| الجهاد فى القران و السنه | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ايه مشرفة
عدد المساهمات : 1354 تاريخ التسجيل : 04/11/2010
| موضوع: الجهاد فى القران و السنه الثلاثاء 31 يناير - 8:42 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين إن الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } آل عمران102 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } النساء1.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً {70 } يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } [الأحزاب71،70 ]
أما بعد :
فاني كنت افكر فى هذا البحث منذ زمن,و اقدم فيه قدم و اخر اخرى الى ان حدثت اخي الفاضل ابو عبد الله الشيخ على العلى الكعبي و اخبرته بما فى صدري و استنصحته فنصحني لا حرمه الله الاجر,فلما نظر لرسالته وجدته بارك الله كانه يسمعني بما فى صدري فاستعنت بالله و توكلت عليه و عزمت على الكتابة هذا البحث و خاصة بعد ان سمح لي-مشكورا-بوضع البحث فى هذا القسم و ان اتابعه الى ان ياذن الله باتمامه. و الذي اريده من هذا البحث رضى الله,ثم اريد من اخواني طلاب العلم و من دونهم ان اذا تحدثوا اعتمدوا على دليل من الكتاب او السنه,حتى قيل عند اهل الحديث اذا استطعت الا تحك راسك باثر فافعل. و انى ان شاء الله ساوفر الجهد و البحث على اخواني الباحثين-قدر الاستطاعة و العلم المحدود-من عناء البحث,لعله يكون مرجع الى بعض اخوانى من طلاب العلم و الى الدعاة و الخطباء على المنابر حفظ الله الجميع. و اسائل الله جل و علالهذا الجهد القبول و التوفيق و التيسير انه ولى ذلك و هو القادر عليه. و اسئله سبحانه الا يكون هذا البحث وزرا على و ان يقبلي عملي و ان يكون خالصا لوجه, و لا حول و لا قوة الا بالله و هو حسبنا و نعم الوكيل و انا لله و انا اليه راجعون. الجهاد أربع مراتِب الجهاد لغة : بذل الإنسان جهده وطاقته .
اصطلاحا : بذل المسلم جهده لإعلاء لكلمة الله تعالى والتمكين لدينه في الأرض . قال ابن القيم رحمه الله : فالجهاد أربع مراتب : جهاد النفس ، وجهاد الشيطان ، وجهاد الكفار ، وجهاد المنافقين . فجهاد النفس أربع مراتب أيضاً :
إحداها : أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به ومتى فاتها عمله شقيت في الدارين .
الثانية : أن يجاهدها على العمل به بعد عمله ، وإلا فمجرد العلم بلا عمل إن لم يضرها لم ينفعها . الثالثة : أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات ولا ينفعه علمه ولا ينجيه من عذاب الله .
الرابعة : أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق ويتحمل ذلك كله لله .
فإذا استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين ، فإن السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمى ربانيا حتى يعرف الحق ويعمل به ويعلّمه فمن علّم وعمل وعلم فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماوات . وأما جهاد الشيطان فمرتبتان :
إحداهما : جهاده على دفع ما يلقي إلى العبد من الشبهات والشكوك القادحة في الإيمان .
الثانية : جهاده على دفع ما يلقي إليه من الإرادات الفاسدة والشهوات .
فالجهاد الأول يكون بعده اليقين ، والثاني يكون بعده الصبر ، قال تعالى : { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} السجدة/24 ، فأخبر أن إمامة الدين إنما تنال بالصبر واليقين ، فالصبر يدفع الشهوات ، والإرادات الفاسدة واليقين يدفع الشكوك والشبهات . وأما جهاد الكفار والمنافقين فأربع مراتب :
بالقلب واللسان والمال والنفس .
وجهاد الكفار أخص باليد ، وجهاد المنافقين أخص باللسان .
وأما جهاد أرباب الظلم والبدع والمنكرات فثلاث مراتب :
الأولى : باليد إذا قدر ، فإن عجز انتقل إلى اللسان ، فإن عجز جاهد بقبله .
فهذه ثلاثة عشر مرتبة من الجهاد ، و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ " باب ذَمِّ مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بالغزو ( 1910)*** - .
" زاد المعاد ( 3 / 9 – 11 ) . ***قال النووي رحمه الله : المراد أن من فعل هذا فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا الوصف ، فإن ترك الجهاد أحد شعب النفاق . وفي هذا الحديث : أن من نوى فعل عبادة فمات قبل فعلها لا يتوجه عليه من الذمّ ما يتوجه على من مات ولم ينوها . وقال السندي في حاشيته على سنن النسائي : قوله ( ولم يحدث نفسه ) من التحديث قيل بأن يقول في نفسه يا ليتني كنت غازيا ، أو المراد ولم ينو الجهاد وعلامته إعداد الآلات قال تعالى : " ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عُدّة " .
جهاد النفس قال الشيخ بن باز رحمه الله الجهاد أقسام ، بالنفس ، والمال ، والدعاء ، والتوجيه ، والإرشاد ، والإعانة على الخير من أي طريق ، وأعظم الجهاد الجهاد بالنفس ، ثم الجهاد بالمال والجهاد بالرأي والتوجيه . والدعوة كذلك من الجهاد ، فالجهاد بالنفس أعلاها .
فتاوى الشيخ ابن باز " ( 7 / 334 ، 335 ) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء السابع
و قال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله: ولا ريب أن جهاد النَّفس سابقٌ على جهاد الكفار ، وذلك لأنّ الإنْسَان لا يجاهد الكفار ، إلا بعد مجاهدة نفسه ، لأن القتال مكروه إلى النفس ، قال تعالى : ( كُتِبَ عليكم القِتَالُ وهو كُرْهٌ لَكُمْ وعَسَى أن تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لكم وعسى أنْ تحبوا شيئا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) البقرة/216 ، فالمهم أن جهاد الأعداء لا يتم إلا بعد جهاد النفس عليه ، وتَحْمِيلها هذا الأمر . حتى تَنْقَادَ وتَطْمَئِنّ . فتاوى منار الإسلام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله 2/421 . مراحل فى الدعوة قال ابن القيم رحمه الله : أول ما أوحى إليه ربه تبارك وتعالى أن يقرأ باسم ربه الذي خلق وذلك أول نبوته فأمره أن يقرأ في نفسه ولم يأمره إذ ذاك بتبليغ ، ثم أنزل عليه( يا أيها المدثر قم فأنذر ) المدثر فنبأه بقوله { اقرأ } ، وأرسله بـ{ يا أيها المدثر} . ثم أمره أن ينذر عشيرته الأقربين ، ثم أنذر قومه ، ثم أنذر من حولهم من العرب ، ثم أنذر العرب قاطبة ، ثم أنذر العالمين ، فأقام بضع عشرة سنة بعد نبوته ينذر بالدعوة بغير قتال ولا جزية ويؤمر بالكف والصبر والصفح . ثم أُذن له في الهجرة ، وأذن له في القتال . ثم أمره أن يقاتل مَن قاتله ويكف عمن اعتزله ولم يقاتله . ثم أمره بقتال المشركين حتى يكون الدين كله له . ثم كان الكفار معه بعد الأمر بالجهاد ثلاثة أقسام : أهل صلح وهدنة ، وأهل حرب ، وأهل ذمة . " زاد المعاد " ( 3 / 159 ) . جهاد الكفار فرض كفاية قال الشيخ بن باز رحمه الله: سبق أن بينا أكثر من مرة أن الجهاد فرض كفاية ، لا فرض عين ، وعلى جميع المسلمين أن يجاهدوا في نصر إخوانهم بالنفس والمال ، والسلاح ، والدعوة والمشورة ، فإذا خرج منهم من يكفي سلم الجميع من الإثم ، وإذا تركوه كلهم أثموا جميعا ، فعلى المسلمين في المملكة ، وإفريقيا ، والمغرب ، وغيرها أن يبذلوا طاقتهم والأقرب فالأقرب ، فإذا حصلت الكفاية من دولة أو دولتين أو ثلاث أو أكثر سقط عن الباقين ، وهم مستحقون للنصر والتأييد ، والواجب مساعدتهم ضد عدوهم؛ لأنهم مظلومون ، والله أمر بالجهاد للجميع ، وعليهم أن يجاهدوا ضد أعداء الله حتى ينصروا إخوانهم ، وإذا تركوا ذلك أثموا وإذا قام به- من يكفي سقط الإثم عن الباقين .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 7 / 335 ) . جهاد الكفار باليد واجباً في حالات
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: يجب الجهاد ويكون فرض عين إذا حضر الإنسان القتال وهذا هو الموضع الأول من المواضيع التي يتعين فيها الجهاد ؛ لقول الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير} الأنفال/16 ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : أن التولي يوم الزحف من الموبقات حيث قال: " اجتنبوا السبع الموبقات ، وذكر منها التولي يوم الزحف " متفق عليه إلا أن الله تعالى استثنى حالتين : الأولى : أن يكون متحَرّفاً لقتال بمعنى أن يذهب لأجل أن يأتي بقوة أكثر.
الثانية : أن يكون منحازاً إلى فئة بحيث يذكر له أن فئة من المسلمين من الجانب الآخر تكاد تنهزم فيذهب من أجل أن يتحيز إليها تقوية لها ، وهذه الحالة يشترط فيها : أن لا يخاف على الفئة التي هو فيها ، فإن خيف على الفئة التي هو فيها فإنه لا يجوز أن يذهب إلى الفئة الأخرى ، فيكون في هذا الحالة فرض عين عليه لا يجوز له الانصراف عنه.
الثاني: إذا حصر بلده العدو فيجب عليه القتال دفاعاً عن البلد ، وهذا يشبه من حضر الصف في القتال ؛ لأن العدو إذا حصر البلد فلا بد من الدفاع ؛ إذ إن العدو سيمنع الخروج من هذا البلد ، والدخول إليه ، وما يأتي لهم من الأرزاق ، وغير ذلك مما هو معروف ، ففي هذا الحال يجب أن يقاتل أهل البلد دفاعاً عن بلدهم . الثالث : إذا قال الإمام انفروا ، والإمام هو ولي الأمر الأعلى في الدولة ، ولا يشترط أن يكون إماماً للمسلمين ؛ لأن الإمامة العامة انقرضت من أزمنة متطاولة ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: " اسمعوا وأطيعوا ولو تأمر عليكم عبد حبشي " ، فإذا تأمر إنسان على جهة ما صار بمنزلة الإمام العام ، وصار قوله نافذاً، وأمره مطاعاً .(الشرح الممتع8-10) يتبع
عدل سابقا من قبل ايه في الثلاثاء 31 يناير - 9:04 عدل 1 مرات | |
|
| |
ايه مشرفة
عدد المساهمات : 1354 تاريخ التسجيل : 04/11/2010
| موضوع: رد: الجهاد فى القران و السنه الثلاثاء 31 يناير - 8:44 | |
| دليل العلماء على ان الجهاد لا يتعين الا فى ثلاث حالات
1-اذا التقى الزحفان و تقابل الصفان لقوله سبحانه و تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الانفال15
2-اذا نزل الكفار ببلد ,تعين على اهله قتالهم و دفعهم لقوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةًالتوبة123
3-اذا استنفر الامام قوما لزمهم لقول النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا متفق عليه
تقسيم الجهاد العلماء قسموا جهاد الكفّار إلى قسمين : جهاد دفع ، وجهاد طلب .
جهاد الدفع فإذا داهم العدو بلدا إسلاميا ، أو قاتل العدو إحدى البلاد الإسلامية ، فالجهاد حينئذ واجب ، فإن قامت الكفاية بأهل تلك البلاد ، فَبِها ونِعْمَت ، فالبقية يساندونهم بالمال والدعاء ، وإن لم تقم الكفاية بأهل تلك البلاد ، وجب على من قرب منهم أن يقوم معهم ، كلٌّ على قدر طاقته ، فهذا بماله ، وهذا بلسانه ، وهذا بنفسه وسلاحه ,و لو بغير امام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
فأما إذا أراد العدو الهجوم على المسلمين فإنه يصير دفعه واجبا على المقصودين كلهم ، وعلى غير المقصودين لإعانتهم - إلى أن قال -
كما كان المسلمون لما قصدهم العدو عام الخندق لم يأذن الله في تركه لأحد ، كما أذن في ترك الجهاد ابتداء لطلب العدو الذي قسمهم فيه إلى قاعد وخارج . بل ذم الذين يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم ( يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً) (الأحزاب: من الآية13) فهذا دفع عن الدين والحرمة والأنفس ، وهو قتال اضطرار . وذلك قتال اختيار للزيادة في الدين وإعلائه ولإرهاب العدو كغزاة تبوك ونحوها . اهـ
وقال المرداوي في الإنصاف :
تنبيه : مفهوم قوله أو حضر العدو بلده . أنه لا يلزم البعيد ، وهو الصحيح إلا أن تدعو حاجة إلى حضوره . كعدم كفاية الحاضرين للعدو ، فيتعّين أيضا على البعيد . اهـ .
جهاد الطلب
هو أن نغزو الكفار في ديارهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون .
و هو امتثالا لقوله سبحانه:قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) التوبة/29
قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلا بِحَقِّ الإِسْلامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ ) رواه البخاري (25) ومسلم (20)
وغيرها من الآيات ، والأحاديث الدالة على وجوب الجهاد ومُضيِّه مع كل برّ وفاجر إلى يوم القيامة .
تشريع الجهاد
الأمر بالصبر في بدء الدعوة
و ترتيبها بترتيب القران
قال الله سبحانه و تعالى
وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ109البقرة
قال السعدي رحمه الله
أخبر عن حسد كثير من أهل الكتاب, وأنهم بلغت بهم الحال, أنهم ودوا {لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا} وسعوا في ذلك, وأعملوا المكايد, وكيدهم راجع عليهم [كما] قال تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} وهذا من حسدهم الصادر من عند أنفسهم.
فأمرهم الله بمقابلة من أساء إليهم غاية الإساءة بالعفو عنهم والصفح حتى يأتي الله بأمره.
ثم بعد ذلك, أتى الله بأمره إياهم بالجهاد, فشفى الله أنفس المؤمنين منهم, فقتلوا من قتلوا, واسترقوا من استرقوا, وأجلوا من أجلوا {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}ثم أمرهم [الله] بالاشتغال في الوقت الحاضر, بإقامة الصلاة, وإيتاء الزكاة وفعل كل القربات، ووعدهم أنهم مهما فعلوا من خير, فإنه لا يضيع عند الله, بل يجدونه عنده وافرا موفرا قد حفظه {إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} و فى سورة النساء الاية 77
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا
قال السعدي رحمه الله
كان المسلمون ـ إذ كانوا بمكة ـ مأمورين بالصلاة والزكاة أي: مواساة الفقراء، لا الزكاة المعروفة ذات النصب والشروط، فإنها لم تفرض إلا بالمدينة، ولم يؤمروا بجهاد الأعداء لعدة فوائد:
منها: أن من حكمة الباري تعالى أن يشرع لعباده الشرائع على وجه لا يشق عليهم؛ ويبدأ بالأهم فالأهم، والأسهل فالأسهل.
ومنها: أنه لو فرض عليهم القتال ـ مع قلة عَدَدِهِم وعُدَدِهِم وكثرة أعدائهم ـ لأدى ذلك إلى اضمحلال الإسلام، فروعي جانب المصلحة العظمى على ما دونها ولغير ذلك من الحِكَم.
وكان بعض المؤمنين يودون أن لو فرض عليهم القتال في تلك الحال، غير اللائق فيها ذلك، وإنما اللائق فيها القيام بما أمروا به في ذلك الوقت من التوحيد والصلاة والزكاة ونحو ذلك كما قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} فلما هاجروا إلى المدينة وقوي الإسلام، كُتب عليهم القتال في وقته المناسب لذلك، فقال فريق من الذين يستعجلون القتال قبل ذلك خوفا من الناس وضعفا وخورا: {رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ}؟ وفي هذا تضجرهم واعتراضهم على الله، وكان الذي ينبغي لهم ضد هذه الحال، التسليم لأمر الله والصبر على أوامره، فعكسوا الأمر المطلوب منهم فقالوا: {لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} أي: هلَّا أخرت فرض القتال مدة متأخرة عن الوقت الحاضر، وهذه الحال كثيرًا ما تعرض لمن هو غير رزين واستعجل في الأمور قبل وقتها، فالغالب عليه أنه لا يصبر عليها وقت حلولها ولا ينوء بحملها، بل يكون قليل الصبر. ثم إن الله وعظهم عن هذه الحال التي فيها التخلف عن القتال فقال: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى} أي: التمتع بلذات الدنيا وراحتها قليل، فتحمل الأثقال في طاعة الله في المدة القصيرة مما يسهل على النفوس ويخف عليها؛ لأنها إذا علمت أن المشقة التي تنالها لا يطول لبثها هان عليها ذلك، فكيف إذا وازنت بين الدنيا والآخرة، وأن الآخرة خير منها، في ذاتها، ولذاتها وزمانها، فذاتها ـ كما ذكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث الثابت عنه ـ (أن موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها). ولذاتها صافية عن المكدرات، بل كل ما خطر بالبال أو دار في الفكر من تصور لذة، فلذة الجنة فوق ذلك كما قال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} وقال الله على لسان نبيه: (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر).
وأما لذات الدنيا فإنها مشوبة بأنواع التنغيص الذي لو قوبل بين لذاتها وما يقترن بها من أنواع الآلام والهموم والغموم، لم يكن لذلك نسبة بوجه من الوجوه.
وأما زمانها، فإن الدنيا منقضية، وعمر الإنسان بالنسبة إلى الدنيا شيء يسير، وأما الآخرة فإنها دائمة النعيم وأهلها خالدون فيها، فإذا فكّر العاقل في هاتين الدارين وتصور حقيقتهما حق التصور، عرف ما هو أحق بالإيثار، والسعي له والاجتهاد لطلبه، ولهذا قال: {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى} أي: اتقى الشرك، وسائر المحرمات. {وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} أي: فسعيكم للدار الآخرة ستجدونه كاملًا موفرًا غير منقوص منه شيئًا.
ثم أخبر أنه لا يغني حذر عن قدر، وأن القاعد لا يدفع عنه قعوده شيئًا، فقال: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ} أي: في أي زمان وأي مكان. {وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} أي: قصور منيعة ومنازل رفيعة، وكل هذا حث على الجهاد في سبيل الله تارة بالترغيب في فضله وثوابه، وتارة بالترهيب من عقوبة تركه، وتارة بالإخبار أنه لا ينفع القاعدين قعودُهم، وتارة بتسهيل الطريق في ذلك وقصرها.
و قال سبحانه فى سورة الانعام فى الايه 106
اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ
قال ابن كثير رحمه اللهيَقُول تَعَالَى آمِرًا لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِمَنْ اِتَّبَعَ طَرِيقَته " اِتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْك مِنْ رَبّك " أَيْ اِقْتَدِ بِهِ وَاقْتَفِ أَثَره وَاعْمَلْ بِهِ فَإِنَّ مَا أُوحِيَ إِلَيْك مِنْ رَبّك هُوَ الْحَقّ الَّذِي لَا مِرْيَة فِيهِ لِأَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ " وَأَعْرِض عَنْ الْمُشْرِكِينَ" أَيْ اُعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ وَاحْتَمِلْ أَذَاهُمْ حَتَّى يَفْتَح اللَّه لَك وَيَنْصُرك وَيُظْفِرك عَلَيْهِمْ .
و قال الله جل و علا
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ85الحجر قال ابن كثير رحمه الله و اهل بيته
يَقُول تَعَالَى" وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا بَيْنهمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَة لَآتِيَة " أَيْ بِالْعَدْلِ " لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا " الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى " وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْض وَمَا بَيْنهمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْل لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ النَّار وَقَالَ تَعَالَى أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّه الْمَلِك الْحَقّ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ رَبّ الْعَرْش الْكَرِيم " ثُمَّ أَخْبَرَ نَبِيّه بِقِيَامِ السَّاعَة وَأَنَّهَا كَائِنَة لَا مَحَالَة ثُمَّ أَمَرَهُ بِالصَّفْحِ الْجَمِيل عَنْ الْمُشْرِكِينَ فِي أَذَاهُمْ لَهُ وَتَكْذِيبهمْ مَا جَاءَهُمْ بِهِ كَقَوْلِهِ " فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَام فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ" وَقَالَ مُجَاهِد وَقَتَادَة وَغَيْرهمَا كَانَ هَذَا قَبْل الْقِتَال وَهُوَ كَمَا قَالَا فَإِنَّ هَذِهِ مَكِّيَّة وَالْقِتَال إِنَّمَا شُرِعَ بَعْد الْهِجْرَة .
لطيفة...قال السعدي رحمه الله:{فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} وهو الصفح الذي لا أذية فيه بل يقابل إساءة المسيء بالإحسان، وذنبه بالغفران، لتنال من ربك جزيل الأجر والثواب، فإن كل ما هو آت فهو قريب، وقد ظهر لي معنى أحسن مما ذكرت هنا.
وهو: أن المأمور به هو الصفح الجميل أي: الحسن الذي قد سلم من الحقد والأذية القولية والفعلية، دون الصفح الذي ليس بجميل، وهو الصفح في غير محله، فلا يصفح حيث اقتضى المقام العقوبة، كعقوبة المعتدين الظالمين الذين لا ينفع فيهم إلا العقوبة، وهذا هو المعنى. اه و قال الله سبحانه ايضا فى الامر بالصبر قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ14الجاثية
قال ابن كثير رحمه الله: وَقَوْله تَعَالَى قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّام اللَّه أَيْ لِيَصْفَحُوا عَنْهُمْ وَيَتَحَمَّلُوا الْأَذَى مِنْهُمْ وَكَانَ هَذَا فِي اِبْتِدَاء الْإِسْلَام أُمِرُوا أَنْ يَصْبِرُوا عَلَى أَذَى الْمُشْرِكِينَ وَأَهْل الْكِتَاب لِيَكُونَ ذَلِكَ كَالتَّأْلِيفِ لَهُمْ ثُمَّ لَمَّا أَصَرُّوا عَلَى الْعِنَاد شَرَعَ اللَّه لِلْمُؤْمِنِينَ الْجِلَاد وَالْجِهَاد .اه
قال السعدي رحمه الله:
يأمر تعالى عباده المؤمنين بحسن الخلق والصبر على أذية المشركين به، الذين لا يرجون أيام الله أي: لا يرجون ثوابه ولا يخافون وقائعه في العاصين فإنه تعالى سيجزي كل قوم بما كانوا يكسبون. فأنتم يا معشر المؤمنين يجزيكم على إيمانكم وصفحكم وصبركم، ثوابا جزيلا.اه
قال سبحانه فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ39سورة ق
قال السعدي طيب الله ثراه
{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} من الذم لك والتكذيب بما جئت به، واشتغل عنهم واله بطاعة ربك وتسبيحه، أول النهار وآخره، وفي أوقات الليل، وأدبار الصلوات. فإن ذكر الله تعالى، مسل للنفس، مؤنس لها، مهون للصبر. اه
و قال ارحم الراحمين وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا 10 المزمل
قال ابن كثير رحمه الله
يَقُول تَعَالَى آمِرًا رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّبْرِ عَلَى مَا يَقُولهُ مَنْ كَذَّبَهُ مِنْ سُفَهَاء قَوْمه وَأَنْ يَهْجُرهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا وَهُوَ الَّذِي لَا عِتَاب مَعَهُ .
و الله اعلم و يليها ان شاء الله ما جاء من الاحاديث فى نفس الباب
| |
|
| |
ايه مشرفة
عدد المساهمات : 1354 تاريخ التسجيل : 04/11/2010
| موضوع: رد: الجهاد فى القران و السنه الثلاثاء 31 يناير - 8:46 | |
| تشريع الجهاد و الامر بالصبر عند بدء الدعوة اللهم يسر قال الامام البخاري رحمه الله فى صحيح الذي هو اصح كتاب بعد كتاب الله تعالى عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قُلْنَا لَهُ أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ 3343-6430-3563
المناقب , علامات النبوة فى الاسلام و ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين
و باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر
و رواه ابي داود 2278كتاب الجهاد باب الاسير يكره على الكفر و رواه احمد 20148-20158-20161-25959 و عن عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَى قَطِيفَةٍ فَدَكِيَّةٍ وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَرَاءَهُ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ قَالَ حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فَإِذَا فِي الْمَجْلِسِ أَخْلَاطٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَالْيَهُودِ وَالْمُسْلِمِينَ وَفِي الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَلَمَّا غَشِيَتْ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ خَمَّرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ ثُمَّ قَالَ لَا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا فَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ وَقَفَ فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِمْ الْقُرْآنَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ أَيُّهَا الْمَرْءُ إِنَّهُ لَا أَحْسَنَ مِمَّا تَقُولُ إِنْ كَانَ حَقًّا فَلَا تُؤْذِنَا بِهِ فِي مَجْلِسِنَا ارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ فَمَنْ جَاءَكَ فَاقْصُصْ عَلَيْهِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاغْشَنَا بِهِ فِي مَجَالِسِنَا فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ حَتَّى كَادُوا يَتَثَاوَرُونَ فَلَمْ يَزَلْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَنُوا ثُمَّ رَكِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَابَّتَهُ فَسَارَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا سَعْدُ أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ قَالَ كَذَا وَكَذَا قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْفُ عَنْهُ وَاصْفَحْ عَنْهُ فَوَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ لَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالْحَقِّ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ لَقَدْ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ عَلَى أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيُعَصِّبُوهُ بِالْعِصَابَةِ فَلَمَّا أَبَى اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ شَرِقَ بِذَلِكَ فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ فَعَفَا عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنْ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ كَمَا أَمَرَهُمْ اللَّهُ وَيَصْبِرُونَ عَلَى الْأَذَى قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْآيَةَ وَقَالَ اللَّهُ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا 186ال عمران الآية وقال الله وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ109البقرة إِلَى آخِرِ الْآيَةِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَأَوَّلُ الْعَفْوَ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ حَتَّى أَذِنَ اللَّهُ فِيهِمْ فَلَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدْرًا فَقَتَلَ اللَّهُ بِهِ صَنَادِيدَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ قَالَ ابْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَعَبَدَةِ الْأَوْثَانِ هَذَا أَمْرٌ قَدْ تَوَجَّهَ فَبَايَعُوا الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا 4200-5739 كتاب تفسير القران باب ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين
و كتاب الادب باب كنية المشرك
و فى سنن النسائي و هو صحيح
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَأَصْحَابًا لَهُ أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي عِزٍّ وَنَحْنُ مُشْرِكُونَ فَلَمَّا آمَنَّا صِرْنَا أَذِلَّةً فَقَالَ إِنِّي أُمِرْتُ بِالْعَفْوِ فَلَا تُقَاتِلُوا فَلَمَّا حَوَّلَنَا اللَّهُ إِلَى الْمَدِينَةِ أَمَرَنَا بِالْقِتَالِ فَكَفُّوا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ3036كتاب الجهاد باب وجوب الجهاد صححه احمد شاكر عمدة التفاسير 1/540 و الالباني رحمه الله فى صحيح النسائي و الوادعى رحمه الله فى الصحيح المسند633 و فى اسباب النزول 81و قال: الاولى ان يقال رجاله رجال الصحيح. الدعوة و الجهاد
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ,اما بعد: ان الدعوة الى الله جل و علا طريق ليس بالسهل الهين و هى تحتاج الى صبر و تحمل و علو همه و عزيمه و حكمه و رحمه و شدة -لكن فى محلها رعاك الله-.. هذا لان الداعية الى الله يمشى على اثر خطى النبي صلى الله عليه و سلم و هل ارتاح رسول الله صلى الله عليه و سلم منذ ان امره الله بالتبليغ و قد اخذت الدعوة الى الله عقله و لبه صلى الله عليه و سلم. اذكركم بالسب و الايهانه و القذف و الطعن و الهمز و اللمز و الاذى الذى مر به رسول الله صلى الله عليه و سلم كله كان من اجل تبليغ رسالة الله. فلا قال لهم اعبدونى من دون الله او عظمونى او اعطونى اموالكم لى و انما امرهم بعبادة الله رب العالمين و لا حول و لا قوة الا بالله. اذكر مرة كنت فى بيت من بيوت الله و كنا بعد صلاة الفجر جلوس نذكر الله انا و بعض الاخوه و بيننا رجل نحسبه من اهل العلم و لكنه لم يصرح و اراد خادم المسجد طردنا و كان اهل الحى فى غلظه معنا لاننا كنا على الدعوه السلفيه فسائلت هذا الفاضل لماذا يعاملوننا هكذا فقال لى ايه منذ ان سمعتها و انا اطيب بها قلبي كثيرا عند الشدائد فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ56النمل [frame="5 80"] الناس من جهة الأصل أكفاء أبوهم آدم والأم حواء نفس كنفس وأرواح مشابهة وأعظم خلقت فيهم وأعضاء فإن يكن لهم من أصلهم حسب يفاخرون به فالطين والماء ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء ففز بعلم تعش حياً به أبداً فالناس موتى وأهل العلم أحياء [/frame] قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فى كتاب الأصول الثلاثة: اعلم -رحمك الله- أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل. الأولى : هي العلم، وهي معرفة الله -تبارك وتعالى- ومعرفة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة دين الإسلام . المسألة الثانية : العمل به ) أي العمل بالعلم . ( المسألة الثالثة : الدعوة إليه المسألة الرابعة : الصبر على الأذى فيه ) قال الشيخ محمد حسان معلقا على هذه الكلمات القيمة ( اعلم -رحمك الله-) بداية يستثير بها الاهتمام، بداية يستجيش بها العواطف، بداية يحرك بها الوجدان ( اعلم -رحمك الله-) أي جعلك الله أهلاً لرحمته وفضله، وأود أن أقف هنا لحظات؛ لأذكر طلبة العلم، والدعاة إلى الله -تبارك وتعالى- أن يبدأوا دعوتهم مع المكلفين، ومع المخلوقين، ومع الناس برحمة، برقة...قال الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم- ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران:159] . وأود من طلابنا أن يفرقوا بين مقامين في غاية الأهمية: بين مقام الدعوة إلى الله، ومقام الجهاد؛ لأنني أرى خلطاً رهيباً بين مقام الدعوة والجهاد، فمقام الجهاد غلظة ورجولة ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾ [التوبة:73 ] لكنك في مقام الدعوة لست في مقام جهاد، وإنما في مقام دعوة، مقام الدعوة الرحمة، مقام الدعوة الحكمة، مقام الدعوة اللين، وهذا المنهج الدعوي -أيها الأحبة- منهج توقيفي، لم يدعه ربنا -تبارك وتعالى- لنبي من الأنبياء، ولا لرسول من الرسل، فضلاً عن داعية من الدعاة، وإنما هو منهج توقيفي لا يختلف باختلاف الزمان والمكان، إن كنت في دعوة فعليك أن تكون رحيماً رقيقً مهذباً مؤدباً، عليك أن تعلم أنك تخاطب خلقاً، تخاطب بشراً، تخاطب نفوساً بشرية فيها الإقبال والإحجام، فيها الخير والشر، فيها الحلال والحرام، فيها الطاعة والمعصية، فيها الفجور والتقوى، فيها الإقبال والإدبار، فعليك أن تكون ملماً بمفاتيح هذه النفس البشرية؛ لتسبر أغوارها، ولتتغلغل إلى أعماقها، محال أن تدخل قلب من تدعوه إلى الله، وأن تبلغه عن الله وعن رسوله إلا برحمة، وإلا برقة، إلا إذا قلت له: اعلم رحمك الله، اعلم رحمك الله، فما أرقها من بداية! وما أجملها من بداية! فمقام الدعوة ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ ﴾ [النحل:125] الحكمة: ليست كلمة يرددها داعية أو عالم، هكذا . قال ابن القيم رحمه الله : الحكمة هي فعل ما ينبغي، في الوقت الذي ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، وأركانها العلم، والحلم، والأناة، وآفاتها، وأضادها، ومعاول هدمها: الجهل،والطيش، والعجلة. ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾ وقال الله لنبيين كريمين هما موسى وهارون -على نبينا وعليهما أفضل الصلاة والسلام:- ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾[ طه: 43-44] قال قتادة: سبحانك ربي ما أحلمك، تأمر موسى وهارون أن يقولا لفرعون قولاً ليناً، إن كان هذا حلمك بفرعون الذي قال: أنا ربكم الأعلى، فكيف يكون حلمك بعبد قال: سبحان ربي الأعلى... ( المسألةُ الأولى : العلم ) وعرف الشيخ العلم بقوله: ( هو معرفة الله، ومعرفة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة دين الإسلام بالأدلة ) فما أمر الله -جلّ وعلا- نبيه -صلى الله عليه وسلم- بطلب الازدياد من شيء في هذه الدنيا إلا العلم فقال -جلّ وعلا:- ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْم﴾[طـه: 114] . فالعلم: هو الأنيس في الوحدة، وهو الأنيس في الغربة، وهو المحدث في الخلوة، به يعرف الله ويوحد، ويعبد ويحمد ويمجد، لا يمنحه الله -تبارك وتعالى- إلا للسعداء، ولا يحرم منه إلا الأشقياء، ولقد استمعنا بل واغرورقت عيني بالدموع؛ لهذه الكلمات الرقراقة الجميلة لشيخنا سماحة الوالد عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- في بداية الحلقة، وهو يذكرنا بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين من حديث معاوية ابن أبي سفيان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) فقال الشيخ: فمن لم يتفقه في الدين ما أراد الله به خيراً، ولا حول ولا قوة إلا بالله . فمن أراد الله به الخير علمه، وفقهه في دين الله -تبارك وتعالى-. الأمر بالعلم قبل القول والعمل العلم مقدمٌ على العمل، واستدل المصنف -رحمه الله تعالى- على ذلك بهذه الترجمة الفقيهة البليغة للإمام البخاري -رحمه الله- في كتاب العلم، حيث قال "باب العلم قبل القول والعمل"، وصدر هذا الباب بقول الله جلّ وعلا ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ﴾ [البقرة: 19]، أمر الله جلّ وعلا نبيه في هذه الآية الكريمة بأمرين: فبدأ بالعلم وثنى بالعمل .
لماذا العلم قبل القول والعمل ؟ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى "قدم الله العلم على العمل؛ لأن العلم هو المصحح للنية التي يصح بها كل قولٍ وكل عمل"، إذًا قبل أن تتكلم وقبل أن تعمل يجب أن تتعلم، وتحدثت عن هذ المسألة، ولا أريد أن أكرر ما ذكرته في اللقاء الماضي بفضل الله جلّ وعلا.
العلم النافع هو الباعث على العمل المسألة الثانية: العمل، العمل بالعلم، فكل علمٍ لا يفيد عملا ليس في الشرع ألبته ما يدل على استحبابه أو استحسانه، إذًا العلم النافع الذي مدح الله ورسوله أهله على الإطلاق هو العلم الباعث على العمل، قال الله جلّ وعلا ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴿2﴾ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3]، وقال الله جلّ وعلا ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44]، الفارق الكبير بين السلف والخلف إننا نرى بونًا شاسعًا وهوة سحيقة بين القول والفعل، ترى الآن تنظيرًا باهتًا باردًا، وما أيسر التنظير، لكن أين العمل؟! كان مالك بن دينار رحمه الله تعالى يقول "إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا"، أي كما يزل الماء عن الحجر الأملس، كم من مذكر بالله وهو ناسٍ له، وكم من مخوف من الله وهو جرئٌ على الله، وكم من تالٍ لكتاب الله وهو منسلخ عن آيات الله، وكم من مقرب إلى الله وهو بعيد عن الله، اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص في الأقوال والأعمال والأحوال. هل تتصور أن النبي صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، الذي فُطر على التوحيد، الذي عصمه الله جلّ وعلا، هل تتصور أنه كان يدعو الله تبارك وتعالى وكان يعوذ بالله من علم لا ينفع، هل فكر كثيرٌ من طلاب العلم الجرءاء الآن على التطاول على الرموز، هل فكر كثيرٌ من هؤلاء الجرءاء الذين يتطاولون على العلماء ورموز هذه الأمة، هل فكر أحدهم في استعاذة رسول الله صلى الله عليه وسلم من علم لا ينفع، هل هناك علم لا ينفع؟ نعم، هناك علم لا ينفع، العلم الذي لا يورث صاحبه الأدب لا ينفعه، العلم الذي لا يورث صاحبه الخشيه لا ينفع، العلم الذي لا يورث صاحبه التواضع لله ولرسول الله ثم لأهل العلم لا ينفعه, سئل الإمام أحمد مَن العالم؟ قال ليس العلم بكثرة الرواية والدراية، ولكن العلم خشية الله، قال تعالى ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]. روى مسلم وغيره من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع )، الرسول صلى الله عليه وسلم، هل استعذت أنت بالله من علم لا ينفع؟ يا حملة العلم اعملوا به، فإن العالم من علم ثم عمل ووافق علمه عمله، وسيأتي أقوامٌ يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، يخالف علمهم عملهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم، يقعدون حلقًا يباهي بعضهم بعضًا، حتى إن أحدهم ليغضب على جليسه إن تركه جلس إلى غيره، أولئك لا ترفع أعمالهم تلك إلى الله عزّ وجلّ .(اثر ضعيف و لكن قاله الشيخ كمثل لا اثر) فالقضية إذًا أيها الأحبة قضية عمل، أنا أقول لطلابنا قد يكون من اليسير جدًا أن نقدم منهجًا نظريًّا في التربية والأخلاق، بل إن المنهج موجود، القرآن موجودٌ بين أيدينا، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم موجودة بين أيدينا، فمن اليسير جدًا أن نقدم منهجًا نظريًّا في التربية والأخلاق، لكن هذا المنهج سيظل حبرًا على الورق ما لم يتحول هذا المنهج في حياتنا إلى واقعٍ عمليٍّ ومنهج حياة، وهذا هو السر الذي من خلاله استطاع نبينا صلى الله عليه وسلم أن يقيم للإسلام دولة من فتات متناثر وسط صحراء تموج بالكفر والجهل موجًا، فإذا بدولة الإسلام بناءٌ شامخٌ لا يطاوله بناء، وذلك في فترة لا تُساوي في حساب الزمن شيئًا على الإطلاق، وذلك يوم أن نجح نبينا صلى الله عليه وسلم في طبع عشرات الآلاف من النسخ من المنهج القرآني والنبوي، لكنه لم يطبعها بالحبر على صحائف الأوراق في بطون الكتب والمجلدات أو عبر أشرطة الكاسيت أو السديهات، وإنما طبعها صلى الله عليه وسلم على صحائف قلوب الصحابة بمداد من التقى والهدى والنور، فانطلق الصحب الكرام وحولوا هذا المنهج الرباني والقرآني والنبوي إلى منهج حياة، إلى واقع يتألق سموًّا وعظمة وصدقًا وإخلاصًا وعملا وبناءً.
| |
|
| |
ايه مشرفة
عدد المساهمات : 1354 تاريخ التسجيل : 04/11/2010
| موضوع: رد: الجهاد فى القران و السنه الثلاثاء 31 يناير - 8:48 | |
| الدعوة و الجهاد
فضل الدعوة إلى الله إذًا، الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، الدعوة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، الدعوة إلى الإسلام، الدعوة إلى العمل بهذا الدين، الدعوة إلى العمل بالأمر، الدعوة إلى العمل باجتناب النهي، الدعوة إلى العمل بالوقوف عند حدود الله تبارك وتعالى، والدعوة إلى الله أيها الأفاضل من أعظم القربات التي افترضها الله على هذه الأمة، وقد دلت الأدلة من القرآن والسنة على وجوب الدعوة إلى الله على منهج رسول الله r فقال الله سبحانه وتعالى ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]، وقال الله جلّ وعلا ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108] . قال ابن القيم رحمه الله: "ولا يكون الرجل من أتباع النبي r حقًا حتى يدعو إلى ما دعى إليه النبي r على بصيرة"، الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، شرف هذه الأمة، ونسب هذه الأمة. ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]، هذه الخيرية ليست ذاتية، وليست عرقية، وليست عصبية، ولكنها خيرية مستمدة من حمل الأمة لهذه الرسالة المباركة لأهل الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]، فأمة النبي r أمة دعوة، أمة بلاء، أمة رسالة، ما شُرفت الأمة إلا لحملها هذه الرسالة، تدبروا هذا الأمر لنبيه ﴿ قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا * إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ ﴾ [الجن: 22، 23]، أمرٌ مهيب، أمرٌ جليل، ﴿ قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا * إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ ﴾، إلا أن أبلغ دين الله، إلا أن أبلغ رسالة الله تبارك وتعالى، فالأمة ما شرفت إلا بالدعوة، وما كرمت إلا لحمل هذا الدين، وما عزت الأمة إلا يوم رفعت راية الدعوة إلى الله على منهج النبي r ، وما زلَّت الأمة وهانت إلا يوم أن تخلت عن هذه الأمانة العظيمة والشرف الكبير والتبعة الثقيلة. ﴿ يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾ [المدثر: 1، 2]، فقام ورب الكعبة ولم يذق طعم الراحة حتى لقي الله جلّ وعلا، وحتى أنزل الله عليه قوله ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3] . بل لقد قال شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى "الدعوة إلى الله الآن فرض عين على كل مسلم ومسلمة، كل بحسب قدرته واستطاعته، لأننا نعيش زمانًا انتشر فيه الباطل وأهله، -والله- ما انتشر الباطل وأهله إلا يوم أن تخلى عن الحق أهله"، فواجبٌ على كل مسلم ومسلمة أن يبلغ دين الله على قدر استطاعته بقدر ما عَلَّمَه الله تبارك وتعالى من العلم، ألم تحفظ آية من كتاب الله، ألم تحفظ حديثًا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ...قال صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي وغيره بسند صحيح من حديث ابن مسعود رضي الله عنه الله ( نضر الله امرءً )، رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لك بنضارة الوجه يا من تبلغ عن الله وعن رسوله( نضر الله امرءً سمع منا حديثًا فبلغه كما سمعه، فرُب مبلغ أوعى من سامع ) . وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا وكان له من أمته حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنه تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل )، فأسأل الله أن يجعلنا جميعًا من حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم. لن تكون أبدًا من حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من أتباعه حقًا حتى ترفع نفس الراية التي رفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى تتحرك بين الناس بذات المنهج الذي تحرك به بين الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تدعو إلى الله بمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصيرة، بحكمة بالغة، بكلمة رقيقة رقراقة، بموعظة حسنة، فالمنهج توقيفي، منهج الدعوة إلى الله توقيفي، لم يدعه الله لنبي من الأنبياء فضلا عن داعية من الدعاة، أصول المنهج الدعوي لا تختلف باختلاف الزمان والمكان، قد تختلف الوسلية، فما نحن فيه الآن وسيلة تتفق مع عصرنا وزماننا، والشريط وسيلة، والمحاضرة عبر الإذاعة وسيلة، وإعلانٌ لمحاضرة في التلفاز أو في جريدة وسيلة، تختلف الوسائل باختلاف الزمان والمكان، أما المنهج فتوقيفي، لا يختلف ألبتة باختلاف الزمان والمكان، أصوله ﴿ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125]، قال تعالى ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159]، قال تعالى ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طـه: 43، 44]. هذه أصول المنهج الدعوي، وحياة النبي r في الدعوة إلى الله تطبيقٌ عمليٌّ لهذه الأصول... ( الصَّبْرُ عَلَى الأَذَى فِيهِ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ وَالْعَصْرِ ﴿1﴾ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿2﴾ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴿3﴾﴾[ العصر:1-3] ). وقال الله - سبحانه وتعالى - وقد جمع للصابرين هذه البشريات التي لم يجمعها لغيرهم قال - جلّ جلاله - ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾[البقرة:155] . من الصابرون؟ قال الله - جلّ جلاله - ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿155﴾ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾[البقرة:156] انظر إلى فضل الله عليهم ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾[البقرة:157] . فجمع الله للصابرين من البشريات ما لم يجمعه أبداًُ لغيرهم ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ . بل بين الله كرامة الصابرين حين تدخل الملائكة عليهم الجنة لتبشرهم ولتحييهم هذه التحية الكريمة فقال - سبحانه وتعالى - ﴿ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ﴿23﴾ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾[الرعد:23-24]. ثم أجمل الله - جلّ جلاله - فضل الصابرين فقال - سبحانه وتعالى - ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾[الزمر: 10] . قال ابن القيم: إذا تزوج الصبر باليقين حصل بينهما ولادة الإمامة في الدين، قال - جلّ جلاله - ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾ [السجدة:24] . السؤال ما الصبر ؟ الصبر -أيها الأحبة- لغة: هو الحبس والمنع . فهو: حبس النفس عن الجزع، وحبس اللسان عن التشكي وحبس الجوارح عن المعاصي. الصبر منهج الصبر دين ليس مجرد كلمة يرددها مبتلى، بعد أن يقول ما يسخط ربه - تبارك وتعالى - وبعد أن يفعل ما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن فعله ثم بعد ذلك يقول أنا صابر، كلا كلا، إنما الصبر عند الصدمة الأولى، فالصبر حبس النفس عن الجزع، وحبس اللسان عن التشكي عن الشكوى، وحبس الجوارح عن المعاصي. التحقيق أن الشكوى نوعان: شكوى محمودة . وشكوى مذمومة . شكوى إلى الله، وشكوى من الله، أما الشكوى إلى الله فهي من كمال وتمام العبودية، فلقد ذكر الله - تبارك وتعالى - نبياً كريماً من أنبيائه ألا وهو يعقوب على نبينا وعليه الصلاة والسلام، الذي قال الله عنه ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ﴾[يوسف: 18] والصبر الجميل هو الصبر الذي يستعلي صاحبه عن الألم وعن الشكوى، هو الصبر الذي يبتغي به صاحبه وجه الله - تبارك وتعالى - فهو لا يصبر من أجل أن يقول الناس صبر، ولا خوفاً من أن يقول الناس جذع، لا، بل هو يستعلي على آلامه وأحزانه ابتغاء وجه الله - تبارك وتعالى - هذا هو الصبر الجميل، فيعقوب على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام يقول: ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾[يوسف: 18] . فالشكوى إلى الله لا تنافي الصبر بل اشكو حالك إلى الله، واشكوا فقرك إلى الله، واشكو ضعفك إلى الله، واشكوا عجزك إلى الله، وقم بالليل واطرح قلبك بذل وانكسار بين يديه واشكوا له كل ما تعاني . إذاً الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر بل هي من كمال العبودية لله - جلّ جلاله - . أما الشكوى من الله فهي التي تنافي الصبر، أن تشكو الخالق إلى المخلوق، وأن تشكو الرازق إلى المرزوق، وأن تشكو الرحمن الرحيم، إلى من لا يرحم، فالله - جلّ جلاله - ليس أحد أرحم بعباده منه، ليس أحد أرحم بخلقه منه، أولم يقل نبينا - صلى الله عليه وسلم - ( لله أرحم بعباده من رحمة الأم بولدها ) . إذاً الصبر أيها الأحبة هو حبس النفس عن الجزع، وحبس اللسان عن التشكي، وحبس الجوارح عن المعاصي .
أقسام الصبر صبرٌ على الطاعة، أو صبرٌ على المأمور. وصبرٌ عن المعصية، أو صبرٌ عن المحظور. وصبرٌ على البلاء، أو صبر على المقدور . الإيمان يا أخوة ليس مجرد كلمة ترددها الألسنة فقط، لا، بل معتقدنا الذي ندين الله به أن الإيمان قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالجوارح والأركان، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، ولو كان، احفظوا مني هذا، لو كان طريق الدعوة إلى الله هيناً ليناً سهلاً مفروشاً بالورد والزهور والرياحين لسهل على كل إنسان أن يكون صاحب دعوة، ولاختلطت حينئذ دعوة الحق بدعاوى الباطل وما أكثرها . ولا يجوز أبداً أن يردد الإنسان كلمة الإيمان دون أن يمحص وأن يبتلى، أيثبت على الدرب أم ينكص على عقبيه؟ قال - جلّ جلاله - ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾[الحج:11] . ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ﴾[العنكبوت:2] ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾[العنكبوت:3] لقد هُزم المسلمون في أحد، لا تجمل اللفظة أبداً، نعم هُزموا، وقائد الميدان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتساءل الصحابة كيف نهزم ؟ وقائد الميدان رسول الله، كيف نهزم وعدونا هم المشركون؟ فنزل قرآن يربي الصحابة والأمة من بعدهم ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ﴾ لا تعلق أخطاءك على الحكام تارة ولا على العلماء تارة ولا على الأعداء تارة بل تقصيرك أنت هو السبب، وتقصيري أنا هو السبب، لماذا أنظر إلى القذاة في عينك، وأغض الطرف عن عود في عيني؟ لماذا نبرر لأنفسنا دائماً الأخطاء والتقصير؟ لماذا نعلق دائماً على غيرنا، ونتجاهل سنن الله في الكون التى لا تجامل أحداً من الخلق بحال مهما ادعى لنفسه من مقومات المحاباة؟ تسمع الآن من يقول إحنا حبايب النبي، وإحنا بتوع النبي، واللى يحب النبي يزأ"يدفع"، ما هذا ؟ هذا خلل في فهم القرآن وفى فهم السنة وفي فهم سنن الله الكونية التى يضبط بها الكون، ويضبط بها الحياة. ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾[الرعد:11] . قال تعالى ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾[الأنفال:53] سنن ثابتة لا تتبدل ولا تتغير، فالشباب الآن متعجل النصر مع أننا لم نبذل بعد كل أسباب النصر، كل أسباب التمكين، كل أسباب العز، لا نريد إلى هذه اللحظة أن نتعلم الصبر. الكل متعجل بل الكل يتساءل الآن وربما بجرأة لماذا لا ينصرنا الله ؟ لماذا؟ جرأة على الله - تبارك وتعالى - أنت لست مسئولاً عن النتائج، ولست أغير على دين الله من الله، ولست أغير على المستضعفين الذين تسفك دماؤهم وتمزق أشلاؤهم من الله، ولست أغير على الدين ولا على الأمة من الله، لكن الله لا يعجل لعجلة أحد . تدبروا هذا الدرس أيها الأحبة، ولكن الله لا يعجل لعجلة أحد أبداً، ما عليك إلا أن تبذل وأن تأخذ بالأسباب وأن تبذر في حقل الإسلام بذراً صحيحاً على القرآن والسنة بفهم سلف الأمة وأن نتأدب مع الله وندع النتائج له - تبارك وتعالى - فإن الله - عزّ وجلّ - لا يعجل بعجلة أحد . وأكرر من تعجل الشيء قبل آوانه عوقب بحرمانه، سنن ثابتة لا تتبدل ولا تتغير . فتدبر معي مرة أخرى قول الله - جلّ جلاله - ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا ﴾ ويفتح صدره على آخره آمنا، ثم إذا تعرض لمحنة أو فتنة أو ابتلاء، نكص على عقبية وترك الدرب وحاد عن الطريق ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ﴿2﴾ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ تصور أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يبتلى ويؤذى فالطريق لابد أن تؤذى فيه، ولابد أن تصبر نفسك على الأذى الذي ستتعرض إليه على هذا الدرب وعلى هذا الطريق. فمن سلك هذا الدرب لابد أن يؤذى، قال - جلّ جلاله - ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ ﴾[الفرقان:31] . وقال - جلّ جلاله - ﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ ﴿29﴾ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ﴿30﴾ وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ ﴿31﴾ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ ﴿32﴾﴾ [ المطففين:29-32] أصوليون، وصوليون، فضوليون، فوضويون، همجيون، رجعيون، متأخرون، متخلفون، جامدون، لا يفهمون الواقع، لا يعرفون شيئاً عن الزمن، إلى آخر هذه التهم المعلبة، التى تكال الآن للمؤمنين في الليل والنهار، سنة، سنة، لا تتعجل ولا تغضب ولا تحزن، بل أنا أتصور أن المؤمن العاقل يستبشر لأن الله يشهد له في هذه الآية بالإيمان إن تعرض للأذى والتهم وهو على الحق فليبشر؛ لأنها شهادة له من الله أنه على الإيمان ﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ ﴾ شهادة من الله تعالى. فأرجو أن تتصوروا أنه ما من رسول ولا نبي ولا مصلح سلك هذا الدرب سلك الطريق إلى الله، سلك طريق الدعوة إليه - جلّ جلاله - إلا وتعرض للأذى إلا وتعرض للمحن، إلا وتعرض لابتلاءات، والمؤمن هو الذي يصبر نفسه على الأذى وعلى المحن وعلى الفتن حتى يلقى الله - جلّ جلاله - وليس من الضرورة أن يجني ثمرة الصبر في حياته بل النصر الحقيقي أن تموت وأنت على الدين . هذا هو النصر، أن تظل ثابتاً على دين الله - جلّ جلاله - حتى تلقى الله - تبارك وتعالى - وليست بالضرورة ألبتة أن تجني ثمرة الصبر على الأذى في عصرك في عهدك، ولا في عهد ولدك ولا في عهد أحفادك ليس هذا من شأننا ولا من شأن العبيد، إنما هو أمر شأن العزيز الحميد - جلّ جلاله - الذي ينصر دينه وقتما أراد أن ينصر دينه، ويمكِّن لدينه في الوقت الذي أراد أن يمكِّن لدينه، فما علينا نحن إلا أن نبذل وأن نمتثل وأن نجتنب، وأن نقف عند الحد وأن نعمل ما أمر الله به ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وأن ندع النتائج له - تبارك وتعالى - . ما من نبي ولا رسول إلا وتعرض للأذى ﴿ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ ﴾[الأنعام: 34] انظر إلى هذا الخطاب إلى النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ﴿ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ﴾ [الأنعام:34]. تصور أن الأذى يشتد بالنبى - صلى الله عليه وسلم - وهو صاحب أطهر وأشرف نفس يشتد به الأذى على الحد الذي يحتاج فيه النبي إلى أن يُذَكر من ربه العلي بقوله ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴾[الاحقاف:35] . هل استوعبتم مني هذه الكلمات؟ أقول تصور أن الأذى قد اشتد بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الحد الذي احتاج فيه نبينا وهو صاحب النفس الزكية، وهو صاحب النفس المطمئنة، وهو صاحب التوكل على الله - جلّ جلاله - يحتاج من شدة الأذى، أن يذكره ربه - تبارك وتعالى - بقوله ﴿ فَاصْبِرْ ﴾ أمر ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ﴾ وددت لو تدبر شبابنا واستفاد شبابنا من هذا الأمر الرباني للحبيب النبي - صلى الله عليه وسلم - فاصبر، اصبر يا أخي لا تتعجل، العنف يهدم ولا يبني، والشدة تفسد ولا تصلح، وما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع الرفق من شيء إلا شانه . هذا الذي يريد النصر والعزة والاستخلاف والتمكين، ولم تقدم الأمة الآن كل أسباب النصر والعز والاستخلاف والتمكين، هذا متعجل ويريد أن يجني الثمرة قبل أن تنضج، وهذا مخالف لسنن الله في الكون . فمن تعجل الشيء قبل آوانه عوقب بحرمانه كما ذكرت قبل ذلك مرتين .
| |
|
| |
ايه مشرفة
عدد المساهمات : 1354 تاريخ التسجيل : 04/11/2010
| موضوع: رد: الجهاد فى القران و السنه الثلاثاء 31 يناير - 8:50 | |
| مازلنا مع فضيلة الشيخ للفائدة فتابعوا معى رحمكم الله يا أخوة تعرض النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصناف الأذى والفتن والمحن والابتلاء، بل لقد أبرقت مكة وأرعدت وأرغت مكة وأزبدت ودقت طبول الحرب وأوعدت، وصبت مكة كلها جام غضبها على ابنها البار الذي خلعت عليه بالإجماع قبل النبوة الصادق الأمين، لا إله إلا الله، هم الذين لقبوه بهذا، هم الذين خلعوا عليه هذا اللقب، دخل علينا الصادق الأمين، ومع ذلك فهم الآن يصبون جام غضبهم عليه لأنه يدعوهم الآن إلى توحيد الله - تبارك وتعالى - والكفر بالطواغيت والأنداد والأرباب والآلهة المكذوبة الباطلة المدعاه. من هذه اللحظة لم يتوقف الأذى، بل والله لقد تعرض النبي للخنق على يد عقبة بن أبي معيط، عليه من الله ما يستحقه، حتى كادت أنفاس النبي أن تخرج وجاء الصديق ليرد هذا الشقي الفاجر عن رسول الله وهو يقول: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله. وضع التراب على رأس النبي - صلى الله عليه وسلم - كما روى الطبري وغيره بسند حسن، بل لقد وضعت النجاسة على ظهره - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد بين يدي الله - تبارك وتعالى - كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال ( قال أبو جهل أيكم يجيء بسلا جذور بني فلان فيلقيه على ظهر محمد إذا سجد، فانبعث أشقى القوم، عقبة بن أبي معيط، وجاء بسلا الجذور، بهذه القاذورات، والنجاسات وانتظر حتى سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فألقى هذا الشقي النجاسة على ظهر النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد ) أرجو أن تعيش هذا المشهد، ( وظل النبي ساجدا والمشركون المجرمون يحيل بعضهم على بعض أي يضحكون ويتمايلون بطراً وكبراً ورسول الله ساجد والنجاسة على رأسه وعلى ظهره، يقول عبدالله بن مسعود وأنا لا أستطيع أن أفعل له شيئاً، حتى جاءت فاطمة ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأزالت النجاسة عن ظهره الشريف، فجلس النبي بعدما انتهى من صلاته ويقول اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش)، أنا أسألك أخي هل وضعت النجاسة على ظهرك؟ هل وضع التراب على رأسك؟ هل خنقت خنقاً شديداً حتى كادت أنفاسك أن تخرج وأنت على هذا الدرب على طريق الله - تبارك وتعالى - ؟ هذا نبينا يؤذى هذا الإيذاء، بل لقد قال أبو جهل والحديث رواه مسلم أيعفر محمد وجهه بين أظهركم، يعني يأتي ليسجد لربه بين أظهرنا، واللات والعزى لئن جاء محمد ليسجد لأطأن عنقه ولأعفرن وجهه، يزعم هذا الوغد أنه سيطأ بقدمه عنق ورأس رسول الله وهو ساجد بين يدي ربه - جلّ جلاله - وبالفعل سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - لربه فجاء أبو جهل وهو يزعم أنه سيطأ عنق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففاجئ القوم بأنه يعود إلى الخلف القهقرة ويدفع بيديه هكذا، هكذا، قالوا ما وراءك يا أبا الحكم، قال إن بيني وبين محمد خندقاً من نار، وإني لأرى أجنحة فلما انفلت النبي - صلى الله عليه وسلم - من صلاته قال ( والذي نفسي بيده لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواًَ ) . بل لقد قال النبي يوماً لعائشة كما في الصحيحين ( قالت يا رسول الله هل أتى عليك يوماً أشد من يوم أحد؟ ) أحد تعرض النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا اليوم للقتل، بل لقد شج وجهه الشريف، ودخلت حلقة المغفر في وجنتيه الشريفتين، وكسرت رباعيته، وانتشر بالفعل في الميدان خبر قتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقد ألقى بعض الصحابة السلاح بالفعل، واستسلموا للموت، حتى مر عليهم أنس بن النضر وحديثه في الصحيحين قال ما تصنعون لما ألقيتم السلاح ؟ قالوا مات رسول الله فما نصنع بالحياة بعده؟ قال قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله . إلى هذا الحد ؟ نعم فالسيدة عائشة تقول ( هل أتى عليك يوماً كان أشد من يوم أحد؟ ) اسمع ماذا قال ( قال لقد لقيت من قومك ما لقيت يا عائشة، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ) يقصد يوم الطائف ( يوم عرضت نفسي على ابن عبد يليل بن عبد كلال ) وهو من أشراف أهل الطائف ( فلما لم يجبني إلى ما أردت عدت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ) قرن الثعالب مكان يبعد عن الطائف بخمسة كيلو . تصور أنه لم يستفق من الهم من الألم من الأذى، دعوة مطاردة، وأصحاب مشردون في الحبشة، وأصحاب معذبون في مكة، وصاحب الدعوة مطارد، ( لم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب وإذا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فرأيت جبريل - عليه السلام - ينادي السلام عليك يا محمد ) - صلى الله عليه وسلم - ( إن الله سمع قول قومك لك، وما ردوا به عليك وقد أرسل إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت، قال فناداني ملك الجبال وقال السلام عليك يا محمد، إن الله بعثي إليك فمرني بما شئت، لو أمرتني أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت ) والأخشبان جبلان عظيمان يقال للأول أبو قبيس ويقال للثاني الأحمر (لو أمرتني أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت ) . والله يا أخوة لو كان النبي - صلى الله عليه وسلم - مما ينتقم لذاته ويثأر لنفسه لأمر النبي ملك الجبال فلحطم ملك الجبال هذه الرؤوس الصلدة والجماجم العنيدة، ولسالت بحور من الدماء لا أقول ليراها أهل الطائف بالطائف، بل ليراها أهل مكة بمكة، لكنه ما خرج لذاته قط، وما انتقم لنفسه أبداً، بل خرج وهو يحمل في قلبه ربيعاً يتجدد يتنفس، خرج وهو يحمل في قلبه أملاً ينمو كل لحظة لذا يقول لملك الجبال ( لا يا ملك الجبال، بل أرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا ) . إنه نهر الرحمة وينبوع الحنان، هذا نبينا، أنا لم أتكلم عن الأذى الذي تعرض له نوح، ولم أتكلم عن الأذى الذي تعرض له إبراهيم ، ولم أتكلم عن الأذى الذي تعرض له موسى، أو تعرض له عيسى، أو تعرض له زكريا، أو تعرض له يحيى، وإنما أتكلم عن الأذى الذي تعرض له نبينا، فهو أشرف نبي وأقرب نبي من الرب العليّ ومع هذا يتعرض لهذا الأذى، ويتعرض لهذه المحن، وهذه الفتن، وهذه الابتلاءات. قيل له يا رسول الله، أي الناس أشد بلاءً ؟ قال ( الأنبياء ) أنا لا أقول العصاة، ولم يقل مذنبون وإنما قال ( الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه ) وفى لفظ قال - صلى الله عليه وسلم - ( وما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشى على الأرض وليس عليه خطيئة ) ارجع معي للآية ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ﴿2﴾ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾[العنكبوت:2-3]. الله - جلّ جلاله - يقول ﴿ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ وهل لا يعلم الله الصادق من الكاذب إلا بعد وقوع الفتنة والمحنة والابتلاء ؟ كلا كلا، فالله - جلّ جلاله - يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن، لو قدر الله - عزّ وجلّ - له أن يكون لعلم كيف يكون. ما من جبل على ظهر الأرض إلا ويعلم الله ما في قعره ما في وعره، وما من بحر ولا نهر على سطح الأرض إلا ويعلم الله ما في وعره، وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه، قال - جلّ جلاله - ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾[الأنعام:59] . إذاً لماذا؟ تدبروا هذا الجواب البديع، قال علماؤنا: ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾[العنكبوت:3] قالو: الله - عزّ وجلّ - لا يحاسب الخلق بمقتضى علمه فيهم، وإنما بمقتضى عملهم هم، فالله يعلم الصادق من الكاذب، لكن تأتي المحنة لتثبت للصادق صدقه، وللكاذب كذبه، فلا يعامل الخلق بمقتضى علمه فيهم وهو الحكم الحق العدل - جلّ جلاله - وإنما بمقتضى عمل الخلق بأنفسهم، فيعامل أو يجازي الصادق على صدقه ويجازي الكاذب على كذبه، ثم ليظهر للصف المسلم الصادق من الكاذب . قد يندس الكذابون والمنافقون في الصف فتأتي المحن لتبرز المنافقين ولتظهر الكذابين. إذاً لا تظهر المعادن إلا بعد التمحيص، كالذهب لا يخلص من الشوائب العالقة به إلا بعد أن يدخل النار، كذلك الفتنة تأتي لتصفى الصف لتميز الخبيث من الطيب، لتمحص العاملين والسائرين على الدرب، قال - جلّ جلاله - ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا ﴾ والله الذي لا إله غيره لم أجد في قواميس اللغة على وجه الأرض مرادفاً لقوله - جلّ جلاله - ﴿ وَزُلْزِلُوا ﴾ أبداً أترك لك أنت أن تتصور حجم هذا الزلزال ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا ﴾ اسمع ﴿ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾[البقرة:214]. وقال - جلّ جلاله - ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾[آل عمران:142]. الأمر ليس فوضى وليس ادعاءً فما أيسر الإدعاء وما أرخص الكلام، وما أسهل الزعم، والتنظير البارد بارد وميسور ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾[يوسف:110] . إذاً لابد من الأذى ولابد من المحن ولابد من الفتن، ولابد من الابتلاءات، بل الله - جلّ جلاله - يربي الأمة بالمحن، هل استوعبت هذه اللفظة، الله - جلّ جلاله - يربي الأمة بالمحن، بل وأنا أتصور أن أعصف محنة تعرض لها النبي - صلى الله عليه وسلم - وتعرض لها الصف المسلم معه هي محنة الإفك، لماذا؟ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه المحنة اتهم في عرضه اتهم في شرفه، واتهمت عائشة في شرفها وعرضها، واتهم صفوان بن المعطل السلمي واتهم الصديق - رضي الله عنه - واتهم المجتمع الإسلامي كله بهذه التهمة النكراء، ومع ذلك يقول الله - جلّ جلاله - في هذه المحنة ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾[النور:11] . قال - جلّ جلاله - ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ﴾[البقرة:216] . فلابد من المحن ولابد من الفتن ولابد من الابتلاءات ولابد من الصبر على الأذى في هذا الدرب، إنها سنة ربانية لا تتبدل ولا تتغير . نسأل الله - عزّ وجلّ - أن يرزقنا الصبر على المحن والفتن والابتلاءات حتى نلقاه إنه ولي ذلك ومولاه .انتهى كلام الشيخ من دروس التوحيد بتصرف يتبع ان شاء الله | |
|
| |
ايه مشرفة
عدد المساهمات : 1354 تاريخ التسجيل : 04/11/2010
| موضوع: رد: الجهاد فى القران و السنه الثلاثاء 31 يناير - 8:51 | |
| أَوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقِتَالِ
قال الله تعالى أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ39الحج عن عائشة رضى الله عنها قالت أَوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقِتَالِ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا قال ابن حجر عليه رحمة الله فى فتح الباري 7/327و قال إسناده صحيح و عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا أُخْرِجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَخْرَجُوا نَبِيَّهُمْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ لَيَهْلِكُنَّ فَنَزَلَتْ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَكُونُ قِتَالٌ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَهِيَ أَوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقِتَالِ قال الشيخ احمد شاكر رحمه الله فى مسند احمد 3/262 صحيح و كذا قال الشيخ الالباني رحمه الله فى صحيح الموارد 1406و صحيح النسائي3085
قال الشيخ السعدي رحمه الله كان المسلمون في أول الإسلام ممنوعين من قتال الكفار، ومأمورين بالصبر عليهم، لحكمة إلهية، فلما هاجروا إلى المدينة، وأوذوا، وحصل لهم منعة وقوة، أذن لهم بالقتال، قال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ} يفهم منه أنهم كانوا قبل ممنوعين، فأذن الله لهم بقتال الذين يقاتلون، وإنما أذن لهم، لأنهم ظلموا، بمنعهم من دينهم، وأذيتهم عليه، وإخراجهم من ديارهم. [right] {وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} فليستنصروه، وليستعينوا به، ثم ذكر صفة ظلمهم فقال: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ} أي: ألجئوا إلى الخروج بالأذية والفتنة {بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا} أن ذنبهم الذي نقم منهم أعداؤهم {أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} أي: إلا أنهم وحدوا الله، وعبدوه مخلصين له الدين، فإن كان هذا ذنبا، فهو ذنبهم كقوله تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} وهذا يدل على حكمة الجهاد، وأن المقصود منه إقامة دين الله، وذب الكفار المؤذين للمؤمنين، البادئين لهم بالاعتداء، عن ظلمهم واعتدائهم، والتمكن من عبادة الله، وإقامة الشرائع الظاهرة، ولهذا قال: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} فيدفع الله بالمجاهدين في سبيله ضرر الكافرين، {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ} أي: لهدمت هذه المعابد الكبار، لطوائف أهل الكتاب، معابد اليهود والنصارى، والمساجد للمسلمين، {يُذْكَرَ فِيهَا} أي: في هذه المعابد {اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} تقام فيها الصلوات، وتتلى فيها كتب الله، ويذكر فيها اسم الله بأنواع الذكر، فلولا دفع الله الناس بعضهم ببعض، لاستولى الكفار على المسلمين، فخربوا معابدهم، وفتنوهم عن دينهم، فدل هذا، أن الجهاد مشروع، لأجل دفع الصائل والمؤذي، ومقصود لغيره، ودل ذلك على أن البلدان التي حصلت فيها الطمأنينة بعبادة الله، وعمرت مساجدها، وأقيمت فيها شعائر الدين كلها، من فضائل المجاهدين وببركتهم، دفع الله عنها الكافرين، قال الله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}
| |
|
| |
ايه مشرفة
عدد المساهمات : 1354 تاريخ التسجيل : 04/11/2010
| موضوع: رد: الجهاد فى القران و السنه الثلاثاء 31 يناير - 8:56 | |
| الأمر بالقتال في سبيل الله بعد الهجرة الدعاة قال الله سبحانه
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ190لبقرة قال الشيخ السعدي رحمه الله هذه الآيات, تتضمن الأمر بالقتال في سبيل الله, وهذا كان بعد الهجرة إلى المدينة, لما قوي المسلمون للقتال, أمرهم الله به, بعد ما كانوا مأمورين بكف أيديهم، وفي تخصيص القتال {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} حث على الإخلاص, ونهي عن الاقتتال في الفتن بين المسلمين.
{الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} أي: الذين هم مستعدون لقتالكم, وهم المكلفون الرجال, غير الشيوخ الذين لا رأي لهم ولا قتال.
والنهي عن الاعتداء, يشمل أنواع الاعتداء كلها, من قتل من لا يقاتل, من النساء, والمجانين والأطفال, والرهبان ونحوهم والتمثيل بالقتلى, وقتل الحيوانات, وقطع الأشجار [ونحوها], لغير مصلحة تعود للمسلمين. ومن الاعتداء, مقاتلة من تقبل منهم الجزية إذا بذلوها, فإن ذلك لا يجوز.انتهى و من الايات التى امر الله بها القتال , قال الله سبحانه و تعالى
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا77النساء روى النسائي فى سننه3036 بسند رجاله رجال الصحيح كما قال العلامة الوادعي رحمه الله عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَأَصْحَابًا لَهُ أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي عِزٍّ وَنَحْنُ مُشْرِكُونَ فَلَمَّا آمَنَّا صِرْنَا أَذِلَّةً فَقَالَ إِنِّي أُمِرْتُ بِالْعَفْوِ فَلَا تُقَاتِلُوا فَلَمَّا حَوَّلَنَا اللَّهُ إِلَى الْمَدِينَةِ أَمَرَنَا بِالْقِتَالِ فَكَفُّوا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ و قال الشيخ السعدي رحمه الله فى تفسيره لهذه الايات المباركات كان المسلمون ـ إذ كانوا بمكة ـ مأمورين بالصلاة والزكاة أي: مواساة الفقراء، لا الزكاة المعروفة ذات النصب والشروط، فإنها لم تفرض إلا بالمدينة، ولم يؤمروا بجهاد الأعداء لعدة فوائد:
منها: أن من حكمة الباري تعالى أن يشرع لعباده الشرائع على وجه لا يشق عليهم؛ ويبدأ بالأهم فالأهم، والأسهل فالأسهل.
ومنها: أنه لو فرض عليهم القتال ـ مع قلة عَدَدِهِم وعُدَدِهِم وكثرة أعدائهم ـ لأدى ذلك إلى اضمحلال الإسلام، فروعي جانب المصلحة العظمى على ما دونها ولغير ذلك من الحِكَم.
وكان بعض المؤمنين يودون أن لو فرض عليهم القتال في تلك الحال، غير اللائق فيها ذلك، وإنما اللائق فيها القيام بما أمروا به في ذلك الوقت من التوحيد والصلاة والزكاة ونحو ذلك كما قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} فلما هاجروا إلى المدينة وقوي الإسلام، كُتب عليهم القتال في وقته المناسب لذلك، فقال فريق من الذين يستعجلون القتال قبل ذلك خوفا من الناس وضعفا وخورا: {رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ}؟ وفي هذا تضجرهم واعتراضهم على الله، وكان الذي ينبغي لهم ضد هذه الحال، التسليم لأمر الله والصبر على أوامره، فعكسوا الأمر المطلوب منهم فقالوا: {لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} أي: هلَّا أخرت فرض القتال مدة متأخرة عن الوقت الحاضر، وهذه الحال كثيرًا ما تعرض لمن هو غير رزين واستعجل في الأمور قبل وقتها، فالغالب عليه أنه لا يصبر عليها وقت حلولها ولا ينوء بحملها، بل يكون قليل الصبر. ثم إن الله وعظهم عن هذه الحال التي فيها التخلف عن القتال فقال: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى} أي: التمتع بلذات الدنيا وراحتها قليل، فتحمل الأثقال في طاعة الله في المدة القصيرة مما يسهل على النفوس ويخف عليها؛ لأنها إذا علمت أن المشقة التي تنالها لا يطول لبثها هان عليها ذلك، فكيف إذا وازنت بين الدنيا والآخرة، وأن الآخرة خير منها، في ذاتها، ولذاتها وزمانها، فذاتها ـ كما ذكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث الثابت عنه ـ (أن موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها). ولذاتها صافية عن المكدرات، بل كل ما خطر بالبال أو دار في الفكر من تصور لذة، فلذة الجنة فوق ذلك كما قال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} وقال الله على لسان نبيه: (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر). وأما لذات الدنيا فإنها مشوبة بأنواع التنغيص الذي لو قوبل بين لذاتها وما يقترن بها من أنواع الآلام والهموم والغموم، لم يكن لذلك نسبة بوجه من الوجوه. وأما زمانها، فإن الدنيا منقضية، وعمر الإنسان بالنسبة إلى الدنيا شيء يسير، وأما الآخرة فإنها دائمة النعيم وأهلها خالدون فيها، فإذا فكّر العاقل في هاتين الدارين وتصور حقيقتهما حق التصور، عرف ما هو أحق بالإيثار، والسعي له والاجتهاد لطلبه، ولهذا قال: {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى} أي: اتقى الشرك، وسائر المحرمات. {وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} أي: فسعيكم للدار الآخرة ستجدونه كاملًا موفرًا غير منقوص منه شيئًا. ثم أخبر أنه لا يغني حذر عن قدر، وأن القاعد لا يدفع عنه قعوده شيئًا، فقال: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ} أي: في أي زمان وأي مكان. {وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} أي: قصور منيعة ومنازل رفيعة، وكل هذا حث على الجهاد في سبيل الله تارة بالترغيب في فضله وثوابه، وتارة بالترهيب من عقوبة تركه، وتارة بالإخبار أنه لا ينفع القاعدين قعودُهم، وتارة بتسهيل الطريق في ذلك وقصرها. انتهى الله سبحانه قد امر بقتال الكفرة و ان نغلظ عليهم و لكن اعداء الاسلام من الكفرة و من المنافقين الذين ينسبون انفسهم للمسلمين,يحاولون ان يغيروا و يحرموا ما امر الله به فتراهم لا يدخلون على المسلمين بالفاظ يعرفونها. مثلا لا يقول الكافر او المنافق لاحد احلق (لحيتك) -لكى لا ينتبه-و لكن يقول مالى اراك حزينا و كئيبا ارائيت لو حلقت (ذقنك)لنور وجهك و بانت ملاحتك. و غيرها من الالفاظ الخبيثة و لو كان الرجل ضعيفا او من الجهله او العوام يقول له:ما هذا هل كنت فى السجن هل انت هارب من الحكومة ..كل هذا استهزاء و سخرية من اوامر الله و رسوله فقط ليشعر المتكلم اليه انه يفعل شئ شاذ او مكروه او منبوذ بين المجتمع المتقدم المتحضر عليهم من الله ما يستحقونه. و ايضا من تلاعب هؤلاء الفجرة بخصوص اللحية انهم بدلوا كلمة و وضعوا مكانها كلمة نسمعها كثيرا و للاسف لا ينتيه اليها كثرا من الناس الا و هي فلان سني... حتى ظن كثيرا من الناس ان اللحية سنة فحلقها من حلقها و خفها من خفها,و الحقيقة انها واجب فالسنه كما هو معروف يثاب الفاعل و لا يعاقب التارك اما الواجب فانه يثاب الفاعل و يعاقب التارك كامر اللحية فهى ليست سنه و لكن واجب.
و انقل فتوى اللجنة الدائمة حلق اللحية حرام لما ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة والصريحة والأخبار ولعموم النصوص الناهية عن التشبه بالكفار فمن ذلك حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب ) وفي رواية : ( أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى ) وفيه أحاديث أخرى بهذا المعنى ، وإعفاء اللحية تركها على حالها ، وتوفيرها إبقاءها وافرة من دون أن تحلق أو تنتف أو يقص منها شيء ، حكى ابن حزم الإجماع على أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض واستدل بجملة أحاديث منها حديث ابن عمر رضي الله عنه السابق وبحديث زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من لم يأخذ من شاربه فليس منا ) صححه الترمذي قال في الفروع وهذ الصيغة عند أصحابنا - يعني الحنابلة - تقتضي التحريم ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وقد دل الكتاب والسنة والإجماع على الأمر بمخالفة الكفار والنهي عن مشابهتهم في الجملة ؛ لأن مشابهتهم في الظاهر سبباً لمشابهتهم في الأخلاق والأفعال المذمومة بل وفي نفس الاعتقادات ، فهي تورث محبة وموالاة في الباطن ، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر ، وروى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى " الحديث ، وفي لفظ : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) رواه الإمام أحمد . ورد عمر بن الخطاب شهادة من ينتف لحيته وقال الإمام ابن عبد البر في التمهيد : " يحرم حلق اللحية ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال " يعني بذلك المتشبهين بالنساء ، ( وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثير شعر اللحية ) رواه مسلم عن جابر ، وفي رواية كثيف اللحية ، وفي اخرى كث اللحية والمعنى واحد ، ولا يجوز أخذ شيء منها لعموم أدلة المنع .
فتاوى اللجنة الدائمة 5/133
و انبه الى شبهه يتناقلها بعض المتفلسفين و العقلانيين هداهم الله لقد سُئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : عما يقوله بعض الناس من أن علة إعفاء اللحى مخالفة المجوس والنصارى كما في الحديث ، وهي علة ليست بقائمة الآن ، لأنهم يعفون لحاهم ؟
فأجاب :
" جوابنا على هذا من وجوه :
الوجه الأول : أن إعفاء اللحية ليس من أجل المخالفة فحسب ، بل هو من الفطرة كما ثبت ذلك في صحيح مسلم ، فإن إعفاء اللحي من الفطرة التي فطر الله الناس عليها وعلى استحسانها ، واستقباح ما سواها .
الوجه الثاني : أن اليهود والنصارى والمجوس الآن ليسوا يعفون لحاهم كلهم ، ولا ربعهم ، بل أكثرهم يحلقون لحاهم كما هو مشاهد وواقع . الوجه الثالث : أن الحكم إذا ثبت شرعاً من أجل معنى زال وكان هذا الحكم موافقاً للفطرة أو لشعيرة من شعائر الإسلام فإنه يبقى ولو زال السبب ، ألا ترى إلى الرَّمَل في الطواف كان سببه أن يُظهر النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه الجَلَد والقوة أمام المشركين الذين قالوا إنه يقدم عليكم قوم وهنتهم حُمَّى يثرب ، ومع ذلك فقد زالت هذه العلة ، وبقى الحكم ، حيث رَمَل النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع . فالحاصل : أن الواجب على المؤمن إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يقول سمعنا وأطعنا ، كما قال الله تعالى : ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) النور/51 . ولا يكونوا كالذين قالوا سمعنا وعصينا أو يلتمسوا العلل الواهية والأعذار التي لا أصل لها ، فإن هذا شأن من لم يكن مستسلما ًغاية الاستسلام لأمر الله ورسوله يقول الله عز وجلّ : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً ) الأحزاب/ 36 .
ويقول تعالى : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) النساء/65 .
ولا أدري عن الذي يقول مثل هذا الكلام هل يستطيع أن يواجه به ربه يوم القيامة ، فعلينا أن نسمع ونطيع وأن نمتثل أمر الله ورسوله على كل حال " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (11/129_130) .
و اخيرا انبه الى ان حلقها من التشبه بالنساء.
و من الكلام الذي شاع بين المسلمين خطاء لفظ نشيد اسلامي و لا نعلم له اصل فلم يقله رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا من اصحابه رضوان الله عليهم و لا من خلفهم فهل نحن افقهم منهم, نعوذ بالله من الجهل و الضلال.
و من الكلام الفارغ الذي لا اصل له الا عند الملاعين عن الخمر انه شراب روحي.
و من كلامهم عن الرقص انه الباليه او الفن الشرقي و على المغنى و المغنيه المطرب و المطربه انهم نجوم لامعه حتى سموا سيدتهم بكوكب الشرق, و يكانهم يريدون ان يصدوا الناس عن حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي صححه شيخنا الالباني فى سنن الترمذي2682: مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ
هل تعتقد ايها القارئ الكريم بعد ان قراءت حديث رسول الله صلى الله عليه سلم انك يوما ستقبل ان يسمى هؤلاء رؤس الفتن المغنيين و الراقصيين بنجوم و كواكب ,هذا تلاعب ليصدوا الناس عن الحق و يجعلوا الناس تنصرف قلوبهم عن اهل العلم و عن العباده لله.
و من كلام المنافقين و اعلامهم الرخيص التلاعب بلفظ الحجاب و وضعوه مكان الخمار و هو ليس كما يظن البعض و اقراء معى هذه السطور لترى ان كثيرا من الناس لبس عليهم الامر ولا حول و لا قوة الا بالله
[right]الحجاب في اللغة : الستر ، والحجاب : اسم ما احتجب به ، وكل ما حال بين شيئين فهو حجاب . والحجاب : كل ما يستر المطلوب ويمنع من الوصول إليه كالستر والبواب والثوب ... ألخ. والخمار : من الخمر ، وأصله الستر ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " خمروا آنيتكم ، وكل ما يستر شيئا فهو خماره . لكن الخمار صار في العرف اسما لما تغطي به المرأة رأسها ، ولا يخرج المعنى الاصطلاحي للخمار في بعض الإطلاقات عن المعنى اللغوي . ويعرفه بعض الفقهاء بأنه ما يستر الرأس والصدغين أو العنق . والفرق بين الحجاب والخمار أن الحجاب ساتر عام لجسم المرأة ، أما الخمار فهو في الجملة ما تستر به المرأة رأسها . النِّقاب - بكسر النون - : ما تنتقب به المرأة ، يقال : انتقبت المرأة ، وتنقبت : غطت وجهها بالنقاب . والفرق بين الحجاب والنقاب : أن الحجاب ساتر عام ، أما النقاب فساتر لوجه المرأة فقط . انتهى ارايت اننا اصبحنا لا نحسن حتى التعبير عن ديننا و انفسنا و شعائرنا و اظنك انكم فهمتم قصدي من السطور السابقة فاصبح التى تلبس الخمار هى المحجبه و لو مع الجينز و الضيق و غيره. اما زي العفه الفضفاض الذي لا يشف عن شئ كما تعلم الفاضلات فهم يريدون ان ينزعوه قبحهم الله,و لو على حساب اعراضهم و اعراض المسلمين قال النبي صلى الله عليه و سلم فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ ....متفق عليه و من كلام الكفرة و المنافقين عن الجهاد انه الارهاب و عمليات الانتحار ,و عن المجاهدين انهم المطلوبون لانهم خطر على الامن العالمى و الخاص و انهم ارهابيون. اليس لهؤلاء عيون يرون بها ,الم يروا الاطفال التى ضاعت ملامحهم و النساء التى هتكت اعراضهن و الرجال الذين ملئ الرصاص اجسامهم و المساجد التى هدمت ماذنها و المدن التى ضاعت معالمها. اليس لهم اطفال ليشعروا باطفالنا الا منهن امراءة تشعر كام ان هذا ظلم و سفك دماء بريئة و ماذا عن رجالهم و حكامهم اليس عند واحد منهم شعور الاب. كيف ينام و هو يحكم بسفك الدماء و يهنئ به كيف ياكل و هو يامر بضرب مخازن الطعام و كيف يدخل فى غطاء و قد خرب بيوت و الناس نساء و عجز و اطفال فى البرد تحت الشتاء لا ماوئ لهم و لا غطاء لهم, و ماذا عن حمل السلاح على العزل و يصوب الصواريخ و الدبابات و المدافع على المدارس و المستشفيات. و بعد كل هذا و العالم يشاهد هذا و غيره و الجرحى و الموتى من الجنين الى المسن و يرى الخراب و يقولون نحن اهل الارهاب. أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُل رَشِيد . حسبنا الله و نعم الوكيل يتبع ان شاء الله [/right]
| |
|
| |
دكتورابراهيم عياد عضو نشيط
عدد المساهمات : 586 تاريخ التسجيل : 05/12/2010
| موضوع: رد: الجهاد فى القران و السنه الخميس 2 فبراير - 7:49 | |
| مجهود رائع وكبير في طرح هذا الموضوع
فكل الشكر والامتنان لك
جزاك الله خيرا
ننتظر جديدك دوما بكل تقدير | |
|
| |
ابوتوفيق المراقب العام
عدد المساهمات : 3486 تاريخ التسجيل : 05/11/2012
| موضوع: رد: الجهاد فى القران و السنه الأربعاء 16 أكتوبر - 21:24 | |
| | |
|
| |
بوسى نائبة المدير العام
عدد المساهمات : 3055 تاريخ التسجيل : 02/03/2011 الموقع : المزاج : تمام
| |
| |
| الجهاد فى القران و السنه | |
|