الحمل والولادة
الحمل
The pregnancy
الحمل عند النساء وهو دور من أدوار حياة المرأة تنشأ عنه أمراض عدة، كاضطراب الشهية والتهوع والقيء ودوار الرأس الدوخة والإسهال وألم الأسنان والكلف الذي يظهر على مواضع من الجسم وألم القطنوالفخذين وأعضاء التناسل وارتشاح الأطراف السفلى وعسر التنفس وقد يحصل منه امتلاء دموي ينتج عنه ثقل في الرأس وطنين في الأذن، وأعظم ما ينشأ عنه أمراض أعضاء البطن وسقوط الجنين، وكل هذا يسمى بالوحم. لمنع هذه العوارض يجب على الحامل أن تتروض رياضة معتدلة وأن تستنشق الهواء الجيد وتجتنب ما يثير العوارض المذكورة وأن لا تأكل من الطعام إلا ما كان خفيفاً سهل الانهضام ومن المضر للحبلى دوام الجلوس لأن ذلك يضعف قوتها العضلية فتكون وقت الطلق غير كافية لإخراج الجنين ويزيد في انتفاخ أطرافها السفلى. ويجب عليها الاستحمام بالماء الفاتر وتجنب جميع ما يؤثر على حواسها بشدة وقد يسقط الجنين من طول الإمساك ويلزم أخذ بعض الأشربة المحللة والحقن الملينة أو المسهلة إسهالاً خفيفاً.
الجنين
The embryo
الجنين لغوياً هوالمستور من كل شيء، واصطلاحاً هو الولد ما دام في الرحم، جمعه أجنَّة.
الجنين من الشهر الأول إلى الثالث يسمى علقة، ثم يكون جنيناً وحينئذ تكون جميع أعضائه متميزة، ويكون طوله من 12 إلى 15 سنتيمتراً وثقله من 100 إلى 125 غراماً ويعرف إن كان ذكراأم أنثى، وتبدو تقاطيع وجهه ويكون جلده رقيقاً شفافاً وتبدو أظافره على هيئة صفائح رقيقة.
وبعد شهر يتضاعف وزنه وتظهر فيه شعرات ضاربة للبياض في الرأس. ويتكون الفم والأنف، وتظهر فيه عضلات من خلال جلده، ويعلو جلده زغب رقيق ويأخذ في الحركة حتى أنه لو ولد على تلك الحالة دامت فيه الحياة بضع ساعات.
وفي الشهر الخامس يزن من 300 إلى 350 غراماً ويبلغ طوله 25 سنتيمتراً، ويأخذ جلده في العتامة وتبدو في رأسه شعرات كثيرة فضية وتظهر أظافره جلية.
وفي الشهر السادس يبلغ طوله من 30 إلى 35 سنتيمتراً وثقله من 400 إلى 500 غراموتتميز فيه الأدمة والبشرة وتكون عيناه مقفلتين والأجفان رقيقة وينبت لها هدبان وحاجبان وتجمد أظافره وتكون خصيتاه في تجويف بطنه، وإن كان أنثى اتضحت أعضاء أنوثتها
وفي الشهر السابع يبلغ طوله من 32 إلى 36 سنتيمتراً، وتبدو عظام جمجمته من جهتها الوسطى، وكل أعضائه تكتسب صلابة ونمواً ويطول شعره ويتم تكون أظافره ويبدو افتتاح عينيه. وتبتديء الخصيتان في النزول في الصفن.
وفي الشهر الثامن يزداد نمو الجنين في كل يزداد نمو الجنين في كل عضو من أعضائه ويبلغ طوله من 40 إلى 45 سنتيمتراً ويزن من 2 كيلوغرام إلى 5،2، ويحمر جلده ويمتلىء زغباً .
وفي الشهر التاسع يبلغ غاية نموه ويبلغ طوله من 50 إلى 60 سنتيمتراً ووزنه من 3 كيلو إلى 5،3، وتكون عظام جمجمته متقاربة جداً وإن جداً وإن لم تكن ملتحمة.
قد شوهد أن من الأطفال من يبلغ وزنه ساعة ميلاده 6 كيلوغرام وما دام في البطن فوضعه أن تكون رجلاه إلى أعلى ورأسه إلى أسفل على شكل بيضاوي.
غذاء الجنين
اختلفت في غذاء الجنين آراء العلماء فقال بعضهم إنه يحصل بمادة تفرزها له مسام في باطن الرحم وذهب آخرون إلى أن غذاءه يحصل بواسطة الحبل السري وذهب فريق آخر إلى أن في كلا الرأيين شيئاً من الحقيقة ولكن قبل تكون الحبل السري والمشيمة يحصل تغذية بواسطة الأندسموز أي الامتصاص .
نمو الجنين
The growth of the embryo
بعد أان تلقح البويضة تبدأ البويضة الملقحة رحلتها العجيبة.
إن قسماً من البويضة تتطور إلى مخلوق جديد بينما يقوم القسم الآخر بتقديم الغذاء له.
والاسبوعان الأولان يسميان مرحلة البيضة والتي تكون في أول أمرها صغيرة جداً وتستقر في جدار الرحم، ثم يزداد حجمها كل ما تقدمت في النمو. وفي المكان الذي تلتصق به البويضة في الرحم تنمو أوعية دموية كجذور الأشجار وتلاصق هذه الأوعية جدار الرحم ملاصقة تامة حتى أنها تتصل بالأوعية الدموية في الأم وتتبادل معها محتوياتها وتتعقد هذه الأوعية وتزداد عدداً حتى تصبح كتلة متفرعة كالإسفنجة وتدخل في جدار الرحم. ومن الجهة المقابلة تتجمع لتؤلف قناة واحدة متصلة بالجنين أو حبلاً يحتوي على الشرايين والأوردة التي يمر فيها الدم ذهاباً وإياباً.
هذه الكتلة تدعى المشيمة التي يكتمل نموها في آخر الشهر الثالث.
أما حبل السرة فهو يربط بين جدار الرحم والجنين.
إن الأم الحامل يجب أن تنعم بالراحة التامة حتى تتم الولادة بشكل طبيعي.
كيف يتغذى الجنين؟
إن العناصر في الدم التي تقوت جسم الأم قبل ولادة الطفل هي نفسها التي تقوت الطفل وهو في الرحم يزن الطفل حين ولادته 3 كيلوغرامات تقريباً وهو حتى يصل إلى هذا الوزن يعتمد على ما تتناوله الأم من المواد الغذائية التي تساهم في بناء غضاريف الطفل وعظامه وعضلاته وأعصابه وغير ذلك من أنسجة جسمه.
إن دم الأم يحوي مواداً غير الغذاء، مثل النفايات والسموم التي تختلف من أم لأخرى اعتماداً على صحة الأم وسلامتها. غير أن الله جعل الجنين يتغذى بفضل ما يحتويه دم الأم. حتى وكأن الجنين عندما يحصل على هذه المواد الضرورية لبناء جسمه فكأنه يحرم الأم منها. غير أن الجنين لا بد وأن يتأثر بحالة الأم. فقد تتناول الأم كمية من الغذاء تكون قليلة حتى أن الطفل يولد وهو ضعيف الجسم فتبدو عليه علامات سوء التغذية.
كما أن الأم قد تتناول كمية جيدة من الغذاء لكنها ناقصة من حيث النوعية فقد تكون فقيرة بالكلس الذي يعتبر ضرورياً لبناء عظام الطفل وأسنانه.
فطام الطفل عن الرضاع
The weaning
متى يفطم الطفل:
يفضل فطام الأطفال عن الرضاع، في فصل الشتاء وأوائل الربيع والخريف لأن الأغذية تختمر صيفاً وتصير غير صالحة للأطفال فتسبب إسهالاً وقيئاً وأحياناً التهابات معوية قتالة، ويجب في الشهر الثامن عشر إلى الرابع والعشرين من الولادة.
زعم بعض العلماء أن الأفضل الفطم الباكر أي من الشهر العاشر إلى الخامس عشر، لأن المولود إذ ذاك يكون أقل عناداً وأسهل مراساً، ولأن لبن المرضع يقل إذ ذاك ويصير غير كاف لإشباع الطفل وهذا خطأ كما قرره جمهور العلماء مقررين أن اللبن يساعد الطفل على هضم الأغذية التي تقدم إليه فكلوالدة تستعين على تغذية طفلها ببعض الأغذية اللطيفة من الشهر السابع فصاعداً وعليه فلا يجوز فطم الولد باكراً إلا في أحوال استثنائية، الاستمرار على الرضاعة إلى الشهر الثامن عشر وما بعده من هذه الإستثنئات الحمل ورجوع الحيض ولا سيما إذا صاحبه نقصان في اللبن أو مرض، ويشهد بفضل مد الإرضاع إلى سنتين حسن صحة أولاد الفلاحين فإنهم يرضعون إلى سنتين فما فوق.
كيف تتم عملية الفطام:
كيفية الفطام هو على نوعين فجائي وتدريجي فالأول يكون بمنع الرضاع فجأة وهو غير جائز لأنه يعرض الطفل لأمراض كالإسهال والقيء والالتهاب المعوي والحمى. والثاني يكون بتقليل عدد الرضعات تدريجاً وبزيادة مقدار الأغذية الغريبة مدة شهر أو شهرين. فتقلل الرضعات أولاً مرة في اليوم ثم مرتين حتى تصل إلى رضعة واحدة في اليوم فيفطم الطفل بدون محذور. ومن فوائد هذا النوع إمكان الرجوع إلى الإرضاع إن حدث ما يستدعيه تبعد المرضع عن الفطيم أو تدهن الحلمة بمادة مرة كالكينا أو الصبر حتى إذا ذاق الطفل الثدي المر مجه. بعد الفطام يجب أن لا يقدم إلى الطفل غير الأغذية الخفيفة مدة طويلة حتى تتقوى معدته وتصبح قادرة على هضم الأغذية. فيعطى اللبن والدقيق اللبني المسمى فارين لاكتيه) والفوسفاتين والأزوت والكريما والبيض النيمرشت ثم يتدرج إلى إعطائه الشوربة والنباتات الخضراء المطبوخة والفواكه الناضجة.
ننبه هنا إلى أن أكثر هلاك الأطفال في العالم سببه سوء انتخاب أغذيتهم، فترى أمهاتهم يرتحن إلى إعطائهن الأطعمة المختلفة ويزداد ارتياحهن كلما رأينهم يتناولونها بشره عظيم، ظانات أن ذلك يفيدهم ويسمنهم والحقيقة أنه يضرهم ويسمهم فلا تمضي مدة حتى تعتريهم التلبكات المعدية والمعوية وأنواع الإسهالات المنهكة لأجسامهم، وتصبح بطونهم منتفخة بأنواع الغازات فلا يقر لهم قرار لا بالليل ولا النهار من شدة ما هم فيه من هول الرياح البطنية والالتهابات الحادة والمزمنة وهم في أثناء ذلك لا يمنعون عن طلب الأغذية بشراهة زائدة حتى يبلغ الضعف منهم حدة فيموتون في وسط آلام لا تطاق ولا سبب لذلك إلا إسراف أمهاتهم في تغذيتهم وسوء انتخابهن للأغذية.
معوقات الحمل
الالتهابات التي تحول دون قيام الأعضاء التناسلية بوظائفها، فقد تضيق القناة من جراء الالتهاب فتعجز البيضة عن المرور فيها.
العقم
The sterility
العقم في الرجال سببه عدم وجود الأحياء المنوية في السائل الملقح لسبب من الأسباب المرضية، وأما سببه في النساء فانسداد الرحم واعوجاجه أو علل أخرى لا تحصى. وقد قدر الإحصائيون أن العقم في الرجال يكون بنسبة 20 في المائة وفي النساء بنسبة 30 في المائة. وشغلت مسألة عقم المرأة العلماء وخصوصاً الأطباء في كل زمان ومكان لأهميتها في بقاء النوع البشري ولرغبة النساء في الحمل. وقد يصادف هؤلاء العلماء أحياناً بعضاً من النساء لا يكترثن بالحمل إلا أنهن من جهة أخرى يشاهدن عدداً كبيراً من المتزوجات لا هم لهن إلا الوصول إليه فلا تستطعن إلى ذلك سبيلا، وقد تشتد هذه الرغبة أحياناً حتى تصير همهن الوحيد فتشغل أفكار المرأة عن كل شيء غيرها، فتصبح فيها نوعاً من الخبل أو إذا شئت فقل مسا من الجنون. على أن عقم المرأة قلما يبقى مستعصياً، ولا بد أن يزول إذا اتبعت المصابة به علاجاً قانونياً دقيقاً. ونجاح العلاج يتوقف على معرفة الأسباب الحقيقية للعقم في كل حال من الأحوال، وهي متعددة ومتنوعة لكل سبب منها علاج خاص به. وقد أفاد الأطباء حديثاً أن نسبة الخصوبة عند الرجل آخذة بالتراجع، وذلك بسبب نوعية الأطعمة والأشربة غير الطبيعية، ووالمستخدمة بكثرة في أيامنا.