محمد ابو امين عضو فضى
عدد المساهمات : 213 تاريخ التسجيل : 19/01/2011
| موضوع: حكاية محسن افندى الجمعة 2 مارس - 18:25 | |
| حكاية محسن افندى تقـــديــــــــــم
أود أن انوه بأننى قد استلهمت احداث هذه الرواية ، مما قد يدور داخل البيت المصرى و فى الشارع المصرى البسيط من احداث يوميــه معتــاده ، ألفنـاها جميعا وعشنـاها ، سعدنـــا بها مرات وأتعستنا مرارا . ......... كما انها نتـاج متراكم لخبراتى الحياتية المتواضعه ، ومحصلة لعلاقاتى الاجتماعية بالطبقة المتوسطة والشعبية من مجتمعنا المصرى الأصيل ، والتى أزعم أننى على دراية كاملة بكل آمـــالها وآلامـــها ، وهمومــها و أحلامـــها .! ------- وأود أن انوه أيضا ، بأننى قد كتبت أحداث تلك الرواية ، دون أية اعداد مسبق لها أو ترتيب لأوراقها ، انما هى سلسلة من الخواطر و الافكار التى كانت تنساب و تتداعى أمامى كلما هممت أن أخط سطورها ، فأمسك بخيوطها وأستلهم أحداثها بوحى من خيالى وبنات أفكارى. و أشرع فى كتابتها وصياغة عباراتها بالإسلوب الدارج الذى يفهمه رجل الشارع العادى ويتناسب مع قدراته اللغوية البسيطة . .....>.أيمــــــن نورالديـــــن... ا.. المـــــــــرايــــــــــــــــا
الفصــــــــــــــــــــــــــــل الاول
..........عواطـــــــــــــــــــــف ززززززززززززززززز..........محســـــــــــــــــن زززز الاستاذ محسن جارى العزيز يعمل بوظيفة حكومية بسيطه ، ذات دخل محدود ، لا يكاد يكفى احتياجات اسرتة الاساسية ، ولكى يزيد من موارد الاسره ، فأنه يعمل مساءا باحدى المحلات التجاريه - السوبر ماركت - القريبه من منزله . وذات يوما من ايام الصيف الخانقه ، رجع من عمله ووجهه يتصبب عرقا ، وقد بدت عليه أثار الشمس الحارقة 0
بادرته زوجته المصون السيدة عواطف قائله : يا محسن ما تنساش تجيب التموين النهارده ، الزيت خلص ومش عارفه هقلى البطاطس بايه ؟!! السيد محسن : حاضر إن شاء الله . السيده عواطف : انت رايح المحل النهارده ؟ محسن : ايوه يا عواطف بإذن الله . عواطف : طيب حاول ترجع بدرى ، علشان سناء بنت خالتى ولدت ، عايزين نروح نبارك لها ، انا ما نقتهاش يوم فرحها .! محسن : طيب انا ارجع بدرى ليه ؟ و أروح معاك ليه ؟ انا ايه علاقتى بسناء ، أنا فاضى للكلام ده ؟! . عواطف : يعنى هاروح وحدى ؟ ولما جوزها يسأل عليك ابقى أقول له ايه ؟! محسن : ما تقوليش حاجه ، ولا يا ستى ابقى قوليله جوزى بيكد ويشقى علشان يوفر لقمة العيش للعيال . عواطف ( بتهكم وسخريه ) : لقمة العيش ولا لقمة القاضى ، اللى يسمع الكلام ده يقول انك مهنينا و مبغددنا ، دول كلهم مائه و خمسين ملطوش عمى اللى بتاخدهم من المحل..!! محسن : طيب لمى يومك وخللى ليلتك تعدى على خير . عواطف : والله ، وان ما لمتش يومى يا محسن هتعمل ايه ؟! محسن : انت هتوجعى دماغى ليه ، انا هنزل و هسيب لك البيت مخدر . يفتح محسن الباب وقبل ان يرزعه بشده فتنكسر الشراعه ، طفل صغير يصرخ : بابا بابا رايح فين يا بابا؟ محسن : رايح فى ستين داهيه !! الطفل : طيب ما تنساش تحمللى لعبة الفيفا من السيبر على الفلاشه !! محسن : جاتكوا ستين نيله...!!
مــــــــامــــــــــا وما أن ينتهى محسن من نزول السلم ، حتى تجرى عواطف على التليفون ، وتتصل بوالدتها وهى تولول : الحقينى يا ماما ، المنيل نزل من غير ما يسيب لى فلوس علشان أبارك لسناء!. الام : أخص عليه ، ما بتتمرش فيه النعمه ، هو مش فاكر يوم لما ولدتى مصطفى ، مش سناء جات لك ورمت فى حجرك عشرين جنيه ، يوميها جبتي بيها عيش فينو ولانشون ، وقعدنا نتعشى معاكى انا وابوكى .!! هوإيه نسى خلاص ؟؟ ... اما صحيح قليل أصل ..!!
عواطف : يا ماما مش وقته الكلام ده ، انا مش عارفه اعمل ايه فى المصيبة دى ؟ هجيب فلوس منين علشان أنقط سناء ؟ الام : مش عارفه يا بنتى ، حاجه تحير الله يجازيه ، أكيد أمه وزاه ، ما هو جوز سناء يبقى ابن عمتها ، وأكيد عرفت منه ان سناء ولدت . اقولك ... استنى لما اسأل ابوكى ؟! الام موجهه كلامها للأب الجالس يقرأ فى احدى الجرائد القديمه غير مبال بالحديث : ابو محمد .. معاك فلوس علشان عواطف تبارك لسناء ؟ الاب : سناء مين ؟ الام : سناء بنت خالتها . الأب : ما لها سناء ؟ الام : انت ما عرفتش ؟ مش سناء ولدت .! الأب : يا دى المصيبه .! هى سناء دى مش لسه والده ؟! و باركنا لها من حوالى اربعة شهور، يوم لما أخدتى منى عشرين جنيه ورحتيلها ، هى ايه أرنــــــبه ؟!! الام ضاحكه : اوه جتك ايه دى مش سناء دى اختها سعاد ، انت يا راجل بقيت بتنسى ولا ايه ؟! .
مــــــــــــــــــامــــــــــــــــــا ..............................ز......بــــــــــــــــــابــــــــــــــــــــــا اثناء الحوار الدائر بين الاب والام ، لا زالت عواطف على سماعة التليفون تردد آلو... آلو... آآآآآآآآلو ، ولكن لا حياة لمن تناد . وفجــــــــــــــــــــــأة يــدق جرس البـــاب
الســـــت عنــــــايات عواطف : افتح يا مصطفى الباب . يقوم مصطفى من امام شاشة الكمبيوترقائلا : يوه بأه هو مفيش حد فى البيت ده غيرى؟!! حاجه تقرف .! يفتح مصطفى الباب فيجد جارتهم الست عنايات ، ويدور الحوار التالى . الست عنايات : امك فين يا مصطفى؟ مصطفى : بتكلم تيته فى التليفون . صوت الام ياتى من بعيد : مين ياواد يا مصطفى؟ مصطفى : دى تانت عنايات يا ماما . الام : انا جايه حالا ، اتفضلى يا عنايات يا حبيبتى ، تترك الام سماعة التليفون والخط لا زال معــــــلقـــا ، وتذهب لبدايه حديث جديد مع الجاره الست عنايات ، وطبعا لن يخلو الحديث عن عمـايل ابو مصطفى السـوده ، وبعد كده تتفرج على الكام كومبليزون اللى جابتهم عنايات من الموسكى فى اسبوع الفضل ...الخ ..!!
يتبقى هناك بعض الاستفسارات : 1- كم سيدفع السيد محسن قيمة فاتورة التليفون عن الفترة الحاليه ؟!!
2- هذا السيناريو وما شابهه ، كم يتكرر فى بيوتنا فى عصرنا الحالى ؟؟؟
3- هل سينجح محسن فى تحميل لعبة الفيفا لمصطفى فى هذا اليوم العاصف ، واذا لم يستطع بدعوى أن الفلاشه مفيرسه ، ما ذا تتوقع أن يكون رد فعل مصطفى تجاه ابيه ؟!! 4- اذا كانت الست عنايات قد اشترت الثلاثة كومبلوزونات بخمسة و ثلاثون جنيها فى اسبوع الفضل ، بنسبه خصم 40 % ، فكم يكون ثمن الكومبيليزون الواحد قبل الخصم ??
دمتم بألف خير و سعاده ...!!
الفصـــــــل الثــــــــانى
وصلنا لغاية لما الست عواطف بدأت الحوار مع جارتها العزيزة عنايات ، لكن ماعرفناش الاستاذ محسن عمل ايه بعد ما رزع الباب ، ونزل جرى على السلم . اقولك يا سيدى اللى حصل : بمجرد ما خلص محسن السلم وخرج من باب البيت وهو يسب ويلعن اليوم ..!! هب اتشنكل فى غطاء البلاعة الموجودة امام باب البيت ، وكاد أن يقع على الارض . وكعادتها الحاجة ام رمضان - اللى فارشه على الرصيف جانب باب البيت تبيع العيش البلدى - ضاحكه : اسم الله عليك يابنى ما قلنا لكم تلموا من بعض وتغيروا الغطا ده ، انتم ايه ما بتخافوش على عيالكوا ..!! محسن ينظر اليها وكعادته لا يعقب ويستمر فى طريقه مهرولا ، وبعد أن يخرج محسن من الشارع ويتجه الى الميدان محسن يحدث نفسه : والله ما انا عارف أروح فين دلوقتى ؟ ، الجو سخن نار و لسه بدرى على ميعاد السوبر ماركت ، الله يجازيكى يا شيخه ..!
يجد محسن نفسه متجها الى قهوة مكتوب عليها ( بورصة كتكوت ) لصاحبها الحاج سيد الخشن وبمجرد ما يقعد عمنا محسن على الكرسى ييجى الصبى ( القهوجى ) ويبدأ الحوار التالى :
المعلم سيد الخشن ...._____________-----.شنكل القهوجى : تشرب أيه يا استاذ ؟ محسن : شويه . القهوجى : شوية ايه ، الماتش هيبتدى ومش هنبقى فاضيين ! محسن : هو فى ماتش النهارده ؟ القهوجى : أيوه . محسن : ماتش مين ؟ القهوجى : ماتش عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] والفريق الافريقى . محسن بينه وبين نفسه .. كويس اهى حاجه تسلينا لغايه ميعاد المحل ..!! محسن : إبأه حط لى كرسى فى الصف الاول ، قدام التلفزيون . القهوجى : طيب ها تشرب ايه ؟ محسن : هات لى شاى . القهوجى : ماشى واثناء ذهاب القهوجى لاحضار الشاى ، محسن ينده عليه محسن بقولك ايه : عندك بقسماط صوابع . القهوجى : نعمين . محسن : طازه ؟ القهوجى : لسه جى من الفرن . محسن : طيب ابقى هات لى كيس مع الشاى . القهوجى : اوك . القهوجى منصرفا : وعندك واحد عروسه على ميه بيضه ومعاه كيس قراقيش ..!! القهوجى بعدما يجيب الشاى : سيادتك هتقعد فين؟ محسن : ما قلت لك هقعد قدام التلفزيون . القهوجى : قدام التلفزيون يمين ولا شمال ؟ محسن : يعنى ايه يمين ولا شمال ، قدام التلفزيون وخلاص ، هتفرق ايه ؟! القهوجى : انت بتشجع ايه ؟ محسن : انا اهلاوى . القهوجى : يبقى تقعد يمين . محسن : ليه ومين اللى هيقعد شمال ؟ القهوجى : اللى بيشجع الفريق الافريقى . محسن : هو فيه سياح جايين يشجعوا الفريق الافريقى هنا ؟ القهوجى : ايوه الزملكاويه طبعا ، انت مش من البلدى ولا أيه ؟ .!!
محسن : أه ، طيب اجرى هات الشاى و بلاش لماضه..!! تمتلئ القهوة عن آخرها وتتعالى الصيحات ما بين مشجع للنادى الاهلى ومشجع للفريق الضيف ، ولا يخلو الامر من تهديدات من المعلم سيد الخشن بغلق التلفزيون اذا لم تلتزم الجماهير بالروح الرياضية ومبادئ القهوة العريقة وتعاليمها السامية . .!! وما أن ينتهى الشوط الاول حتى يعلو صوت القهوجى : المشاريب يا افنديه.!! احد الجالسين : مشاريب إيه ؟ ما شربنا خلاص ، هى شغلانه ولا ايـــه ؟! مش كفايه الماتش الزباله ده ؟؟ القهوجى : يا افنديه كل شوط بمشروب ، نظام القهوة كده ، وتعليمات الكومندا الكبير أوى كده.! المشجع : يا سلام ..! تعليمات مين يا سيدى ؟ ولوكان الماتش فيه اكسراتايم او ضربات جزاء ، يبقى كل واحد هيبلبع له صندوق حاجه ساقعه ، هي إيه العباره ؟ استغلال ولا إيه ؟ .. ألخ..!!. وما بين تمتمات وهمسات الجالسين واعتراضهم ايضا ، يقرر محسن الإنسحاب ، قبل ما يدفع ثمن مشروب تانى ، والعمليه مش متحمله ، خصوصا وان الماتش يقرف وزباله زى ما قال الأخ إياه ..!! القهوجى : رايح فين يا استاذ ؟ محسن : ماشى ، عندك مانع ؟ القهوجى : دفعت الحساب ؟ محسن : طبعا ، يعنى هامشى من غير ما ادفع؟!! واثناء خروج محسن من القهوه المعلم سيد : يا واد يا شنكل . شنكل : نعم يا قياده . المعلم : الافندى اللى ماشى ده دفع الحساب ؟ شنكل : حصل يا كومندا . المعلم مرتابا : هو كان طالب ايه ؟ شنكل : عروسه وصوابع . المعلم : و الشوط التانى ؟! شنكل : الشوط التانى لسه ما ابتداش يا كوتش.! يخرج محسن من القهوة ، ولا يجد بدا من الذهاب الى السوبر ماركت بدرى شويتين - مش مشكله يمكن الراجل يصرف له اوفر تايم ولا حاجه - ويمضى محسن ليلته فى السوبر ماركت بين العديد من المصطلحات الرتيبة التى ملت آذانه سماعها ( ربع جبنه - تمن لانشون - لتر ساقع - صابونه بريحه ... الخ ) ... حتى يأتى موعد الانصراف .
ســيبر GOOGLE لصاحبه الحاج ابوحماده جوجـل
وفى طريقه عودته الى المنزل , يجد محسن السيبر مازال مفتوحا . محسن محدثا نفسه : كويس السيبر فاتح لغاية دلوقتى ، لما ادخل أحمل اللعبه لمصطفى ، يدخل محسن السيبر ويبدء الحوار التالى :
محسن : السلام عليكم . الشاب الجالس : وعليكم السلام ، اتفضل يا عم محسن . محسن : ازيك يا حماده وازى ابوك ؟ حماده : بخير والله. محسن : عندك لعبة الفيفا ؟ حماده : مش عارف , استنى لما اسأل علاء : ينادى حماده على علاء - الجالس بغرفة الصيانه المركزيه بالسيبر- والتى كتب على بابها لافتة ممنوع الدخول ..!! - يا علاء عندك لعبة الفيفا ؟ يمر زمنا كالدهر على الاستاذ محسن خوفا من الاجابه بالنفى ! ، واخيرا يرد علاء من الداخل : أيوه يا حماده . حماده : طيب خد الفلاشه من عمك محسن وحملها له ، يخرج علاء وياخذ الفلاشه من محسن وهو يقول إزيك يا عم محسن ، ويدخل الى الغرفة . وقبل أن يبدأ عملية التحميل ، حماده يصرخ بصوت عال : استنى يا علاء ، وينظر الى محسن مرتابا ثم يقول : أوعى تكون الفلاشه مفيرسه يا عم محسن ؟!!. محسن متنفسا الصعداء : عيب يا حماده ، انا مسطب انتى فايرس وعامل له كمان آب ديت من عالنت . حماده : طيب اتفضل اقعد لغاية ما علاء يخلص ، تشرب ايه يا عم محسن ؟ محسن : شكرا يا حماده لسه شارب . حماده : وازاى مصطفى ؟ محسن : بخير والحمد لله . حماده : يعنى مش باين ؟ محسن : المذاكره بقى ، الامتحانات على الابواب . حماده : ربنا يساعده ، هو فى سنه كام دلوقتى ؟ محسن : يفكر قليلا قبل أن يتمكن من الاجابه ، ثم يرد : فى سنه ثالثه ، وثالثه دلوقتى بقى زى ما انت عارف شهاده - لاحظ أن محسن يردد ما يسمعه من عواطف خلال حواراتها التليفونيه - ولا يعلم يقينا اذا ما كانت سنه ثالثه اصبحت فعلا شهاده أم لا ..!! حماده : ربنا معاه . يخرج علاء من غرفة الصيانه ، ويعطى الفلاشه لعمه محسن قائلا كله تمام يا عم محسن ، يشكر محسن علاء ويسأل : حماده كام الحساب يا حماده ؟ حماده : حساب ايه يا عم ابو مصطفى ، عيب الكلام ده ، الحساب يوم الحساب ، ابقى سلم لى على مصطفى . يخرج محسن من السيبر مسرعا وهو يردد الف شكر , ويمنى نفسه أن يرجع البيت ومصطفى لا زال مستيقظا.
وبمجرد أن يصل محسن الى باب الشقه ، يتذكر خناقة الظهيرة مع عواطف ، يفتح محسن الباب بهدوء فيجد عواطف جالسة امام التلفزيون تشاهد برنامج صبايا ، يدور الحوار التالى : محسن : السلام عليكم . عواطف : وعليكم السلام . محسن : ازيك يا عواطف ؟ عواطف ( متدلله ) الحمد لله . محسن : فين الواد مصطفى ؟ عواطف : اتعشى ودخل ينام . محسن : خساره ، انا حملت له اللعبه اللى عايزها ، كان نفسى يشوفها قبل ما ينام ..! تنظر عواطف الى محسن ولا تعلق ، فى الوقت الذى يدخل محسن غرفة نوم مصطفى ، ميتمنيا أن يكون مصطفى لا زال مستيقظا ، فيجده مستغرقا فى النوم ، يطبع محسن قبله على وجنته الرقيقه ، ويترك الفلاشة بجوار السرير، لعلها تكون أول ما يراها عندما يستيقظ من نومه صباحا .! يدخل محسن غرفته ويبدء فى خلع ملابسه وارتداء ملابسه المنزليه ، يخرج من الغرفه ويسأل عواطف : فين بنطلون البيجامه اللبنى ؟ عواطف : اتغسل طلع واحد غيره ..! يرجع محسن الى غرفة النوم . عواطف : مش ها تتعشى ؟ محسن : فى أيه ؟ عواطف : اعملك جبنه بالطماطم ؟ والا تاكل فول و بيض مسلوق ؟ محسن : لأ ، اعملي لى ساندوتشات جبنه بالطماطم . يسحب محسن الكوفرته و المخده الصغيره ، ويفرشها فى البلكونه ، فى الوقت الذى تأتى فيه عواطف بالسندوتشات وكيس لب ، وتجلس بجواره . عواطف : مش هتبطل عادة النوم فى البلكونه دى ؟! الجو بيبرد بالليل والشمس تطلع عليك الصبح ... الخ ..!! يتناول محسن العشاء صامتا ، وهولا زال يفكر فى مدى السعادة التى ستنتاب مصطفى عندما يجد الفلاشة فى الصباح وقد حمل عليها اللعبة . وبعد ان يستغرق محسن فى النوم يأتيه صوت عواطف عاليا من داخل الحجرة : يا محسن انت ما جبتش التموين ليه ؟ محسن محدثا نفسه : والله ما انــــــا رادد ..!! عواطف : طيب ابقوا شوفوا بقى هنقلى البطاطس بإيه ؟
يستغرق محسن فى نـــوم وثبـــات عميق حتى تسطع شمس الصباح على وجهه الكريــم ..!!
الفصــــــــــل الثالــــــــث
ما أن يصبح الصباح ، و تسطع الشمس على وجه اخونا الاستاذ محسن , حتى يصل الى اذنيه صوت زوجته السيدة عواطف من داخل حجرة النوم : قوم يا محسن النهار طلع انت مش رايح الشغل ولا أيه ؟! الساعه داخله على سبعه..الخ !! لم يجد محسن مفرا للهروب من لهيب الشمس ومن صوت عواطف المزعج الا الإستيقاظ .! محسن يدخل من البلكونة يجد عواطف شبه نائمة على السرير . محسن : صباح الخير. عواطف : صباح النور ، انا مش عارفه ايه غايتك فى النوم فى البلكونه انت ما بتبردش ؟! ، مش خايف برص يمشى على وشك وانت نايم ولا فار يقطع ودانك ؟؟؟!! محسن وهو يسحب الفوطه : فين الشبشب ؟! ( برص وفار على الصبح ) صحيح الملافظ سعد !! عواطف : يمكن خلعته فى البلكونه ؟ يرجع محسن الى البلكونه ، يبحث عن الشبشب تحت الكوفرته ، يدخل الحجرة مرة أخرى . محسن : مش فى البلكونه ؟ . عواطف : شوفه جانب باب الحمام ؟ . يخرج محسن من الحجرة وقبل أن يتجه الى الحمام ، يتذكرموضوع الفيفا فيذهب مسرعا الى حجرة مصطفى , لا يجد مصطفى على السرير , يرجع الى باب حجرة النوم ويسأل عواطف : هو مصطفى راح المدرسة ؟ عواطف وهى لا زالت نائمة بالفراش ترد متكاسلة : أيوه من بدرى . محسن : طيب شاف الفلاشة ؟ عواطف : مش عارفة . محسن : قولتى له بابا حملك اللعبة ؟ عواطف : ايوه . محسن : قال لك أيه ؟ عواطف : ما ردش ..... والله ما انا فاكره ...!! محسن : طيب قومى اعملى لى كباية شاى . عواطف وهى نازلة من على السرير ولا زالت متكاسلة : مش هتفطر ؟ محسن : لأ هاكل عند عم محمود . عواطف : أنا عارفه ايه غيتك فى رمرمة الشارع ؟! يعمل محسن مش سامع كلمة ( رمرمه ..!! ) وما يردش ، يدخل الحمام - بعد ان يجد الشبشب بجوار باب الحمام كما توقعت عواطف تماما - وبعد خروجه يصلى ركعتان الصبح ، ثم يبدأ فى ارتداء ملابسه وهو يشرب الشاى ، محسن محدثا نفسه : تسلم ايدك يا بت يا عواطف ، والله ما حدش يعرف يعمل كوباية الشاى دى زيك .! وبعد أن ينتهى محسن من ارتداء ملابسه ، ويتجه الى باب الشقه ، ينده على عواطف : أنا نــازل يا عواطف مش عايزه حاجه ، يأتيه صوت عواطف عاليا من داخل الحمام : لأ ... على فكــره انا هنزل أروح لماما شويه ، ويمكن نروح نبارك لثناء . محسن : طيب فيه عشرين جنيه فى الكمودينو ابقى خديها ، وفى هذه اللحظة الحاسمة تشد عواطف السيفون ، ويتمنى محسن لو أن صوت السيفون المزعج قد منع عواطف من الاستماع الى عبارة العشرين جنيه ..!!
تخرج عواطف من الحمام ، وتفرش سجادة الصلاة وتكبر، و قبل أن تبدأ فى صلاة الصبح تتذكرموضوع الزيت و التموين .. ألخ . عواطف محدثه نفسها : يادى الحوسه نسيت اقول له على التموين ، طيب يشوفوا بقى هنقلى البطاطس النهارده بإيه ؟!! عواطف ترفع يدها مكبرة وتبدأ فى صلاة الصبح .
أم رمضـــــــــــــــــان بائعة العيش البـــــــلدى
هذه ابله عواطف ، اما عن عمنا الاستاذ محسن فبمجرد خروجه من باب الشقه - وتمنياته لو أن صوت السيفون قد منع وصول حوار العشرين جنيه الى آذان السيده حرمة - ينزل السلم كعادته مسرعا وكعادته ايضا يتكعبل فى غطاء البلاعة ، وتضحك الخاله ام رمضان وترسم على وجهها علامات الفزع : اسم الله عليك يا بنى ، مش قولنا لكم تلموا من بعض وتغيروا غطاء البلاعة ده ، أنتم أيه ما بتخافوش على ولادكم ؟! محسن ينظر اليها ولا يعقب .
ويبدأ مشواره اليومى بالذهاب الى عربة فول عم محمود، وقد التف حولها العديد من ابناء الحى الدائمين ليتناولوا افطارهم قبل الذهاب الى اعمالهم .
................عم محمود ...................>>>...............عربيه فـــول عم محمود .............زززززززززز.. الاستاذ خليل نعيم محسن : سلام عليكم . الساده الحضور الملتفين حول العربه : وعليكم السلام . عم محمود : اهلا وسهلا يا أبو مصطفى . أحد الحاضرين اثناء التهامه لطبق الفول والبصل الاخضرالمعتبر بتاع عم محمود : ما فيش اخبار عن العلاوة يا استاذ خليل ؟ ( الاستاذ خليل نعيم أكبر الموجودين ، و أحد رموز الحى ) . يرد الاستاذ خليل وفى يده الجريده اليوميه : والله ما أنا عارف أهى الناس بتتكلم وخلاص ، اللى بيقول عشره الميه واللى بيقول عشرين الميه ، لغاية دلوقتى مفيش حاجه باينه. احد الواقفين : والله انا شايف ان الحكومة ما تديناش علاوة بس ما تزودش الاسعار، الدنيا بقت نار، والاسعار كل يوم فى الطالع ، ولا إيه يا استاذ محسن ؟ محسن : أه تمـــــام ، هو الاهلى عمل ايه إمبارح ؟ الاستاذ خليل : كسب واحد صفر ، ليه انت ماشفتش الماتش يا سى محسن ؟ غريبه دى ...!! محسن : لا والله شفت الشوط الاول بس وبعدين رحت واجب عزاء . أحد الواقفين : البقاء لله . عم محمود : مين يا استاذ محسن كفانا الشر ؟ محسن : لا ده قريب ام مصطفى من بعيد . أحد الواقفين أيضا : البقاء لله يا استاذ محسن ، انا مش عارف الناس مأبده و ماسكه فيها ليه ؟ الدنيا بقت تقرف وما لهاش طعم ...!!
يرد آخر : هو مين اللى جاب جون الاهلى ؟ الاستاذ خليل : عماد متعب ( لاحظ أن الاستاذ خليل دائما ما يبادر بالرد بإعتباره كبير الوقفه ..! ) وبعد ان ينتهى محسن من الافطار ويدفع الحساب لعم محمود يودع الحاضرين ويتجه الى محطة الاتوبيس للذهاب الى مقر عمله فى وسط البلد .
ويجد محسن أمة لا اله الا الله واقفه على المحطه منتظره الاتوبيس ، محسن يحدث نفسه : ايه الزحمه دى كلها هو النهارده ايه ؟ ااااه .. النهارده عشره ، ميعاد قبض المعاشات ، احسن حاجه الواحد يكبر دماغه ويبعد عن البهدله وياخد تاكسى .
محسن مناديا : تاكسى . سائق التاكسى : ايوه يا باشا . محسن : وسط البلد ؟ السائق : عشره جنيه . محسن : ماشى بس خلصنى . يركب محسن بجوار سائق التاكسى ، وراديو التاكسى شغال.. برنامج ( همسة عتاب )
سائق التاكسى : يا نهار أبيض يا جدع ، الدنيا بقت غريبه قوى ..! محسن : ايه الموضوع ؟! سائق التاكسى : الراجل مش عارف يدفن أبوه..! محسن : ازاى ؟؟ سائق التاكسى : مش عايزين يطلعوا له شهاده وفاه غير لما يجيب شهاده الميلاد ..! محسن : وشهاده الميلاد فين ؟ سائق التاكسى : مع ابوه . محسن : طيب ما يجيبها منه ؟ سائق التاكسى : ما أبوه هو اللى مات ومش لاقيين الشهاده ..! محسن : يمكن عند والدته ، ولا حد من اخواته ؟ سائق التاكسى : والدته ماتت من سنتين . محسن : ودفنوها ؟ سائق التاكسى : أه ، ما دى لحقت ونفدت قبل القانون الجديد . محسن : القانون ال ايه ؟؟ سائق التاكسى : القانون الجديد . محسن : هو حتى الموت عملوا له قانون جديد ؟ مش كفايه قانون الايجار الجديد ...!! الشاب كانت مشكلتة فى الاول شقه واحده ؟ دلوقتى اصبحت مشكلة الشقه كل خمس سنين ويمكن أقل . دلوقتى الراجل مش عارف لما يموت ومدة عقد الشقة تنتهى ، العيال هتروح فين ؟!!
سائق التاكسى : لأ وكنا زعلانين وبنقول بكره العيال لما تخلص دراسه هتقـــعد فى البيت ، وحياتك حتى البيــــت دلوقتى مش هيلاقـــوه علشان يقعدوا فيه ..! يعنى الواحد بعد ما يموت العيال هتتشرد ..! محسن محدثا نفسه : الله يرحمك يابا ، الشقه ايجار قديم بخمسة عشر جنيه ونص , الحمد لله مصطفى ابنى مش هيتشــرد ..! سائق التاكسى : بص يا باشا شكل الناس عامله ايه ؟ بص القرف اللى على وشوشهم ..!! محسن : وده من ايه ؟ سائق التاكسى : من ايه ، هو البيه مش من البلادى ولا ايه ؟ محسن : لأ ، انا من شـــــبرا ..! سائق التاكسى : عارف يا بيه ، مين المستفيد الوحيد من قانون المده ده ؟ محسن : مين ، المالك ؟ سائق التاكسى : مالك ميـــن يا بيه ؟ المالك الفلوس اللى بياخدها من المستأجر بيصرفها بعد ما يخلص مدة العقد على توضيب الشقه ..!! المستأجر بينتقم من الشقه قبل ما يسيبها ..!! محسن : أمال مين المستفيد من وجهة نظرك انت ؟ سائق التاكسى : الجماعه العرباجيه والنجارين هما الوحيدين اللى مستفادين من المشوار ده . محسن مندهشا : العربجية و النجارين ، فزوره دى ولا ايــــه ؟ سائق التاكسى : لا فزوره ولا حاجه ، بص يا بيه العرباجيه مش ملاحقين ، ينزل موبيليا من الشقه دى يوديها على دى , وياخد من هنا يودى على هناك ، وطبعا الموبيليا من كتر الشيل و الحط بتتبهدل والحق هات النجار يظبتها ...!!
محسن : وهى الحكومه مش عارفه الكلام ده ؟! سائق التاكسى : حكومه ..!! يا استاذ وحياة النبى انت متأكد إنك من البلد دى ؟!! محسن : يا عم انت هتشككنى فى نفسى ولا ايه ..!! انت شايفنى راكب فيل ولا لابس عقال ؟! انا من شبــــــرا البلد ابا عن جد ..! سائق التاكسى : طب أمال ايه حكايه الحكومه دى ؟ من امتى الحكومه فاضيه للناس ؟ ولا داريه بيهم ؟ طيب دى حتى العلاوة اللى واجعين دماغنا بيها بتيجى على الناس بالخراب ..!! حكومه قال ؟؟ والنبى يا بيه ما توجعش قلبى على الصبح ، انا عندى الضغط ، واعصابى مش متحملة ، قال حكومه قال ؟؟؟
محسن : ايه الزحمه اللى هناك دى ؟ سائق التاكسى : مش عارف ، اظاهر فيه حادثه ولا حاجه ، استنى لما أسأل الامين . سائق التاكسى موجه كلامه لأمين الشرطه : صباح الفل ، هى ايه الحكايه ؟ أمين الشرطه : لأ ، دول الجماعه بيمثلوا فيلم . سائق التاكسى : بيمثلوا .. طيب ، يعنى مش هانعرف نعدى ولا ايه ؟! هو باين عليه يوم أغبر من أوله ، قال حكومه قال ..!!! أمين الشرطه : خد يمينك وادخل من شارع الجلاء . [/size]
عدل سابقا من قبل محمد ابو امين في الجمعة 2 مارس - 18:34 عدل 2 مرات | |
|
محمد ابو امين عضو فضى
عدد المساهمات : 213 تاريخ التسجيل : 19/01/2011
| موضوع: رد: حكاية محسن افندى الجمعة 2 مارس - 18:26 | |
| | |
|