منتدي المركز الدولى


حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي 1110
حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي 1110
حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

 حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بسمة الامل
مراقبة
مراقبة
بسمة الامل


عدد المساهمات : 70
تاريخ التسجيل : 07/02/2013

حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي Empty
مُساهمةموضوع: حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي   حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي Icon_minitime1الخميس 11 أكتوبر - 19:08


حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي
حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي
حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي
حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي

حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي 004510

حكام المسلمين فى أغلب العصور يُعدون أضعف المسلمين إيمانا، وأشرههم نفوسا وأزهدهم فى مرضاة الله.

حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي Aoy-aa10

وإذا استثنينا الخلافة الراشدة ونفرا يعدون على الأصابع ممن اقتفوا آثارها واقتبسوا أنوارها فإن الكثرة الباقية تكون سلسلة من المآسى التى ضاعت فى غمرتها حقوق الله والناس.

وعندما ننظر خلفنا- بعد أربعة عشرة قرنا من الهجرة- نجد ثلاثة أسر كبيرة حكمت هذا التاريخ المديد : أمية، العباس، عثمان.

من هذه الأسر الثلاث برز أغلب ملوك المسلمين، ودانت لهم الجماهير فى المشارق والمغارب، وهناك أسر أخرى أصغر شأنا ظهرت هنا وهناك حاكت الأسر الأخرى المحظوظة من أموية وعباسية وعثمانية، وطبقت أسلوبها فى حكم الدنيا والدين.

ولا نعرف من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سندا لهذا الإقطاع السياسى الرهيب..

ولا ندرى لم امتد فى آفاق الإسلام هذا الدخان الخانق الكئيب؟!

لكن الذى ندريه جيدا أن أمر المسلمين شورى، وأنه ليس لأحد أن يفتات عليهم، أو يستبد بهم، وأن الشعوب تختار أكفأ رجل فيها لتلقى إليه زمامها، وأنها تسائله عما اؤتمن عليه، وتقصيه أو تدنيه وفق سيرته فيها.

لكن أبناء هذه الأسر ملكوا فقل فيهم القوى الأمين. وكثر فيهم الفجرة الخونة، وكانت مقاليد الأمور تصل إليهم ميراثا مقررا.

وكما يرث المرء عن أبيه ضيعة أو مالا أو أنعاما يرث هؤلاء الشعوب الكثيفة بما فيها من خواص وعوام، وعباقرة وطغام..

وأول من ابتدع هذه البدع وغرس شجرتها المشئومة معاوية بن أبى سفيان.

وإذا كان الأولون قد تلقوا هذه البدعة بالمقاومة الضعيفة، وإذا كان هناك من قبلها إغماض وترخص، فإن ما نشأ عنها على مر الزمن من رذائل وآثام يكشف جسامة شرها وفداحة أثرها.

ولا ريب أنه كان هناك فى السلف الأول من رفض هذا الانحراف وقرر محاربته بل يمكن القول بأن جمهرة المسلمين كانت ضد هذا التحول فى طريقة حكمها!! لكنها كانت مهزوزة العزيمة كاسفة البال بعد هزيمة صفين، وانتهز المبطلون هذا الانهيار النفسى السائد فمضوا فى طريقهم يعبثون بمقدرات أمة ومستقبل رسالة..

إن الإسلام ليس مجموعة من الوصايا الخلقية والعبادات الشخصية وانتهى الأمر.. إنه نظام شامل للتحرر السياسى والعدل الاجتماعى، وضمان وثيق لحقوق الإنسان وكرامات الأمم.

وإذا كان الصلاح النفسى حجر الزاوية فى كل دين فإن الإسلام ينشئ هذا الصلاح إنشاء عن طريق خلق البيئة الفاضلة..

والحكم فى نظر الإسلام أداة مهمة من أدوات هذا التكوين العام فإذا نسى وظيفته أو فرط فيها كان مصدر خلل هائل فى الكيان الإسلامى كله.. وإذا تنكر للإسلام أو تمرد على حدوده أمسى سرطانا يغتال اليوم والغد..

وإنى لأعتبر هوان المسلمين فى هذا العصر هو النتيجة الحتم لفساد الحكم فى بلادهم من زمن بعيد.

وأظن الحسين بن على كان يحس الأخطار على حاضر الإسلام ومستقبله متمثلا فى الطريقة التى ملك بها يزيد أزمة الحكم، والطريقة التى يصرف بها شئون الناس.

وإنه لأمر مستكره أن يكون على قمة السلطة فى بلاد الإسلام شاب ماجن خليع.

والأمة الإسلامية تفقد أجل خصائصها عندما تسكت على هذا الوضع بل إنها ما تستحق أن تبقى مع استقراره..

فكانت ثورة الحسين عليه حركة يثبت بها الإيمان وجوده، ويجدد بها حياته، ويرضى بها ربه!!

بل إن هذه الحركة لم يكن منها بد لإعطاء المثل الرفيعة طاقة تسير بها بعدما كادت تقف .

وكأن أولى الألباب يتفقون على أن مقاومة يزيد دين، ولكنهم يريدون أن تكون خطة الثورة ذكية بقدر ما هى جريئة وإلا فإن الحاكم المستبد سيشرد برجالها من خلفهم ومن هنا يلوم أكثر النقاد الحسين بن على رضى الله عنه فى مخرجه أيام يزيد وتعرضه وأهل بيته للحتوف، على غير خطة حكيمة، أو حيلة ناجحة، أو قوة مساندة؟

ولم يختلف جلة المؤرخين على أن يزيد كان حاكما فاشلا، وأن طريقة استخلافه على المسلمين بعيدة عن تعاليم الإسلام. وأن مدته القليلة حفلت بحوادث مشئومة..!!

ولم يختلفوا كذلك فى أنه كان هناك رجال أحق منه بالخلافة وأقدر على تولى شئون المسلمين، وأرضى لله فى خلقهم وعملهم.

منهم- أو فى طليعتهم- الحسين بن على سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم..

ومع هذه الكراهية ليزيد فإن المعارضين لحكمه لم يجمعهم نظام دقيق، ولم تتخذ ثورتهم عليه منهجا واضحا موحدا...!

كان العامة يكتفون بالسخط المجرد، السخط الذى يتجاوز الفؤاد أحيانا إلى اللسان، كلمة نابية، تقال فى الخلاء...!!

وكان الخاصة يرقبون المستقبل، وعواطفهم موزعة.

إنهم يدركون أن الخليفة الضعيف سيضطرب الأمر فى يده ويفلت الزمام منه. فمن يا ترى ينهض من بعده بالعبء ويلى هذه الأمة؟

وليس بمستغرب أن يرشح نفر كثير أنفسهم لهذا المنصب، لقد تولاه من هو دونهم فكيف يبعد عنهم أو يستكثر عليهم؟؟

وهذه السلبية فى تفكير العامة والخاصة جميعا مكنت يزيد أن يبقى فى الخلافة حتى يفارقها بالموت وحده...

ولو طال أجله لطالت خلافته.

ولم لا تطول ومن حوله أعوان يجتمعون عليه بقوة؟ وتغريهم حلاوة الدنيا فى ظله فيتحدون خصومه بعنف..؟

إن المعارضة المفككة المرتبكة لا تلبث أن تضمحل أمام دولة موطدة الأركان محشودة الأعوان. نعم!

ولو كانت المعارضة أكثر أنصارا وأدنى إلى الرشاد.

وذاك سبب الفشل الذى لحق الثورات ضد يزيد، قال ابن كثير: قدم عبد الله بن عمر المدينة فأخبر أن الحسين بن على قد توجه إلى العراق، فلحقه على مسير ليلتين أو ثلاث.

قال: أين تريد؟ قال: العراق- ومعه طوامير وكتب- فقال: لا تأتهم! فقال: هذه كتبهم وبيعتهم!.

فقال: إن الله خير نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا. وإنكم بضعة من رسول الله، والله لا يليها أحد منكم أبدا، وما صرفها عنكم إلى الذى هو خير منكم فارجعوا.

فأبى وقال هذه كتبهم وبيعتهم! فاعتنقه ابن عمر وقال: أستودعك الله من قتيل!!

قال ابن كثير: وقد وقع ما فهمه ابن عمر من أنه لم يل أحد من أهل البيت الخلافة على سبيل الاستقلال ويتم له الأمر. وقد قال ذلك عثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب. إنه لا يلى أحد من أهل البيت أبدا.

وأما الخلفاء الفاطميون بمصر فإن أكثر العلماء على أنهم أدعياء...

وعلىَّ ليس من أهل البيت، ومع هذا لم يتم له الأمر كما تم للخلفاء الثلاثة قبله ولا اتسعت يده فى البلاد كلها، بل تنكدت عليه الأمور.

* * * *

ونحن نوافق ابن عمر فيما ذهب إليه ونخالفه فى العلة التى ارتآها.

إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ آثر الآخرة على الدنيا حقا. وآله الذين هم بضعة منه يريد الله لهم ذلك، ويغلبهم على رغباتهم فيها (...إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).

لكن هل ولاية أمور المسلمين دنيا يذاد الصالحون عنها؟

لقد جاء فى الحديث أن أول السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة " إمام عادل " وجاء أن أول أهل الجنة الثلاثة " ذو سلطان مقسط موفق ".

فإمامة المسلمين فى الحكم- كإمامتهم فى الصلاة- عبادة محضة.

وما يستطيعه المصلحون إذا حكموا أجدى على دين الله ودنيا الناس ألف مرة مما يستطيعه الصالحون إذا اعتزلوا .

بل إن فساد الحياة ومثلها العليا يرجع أول ما يرجع إلى أن نفرا من الطغاة أمكنتهم الأيام من أن يحكموا الأرض آمادا طويلة فقلبوا الحقائق فى أفهام الناس وأوهامهم، وجعلوا سوق الرذائل نافقة، وتجارة الآخرة كاسدة.

فكيف يُؤخر الأتقياء عن الحكم ليتولاه الفجرة؟.

إننا- لذلك- نخالف ابن عمر فى فهمه، ونحسب أن الخلافة صُرفت عن آل البيت لحكمة أخرى.

إن الزعامة أولا ليست مما تنقله الوراثة، وكم من سلالات باعدت بينها وبين الأصل فروق ضخمة فى الخصائص والمواهب.

وربما ظهر فى بيوت المسلمين العامة من يعد أرحب ذكاء وأوسع باعا وأصدق إيمانا وإخلاصا من رجال انحدروا من أصلاب أنبياء...

وما كان صلاح الأب ضمانا لصلاح ذريته إلى قيام الساعة.

ومع هذا فقد يظهر فى أولاد العظماء من يحاكون نبوغهم ويجددون فى الحياة امتيازهم.

والرجال الذين يضمون إلى كفايتهم الخاصة عراقة الأصل يتمتعون بنفوذ مضاعف ومكانة مرموقة.

وتلك منح لا تتاح لكل أحد.

إن قليلا من الناس يجمع بين الذكاء والجمال، والغنى والعلم، والقوة والحلم، والدين والدنيا.

وقد كان الحسين بن على سيدا ابن سيد، ورجولته ـ بغض النظر عن نسبه ـ تستثير الإعجاب.

وقد فشل فى إسقاط يزيد، وأخذ السلطة منه، وكأن الأقدار صنعت خيرا له ولأهل بيته من حيث لا يحتسب .

نعم، لأن الحاكم بشر يخطئ ويصيب، ومكانته من تملك السلطة وتصريف الأمور توجب على الأمة وضعه تحت رقابة دائمة، فإذا أخطأ قومته وإذا اعوج أصلحته.

وعندما يكون الحاكم مبتوت الصلة بنسب مهيب تكون الأمة على تقويمه أجرأ، وعلى الثورة عليه ـ إذا جار ـ أسرع وأقطع.

أما إذا أخطأ ـ وهو يقول : أنا ابن النبى ـ فإن الخطأ سوف يغتفر له، بل سوف يتأول له.

وعندئذ يتحول الغلط إلى شرع..!

وإذا افترضنا أن هذا الخطأ وجد من يصر على محوه، فلن تتم إزالته حتى يزول معه جزء من هيبة الحاكم. وبالتالى من قداسة النسب الذى يعتز به. وقد يتأدى ذلك إلى غضاضة فى النفوس نحو حق الرسول الذى ينتسب إليه...

إن ملوك بنى أمية لما أخطأوا لُعنوا وتنادى المسلمين عليهم من كل جانب حتى أسقطوا دولتهم، وما كان ذلك يحدث لو تولى الأمر أهل البيت...

ولما يعلمه النهازون والدجالون من محبة المسلمين لنبيهم وبيته اصطنعوا أنسابا يمتون بها إليه. وأقاموا حكامات كانت ـ بسيرتها المخرفة ـ وبالا على الإسلام وأهله.

وتاريخنا السابق واللاحق يحكى أنباء أسر انتحلت الشرف ـ والشرف هو بالنسبة إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالتوالد (!)- وباسم هذا الشرف المكذوب ألحقت بالأمة الإسلامية من الأذى ما تزال تترنح منه حتى الساعة...

لقد أصاب ابن عمر فى قوله للحسين : والله لا يليها أحد منكم أبدا.

لقد صرف الله الحكم بخيره وشره عن آل محمد ليسوى الناس شئونهم بأنفسهم، ويحلون مشكلاتهم ـ مع حكامهم ـ بأيديهم، باللطف أو بالعنف، باللسان أو بالسنان.

وخير لآل محمد أن تسبغ عليهم مشاعر العطف وهم مظلومون من أن تتبعهم مشاعر الحقد، وهم حكام جبارون...

* * * *

بيد أن حسينا هاجته رسائل أهل العراق وهم يستقدمونه ليجعلوا الأمر له، إنه أهل للسيادة بنفسه وبنسبه، وها هى ذى الجموع تدعوه فكيف يتأخر؟.

ويروى أن ابن عباس جاءه ناصحا، قال: يا ابن العم إنه قد أرجف الناس أنك سائر إلى العراق، فبين لى ما أنت صانع.

فقال: إنى أجمعت السير فى أحد يومى هذين إن شاء الله.

فقال له عبد الله: أخبرنى إن كانوا قد دعوك بعد ما قتلوا أميرهم ونفوا عدوهم وضبطوا بلادهم فسر إليهم .

وإن كان أميرهم حيا، وهو مقيم عليهم قاهر لهم. وعماله تجبى بلادهم فإنهم إنما دعوك للفتنة والقتال. ولا آمن عليك أن يستفزوا عليك الناس ـ بحكم ما فى أيديهم من سلطة ـ فيكون الذين دعوك أشد الناس عليك.

فقال الحسين: إنى أستخير الله وأنظر ما يكون.

ورجع عبد الله وهو متوجس من مسلك الحسين، ثم غلبته محبته له فعاد إليه يكرر نصحه.

فقال له الحسين: يا ابن عم، والله إنى لأعلم أنك ناصح شفيق. ولكنى قد أزمعت السير.

فقال له: إن كنت لا بد سائرا فلا تسر بأولادك ونسائك. فوالله إنى لخائف أن تقتل كما قتل عثمان. ونساؤه وولده ينظرون إليه.

ثم قال عبد الله : والله الذى لا إله إلا هو لو أعلم أنى إذا أخذت بشعرك وناصيتك حتى يجتمع على وعليك الناس أطعتنى وأقمت، لفعلت ذلك...

ويروى المؤرخون أن عبد الله بن الزبير شجع حسينا على الخروج وزين له الثورة على يزيد، وملأ فؤاده ثقة بأنصاره فى العراق وكثرتهم.

ويزعم أولئك المؤرخون أن عبد الله كان غاشا فى هذه النصيحة وأنه إنما رغب فى أن يخلو له الجو فى الحجاز حتى تنعقد له إمارته وحده.

وهو يوقن بأن الحسين سيهلك فى هذه الرحلة المشئومة.

وهذا كلام مستبعد، لأن عبد الله بن الزبير أتقى لله وأعرق فى الإسلام من أن يقترف هذه الدنية.

والحق أن هؤلاء الصحابة كرهوا ولاية يزيد أول ما جاء، وتربصوا به الدوائر.

إلا أنهم لم يرسموا خطة بينة فى إنقاذ الأمة من بدعته وحمايتها حاضرا ومستقبلا من جريرته.

وطبيعى أن ينظر كل منهم إلى يزيد نظرة دخيل على الخلافة، وأن يتمنى لو كان فى مكانه هذا من هو أفضل منه.

وعبد الله بن الزبير لا يرى بأسا فى أن يتقدم الحسين لاسترداد الخلافة من يزيد. فهو ـ فى نظره ـ مؤيد بشيعة تعينه على بلوغه غايته .

نعم إن خطة الحسين كانت مجازفة، لا أثر فيها لحسن السياسة.

غير أن ابن الزبير ـ وإن كان أدهى من الحسين ـ لم يرزق طول الباع فى سياسة الأمور، وسواء كان حاكما أو معارضا..

تلمس فى سلوكه مع قائد جيوش يزيد عندما وردت أخبار وفاته..

فقد رأى هذا القائد أن يفاتح عبد الله بن الزبير فى التعاون معه والبيعة له، فأبى عبد الله أن يسمع منه !

ولو أصغى لدانت الشام له..

وخلا الجو لابن الزبير ـ بعد ـ ودخلت أغلب أقطار الإسلام فى حوزته.

ومع ذلك فإن طريقته فى تصريف الأمور جعلت الدولة تذهب منه.

فما زال سلطانه ينكمش، حتى قتله الحجاج وصلبه فى عاصمة ملكه المدبر...

فعبد الله لم يغش الحسين حين زين له الذهاب إلى مصرعه بالعراق.

وإنما كان يصدر عن طبيعته فى فهم الأحوال العامة وأسلوب معالجتها.

ونحن نؤكد أن عدم التقاء الصحابة الأكفاء على زعامة واحدة ومنهاج مشترك، يتعاونون جميعا على تحقيقه وجمع الجماهير عليه.. وهو الذى أتاح للملك الأموى فرصا أطول للبقاء والرسوخ.

* * * *

لم يستجب الحسين لنداء المشفقين على مصيره، وخرج مع أسرته شطر العراق، ليلقى أنصاره الذين ينتظرونه بالأشواق..!!

ويقول الحسين ـ مسليا نفسه مما قد يجد من روع ـ لأن أقتل فى مكان كذا وكذا، أحب إلى من أن أقتل بمكة.

هل كان الحسين يخشى على حياته وهو يقيم فى الحرم، مسالما الحكومة الغالبة؟ من الرواة من يقول ذلك. فعن عوانة بن الحكم أن الحسين قال لعبد الله بن الزبير : والله لأن أقتل خارجا من الحرم بشبر أحب إلى من أن أقتل فيه. وأيم الله لو كنت فى جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجونى حتى يقضوا بى حاجتهم، وليعتدن على كما اعتدت اليهود فى السبت..!!

إن الملوك لا يستكثر عليها شىء فى سبيل تدعيم سلطانها.

ولعل الحسين أحس الغدر من قوم أبغضوه أشد البغض، ولهم مع أبيه وشيعته صحائف قانية.

ولأن يموت وهو يبذل جهدا ما فى حرب باطلهم أحب لديه من أن يقع فى أيديهم غنيمة باردة.

وهكذا اقتنع الحسين بضرورة الخروج إلى العراق، وليقع له ما يقع.

روى عنه أنه قال: رأيت رؤيا، فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد أمرت بأمر أنا ماض فيه. فلما سئل عن الرؤيا قال: ما أنا بمحدث عنها حتى ألقى ربى...

ولقى الحسين فى طريقه الفرزدق الشاعر المشهور، فسأله عن أمر الناس وما وراءه، فأجاب الفرزدق : قلوب الناس معك، وسيوفهم مع بنى أمية.

ولكن الحسين مضى لا يلوى على شىء حتى اقترب من الكوفة.

إن الطريق مقفرة ! أين الوفود التى يرجو أن تستقبله؟

أين أصحاب الرسائل الذين كتبوها ألوفا ألوفا؟

أين حملة السلاح الذين انقضوا على الملك العضوض؟

بل أين الحماة الذين يؤنسون الراكب المستوحش؟

لا شىء من ذلك! لقد جاء بدلهم رجال الشرطة يبغون اعتقال الثائر الفريد..

وانطفأت حماسة الحسين بعدما شاهد قبح الغدر به، فقال لقائد الجند الذين أرسلوا لأخذه ومن معه : اختر منى إحدى ثلاث خصال :

إما أن تتركنى أرجع كما جئت.. فإن أبيت هذه فسيرنى إلى يزيد فأضع يدى فى يده فيحكم فى ما يرى.

فإن أبيت هذه فسيرنى إلى الترك فأقاتلهم حتى أموت!.

فكان تعليق عبد الله بن زياد على هذا العرض : الآن إذا علقت مخالبنا به يرجو الخلاص..؟ ولات حين مناص؟ وأبى عليه واحدة من الثلاث .

والحق أن الحسين كان عادلا عاقلا فيما رجاه وأن بطر القوة المنفردة بالحكم هو الذى أملى برفض الطلب الذى يصون هيبة الحاكم ويحفظ كرامة رجل كالحسين له مكانته التى لا شك فيها.

وبديهى أن يتأبى الحسين على ذل الإسار، وأن يستعد للنضال عن شرفه وأن يبوئ عشيرته مقاعد للقتال، حتى يحكم الله بين الفريقين.

روى أن الحسين حين مضى بأصحابه جلسوا يستريحون قليلا، فخفق الحسين خفقة، انتبه على أثرها فزعا، وهو يسترجع ويحمد الله.

فسأله ابنه الأكبر: جعلت فداك! مم استرجعت وحمدت؟

قال الحسين: رأيت فارسا على فرس يقول : القوم يسيرون والمنايا تسرى إليهم. فعلمت- يا بنى- أنها نفوسنا نعيت إلينا.

فقال ابنه: يا أبت، لا أراك الله سوءا، ألسنا على الحق؟

قال: بلى، والذى إليه مرجع العباد .

فقال الغلام: إذا لا نبالى أن نموت محقين.

ودار القتال واستمات الحسين وصحبه فى الدفاع عن أنفسهم حتى كاد جند ابن زياد يفشلون فى النيل منهم على كثرتهم.

لكن ما تجدى الشجاعة والفروسية أمام هذه الأضعاف المضاعفة؟

أخذ فرسان أهل البيت يتساقطون بطلا بعد بطل.

ولبث الحسين ينافح وحده فى معركة لا أمل بها. قال عبد الله بن عمار ـ وهو ممن حاربوا الحسين ـ : حملت عليه بالرمح فانتهيت إليه لأقتله، ثم قلت: ما أصنع بقتله، ليقتله غيرى. فانصرفت غير بعيد، فقاتله رجال عن يمينه وشماله، فحمل عليهم الحسين بقوة حتى تفرقوا، وعليه قميص من خز معتم.

فوالله ما رأيت مسكورا قط ـ مات ولده وأهل بيته وأصحابه ـ أربط جأشا ولا أمضى جنانا ولا أجرأ مقدما منه. ولقد وجدوا ببدنه بعد استشهاده ثلاثا وثلاثين طعنة، وأربعة وثلاثين ضربة كلها فيما أقبل من وجهه وجسمه.

ويروى أن الحسين قال وهو يخوض هذه المعركة، أو هذه المجزرة:

سأمضى، وما بالموت عار على الفتى!.. إذا ما نوى خيرا وجاهد مسلما!
وآسى الرجال الصالحين بنفسه .. وخالف مثبورا وفارق مجرما!
فإن عشت لم أندم، وإن مت لم ألم .. كفى بك ذلا أن تعيش وترغما!!

وبهذا الختام الحالك انتهت مأساة كربلاء.

قتل الذكور كلهم إلا طفلا، وأخذ سائر النسوة أسرى.

ومشى أهل البيت إلى يزيد يجرون قيود الهزيمة والثكل.

وللأمم فترات يتبلد فيها إحساسها، فتطيف الأخبار الهائلة بها، وهى حالمة ساهمة، بين روعة المفاجأة، واستكانة العجز، وخزى الفشل.

وقد سرى موت الحسين فى أرجاء العراق، وبدأت أصداؤه الكئيبة تتردد فى الآفاق ودويه المزعج يطق فى كل فج.

وبين وطأة القوة المنتصرة وتربص الجماهير المحنقة جعل هذا المصرع المؤسف يعمل عمله السريع والبطىء فى نفوس المسلمين.

فكان مثار فتن وقلاقل بقيت تهز كيان الأمة الكبيرة أجيالا متطاولة.

والمؤرخ للعقائد وعملها الحاسم فى توجيه الحياة، يجب أن ينبه إلى أمور : منها أن كل جهد فى محاربة الباطل لا يذهب سدى، وأن التضحيات المبذولة ـ وإن بعدت نتائجها ـ تعمل عملها المتمهل أو المتقطع فى القضاء على الطغيان، وأن صدق النية قلما يضيع أثره عند الله، أو عند الناس.

والجبناء فى حرب المنكر يتعللون لقعودهم بأعذار شتى:

منها أنهم قد يهلكون دون جدوى، ويظل المنكر قائما لا صدع به.

وهذا خطأ . فإن الانتقاض المتجدد عليه يقرب مصيره، إن لم يعجل به..

وقد مات الحسين، وظل مُلك أمية بعده حيا.

إلا أن دمه المسفوك هو الذى قوض الحكم الأموى وألب عليه النفوس، فما زالت تناوشه حتى انهار..

والعاطفة النبيلة ضد الظلم لا تغنى البتة عن الرأى الحصيف والتدبير الحسن. وعندى أن قول الشاعر :

إذا هو ألقى بين عينيه عزمه .. ونكب عن ذكر العواقب جانبا

لا يناقضه قول الآخر :

الرأى قبل شجاعة الشجعان .. هو أول، وهى المحل الثانى

وذلك أن هناك فروضا يعتد بها الفكر المجرد، فلا معدى عن حسابها.

وهناك فروض يظهرها الخوف على العمر، والحرص على المال، فلابد من تنحيتها.

فالشجاعة لا تعنى الحمق واطراح الرأى وتقليب وجوهه. والعقل لا يعنى تجسيم الأوهام، والتشبث بأذيال الحياة على أى لون.

وقد عاش الحسين شجاعا ومات شجاعا.

وربما تسرب الخطأ إلى خطته فى المقاومة، على أن الملابسات التى اكتنفته قد تخفف من لومه، والخطايا التى ارتكبتها الحكومة فى قمعه تبرر سوء الظن بها إلى حد بعيد..

والحسين السيد لا يتوقع منه إلا أن يكون ـ إلى الرمق الأخير ـ بطلا عالى الهمة.

إن أصحاب العقائد عندما يحاط بهم يشبهون النار عندما تنفخ فيها الرياح.

تتحفز مشاعرهم كلها ويجابهون الأخطار ببأس شديد.

وقد قتل قبله بشهور (مسلم بن عقيل) فكان فى دفاعه وتصبره وجلده مثلا للرجولة المبرأة الماجدة.

أحاط سبعون من شرطة ابن زياد بالدار التى لجأ إليها، فلم يشعر مسلم إلا والقوم حوله.

فلما دخلوا عليه قام إلى السيف فأخرجهم من الدار ثلاث مرات.

وأصيبت شفته العليا والسفلي، ثم جعلوا يرمونه بالحجارة، ويلهبون النار فى أطناب القصب، فضاق بهم ذرعا، فخرج بسيفه يقاتلهم.

فأعطاه رجال الشرطة الأمان، فأمكنهم من يده، وجاءوا ببغلة فأركبوه عليها، وسلبوا عنه سيفه فلم يبق يملك لنفسه شيئا.

فبكى عند ذلك وعرف أنه مقتول.

فقال بعض من حوله : إن من يطلب مثل الذى تطلب لا يبكى إذا نزل به هذا..!

فقال: أما والله لست أبكى على نفسى، ولكنى أبكى على الحسين وآل الحسين. إنه قد خرج إليكم اليوم أو أمس من مكة.

وأوصى مسلم من بعث إلى الحسين باسمه يأمره بالرجوع... لكن بعد فوات الأوان .

كان مسلم يريد تنبيه ابن عمه ألا يثق بصدق أنصاره فى العراق، فهم خاذلوه حتما كما تركوه هو، يقتله ابن زياد. ولكن القدر غلب. فتبع مصرع هذا ذاك.

المصدر من كتاب من معالم الحق في كفاحنا الإسلامى الحديث


حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي 001510


عدل سابقا من قبل بسمة الامل في الخميس 11 أكتوبر - 19:10 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بسمة الامل
مراقبة
مراقبة
بسمة الامل


عدد المساهمات : 70
تاريخ التسجيل : 07/02/2013

حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي   حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي Icon_minitime1الخميس 11 أكتوبر - 19:09



حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي Aoy-aa10
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حول مخرج الحسين بقلم الشيخ محمد الغزالي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اقوال الشيخ محمد الغزالي
» قصيدة ثناء فى حق الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى بقلم محمد الشعبانى
» شرح دعاء قنوت الوتر - بقلم فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
» قصيدة رثاء فى وفاة الشيخ محمد أيوب بقلم حامد الرحمن الغامدى
» محمد الغزالي .. إمام الأئمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑نفحات اسلامية ๑۩۞۩๑Islamic Nfhat-
انتقل الى: