسوية الصفوف: سد الفُرَج أو الخَلَلِ في الصفوف، ولقد ورد في سدِّ الفُرَج في الصفوف جملة من الأحاديث[126]؛ ومنها:


عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إياي والفُرَج))؛ يعني: في الصلاة[127].



وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((وسِّطوا الإمامَ، وسدُّوا الخلل))[128].



وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((سوُّوا صفوفكم، وحاذُوا بين مناكبكم، ولِينوا في أيدي إخوانكم، وسدُّوا الخلل؛ فإن الشيطان يدخل فيما بينكم بمنزلة الحذف))[129].



عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((خياركم ألْيَنُكم مَناكِبَ في الصلاة[130]، وما من خطوة أعظم أجرًا من خطوة مشاها رجل إلى فرجة في الصفِّ فسدَّها))[131].



عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنَّ الله وملائكته يُصلُّون على الذين يَصِلون الصفوف، ومن سدَّ فرجة رفعه الله بها درجة))[132].



عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((مَن سدَّ فرجةً بنى الله له بيتًا في الجنة، ورفعه بها درجة))[133].



عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا: ((خياركم أليَنُكم مناكبَ في الصلاة، وما من خطوة أعظم أجرًا من خطوة مشاها رجل إلى فُرجة في الصفِّ فسدها))[134].



عن خيثمة قال: صليتُ إلى جنبِ ابن عمر رضي الله عنهما فرأى في الصف فرجةً فأوَمَأ إليَّ فلم أتقدَّم، قال: فتقدَّم هو فسدَّها[135].



وتقدم معنا حديث ابن عمر رضي الله عنهما - وفيه: ((وسُدُّوا الخَلَلَ)).


ومن كلِّ هذه الأحاديث وغيرها رأى بعض أهل العلم رحمهم الله أنَّ سد الفُرجة واجب؛ يقول ابن عمر رضي الله عنه: "لأن تخرَّ ثنيتاي أحبُّ إليَّ مِن أن أرى خللاً في الصفِّ فلا أسدَّه"، قال ابن حزم رحمه الله: "هذا لا يُتمنَّى في ترك مباح أصلاً"[136]، وقال الألبانيرحمه الله: "الراجِح أن سدَّ الفُرجة واجب ما أمكَنَ"[137].



قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وقد أمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بتسوية الصفوف، ورصها، وسد الفُرَج، وتكميل الأول فالأول، وأن يتوسَّط الإمام، وتقاربها - يعني: الصفوف - خمس سنن"[138].



ومن المسائل المتعلقة بما نحن بصدده:

الصلاة بين السواري[139]:

عن عبدالحميد بن محمود رحمه الله قال: صَلَّيْتُ مع أنس بن مالك رضي الله عنه يوم الجمعة، فدُفعنا إلى السواري، فتقدَّمنا وتأخرنا، فقال أنس رضي الله عنه: كنا نتَّقي هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم[140].


وقد بوَّب عليه شيخنا مقبل رحمه الله في الجامع الصحيح: باب كراهية الصفوف بين السواري لغير ضرورة.



وعن مُعاوية بن قرَّة، عن أبيه رضي الله عنه قال: "كنا نُنهى أن نصفَّ بين السواري على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونطرد عنها طردًا"[141].



وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "إياكم وما بين السواري"[142].



ويُكرَه وقوف المأمومين بين السواري؛ لأن ذلك يقطَع اتصال الصفوف[143]، ويمنع ما أُمرنا به من إتمامها، كما أن تسويةَ الصُّفوف وتراصها مطلوب لمصلحة الصلاة، ومع ذلك فإن احتيج لذلك؛ لضيق المسجد، والزحام، ونحوِهما، مما تدعو له الحاجة جازَ، وإلا فلا.


من خصائص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم[144]:

عن أنس رضي الله عنه: أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أقيموا الصفوف؛ فإني أراكم خلف ظهري[145]))[146].



وعن أنس رضي الله عنه قال: أقيمتِ الصَّلاة فأقبل علينا[147] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجهه فقال: أ((قيموا صفوفكم وتراصُّوا؛ فإني أراكم من وراء ظهري))[148].


وفي هذه الأحاديث - وكذا ما تقدم منها - كما قال الألباني رحمه الله وغيره: "مُعجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ وهي رؤيته صلى الله عليه وآله وسلم من ورائه، ولكن ينبغي أن يعلم أنها خاصة في حالة كونه صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة؛ إذ لم يَرِد في شيء من السُّنَّة أنه كان يرى كذلك خارج الصلاة - أيضًا - والله أعلم"[149].



كما أن فيها في المقابل: أنه يَنبغي لكل إمام - خلا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم - أن ينظر لمَن وراءه؛ لتخلُّف هذه الخصيصة عنه.



