أثار الذنوب والمعاصي
بسم الله تعالى
الذنوب أثارها كثيره
ومخاطرها لا تحصى وأثار دنيوية ناهيك عن الاثر الاخروي وهو نار حرها شديد
وقعرها بعيد وشرابها صديد ومقامعها حديد وضياؤها ظلمة .
أن الكثير من الشباب
والشابات ممن يقترفون الخطايا والذنوب ربما لا يكونو واعين بالاثار التي
تصيبهم في الدنيا تماما كالطفل الذي يذهب إلى نزهة برية مع أهله فيرى عقرب
فانه يسمكها بيده غير ملتفت بانها ربما تلدغه وتنهي بحياته , كذلك عدم
العلم بالاثار الدنيوية للذنوب لا يمنع من وقوع هذه الاثار تماما كالطفل
الذي أمسك العقرب.
بعض اثار الذنوب :
1- تغير النعم : مثلا يكون
الانسان في عافية تتحول هذه العافية إلى مرض , أو يتغير غناه إلى فقر ,
أو يتغير حاله من راحة بال إلى عذاب ضمير والادلة على هذا كثيرة فمن
القران الكريم ( أن الله لايغير مابقوم حتى يغيرو مابأنفسهم ) ومن السنة
النبوية احاديث كثيرة فقال أمير المؤمنين عليه السلام ( مامن شخصا أنعم
الله عليه من نعمة فسلبها أياه الا أنه أحدث شيئا يستحق السلب ) .
وفي حديث أخر ( أن الرجل ليذنب الذنب فينسى به العلم الذي علمه )
وقال الاما الباقر سلام الله عليه ( أن الرجل ليذنب الذنب فيدراء عنه الرزق)
2- الهلاك وبتر الاعمار :
حيث أن الذنوب إذا تعدت الخطوط الحمراء تجر صاحبها إلى الهلاك , ولنا في
قصص الماضين عبرة كقصة فرعون وقوم ثمود .
3-نزول النقم : أن الانسان
إذا أذنب ذنبا يعرض نفسه إلى نزول النقمة عليه , يقول أحد الحكماء أنني
حينما أذنب ذنبا ينعكس هذا الذنب على سلوك زوجتي وأولادي ودابتي , ولنا في
قصة سباء لخير دليل حيث كانت هذه القرية جنة فلما كفروا بأنعم الله تحولت
هذه القرية إلى صحراء قاحلة .
السبب الرئبسي للذنوب :
أن السبب الاساسي الذي يدع
الانسان يقع في أوحال الخطايا والذنوب هو أتباع هوى النفس والشهوات ,
وعبادة صنم الهوى , في الامم الماضية كان يعبدون الاصنام وإبراهيم كسرها
بالمعول , لكن الرسول صلى الله عليه واله قال ( ماعلى وجه الارض من صنم
يعبد من دون الله أكبر من صنم الهوى )
وقد تحدث القران عن ذلك (
فأمن طغى وأثر الحياة الدنيا فأن الجحيم هي الماوى , وأما من خاف مقام ربه
ونهى النفس عن الهوى فأن الجنة هي المأوى )
وقال أمير المؤمنين سلام
الله عليه ( أنما أهلك الناس خصلتان ,لقد أهلكتا من كان قبلكم وهما
مهلكتان من يأتي بعدكم : أمل ينسي الاخرة وهوى يظل عن السبيل )
الوجة الحقيقي للاعمال :
أن لكل عمل من أعمال الدنيا
سواء كان حسنا أو سيئا له وجهان مثلا حينما تقول سبحان الله فأن الوجه
الاول لهذا العمل أنك تحملت عناء وتذكرت الله في هذا الوقت , أما الوجه
الحقيقي لهذا العمل فهو غرست لك شجرة في الجنة , أنت حينما تمشي في الطريق
وترى منظر حرام مثلا ونفسك تحاربك وتأمرك بالنظر إلى هذا المنظر فقمت
بأطراق راسك ونظرت إلى الارض , فأن الوجة الاول لهذا العمل : هو أن تحملت
العناء وغلبت نفسك , أما الوجة الحقيقي لهذا العمل فهو أن الله زوجك بحورية
من الحور العين ,
في المقابل أنت حينما تسمع
غناء فأن الوجة الاول لهذا العمل هو شي ترتاح له النفس وراحة بال , بنما
الوجة الحقيقي لهذا العمل أناك رصاص مذاب من النار يصب في اذ*** لا تشعر
به الان وأنما يوم القيامة .
كذلك حينما تنظر نظره محرمة
فان الوجة الاول للعمل هو راحة نفس وتثار الغريزة الجنسية بينما الوجة
الحقيقي هو حمم من النيران تصب في عينك .
فلنتفكر في حقائق الاعمال
دعوى للتفكر والتأمل :
1- الشاب العاقل هو الذي يتخذ قرار التوبة والرجوع إلى الله ويتعهد بترك المعاصي والذنوب .
2-التفكر في أننا حينما نذنب ذنبا فأننا معرضون لتغير النعم ونزول النقم وكذلك إلى الهلاك وبتر الاعمار .
3-نتفكر في أننا كم من الذنوب أقترفناها وستر الله علينا .
4-نتفكر في نعم الله علينا وأننا نعصي الله بالعين واليد والرجل أليست كل هذه نعم الله علينا , فلماذا بكلها نعصية .
5 يجب علينا أن نتفكر في حقائق جميع الاعمال التي نقوم بها .
اللهم أغفر لنا الذنوب التي تنزل النقم واللتي تغير النعم اللهم أغفر لنا كل أذنبا أذنبناه .