مصر ـ الحبيبة ـ بين كيد أعدائها وعقوق أبنائها..!!
السلام.. إسم من أسماء الله(السلام) السلام من خصائص هذه الاْمة وسنّة أبونا اّدم -عليه السلام
والسلام سبباً من اسباب دخول الجنة وسبباً لحصول المحبة والمودّة
السلام عليكم ورحمة الله ..و
جزى الله الشدائد كل خير.... عرفت بها صديقي من عدوي ..و
لك الله يامصرـالحبيبةـ لقد عقّك أبنائك باسم الحرية.. وباسم الشعب والديمقراطية..وباسم الثورة وتحقيق أهدافها المنتظرة
حتى
لم تعد تقدر ي على لملمّة شتاتك.. من ضيق الخناق عليك ولم تعد تقدر ي على
تضميد جراحاتك. ولم تعد تتنفسي هوائك النقي من كثرة الاْدخنة المنبعثة من
قنابل الغاز المرتمية هنا وهناك !! والاْدخنة المتصاعدة من حرق المنشاْْت
العامة
وانفجار أنابيب الغاز..!! كل ذلك- والخافي أعظم- وسط استمرار مطالب فئوية -عمياء- وحزبية -جوفاء- وتعصب طائفي مقيت وغريب
فوضى يادنيا فوضى
جمهور
غفير -خليط- من شباب ثائرين ..وعاطلين ومشردين ..وقنابل موقوتة -أطفال
شوارع -منتشرة ومبثوثة..!! ومهرجين ومأجورين.. ومندسين ومدسوسين في الصفوف
الاْمامية والخلفيّة ..من الملثمين بالغتر الغزاويّة..!! خليط وخلطبيت
وحيص وبيص
في قلب العاصمة في ميدان التحريض!! فيه الصائد والمتصيّد ..!! فيه الظابط
والغير مظبوط.. !! والطالب والمطلوب..!! والشمام والمشمشم .. ميدان التحرير أصبح -بفعل فاعل- مزار وكرنفال
وإن شئت قل مهرجان واستعراض قوى
وإثبات
وجود لكثير من الإئتلافات الشبابية وغير الشبابية.. والجماعات بحق وبغير
حق حيث تعدد المنصّات وتعدد الهتافات ..وتصادم الرؤى ..وتعارض التوجهات
..جموع غفيرة وأحزاب متشاكسّة شتى..تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى
توترات
كلامية..وارتفاع لسقف الطلبات العشوائية ..اختلط الحابل على النابل اختلط
الذي وجد تنفيساً لواقعه البائس ..!! بالمناضل الثوري الثائر .. أختلط
الطفشان من مراته ..والطهاّْن من حماته..أخرجت لنا الثورة أجمل وأنبل مافي
الإنسان المصري من طيبة وأصالة.. لكنها _أيضاً_ أفرزت عناصر هدامة.. وأخرجت
من تحت أنقاضها أراذلنا بادي الرأي ..!! وأرذلنا خلقاً ..فحشاً وبذاءٍ
وانفلات أمني و أدبي .. وخلقي .. خلطت أوراق كثيرة حرقت منشأت كبيرة
..والتهبت المشاعر وسيسّت الملاعب!! عبر طابور إمّا يسير وهو يدري وتلك
مصيبة أو يدري وتلك مصيبة أعظم!! تراشق بالحجارة وكأنّ (الطوب هو الحل!!)
إتهامات وتأزّم وبلطجة وشدليّة وتعدي واعتداء سرقة وسطو على الاْموال
والممتلكات العامة والخاصة وكارثة بور سعيد!! وقضايا وقضايا أمنية’
متعددة توحي بغياب
منظومة (أخلاقيّة) تتهاوى فيها قيم الحلال والحرام .. والحق والباطل.. وينام فيها ويشخّر أبناؤنا وإخواننا .. في (خيمة ) الفوضى
وإن شئت قل (خيبة) التحرير!! في غياب الضمير الاْخلاقي ..وفقدان الإحساس بالمواطنة _الحقّة- ومقتضياتها
وتذبح الحقيقة .. في زحمة الميدان صراخ يعلوه صراخ كلام في كلام .. والكل متشبث برأيه لا يرى إلاّ من زاويته
لايسمع إلاّ صوت نفسه مع ما فيه من الإنفلات الفكري والتلوث الذهني
ميدان
التحرير كان الشرارة الاْولى للإنطلاقة لتغيير رموز النظام السابق وإسقاط
عروشه .. وهو اليوم هو نفسه الذي تنطلق منه شرارات التغيير للاْسوأ
..وإسقاط الدولة وهيبتها ..وإسقاط خيرية(خير أجناد الاْرض)!! في مقابلة
بإحدى القنوات الفضائية المصرية يسأل المذيع أحدهم :"مارأيك وقد فشلت
دعوتكم للدعوة للعصيان المدني والإضراب العام؟! فأجاب -لا رضي الله عنه
..إن لم يتوب_قائلاً بلهجته العاميّة :إحنا عندنا خطط ومخططات كثيرة ..
فسأله المذيع مجاراة معه في لهجته : زي إيه يعني؟!! قال: مأدرش اأول عشان
المجلس العسكري ميخدش باله ويعمل حسابه..!! إشارة بأن لديهم سلسلة وسلاسل
وحيّل كثيرة غير متناهية وكأنهم يلعبون مع الجيش والاْمن :عسكر وحراميّة
!!أو استغماية والسبع شقافة..!! وفي مقابلة بقناة أخرى مماثلة
تسأله
المذيعة وهو واحد من الناشطين السياسيين المرجفون!! تقول له : بس سيادتك
مكنش في داعي للمواجهة مع المجلس العسكري وتذهبو ا للعباسيّة!! رد عليها
-ضاحقا مستهتراً بقوله :إحنا حبينا نوصل له رسالة في عكر داره
يريدون إسقاط هيبة الجيش وجره للإنزلاق في وحل الثورة ,, يريدون شماتة العدوّين من قادة الحرب وغيرهم من الإسرائيليين
بعدما
دّك جيشنا -العظيم- حصونهم المنيعة وهزمهم شر هزيمة في حرب العزّة وإعادة
الكرامة والهيبّة العسكرية لقواتنا المسلحة المصرية بطلة الحرب والسلام
ما
تحتاجه مصر الاْن ليس -فقط- إستعادة هيكلة وزارة الداخلية.. ولا تعجيل
محاكمة رموز النظام السابق.. ولا تسليم السلطة العسكرية لسلطة مدنية..بل
تحتاج لمشروع ترميم أو إعادة بناء لاْخلاقنا وسلوكنا.. وتحسين علاقاتنا مع
بعضنا .. وإصلاح حالنا مع خالقنا وبارئنا
نتناسى الماضي و(بلاش نتكلم في الماضي..!! ) نجعل من الماضي طريق للمستقبل وأخذ العبرة -فقط- ..ونلتفت لحاضرنا ومستقبلنا
من اليوم تعارفنا.. ونطوي ما جرى منا .. فلا كان ولا صار ولا قلتم ولا قلنا.وإن كان من العتبى فبالحسنى
ولتكن
أرواحنا راااقية..نتسامى عن سفاسف الاْمور.. وعن كل ما يخدش نقاءنا..
نحترم ذاتنا وفي نفس الوقت نحترم غيرنا ..نتحدث بعمق..!! نطلب بأدب..!!
ونشكر بذوق.. ونعتذر بصدق .. نرتفع عن االقيل والقال..!! ونترفع عن
التشفي والتشطي..
وتصيّد الاْخطاء والعثرات ودفن الحسنات بالسيئات والإنخراط في معرك التشنيع ..والتسقيط ..!! إرضاءً لله ثم تحقيقاً للمواطنة الحقّة
فهذا
الوطن أمانة في أعناقنا جميعاً وليكن حبنا للوطن -حباً صادقا.. وممارسة
فاعلة .. لامجرد شعارات نتغنّى بها وعبارات فارغة فارغة من كل محتوى فاضل
وجميل
حمى الله مصرنا -الحبيبة-من كيد أعدائها ..وحسد حسادها .. وعقوق أبنائها.. كما نسأله -سبحانه- أن يمدّنا بنصره وتأييده وتوفيقه
لكل ما فيه عز وخير وفلاح وأمن وأمان ورخاء وازدهار.. ل( أمّنا الحبيبة)أم الدنيا
مصر