حلمى ابو شعبان عضو فعال
عدد المساهمات : 490 تاريخ التسجيل : 23/08/2011
| موضوع: أهداف الحرب القذرة على المرأة المسلمة المستترة الأحد 25 مارس - 19:42 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أهداف الحرب القذرة على المرأة المسلمة المستترةالحمد الله الذي فرض على النساء ارتداء الحجاب , وأوجب عليهن لبس النقاب , فخسر وخاب من أعرض وفاز وربح من استجاب , وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز التواب , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بأحكم منهج وأبلغ كتاب , اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه ما هب النسيم وجاءت الرياح بالسحاب. [size=21][تمهيد] عندما تقضي محكمة مصرية على أخواتنا المنتقبات في مصر بأن لا يدخلن قاعات الامتحانات إلا إذا نزعن هذا النقاب , في الوقت ذاته الذي تفرض فيه محاكم فرنسا غرامة مالية تقارب الألف دولار على كل مسلمة تلبس الحجاب ….إذا كان هذا هو الحال فلا يستطيع مسلم غيور على دينه أن يصمت وهو يشاهد الإسلام وتعاليمه وأهله تشن عليهم هذه الغارة , فكان هذا المقال جهد المقل في الذود عن روضة الإسلام الغناء , واللهَ المسئول أن يعيننا على جهد أكبر في خدمة الدين الذي به نؤمن ومن أجله نحيا. [الحرب على العفة والستر قديمة قدم التاريخ] ليست الحرب على العفة والطهر والستر جديدة أو محدثة , إن الحرب عليها قديمة قدم التاريخ , وأول من شن هذه الحرب هو إبليس لما أغرى أبوينا بالمعصية حتى يصيبهم العري من نعم الله على وجه العموم ومن لباسهما على وجه الخصوص , ولا يزال إبليس وإلى اليوم يمارس حربه القذرة بنفسه وعبر أوليائه من الجن والإنس بدون كلل ولا ملل. قال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف : 27].وعجبا وحق لنا أن نعجب ممن يعلم أن العري البشري مراد شيطاني ثم يستمر في تطبيق مراد الشيطان .مع أن الله جل في علاه يقول:{ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)}[البقرة] [الحرب على دور المرأة كما يقرره الإسلام] إن المقصد الأساسي من وراء الحرب على المرأة المسلمة أن يحولوها إلى ما يريدون …. إنهم يريدونها مصدر فساد لا مصدر صلاح , مصدر تخريب لا مصدر تعمير , خلية سرطانية مدمرة لا مصباح نور ومشعل هداية ومركز علاج ودواء , فالأم في الإسلام مربية الأجيال وصانعة الرجال إن هي استخدمت ووجهت لتكون كذلك , وإلا فإنها ستكون مصدر دمار لا مفر منه ولا سبيل لمواجهته , وهذا ما نبهنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أحاديثه. أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري:عن النبي صلى الله عليه وسلم قالإن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء وفي حديث بشار لينظر كيف تعملون.) وفي صحيح ابن خزيمة عن عبد الله بن مسعود : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :" المرأة عورة و إنها إذا خرجت استشرفها الشيطان و إنها لا تكون إلى وجه الله أقرب منها في قعر بيته.ا" وفي الحديث المتفق عليه عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.) وأخرج النسائي في سننه عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف من الصبح يوما فأتى النساء في المسجد فوقف عليهن قال ما رأيت من نواقص عقول قط ودين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن أما نقصان دينكن فالحيضة التي تصيبكن تمكث إحداكن ما شاء الله أن تمكث لا تصلي ولا تصوم فذلك نقصان دينكن وأما نقصان عقولكن فشهادتكن إنما شهادة المرأة نصف شهادة.) وإعظاما لدور المرأة واهتماما به حثنا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على اختيار المرأة ذات الدين , لأنها دون من سواها القادرة على إنشاء جيل يعيد للأمة عزتها ومجدها وسؤددها . قال الله تعالى: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)}[الأعراف] وفي الحديث المتفق عليه كذلك عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة " . رواه مسلم [الحرب على المرأة وسياسة الإلهاء] ويقصد بسياسة الإلهاء: تلكم السياسة والاستراتيجية التي يتخذها تحالف الصليب وأتباعه بإلهاء الشعوب المسلمة بمعصية الله أو بما لا فائدة منه أو بأمور مفروغ منها ومنذ أمد بعيد. وها نحن نرى التحالف الصهيوصليبي يلهينا عن قضايانا الكبرى بإغراقنا بالشهوات والنزوات , وما عند الله خير لنا لو كنا نعقل ونعلم , قال الله تعالى:{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)}[آل عمران] وقد قالها يوما غاز صليبي:"كأس وغانية تفعلان بأمة محمد ما لا تفعله الأساطيل الجرارة" [مثال ثان على سياسة الإلهاء] ودعوني أنبه هنا على نوع ثان من أنواع سياسات الإلهاء ألا وهو إلهاء الشعوب المسلمة بالجدال بقضايا مفروغ منها ومنذ زمن بعيد عن قضاياهم الكبرى , ومثال على ذلك ما نحن بصدده فقضية الحجاب والنقاب قضايا مفروغ منها ومنذ زمن , فإجماع العلماء على وجوب الحجاب , وعلى وجوب النقاب على أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهم مجمعون كذلك على أن حكم النقاب لعوام المسلمات دائر بين الوجوب والاستحباب , ومع هذا فإنك ترى الكثيرين من الغربيين ومن يحسبون على الدين وفي نفس الحين يثيرون مثل هذه القضايا على السطح وفي فترة حرجة والهدف من ذلك هو إلهاؤنا عن القدس والمخاطر التي تحدق بها , الهدف من ذلك إلهاؤنا عن غزة وحصارها وركام الحرب التي خاضتها , الهدف من ذلك إلهاؤنا عن العمل على إرجاع الدولة الإسلامية والخلافة التي سقطت , الهدف من ذلك إلهاؤنا عن الحرب التي يخوضها أبناء الصليب على أبناء أمتنا , الهدف من ذلك إلهاؤنا بمعارك فرعية عن معاركنا الكبرى , ولكن أنا لهم ذلك , فهذا الدين هو دين الله والله لا بد ناصر دينه . قال الله تعالى: { يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} [التوبة]. [الحرب على المرأة حرب على الفطرة السليمة] لا يجهل مسلم أن الدين الذي جاء به محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الدين الذي تتناسق مبادئه مع الخلقة التي أوجد الله الإنسان عليها , قال الله تعالى:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)}[الروم]. والحرب على الستر والعفة من أهدافها طمس الفطرة وتشويهها والتغيير فيها , فالعفة والستر والاحتشام والحجاب والنقاب جميعها أشياء تتفق مع فطرة الإنسان , هذا الإنسان الذي لما عصى فتعرى أخذ يبحث ومن تلقاء نفسه عما يستر عورته , أليس في هذا دليل كاف على أن الستر والاحتشام شيء كان قد فطر عليه الإنسان؟ , قال الله تعالى: {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [الأعراف : 22]. وعليه نقول:إن المكيدة على الشعائر الدينية الخاصة بالمرأة المسلمة هي مكيدة على الفطرة ومحاولة للقضاء عليها ومسخها . أخرج البخاري في صحيحه أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ." ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه:{ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}.ُ" [الحرب على المرأة المسلمة من الداخل والخارج] الحرب على المرأة المسلمة لا يخوضها الأعداء الخارجيون وحسب , بل ويشاركهم في وزرها الأعداء الداخليون وهم كما يلي: 1ـ التحالف الصهيوصليبي يشن حربا في بلاده على المسلمات بالإضافة إلى مؤسساته والتي تشن نفس الحرب في داخل بلداننا الإسلامية. 2ـ مناديب التحالف الصهيوصليبي من حكامنا الفجرة ومؤسساتهم بمختلف أنواعها. وللعلم نقول:نحن لا ننتظر من مناديب التحالف الصهيوصليبي غير ذلك , فقد أخبرنا رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن وجود أنظمة الجور لازم لوجود العري والانخلاع من الستر والاحتشام. أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا." 3ـ المؤسسة الدينية التابعة للسلطان وليس بخاف على أحد ما قام به ما يسمى بشيخ الأزهر في تأييده لحكومة فرنسا منع الحجاب , وما قام به مع الفتاة المنتقبة في إحدى القاعات الدراسية بمصر . أخرج أحمد في مسنده َعنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ." وهنا أنا أذكر أبنا أمتي بهذه الكلمات:"إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم" إذن: إنه العالم المنحرف عن منهج الله بكليته يحارب الإسلام وتوجهاته , وهذا ما أنبأنا به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهبوا يا حماة الدين بكليتكم للذود عن دينكم , فإنه في خطر. أخرج أبو داوود في سننه عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال " بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء ( ما يحمله السيل من وسخ ) كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن " فقال قائل يارسول الله وما الوهن ؟ قال " حب الدنيا وكراهية الموت". [أشكال وصور الحرب على المرأة المسلمة] ودعونا نعدد وبشكل سريع بعض صور الحرب على المرأة المسلمة: 1ـ حرب ضد الجلباب. 2ـ حرب ضد الحجاب. 3ـ حرب ضد النقاب. 4ـ حرب ضد تحريم الإسلام للاختلاط. 5ـ حرب ضد تحريم الإسلام للخلوة. 6ـ حرب ضد تحريم الإسلام للتبرج. 7ـ حرب ضد تحريم الإسلام للخروج غير المبرر للمرأة. 8ـ حرب إعلامية وشعارات واهية تنص على مظلومية المرأة في المجتمع الإسلامي , وبسبب تعاليم الإسلام. ونحن نقول هنا لكل من يحاول محاربة الإسلام بأن الإسلام لا يحارب , لأنه محفوظ من قبل الله , والله لا يحارب. قال الله تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44)}[الزخرف]. [دور المرأة المسلمة أمام هذه الحرب] وهنا لا ننسى دور صاحبة الشأن … إنه دور المرأة المسلمة تجاه الحرب ضدها , ودورها يكمن في أن تثبت على دينها ولا تتأثر بهذه الزوابع العاتية التي تريد أن تسلخها من إسلامها , فلتثبت كما أُمرت , فلقد أُمر رسولها بالثبات فثبت , ولنا فيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ القدوة الحسنة , قال الله تعالى:{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43)}[الزخرف]. ولتعلم كل أخت مسلمة أن التمكين له ركنان :أولهما:الصبر على منهج الله , وثانيهما:اليقين بانتصار هذا الدين . إذن:وحتى تنتصر الأخت المسلمة في هذه المعركة فهي بحاجة إلى صبر ويقين بهذا الدين , كما قال رب العالمين:{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)}[السجدة] [دور المجتمع المسلم أمام هذه الحرب] ودور المجتمع المسلم تجاه هذه الحرب يتمثل في النقاط التالية: 1ـ توظيف كل الإمكانيات وتوحيد كل الجهود للتصدي لمحاولات التحالف الصهيوصليبي في تغريب المرأة المسلمة . قال الله تعالى: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) }[المائدة] . وقال أيضا: { ثمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19)}[الجاثية] 2ـ تربية الفتاة المسلمة على منظومة الآداب والقيم الإسلامية , والجدية في تحمل مسؤولياتنا التربوية والدينية تجاه أبنائنا. قال الله تعالى: { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24)} وأخرج البخاري في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:" كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ فَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْسِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ." 3ـ التقويم المستمر والمتابعة الدءوبة لسلوكيات أبنائنا وبناتنا.4ـ ربط أبنائنا بسلفهم الصالح من الرجال , وربط بناتنا بسلفهن من النساء. [الحرب على المرأة المسلمة وقلب الحقائق] إنني لأظن أننا نعيش في ما سماه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالسنين الخداعات , الذي صار فيه العري فنا تتسابق في مضماره النساء , وأصبحت العلاقات غير الشرعية مع الرجال حرية شخصية , وأصبحت فيه الخلوة والاختلاط مظهرا من مظاهر التحضر , وأصبح فيه التزام المرأة بلباسها الشرعي وأوامر ربها ـ سبحانه وتعالى ـ تخلف ورجعية ورجوع إلى العصور الحجرية .ولكن لا بأس بذلك كله فالمؤمن لا يكترث بأحكام الناس ولا يأبه بها ما دام مرضيا لربه حريصا على طاعته.أخرج ابن ماجه في سننه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ."[الحرب على المرأة المسلمة وسنة التمحيص] لعل الحكمة الإلهية من شن مثل هذه الحرب على المرأة المسلمة هي اختبار المرأة المسلمة وابتلاؤها … أتثبت مع الصعاب على طاعة ربها فترفض خلع ما اعتقدت وجوب ارتدائه؟ أم إنها ستسلم عند أول عقبة فتكون مثلما يريد الغرب منها؟ ومن المعلوم أنه لا يسلم للإنسان دين بدون ابتلاء , فالبلاء والعناء ضريبة من التزم بدين رب الأرض والسماء. قال الله تعالى: {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)}[العنكبوت]. وقال أيضا: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)}[العنكبوت]. وأخرج البخاري في صحيحه من حديث عائشة أن ورقة قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :" لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ." [أدوات الأعداء في تحقيق أهدافهم ضد من أسلم من النساء] والأعداء في تحقيقهم لأهدافهم من وراء الحرب على المرأة المسلمة يستخدمون أوات ووسائل وأبرزها: 1ـ القنوات الفضائية بما تبثه من أفلام ومسلسلات وحوارات ومناظرات مناهضة للتشريعات الخاصة بالمرأة المسلمة.2ـ المحطات الإذاعية.3ـالمجلات والنشرات والبيانات والأشرطة.4ـ المؤسسات الصهيوصليبية والتي يعمل فيها أبناء جلدتنا. 5ـ السينما والإنترنت.6ـ المؤسسة التعليمية والتي وضع منهاجها الصليبي الحاقد دانلوب.فالحذر الحذر يا أبناء الإسلام من هذه الأدوات جميعا , حافظوا على أبنائكم وعلى هويتهم الإسلامية , وكما سلمتم الراية بيضاء نقية فسلموها لأبنائكم , واعلموا أن دين الله غالب وأن ما سواه مغلوب , والله أكبر والعزة لله ولرسوله والمؤمنين.قال الله تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)}[الصافات]. والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة | |
|