منتدي المركز الدولى


ابو ذر الغفاري Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
ابو ذر الغفاري 1110
ابو ذر الغفاري Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا ابو ذر الغفاري 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


ابو ذر الغفاري Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
ابو ذر الغفاري 1110
ابو ذر الغفاري Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا ابو ذر الغفاري 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

 ابو ذر الغفاري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ليلى1
برونزى
ليلى1


نجمة المنتدى

وسامالعطاء

عدد المساهمات : 172
تاريخ التسجيل : 28/12/2010

ابو ذر الغفاري Empty
مُساهمةموضوع: ابو ذر الغفاري   ابو ذر الغفاري Icon_minitime1الثلاثاء 12 مارس - 19:43

ابو ذر الغفاري
اسم أبي ذر ولقبه :
أبو ذر الغفاري
أبو ذر الغفاري هو أبو ذَرّ، ويقال أبو الذَرّ جندب بن جنادة الغفاري. وقد اختلف في اسمه, فقيل: جندب بن عبد الله، وقيل: جندب بن السكن، والمشهور جندب بن جنادة. وأم أبي ذَرّ هي رملة بنت الوقيعة الغفارية، وقد أسلمت رضي الله عنها.

كان آدم طويلاً أبيض الرأس واللحية، أسمر اللون نحيفًا، قال أبو قلابة عن رجل من بني عامر: "دخلت مسجد مِنى فإذا شيخ معروق آدم (أي أسمر اللون)، عليه حُلَّة قِطْريٌّ، فعرفت أنه أبو ذَرّ بالنعت".
حال أبي ذر الغفاري في الجاهلية :

ولد أبو ذر في قبيلة غفار بين مكة والمدينة، وقد اشتهرت هذه القبيلة بالسطو، وقطع الطريق على المسافرين والتجار وأخذ أموالهم بالقوة، وكان أبو ذَرّ رجلاً يصيب الطريق، وكان شجاعًا يقطع الطريق وحده، ويُغير على الناس في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع، فيطرق الحي ويأخذ ما يأخذ.

ومع هذا كان أبو ذَرّ ممن تألّه [1]: "أخذ أبو بكر بيدي فقال: يا أبا ذر. فقلت: لبيك يا أبا بكر. فقال: هل كنت تأله في جاهليتك؟ قلت: نعم، لقد رأيتني أقوم عند الشمس (أي عند شروقها)، فلا أزال مصليًا حتى يؤذيني حرّها، فأخرّ كأني خفاء. فقال لي: فأين كنت توجَّه؟ قلت: لا أدري إلا حيث وجهني الله، حتى أدخل الله عليَّ الإسلام". في الجاهلية، وكان يقول: لا إله إلا الله، ولا يعبد الأصنام.
النور يسري إلى قلب أبي ذَر وقبيلته :

عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال أبو ذر : كنت رجلاً من غفار، فبلغنا أن رجلاً قد خرج بمكة يزعم أنه نبي، فقلت لأخي: انطلق إلى هذا الرجل كلِّمه وَأْتني بخبره. فانطلق فلقيه، ثم رجع فقلت: ما عندك؟ فقال: والله لقد رأيت رجلاً يأمر بالخير، وينهى عن الشر. فقلت له: لم تشفني من الخبر. فأخذت جرابًا وعصًا، ثم أقبلت إلى مكة فجعلت لا أعرفه، وأكره أن أسأل عنه، وأشرب من ماء زمزم، وأكون في المسجد. قال: فمر بي عليٌّ ، فقال: كأن الرجل غريب؟ قال: قلت: نعم. قال: فانطلق إلى المنزل. قال: فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أخبره، فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه، وليس أحد يخبرني عنه بشيء.

قال: فمر بي عليٌّ فقال: أما آن للرجل أن يعرف منزله بعد؟ قال: قلت: لا. قال: انطلق معي. قال: فقال: ما أمرك؟ وما أقدمك هذه البلدة؟ قال: قلت له: إن كتمت عليَّ أخبرتك. قال: فإني أفعل. قال: قلت له: بلغنا أنه قد خرج هاهنا رجل يزعم أنه نبي، فأرسلت أخي ليكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر، فأردت أن ألقاه. فقال له: أما إنك قد رشدت، هذا وجهي إليه فاتبعني، ادخل حيث أدخل، فإني إن رأيت أحدًا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي، وامضِ أنت. فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي، فقلت له: اعرض عليَّ الإسلام. فعرضه فأسلمت مكاني، فقال لي: "يا أبا ذَرّ، اكتم هذا الأمر، وارجع إلى بلدك، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل".

فقلت: والذي بعثك بالحق لأصرخَنَّ بها بين أظهرهم. فجاء إلى المسجد وقريش فيه، فقال: يا معشر قريش، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ. فقاموا فضُربت لأموت، فأدركني العباس فأكب عليَّ، ثم أقبل عليهم فقال: ويلكم! تقتلون رجلاً من غفار، ومتجركم وممركم على غفار. فأقلعوا عني، فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ. فصُنع بي مثل ما صنع بالأمس، وأدركني العباس فأكبّ عليَّ، وقال مثل مقالته بالأمس.

وكان أبو ذرّ من كبار الصحابة، قديم الإسلام، يقال: أسلم بعد أربعة فكان خامسًا، وبعد أن أسلم آخى النبي بينه وبين المنذر بن عمرو أحد بني ساعدة وهو المُعْنِق ليموت.
أثر الرسول في تربية أبي ذر الغفاري :

كان للنبي أثرٌ كبير وواضحٌ في حياة أبي ذر ؛ وذلك لقدم إسلامه، وطول المدة التي قضاها مع النبي؛ فعن حاطب قال: قال أبو ذر: "ما ترك رسول الله شيئًا مما صبّه جبريل وميكائيل -عليهما السلام- في صدره إلا قد صبه في صدري".

وعن أبي هريرة قال: قال أبو ذَرّ : يا رسول الله، ذهب أصحاب الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضول أموال يتصدقون بها. فقال رسول الله: "يا أبا ذَرّ، ألا أعلمك كلمات تدرك بهن من سبقك، ولا يلحقك من خلفك إلا من أخذ بمثل عملك؟" قال: بلى يا رسول الله. قال: "تكبر الله دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وتحمده ثلاثًا وثلاثين، وتسبحه ثلاثًا وثلاثين، وتختمها بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير".
أهم ملامح شخصية أبي ذر الغفاري :
الزهد الشديد والتواضع :

قيل لأبي ذرٍّ : ألا تتخذ أرضًا كما اتخذ طلحة والزبير؟ فقال: "وما أصنع بأن أكون أميرًا، وإنما يكفيني كل يوم شربة من ماء أو نبيذ أو لبن، وفي الجمعة قَفِيزٌ من قمح".

وعن أبي ذر قال: "كان قوتي على عهد رسول الله صاعًا من التمر، فلست بزائدٍ عليه حتى ألقى الله تعالى".
صدق اللهجة :

قال أبو ذَرّ : قال لي رسول الله: "ما تقلّ الغبراء ولا تظل الخضراء على ذي لهجة أصدق وأوفى من أبي ذَرّ، شبيه عيسى ابن مريم". قال: فقام عمر بن الخطاب فقال: يا نبي الله، أفنعرف ذلك له؟ قال: "نعم، فاعرفوا له".
حرص أبي ذر الغفاري على الجهاد رغم الصعوبات :

عن عبد الله بن مسعود قال: لما سار رسول الله إلى تبوك، جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون: يا رسول الله، تخلف فلان. فيقول: "دعوه، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه". حتى قيل: يا رسول الله، تخلف أبو ذر، وأبطأ به بعيره. فقال رسول الله: "دعوه، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه". فتلوَّم أبو ذَرّ على بعيره فأبطأ عليه، فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره فخرج يتبع رسول الله ماشيًا، ونزل رسول الله في بعض منازله ونظر ناظر من المسلمين فقال: يا رسول الله، هذا رجل يمشي على الطريق. فقال رسول الله: "كن أبا ذَرّ". فلما تأمله القوم، قالوا: يا رسول الله، هو -والله- أبو ذَرّ. فقال رسول الله: "رحم الله أبا ذَرّ، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده".
بعض المواقف من حياة أبي ذر الغفاري مع الرسول :

وفي صحيح مسلم عن أبي ذَر ّ قال: سألت رسول الله: هل رأيت ربك؟ قال: "نور أنَّى أراه". قال النووي: أي حجابه نور، فكيف أراه؟!

وعن أبي ذَرّ قال: قلت: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: "يا أبا ذَرّ، إنك ضعيف وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدَّى الذي عليه فيها".
بعض المواقف من حياة أبي ذر الغفاري مع الصحابة :
مع معاوية :

عن زيد بن وهب قال: مررت بالرَّبَذَة، فإذا أنا بأبي ذَرّ فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشام، فاختلفت أنا ومعاوية في {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّه} [التوبة: 34]، قال معاوية : نزلت في أهل الكتاب. فقلت: نزلت فينا وفيهم. فكان بيني وبينه في ذاك، وكتب إلى عثمان يشكوني، فكتب إليَّ عثمان أنِ اقْدِم المدينة. فقدمتها فكثر عليَّ الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذاك لعثمان، فقال لي: إن شئت تنحيت فكنت قريبًا. فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمَّرُوا عليَّ حبشيًّا لسمعت وأطعت.
مع أبي بن كعب :

عن أبي ذَرّ أنه قال: دخلت المسجد يوم الجمعة والنبي يخطب، فجلست قريبًا من أبي بن كعب ، فقرأ النبي سورة براءة، فقلت لأبيّ: متى نزلت هذه السورة؟ قال: فتجهمني ولم يكلمني. ثم مكثت ساعة، ثم سألته فتجهمني ولم يكلمني، ثم مكثت ساعة ثم سألته فتجهمني ولم يكلمني، فلما صلى النبي قلت لأبيّ: سألتك فتجهمتني ولم تكلمني. قال أبيّ: ما لك من صلاتك إلا ما لغوت.

فذهبت إلى النبي فقلت: يا نبي الله، كنت بجنب أبيٍّ وأنت تقرأ براءة، فسألته متى نزلت هذه السورة فتجهمني ولم يكلمني، ثم قال: ما لك من صلاتك إلا ما لغوت. قال النبي: "صدق أُبَيّ".
بعض المواقف من حياة أبي ذر الغفاري مع التابعين :
مع عبد الله بن الصامت :

عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذَرّ قال: قال رسول الله: "إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود". قلت: يا أبا ذَرّ، ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر؟ قال: يا ابن أخي، سألت رسول الله كما سألتني، فقال: "الكلب الأسود شيطان".
مع صدقة بن أبي عمران :

عن صدقة بن أبي عمران بن حطان قال: أتيت أبا ذَرّ فوجدته في المسجد مختبئًا بكساء أسود وحده، فقلت: يا أبا ذَرّ، ما هذه الوحدة؟ فقال: سمعت رسول الله يقول: "الوحدة خير من جليس السوء، والجليس الصالح خير من الوحدة، وإملاء الخير خير من السكوت، والسكوت خير من إملاء الشر".
بعض الأحاديث التي رواها أبو ذر الغفاري عن الرسول :

روى البخاري بسنده عن أبي ذر قال: سألت النبي، أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله وجهاد في سبيله". قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: "أعلاها ثمنًا، وأنفسها عند أهلها". قلت: فإن لم أفعل. قال: "تعين ضَايِعًا أو تصنع لأخرق". قلت: فإن لم أفعل. قال: "تدع الناس من الشر؛ فإنها صدقة تصدق بها على نفسك".

وعن أبي ذر، عن النبي قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم". قال: فقرأها رسول الله ثلاث مرارًا، قال أبو ذر : خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: "المُسْبِل، والمنَّان، والمُنْفِق سلعته بالحلف الكاذب".
أثر أبي ذر الغفاري في الآخرين :

منذ أسلم أصبح من الدعاة إلى الله I، فدعا أباه وأمه وأهله وقبيلته، ولما أسلم أبو ذر قال: انطلق النبي وأبو بكر وانطلقت معهما حتى فتح أبو بكر بابًا، فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف، قال: فكان ذلك أول طعام أكلته بها، فلبثت ما لبثت، فقال رسول الله: "إني قد وجهت إلى أرض ذات نخل -ولا أحسبها إلا يثرب- فهل أنت مبلغ عني قومك؛ لعل الله ينفعهم بك ويأجرك فيهم".

قال: فانطلقت حتى أتيت أخي أنيسًا، قال: فقال لي: ما صنعت؟ قال: قلت: إني أسلمت وصدقت. قال: فما بي رغبة عن دينك، فإني قد أسلمت وصدقت. ثم أتينا أُمَّنا فقالت: ما بي رغبة عن دينكما، فإني قد أسلمت وصدقت. فتحملنا حتى أتينا قومنا غفارًا. قال: فأسلم بعضهم قبل أن يقدم رسول الله المدينة، وكان يؤمِّهم خُفاف بن إيماء بن رَحَضَة الغفاري، وكان سيِّدهم يومئذ، وقال بقيتهم: إذا قدم رسول الله أسلمنا. قال: فقدم رسول الله فأسلم بقيتهم. قال: وجاءت "أسلم" فقالوا: يا رسول الله، إخواننا، نُسلم على الذي أسلموا عليه. فقال رسول الله: "غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله".
مواقف خالدة في حياة أبي ذر :

ينتقل الزاهد الورع خليفة وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى جوار ربه ورسوله، تاركًا خلفه فراغًا هائلاً، ويبايع المسلمون عثمان بن عفان وتستمر الفتوحات وتتدفق الأموال من البلاد المفتوحة، فارس والروم ومصر، وظهرت بين العرب طبقات غنية كنزت الأموال، وبنت القصور، وعاشت عيشة الأمراء، كما ظهرت بجانبهم طبقات فقيرة لا تجد ما تقتات به.

خرج أبو ذر إلى معاقل السلطة والثروة يغزوها بمعارضته معقلاً معقلاً، وأصبح في أيام معدودات الراية التي التفَّتْ حولها الجماهير والكادحون، وكان إذا نزل بأرض ردد قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} [التوبة: 34، 35]. ولقد بدأ بأكثر تلك المعاقل سيطرة ورهبة هناك بالشام حيث معاوية بن أبي سفيان يحكم أرضًا من أكثر بلاد الإسلام خصوبة وخيرًا وفيئًا، ويستشعر معاوية الخطر، وتفزعه كلمات الثائر الجليل، ولكنه يعرف قدره، فلا يقربه بسوء، ويكتب من فوره للخليفة عثمان بن عفان ، ويكتب عثمان لأبي ذر يستدعيه إلى المدينة، ويجري بينهما حوار طويل ينتهي بأن يقول له أبو ذر: "لا حاجة لي في دنياكم". وطلب أبو ذر من عثمان أن يسمح له بالخروج إلى "الرَّبَذَة"، فأذن له.


موقف أبي ذر الغفاري من الثورات :

أتى أبا ذر وفدٌ من الكوفة وهو في الرَّبَذَة، يسألونه أن يرفع راية الثورة ضد عثمان بن عفان ، فزجرهم بكلمات حاسمة قائلاً: "والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة، أو جبل لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت، ورأيت أن ذلك خيرٌ لي، ولو سيَّرني ما بين الأفق إلى الأفق، لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت، ورأيت أن ذلك خير لي، ولو ردني إلى منزلي لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت، ورأيت أن ذلك خيرٌ لي".

وهكذا أدرك ما تنطوي عليه الفتنة المسلحة من وبال وخطر؛ فتحاشاها.
بعض كلمات أبي ذر الغفاري :

من أقواله : "حجوا حجة لعظائم الأمور، وصوموا يومًا شديد الحر لطول يوم النشور، وصلوا ركعتين في سوداء الليل لوحشة القبور".
وفاة أبي ذر الغفاري :

تُوفِّي أبو ذر الغفاري بالرَّبَذَة سنة 32هـ/ 652م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ليلى1
برونزى
ليلى1


نجمة المنتدى

وسامالعطاء

عدد المساهمات : 172
تاريخ التسجيل : 28/12/2010

ابو ذر الغفاري Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو ذر الغفاري   ابو ذر الغفاري Icon_minitime1الثلاثاء 12 مارس - 19:47

ما هي الشهادة التي حازها أبو ذر الغفاري من رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟
أيها الأخوة, مع الدرس الثامن والأربعين من دروس سيرة صحابة رسول الله رضوان الله عليهم، وصحابي اليوم هو سيدنا أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((مَا أَظَلَّتْ الْخَضْرَاءُ, وَلَا أَقَلَّتْ الْغَبْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ, وَلَا أَوْفَى مِنْ أَبِي ذَرٍّ شِبْهِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام, فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: كَالْحَاسِدِ يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَفَتَعْرِفُ ذَلِكَ لَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ فَاعْرِفُوهُ لَهُ))
وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ, فَقَالَ:
((أَبُو ذَرٍّ يَمْشِي فِي الْأَرْضِ بِزُهْدِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام))
[أخرجه الترمذي في سننه عن أبي ذر]
بالمناسبة فإن شهادة النبي صلى الله عليه وسلَّم لأصحابه شهادة حق، لأنه لا ينطق عن الهوى، ولأنه عليه الصلاة والسلام لا يعرف المحاباة والمديح، ولأنه الإنسان الكامل، فإذا مدح صحابياً يمدحه بما فيه، ولا ينطق عن الهوى أبداً، إن هو إلا وحي يوحى .
لذلك هؤلاء الذين سعدوا بوصف النبي عليه الصلاة والسلام هم سعداء حقاً، كيف لا, وقد قال الله عز وجل عن أصحابه الكرام رضي الله عنهم ورضوا عنه:
﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ﴾
[سورة الفتح الآية: 18]
من هو السعيد, وهل للنسب أية قيمة إذا لم يكن على صلة بالاستقامة والتقوى, ومتى يعترف بالنسب ؟
يا أيها الأخوة الكرام، والله الذي لا إله إلا هو ما في الأرض شيء أثمنُ من أن يرضى الله عنك، ولو كنت معذباً، ولو كنت فقيراً، ولو كنت مضطهداً، ولو كنت ضعيفاً، ولو كنت تعاني ما تعاني، ولو كنت في أدنى درجة السلّم
الاجتماعي، فإذا رضي الله عنك فأنت أسعد الناس, لذلك فالذي قال:
فليتك تحلو والحياة مريــــرة وليتك ترضى والأنام غِضــابُ
وليت الذي بيني و بينك عامــر وبيني وبين العالمين خَـــرابُ
لقد صدق, لكنه لِمن ذاق طعم الإيمان، وذاق طعم القرب، وذاق طعم الرضى، وذاق طعم أن يشعر الإنسان أن الله يحبه، وأن خالق الكون يرعاه، ويحميه، ويدافع عنه، ويجعل له وُدًّا، قال عز وجل:
﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً﴾
[سورة مريم الآية: 96]
الإنسان أحياناً يملأ الدنيا إذا كانت له صلة مع شخص مهمٍّ، وإذا كانت معه صورة له، يضعها في جيبه دائمًا، وكلما التقى بإنسان, يقول: كنا بالأمس معًا في سهرة لعله إنسان لا قيمة له عند الله أبداً، فكيف إذا كانت لك مودة مع خالق الكون؟ .
على كل؛ وكما كنت أقول هذا لكم كثيراً: مهما يكن وضعك الصحي، أو الاجتماعي أو الاقتصادي، أو العلمي، أو الطبقي، أو العرقي، فلا شيء يحول بينك وبين أن تكون بطلاً عند الله عز وجل, من أي منبت كنتَ، من أي مشرب، من أي طبقة، من أي عرق، من أي جنس، من أي أمة، من أي لون، من أي شكل، من أي وراثة، من أي أسرة، من أي منطقة، أبداً, لأن هذا الدين دين الله عز وجل، وليس هناك عقبة إلا منك، لذلك ترون مِن الصحابة مَن هم في قمم النسب القريشي؟ ومن الصحابة من هم دخلاء على قريش، فسلمان وبلال وصهيب دخلاء على قريش، ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام؟:
((سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ))
[أخرجه الطبراني في الكبير]
النبي عليه الصلاة والسلام ألغى النسب كله، قال:
((أنا جد كل تقي, ولو كان عبداً حبشياً))
هذا هو الإسلام، وما سوى ذلك جاهلية، فأيُّ إنسان يعتد بنسبه إن لم يكن مستقيماً فلا شأن له ، لكن النسب مع الاستقامة فهو على العين والرأس، تاج يُتوَّج الإنسان به، أما نسب بلا استقامة فكلام فارغ، قال تعالى:
﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾
[سورة المسد الآية: 1]
هذا شعار من يفتخرون بالأنساب دون أن يستقيموا على أمر الله، قال تعالى:
﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾
[سورة المسد الآية: 1]
فأيُّ إنسان يعتد بأسرته، بوسامته، بذكائه، بقومه، بأمته, فهو اعتداد أعمى, إنْ لم يقدم شيئًا يرفعه، فهذا سلوك جاهلي، وتفكير جاهلي، ونمط جاهلي، فعَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، وَعَلَى غُلَامِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ، إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ))
[متفق عليه, أخرجهما البخاري ومسلم في الصحيح عن المعرور بن سويد]
كل إنسان عنصري فهو جاهلي، كل إنسان يحابي إنسانًا لا لأخلاقه، ولا لعلمه، ولكن لنسبه، أو لاتصاله بقومه، أو لعشيرته، أو أسرته, فهو إنسان جاهلي عنصري، لذلك في هذا الدرس ترون أن هذا الصحابي الجليل كان من أطراف المدينة، وادٍ من الوديان التي تصل مكة بالعالم الخارجي .
تعرفون الوديان ممرات إجبارية، فهناك وادٍ يعد ممراً إجبارياً بين مكة والعالم الخارجي، في هذا الوادي الذي اسمه (ودان) كانت تنزل قبيلة غفار، وقد تسألون لماذا في الوادي؟ لأن الوادي مسيل الماء، وفي قعر الوادي قد تتجمع المياه، وقد ينبت الكلأ، لذلك هذه القبيلة، قبيلة غفار كانت تنزل في قعر الوادي الذي يصل مكة بالعالم الخارجي، يعني على الطريق، وكانت غفار قبيلة فقيرة جداً، تعيش من ذلك النزر اليسير الذي تبذله لها القوافل، أيْ تعيش على فتات القوافل .
ربنا سبحانه وتعالى نوَّع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم الغني, ومنهم الفقير، فمنهم القريب, ومنهم البعيد، ومنهم الحضري, ومنهم البدوي، ومنهم الذكي, ومنهم الأقل ذكاءً، ومنهم ذو العشيرة, ومنهم من كان دخيلاً على مكة .
من هو أبو ذر الغفاري, وما هي الميزات التي كان يتمتع بها, وعلام يبحث ؟
كان جندب بن جنادة المكنى بأبي ذر واحداً من أبناء هذه قبيلة غفار, وكان واحداً من هذه القبيلة التي تعيش في ذلك المكان، وعلى فتات القوافل، أو على قطع الطريق .
الإسلام أيها الأخوة, يصبغ الإنسان، وكنت أقول هذه الكلمة: لا يمكن أن يُضاف إلى كلمة مؤمن كلمة أخرى، فأي كلمة تضاف إلى المؤمن كلمة باطلة، لأن الإيمان يصبغ نفسية الإنسان بصبغة الكمال، قال تعالى:
﴿صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ﴾
[سورة البقرة الآية: 138]
لكن هذا الصحابي الجليل كان يمتاز بجرأة القلب، ورجاحة العقل، وبُعْدِ النظر .
اليوم زارني إنسان يتمتع بقدرات فكرية عالية جداً، قلت له: إنّ النبي عليه الصلاة والسلام عجب لا من إسلام خالد، ولكن عجب من تأخر إسلام خالد، قال له:
((عجبت لك يا خالد! أرى لك فكراً))
معناها الإسلام متوافق توافقاً تاماً مع العقل، كل من كان له عقل راجح يجب أن يستسلم لله عز وجل، هذا التلازم بين العقل الراجح وبين التدين، هذا تلازم ضروري، وتلازم ثابت وحتمي، فالنبي لما رأى سيدنا خالدًا، وقد أسلم قبل عام الفتح بقليل، قال له:
((عجبت لك يا خالد! أرى لك فكراً))
إذاً: سيدنا أبو ذر كان يمتاز بجرأة القلب، ورجاحة العقل، وبُعْدِ النظر، وفطرته كانت تأبى أن يعبد الأصنام، كان يضيق أشد الضيق بهذه الأوثان التي تُعبد من دون الله، ويستنكر على قومه، يستنكر فساد دينهم، وتفاهة معتقدهم .
كان عندنا درس للدعاة يوم السبت، فأحد أخواننا الكرام ألقى محاضرة مِن مقرر تاريخ الأديان، وفي هذه المحاضرة حديث عن الديانات في الهند، وقرأ لنا مقتطفات من قول رجل راجح العقل هناك، وله مكانة كبيرة جداً، يفضل البقرة على أمه، ويرى أن هذه البقرة يجب أن تُعبد من دون الله .
فالإنسان حين يرى تفاهة عقل الآخرين، فذاك الرجل له عقل راجح، والدليل وصل إلى قمة المجتمع الهندي، ومع ذلك حين تحدث عن دينه الهندوسي، وتحدث عن البقرة، وكيف أنها أفضل من أمه, وقال: هو يرضع من أمه سنتين فقط ، لكنه يشرب الحليب من البقرة طوال حياته ، إذاً: البقرة أفضل من أمه؟ هذا ما سمعناه منقول بنصه الحرفي .
فكان أبو ذر رضي الله عنه يضيق أشد الضيق بقومه، ويتطلع إلى ظهور نبي جديد، يملأ على الناس عقولهم وأفئدتهم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور .
ما هو الغرض الذي أرسل به أبو ذر أخاه أنيس إلى مكة ؟
أيها الأخوة, الإنسان قد يبحث بهذا المجلس أو بذاك، بهذا المكان أو بغيره، ثم يقول لك: ما ارتويت، عندي فراغ ما مُلِئ، عندي حاجة عقلية ما ارتوت، عندي تطلع ما وجدته، إلى أن يهديه الله إلى جهة يرتاح لها تسد فراغ عقله، وتسد حاجة نفسه .
سيدنا أبو ذر كان عنده فراغ، كان عنده بحث دائم، ثم تناهت إلى أبي ذر وهو في باديته أخبارُ النبي عليه الصلاة والسلام الذي ظهر في مكة، وقال لأخيه أنيس:
((انطلق إلى مكة ، وقِفْ على أخبار هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، وأنه يأتيه وحي من السماء، واسمع شيئاً من قوله واحمله إلي .
ذهب أنيس إلى مكة، والتقى بالنبي صلوات الله وسلامه عليه، وسمع منه، ثم عاد إلى البادية، فتلقاه أبو ذر باللهفة، وسأله عن أخبار النبي الجديد بشغف, فقال: لقد رأيت واللهِ رجلاً يدعو إلى مكارم الأخلاق، ويقول كلامًا ما هو بالشعر, فقال: وماذا يقول الناس عنه؟, قال: يقولون: ساحر، وكاهن، وشاعر, فقال أبو ذر: والله ما شفيت لي غليلاً، ولا قضيت لي حاجة ، فهل أنت كافٍ عيالي حتى انطلق فأنظر في أمره؟ قال: نعم، ولكن كنْ من أهل مكة على حذر, لأن الرجل مُحارَب هناك، فإذا علموا أنك جئته ربما قتلوك))
إليكم قصة إسلام أبي ذر الغفاري :
أيها الأخوة, فتزود أبو ذر لنفسه، وحمل معه قربة ماء صغيرة، واتجه من غده إلى مكة يريد لقاء النبي عليه الصلاة والسلام، والوقوف على خبره بنفسه .
بلغ أبو ذر مكة المكرمة، وهو متوجس خيفة من أهلها، فقد تناهت إليه أخبار غضبة قريش لآلهتهم، وتنكيلهم بكل من تحدثه نفسه باتباع محمد، لذا كره أن يسأل أحداً عن محمد، لأنه ما كان يدري أيكون هذا المسؤول من شيعته أم من عدوه؟ لا يعرف .
لما أقبل الليل اضطجع في المسجد، فمر به رجل هو سيدنا علي بن أبي طالب، فعرف أنه غريب، فقال:
((هلم إلينا أيها الرجل، فمضى معه، وبات ليلته عنده، وفي الصباح حمل قربته ومزوده، وعاد إلى المسجد دون أن يسأل أحدًا عن شيء .

-أحياناً أيها الأخوة, قد يوجه الإنسان أسئلة محرجة، كأنْ يمشي مع شخص، يقول له: أراك هنا، أين ذاهب؟ لا تحرجه، ربما لا يحب أن يقول: أين هو ذاهب؟ فكل إنسان يكثر الأسئلة، يضيق على صاحبه-
ثم قضى أبو ذر يومه الثاني دون أن يتعرف إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أمسى أخذ مضجعه من المسجد، فمر به علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له: أما آن للرجل أن يعرف منزله؟ ثم اصطحبه معه فبات عنده ليلته الثانية، ولم يسأل أحدٌ منهما صاحبه عن شيء, فلما كانت الليلة الثالثة، قال علي لصاحبه: ألا تحدثني عما أقدمك إلى مكة؟ فقال أبو ذر: إن أعطيتني ميثاقاً أن ترشدني إلى ما أطلب فعلت، فأعطاه عليٌّ ما أراد من ميثاق, فقال أبو ذر: لقد قصدت مكة من أماكن بعيدة أبتغي لقاء النبي الجديد، وسماع شيء مما يقوله, فانفرجت أسارير سيدنا علي، وقال: والله إنه لرسول الله حقاً,-هذه على حد قوله تعالى:
﴿ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى﴾
[سورة طه الآية: 40]
هذه اللقاءات العابرة، اللقاءات التي يظن أنها صدفة، فليست هي صدفة، ولكنها بقدر, قال تعالى:
﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾
[سورة الأنفال الآية: 17]
﴿ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى﴾
[سورة طه الآية: 40]
فالله عز وجل علم صدقه، فجمعه بصاحبي جليل، ابن عم النبي عليه الصلاة والسلام-
قال: والله إنه لرسول الله حقاً, وإنه وإنه وإنه, وحدثه عن النبي، فإذا أصبحنا فاتبعني حيثما سرت, قال له: سر ورائي، فإن رأيت شيئاً أخافه عليك، وقفتُ كأني أريق الماء
- اتفقوا على إشارة - فانتبه وارجع، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل معي، فلم يقر لأبي ذر مضجعه طوال ليلته شوقاً إلى النبي ورؤيته، ولهفة إلى استماع شيء مما يوحى إليه .
وفي الصباح مضى عليٌّ بضيفه إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومضى أبو ذر وراءه يقفو أثره، وهو لا يلوي على شيء، حتى دخلا على النبي صلى الله عليه وسلم .
-يقولون: إنّ أول صحابي سلَّم على النبي بسلام الإسلام هو أبو ذر الغفاري، أما كان راجح العقل؟ بلى- حينما رأى النبي صلى الله عليه وسلم, قال: السلام عليك يا سول الله .
-لنا هنا كلام جميل، فحين يتكلم الإنسانُ فإمّا أنْ يعلو أو يسقط، قال زهير بن أبي سلمى في معلقته:
وكائِنْ ترَى مِنْ صَامِتٍ لكَ مُعجِبٍ زِيادَتُهُ أوْ نَقصُهُ فِي التّكَلُّـــمِ
سيدنا عمر كان مرةً ماشيًا في الطريق، فقال: السلام عليكم يا أهل الضوء, ولم يَقُلْ: السلام عليكم يا أصحاب النار, يعني اللغة شيء ثمين، مرة منشئ الأخبار صاغ الخبر التالي: يُسمح باستيراد العلف للمواطنين، هذا غير صحيح، يجب أن يقول يُسمح للمواطنين باستيراد العلف- .
فقال عليه الصلاة والسلام: وعليك سلام الله ورحمته وبركاته, -فعندما تقول: السلام عليكم ، يعني أنني إنسان خيَّر فلا تخف مني، الإنسان عليه أن يكثر السلام، حتى إذا دخل على أهل بيته، حتى إذا دخل إلى محل ما فليبدأ بالسلام- .
كان أبو ذر أول من حيَّا الرسول بتحية الإسلام، ثم شاعت وعمَّت بعد ذلك .
أقبل النبي عليه الصلاة والسلام على أبي ذر يدعوه إلى الإسلام، ويقرأ عليه القرآن، فما لبث أن أعلن كلمة الحق، ودخل في الدين الجديد قبل أن يبرح مكانه، فكان رابع ثلاثة أسلموا أو خامس أربعة))
بعض الصحابة يقولون: كنت في وقت وأنا ثلث الإسلام، الثلث أي سبقه اثنان، الآن أنت كم سبقكم من واحد؟ ألف ومائتا مليون، أنت واحد على ألف مليون ومائتي مليون، سيدنا أبو ذر واحد على أربعة، يعني حينما دخل في الإسلام كان رابع خمسة أو ثالث أربعة .
ماذا فعلت قريش حينما علمت بإسلام أبي ذر, وكيف نجى من القتل, وبماذا أمره النبي ؟
قال أبو ذر:
((أقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فعلمني الإسلام، وأقرأني شيئاً من القرآن، ثم قال لي: لا تخبر بإسلامك أحداً في مكة، فإني أخاف عليك أن يقتلوك, فقلت: والذي نفسي بيده لا أبرح مكة حتى آتي المسجد، وأصرخ بدعوة الحق بين ظهراني قريش، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
-الحقيقة التفسير سهل، من شدة انبهاره بالدعوة، من شدة سعادته بالإسلام، فهل من المعقول أنّ في الناس مَن لا يعرف الإسلام؟ فتطوع أن يخرج إليهم، وأن يصرخ في وجههم بكلمة الحق, مع أنّ النبي نصحه ألاّ يفعل- .
قال: فجئت المسجد، وقريش جلوس يتحدثون، فتوسطتهم، وناديت بأعلى صوتي، يا معشر قريش، إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، فما كادت كلماتي تلامس آذان القوم حتى ذعروا جميعاً، وهبوا من مجالسهم، وقالوا: عليكم بهذا الصابئ، وقاموا إليَّ، وجعلوا يضربونني لأموت، فأدركني العباس بن عبد المطلب عمُّ النبي صلى الله عليه وسلم، وأكب عليَّ ليحميني منهم، ثم أقبل عليهم، وقال: ويلكم, ويلكم، أتقتلون رجلاً من غفار، وممر قوافلكم عليهم؟ انتبهوا .
-انظر إلى الذكاء، لو قال: أتقتلون إنسانًا مؤمنًا لقتلوه، فهمْ يريدون قتله، لكنّهم خاطبهم بلغتهم، أحياناً الإنسان يُوفق ويخاطب الآخرين باللغة التي يفهمونها، ليس بحكيم من خاطب أناساً بلغة لا يفهمونها، أحياناً تخاطب إنسانًا قويًا، وتقول: والله يجب أن تفعل هكذا، ألاَ تخاف اللهَ، يظن الإنسان العاقل أنَّ أعظم شيء أن يخاف الإنسانُ من الله، فالمتغطرس لا يخاف الله إطلاقاً، فكل إنسان يجب أن يُخاطَب بلغة يفهمها، وهذه من الحكمة- .
قال: ولما أفقت من غيبوبتي بعد أن ضُربت ضرباً مبرحاً، جئت النبي عليه الصلاة والسلام، فلما رأى ما بي قال: يا أبا ذر, ألم أنهك عن إعلان إسلامك؟ فقلت: يا رسول الله, كانت حاجة في نفسي فقضيتها, فقال: الحقْ بقومك، وأخبرهم بما رأيت وما سمعت، وادعُهم إلى الله، لعل الله ينفعهم بك، ويأجرك فيهم, قال: فإذا بلغك أني ظهرت فتعال إلي))
ما معنى ظهرت؟ يعني نصرني الله، الآن النبي مستضعف متخف .
هل استجابت قبيلة أبي ذر إلى دعوته, ومتى أقام بالمدينة, ومتى فارقها, وأين أقام ؟
قال أبو ذر:
((فانطلقت حتى أتيت منازل قومي، فلقيني أخي أنيس، فقال: ما صنعت؟ قلت: لقد أسلمتُ وصدَّقتُ, فما لبث أن شرح الله صدره، وقال: مالي رغبة عن دينك، فإني قد أسلمت وصدقت أيضاً, ثم أتينا أمَّنا فدعوناها للإسلام، -والمرأة لها قيمة وشأن، فهي أمٌّ, وزوجة- فقالت: مالي رغبة عن دينكما، وأسلمتْ أيضاً .
منذ ذلك اليوم انطلقت الأسرة المؤمنة تدعو إلى الله، لا تكلُّ عن ذلك، ولا تملّ منه، حتى أسلم من غفار خلق كثير، وأقيمت الصلاة فيهم, -ما معنى قوله تعالى؟:
﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً﴾
[سورة النحل الآية: 120]
أنت ممكن أن تكون أمة، إذا كان عند الإنسان صدق شديد، ودعا إلى الله يصبح وحده أمةً-.
أيها الأخوة, لكنّ فريقًا منهم, قال: نبقى على ديننا، حتى إذا قدم النبيُّ المدينة أسلمنا، فلما قدم النبي المدينة أسلموا- فعَنِ ابْنِ عُمَرَ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا ، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ، وَعُصَيَّةُ عَصَتْ اللَّهَ))
[أخرجه مسلم في الصحيح عن ابن عمر]
وقبيلة أخرى أسلمتْ .
أقام أبو ذر في باديته حتى مضت بدرٌ وأحدٌ والخندقُ، ثم قدم إلى المدينة، وانقطع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستأذنه أن يقوم في خدمته، فأذن له، ونَعِمَ بصحبته، وسَعِدَ بخدمته، وظلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤثره ويكرمه، فما لقيه مرةً إلا صافحة، وهشَّ في وجهه وبشَّ .
لما لحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى لم يُطِق أبو ذر صبراً على الإقامة في المدينة، بعد أن خلت من سيدها، وأقفرت من هدي مجلسه، فرحل إلى بادية الشام، وأقام فيها مدة خلافة الصديق والفاروق رضي الله عنهم جميعا .
وفي خلافة عثمان نزل في دمشق، فرأى من إقبال المسلمين على الدنيا وانغماسهم في الترف ما أذهله، ودفعه إلى استنكار ذلك، فاستدعاه عثمان إلى المدينة، فقدم إليها، لكن ما لبث أن ضاق برغبة الناس في الدنيا، وضاق الناس بشدته عليهم، وتنديده بهم، فأمره عثمان بالانتقال إلى الربذة، وهي قرية صغيرة من قرى المدينة، فرحل إليها، وأقام فيها بعيداً عن الناس، زاهداً بما في أيديهم من عرض الدنيا، مستمسكاً بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه من إيثار الباقية على الفانية))
إليكم زهده في الدنيا :
دخل عليه رجلٌ ذات مرة، فجعل يقلب الطرف في بيته، فلم يجد فيه متاعاً، فقال:
((يا أبا ذر, أين متاعكم؟ فقال: لنا بيت هناك، نرسل إليه صالح متاعنا، ففهم الرجل مراده، -أنّه يعني الدار الآخرة- وقال: ولكن لا بد لك من متاع ما دمت في هذه الدار، فأجاب: ولكن صاحب المنزل لا يدعنا فيه))
بعث إليه أمير الشام بثلاثمئة دينار، وقال له:
((استعن بها على قضاء حاجتك، فردها إليه ، وقال: أما وجد أمير الشام عبداً لله أهون عليه مني))
وفي السنة الثالثة والثلاثين للهجرة استأثرت يد المنون بالعابد الزاهد، الذي قال فيه النبي صلوات الله عليه:
((مَا أَظَلَّتْ الْخَضْرَاءُ, وَلَا أَقَلَّتْ الْغَبْرَاءُ, -الغبراء الأرض، والخضراء السماء - مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ, وَلَا أَوْفَى مِنْ أَبِي ذَرٍّ شِبْهِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام))
[أخرجه الترمذي في سننه]
يعني أصدق مع ربه، وأصدق في طلب الحق، وأصدق في الزهد في الدنيا .
مغزى القصة :
أردت من هذه القصة ذكرَ إنسان يعيش في وادٍ منقطع، وتعيش قبيلته على قطع الطريق أحياناً، وعلى فتات القوافل أحياناً، يصبح سيدنا، ويصبح صحابياً جليلاً، ويصبح في أعلى قمم التقوى والصلاح .
مرةً ثانية، أيّ وضع أنت فيه؟ من أي انتماء أنت؟ من أي عرق كنت؟ من أي لون؟ من أي طبيعة؟ من أي مستوى؟ من أي أصل؟ لا شيء في الأرض يمنعك من أن تكون مؤمناً وبطلاً قريباً من الحق .
والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ابو ذر الغفاري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سيدنا أبو ذر الغفاري
»  قصة الصحابي أبو ذر الغفاري فيديو ومكتوبة
» أبو ذر الغفاري "زعيم المعارضة وعدو الثروات"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑ السيرة النبويه العطره- الاحاديث الشريفة -قصص اسلامى -قصص الانبياء(Biography of the Prophet)๑۩۞۩๑-
انتقل الى: