منتدي المركز الدولى


أديان الهند الكبرى  Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
أديان الهند الكبرى  1110
أديان الهند الكبرى  Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا أديان الهند الكبرى  61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


أديان الهند الكبرى  Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
أديان الهند الكبرى  1110
أديان الهند الكبرى  Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا أديان الهند الكبرى  61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

 أديان الهند الكبرى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ندى
مراقبة
مراقبة
ندى


عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

أديان الهند الكبرى  Empty
مُساهمةموضوع: أديان الهند الكبرى    أديان الهند الكبرى  Icon_minitime1الإثنين 17 سبتمبر - 19:54


أديان الهند الكبرى
أولا : الهندوسية :
الهندوسية : دين وثني يعتنقه غالب الشعب الهندي، وهو عبارة عن معتقدات وعادات وأخلاق وسلوكيات يلتزم بها الهندوس في حياتهم .

نشأة الهندوسية : ليس هناك من مصدر معتمد يمكن من خلاله تحديد الزمن الفعلي لنشأة الهندوسية كونها لم تنشأ من خلال دعوة شخص أو أشخاص وإنما هي عبارة عن معتقدات وعادات قوم تراكمت ودونت وحفظت فاتخذها من من بعدهم من أجيالهم دينا يتبعونه، ويُرجع الباحثون نشوء الهندوسية للاحتكاك الثقافي بين الأعراق المختلفة التي وفدت إلى الهند واستقرت فيها .

معتقدات الهندوس :
أولا : الإله عند الهندوس : يعجب المرء أشد العجب من كثرة الآلهة التي يدين لها الهندوس ويؤلهونها ، وقد وصف ول ديورانت، في قصة الحضارة آلهة الهندوس فقال : "تزدحم بها - أي الآلهة - مقبرة العظماء في الهند، ولو أحصينا أسماء هاتيك الآلهة لاقتضى ذلك مائة مجلد، وبعضها أقرب في طبيعته إلى الملائكة، وبعضها هو ما قد نسميه نحن بالشياطين، وطائفة منهم أجرام سماوية مثل الشمس، وطائفة منهم تمائم ... وكثير منها هي حيوانات الحقل أو طيور السَّماء، .. فالفيل مثلاً قد أصبح الإله جانيشا واعتبروه ابن شيفا، وفيه تتجسّد طبيعة الإنسان الحيوانية... كذلك كانت القردة والأفاعي مصدر رعب، فكانت لذلك من طبيعة الآلهة؛ فالأفعى التي تؤدي عضة واحدة منها إلى موت سريع، واسمها ناجا، كان لها عندهم قدسية خاصة؛ وترى النّاس في كثير من أجزاء الهند يقيمون كلّ عام حفلاً دينياً تكريماً للأفاعي، ويقدّمون العطايا من اللبن والموز لأفاعي الناجا عند مداخل جحورها؛ كذلك أقيمت المعابد تمجيداً للأفاعي كما هي الحال في شرق ميسور ".

وهذه الوفرة والكثرة في الآلهة يختزلها الهندوس في آلهة ثلاثة أو واحد ذو ثلاثة أقانيم :
1- الإله براهما: ويُطلق عليه اسم (سانج هيانج)، واسمه بالسنسكريتية -لغة الهندوس -: (UTPETI)، وهو الخالق، حسب معتقدهم .

2- الإله فيشنو: ويسمونه الحافظ ومهمته الحفـاظ على العالـم ويسمونـه بلغتهم (Sthiti). وكثيراً ما يصوّرونه على هيئة إنسان يجسّد الخير والعون للبشر، ويساعده في مهمته آلهة آخرون : راما ـ وكرشنا، ويحتل فيشنو موقعاً متميزاً في الشعائر الهندوسية.

3- الإله شيفا: وهو إله الهلاك والفناء والدمار، وهو المهلك للعالـم ومهمته نقيض مهمة فيشنو، ويسمونه بلغتهم (Sang Kan Paean ) يقول ديورانت في قصة الحضارة عن شيفا : " إله القسوة والتدمير قبل كلّ شيء آخر؛ هو تجسيد لتلك القوّة الكونية التي تعمل، واحدة بعد أخرى، على تخريب جميع الصور التي تتبدى فيها حقيقة الكون، جميع الخلايا الحيّة وجميع الكائنات العضوية، وكلّ الأنواع، وكلّ الأفكار وكلّ ما أبدعته يد الإنسان، وكلّ الكواكب، وكلّ شيء".

البقرة عند الهندوس : تحتل البقرة عند الهندوس مكانة هامة تصل إلى حد التأليه والتقديس ، يقول مهاتما غاندي : " عندما أرى بقرة لا أعدني أرى حيونا لأني أعبد البقرة، وسأدافع عن عبادتها أمام العالم أجمع .... "، ويقول " وأمي البقرة تفضل أمي الحقيقية من عدة وجوه، فالأم الحقيقة ترضعنا مدة عام أو عامين وتتطلب منا خدمات طول العمر نظير هذا ، ولكن أمنا البقرة تمنحنا اللبن دائما ، ولا تتطلب منا شيئا مقابل ذلك سوى الطعام العادي . وعندما تمرض الأم الحقيقية تكلفنا نفقات باهظة ، ولكن أمنا البقرة لا نخسر لها شيئا ذا بال ، وعندما تموت الأم الحقيقية تتكلف جنازتها مبالغ طائلة ، وعندما تموت أمنا البقرة تعود علينا بالنفع كما كانت تفعل وهي حية لأننا ننتفع بكل جزء من جسمها حتى العظم والجلد والقرون ".

ولو وافقنا غاندي على صحة هذه المقارنة، فهل يصح أن نخرج بنتيجة مفادها صحة عبادة البقرة !! إن هذا لمن أعجب العجب وهو منطق الوثنيين منذ أقدم العصور، فالذين عبدوا الشمس نظروا إلى منافعها عليهم، والذين عبدو الشجر كذلك .. فهلا عبدوا مسبب الأسباب ومسخر الخلائق بمنافعها سبحانه وتعالى .

ثانيا : من عقائد الهندوس ما يمكن تسميته دورة الحياة عندهم :
فللهندوس عقائد تصور دورة حياة الإنسان، حيث يرون أن روح الإنسان خلقت من الإله ثم ركبت في هذا الجسد الفاني .

والهندوس لا يؤمنون بجنة ولا بنار كما يعتقد المسلمون مثلا ولكنهم يؤمنون بجزاء آخر للمحسن والمسيء فيقولون : " إن المحسن عندما يموت، يموت جسده وتبقى روحه باقية لا تموت، لأنها جزء من الإله فتجازى بأن توضع في جسد صالح وهو ما يعرف بتناسخ الأرواح أو انتقالها " فجزاء المحسن أن توضع روحه في جسد صالح تتنعم فيه وجزاء المسيء أن توضع روحه في جسد شقي تشقى به .

وليس هذا نهاية المطاف عندهم فالغاية التي يتمناها الهندوس لأرواحهم أن تتحد بالإله براهما ولكن هذا لن يحصل وفقا لمعتقداتهم إلا إذا تخلصت النفس من شرورها ونزعاتها وشهواتها ورغباتها وهو ما يسمونه مرحلة الانطلاق كما ورد في "أرنيك " - أحد كتبهم - : " من لم يرغب في شيء ولن يرغب ، وتحرر من رق الأهواء ، واطمأنت نفسه ، فإنه لا يعاد إلى حواسه ، فيتحد بالبرهما ويصير هو ، ويصبح الفاني باقيا " وهي المرحلة النهائية في دورة الثواب عند الهندوس حيث تعود الروح من حيث صدرت، فكما هي جزء من الإله تعود إليه وتتحد به .

ولك أن تسأل أي هندوسي أو غيره ممن يعتقد بتناسخ الأرواح هل يشعر بأي شيء عن حياة روحه السابقة ؟ هل يتذكر شيئا عن تلك الحياة التي عاشها من قبل في جسد آخر ؟ قد يقال ليس بالضرورة أن كل هندوسي انتقل من جسد إلى جسد فثمة ولادات جديدة، والجواب : نعم، ولكن هذا الأمر لا يشعر به كل الهندوس بما يعني ضرورة بطلان دعوى التناسخ فضلا عن دعوى الاتحاد بالإله .

ثالثا : الكتب المقدسة لدى الهندوس :
تنتشر الكتب المقدسة عند الهندوس انتشارا كبيرا ومن أهم كتبهم المقدسة الويدا الذي لا يعرف له واضع معين، ومحتواه عبارة عن تاريخ الآريين القديم في مقرهم الجديد " الهند "، ففيه أخبار حلهم وترحالهم ودينهم ومعاشهم ومطاعمهم ولباسهم ، والويدات عبارة عن أربع كتب دينية هي:

1- الريج ويد ( RIG VEDA) ويشتمل على 1017 أنشودة دينية وضعت ليتضرع بها الهندوسي أمام الآلهة ، ويقال إنه يرجع في تأليفه إلى 3000ق . م .

2- ياجورويدا ( YAJUR VEDA ) وتشتمل على العبادات القولية التي يتلوها الرهبان عند تقديم القرابين .

3- ساما ويدا ( SAMA VEDA ) وتشتمل على الأغاني التي ينشدها المنشدون آثناء إقامة الصلوات وتلاوة الأدعية .

4- آثار ويدا ( ATHAR VEDA ) وتشتمل على مقالات في السحر والرقى والتوهمات الخرافية مصبوغة بالصبغة الهندية القديمة .

ويجهل الباحثون تاريخ تدوينها وأول كتابتها، ويرجح ديورانت أن بعض التجار الهنود من طائفة الدرافيديين هم من قاموا بمهمة التدوين الأولى، ما جعل هذه الكتابة في بداياتها لا تستخدم إلاَّ لأغراض تجارية وإدارية .

وشجع الكهنة الهندوس ـ البراهمة ـ فيما بعد هذا التدوين لتكون الويدات في أيديهم سلاحاً دينياً يضمن لهم السيطرة والموقع المتقدّم، خاصة بعد أن وطدوا أسس النظام الطبقي في الهند وأعطوه بعداً دينياً. والويدات كما يبدو لم تكن كتاباً واحدا،ً وإنَّما هي مجموعة كتب تصل إلى أربعة عشر كتاباً تتفرع عن الكتب الأربعة التي ذكرناها .

الطبقات عند الهندوس : يعتبر الهندوس مجتمعا شديد الطبقية، بالغ التعصب، فبينا يتمتع أناس فيه بمقام الآلهة، يخوض آخرون أوحال الذل والمهانة، وهذا التقسيم ليس نتيجة سلطة ظالمة توشك أن تزول، بل هو بمقتضى دينهم قدرا إلهيا وأمرا ربانيا، فالإله عندهم قد خلق الخلق على هذا النحو الذي هم فيه، فجاء في كتابهم "منُّوسَمَرتي" وهو سفر من أسفارهم المقدسة حيث جاء فيه :" لسعادة العالـم خلق برهما - إله الخلق - البراهمة من وجهه، والكشتريين من ذراعيه، والويش من فخذيه، والشودر من قدميه " ووفقا لهذا الخلق يجب أن تكون وظائفهم في الحياة وفق دلالة موضع خلقهم، فرأس الإله مركز الفكر والحكم، خلق منه البراهمة فهم العلماء والحكماء ويتمتعون بمزايا عظيمة، والذراعان هما مصدر القوة والبطش ومنهما خُلِقَ الكشتريون فوظيفتهم حماية البلاد ونظامها من الأعداء والمتربصين وهؤلاء هم الجند ، والفخذان اللذان عليهما اعتماد البدن خلق منهما الويشا فوظيفتهم حمل المجتمع ماديا فيقومون بالتجارة والصناعة وعليهم يقع توفير الأمن الغذائي وتأمين الرخاء والاستقرار المعيشي، وتأتي الطبقة الدنيا - الطبقة المسحوقة باسم الدين - وهي الطبقة التي خلقت من قدمي الإله لتكون أسفل طبقة في سلم المجتمع الهندوسي وهي طبقة الخدم والعبيد ( الشودرا ). فواجبهم الخدمة والعمل وإنجاز كلّ ما يوكل لهم من الطبقات الأعلى. يقول البيروني: "ويكون شُودر مجتهداً في الخدمة والتملُّق، متحبباً إلى كلّ أحدٍ بها، وكلّ من هؤلاء إذا ثبت على رسمه وعادته نال الخير". أمّا إذا لـم يقم بواجبه ناله العقاب، وقد نص شرع الهندوس (منُّوسَمَرتي) بشأن وظيفة هذه الطبقة بما يلي: "وفرض الإله الأعظم على الشودار أمراً واحداً وهو أن يقوم بإخلاص تام بخدمة هذه الفرق الثلاث"، ويقصد بها الطبقات السابقة الذكر وهم: البراهمة، الكشاتريا، والويشا.

ولا يدخل المنبوذون في هذا التقسيم فهم درجة دنيا مدنسة لا تدخل أساسا في التركيبة الهندوسية .

شعائر وعبادات الهندوس :
1- الطهارة عند الهندوس نوعان : طهارة حسية بالماء، فيوجبون الغسل على من مس حائضا أو منبوذا أو أنزل منيا وطهارة معنوية، وهي طهارة القلب والروح بالعلوم والمعارف والتأمل.

2- الصلاة : وهي من أهم الشعائر عندهم وتؤدى في وقتين في اليوم في الصباح عند طلوع الفجر إلى الإشراق وفي المساء إلى ظهور النجوم، وتصلى فرادى وتختلف صلاة المرأة عن صلاة الرجل ، وتؤدّى في المعابد وفي البيوت والغابات وعلى ضفاف الأنهار.

3- اليوجا : وهي من الشعائر التعبدية المهمة لدى الهندوس وهي طريقة رياضية روحية وجسدية يتبعونها لتسهيل اتحادهم بالإله وفق زعمهم، وللأسف الشديد فقد انتشرت هذه العبادة الهندوسية - اليوجا - بين شباب المسلمين تحت غطاء الرياضة جهلا بجذورها الفلسفية الكفرية والله المستعان .

4- الحج عند الهندوس : بالذهاب إلى نهر الغانج سنويا والاغتسال فيه للتطهر من آثامهم وكذلك يلقون فيها رماد موتاهم .

5- إحراق الموتى : فالأجساد لا قيمة لها وفق معتقداتهم، فهي مركب الروح فإذا فارقتها الأرواح كانت أولى بالإحراق، وبعد حرقها تتلى عليها التعاويذ الهندوسية ثم توضع في أنبوب لترمى بعد ذلك في نهر الغانج .

6- سرادة : ومعناها الوضيمة وتطلق - كما يذكر البستاني في معارفه - على احتفال يجريه الهندوس لموتاهم لإيصال أرواحهم إلى السماء وتسهيل قبولها بين الأرواح الخالصة ، وعندهم أنَّ عدم إجراء هذا الاحتفال يُبقي الروح تائهة على وجه الأرض مع الأرواح النجسة، وأنَّ الذي يتأخر في أداء هذه الفروض نحو أقربائه تلعنه الآلهة والبشر وتبقى أرواح أقربائه محرومة مدّة سنوات معلومة من وليمة الأرواح الخالصة، والذي يموت بدون أن يترك ابناً ليتمّم بعده الفروض المأتمية يكون سبباً لطرد أرواح سلفائه من الجنَّة إلى الجحيم.

الهندوسية في الميزان
بعد أن استعرضنا جملا من دين الهندوس تعريفا وعرضا، كان من الأهمية بمكان أن نعرض لتلك الجمل من دينهم نقدا وتقويما حتى لا نكون كمن يعرض بضاعة أهل الباطل ويدل عليها .

والمداخل التي ترد على دين الهندوس يمكن تقسيمها إلى قسمين :
الأول : بيان بطلان أصل دينهم .
الثاني : بيان نقض جُمَلٍ من دينهم .

فالمدخل الأول ينصب النقد من خلاله على أصول تلك الديانة، فالهندوسية ليست ديانة سماوية موحى بها من عند الله، بل هي أرضية المنشأ، بل إنها ليست منسوبة حتى إلى شخص بعينه أنشأها ودعا الناس إليها، بل هي عبارة عن معتقدات وعادات ونظم وسلوكيات قوم سجلت ودونت فاتخذها أجيالهم من بعدهم دينا يتبعونه ومنهجا يسيرون عليه، ووفقا لهذا التقرير فليس للهندوسية طابع الإلهية وبالتالي فليست معصومة من الخطأ، بل معتقداتها وعباداتها ما هي إلا آراء وتخيلات بشرية .وانتفاء صفة الإلهية عن الهندوسية شامل لمخترعي هذه الديانة من حيث أنهم ليسوا رسلا من عند الله ، وشامل لكتب تلك الديانة من حيث أنها غير منزلة من عند الله سبحانه . وبذلك تبطل هذه الديانة من أساسها وتصبح غير ذات قيمة كدين يجب اتباعه .

هذا من حيث ما يدخل على الهندوسية في أصل دينهم ، أما ما يدخل عليهم في تفاصيله فالمداخل كثيرة ويمكننا أن نقتصر اختصارا على بعض الجمل :

1- تعدد الآلهة : فالآلهة عند الهندوس كثيرة ومتعددة فتبدأ من كواكب السماء وتنحط إلى فئران الحقل وبقر الطرقات، بل حتى الأفاعي في جحورها هي آلهة أيضا، فالكل متولد عن الإله أو مساعد له أو مظهر من مظاهره ، وهذا لا شك من أبطل الباطل وأمحل المحال، فهذه مخلوقات يعلم الكل ويشهد أنها لا تملك لنفسها ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، فكيف تعبد ولأي غاية يتقرب إليها، وهي أضعف ممن يعبدها فعبادة هؤلاء ضعف في العقل وضلال في الدين .

2- الطبقية عند الهندوسية وهي من أشنع الطبقيات وأقبحها وأرذلها، فالطبقية ربما حصلت في بعض المجتمعات لكن كان بالإمكان التخلص منها بل والثورة عليها، وهي في كل الأحوال حالة مجرّمة عند البشر، لكنها عند الهندوس قدرا إلهيا وأمرا ربانيا ومن يخالفه يشقى في ديناه وبعد موته، فمن ولد من الخدم يظل طيلة عمره خادما ولا يحق له أن يترفع عن هذه المهنة أو أن يكون له طموحاته في التحرر ، فالطبقية قيد على معصمه لا يستطيع الخلاص منه إلا أن يتحرر من الهندوسية ذاتها ، والطبقية في الهندوسية دليل على أرضية وبشرية هذه الديانة .


المراجع :
1- مقارنة الأديان لأحمد شلبي .
2- قصة الحضارة لول ديورانت .
3- الموسوعة الميسرة .
4- مواضيع متفرقة من على صفحات الإنترنت .


أديان الهند الكبرى ( الجينية )
ثانيا : الجينية :
جاءت الجينية كردة فعل على غلو الهندوسية في التمييز والفصل العنصري الطبقي، حيث تحول المجتمع في ظلها إلى ساحة صراع بين الطبقات تضطرم في أحشائه نار الحقد والحنق، فأنكرت الجينية بعضا من تعاليم الهندوسية وفي مقدمتها الطبقية، لما رأت من عظيم ضررها على المجتمع، ومن ثم ناصرها في دعواها أناس كثيرون . لكنها وإن بدت كحركة تصحيحة إلا أنها أضحت محدودة التأثير، فالغالبية الساحقة من الشعب الهندي ظلت متمسكة بالهندوسية مؤمنة بها، وانحصرت الجينية في عدد يسير من الأتباع يقدره البعض بمليون شخص .

تعريفها :
يقول أحد الفلاسفة الهنود عن الجينية : " هي حركة عقلية متحررة من سلطان الويدات - الكتب المقدسة لدى الهندوس - مطبوعة بطابع الذهن الهندوسي العام، أُسس بنيانها على الخوف من تكرار المولد - التناسخ - والهرب من الحياة اتقاء شائماتها، منشؤها الزهد في خير الحياة فزعا من أضرارها ، عمادها الرياضة الشاقة، والمراقبات المتعبة ، ومعولها الجمود للملذات والمؤلمات ، وسبيلها التقشف والتشدد في العيش ، وطريقها الرهبانية ولكن غير رهبانية البرهمية ، وقد داوى الجينيون الميول والعواطف بإفنائها ووصلوا في ذلك إلى إخماد شعلة الحياة بأيديهم ، وافتقدوا النجاة في وجود من غير فعلية، وسرور من غير انبعاث ".

مؤسسها :
مؤسس الجينية هو "وردهاماتا" ومعناه الزيادة، غير أن أتباعه أطلقوا عليه اسم "مهاويرا " وزعموا أنه الاسم الذي أطلقته عليه الآلهة .
عاش مهاويرا عيشة المترفين إذ كان ابن حاكم المدينة وكان بيت والده مقصد الرهبان والنساك لما يجدون فيه من حسن الضيافة وكرم الاستقبال، فكان مهاويرا يهوى السماع لهم ويعجبه حديثهم وود لو التحق بهم، إلا أن حبه لوالديه منعاه من أن يظهر رغبته تلك لعلمه بمعارضتهما له في سلوك طريق الرهبنة .
وبعد وفاة والده وتولي أخيه الأكبر مقاليد الحكم في بلدته، وبعد مضي سنة من حكمه طلب مهاويرا من أخيه أن يأذن له في التنسك والرهبنة فأذن له .
فخلع عنه لباسه ولبس لباس النساك والرهبان، وغدا يطوي البلاد طولا وعرضا متأملا متفكرا ، متقللا من المطعم والمشرب يعيش على الصدقات اليسيرة ، وبعد ثلاثة عشر شهرا من ترهبه خلع ملابسه بالكامل وسار عاريا إذ كان قد بلغ إلى مرحلة الجمود والخمود فقتل في نفسه غرائزه ونوازعه، فلا حياء ولا ألم ولا فرح ولا سرور !!!
وما زال في مجاهدات ورياضات دامت اثنى عشر عاما حتى أضحى - كما يصفه أتباعه - : " لا يبالي بالعراقيل العاصفة، وكان قلبه نقيا كماء البركة في الشتاء ، لا يلوثه شيء كورق اللوتس ، مشاعره محمية كأعضاء السلحفاء ، وحيدا فريدا كقرن الخرتيت ، حرا كالطير ، جسورا كالفيل ، قويا كالثور ، مهيبا كالأسد ، ثابتا كالجبل ، عميقا كالبحر ، وديعا كالقمر ، بهيا كالشمس ، طاهرا كالإبريز "
وبعد أن وصل إلى تلك المرحلة ابتدأ مرحلة جديدة هي الدعوة إلى مذهبه الذي لاقى قبولا بين الناس لتضجرهم من الهندوسية ، فدعا أهله وعشيرته وأهل بلده فاستجابوا له، وما زال يدعوا إلى أن بلغ الثانية والسبعين، فنزل مدينة "بنابوري" في ولاية "بتنا" فألقى على الناس خمسا وخمسين خطبة وأجاب عن ستة وثلاثين سؤالا غير مسؤولة وبعدها مات سنة 527 ق . م .
ويبالغ الجينيون في نسبة مذهبهم إلى من هم أسبق عصرا من مهاويرا فيعدون أربعة وعشرين جينيا غيره ، اسم الأول منهم "رسابها" وقد ظهر منذ أمد بعيد غير أن التاريخ لا يحفظ عنه شيئا ، ووفقا لمعتقد الجينيين فقد تتابع الجيناوات الواحد بعد الآخر حتى جاء الجينا بارسواناث الذي وضع نظاما رهبانيا متشددا حث فيه على ضرورة الرياضات الشاقة، وجاء مهاويرا فاعتنق مباديء بارسواناث وزاد عليها من فكره وتجاربه حتى لا تعرف الجينية إلا منسوبة إليه .

معتقداتها :
نشأت الجينية كنقيض للهندوسية في بعض وجوهها وموافقة لها في البعض الآخر ، فالجنينية لا تعدو أن تكون ثورة تصحيحية على بعض مباديء الهندوسية التي ظهرت آثارها السيئة على الناس، إذ خلقت نظاما طبقيا مقيتا زرع العداواة والبغضاء في نفوس المجتمع الواحد ، ولما كان ذلكم النظام مرتبطا - وفق اعتقاد الهندوس - بإرادة الإله فقد أنكر مهاويرا الإله ما جعل من دينه الجديد دينا ملحدا ، وهنا وُجد فراغ كبير في الجينية بسبب عدم اعتراف مهاويرا بإله يكمل به صورة الدين الذي دعا إليه ، وكان من نتيجة ذلك أن اتخذه أتباعه والجنيين الأربعة والعشرين آلهة لهم .
ومن معتقدات الجينية كذلك إنكار نظام الطبقات، فكل إنسان في هذه الحياة يسعى للخلاص الذي لن يناله إلا بعمله ، غير أن الجينية رأت أن الناس ليسوا سواء في القدرة على تحمّل تعاليمها، فقسموا الناس وفقا لقدراتهم لا لأجناسهم إلى قسمين :
الخاصة : وهم الذين يقدرون على الرياضات الشاقة فيتجولون في البلدان حفاة عراة ، يعانون الآلام والجوع والعري رغبة في النجاة .
والقسم الثاني العامة : وهؤلاء من لم يسلك سبيل الخاصة في رياضاتهم ومجاهداتهم، فيلتزمون بتعاليم الجينية من المحافظة على الأرواح ولو كانت روح حشرة ويتخلقون بأخلاق الجينية ويتصدقون على الرهبان .
ومن الاعتقادات الجينية التي وافقت فيها الهندوسية القول بالتناسخ وتعدد الولادات للشخص الواحد .

سبيل النجاة عند الجنيين :
الحياة من وجهة نظر الجينيين تعاسة مستمرة وشقاء متصل نعيمها زائل والعيش فيها باطل ، وسبيل النجاة فيها في التخلص منها والانفكاك عنها، غير أن ذلك لا يتأتى بيسر وسهولة، بل هو طريق طويل من المجاهدات والرياضات والتقشف والزهد حتى يبلغ الراهب مرحلة يحق له فيها أن يتخلص من حياته انتحارا .
فالانتحار عندهم وسيلة للتحرر من هذه الحياة وقسوتها، كما أنه جائزة لا تتاح إلا للرهبان الذين اتبعوا النظام الجيني في رياضاته ومجاهداته .
ويرسم الجينيون طريق النجاة - وفقا لمعتقداتهم - بثلاثة أمور يسمونها اليواقيت الثلاثة :
الياقوتة الأولى : الاعتقاد الصحيح، وهو رأس النجاة والمقصود بالاعتقاد الصحيح الإيمان بالقادة الجينيين الخمسة والعشرين .
الياقوتة الثانية : العلم الصحيح، ويقصد به معرفة الكون من ناحيتيه المادية والروحية والفصل بينهما، ويستطيع الشخص الذي يفصل أثر المادة عن قوته الروحية أن يرى الكون في صورته الحقيقية ، فتتكشف له الحقائق وترتفع عنه الحجب فيميز بين الحق والباطل ولا تشتبه عليه الأمور .
الياقوتة الثالثة : الخلق الصحيح، ويقصدون به التخلق بالأخلاق الحسنة التي تحث عليها الجينينة من عدم القتل لكل ذي روح ولو كان حشرة والصدق والعفاف والزهد في الملكية .

العري عند الجينية : من الأوجه الغريبة في سلوكيات الرهبان الجينيين العري، الذي يعدونه مرحلة متقدمة في طريقهم وسلوكهم، وهي مرحلة يصل فيها الراهب حالة من الخمود والجمود تنتفي عنه الغرائز والرغبات إن خيرا وإن شرا، فلا يحب ولا يكره، ولا يفرح ولا يحزن فتستوي عنده الأشياء، فلا يشعر بألم ولا يتلذذ بمتعة فعند ذلك - وفقا لمعتقداتهم - يصل إلى مرحلة السرور والحبور، وعلامة ذلك عندهم أن يتخلص مما يستره فإذا شعر بحياء أو خجل فذلك دليل على أنه ما زال عنده بعض علائق الدنيا ولم يتخلص منها كلية.

الكتب المقدسة عند الجينية:
الكتب المقدسة عند الجينيين ما هي إلا خطب مهاويرا الخمسة والخمسين وكذلك الخطب والوصايا المنسوبة إلى المريدين والعرفاء والرهبان والنساك الجينيين، وقد انتقل هذا التراث عن طريق المشافهة ولم يجمع إلا في القرن الرابع حيث اجتمع زعماء الجينية في مدينة " باطلي بترا " وتدارسوا أمر جمع هذا التراث لما خشوا ضياعه واختلاطه بغيره، فجمعوا بعضه في عدة أسفار واختلفوا في بعض المصادر، ولم ينجحوا في جمع الناس على ما اتفقوا عليه لذلك تأجلت كتابة القانون الجيني حتى سنة 57م فدونوا آنذاك ما استطاعوا الحصول عليه بعد أن فقد كثير من هذا التراث، وفي القرن الخامس الميلادي عقدوا مجلسا آخر بمدينة "ولابهي" حيث تقرر الرأي الأخير حول التراث الجيني الذي يقدسونه ، وقد كتب بداية باللغة المسماة " أردها مجدى " ثم كتب باللغة السنسكريتية .

فرق الجينيين
بعد موت مهاويرا حدث انقسام شطر الجينيين إلى فرقتين، تسمى إحداهما "ديجامبرا" أي أصحاب الزي السماوي وهؤلاء هم العراة الذين اتخذو السماء ستارا لهم .
والفرقة الثانية : تسمى "سويتامبرا" أي أصجاب الزي الأبيض ومجمل الخلاف بين هاتين الفرقتين دائر في تفاصيل من حياة مهاويرا، وتفاصيل في حياة التقشف والزهد وما إلى ذلك، أما أصول الجينية فقد ظلت من الأمور المتفق عليها بينهم .

نظرة الإسلام للجينية
بعد هذا العرض الموجز للديانة الجينيَّة لا يخفى على المسلم حكم الإسلام في هذه الديانة، فهي إلحادية في بدايتها، وثنية فيما بعد، فهي ديانة باطلة لا شك في ذلك ولا ريب .
ولكنا سنقف وقفة نبين فيها منهج الإسلام في تعامله مع حاجات الجسد وتطلعات الروح التي شكلت عقدة اخترعت لها الحلول الجائرة في الديانات الهندية الوثنية، فالملاحظ في الديانة الجينية بل في جل الديانات الهندية الوثنية أن ثمة معاداة ظاهرة واستخفاف مزر بحاجات الجسد ، فالجسد وفقا لهذه الديانات الوثنية ما هو إلا مركب للروح فلا يستحق إكراما ولا اهتماما، بل تعذيبه وإشقاؤه غاية لتتحرر الروح من شقاء الحياة وتعاستها، وكل ذلك نابع من تصور فاسد مبني على أن الجسد سجن لهذه الروح، وأنه بحاجاته المشروعة يعيق تقدم الروح وانطلاقها فلا بد من معاداته وعدم الالتفات إلى قضاء حاجاته .
وهنا يبرز تعامل الإسلام مع هذا الثنائي " الروح / الجسد "، حيث قدم الإسلام منهجا ربانيا يلبي حاجتهما دون أدنى تعارض، فاللروح حق وللجسد حق ولا تعارض بين الحقين ، فالله خلق الغرائز في النفوس لُتلَبى حاجاتها وفقا لشرعه سبحانه لا لتُقْتل تلك الغرائز، فالجائع أباح الله له الطعام، والعطشان أباح الله له الشراب، وذو الشهوة أباح الله له الزواج، وكل هذه التطلعات الجسدية لا تعيق تقرب الروح وصعودها في درجات العبودية لله ، فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو قدوة المسلمين جميعا كان عابدا لله قانتا وكان متزوجا وذا عيال ويأكل الطيبات ويلبس الملابس الجميلة.
وهنا تظهر عظمة الإسلام في كونه وحيا ربانيا ودينا سماويا ، ويظهر عجز الإنسان عن أن يصنع نظاما يسير عليه، أو يضع تصوراً صحيحاً عن الكون والحياة، فالإنسان مهما علا قدره واتسعت معارفه ومداركه، إلا أن قدراته في التصور تظل محدودة لا يستطيع النفاذ بها ليكشف ما وراء الحُجُبِ .


عدل سابقا من قبل ندى في الإثنين 17 سبتمبر - 20:07 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مراقبة
مراقبة
ندى


عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

أديان الهند الكبرى  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أديان الهند الكبرى    أديان الهند الكبرى  Icon_minitime1الإثنين 17 سبتمبر - 20:02

ثالثا البوذية
ظهرت البوذية في القرن السادس قبل الميلاد، في موطنها الأول الهند متأثرة بالجو العام الذي صبغت به الهندوسية الحياة هناك .
فتبنت نفس مخاوف الهندوسية من أن الحياة مصدر الآلام ، وأن الهروب من تكرار المولد غاية يجب أن نسعى لها، ورغم هذا التقارب بين الديانتين إلا أن البوذية قد اتخذت مسارا مختلفا بعض الشيء عن مسار الهندوسية، وبدت أشد تعقيدا في فهمها، وأشد بعدا عن الفطرة في فكرها، وإن كانت أقل كلفة ومشقة في سلوك سبيلها، وسوف نعرض من خلال هذا البحث الموجز لمحات عن هذه الديانة أو الفلسفة الجديدة.
مؤسس البوذية : ويدعى "سذهاتا" وأطلق عليه أتباعه "بوذا" أي العارف المستنير ، ولد سنة 563 ق. م. ونشأ - كما يذكر المؤرخون - حياة مترفة فهو ابن أحد أمراء بلدته من ذوي الجاه والمنزلة، والأموال الكثيرة، والزروع النضرة، والقصور الشاهقة .
حيث مكث " بوذا " في هذا النعيم ثلاثة عقود من عمره يبهج بمباهج الحياة، ويرفل في أثوابها، إلى أن طرأ عليه ما غير حياته، وهو ما رآه في الحياة من صور البؤس والشقاء كالمرض والفقر والحرمان، فحاول أن يجد تفسيرا مقبولا لتلك الآلام !!، عن مصدرها ! عن سببها ! عن كيفية التخلص منها ! فلم يجد إجابة تشفيه، فظن أن ما فيه من النعيم هو الحجاب الذي يغطي عقله عن رؤية الحقيقة واكتشافها.

وفي إحدى الليالي، خرج بوذا متسللا من بيته، بعد أن ألقى النظرة الأخيرة على زوجته وولده، وركب حصانه ليخرج من نعيم ظنه حجابا كثيفا يغشى بصيرته.

عاش بوذا بعد ذلك حياة قاسية، فقد لبس ثياباً من الوبر، وانتزع شعر رأسه ولحيته، لينزل بنفسه العذاب لذات العذاب، وكان ينفق الساعات الطوال واقفاً أو راقداً على الشوك، وكان يترك التراب والقذر يتجمع على جسده، حتى يشبه في منظره شجرة عجوزاً، وكثيراً ما كان يرتاد مكاناً تلقى فيه جثث الموتى مكشوفة ليأكلها الطير والوحش، فينام بين تلك الجثث العفنة، وقلّل من طعامه حتى ربما اكتفى بأرزة في يومه وليلته، ومارس التأمل وغاص في الأفكار عما يؤرقه في سر الحياة وفي سر هذا الكون .

ومكث على هذه الحال سبع سنين، فلم يفده تأمله شيئا، ولم تسفعه أفكاره، وإنما أورث جسده ضعفا واضمحلالا ، فعاود تفكيره في هذا المسلك وصلاحيته لإيصاله إلى ما يبتغي من نور المعرفة، فعلم أن الجسد الضعيف لا يغذي عقله إلا بالأوهام والخيالات الفاسدة، بل إنه يَكلُّ عن التفكير، ويضعف عن التأمل، فعاد إلى عيشة الاعتدال مرة أخرى، ولكنه لم يترك السير في سبيل هدفه في تحصيل المعرفة ، بل ظل يعمل تفكيره عله يصل إلى فك لغز الحياة !!

التغير الكبير في حياة بوذا :
يذكر الباحثون أن بوذا بينما كان يمشي وحيدا مال إلى شجرة في غابة " أورويلا ( Uruyala )،ليتفيأ ظلالها ريثما يتناول طعامه ، لكن المقام طاب له في ظل تلك الشجرة، ويقال : إنه أحس برغبة في البقاء تحتها، فاستجاب لهذه الرغبة وبقى تحتها، وهنا حدث أن سمع من يناديه بداخله - كما حدّث عن نفسه - فقال : " سمعت صوتا من داخلي يقول بكل جلاء وقوة، نعم في الكون حق، أيها الناسك هناك حق لا ريب فيه، جاهد نفسك اليوم حتى تناله "
وبعد هذه الحادثة بدأ بوذا مرحلة جديدة من الدعوة إلى ما توصل إليه، لينال الناس السعادة التي نالها، والمعرفة التي توصل إليها، وابتدأ دعوته برهبان خمسة زاملوه في ترهبه الأول، فلم يبدو أي اعتراض على دعوته، بل وافقوه وآمنوا بما قال، ثم خطا بوذا خطوة أخرى، فجمع حوله مجموعة من الشبان بلغ عددهم مائتين، وعلمهم مبادئ دعوته وجعلهم نواة لها.
ولم تقتصر دعوة بوذا على أهل بلده، وإنما كان يبعث التلاميذ إلى الآفاق، لتعليم الناس ودعوتهم إلى دخول النظام أو عجلة الشريعة - اسم الحركة التي يقودها أو الدين الذي يدعوا إليه - ويجري لهم الاختبارات للتأكد من تأهلهم، ويودعهم قائلا : " اذهبوا وانشروا النظام في البلاد رحمة بسائر الخلق ، وإيثارا لمصلحة الكثيرين على راحتكم، ولا يذهبن اثنان منكم في طريق واحد ، بل يسلك كل واحد سبيلا غير سبيل أخيه "
صفات بوذا :
بنى الهنود بحسهم الأسطوري هالة من العظمة على مؤسس الفكر البوذي، فبالغوا في وصفه، وغلوا في تعظيمه، حتى اتخذوه إلها يعبد من دون الله، ومن جملة ما ادعوا، ما جاء في انجيل بوذا من أوصافه أنه " انتشر نوره، وملأ العالـم، ففتحت عيون المكفوفين، وشاهدوا المجد الآتي من العلاء، وحلّت عقدة ألسنة الخرس، وسمعت آذان الصم ".

ووصفوه بأنه كان " شديد الضبط ، قوي الروح ، ماضي العزيمة ، واسع الصدر ، بالغ التأثير ، جامدا لا ينبعث فيه حب ولا كراهية ، لا تحركه العواطف ولا تهيجه النوازل، مؤثرا بالعاطفة والمنطق "

موت بوذا
"إن كل مركب مصيره إلى الفساد " كذا قال بوذا وهكذا كان مصيره، مات بوذا بعد أن عاش ثمانين عاما، فقام تلامذته وأتباعه بعد موته بحرقه - كالهندوس - وأخذوا يطوفون حوله، كل واحد ثلاث مرات، ثم جمُع رماد جثته وقسموه ثمانية أجزاء وأرسلوا كل جزء إلى جهة رأوها لائقة به، فبنيت فوق الرماد بنايات في الجهات الثمانية.

معتقدات بوذا :
لم يدّع بوذا يوما أنه نبي يوحى إليه، فضلا عن أن يدعي أنه إله يعبد ويتقرب إليه، كما ظنه بعض أتباعه، فغاية ما فعله بوذا أنه رسم طريق النجاة - حسب ظنه -، مما يعده سبب الشقاء في هذه الحياة، فدعا إلى بعض الأفكار والمعتقدات التي رآها جديرة بتخليص الإنسان من آلامه، فمن تلك الأفكار:

أولا : إنكار الإله : حيث شكل الإنسان محور دعوة بوذا، فهو لم يكن نبيا يوحى إليه بالمغيبات، أو فيلسوفا يفكر فيما وراء الطبيعة وفي قدم العالم أو حدوثه، بل كانت دعوته منصبة على ما يراه سبيل الخلاص للبشر، ومن هنا كان ينهى تلامذته عن الكلام في الغيبيات، والحرص على سلوك سبيل النجاة الذي رسمه، ولكنه وقع في زلة ما كان لعاقل أن يقع فيها، وهي إنكار الإله الخالق الذي اتفقت العقول السليمة والفطر المستقيمة على الإقرار بوجوده .

ثانيا : إنكار الروح والعقل : وهو بذلك يقع في تناقض واضح، إذ كيف يؤمن بوذا بالتناسخ وتعاقب الولادات عن طريق تنقل الروح من جسد إلى جسد وهو في ذات الوقت يجحد وجودها !!

ثالثا : اعتقاده بمذهب التقمص أو تناسخ الأرواح : وهو مما ورثه من اعتقادات الهندوس، وهو مذهب قائم على تكرار المولد في ولادات متعاقبة، فلا ينتهي عمر الإنسان في مرحلة ما بالموت حتى يبدأ حياة أخرى، يتحدد فيها قدره سعادة وشقاوة حسبما تهيأ له من السلوك السابق .

واعتقاد بوذا لهذا التعاقب السخيف هو الذي جعله يزدري الحياة البشرية ازدارء مقيتا، فالولادة - في نظره - هي أم الشرور جميعا، لذا لا بد من تجفيف معينها، فدعا إلى الرهبنة وترك ملاذ الحياة ، وفي مقدمتها النكاح ، ولو سمعت البشرية مواعظه في هذا الشأن لما بقي على وجه الأرض من يمشي على ظهرها !!

رابعا: النجاة عند بوذا: أو ما يسمى ب"النيرفانا" وهذه تحصل لمن استطاع أن يعيش حياة يسودها عدل كامل، حياة يسودها صبر وشفقة على الكائنات جميعا، وأن يخمد شهوات نفسه ساعياً وراء فعل الخير دون سواه، عندئذ يجوز أن يجنب نفسه العودة إلى الحياة، وعندها سينجو وسينطلق إلى عالم آخر عالم لا يمت إلى الواقع بصلة . عالم يصفه بوذا بقوله : " أيها المريدون هي طور لا أرض فيه ولا ماء ، ولا نور ولا هواء ، لا فيه مكان غير متناه ، ولا عقل غير متناه ، ليس فيه خلاء مطلق ، ولا ارتفاع الإدراك واللا إدراك معا ، ليس هو هذا العالم ، وذاك العالم ، لا فيه شمس ولا قمر " وهذا الطور أو هذه الحياة التي يصفها بوذا بهذا التعثر والاضطراب هو ما يدعونه النيرفانا والمقصود بها النجاة، وهي خيالات وأوهام فاسدة .

خامسا : إنكار طبقات الهندوس : فقد أنكر بوذا الطبقية من جملة ما أنكر - من عقائد الهندوس - فهي التي ولدت الأحقاد والضغائن بين فئات المجتمع ، وهو ما أعطى لدعوته زخما لدى الطبقات المنبوذة من المجتمع الهندوسي حيث وجدت فيها ملجأ من ظلم البراهمة وتجبرهم .

ويلحظ أن هذه الاعتقادات لم تكن سوى موروثات ثقافية، سبقت بوذا أو عاشت معه، فإنكار الإله والطبقات هو مذهب الجينية، وكذلك فكرة النجاة عند بوذا هي فكرة معدلة عن فكرة النجاة عند الجينيين، فلا حقيقة لما تقوله البوذية حول إشراقة بوذا، فاعتقاداته في مجملها مستمدة ممن قبله أو عاصره، فأين تلك الإشراقات الجديدة التي جاء بها بوذا !!

وصايا البوذية :
وهي وصايا عشر جوهرية، وهي ـ كما جاءت في دائرة معارف البستاني ـ : لا تقتل، لا تسرق، كن عفيفاً، لا تكذب، لا تسكر، لا تأكل بعد الظهر، لا تغنِ ولا ترقص، وتجنّب ملابس الزينة، لا تستعمل فراشاً كبيراً، لا تقبل معادن كريمة، وهناك وصايا تتعلّق بما يجب أن يقدّم من الاحترام لبوذا والشريعة وهي السيرة الجيّدة، والصحة الجيّدة، والعلم القليل .

الكتب المقدسة عند البوذية :
بعد موت بوذا اجتمع تلامذته ومريدوه عندما ظهر الخلاف بينهم فيما ينسب إلى بوذا من أقوال وقصص ، وعقدوا مجلسا كبيرا في " راجاجرها " سنة 483 ق . م ليزيلوا أسباب الخلاف . فسألوا كاسي أبا ( kasyapa ) أن يقرأ آراء بوذا فيما وراء الطبيعة فقرأها فتلقوها عنه ورووها، وسألوا أوبالي ( upali ) وكان أسن المريدين أن يتلو عليهم شريعة النظام ففعل فحفظوها ورووها عنه ، ثم سألوا آنندا ( ananda ) أن يلقي عليهم ما سمعه من بوذا من أقوال ومواعظ وما رآه من قصص وحكايات ففعل وتلقوها عنه ورووها .

وظل هذا التراث محفوظا في الصدور حتى عهد الملك آسوكا ( 242 ق. م ) حيث ظهر فيه شيء من التحريف والاختلاف فاجتمع زعماء البوذية وتشاوروا في سبيل حفظ تراثهم، فأجمعوا على وجوب كتابة تلك المجموعات الثلاث " العقائد " "الشريعة أو النظام"، "المواعظ والحكايات"، وسموا تلك المجموعات بالسلال الثلاث فسلة للعقائد، وسلة للقصص والمواعظ، وسلة للشريعة أو النظام، ويقال لهذه السلال الثلاث القانون البالي - نسبة للغة التي كتبت بها - .

العبادة عند البوذيين :
كانت فكرة بوذا عن الدين سلوكية خالصة، فكان كل ما يعنى به بوذا هو سلوك الناس، وأما الطقوس وشعائر العبادة وما وراء الطبيعة واللاهوت فكلها أمور لاتستحق عنده النظر، وحدث ذات يوم أن برهمياً همّ بتطهير نفسه من خطاياها باستحمامه في " جايا " فقال له بوذا: " استحم هنا، نعم ها هنا، ولا حاجة بك إلى السفر إلى " جايا" أيها البرهمي كن رحيماً بالكائنات جميعاً، فإذا أنت لم تنطق كذباً، وإذا أنت لم تقتل روحاً، وإذا أنت لم تأخذ ما لم يعط لك، ولبثت آمناً في حدود إنكارك لذاتك - فماذا تجني من الذهاب إلى " جايا " إن كل ماء يكون لك عندئذ كأنه جايا "

وعليه فليس للبوذية عبادات يفعلونها سوى تقديس بوذا وحمده والثناء عليه، وقد ذكر صاحب كتاب ( دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند ) بعض ترانيم البوذية في الثناء على بوذا من ذلك قولهم :
" أسجد للبوذا الإله الكامل ، الذي انكشف له العالم ( ثلاثا )
أعوذ بالبوذا الإله .
أعوذ بالدين .
أعوذ بجماعة البهشكو ( الفقراء والرهبان البوذيون )
أعوذا بالبوذا الإله مرة أخرى .
أعوذ بالدين مرة أخرى .
أعوذ بجماعة البهشكو مرة أخرى .
أعوذا بالبوذا الإله مرة ثالثة .
أعوذ بالدين مرة ثالثة .
أعوذ بجماعة البهشكو مرة ثالثة .
أتقبل حكما لا إيذاء فيه .
أتقبل حكما لا سرقة فيه .
أتقبل حكما لا شهوة فيه .
أتقبل حكما لا كذب فيه .
أتقبل حكما لا سكر فيه "

فرق البوذية :
أشهرها فرقتان:
الفرقة الأولى: "هنايان" وتعني العربة الصغيرة وهذه الفرقة تنكر وجود الله ، ولا تؤمن بإلوهية بوذا بل تعتقد أنه إنسان عاش كغيره من الناس ومات، إلا أنه بلغ درجات عالية من الصفات الحسنة والأخلاق الكريمة، حتى وصل إلى مرتبة قديس، واستحق أن يلقب ب "آجايا منش " واتخذت من قول بوذا : " لا تطلب من غير نفسك ملاذا " قاعدة أساسية في نيل النرفانا " النجاة "، وانتشرت هذه الفرقة في جنوب الهند وسيلان، وكتب هذه الفرقة كتبت باللغة البالية.

الفرقة الثانية: "ماهايان" وتعني العربة الكبيرة، وهذه تؤله بوذا، وتدعي أنه ليس له جسم، بل إنه نور مجسم، وظلٌّ ظهر في الدنيا، وهو الإله الأكبر الأزلي ، وموضع انتشار هذه الفرقة في الأرجاء الشمالية من الهند والتبت ومنغوليا والصين واليابان.

النظرة إلى الحياة بين الإسلام والبوذية
بداية نحب أن ننبه إلى أن البوذية كما هو واضح من خلال ما عرضناه من أفكارها لم تكن دينا سماويا على الإطلاق .

وعليه فالمقارنة بينها وبين الإسلام في إحدى جوانبه لم تكن إلا لإظهار نعمة الله على عباده بهذا الدين العظيم ، الذي أراد للإنسان أن يسعد في الدنيا والآخرة .

ومقارنتنا بين الإسلام والبوذية ترتكز حول نظرة كليهما للحياة، فالبوذية ترى أن الحياة شقاء متصل وتعاسة دائمة، ولا يرون فيها إلا وجها مظلما يسعون للتخلص منه، وليس الحال كذلك في الإسلام، فالدين الإسلامي يرى الحياة بوجهيها ويرسمها بشقيها، بخيرها وشرها، بحلوها ومرها، ففيها المصائب والآلام، وفيها أيضا اللذائذ والنعم، والإنسان مطالب في هذه الحياة أن يعمل بالصالحات، لا ليتخلص من الحياة بل ليعمرها، وليعمر أيضا آخرته، وكما أن الإسلام وقف موقف الاعتدال بين تلبية حاجات الجسد وتطلعات الروح، فكذلك كان موقفه من الدين والدنيا، فالدين لا يعادي الدنيا ويجعل منها رجسا وإثما، وإنما يوجه الإنسان ليفيد منها وينعم بلذائذها وشهواتها وفق شرعه ونظامه .

وليس في الإسلام رهبانية، فالنبي صلى الله صلى الله عليه وسلم قد أعلن إعلانا عاما أن " لا صرورة في الإسلام " رواه أحمد والترمذي، والصرورة هي الانقطاع للعبادة على عادة الرهبان، وقد كان صلى الله عليه وسلم وهو سيد الخلق ورسول رب العالمين يتنعم بما أباح الله له من لذائذ الدنيا، ويقول: ( حُبِّب إلي الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة ) رواه أحمد والنسائي ، وكان يحب الحلواء، ويأكل اللحم، ويلبس جميل الثياب ، ولم يكن يحرم على نفسه شيئا من الطيبات مما أباحه الله له . فأين هذا ممن أقام سوق العداوة بين الدنيا وساكنيها وأقام مذهبه على التخلص منها والفكاك عنها!!!

مراجع البحث:
· مقارنة الأديان للدكتور أحمد شلبي.
· قصة الحضارة لول ديورانت.
· دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند للدكتور محمد ضياء الأعظمي .
· بعض مواقع الإنترنت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أديان الهند الكبرى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» غزوة بدر الكبرى 2هـ
»  الموسوعة الكبرى
» فقط في الهند
» المعجزة الكبرى في مكة والكعبة
» علامات الساعة الكبرى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑ السيرة النبويه العطره- الاحاديث الشريفة -قصص اسلامى -قصص الانبياء(Biography of the Prophet)๑۩۞۩๑-
انتقل الى: