مدخل إلى علم العقيدة
أبو يونس العباسي
الحمد
لله الذي جعل الانتماء لدينه شرفا , ومعاداة مناوئيه للتوحيد شرطا , وتحمل
الأذى في سبيله علامة على صدق الإيمان والتقوى , والكفر بالعلمانية واجبا
وفرضا , ونشهد أن لا إله إلا الله , وحده لا شريك له , أفلح من باع النفس
والمال له بيعا , والصلاة السلام على سيدنا محمد طيب النسب أصلا وفصلا ,
الذي ما كان يغضب إلا إذا انتهكت محارم الله هتكا
فهذه بعض الأمور المهمة التي لا بد أن نعرفها قبل الشروع في شرح الأصول الثلاثة .
فعلم العقيدة كسائر العلوم لكي نجيده نحتاج إلى الإلمام بعشرة عناصر ألا وهي : الاسم
و الحد (التعريف) ، والموضوع والفائدة وشرف تعلمه , والواضع لهذا العلم ,
ونسبة هذا العلم للعلوم الأخرى , والمصادر التي يُؤخذ منها هذا العلم ,
وحكم تعلم هذا العلم , وأصول المسائل التي يحويها هذا العلم .
هل للعقيدة أسماء أخرى عند أهل السنة والجماعة؟
أولاً : الاسم : العقيدة ، ويطلق عليها أيضا عند أَهل السُّنَّة والجماعة أَسماء أُخرى تُرادِفُها ، وتَدلُّ عليها .
ومن هذه الأسماء: "أصول الدين" ، وسميت بذلك؛ لأن غيرها يبني عليها ، ومن هذه الأسماء أيضاً:" التوحيد"، وسميت بذلك ؛ لأن أعظم مسائل علم العقيدة هو مسألة توحيد الله في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وعبادته ومن هذه الأسماء أيضاً :"الإيمان" حيث:
أجاب الرسول – صلى الله عليه وسلم - جبريل – عليه السلام - لما سأله عن
الإيمان بذكر الأصول الستة للإيمان وهي: الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ،
ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره .
ومن هذه الأسماء أيضاً:"الفقه الأكبر" وسميت بذلك تمييزاً لها عن فقه الفروع كفقه الطهارة والزكاة والصوم والزواج والطلاق والميراث وغيرها.
ما هو المقصود بالعقيدة لغة؟
ثانيا : الحد ( التعريف ) : والعقيدة في اللغة :
من العَقْدِ ؛ وهو الرَّبطُ ، والإِبرامُ ، والإِحكامُ ، والتَّوثقُ ،
والشَدُّ بقوه ، والتماسُك ، والمراصةُ ، واليقين والجزم , والعَقْد نقيض
الحل ، ويقال : عَقَده يعقِده عَقْدا ، ومنه عُقْدَة اليمين والنكاح , قال
تعالى :" لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ "وكل ما عقد الإِنسانُ عليه قلبه جازما به , سواءٌ أكان حقا أَم باطلاً فهو عقيدة .
ومن معاني العقيدة في اللغة أيضا: الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده.
ما هو المقصود بالعقيدة اصطلاحا؟
والعقيدة اصطلاحاً أي بين أهل هذا العلم ( علماء العقيدة ) هي: الإِيمان
الجازم بربوبية اللّه تعالى وأُلوهيته وأَسمائه وصفاته ، وملائكته ، وكتبه
، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، وسائر ما ثَبَتَ من أُمور
الغيب ، وأصول الدِّين ، وما أَجمع عليه السَّلف الصَّالح ، والتسليم التام
للّه تعالى في الأَمر ، والحكم والطاعة ، والاتباع لرسوله – صلى الله عليه
وسلم -.
تعريف آخر: والعقيدة الإسلامية هي: كل خبر جاء عن الله أو رسوله يتضمن خبراً غيبياً لا يتعلق به حكم شرعي عملي.
ما هي المسائل التي يحتوي عليها علم العقيدة؟
ثالثا: مسائل العقيدة : ومسائل العقيدة هي: كل ما يتعلق بالله تعالى وكل ما أخبر به عن نفسه تعالى … ذاتًا وصفاتٍ وأفعالًا .
ويدخل في العقيدة الإسلامية أيضاً:
الرسل الكرام الذين بعثهم الله تعالى برسالاته إلى البشر ، وما يتعلق
بأولئك الرسل عليهم السلام من صفات , وما يجب في حقهم وما يستحيل عليهم ,
وما هو جائز منهم .
ويدخل في العقيدة الإسلامية أيضاً:"الأمور
الغيبية": وهي التي لا يمكن الوصول إلى معرفتها إلا بوحي من الله تعالى
بواسطة رسول من رسله - عليهم السلام- أو كتاب من كتبه مثل أخبار بدء
الخليقة وما يتعلق بذلك , وقصص السابقين , والجنة والنار وغير ذلك من أمور.
ويدخل في العقيدة الإسلامية أيضاً:"الملائكة" : فيجب الإيمان بهم جملةً ، وبمن علمنا اسمه , ومن علمنا عمله تفصيلًا , والكتب : فيجب الإيمان بأن لله كتبًا أنزلها على رسله عليهم السلام فنؤمن بما نص عليه تفصيلًا كما قال الله تعالى :" وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا " ، وقوله :" إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ " وقوله تعالى : "وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ" , كما نؤمن بما لم يسم منها إجمالاً , و اليوم الآخر : وما يتعلق بوقته وكل ما أخبرنا به مما يقع فيه من البعث والنشور والحساب والجنة والنار وغير ذلك.
و أساس العقيدة الإسلامية هو: أصول الإيمان الستة التي ذكرها الله سبحانه وذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير موضع , قال الله تعالى : "لَيْسَ
الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ " ،وقول النبي – صلى الله عليه وسلم - حين سأله سيدنا جبريل عن الإيمان فقال : « أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ».
والخلاصة: أن أصل مسائل علم العقيدة هي الأركان الستة للإيمان , ولكن الأئمة والعلماء:
أدخلوا بعض الأمور في مسائلة لأهميتها وانحراف بعض الفرق المتقدمة عنها
مثل: تعظيم الصحابة وطاعة ولاة الأمور والمسح على الخفين وغيرها.
ما هي فائدة العقيدة؟
رابعا :
فائدة العقيدة : تخليص الأعمال والأقوال والاعتقادات من الكفر والشرك ،
وسلامة العبد من الكفر والشرك اعتقادا وقولا وعملا هو أصل النجاة من النار .
ولكن تمام النجاة: يكون بالفقه الذي يصحح الأقوال والأعمال وفق مراد الله عز وجل ومراد رسوله - صلى الله عليه وسلم - وبتنقية العبادة من الابتداع .
ما هو فضل علم العقيدة بين العلوم؟
خامسا: فضل العقيدة :
والعقيدة أهم علوم الدين علي الإطلاق , فالعقيدة أهم من الأخلاق ،
والعقيدة أهم من الآداب ، والعقيدة أهم من العبادات ، والعقيدة أهم من
المعاملات بل هي أهم من كل شيء.
فالعقيدة:أول واجب على المكلف اعتقادا وقولا وتعلما وعملا , فعند دخول شخص في الإسلام يجب عليه معرفة التوحيد قبل تعلم العبادات , فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – لما بعث معاذاً إلى أهل اليمن قال له : «فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات ».
والعقيدة أشرف العلوم وأعظمها وأعلاها: لأن شرف العلم بشرف المعلوم ، والمعلوم في هذا العلم هو الله ، ومنزلة
العلم تقدّر بحاجة الناس إليه ، وبما يحصل لصاحبه من الانتفاع به في
الدنيا والآخرة ، وحاجة العباد إلى علم العقيدة فوق كل حاجة ، وضرورتهم
إليه فوق كل ضرورة ؛ لأنه لا حياة للقلوب ولا نعيم ، ولا طمأنينة إلا بأن
تعرف ربها ومعبودها بأسمائه وصفاته وأفعاله ، وما يجب له وما ينزه عنه ،
ويكون مع ذلك كله أحب إليها مما سواه ، ويكون سعيها فيما يقربها إليه ,
وكلما كانت معرفة العبد بربه صحيحة تامة كلما كان أكثر تعظيماً واتباعاً
لشرع الله وأحكامه ، وأكثر تقديراً للدار الآخرة .
والعقيدة أساس دعوة الأنبياء :كما قال تعالى على لسان كل نبيٍ يرسله إلى قومه :" يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ".
والعقيدة ضرورة من ضروريات الإنسان التي لا غنى له عنها:
فالإنسان بحسب فطرته يميل إلى اللجوء إلى رب يعتقد فيه القوة الخارقة
والسيطرة الكاملة عليه وعلى المخلوقات من حوله, وهذا الاعتقاد يحقق له
الميل الفطري للتدين ويشبع نزعته تلك ، والعقيدة الإسلامية تقوم على
الاعتقاد الصحيح الذي يوافق تلك الفطرة ويحترم عقل الإنسان ومكانته في
الكون.
وسلامة العقيدة سلامة لما بعدها من الاعتقادات والأقوال والأعمال الصالحة والعكس صحيح : قال تعالي :" َلئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ و َلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " .
والعقيدة يبنى عليها الدين :والدين
الإسلامي بناء متكامل يشمل جميع حياة المسلم منذ ولادته وحتى مماته , ثم
ما يصير إليه بعد موته ، لذلك كان لابد لهذا البناء الضخم القيام على أساس
متين ؛ ولذلك مكث النبي – صلى الله
عليه وسلم - عشر سنين بمكة ينزل عليه القرآن , وكان في غالبه ينصب على
البناء العقدي , حتى إذا ما تمكنت العقيدة في نفوس أصحابه رضوان الله عليهم
نزلت التشريعات الأخرى بعد الهجرة إلى المدينة .
وخلو العقيدة من اعتقاد أو قول أو عمل مكفر فيصل حاسم بين خلود الإنسان في نار جهنم والنجاة منها إلى جنات النعيم : فقد قال تعالى : " إِنَّ
اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ
لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا
عَظِيمًا " .
ما هي المصادر التي نستقي علم العقيدة منها؟
سادسا: مصادره :
يستمد علم العقيدة من الكتاب والسنة , فلا أحدَ أعلمُ بالله وما يجب له
وما ينزه عنه من الله ، ولا أحد بعد الله أعلمُ بالله من رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - ، ولهذا كان منهج السلف الصالح ومن تبعهم في تلقِّي
العقيدة مقصورًا على الكتاب والسنة .
كيف نفهم العقيدة المستمدة من الكتاب والسنة؟
وعلم العقيدة يفهم بفهم السلف ، والسلف هم: صدر
هذه الأمة من الصحابة و التابعين و أئمة الهدى في القرون الثلاثة المفضلة ،
ويطلق هذا المصطلح على كل من اقتدى بهؤلاء وسار على نهجهم في سائر العصور
فيقال هذا شخص (( سلفي )) نسبةً إليهم وإن كان الأصوب أن يطلق على من سار على هي السلف ((خلفي)) هكذا بفتح الام.
وقد كان يطلق عليهم في البداية: (( أهل السنة )) وذلك لأنهم كانوا هم المتبعين لسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - المقتفين لنهجه وتوجيهاته.
وسموا كذلك بـ : (( أهل الأثر )) و (( أهل الحديث)) .
ثم لما انتشرت البدع صار يطلق عليهم: (( أهل السنة و الجماعة )) وهم من كان على مثل ما كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم - وأصحابه – رضي الله عنهم - .
سبب تسميتهم بأهل السنة والجماعة
وسموا بأهل السنة: لاستمساكهم واتباعهم لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وسموا بالجماعة:
لأنهم الذين اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في الدين , ولأنهم اجتمعوا على
أئمة الحق , ولم يخرجوا عليهم واتبعوا ما أجمع عليه سلف الأمة .
ولما
صار من المبتدعة من ينسب نفسه إلى هذا اللقب الشريف وهو ((أهل السنة
والجماعة)) كان لزاماً على أهل السنة حقا وصدقا أن يمتازوا عن غيرهم , ومن
هنا نشأ مصطلح ((السلفية)) نسبةً إلى سلف هذه الأمة من أهل الصدر الأول ، و
من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ما هي مكانة علم العقيدة بالنسبة للعلوم الأخرى؟
ثامنا : نسبة علم العقيدة للعلوم الأخرى :
مرتبة ومكانة علم العقيدة بالنسبة للعلوم الأخرى أنه من العلوم الشرعية
والعلم الشرعي يفضل غيره من العلوم الدنيوية ، بل إن العلوم شرعية كانت أو
غيرها تبنى على الاعتقاد الصحيح وعليه نقول: إن علم الاعتقاد هو أصل العلوم
.
من هو أول من كتب في علم العقيدة؟
سابعا : الواضع لعلم العقيدة :
ونقصد بواضع هذا العلم من كتب فيه وقسمه إلى كتب وأبواب وفصول وأخرجه عن
غيره من العلوم أي أن المقصود بواضع علم العقيدة أول من دونه ، ولابد أن
نفرق بين تدوين العلم وبين وجود العلم , فالعقيدة الإسلامية موجودة منذ وجود الإسلام ، واختلف في أول من دون هذا العلم فمنهم من قال: أبو حنيفة (150ه ) ، ونسب إليه كتاب الفقه الأكبر , ولكن هذا لم يثبت بالأسانيد المتصلة إليه .
والبعض يقول أول من دون هو:
أبو الحسن الأشعري , فقد اشتهر بأنه أول من دون هذا العلم ؛ لأنه جمع
مذاهب الفرق المختلفة في مجالات العقيدة في كتاب له سماه ( مقالات
الإسلاميين ) , لكن أبي الحسن الأشعري لم يكن السابق في التأليف في هذا
العلم، بل سبقه عدد من الناس .
ما هو حكم تعلم العقيدة الإسلامية؟
عاشرا : حكم تعلم العقيدة : والعقيدة منها ما يكون تعلمه فرض عين ومنها منها ما يكون تعلمه فرض كفاية فالقاعدة : ( العلم تابع للمعلوم ). فالعلم
الذي يُتوصل به إلى إقامة الفرض يكون فرضاً , والعلم الذي يتوصل به إلى
إقامة الواجب يكون واجباً ، والعلم الذي يُتوصل به إلى إقامة السنة يكون
سنة.
وبناء على هذه القواعد فالعقيدة التي هي فرض عين هي: تعلم ما لا يصح الإيمان إلا به ، كالإيمان بأركان الإيمان الستة على وجه مجمل. والعقيدة التي هي فرض كفاية هي: هي معرفة هذه الأركان الستة على التفصيل بأدلتها من الكتاب و السنة و معرفة شبه المخالفين و الرد عليها.
والمقصود بفرض العين:هو ما يجب على كل مسلم أن يتعلمه ويعمل به , كل بعينه.
وأما فرض الكفاية فهو:
الذي إذا قام به البعض ممن تقوم بهم الكفاية سقط الإثم عن الجميع , وإذا
لم يقم به أحد أثموا جميعا , فإذا قام به البعض ممن لم تقم بهم الكفاية أثم
المقصرون دون غيرهم.
التعريف ببعض المصطلحات العقدية المهمة
* الدين:
ما هو المقصود بالدين لغة؟
الدين في اللغة: الجزاء والحساب، كما قال تعالى:{مالك يوم الدين[الفاتحة: 3]، أي يوم الحساب والجزاء.
ما هو المقصود بالدين اصطلاحا؟
وفي الاصطلاح: هو مجموعة السلوكيات التي تدل على الخضوع لذات يعتقد قداستها من ذل وحب وطاعة ورغبة ورهبة.
وعلى هذا فكل ما اتخذه الناس للتعبد فهو دين ، سواء كان ديناً سماوياً صحيحاً أو محرفاً , أو وضعياً من وضع البشر.
والدين في إطلاق الشرع :هو دين الإسلام. قال عز وجل: {إن الدين عند الله الإسلام } [آل عمران: 19].
* التوحيد:
ما هو المقصود بالتوحيد لغة؟
في اللغة: من الوحدة والانفراد، والواحد في الحقيقة الذي لاجزء له البتة.
وفي الشرع:
هو اعتقاد أن الله تعالى هو المنفرد بالخلق والرزق والملك والتدبير ، وله
صفات الكمال والعظمة والجلال ، وهو المنفرد بالأمر والنهي والطاعة
والعبادة.
ما هي أقسام التوحيد؟
أقسام التوحيد ثلاثة :
1ـ توحيد الربوبية .
2ـ توحيد الألوهية .
3ـ توحيد الأسماء والصفات .
ما هو المقصود بتوحيد الربوبية؟
توحيد الربوبية:وهو إفراد الله تعالى بأفعاله كالإقرار بأنه الخالق الرازق المدبر , قال تعالى : {الحمد لله ر ب العالمين} ، وقال : { الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون} .
ما هو المقصود بتوحيد الألوهية؟
توحيد الألوهية : وهو إفراد الله بالعبادة والخلوص من الشرك .
قال تعالى : {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه},وقال : {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً} .
ما هو المقصود بتوحيد الأسماء والصفات؟
توحيد الأسماء والصفات:هو
الإيمان بما أثبته الله تعالى، لنفسه من الأسماء والصفات، وما أثبته له
رسوله – صلى الله عليه وسلم - ، بلا تكييف , ولا تمثيل ، ولا تعطيل , قال
تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } الشورى .وقال تعالى : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)} الإخلاص.
* السنة:
ما هو المقصود بالسنة لغة؟
في اللغة: السيرة والطريقة.
ما هو المقصود بالسنة اصطلاحا؟
* وفي الاصطلاح: "ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله وتقريراته ".
وتطلق السنة أيضا:
في مقابل البدعة للدلالة على سلامة العقيدة ، فيقال: فلان على سنة، وفلان
على بدعة , وكان السلف رحمهم الله يؤلفون كتباً في العقيدة الصحيحة ويطلقون
عليها كتب "السنة ".
* البدعة:
ما هو المقصود بالبدعة لغة؟
في اللغة: اختراع الشيء على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى: {بديع السموات والأرض} [البقرة: 117].
ما هو المقصود بالبدعة اصطلاحا؟
وفي الاصطلاح:
هو التعبد لله بأمر لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم , فمن
تعبد لله بشيء لم يشرعه الله فهو بدعة، ولو حَسُن قصد فاعله ، وسواء صغر
هذا الشيء أم كبر، والعمل المبتدع مردود غير مقبول عند الله عز وجل، قال
صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ منه فَهُوَ رَدٌّ ) متفق عليه أي مردود على صاحبه.
* الإيمان:
ما هو المقصود بالإيمان لغة؟
في اللغة: التصديق والإقرار.
ما هو المقصود بالإيمان اصطلاحا؟
وفي الشرع: هو اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالجوارح.
ما هي حقيقة الإيمان؟
فالإيمان الذي تعبدنا الله به يشتمل على ثلاثة أمور:
1. الاعتقاد بالقلب:
وله ركنان لابد منهما:
أ- قول القلب: وهو المعرفة والعلم والتصديق.
ب- عمل القلب: وهو الالتزام والانقياد والتسليم والخضوع، ولوازم ذلك كله من عمل القلب، كالمحبة والتوكل والخوف والخشية.
2. النطق باللسان:
فالنطق بالشهادتين واجب، ومن لم ينطق بها فهو كافر ولا يصح إسلامه.
فالنطق باللسان يتضمن أمرين:
أ. الإخبار عما يعتقده في قلبه.
ب. الالتزام والانقياد لما يلزمه هذا الاعتقاد.
3. عمل بالجوارح:
وهذا مما يميز أهل العقيدة الصحيحة:
أن الأعمال تدخل في الإيمان، وأهل البدع المخالفون للسنة يقولون: إن
الأعمال لا دخل لها في الإيمان، ولقد دلت نصوص الشرع على أن الأعمال من
الإيمان. قال عز وجل: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} [البقرة: 143] أي صلاتكم، والصلاة من الأعمال.
ولقد سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ
إِيمَانٌ
بِاللَّهِ وَرَسُولِه . قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: جِهَادٌ فِي سَبِيلِ
اللَّه . قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ حَجٌّ مَبْرُورٌ) رواه البخاري ومسلم.
الولاء والبراء:
ما هو المقصود بالولاء لغة؟
الولاء في اللغة: المحبة والنصرة.
ما هو المقصود بالولاء اصطلاحا؟
وفي الشرع: محبة المؤمنين ونصرتهم والتجمع معهم ، فكل من أحبه الله ورسوله فالواجب محبته ونصرته على أعدائه والتوحد معه على التوحيد.
ما هو المقصود بالبراء اصطلاحا؟
البراء: هو البغض والعداوة لكل من أبغضه الله ورسوله، وأمرنا ببغضه من أهل العصيان والكفر.
الأدلة على هذا المعنى:
قال عز وجل: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهـون عن المنكر } [التوبة: 71].
وقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} [الممتحنة: 1].
وقال عز وجل محذراً من محبة وموالاة اليهود والنصارى :{يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم } [المائدة: 51].
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
واقبلوا فائق الاحترام والتقدير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته