آثار مصر المستباحة

آثار مصر المستباحة
آثار مصر المستباحة
آثار مصر المستباحة
استباحة آثار مصر لو اتجسد الاشخاص اللى شاركوا فيها على مر العصور هيبقى المشهد عجيب تخيل عمدة طيبة فى عصر الرعامسة جنبه لصوص ونابشى القبور المصريين القدامى ويظهر فى المشهد قسيس إنجليزى ومغامر ايطالى وملوك ونبلاء أوربيين وبكوات وباشوات وأباطرة كل دول لو اترسملهم بورتريه وهما واقفين جنب بعض هيبقى صعب التخيل إن التجمع البشرى ده يجتمع على شىء لأنه تجمع مفيهوش اى تناسق من اى نوع لكنهم اجتمعوا على نهب آثار مصر ، فى آخر المشهد نلاقى أهل القرنة القديمة اللى جسد جزء من قصتهم شادى عبدالسلام فى رائعته الخالدة المومياء ، القصة بدأت 1860 الأهالى فى دراع ابو النجا اكتشفوا مومياء ملكة وعليها مجوهراتها والملكة دى ما هى الا "إعح حتب" زوجة سقنن رع الملك اللى اتقتل دفاعا عن وطنه فى حروب التحرير ضد الهكسوس وأم بطل التحرير أحمس الأول قاهر الهكسوس وطبعا غير خافى الدور الملهم اللى لعبته إعح حتب فى تحرير مصر من الهكسوس بصفتها ملكة محاربة حتى لو من ورا الصفوف فى ظرف تاريخى دقيق وغير مسبوق فى تاريخ مصر وقتها ، المهم إن الخبر بتاع الكشف وصل لمارييت باشا مدير الآثار اللى طلب من مدير قنا إنه يحتفظ بالقطع المكتشفة لحد ما يبعت مندوب من القاهرة يعاين القطع ، لكن لما وصل المندوب ملقاش غير قطعة واحدة سلسلة طولها متر من الذهب المطعم بالاحجار الكريمة فاستلمها ووصل بيها القاهرة فمارييت باشا عشان ياخد امتيازات وتسهيلات أكتر اهدى السلسلة لمحمد سعيد باشا والى مصر اللى بدوره اهداها لواحدة من زوجاته ولا عجب يعنى مارييت كان داخل فى سباق مع الانجليز مين فيهم يعمل متحف اعظم المتحف البريطانى ولا متحف اللوفر وبالتالى كان كل شىء مباح واهو فى النهاية مش بيدفع حاجة من جيبه ، وطبعا احنا منعرفش السلسلة العظيمة دى راحت فين ولا مصيرها ايه ولا حتى نعرف شكلها كل اللى نعرفه انها انتهبت فقط!

الكشف ده نبه لصوص الآثار الموجودين فى مصر من الاوربيين إن الفلاحين فى الصعيد عندهم اسرار وخبرة بالمقابر القديمة فى الوقت ده كان فى واحد امريكى اسمه باتون بدأ يتواصل مع اللصوص من المصريين ونجح انه يلاقى مجموعة برديات عظيمة من عصر الدولة الحديثة وباعها لللى يشترى فوصلت برديات للمتحف البريطانى ومتحف بروكلين ومتحف المتروبوليتان والاسعار كانت زهيدة جدا جنيهات معدودات لأن الفلاحين فى الوقت ده كان طموحهم محدود وممكن يبيع قطعة آثار لمجرد بس توفير قوت يومه لكام يوم وبس !

باتون ده كان مفتاح السر للآثار اللى بتخرج من الصعيد ومش معروف مين اللى وراها لأنه بلغ جاستون ماسبيرو بالحكاية فبعت ماسبيرو بعض رجاله اللى اتخفوا وعرفوا يوصلوا لمعلومة إن فى عصابة كبيرة لبيع الآثار زعيمها واحد اسمه محمد عبدالرسول ، بسرعة اتقبض عليه واتعرض للتحقيق واللى حقق معاه مدير قنا بنفسه داوود باشا والتحقيق مكنش تحقيق قانونى بالشكل المتعارف عليه لأن داوود باشا كان سابق عصره فى فنون التعذيب ولأنه كان ممكن بكل بساطة يضرب رصاصة على رأس الشخص الخاضع للتحقيق لو مقالوش على المطلوب بسرعة ، فى حالة محمد عبدالرسول اتعذب بشدة واتعرض للتهديد بالقتل كتير لكنه معترفش بيلاقى الآثار فين ولا بيهربها ازاى ولا المخبأ اللى بيكدس فيه الآثار مكانه فين ورغم كل ده صمد عبدالرسول والحكومة يأست منه فاضطرت تفرج عنه وقالوله لو اعترفت هتاخد مكافأة 500 جنيه!

لما محمد عبدالرسول رجع لبلده وعليه آثار التعذيب قالهم الاتفاق القديم مينفعش أنا عاوز نسبتى فى المبيعات تزيد مينفعش اللى اتعلق من رجليه واتكوى بالنار ياخد زى اللى كان قاعد معزز مكرم وسط ولاده ، ولكن اخواته قالوله لأ احنا على الاتفاق القديم ليه تميز نفسك عننا وبعد شوية تبقى اغنى مننا لا مش هنغير الاتفاق !

محمد عبدالرسول مفكرش قال عليا وعلى اعدائى اللى هما اصلا اخواته راح لمدير قنا وقاله انا هقولك على المخبأ بس تضمنلى ال 500 جنيه !

وفعلا مدير قنا اتصل بالآثار اللى بعتت مساعد ماسبيرو بروكش اللى اخده عبد الرسول لكشف عظيم خبيئة المومياوات الكبرى ، بروكش كان منبهر حتى قبل ما يدخل الخبيئة حتى إنه بيقول انه محسش بصعوبة وغرابة الدخول للمقبرة اللى نزلها بعد ممر طوله 250 قدم وعمقه 40 قدم!

بروكش لما نزل دماغه كانت بتطبل فيها مارشات ومش قادر يفتح عينه من الصدمة والانبهار والحماس لأنه قدام كشف أثرى هيخلد اسمه ، بقى يمر بين 32 تابوت كل تابوت فيه 32 من ملوك مصر العظام وملكاتها وكهنتها وبقى يمر ويقرأ الاسماء ده امنحتب الاول وده تحتمس التالت ووقف قدام مومياء سقنن رع ودقق فى الاصابات اللى فى جثمانه ، بروكش بيقول انه فضل جوه الخبيئة 4 ساعات مش حاسس بنفسه ولا بالهواء الساخن ولا الرطوبة فى صيف شديد الحرارة وفى عمق الجبل! وبالطبع مكنش مصدق نفسه انه اول اوربى يدخل الخبيئة ويدخل التاريخ من باب الخبيئة !

بسرعة بروكش استعان ب 300 رجل ينقلوا محتويات الخبيئة فاتنقلت على مركبين للقاهرة واتقسمت المومياوات لجزئين جزء خاص بالملوك اللى موجود فى قاعة المومياوات الملكية فى المتحف المصرى،والباقى كانت مومياوات الكهنة..

لما فتحوا اللفائف الكتانية لتحتمس الثالث اكتشفوا ان مومياؤه كانت فى حالى سيئة نتيجة محاولات سرقات الحلى اللى على المومياء اللى كانت بتتم بطريقة همجية، لكن الغريب إنه رغم كل المجهود والخبرة الكبيرة اللى كان بيعملها اهل القرنة عشان يلاقوا الآثار لكن واضخ انهم مكنوش بياخدوا مقابل مناسب بل كان اقصى أمانيهم إنهم ياخدوا مقابل بالكاد يؤمن قوت اليوم وده بيخلى الحكم على اهالى القرنة من منطق واحد شىء قاصر جدا لأنهم مجرمين وضحايا فى نفس الوقت ، واحد من أفندية الآثار اسمه حكيم ابوسيف بيحكى إنه سنة 1913 جاله فلاح من القرنة وفضى قدامه جوال مليان جعارين أثرية وأختام وتماثيل صغيرة وبعض المراكب الخشبية !

تخيلوا طلب كام فى كل الآثار دى ، 20 قرش فقط
ولكن أبو سيف رفض وراح الرجل لمشترى تانى ...

آثار مصر المستباحة 20171001041405145

‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗

جزاك الله خير
وأحسن إليك فيما قدمتِ
دمت برضى الله وإحسانه وفضله

‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗

" />

» آثار التلفزيون على الطفل
» آثار الذنوب وأضرارها
» آثار منطقة تبوك
» هل بقي شيء من آثار النبي صلى الله عليه وسلم؟
» آثار التمسك بالكتاب والسنة على الأمة