قصة ابو لبابة بالتفصيل

🟢قصة أبو لُبابة بن عبد المُنذِر بالتفصيل🟢


* الأنصاريُّ البَدريُّ * رضى الله عنه وأرضاه وصحابه رسول اللهﷺ اجمعين اللهم امين يارب العالمين

إسمه بَشير وقيل رِفاعة ولكنه مشهور بكُنيته تزوجَ من نُسيبة بنت فَضالة فولدت له لُبابة التي يكني بها، ثم تزوج الخنساء بنت خِذام الأنصارية وكان بينهما قصة حب مشهورة، وولدت له السائب بن أبي لُبابة رضي الله عنهم جميعا.
وكان له بيتانِ بيتٌ في قُباء وبيتٌ في المدينة بالقرب من يهــود بني قريظة الذين كانوا حلفاءه في الجاهلية.

** كان النبيُ ﷺ يتَّبِع الناس في منازلهم بعكاظ ومَجَنَّةَ وفي المواسم بمني يقول:« من يُؤويني؟ من ينصُرني حتي أبلِّغ رسالة ربي وله الجنة؟» أحمد وابن حِبان.
فلا يجد أحد، فَدَفع الأسف سبعين رجلاً من شباب يثرب من بينهم أبو لبابة أن يجتمعوا لمناقشة ما ينبغي فعله تجاه رسول الله ﷺ وقد عزموا علي أخذ قرار حاسم بنصرته ﷺ حتي يبلغ رسالة ربه لتبلغ مابلغه الليل والنهار، وذلك بعد بيعة العقبة الأولي.
يقولُ جابرُ بن عبد الله رضي الله عنه فأتَمرنا واجتمعنا سبعون رجلاً منّا،فقلنا: حتي متي نترك رسول اللهﷺ يُطرَد في جِبال مكة ويخاف؟!، فرحلنا حتي قدمنا عليه في الموسم،فاجتمعنا عنده من رجلٍ ورجلين حتي توافَينا فقلنا:يارسول الله علامَ نُبايعك؟ قال: تُبايعوني علي السمعِ والطاعة في النشاط والكسل،وعلي النفقة في العُسرِ واليُسر، وعلي الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، وعلي أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم ، وعلي أن تنصروني إذا قَدِمتُ عليكم يثرب،فتَمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة.
قال:فقمنا إليه فبايعناه» أخرجه أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

ثم قال لهم النبي ﷺ:« أَخرِجوا إليَّ منكُم اثني عشرَ نقيباً يكونونَ علي قومِهِم فأخرجوا منهم اثني عشرَنقيباً منهم تسعةٌ من الخزرج وثلاثة من الأوس »مُسنَد أحمد وحسنه الألباني.
وكان أبو لبابة ممن انتُخِب من الأوس الثلاثة.
* لما خرج النبي ﷺ في غزوة بدر استخلف علي المدينة عبد الله بن أم مكتوم ليصلي بالناس وكان عدد الدوابّ التي تحمل جيش المسلمين قليل فشَرَّف الله أبو لبابة بأن يتعاقب مع رسول الله ﷺ وعلي بن أبي طالب فإذا كانت عُقبة رسول الله ﷺ قالا له توقيراً و تأدباً معه: اركب يا رسول الله ونحن نمشي عنكَ، فيقول ﷺ:«ما أنتما بأقوى علي المشي منِّي وما أنا بأغني عن الأجر منكما».
وظل أبو لبابة مُلازماً لرسول الله ﷺ حتي وصل الجيش الرَّوحاء فاستخلفه النبي ﷺ مكانه علي المدينة،
ولما رجع النبيُّ ﷺ من بدر ضَرَبَ لأبي لبابة بسَهمٍ كمن شَهِد بدراً لأنه رجع امتثالاً لأمر النبي ﷺ وقد كان يتعامل بين الناس معاملة أهل بدر وكان البعض يسميه أبو لبابة البدري.
* قصة حُب وزواج.
قد أحب أبو لبابة رضي الله عنه امرأة من جيرانه من أهل قباء هي خنساء بنت خِذام الأنصارية، وقد جاء الإسلام ليهذب المشاعر ويجعلها في مسارها الصحيح بالزواج ودخول البيوت من أبوابها.
فتقدم أبو لبابة لخِطبةِ الخنساء وفي نفس الوقت توالي الخطاب علي أبيها فمال قلب الخنساء إلي أبي لبابة، أما أبوها فزوجها رجلاً من بني عمرو بن عوف، فكرِهت الخنساء ذلك وأبت إلا أبو لبابة وأبي أبوها إلا العَوفي، حتي ارتفع أمرهما إلي النبي ﷺ فأتت الخنساء إلي النبي ﷺ واشتكت إليه قائلة: يارسول الله زوجني أبي وأنا كارهة رجلاً من بني عمرو بن عوف، ولم يُشعِرني، فقال رسول الله ﷺ:« الأمرُ إليكِ » قالت: فلا حاجة لي فيه، فأرسل النبي ﷺ إلي أبيها فقال له:« هيَ أولي بأمرِها، فألحِقها بِهَواهَا » وقال ﷺ لها:« لا نِكاحَ له، انكِحي مَن شِئتِ » فتزوجت أبو لبابة وولدت له السائب بن أبي لبابة رضي الله عنهم. البخاري، وأحمد ، سنن الدارقطني.

* توبةٌ ونَدم.
في السنة الخامسة من الهجرة نقض العهد يـهود بني قريظة مع رسول الله ﷺ وتمالؤوا مع جيش الأحزاب، فهزم الله الأحزاب، وكفي الله المؤمنين قتــالهم، ثم أمر الله نبيه ﷺ أن يتوجه إلي بني قريظة لينفذ فيهم حكم الله تعالى، فأتاهم النبيُ ﷺ فحاصرهم خمساً وعشرين ليلة، فلما اشتد حصارهم واشتد البلاء عليهم، قيل لهم إنزلوا علي حكم رسول الله ﷺ، فصرخوا بأبي لبابة يستغيثون به، فقال أبو لبابة لا آتيهم حتي يأذن لي رسول الله ﷺ، ثم بعثوا إلي رسول الله ﷺ أن ابعث إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر نستشيره في امرنا، فقال النبي ﷺ له:« قد أذِنت لك» ، فأتاهم أبو لبابة، فلما رأوه قام إليه الرجال، وجهش إليه النساء و الصبيان يبكون في وجهه، فرقّ لهم، فقالوا له: يا أبا لبابة ماذا تري؟ وماذا تأمُرُنا؟ فإنه لا طاقة لنا بالقـتال، أتري أن ننزل علي حكم محمد؟ فقال: نعم وأشار أبو لبابة إلي حَلقِه وأمَرَّ عليه أصابعه يُريهم أنه الذّبــح، ثم انتبه أبو لبابة لفعله، وانتابته حالة يحدثنا بها فيقول:« فوالله مازالت قدماي ترجُفَانِ حينَ عَرفتُ أني قد خُنتُ اللهَ ورسولَه، وقال: والله لا أنظرُ في وجهِ رسولِ الله ﷺ حتي أُحدِثَ للهِ توبةً نَصوحاً يعلمُها الله من نفسي.
ثم انطلق ولم يأتِ رسول الله ﷺ فرجَع إلي المدينة فربَطَ يديه وعاهدَ الله ألا يطأ بني قريظة أبداً وقال لا أبرحُ مكاني هذا حتي يتوبَ اللّٰهُ عليّ مما صنعتُ، ولا يراني في بلدٍ خُنتُ الله ورسوله فيها.
فقال رسول الله ﷺ حين تأخرّ عليه أبو لبابة:« أما فَرَغَ أبولبابة من حُلفائه؟ » قالوا: يارسول الله قد انصرفَ من عند الحِصن وما ندري أين سلَكَ، فقال ﷺ:« وقد حدثَ لأبي لُبابة أمرٌ ما كانَ عليه» ، فأقبل رجلٌ من عند المسجد فقال يارسول الله قد رأيتُ أبا لبابة ارتبط بحبلٍ إلي جذع من جذوع المسجد، فقال ﷺ:« لقد أصابته بعدي فتنة ولو جاءني لاستغفرتُ له فإذ فعَلَ هذا فلن أُحركه من مكانِهِ حتي يَقضيَ الله فيه مايشاء »، وظل أبو لبابة مربوطاً في المسجد أياما وكانت ابنته تحله إذا حضرت الصلاة أو وقت قضاء الحاجة وبقي علي حاله نادماً رغم ما له من رصيد طيب عند رسول الله فهو من أصحاب العقبة وبدر وأحد والخندق، وكان النبي ﷺ يستخلفه مكانه علي المدينة إلا أن التوبة الصادقة التي ظهرت عليه جعلته يربط نفسه في المسجد أياماً منتظراً توبة الله تعالى عليه ونسي كلَّ ما قدَّمَ من خير، حتي أنزل الله تعالى توبته علي رسوله ﷺ وهو في بيت أم سلمة رضي الله عنها وهي تحدثنا عن ذلك فتقول: سمِعتُ رسول الله ﷺ منَ السَّحَرِ وهو يضحك، فقلتُ: ما يُضحِكك أضحكَ الله سِنّك؟ فقال:« تِيبَ علي أبي لبابة » فقلتُ: ألا أبَشّرهُ يا رسولَ الله بذلك؟ فقال: بلي إن شِئتِ. فقمتُ علي باب حُجرَتي فقلتُ ( وذلك قبل أن يُضرَب علينا الحِجاب ) يا أبا لُبابة أبشِر فقد تاب الله عليكَ، فَثَارَ الناسُ إليه ليُطلِقوه، فقال: لا والله حتي يكونَ رسولُ الله ﷺ هو الذي يُطلِقُني بيده، فلما مرّ عليه ﷺ خارجاً إلي صلاة الصبح أطلَقَه،
فقال: يا رسول الله إن من توبتي أن أهجُرَ دار قومي التي أصبتُ فيها الذنب وأساكِنك، وإنّي أنخلع من مالي كله صدقةً لله ولرسوله فقال النبي ﷺ:« يا أبا لبابة يُجزئُ عنكَ الثُلُث » قال رضي الله عنه فتصدقت بالثلث.
أحمد والحاكم وسنن أبي داود.

** قد كانت لأبي لبابة مواقف مع بعض الصحابة تبين مكانته العلمية ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يخطب علي المنبر يقول:« اقتــلوا الحيَّات واقتــلوا ذا الطُّفيَتَينِ والأبتر ( نوع من الحيات علي ظهرها خطان أبيضان والأبتر قصير أو مقطوع الذَنَب )،فإنهما يَطمِسان البَصَر ، ويستسقِطانِ الحَبَالي » قال: فَلَبِثتُ لا أتركُ حيةً أراها إلا قتـَـلتُها فبينما أنا أطارد حيةً يوماً من ذوات البُيوت، مرَّ بي زيد بن الخطاب، وأبو لبابة بن عبد المنذر البدري، فناداني أبو لبابة فقال: مهلاً يا عبد الله، لا تقــتُلها، فقلتُ: إن رسول الله ﷺ أمَرَ بقـَتـلِهِن، فقال: إنه نهي بعد ذلك عن ذوات البُيوتِ وهي العَوامِرُ، وأُمِرَ بقـتل الأبتر وذي الطُّفَتين فإنهما اللذان يخطِفان البصر ويطرحان ما في بطون النساء» البخاري ومسلم.
كانت وفاته في خلافة عثمان وقيل زمن معاوية، رضى الله عنهم منقول رضي الله عن أبي لبابة وعن صحابة رسول الله صلى اللهﷺا أجمعين. اللهم امين يارب العالمين

اللهم اجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه اللهم امين يارب العالمين

اللهم نور قلوبنا بنور الايمان والتقوى يا رب العالمين

اللهم اجعلنا وإياكم من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات اللهم امين يارب العالمين

اللهم اختم بالباقيات الصالحات أعمالنا يا رب العالمين وامتنا على كلمه التوحيد شهادة لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
#منتدى_المركز_الدولى