تنبيه:

مِن السنن المهجورة - أيضًا - والمجهولة في تسوية الصفوف: الدعاء، والاستغفار للصف المتقدِّم ثلاثًا، ثم مَن يليه مرتين؛ فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كان يستغفر للصف المقدَّم ثلاثًا، وللثاني مرَّةً"[150].



والخلاصة:

كنا قد قلنا: إن بعض أهل العلم رحمهم الله يرى - وهو الصَّواب فيما أرى - أن تسوية الصفوف أمر زائد على ما قاله البعض[151] مِن أنه اعتدال القائمين بها على سمت واحد؛ ذلك أنه وإن كان يحمله المعنى، إلا أنه من حيث التطبيق العملي أعم من ذلك بكثير؛ يقول العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: ومن هنا يتبيَّن أن هذه التسوية لا يمكن أن تتأتَّى على وجهها المراد أو المطلوب، إلا بجملة من الأمور والسنن، فيَنبغي مراعاتها، ومن هنا ومن خلال - ما تقدم - فتسوية الصفوف تشمل عِدَّة أمور[152]:

1- استقامة الصف، وإِقامته، وتعديله؛ بحيث لا يتقدَّم صدر أَحد ولا شيء منه على مَن هو بجَنبه، فلا يكون فيه عِوَج، ومن ألفاظ التسوية للصف: "استووا"، "اعتدلوا"، "أَقيموا الصف".


2- المُحاذاة؛ وهي التي تضبط استقامة الصف، فالأَمر بالمحاذاة بين الأَعناق والمناكب والرُّكَب والأَكعُب، وظاهرٌ من هديه صلى الله عليه وآله وسلم تناوب هذه الأَلفاظ.


3- سَدُّ الفُرَج والخَلَلِ؛ بحيث لا يكون في الصفوف فُرَج، ومِن الأَلفاظ الواردة - كما تقدم - : ((سُدُّوا الخلل))، ((لا تذروا فرجات للشيطان)).


4- التراصُّ في الصف؛ ((تراصُّوا))، وبه نستطيع ضبط سنة سدِّ الفُرَج بالتراصِّ.


5- ومما يعين على ذلك تجنُّب الصلاة بين السواري.


6- وصْل الصف الأَول فالأَول وإِتمامه، ومن الأَلفاظ الواردة - كما تقدم - : ((أَتموا الصف الأَول فالأَول))، ((من وصل صفًا وصَلَه الله، ومَن قطَعَ صفًّا قطَعَه الله)).


7- التقاربُ فيما بينها، ودنوُّ الرِّجال بعضهم من بعض، قال الإمام أحمد: "فتسوية الصُّفوف، ودنوُّ الرِّجال بعضهم من بعض، من تمام الصَّلاة، وترك ذلك نقصٌ في الصَّلاة"[153].


8- الاستعانة بإرسال جملة من الرجال لتسوية الصفوف.


9- أن يدنو الإنسان من الإمام؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((ليَلِني منكم أولو الأحلام والنهى))[154].


10- وبين ذلك ومعه جملة من السُنَن - وهي من السنن المهجورة - : مثل الدعاء، والاستغفار للصف المتقدِّم ثلاثًا، ثم من يليه مرتين.



وكل هذا - وثمت أمور أخرى - يدل على ما لتسوية الصفوف من شأْن عظيم في إِقامة الصلاة، وحُسْنِها، وتمامها، وكمالها، وفي ذلك من الفضل والأَجر، وائتلاف القلوب واجتماعها، ما شهدت به النصوص. وقد تميزت هذه الأُمة المرحومة، وخُصَّت بأَن صفوفها للصلاة كصفوف الملائكة[155].



وقد أحسن الناظم حين قال[156]:
وواجبٌ تسويةُ الصفِّ على
جماعة وأن يسدُّوا الخلَلا
يَلزق كعبه بكعب صاحبِهْ
وهكذا مَنكِبَه بمَنكِبِه
ففي الصَّحيحِ قد أتى الترغيبُ
في ذا، وجا عن تركِه الترهيبُ
بالأمر والفعلِ مِن الرسول
مما رَوى العدلُ عن العُدولِ
وأولُ الصُّفوف فليُكمِّلوا
ثمَّ الذي يليه نصًّا نقَلُوا
وقد أتى النهيُ عن الصُّفوف ما
بينَ السَّواري فادرِ ما قد رُسما



وختامًا:

"فعليك - رحمك الله تعالى - بالمبادرة إلى الصف الأول، وعليك برص الصفوف وتسويتها ما استطعت؛ فإن هذه سنَّة مُثبتة من سنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مَن أحياها كان معه في الجنة، كما ورَدَ"[157].


وهذا آخر ما وفَّقني الله - عز وجل - لذكره من تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفُرَج في هذه الرسالة.


وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك

الهوامش
======================
[1] إعانة الطالبين (2 / 28).

[2] الاستذكار (2 / 28).

[3] الاستذكار (2 / 288).

[4] طرح التثريب (3 / 68).

[5] وفي مسلم: ((تمام)) بدلاً من ((إقامة)).

[6] تستوي في هذا صلاة الفريضة والسنة على السواء؛ لأن إقامة الصلاة قد تقع على السَّنة كما تقع على الفريضة؛ وانظر: شرح صحيح البخاري (2 / 347) لابن بطال.

[7] أخرجه البخاري رقم: (690)، ومسلم رقم: (433).

[8] إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام.

[9] تفسير القرطبي ( / 359).

[10] نيل الأوطار (3 / 229).

[11] (4 / 207)، وانظر: لسان العرب (12 / 496).

[12] التيسير بشرح الجامع الصغير (2 / 122) للمناوي.

[13] المجموع (4 / 226)، وانظر: شرحه لمسلم (1 / 163).

[14] فتح الباري (4 / 259) لابن رجب.

[15] يأتي التعليق على هذا لاحقًا.

[16] أخرجه النسائي في السنن الكبرى (1 / 431)، وبوَّب عليهِ: كم مرة يقول: استووا، قال ابن رجب: "يشير إلى أنه يكررها ثلاثًا؛ فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانَ إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا"؛ فتح الباري (4 / 252) لابن رجب.

[17] تمام المنة للألباني (ص: 151 - 152)، والقول المبين في أخطاء المصلِّين (ص: 182)، ومعجم المناهي (ص: 71).

[18] أخرجه البخاري رقم: (691).

[19] فتح الباري (4 / 260) لابن رجب.

[20] فتح الباري (2 / 211) لابن حجر.

[21] شرح صحيح البخاري (2 / 347) لابن بطال.

[22] ويأتي مزيد بَيان لهذا.

[23] عمدة القاري شرح صحيح البخاري (8 / 462) العيني.

[24] هو جزء من حديث أخرجه البخاري رقم: (5662 - 6819)، من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.

[25] ويأتي معنا قول الحافظ: "ومع القول بأن تسوية الصف واجبة، فصلاة من خالفَ ولم يسوِّ صحيحة...".

[26] الفتح (3 / 75).

[27] قال سريج بن يونس - أحد رُوات الأثر - : "تماسوا " يعني: ازدحموا في الصلاة، وقال غيره: تواصَلوا.

[28] أخرجه الطبراني في الأوسط (1 / 32 / 2)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (10 / 114)، ضعَّفه الهيثمي في المجمع، والألباني في الضعيفة (11 / 77)، وانظر: نحوه في الدر المنثور (7 / 138).

[29] قال بعض أهل العلم: "هو وإن كان واردًا في تسوية الصفوف إلا أنَّ العِبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"؛ انظر: نواهد الأبكار وشوارد الأفكار (2 / 574 - حاشية السيوطي على تفسير البيضاوي)، وروح المعاني (4 / 24) للألوسي.

[30] الأحلام والنُّهى بمعنى؛ وهي العقول، واحدها نُهية؛ لأنه يَنهى صاحبه عن الرذائل، وكذلك العقول تَعقِله، وإنما خص صلى الله عليه وآله وسلم هذا النوع بالتقدُّم؛ لأنه الذي يتأتى منهم التبليغ، وأن يستخلف منهم إن احتاج إليهم؛ انظر: إكمال المعلم شرح صحيح مسلم (2 / 193) للقاضي عياض، والمُفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (4 / 147) للقرطبي.

[31] أخرجه مسلم رقم: (432).

[32] أخرجه أبو داود رقم: (664)، وصححه النووي، والألباني كما في صحيح أبي داوود (3 / 240)، وكذا شيخنا مقبل الوادعي في الجامع الصحيح (1 / 302) و(2 / 79 - 83).

[33] انظر: الجامع الصحيح (2 / 79)، ويأتي مَزيد تأكيدٍ وبيان لهذا.

[34] انظر: الجامع الصحيح (2 / 83).

[35] تأمَّل كيف أكَّد هذه الكلمة بجملة من المؤكِّدات، اللام الواقعة في جواب قسم مقدَّر، فتقدير الكلام: ((والله لتسوُّنَّ))، فهذه ثلاثة مؤكَّدات: القسم، واللام، ونون التوكيد، فهل ذلك إلا لأهمية تسوية الصفوف؟!

[36] - وقد اختلفوا في المراد من هذه المُخالَفة أو معناها على أقوال، نَسردها كما وقفنا عليها: الأول: أنه راجع إلى اختلاف القلوب وتغيُّر بعضهم على بعض، فإن تقدم إنسان على الشخص أو على الجماعة، وتَخليفه إياهم من غير أن يكون مقامًا للإمامة بهم؛ قد يُوغر صدورهم، وهو موجب لاختلاف قلوبهم، فعبر عنه بمخالفة وجوههم؛ لأن المختلفين في التباعد والتقارب يأخذ كل واحد منهما غير وجه الآخر. الثاني: يحتمل أنه كقوله صلى الله عليه وآله وسلم - : ((... أن يحوِّل الله صورتَه صورة حمار)) [انظر: مقالاً لنا بعنوان: خطورة الاستهزاء وصُوَر من عقوبة المستهزئين بالسنة وأهلها (قصص)] فيكون المعنى: فيُخالف بصفتهم إلى غيرها من المسوخ، وهو ظاهر كلام السيوطي في الديباج على مسلم (2 / 150). الثالث: تُوقع بينكم العداوة والبغضاء واختلاف القلوب، كما يقال: تغيُّر وجه فلان عليَّ؛ أي: ظهر لي من وجهه كراهة لي، وتغيَّر قلبُه عليَّ؛ لأن مخالفتهم في الصفوف مخالفة في ظواهرهم، واختلاف الظواهر سبب لاختلاف البواطن، وهو قول النووي، ومحمود السُّبكيُّ في الدين الخالص (ص: 349). الرابع: وقيل: يُخالف بوجه من لم يُقم صفَّه، ويغيِّر صورته عن وجه من أقامه. الخامس: أي: يَفترقون ليأخذ كل واحد وجهًا غير الذي أخذ صاحبه، قاله صاحب المُفهِم شرح مسلم (4 / 148). السادس: وقيل: يُخالف باختلاف صورها بالمسخ والتغيير. السابع: أنَّ المرادَ بالوجه إن حمل على العضو المخصوص فالمُخالفة إما بحسب الصورة الإنسانية، أو الصفة، أو جعل القدم وراء، وإن حمل على ذات الشخص فالمخالفة بحسب المقاصد؛ أشار إلى ذلك الكرماني. الثامن: يحتمل أن يراد المخالفة في الجزاء، فيُجازي المسوِّي بخير، ومَن لا يسوي بشرٍّ. التاسع: تَختلف وجهات نظرهم، وتَضيع مصالحُهم بسبب اختلافِهم هذا. العاشر: أن المراد بالوجه القصد، ومعلوم أنه إذا اختلفت المقاصد تفرَّقت الأمة، وحصل الضرر العظيم؛ قاله العثيمين في الشرح الممتع. انظر: إكمال المعلم شرح صحيح مسلم (2 / 193) للقاضي عياض، وإحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (1 / 218) لابن دقيق العيد، وفتح الباري (4 / 248) لابن رجب، والحاوي للفتاوي (1 / 53) السيوطي، ونيل الأوطار (3 / 229) للشوكاني.

[37] أخرجه البخاري رقم: (685) ومسلم رقم: (436).

[38] السنن الكبرى (3 / 100)، قال ابن رجب: "هذه الزيادة تدلُّ على الوعيد على ذَلِكَ في الآخرة، لا في الدنيا"؛ فتح الباري (4 / 248) لابن رجب.

[39] عزى هذه الرواية ابن رجب في فتح الباري لجابر بن سمرة رضي الله عنه، وهو وهم كما هو ظاهر، والله أعلم.

[40] قال النووي رحمه الله: "القِداح - بكسر القاف - هي خشب السهام حين تُنحَت وتُبرى، واحدها قِدح بكسر القاف، معناه: يُبالغ في تسويتها حتى تصير كأنما يقوم بها السهام لشدة استوائها واعتدالها"؛ شرح النووي على صحيح مسلم (4 / 157). وقال ابن دقيق العيد رحمه الله: "القِداح هي خشب السهام حين تُبرى وتُنحَت وتُهيَّأ للرمي، وهي مما يطلب فيه التحرير، وإلا كان السهم طائشًا، وهي مُخالفة لغرض إصابة الغرض، فيُضرَب به المثل لتحرير التسوية لغيره"؛ إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (1 / 219).

[41] قال ابن دقيق العيد رحمه الله: "يحتمل أن المراد أنه كان يُراعيهم في التسوية ويُراقبهم، إلى أن علم أنهم عقلوا المقصود منه وامتثلوه، فكان ذلك غايةً لمراقبتهم، وتكلُّف مراعاة إقامتهم"؛ إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (1 / 219).

[42] رقم: (662)، وقد علقه البخاري مجزومًا به، ووصَله ابن خزيمة وصحَّحه، وكذا الحافظ؛ كما في الفتح (1 / 235)، (2 / 176)، والألباني في صحيح أبي داود (3 / 237 - الأم)، والسلسلة الصحيحة (1 / 39) رقم: (32)، وحسنه النووي في المجموع (1 / 421).

[43] أحمد (4 / 276)، وابن حبان رقم: (2176)، وقال شعيب الأرناؤوط: "صحيح إلا أن قوله: ((وركبته بركبته)) قد انفرد به أبو القاسم الجدلي"، وصححه ابن الملقن في البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير (1 / 678)، والبغوي في شرح السنة (3 / 365).

[44] قال ابن رجب رحمه الله: "وفي هذا: دليل على أن ا لإمام يستحب لهُ أن يُقبِل على المأمومين بعد إقامة الصلاة، ويأمرهم بتسوية صفوفهم"؛ فتح الباري (4 / 252) لابن رجب.

[45] النعمان بن بشير رضي الله عنه.

[46] قال النووي رحمه الله: "إخبار عن شدة مبالغتهم في إقامة الصفوف وتسويتها"؛ المجموع (1 / 483).

[47] ولقد استنبط الألباني من هذين الحديثين فوائد هامة؛ انظرها في السلسلة الصحيحة (1 / 39 - وما بعدها).

[48] أخرجها أبو داود رقم: (665) وصحَّحها الألباني فقال: "إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه بمعناه"؛ صحيح أبي داود(3 / 242 - الأم).

[49] طرح التثريب (3 / 67).

[50] الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (6 / 2846).

[51] انظر: إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (1 / 217) لابن دقيق العيد.

[52] إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (1 / 219).

[53] إعانة الطالبين (2 / 28).

[54] إعلام الموقعين عن رب العالمين (3 / 174) بتصرف يسير.

[55] المحلى (4 / 55).

[56] أخرجه البخاري رقم: (692).

[57] عند أبي يعلى (6 / 381)، وابن أبي شيبة (1 / 386)، قال الألباني: "سنده صحيح أيضًا على شرط الشيخَين"؛ السلسلة الصحيحة (1 / 39) تحت حديث رقم: (31).

[58] يقال: شمس الفرس شموسًا وشماسًا، فهو فرس شموس، وبه شماس، وقد شمست شماسًا، ودابة شموس، وخيل شمس؛ أي لا تكاد تستقر أو منع ظهره؛ انظر: تاج اللغة وصحاح العربية (4 / 78)، والقاموس (ص: 712).

[59] فكيف لو أنه رأى ما يحصل في زماننا هذا؟!

[60] لأمور: الأول: أن هذا الفهم السطحي للإلزاق لم يقل به أحد، ولم يكن العمل عليه. الثاني: تعذُّر هذا الإلزاق فيما يتعلق بالمناكب والأقدام. الثالث: استحالة هذا الإلزاق على بعض ما ذكر؛ كالركب، والأعناق [جمع عنق، وهي الرقبة]، وهي رواية في حديث أنس رضي الله عنه عند النسائي رقم: (814). وانظر: ما قاله العلامة بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه: لا جديد في الصلاة (ص: 12 - 17) فهو مهمٌّ.

[61] عون المعبود شرح سنن أبي داود (1 / 271).

[62] الجامع الصحيح سنن الترمذي (1 / 438).

[63] أخرجه ابن حبان رقم: (6917)، وصححه الألباني.

[64] الموطأ رقم: (337).

[65] الموطأ رقم: (338).

[66] الفتاوى الكبرى (5 / 331)، وانظر: الفروع (1 / 408) وللفهارس (2 / 58) ومغني المحتاج (1 / 248)، والبدائع (1 / 159)، وكشاف القناع (1 / 328)، وسبل السلام (2 / 47)، ودليل الفالحين (2 / 563)، ونيل الأوطار (3 / 229)، والفواكه الدواني (1 / 246)، وفتح الباري (2 / 206)، والأحكام (2 / 186) (3 / 186)، والسلسلة الصحيحة (1 / 31).

[67] شرح صحيح البخاري (2 / 344) لابن بطال.

[68] السيل الجرار المتدفِّق على حدائق الأزهار (1 / 158).

[69] المُفهِم شرح مسلم (4 / 123).

[70] تشنيف الأسماع ببعض مسائل الإجماع (ص: 24) وليد بن راشد السعيدان.

[71] ومنهم: البخاري في صحيحه، وابن حزم الظاهري، وهو ظاهر كلام ابن تيمية، وابن حجر (2 / 206)، واختيار الصنعاني في سبل السلام (2 / 29)، والعثيمين في الشرح الممتع، والألباني رحمهم الله.

[72] مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (13 / 22).

[73] حاشية السندي على صحيح البخاري (1 / 128).

[74] تقدم تخريجه.

[75] تقدم تخريجه.

[76] يأتي معنا تخريجه.

[77] تقدم معنا.

[78] في المحلى، وانظر: فتح الباري (3 / 74)، وعنه: نيل الأوطار (2 / 187)، وعون المعبود (2 / 259).

[79] صححه الحافظ في الفتح (3 / 74).

[80] إتحاف الخيرة المهرة بزَوائد المسانيد العشرة (2 / 42) للبوصيري، وصحَّحه الحافظ في الفتح (3 / 74).

[81] الفتح (3 / 74).

[82] وهذا هو الصواب خلافًا لما ذهب له ابن حزم من البطلان؛ الأحكام (2 / 186).

[83] فتح الباري (2 / 206)؛ انظر: شرح صحيح البخاري (2 / 347) لابن بطال، وطرح التثريب (3 / 68)، وتقدم معنا قول الحافظ: "ومع القول بأن التسوية واجبة فصلاة مَن خالَفَ ولم يسوِّ صحيحة لاختلاف الجهتين".

[84] الشرح الممتع (3 / 10).

[85] فتح الباري (4 / 297) لابن رجب.

[86] قال الألباني رحمه الله: "الأشياخ من قوم حبان من الأنصار، فإن كانوا من الصحابة فلا إشكال، وإن كانوا من التابعين فهم من كبارهم؛ لأن حبان تابعي من الخامسة عند الحافظ، وهم جمع لا يضر جهالتهم كما هو معروف عند أهل العلم، وروايتهم لهذه القصة تدل على أنها كانت مشهورة عندهم، مُتداوَلة بينهم".

[87] يعني: مستقدم، أو مائل.

[88] حسَّنها الألباني في الصحيحة (6 / 334) رقم: (2835).

[89] أخرجه مسلم رقم: (430).

[90] قال النووي رحمه الله: "يستحبُّ إلصاق المناكب مع التسوية بحيث لا يكون أحد متقدمًا على أحد ولا متأخرًا عنه فذلك هو السنة"؛ إعانة الطالبين (2 / 28).

[91] مُرسَل، وسقط منه ابن عمر، وصحَّحه الألباني؛ انظر: الصحيحة (2 / 379) رقم: (743).

[92] عون المعبود (2 / 255).

[93] طرح التثريب (2 / 112).

[94] الفتاوى الكبرى (2 / 60).

[95] الرد على المنطقيين (ص: 497)، وانظر: التبيان في أقسام القرآن (ص: 428) لابن القيم.

[96] التسهيل لعلوم التنزيل (2 / 199).

[97] الحذف: بفتح الحاء المُهمَلة والذال المُعجَمة، جمع حذفة وهي: صغار الغنم، أكثر ما تكون باليمن، انظر: شرح سنن أبي داود (3 / 218) للعيني، شرح السنة (3 / 369) للبغوي، وسبل السلام (2 / 337).

[98] أخرجه أبو داود رقم: (667)، وأحمد (3 / 260)، قال الضياء المقدسي رحمه الله: "إسناده صحيح"؛ المختارة (3 / 62)، وقال النووي رحمه الله: "حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح علي شرط مسلم"؛ المجموع (4 / 227)، وقال في رياض الصالحين: "حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم"، قال الألباني رحمه الله: "قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخَين، وقال النووي: "إسناده صحيح على شرط مسلم" وهم وقصور"؛ صحيح أبي داود (3 / 245 - الأم)، وقال شيخنا مقبل رحمه الله في الجامع الصحيح (2 / 80): "هذا حديث صحيح، رجاله رجال الصحيح، والحديث أخرجه النسائي (2 / 92)، وعنده تصريح قتادة بالتحديث".

[99] سبل السلام (2 / 30).

[100] قال أبو داود رحمه الله: "ومعنى: ((ولِينوا بأيدي إخوانكم)) إذا جاء رجل إلى الصفِّ، فذهَبَ يَدخل فيه، فينبغي أن يلين له كل رجل منكبيه؛ حتى يدخل في الصف".

[101] جمع فُرجة، وهي الخلل الذي يكون بين المصلين في الصفوف؛ فأضافها إلى الشيطان تفظيعًا لشأنها، وحملاً على الاحتراز منها؛ النهاية في غريب الحديث والأثر (3 / 815)، ولسان العرب (2 / 341).

[102] ومعنى: ((قطعه الله)) أي: من الخير والفضيلة والأجر الجزيل؛ الحاوي (1 / 53) للسيوطي.

[103] أخرجه أبو داود رقم: (666)، وصححه النووي في المجموع (4 / 301)، والسيوطي في الحاوي (1 / 53)، والألباني في الصحيحة (6 / 74)، وصحيح أبي داود (3 / 243 - الأم).

