بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بيوت
رب العالمين تشتكي من قلة المصلين
الحمد لله الذي
فرض الصلاة على العباد رحمة بهم وإحسانا وجعلها صلة بينه وبينهم ليزدادوا بذلك
إيمانا وكررها كل يوم حتى لا يحصل الجفاء ويسرها عليهم حتى لا يحصل التعب والعناء
وأجزل لهم ثوابها فكانت بالفعل خمسا وبالثواب خمسين فضلا منه وامتنانا وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له خالقنا ومولانا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أخشى
الناس لربه سرا وإعلانا الذي جعل الله قرة عينه في الصلاة فنعم العمل لمن أراد من
ربه فضلا ورضوانا ،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه .اما بعد فأوصيكم ـ عبادَ الله
ـ ونفسي بجماع الخير وملاكِ البرّ، وصيّةِ الله للأوّلين والآخرين وخير ذخرٍ
للمؤمنين: ) وَلَقَدْ
وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ
اتَّقُوا اللَّهَ(النساء:131ومَن كان من أهل التّقى نال الجنانَ
العُلا وفاز وارتقى.أيها
الأخوة:- إن الصلاة هي عمود الإسلام ، وأحد أركانه ، وقرة عين الحبيب r،
خصها الله تعالى بخصائص ليست لغيرها من شعائر الدين ، دلالة على أهميتها ، وبيانا
لفضلها ومكانتها ، وإعلاء لشأنها ومنزلتها .
فقد فرضها الله على نبيه r، في السماء السابعة ، كفاحا بلا واسطة ، فكلمه بفرضها عليه وعلى
أمته تكليما . وما سواها من الفرائض كان عن طريق جبريل عليه السلام . وجعلها صلة
بين العبد وربه ، تصله بخالقه ، ورازقه ، في أوقات حددها المليك لعبده ، وفي أوقات
فتحها له ، فبالتكبير يفتح الباب ، ويقف بين يدي مولاه ، يدعوه ، ويناجيه ، ويسبحه
، ويكبره ، ويهلله ، ويصلي على نبيه ومصطفاه ، ويحمده ، ويثني عليه ، ويمجده .أيها المسلمون :
وإن من خصائص الصلاة ومزاياها العظام ، أنها خمس في عددها ، خمسون في وزنها
وثوابها . ولهذا فقد عظم حكمها فكانت عمود الدين ، وركنه الركين ، وأعظم شيء بعد
الشهادتين ، فصار تاركها لهذا الفضل وتلك المنزلة كافرا بنص رسول الله r، كما في قوله :(
بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة ). وقوله
: (أول ما تفقدون من دينكم الأمانة ، وآخر
ما تفقدون الصلاة ). قال الإمام أحمد : أي
أمر ذهب آخره لم يبق منه شيء . وقال r: (إن أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة من عمله صلاته ، فإن صلحت صلح
سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله)
. فكيف بمن جاء يوم القيامة بلا صلاة أصلا ؟ بل لقد عظم جزء منها ، وفرض واحد منها
تعظيما كبيرا ، لم يكن لشيء من شرائع الدين مثله ، فقد قال r( من ترك صلاة العصر
فقد حبط عمله ). قال البخاري رحمه
الله تعالى : باب إثم من فاتته العصر : حدثنا عبدالله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن
نافع عن ابن عمر أن رسول الله r قال : (الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله ). قال ابن حجر رحمه الله : المراد بالفوات تأخيرها عن وقت الجواز بغير عذر .
فإذا كان هذا الإثم وتلك المصيبة لمن ضيع فرضا واحدا منها فكيف بمن ضيعها كلها ؟
فلا تعجب إذن من قول عمر رضي الله عنه : (لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ). وكان
عبدالله بن شقيق – وهو أحد كبار التابعين – رحمه الله تعالى يقول ( كان أصحاب رسول اللهrلا
يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ).
أخرجه الترمذي .إخوة الايمان :
لما كانت هذه منزلة الصلاة في الدين ، كانت عقوبة تاركها في الدنيا والآخرة من
أعظم العقوبات - نعوذ بالله من عقابه
- فإن من ترك الصلاة هدد بالقتل لقوله
تعالى : )فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ
حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ
مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا
سَبِيلَهُمْ(التوبة: من الآية5. وفي الحديث يقول
النبي r: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة . فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا
بحقها ، وحسابهم على الله ).كما أن من عقوبة
مضيع الصلاة والمتهاون في أدائها ، أو في أوقاتها ، أو في طمأنينتها ، الغي
والضلال ، يقول تبارك وتعالى :)فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا
الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (مريم:59 وتأمل كيف أن إضاعة الصلاة موجبة لاتباع الشهوات ، فهي بحق كما قال
تبارك وتعالى : )وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ(العنكبوت: من الآية45. فمضيعها طريقه
مستلزم لاتباع الشهوات ، وبالتالي لا بد له من الولوج في طريق الغواية والضلال ،
والبعد عن الله تعالى وعن صراطه المستقيم . ومن كانت هذه حاله ومات على ذلك فقد
استحق العقوبة في الأخرى بما في قوله جل وعلا
حاكيا عن أصحاب النار ، عياذا بالله منها ومن أهلها حين سألهم أهل الجنة عن
سبب أو أسباب دخولهم النار قالوا مجيبين عن أول وأهم تلك الأسباب : )لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ(المدثر: من الآية43.فيا أيها الحبيب اعلم
أن الصلاة هي الفارق بينك وبين الكفر أو الشرك ، والمحافظة على الفجر والعشاء
براءة من النفاق ، كما أن من صلى البردين دخل الجنة . والبردان هما الفجر والعصر .أيها
المسلمون : إن بيوت الله، ياعباد الله، لتشكوا إلى الله، من قلة زوارها وعمارها ، من
هم زوارها ؟؟ ومن المزور ؟؟ زائريها هم المسلمون المؤمنون الذي أصبحت علاقتهم بتلك
البيوت شبه مقطوعة ، والبعض من هؤلاء قد اتصف بصفات المنافقين والعياذ بالله ، حتى
رأينا رأي العين من تحققت فيه آية النساء ) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ
وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ
النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ
لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ
لَهُ سَبِيلاً ( النساء : 142 ، 143،
وهو واقع غالب الناس اليوم وأخص بذلك الشباب ، فنقول لهؤلاء اتقوا الله ..
اتقوا الله .. يا من تدعون إلى السجود فلا تجيبون وأنتم سالمون ، تذكروا حالكم يوم
القيامة في العرصات حين يأتي الله هذه الأمة من كل الفئات فيسجد له عباده المؤمنون
المصلون الذين كانوا على صلواتهم يحافظون ، يحافظون عليها في بيوت الله مع الجماعة
، فأعطاهم بما وعدهم في كتابه العزيز )والذين هم على
صلاتهم وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ*أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ
مُكْرَمُونَ( المعارج: 34-35 ، إن هذا تقرير الرب تبارك وتعالى 0 فأين الناس من هذا الجزاء الأوفى؟ ) قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ
خَاشِعُونَ(المؤمنون :1، 2،إلى أن قال سبحانه ) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ
هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (المؤمنون : 9 - 11عباد
الله :إن
للمصلين عند ربهم فضل عظيم وخير عميم ، فحق علينا أن نستعرض ذلك قليلاً ترغيباً لا
ترهيباً ، فنقول : إن بيوت الله التي يشرق منها نور العبادة يزور فيها المؤمنون
الرحمن ، وحق على المزور كرامة الزائر ، فانظر بما ترجع ، إن أنت زرت الكريم
المنان ،الذي بيده ملكوت كل شيء سبحانه وبحمده ، وانظر مدى فضله، وسعة رزقه ومنته
على عباده ، هو قد كتب لهم ممشاهم إليه وكتب لهم انتظارهم للقياه وكتب لهم عودتهم
إلى بيوتهم من مزاره ،ناهيك عن ثوابهم حال الوقوف بين يديه ، هذا ملك الملوك الغني
الحميد، يجعل كل هذه الفضائل والجوائز الثمينة ،التي يسيل لها لعاب المؤمنين
المتقين ، ويعرض عنها مرضى القلوب والمنافقون 0
فهاك الفضل
الأول والجائزة الأولى ، قال r ( من غدا إلى المسجد أو راح
، أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح ) متفق عليه وقال r ( من راح إلى مسجد الجماعة
فخطوة تمحو سيئة، وخطوة تكتب له حسنة، ذاهباً وراجعاً ) وعن
أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي r قال ( من تطهر في بيته ثم مضى إلى بيت
من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله ، كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى
ترفع درجة ) رواه مسلموثبت في
الحديث أن الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة تمحو الخطايا وترفع الدرجات ، قال r ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به
الدرجات ) قالوا : بلى يا رسول الله ، قال ( إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار
الصلاة بعد الصلاة فذلك الرباط فذلكم الرباط ) رواه مسلم 0 والأحاديث كثيرة
كلها تبين أن الإنسان المسلم إذا عمد إلى بيت الله يريد الصلاة كتبت خطواته ،
فنصفها يثبت له حسنات، والنصف الآخر تمحى به الذنوب والخطايا ، وقد خص المشاءون
إلى المسجد بصلاة الفجر بخاصة عظيمة ، قال عليه الصلاة والسلام ( بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم
القيامة ) رواه أبو داود والترمذي 0أيها
الأخوة المؤمنون : نذكركم أننا في البند الأول من الجوائز الربانية حيث
ثواب المشي إلى المسجد جيئة وذهابا،فيه محو للخطايا، وفيه رفع للدرجات، وفيه نور
تام يوم القيامة ، ) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ
بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (الحديد : 12 ، أين الناس من هذا الفضل،
وهذا الثواب، وهذا النور العظيم ؟، حين يعمد الكثير منهم إلى زيارة بيوت الأصدقاء
والأقارب، ويتركون الذهاب إلى المساجد ، حقٌ لهؤلاء الناس أن يعضوا أصابع الندم
يوم لا ينفع الندم على فرص لكسب الآخروي أضاعوها ، وقد كانت سهلة ميسورة ) لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لَاتَّبَعُوكَ
وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ (التوبة : 42 ، يستبعدون المسجد وهم في صحة
يتقلبون، وهم يسمعون النداء ،أن هلموا إلى الفلاح 00 إلى الفلاح في الدنيا وفي
الآخرة ، )أَرَأَيْتَ
مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً *أَمْ
تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ
بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (الفرقان:43-44 ، فهم يرون المساجد بيدا
أنهم لا يبصرونها، وهم يسمعون النداء ولكن لا يعقلونه ) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً
مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ
لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ
كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (الأعراف : 179 ، فلو رأوا المساجد بعين
الإيمان وعلموا ما فيها من أجر وإحسان لأتوها ولو حبواً ، )وَلَكِنَّ كَثِيراً
مِنْهُمْ فَاسِقُونَ( المائدة: من الآية81 0 واسمع ياعبدالله الى الفضل الثاني ، حيث جعل الله تعالى وقت انتظار
الصلاة كالصلاة فلا يذهب وقت ابن آدم سُدى حتى وإن لم يقرأ ،ولم يذكر الله أثناء
الانتظار ، فكيف إذا انتظر الصلاة وهو يقرأ القرآن، الذي يُعطي بقراءته عشر حسنات
لكل حرف 0ففي الحديث المتفق على صحته ، قال رسول الله r
( لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا
الصلاة ) ثم إن المؤمن يفتتح صلاته ، فيقف بين يدي ربه فكل سجدة ترفعه درجة وتحط عنه
خطيئة . فينتهي منها ، فيذكر الله تعالى بالأذكار الواردة ، فتستغفر له الملائكة
ما دام في مصلاه ، وتصلي عليه . تقول اللهم ارحمه ،
اللهم اغفر له ، اللهم صل عليه ، ما لم يؤذ فيه ، ما لم يحدث ). متفق عليه
. ولا تظنن أن خروجك من المسجد قاطع لأجرك ، حارم لك من ذلك الفضل ، لا ، بل لك
أجر عظيم ، ووعد كبير ، بظل عرش الرحمن تستظل به ، يوم يضحى الناس ، ويلجمهم العرق
إلجاما ، ففي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله ، يوم لا ظل إلا ظله ، منهم ( ورجل قلبه معلق بالمساجد) . وفي الحديث المذكور آنفا
: (وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط ، فذلكم
الرباط) .هكذا تجمع لكم صلاتكم الأجر من كل الجهات ، تحط عنكم الخطايا ،
وترفع الدرجات ، في مقدماتها ، وتوابعها ، فلا تسل عن فضلها بذاتها ، فإن كانت
السنن الرواتب يبنى للمحافظ عليها بيت في الجنة ، فكيف بالفرائض ؟ وإن كانت الصلاة
أول ما ينظر في عمل المرء يوم القيامة ، فإن صلحت صلح عمله ، وإن ردت رد عمله .
وهي النهر المضروب مثلا من الحبيب rفي قوله : (أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل
يبقى من درنه شيء ؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء ، قال : فذلك مثل الصلوات الخمس
يمحو الله بهن الخطايا ).ومن فضلها وعد النبي rفي قوله : (لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) .
رواه مسلم .ألا فاتقوا
الله عباد الله .. وعليكم بالصلاة في مساجد الله ،)التي أَذِنَ
اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ( النور: من الآية36 ، فهي قرة عين لمن اقتدى بالمصطفى r ، ومن سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات
حيث ينادى بهن فإنهن من سنن الهدى ، ومن صلى في بيته فقد ترك سنة المصطفى r ومن
ترك سنة نبيه عليه الصلاة والسلام فقد والله ضل، وفي رواية ابن مسعود رضي الله عنه
قال :" إن رسول الله r علمنا سنن الهدى، وأن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن
فيه" ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ
بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ
اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى * وَلا تَمُدَّنَ
عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى * وَأْمُرْ
أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ
نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (طه : 130 - 132 ،بارك الله
لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول
قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولعموم المسلمين من كل ذنب فاستغفروه
إنه هو الغفور الرحيم .
فاتقوا