الريتسا «أكلة إسكندرانية» توشك على الإنقراض..

الريتسا «أكلة إسكندرانية» توشك على الإنقراض..
«علوم البحار»: خطة منهجية لاستزراعها والحفاظ عليها
“الريتسا” .. إسم لن يعرفه الكثير من شباب الاسكندرية، فهذه الأكلة البحرية كانت من أهم مظاهر المصيف فى عروس البحر المتوسط فى “أيام الزمن الجميل”، قبل أن تعانى الإنقراض بسبب التلوث والصيد الجائر.
و”الريتسا” هى حيوان بحرى صغير شائك كروى ينتمى إلى فصيلة الحيوانات الفقارية، تعيش فى المياه الضحلة وخاصة على الشواطىء الصخرية والشعاب المرجانية، وبداخلها فصوص بطارخ.
“زمان كنت بنزل أنا وأصحابى بين الصخور لإلتقاط الريتسا” بهذه الكلمات التى يملؤها الحنين إلى الماضى بدأ بهاء خالد، الذى جذبه حب الصيد قبل أربعين سنه حديثه عن ذكريات صيد الرتسا وأماكن تواجدها، موضحًا إنها كانت تنتشر بكثرة قبل عشرون عامًا بين الصخور الممتدة بطول ساحل الإسكندرية.
ويؤكد “خالد” إن جمع الريتسا كان بمثابة هواية محببة بالنسبة إلى الأطفال السكندريين، إذ يقوم الأصدقاء بالتجمع صباحًا خاصة مناطق سبورتنج وكليوباترا وأبو قير، شرق المدينة، لصيدها ومن ثم يُقيمون مأدبة لتناولها عقب شقها ووضع قطرات الليمون عليها. ويشير “خالد” إلى أن أعدادها تراجعت بصورة كبيرة حالها حال أنواع عديدة من الأسماك التى أصبح من النادر صيدها خلال السنوات الأخيرة، وانحصر وجودها فى مناطق محدودة جدًا مما أسهم فى ارتفاع سعرها بشكل كبير، وأصبحت تُقدم فى مطاعم المأكولات البحرية فقط.
ويقول أشرف زريق، شيخ الصيادين بمنطقة أبو قير، إن البيئة البحرية فى الإسكندرية أُصيبت بأضرار بالغة خلال السنوات الماضية مما تسبب فى اختفاء أنواع كثيرة الأسماك والقشريات، موضحًا أنها تعرضت للتلوث نتيجة إلقاء المخلفات وخاصة الأكياس البلاستيكية التى تسبب فى إختناق الأسماك وموتها. ويشير “زريق” إلى أن وضع الصدادات الأسمنتية على طول الساحل قضت على التدرج الطبيعى لمياه البحر وصولاً إلى الشاطئ، وهو ما أثر على الكائنات البحرية التى تتكاثر على الشاطئ، بالإضافة إلى عمليات الصيد الجائر التى تهدد الثروة السمكية.
ومن جانبه، يقول الدكتور حمدى عمر، مدرس علوم بالمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد بالإسكندرية، إن للريتسا فائدة غذائية عالية القيمة، لذلك تعد من أغلى أنواع السوشى فى اليابان، وهى عبارة عن هيكل كروى شائك وبداخلها خمسة فصوص من البطارخ.
ويؤكد «عمر» إن المعهد يجرى مسح شامل لساحل المدينة لمعرفة أماكن وجودها والمناطق التى اختفت منها، مشيرًا إلى أن الأنشطة البشرية تعد السبب الرئيسى فى تراجع أعدادها سواء التلوث البحرى أو وضع الصدادات على الشاطئ، وهو ما أحدث خللا فى التوازن البيئى فتسبب فى تكاثر كائنات على حساب كائنات أخرى.
ويوضح “عمر” إن الأبحاث التى يجريها المعهد سوف تساهم فى وضع خطة علمية ممنهجة لاستزراع الريتسا فى المعامل الخاصة بها، ومن ثم إعادتها إلى البحر مرة أخرى عقب بلوغها سن معين، لتتمكن فى التكاثر بصورة طبيعية، ومن المستهدف إطلاقها فى المناطق التى اختفت منها.
الاهرام
منتدى المركز الدولى