[104] وقد أخرجه أبو عوانة وفي رواية: ((من تمام الصلاة))، قال الألباني رحمه الله: "وهي شاذَّة"؛ انظر: صحيح أبي داود (3 / 249 - الأم).

[105] أخرجه البخاري رقم: (689)، ومسلم رقم: (414).

[106] فتح الباري (3 / 73).

[107] أخرجه أحمد (3 / 122)، وقال شعيب الأرناؤوط: "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، وقال الألباني رحمه الله: "صحيح على شرطهما"؛ انظر: صحيح أبي داوود (3 / 248 - الأم).

[108] أخرجه أحمد (3 / 322)، وقال شعيب الأرناؤوط: "صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن..."، وحسنه الألباني؛ انظر: صحيح أبي داوود (3 / 249 - الأم).

[109] وسيأتي معنا هذا ذكر هذا الحديث، وهو عن أبي أمامة رضي الله عنه وغيره.

[110] طرح التثريب (3 / 70).

[111] أخرجه الضياء المقدسي في المختارة (2 / 438) وصحَّحه، وأحمد (3 / 125)، وقال شعيب الأرناؤوط: "حديث صحيح، وهذا إسناد قوي".

[112] أخرجه أبو داود رقم: (669)، والبيهقي في الكبرى (2 / 22)، والحديث يصحُ منه الأمر بتسوية الصفوف، وأم ذكر العود فيه؛ فهو مُنكَر كما قال الألباني؛ انظر: ضعيف أبي داوود (1 / 230).

[113] شرح سنن أبي داود (3 / 219) للعيني.

[114] البخاري رقم: (614)، وفي مسلم رقم: (605): ((فقُمنا فعدَّلْنا الصفوف)).

[115] أخرجه البخاري رقم: (271 - 613)، ومسلم رقم: (605) بنحوه.

[116] فتح الباري (4 / 252).

[117] أخرجه ابن ماجه رقم: (4161)، وأحمد (5 / 412)، وانظر: السلسلة الصحيحة (1 / 687) رقم: (401).

[118] السلسلة الصحيحة (6 / 338).

[119] أخرجه ابن ماجه (1 / 319)، وقال شيخنا مقبل رحمه الله: "هذا حديث حسن"؛ الجامع الصحيح (1 / 299).

[120] من الوصل، أي: يَصلون بأن كان فيها فرجة فسدُّوها، أو نُقصان فأتمُّوها.

[121] أي: يعفر لهم، ويأمُر ملائكته بالاستغفار لهم؛ التيسير بشرح الجامع الصغير (1 / 532) للمناوي.

[122] أخرجه ابن ماجه (1 / 313)، وأحمد (6 / 89)، وابن وهب في الجامع (58 / 2)، وحسَّنه ابن حجر في فتح الباري (2 / 213)، والألباني، وانظر: الصحيحة (5 / 274) رقم: (2234).

[123] أخرجه أبو داود رقم: (671)، وأحمد (3 / 233)، وقال شعيب الأرناؤوط: "حديث صحيح وإسناده قوي"، وصححه أحمد شاكر (21 / 114) في تحقيقه للمسند، والألباني، وشيخنا مقبل في الجامع الصحيح (2 / 80)، وحسنه النووي في المجموع (4 / 227)، ورياض الصالحين.

[124] أخرجه أبو داود رقم: (543) وصحَّحه الألباني في صحيح الترغيب رقم: (507)، ثم تراجع عن هذا في الضعيفة (1 / 194) رقم: (86)، وصحَّح الصلاة على الصفوف الأول فقط، دون ذكر الخطوة، وهذا القدر هو ما صححه شيخنا مقبل في الجامع الصحيح (2 / 79)، فيغني عنها ما ذكرنا، والله أعلم.

[125] مجموع الفتاوى (23 / 410).

[126] فتح الباري (2 / 211)، وسبل السلام: (2 / 30).

[127] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (3 / 122 / 2)، وانظر: الصحيحة (4 / 352) رقم: (1757).

[128] أخرجه أبو داود رقم: (681)، وضعفه الألباني، لكن الشطر الثاني منه صحيح لغيره كما قال؛ صحيح أبي داود (1 / 238 - الأم).

[129] أخرجه أحمد (36 / 597 - الرسالة)، وحسنه السيوطي في الحاوي (1 / 54)، وصححه الألباني في صحيح الجامع.

[130] في قوله: ((ألْيَنُكم مَناكِبَ)) لين المَنكِب فيه قولان: الأول: لزوم السكينة في الصلاة، والطمأنينة فيها، لا يَلتفت ولا يحاك بمَنكبِه مَنكِب صاحبه، واستبعده الألباني كلَّ البُعد. والثاني: ألا يمتنع على من يريد الدخول بين الصفوف ليسد الخلل أو لضيق المكان، بل يُمكِّنه من ذلك، ولا يدفعه بمنكبه؛ لتتراصَّ الصفوف، ويتكاتف الجموع، وقال بنحوه المناوي، وقد قال الألباني: "إن هذا المعنى الثاني هو المتبادر من الحديث"؛ انظر: معالم السنن (1 / 334) للخطابي، والتيسير بشرح الجامع الصغير (1 / 1063) للمناوي، والسلسلة الصحيحة للألباني (6 / 74).

[131] أخرجه الطبراني في الأوسط (1 / 32 / 2)، وقد أخرجه البزار رقم: (5922) بإسناد حسن، بالشطر الأول منه فحسب، وانظر: الصحيحة (6 / 74) رقم: (2533).

[132] أخرجه ابن ماجه رقم: (995)، وأحمد (6 / 89)، وقوَّاه الألباني في السلسلة الصحيحة (6 / 72) رقم: (2532)، وقال: "وبالجملة فالحديث بمجموع طرقه ثابت صحيح".

[133] صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (4 / 515) رقم: (1892).

[134] أخرجه الطبراني في الأوسط (1 / 32 / 2)، وانظر: في السلسلة الصحيحة (6 / 74) رقم: (2533).

[135] مصنف ابن أبي شيبة (1 / 416).

[136] المحلى (4 / 59).

[137] السلسلة ضعيفة (2 / 323) رقم: (923).

[138] مختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية (ص: 74) للبعلي.

[139] انظر للفائدة: الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب (1 / 414) للألباني.

[140] أخرجه الترمذي رقم: (229)، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وأبو داود رقم: (673)، وصححه الحاكم، والذهبي، والعسقلاني، وابن خزيمة، وابن حبان، والألباني؛ صحيح أبي داود رقم: (677 - الأم)، والثمر المستطاب (1 / 410)، وشيخُنا مقبل الوادعي في الجامع الصحيح (2 / 80).

[141] أخرجه ابن ماجه رقم: (1002)، وابن خزيمة رقم: (1567)، وابن حبان رقم: (400)، والحاكم (1 / 218)، وقال الحاكم: "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي، وقال الألباني: "هو عندي حسن..."؛ الثمر المستطاب (1 / 410)، وأخرجه البيهقي (3 / 104)، والطيالسي رقم: (1073)، وقد قوَّاه الألباني في الصحيحة (1 / 590) رقم: (335).

[142] أخرجه عبدالرزاق في مصنفه رقم: (2477).

[143] انظر: نيل الأوطار (3 / 235)، والثمر المستطاب (1 / 413).

[144] وانظر للفائدة: كتاب شيخنا أبي الحسن: كشف الغمة.

[145] إعلام لهم بأنه لا يخفى عليهِ حالهم في الصلاة؛ فإنه يرى من وراء ظهره كما يرى من بين يديه؛ ففي هذا حث لهم على إقامة الصفوف إذا صلوا خلفه، كما ينبغي أن نعلم أنه وإن كانَ الله قد توفَّاه ونقله من هذه الدار؛ فإن المصلي يناجي ربه، وهو قائم بين يدي من لا يخفى عليهِ سره وعلانيته، فليُحسن وقوفه وصلاته؛ فإنه بمرأى مِن الله ومسمع؛ انظر: فتح الباري (4 / 248 - 250)؛ لابن رجب.

[146] أخرجه البخاري رقم: (686)، ومسلم: (434).

[147] بوب عليه البخاري: باب إقبال الإمام على الناس عند تسوية الصفوف.

[148] أخرجه البخاري رقم: (678).

[149] السلسلة الصحيحة (1 / 31).

[150] أخرجه ابن ماجه رقم: (996)، وأحمد (4 / 127)، وصححه الألباني، وشعيب الأرناؤوط.

[151] تقدَّم من قول ابن دقيق العيد.

[152] انظر: لا جديد في الصلاة (ص: 11)، والشرح الممتع (3 / 12 - 16).

[153] كتاب الصلاة (ص: 84) للإمام احمد.

[154] تقدم تخريجه.

[155] لا جديد في أحكام الصلاة (ص:12).

[156] السبل السوية لفقه السنن المروية (ص: 13)؛ لحافظ بن أحمد الحكمي.

[157] إعانة الطالبين (2 / 28).


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/90602/#ixzz66itP9RKB




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رسالة في تسوية الصفوف وإقامتها وإكمالها ورصها وسد الفرج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دعاء الفرج السريع والرزق العاجلدعاء الفرج العاجل
» مفاتيح الفرج العشرة
»  انتظار الفرج عبادة
» مفاتيح الفرج
» دعاء الفرج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑نفحات اسلامية ๑۩۞۩๑Islamic Nfhat-
انتقل الى: