منتدي المركز الدولى


آداب التعامل في الأسواق Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
آداب التعامل في الأسواق 1110
آداب التعامل في الأسواق Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا آداب التعامل في الأسواق 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


آداب التعامل في الأسواق Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
آداب التعامل في الأسواق 1110
آداب التعامل في الأسواق Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا آداب التعامل في الأسواق 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

 آداب التعامل في الأسواق

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
شعبان
المدير
المدير
شعبان


وسام الابداع

اوفياء المنتدى

ذكر عدد المساهمات : 7712
تاريخ التسجيل : 16/06/2010
الموقع :
المزاج المزاج : الحمد لله

آداب التعامل في الأسواق Empty
مُساهمةموضوع: آداب التعامل في الأسواق   آداب التعامل في الأسواق Icon_minitime1الأحد 22 أبريل - 6:07

آداب التعامل في الأسواق

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الصادق الوعد الأمين،
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما
ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه،
وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون
أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة الأكارم... في الدرس الماضي
بيَّنت لكم بعض فقرات من آداب الكسب والمعاش للإمام أبي حامد الغزالي، وكيف
أن التاجر يجب أن يبدأ تجارته بنوايا طيِّبة، من هذه النوايا أن يقصد
الكَفَّ عن السؤال، عن سؤال الناس، من هذه النوايا أن يكفَّ عن التطلٌّع
لما عند الناس، من هذه النوايا أن يقصد خدمة المسلمين، من هذه النوايا أن
يقصد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يبني علاقاته مع الناس على
الإحسان وعلى العدل، وأن يذكر الله سبحانه وتعالى في تجارته، إذا فعل ذلك
كانت هذه التجارة جُزءاً من عمله الصالح.
وصلنا إلى البند الثالث وهو أن لا يمنعه سوق
الدنيا عن سوق الآخرة، شيءٌ مهم جداً في عليه إقبال شديد، في عليه ضغط،
بضاعته رائجة، محلِّه في مكان حسَّاس، انشغاله في البيع والشراء، أو
انشغاله في المكاسب الدنيويَّة أخَّرته عن المكاسب الأخرويَّة، إذا فعل ذلك
فقد وقع في فخِّ الشيطان..

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ
أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ
ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9)﴾


( سورة المنافقون )

فأن لا يمنعه سوق الدنيا عن سوق الآخرة،
للآخرة سوق وللدنيا سوق، وأسواق الآخرة المساجد، المساجد أسواق الآخرة، بها
تتعرَّف إلى الله سبحانه وتعالى، وبها يزداد علمك، وتزداد رؤيتك وضوحاً،
ويزداد قربك، لذلك من علامات المؤمن أنه لا تشغله الدنيا عن الآخرة ربنا
عزَّ وجل قال:

﴿رِجَالٌ﴾

( سورة النور: من آية " 37 " )

كلمة رجالٌ لا تعني ذكر بل تعني بطل، ثلاثةٌ
أنا فيهنَّ رجل وفيما سوى ذلك فأنا واحدٌ من الناس، ما سمعت حديثاً من
رسول إلا علمت أنه حقٌّ من الله تعالى، ولا صلَّيت صلاةً فشغلّت نفسي
بغيرها حتَّى أقضيها، ولا سرت في جنازةٍ فحدَّثت نفسي بغير ما تقول حتَّى
انصرف منها
ربنا عزَّ وجل قال:

﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ ﴾

لا تلهيهم، للتجارة وقتٌ وللعبادة وقتٌ، وإن لله عملاً في الليل لا يقبله في النهار، وإن لله عملاً في النهار لا يقبله في الليل..

﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾

( سورة النور: من آية " 36 " )


يقول الإمام الغزالي: ينبغي أن يجعل الرجلُ أول النهار إلى وقت دخول
السوق لآخرته.. الفترة الأولى صباحاً هذه للآخرة.. فيلازم المسجد ويواظب
على الأوراد. وكان عمر رضي الله عنه يقول للتجَّار:
((اجعلوا أوَّل نهاركم لآخرتكم وما بعده لدنياكم ))

وكان صالحوا السلف يجعلون أول النهار وآخره
للآخرة، أوله وآخره للآخرة، وما بين الأول والآخر للدنيا وفي الخبر أن
الملائكة إذا صعدت بصحيفة العبد وفيها في أول النهار وفي آخره ذِكْر الله
كفَّر الله عنه ما بينهما، أول النهار وآخره فيه ذِكْرُ الله كفَّر الله
عنه ما بينهما..

((يا ابن آدم لا تعجز عن ركعتين أول النهار أكفِك النهار كلَّه))

أنت في النهار كلُّه في حفظ الله، أنت في ذمَّة الله، أنت تحت مظلَّة الله، أنت في توفيق الله ما دمت قد بدأت نهارك بذِكْرِ الله.
ثم مهما سمع الآذان في وسط النهار للأولى
والعصر، للظهر والعصر فينبغي أن لا يعرج على شغلٍ وينزع عن مكانه ويدع كل
ما كان فيه، فما يفوته من فضيلة التكبيرة الأولى مع الإمام في أول الوقت،
وهذه التكبيرة الأولى مع الإمام في أول الوقت لا توازيها الدنيا وما فيها،
هكذا قال أحد التابعين: مضى عليه أربعون عاماً ما فاتته التكبيرة الأولى في
المسجد مع الإمام..

﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ﴾

( سورة النور: من آية " 37 " )

وكان السلف الصالح يبتدرون عند الآذان،
ويخلون الأسواق للصبيان وأهل الذمَّة، وقت الصلاة السوق فارغ، لا أحد في
متجره، وكانوا يستأجرون بالقراريط لحفظ الحوانيت في أوقات الصلوات، إنهم
كانوا حدَّادين وخزَّازين، وكان أحدهم إذا رفع المطرقة وأذَّن المؤذِّن لا
يهوي بها، وإذا أدخل الإبرة في الثوب وأذَّن المؤذِّن لا يخرجُها، هكذا كان
السلف الصالح. هذه من باب التأكيد عن أن لا يتلهَّى الإنسان بالدنيا عن
الآخرة.
الشيء الرابع: أن لا يقتصر على هذا بل يلازم
ذِكر الله سبحانه وتعالى في السوق، فإذا الإنسان كان في السوق في محلِّه
التجاري، في عمله، في وظيفته وذكر الله عزَّ وجل، ذكر آية لشخص، شرح له
حديث، ذكر نعمة الله سبحانه وتعالى، قال: سبحان الله، سمع قصَّة فيها موعظة
قال: لا حول ولا قوَّة إلا بالله، فالإنسان ما دام وهو في مكان عمله يجب
أن يذكر الله سبحانه وتعالى لقوله تعالى:

﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)﴾

( سورة المعارج )

كيف يدوم على صلاته ؟ في خمس صلوات، هذه
الآية حُمِلَت على أن قلبهم ملتفتٌ إلى الله سبحانه وتعالى طوال نهارهم،
فهذا المؤمن وهو في السوق يشتغل بذكر الله سبحانه وتعالى.
بالمناسبة: أوسع عبادة كلمة ذِكْرُ الله، فإذا
ذكرت آيةً كونيَّةً فقد ذكرت الله، إذا ذكرت آيةٌ قرآنيَّةً فقد ذكرت
الله، إذا ذكرت حديثاً شريفاً فقد ذكرت الله، إذا ذكرت حكماً فقهياً فقد
ذكرت الله، إذا ذكرت دقَّة خلق يدك فقد ذكرت الله، إذا أمرت بالمعروف فقد
ذكرت الله، إذا نهيت عن المنكر فقد ذكرت الله، إذا رويت قصَّةً فيها موعظةٌ
فقد ذكرت الله، إذا ذكرت نعمةً فقد ذكرت الله، إذا قلت: الحمد لله الأمطار
بدأت تنهمر، هذا ذكر لله، إذا قلت: الله سبحانه وتعالى وفَّقني إلى كذا
وكذا ذكرت الله..

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41)﴾

( سورة الأحزاب )

(( برئ من النفاق من أكثر من ذكر الله ))

وقال عليه الصلاة والسلام:

(( ذاكر اللهِ في الغافلين كالمقاتل خلف الفارين وكالحي بين الأموات ))

فأحياناً تجد
تجَّار في السوق حديثهم فقط متعلِّق بحرفتهم، بمصلحتهم، بالأسعار، فلان
ربح، فلان باع، فلان خسر، فلان حمل حمل فوق طاقته، فلان نفض من حمله، فلان
جاء عنده موظَّفين التموين، فلان سلَّم محلَّه، فلان اشترى محل، هذا حديث
التجَّار، أما حديث النساء فلانة تزوجت، فلانة تطلقت، فلانة اشترت بيت،
فلانة طلَّقها زوجها، فلانة في خصومة وحردانة، حرَّدها، جاءها ولد متوفي،
هذا كلَّه حديث النساء، أما المؤمن هذه كلُّها سفاسف.

(( إن الله يحبُّ معالي الأمور ويكره سفسافها ودنيَّها ))

كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا ذكر الله
وما والاه، الصامت في سلام، والمتكلِّم إمَّا له أوعليه، فهذا اللسان فيه
بابٌ كبير للعمل الصالح وللعمل السيِّء..

﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً
طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي
السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا
وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
(25)﴾


( سورة إبراهيم )

يمكن تشرح آية لأخ، صديق، جار، يتأثَّر
فيها، على شهر شهرين ثلاثة كلَّما التقيت معه حدِّثه شيء عن آيات الله، شيء
عن آيات القرآن الكريم، شيء عن الصحابة، شيء عن رسول الله، وبعد هذا حمله
الشوق أن يقول لك: أين تذهب أنت ؟ دلَّني على شيخك، خذني معك إلى مجلس
العلم، تأتي به إلى مجلس العلم، ما هي إلا أشهر حتَّى يصبح من المؤمنين
الصادقين الصالحين، هذا إنسان، الآن تزوج امرأة مؤمنة أنجب أولاداً طاهرين،
ساهم في هداية إخوته وأخواته، وجيرانه، أنت في زمانك تكلمت بكلمة، الله
سبحانه وتعالى يطلعك على نتائجها يوم القيامة فإذا أمَّةٌ قد اهتدت بهذه
الكلمة، يوم القيامة أمَّة..

﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً
طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي
السَّمَاءِ (24) ﴾


معنى أصلها ثابتٌ أي أنها مبنيَّةٌ على
حقائق وليس على أباطيل، مبنيَّة على وقائع لا على أوهام مبنية على مبادئ
ثابتة لا على نظريات متبدِّلة، الباطل من صفاته أنه زاهق..

﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً (81)﴾

( سورة الإسراء )

الحق من صفاته أنه ثابت، الحق هو هو لا
يتبدَّل ولا يتغيَّر، فالحق كالسحاب يسير في السماء، وما ضرَّ السحاب نبح
الكلاب، الذين يشغبون على الحق كنبح الكلاب والسحاب سحاب وهو هو في عليائه،
وهو هو في حركته وفي تقدُّمه، لا يستطيع أحدٌ أن يقف في وجه الحق لأن الله
هو الحق، هو الحق المبين.
واحد قال للثاني قد رآه يصلي، قال له: لمن
تصلي ؟ ألا تكف عن ذلك، هل أنت متأكد ومصدِّق أنه هناك إله موجود ؟ هذا
المصلي عابد وليس عارف لم يستطع أن يرد عليه، قال له: شكيتك إلى الله، فقال
له: إذا الله موجود فأنا أتحدَّاه، وإذا كان موجود يثبت وجوده، فما مضى
ساعة حتى فقد هذا المتكلِّم بصره، الله أثبت له وجوده وأعطاه مهلة أن يتوب،
المؤمن مسددٌ رشيد، مثل الفريقين كالأعمى والأصم، والسميع والبصير هل
يستويان ؟ أعمى وأصم، سميع وبصير، المؤمن سميع وبصير، الكافر أعمى وأصم،
وقال عليه الصلاة والسلام:

((ذاكر الله في الغافلين كالشجرة الخضراء بين الهشيم ))


حشائش يابسة وشجرة نضرة وارفة الظلال متألِّقة، صدقاً أحياناً تصافح مؤمن
تشعر أنه كتلة حياة، كتلة وفاء، كتلة إخلاص، كتلة اندفاع، كتلة محبَّة لله
عزَّ وجل، جاهز بالعمل الصالح، جاهز للنصيحة وخدمة الناس، في عنده غنى
بقلبه، لو لم يكن في يديه إلا دُرَيْهِمَات لملأ الناس غناً، إن الغنى غنى
النفس، عنده توكُّل.. قال الإمام الشافعي:
((لو أن السماء من نحاس، والأرض من رصاص، وأهل مِصْرَ كلُّهم عيالي ما شكوت همَّأ لأحداً، لأن الله هو الرزَّاق ذو القوَّة المتين))

وقال عليه الصلاة والسلام:

((مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ لا إِلَهَ إِلا
اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي
وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا
عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ ))


( سنن الترمذي: عن " عمر بن الخطاب " )

لا إله إلا الله أي لا رازق إلا الله، لا
ينبغي أن تحلف كذباً، لا ينبغي أن تُدَلِّس، لا ينبغي أن تَغُش، لا ينبغي
أن تكتم عيباً، لا ينبغي أن لا تنصح المسلمين، لا إله إلا الله، لا رازق
إلا الله.
وقال الحسن رضي الله عنه:
((ذاكر الله في السوق يجئ يوم القيامة له ضوءٌ كضوء القمر، وبرهانٌ كبرهان الشمس، ومن استغفر الله في السوق غفر له بعدد أهله))

إذا كان محلِّه في مكان مزدحم له مغفرة كبيرة.
سيدنا عمر كان إذا دخل السوق قال: ((اللهمَّ
إني أعوذ بك من الكفر والفسوق، ومن شرِّ ما أحاطت به السوقُ، اللهمَّ إني
أعوذ بك يمينٍ فاجرة وصفقةٍ خاسرة )). إذا واحد غير موفَّق الله سبحانه
وتعالى يريه أن هذه البضاعة ممتازة، وسوف يربح منها أرباحاً طائلة، فإذا
اشتراها نفر الناس منها، وبقيت في مستودعه لا تباع ولا تشترى، عندئذٍ ربنا
عزَّ وجل قال:

﴿وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا﴾

( سورة التوبة: من آية " 24 " )

فأصعب شيءٍ في حياة التاجر أن يدخل إلى دكَّانه أو إلى مستودعه فيرى البضاعة قد مضى عليها سنوات ولا يسأله عنها أحد..

﴿وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا﴾


المؤمن الله عزَّ وجل يلهمه البضاعة الرائجة، والبضاعة غير الرائجة
يصرفها عنه، ما في هنا ذكاء بينهما، تجد تاجر عريق بالتجارة له أربعين سنة
بالتجارة يشتري صفقة فيفلِّس منها فسيدنا عمر كان يقول:
(( اللهمَّ إني أعوذ بك من أن أصيب يميناً فاجرة أو صفقةً خاسرة ))

قال: كنَّا يوماً عند الجُنَيْد رضي الله
عنه، فجرى ذكر أناسٍ يجلسون في المساجد يتشبَّهون بالصوفيَّة، ويُقَصِّرون
عما يجب عليهم من حقِّ الجلوس، ويعيبون من دخل السوق.. جالس في المسجد لأنه
ولي، هذا الذي ذاهب إلى السوق محب للدنيا، هكذا يقولون.. سمع ذلك الجنيد
رضي الله عنه فقال:
(( كم من هو في السوق حُكْمُهُ أن يدخل المسجد ويأخذ
بأذن بعض من فيه فيخرجه ويجلس مكانه، وإني لأعرف رجلاً يدخل السوق ورده كل
يومٍ ثلاث مئة ))


أي له أوراد، وله أحوال، وله مواجد، وله
حالات قرب، فما كل من دخل السوق يسمَّى محبَّاً للدنيا، إذا كانت نواياه
السبعة أن يكفُّ عن السؤال، أن يكفي أهله، أن يكفّ عن التطلُّع لما عند
الناس، أن يستعين بالمال على أمر دينه، أن يذكر الله في السوق، أن يتعامل
مع الناس بالعدل والإحسان، أن يأمر بالمعروف، أن ينهى عن المنكر، أن يخدم
المسلمين، هذه هي النوايا على ما أظن سبعة أو ثمانية، إذا كانت هذه نواياه
من دخول السوق فأنعم وأكرم، وربَّما سبق العُبَّاد لذلك قال عليه الصلاة
والسلام:

(( التاجر الصدوق مع النبيين والصديقيين يوم القيامة وقليلٌ ما هم ))

أنا أقول لكم هذا الكلام: التاجر الذي يخشى
الله سبحانه وتعالى، يخشى الله ولا يخشى أحداً إلا الله، عنده هذه البضاعة
تسوى عشرة ربحه فيها ليرتين صارت اثني عشر، جاءه شخص بحاجة ماسَّة لها، لو
طلب خمسين سيدفع له ثمنها، قال له: اثني عشر، هذا التاجر لا يمكن يخوِّفه
الله من جهة ثانية، لا يمكن يخوِّفه الله عزَّ وجل من جهة أرضيَّة، تجده لا
يخاف أما إذا جاءه شخص بحاجة فاستغلَّ حاجته أبشع استغلال وضاعف السعر،
تاني يوم له حساب يأتي له شخص يجعله يرجف، طبعاً أنت لم تخف الله عزَّ وجل
بينك وبينه فخوَّفك من عباده من خاف الله خافه كل شيء، ومن لم يخف الله
أخافه الله من كل شيء.
قال لي واحد: أنا أرجف رجف ما هذه الحياة ؟
عند جاري أتوا الموظفين وأنا كلي أرجف والله أنا لم أفعل شيء، وكلها
بضاعتي، قلت له: عند الله حساب جاري، يجمع الله البيت والمحل، البيت هل فيه
معاصي ؟ فسكت، من وإلى، في البيت يوجد حساب وهنا يوجد حساب هو مظبوط
البضاعة صحيحة، وسعرها قانوني ووفق الأصول، لكن الله عنده حساب في البيت
عنده، فإذا لم يكن في البيت غلط وهنا ما في غلط لا تخاف..

﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ﴾

( سورة النساء: من آية " 147 " )

هو عندما كان فيه خشية من الله عزَّ وجل ما
كان في شيء، عندما فجروا الناس، سأقول لكم كلمات: هو المؤمن إذا قرأ كلام
الله عزَّ وجل يأخذه مأخذاً جديَّاً، ربنا عزَّ وجل قال: ولن هذه لن لنفي
المستقبل، أداة التحدي..

﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (141)﴾

( سورة النساء )

هذا كلام رب، خالق الكون، أنت كن مع الله
وانظر، كن مع الله ترى الله معك، إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان
عليك فمن معك ؟! ما معك أحد، يخيفك من أحقر خلقه، وإذا كنت معه خافك كل
شيء.
هكذا كانت تجارة السلف الصالح، يتَّجرون لطلب
الكفاية لا للتنعُّم في الدنيا، فإن من طلب الدنيا للاستعانة بها على
الآخرة كيف يخزيه الله سبحانه وتعالى ؟ طلب الدنيا للاستعانة بها على
الآخرة.
الآن البند الخامس: فيما يدعو لشفقة التاجر
على دينه وهو في السوق أن لا يكون شديد الحرص على السوق والتجارة، وذلك بأن
يكون أول داخلٍ وآخر خارجٍ، الآن من نعم الله أنه يوجد تحديد للدوام، لكن
قبل التحديد تجد السوق للساعة الحادية عشر، الثانية عشر، والنساء في البيت
وحدهن، كل زوجة لها حق، لا يجعل واحد يتأخَّر عنه، آخر واحد يظل بالسوق،
أول واحد يفتح، قال هذا مكروه، عن عمرو بن العاصي يقول:
(( لا تكن أول داخلٍ في السوق ولا آخر خارجٍ منها، فإن بها باض الشيطان وفرَّخ))

الذي يدخل أول واحد ويطلع آخر واحد.
وروي عن معاذ بن جبل وعن عبد الله بن عمر:

((أن إبليس يقول لزبانيَّته: سر بكفائدك تأتي أصحاب
الأسواق زيِّن لهم الكذبَ والحَلْفَ والخديعة والمكر والخيانة، وكن مع أول
داخلٍ وآخر خارجٍ ))


وفي الخبر:

(( شرُّ البقاع الأسواق، وشرُّ أهلها أولهم دخولاً وآخرهم خروجاً ))

البند السادس: أن لا يقتصر على اجتناب
الحرام بل يتقي مواقع الشُبُهات، في عندنا حرام وعندنا شبهات، إذا الإنسان
ترك الحرام لابأس به، لكن هناك شيءٌ آخر وهو ترك الشبهات، ومظان الريب، ولا
ينظر إلى الفتاوى، يا أخي توجد فتوى أن البيع ولو مع دين معلش، فلان وفلان
أنت أفهم منه ؟ لا، لست أفهم منه، قال المؤمن الصادق لا يقبل الفتاوى التي
نُقِلَت إليه التي فيها إباحة لبعض المنهيات، فأنا كلَّما سألني إنسان شيء
أقول له: تريد الفتوى أم التقوى ؟ الفتوى موجودة، أي معصية لها فتوى، واحد
ضاع له خمسين ليرة ذهب، فدعا الله: يا رب أدعو أن لا يجدها واحد شيخ، قال
له: لماذا ؟ قال له سيقول فتوى ويأخذها، فتوى موجودة أما التقوى هذه غير
سهلة، فأي معصية تريد أن تقترفها توجد لها فتوى، لكن إذا كنت تريد التقوى
تريد مرضاة الله استفتي قلبك وإن أفتاك المفتون وأفتوك.
قال لي رجل: إذا الإنسان باع بالتقسيط ورفع
الثمن لا شيء عليه، قلت له: كيف ذلك ؟ قال: أتريد أن يأخذ الثمن متأخِّراً
بلا فائدة ؟ قلت: حينما يبيع الشيء لأجل يكتبه ديناً، وكل قرضٍ جرَّ نفعاً
فهو ربا، ولا بيع بعقدين، ومن باع بعقدين فله أوكسهما أو يكون الربا، قال:
لا بشرط أن لا تبيع نقداً أو تقسيطاً، إذا بعت تقسيطاً فقط، يجوز أن تبيع
بالتقسيط وبسعر مرتفع قلت له: محلان تجاريان إلى جانب بعضهما بعضاً يبيعان
أدوات كهربائيَّة، البضاعة واحدة الأول يبيع نقداً والثاني يبيع تقسيطاً،
حسب رأي هذا الإنسان العمل شرعي، هذا يبيع تقسط فقط هذا البرَّاد ثمنه
ألف ومئتين لستة أشهر، كل شهر مئتين ليرة، المحل الثاني يبيع البرَّاد بألف
ليرة نقداً، حسب توجيه هذا الرجل البيع في الحالتين شرعي، قلت له:
لو جاء إنسان إلى الذي يبيع تقسيطاً وأخذ
ثلاجةً، وسُجِّل في الدفتر ديناً لستة أشهر على أن يُسدَّد كل شهرين مئتا
ليرة، إنسان آخر ذهب إلى البنك، واستقرض ألف ليرة بفائدة مئتين لستة أشهر،
وذهب إلى المحل الثاني الذي يبيع نقداً واشترى هذه الثلاجة، أي فرقٍ بين
الرجلين ؟ أبداً لا فرق بينهما إطلاقاً، إلا أن الثاني ذهب إلى المصرف وأخذ
الألف بفائدة، ودفع الألف للبائع الذي يبيع نقداً، وسجَّل المصرف عليه
مئتي ليرة لستَّة أشهر، الأول دفع الزيادة لصاحب المَتْجَر فبقي شخص يقول
لك: توجد فتوى، أنا سمعت فتوى من رجل له مكانته وعالِم جليل فانتهى الأمر،
لكن ما هو دليله على شرعية هذا العمل ؟ لأنه إذا سيق الإنسان للحساب يجب أن
ييبيِّن له الدليل، النبي الكريم قال:

(( كل قرضٍ جرَّ نفعاً فهو ربا )).. ((لا بيع بعقدين فمن باع بعقدين فله أوكسهما أو يكون الربا ))


الإمام الغزالي يقول:
((أن لا يقتصر على اجتناب الحرام بل يتقي مواقع الشبهات ومظان الرِيَب، ولا ينظر إلى الفتاوى))

مرَّة واحد أحضر لي فتوى وقال لي: تفضل هذه
الفتوى بتوقيع رجل مكانته كبيرة جداً ومأخوذة عن حاشية ابن عابدين، أن
الإنسان يستطيع أن يضع أمواله في دولة أجنبيَّة ويأخذ فائدتها، قلت له: هذا
الذي ينقل ماله من بلد المسلمين إلى بلد الكافرين ليقوِّيهم ويضعف
المسلمين أليس له عند الله حساب ؟ ابن عابدين حينما قال في حاشيته: لك أن
تأخذ أموال الكفَّار يعني بهذا أن تأخذها في حالة الحرب، دون أن تضع مالك
عندهم وتأخذ عليها الفائدة، القضيَّة أعقد من هذا، الفتوى صحيحة ولكن لها
ظروف معيَّنة، لها ملابسات، في حالة الحرب لا في حالة السلم، في تمثيل
دبلوماسي وفي سفارات أين حالة الحرب هذه ؟ وكذلك نقل الأموال من بلد مسلم
إلى بلد غير مسلم هذا يضعف المسلمين، يفقدهم السيولة النقديَّة، إذاً كل
فتوى لها ملابسات ولها ظروف، أنا لا أكذِّب الفتوى لا والله حاشى لله ولكن
أقول: هذه الفتوى التي تأخذها أنت لها ملابسات ولها ظروف قد لا تنطبق عليكَ
أنت، فإذا أردت الفتوى فالفتوى موجودة، لكنك يجب أن تريد التقوى، والنبي
عليه الصلاة والسلام يقول:

((استفتي قلبك وإن أفتاك المفتون وأفتوك))

واحد قال لي: إذا طالب ذهب إلى أوروبا ومضطر
أن يتزوَّج له يتزوَّج زواج مؤقَّت ستَّة سنوات فترة الدراسة، قبل سنتين
يطلِّق، قلت له: من أين جئت بهذا ؟ قال: في المذهب الفلاني.. سمَّى لي اسم
الكتاب.. موجود، قلت له: ربنا عزَّ وجل قال:

﴿وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً (21)﴾

( سورة النساء )

أغلظ ميثاق بين الزوجين، من منكم يرضى أن
يزوِّج ابنته زواجاً لأجل ؟ لا أحد يرضى ولو كان موجود في كتاب معتمد من
الأئمَّة الأربعة، يمكن المذهب المالكي، المهم التقوى لا الفتوى، قد تكون
الفتوى لها ملابثات، لها ظروف، مدسوسة عن الإمام المالكي رضي الله عنه لا
تعرف، لأن الشيخ محي الدين في الفتوحات المكيَّة في أشياء غير مقبولة،
فالإمام الشعراني أنكرها قلبه، هذا كلام خِلاف القرآن، وفي الفتوحات،
والشيخ محي الدين الشيخ الأكبر سلطان العارفين، ذهب إلى مكَّة المكرَّمة
وعرض الأمر على أحد علمائها الكبار، قال: دخل إلى غرفته فعاد ومعه نسخةٌ من
الفتوحات بخطِّ يدِّ الشيخ محي الدين رضي الله عنه، ففتح الكتاب فلم يجد
فيها شيئاً مما أنكره قلبه، إذاً مدسوسةٌ عليه، قال: وقد دسُّوا على الإمام
أحمد بن حنبل عقائد زائغة دسُّوها تحت وسادته قُبَيْل وفاته، ولقد دسوا
على الإمام الغزالي في الإحياء.. والنص عندي.. ولقد دسوا على الفيروزابادي
ونسبوا له كتاباً في التهجُّم على أبي حنيفة، قال: ودسوا عليَّ أنا كتاباً
راج في مصر وقد نُسِبَ إليّ وأنا برئٌ منه، النص هذا خطير جداً، بمعنى أنه
لو بَلَغَك عن عالمٍ جليل كلامٌ لا يتناسب مع كمال الله سبحانه وتعالى،
ولا مع كمال أنبيائه ورسله، القضيَّة سهلة، ما أسهل الدسَّ على العلماء.
فهناك في تفسير شهير جداً وجدت في سطرين كلام
يلفت النظر، أن هذا الذي كُتِبَ عليه أن يكون شقياً من الأزل قال: هذا محض
العدل لأن الله سبحانه وتعالى يتصرَّف في ملكه ما يشاء، ولا يُسأل عما
يفعل، قلت: لو تزوَّج الإنسان امرأةً ليس لها أب، وليس لها أخ، ولا أخت،
ولا قريب، ولا أحد، مقطوعة، وظلمها ظلماً شديداً، لم يطعمها، وسَخَّرها
لخدمة أُناسٍ كثيرين، وأهانها وضربها، فهل نقول: هذا محض العدل والإحسان،
وأنه لا أحد يحاسب الزوج عنها ؟ هل ينقلب الظُلم إلى عدلٍ لمجرَّد أن أحداً
لن يحاسبك على هذا الشيء ؟ لا، هذا السطر لابدَّ أنه مدسوسٌ على هذا
المُفَسِّر الجليل.
النبي عليه الصلاة والسلام يمشي في الطريق يرى باباً مفتوحاً، ينظر في
الباب، فيرى امرأةً تغتسل غايةً في الجمال، وقع حُسنها في قلبه يقول: سبحان
الله، تسمعه فتقول لزوجها تأتي الآيات تأمر زوجها أن يطلِّقها ليأخذها
النبي عليه الصلاة والسلام، هذا إذا وجدته في الكتاب لا أتهم صاحب الكتاب
بل أقول: هذا مدسوسٌ عليه، الأنبياء فوق هذا المستوى، فوق هذا بكثير.
سيدنا سليمان بَلَغَهُ أن للسيدة بلقيس أرجلاً
كأرجل الحمار، وأن شعراً كثيفاً في أرجلها فبدافع حبِّ الفضول صنع لها
بهواً فخماً من زجاجٍ صافٍ، وأجرى تحته الماء..

﴿قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا﴾

( سورة النمل: من آية " 44 " )

هكذا التفسير ؟! معاذ الله أن يكون سليمان
عليه السلام بهذا المستوى، لا، لكن الهداية لا تكون إلا بشيئين: بوجود
تفكيرٍ سليم ووجود خضوع، فهذه ملكة وهو ملك، كيف تخضع له ؟ لابدَّ من أن
يُحَجِّمها، امتحن ذكاءها بنقل عرشها، فلما طرح عليها السؤال: أهكذا عرشك ؟
كانت ذكيَّةً جداً، أجابت إجابةً دُبلوماسية قالت: كأنه هو، فلو أنه هو،
قالت: كأنه هو، ولو لم يكن هو، قالت: كأنه هو أي ليس هو، فالجواب دقيق
جداً، فشرطين: أول شرط أن تكون مفكِّرةً وها هو ذا تثبت أنها مفكِّرة.
بقي خضوعها، ملكة وهو ملك، ندٌ لند، حينما
دخلت قصره المنيف، وظنَّت الماء يجري في بهو القصر كشفت عن ساقيها فقيل
لها: لا إنه صرٌ ممرَّدٌ من قوارير، فإذا واحد له مكانة كبيرة جلس ليأكل
فأوقع الصحن على ثيابه، يخجل، يتحجَّم، فسيدنا سليمان أراد أن يخضعها، أن
يجعل بينه وبينها مسافةً، فإذا وجدت في بعض الكتب أنه أراد أن يكتشف ما إذا
كان في ساقيها شعرٌ أو لا، لا فهذا لا يليق بالأنبياء أن يفعلوه، إذا أراد
أن يكتشف ما إذا كان ساقاها ساقي حمار، لا الملكة لا تكون كذلك.
على كلٍ أضرب لكم مثل: أحد سكَّان دمشق دخل
إلى مكتبةٍ فإذا فيها كتابٌ عن دمشق قَلَّبَ صفحاته فأعجبه فاشتراه، جاء
للبيت قرأ عن سكَّان دمشق، عن تضاريس دمشق، عن غوطتها، عن بردى، عن نشاط
أهلها، عن تاريخهم، كيف أنها أقدم مدينة، عن آثارها، عن قصورها، عن
بساتينها، عن عادات أهلها، عن تقاليدها كلُّه صحيح، وهو من الشام، في نهاية
الكتاب قرأ كلمتين: وتقع دمشق على البحر المتوسِّط شمال بيروت، هو من دمشق
ويسكن الشام فهل عنده إمكانيَّة أن يصدِّق هذا الكلام ؟ هذا كتاب مهم،
معناها نحن على البحر عايشين، لا ليس هكذا، إحساسك بالواقع أقوى من
الكتاب، إحساسك بالواقع أقوى من الكتاب بكثير، راكب سيَّارة وهي واقفة، وفي
عندك على وقوفها مليون دليل، نظرت فرأيت الإبرة على الثمانين فقلت: معنى
هذا أننا نسير، لا هذه لها تفسير ثاني، معنى هذا أن العدَّاد معطَّل، الكبل
مقطوع وواقف على الثمانين، وقوفك أقوى من العدَّاد، فعندما يعرف الإنسان
الله سبحانه وتعالى لا يقبل عنه بشيء لا يليق بكماله..

﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾

( سورة الأعراف: من آية " 180 " )

فمن يصدِّق أن الشام تقع على البحر ؟ إنسان
ما رأى الشام، واحد يقرأ كتاب مترجم عن الشام وهو يسكن في ألسكا عايش،
بأستراليا، يقول لك: معنى هذا أن الشام بين طرابلس وبين بيروت، هنا الشام،
بعتبار هو قرأ هكذا في الكتاب، أما ابن الشام لا يقول هذا الكلام لا يقبله.
فيجب أن تبلغ معرفتك بالله عزَّ وجل درجة أنه
لا ترضى عنه النقص، لا ترضى لأسمائه إلا أن تكون حسنى، فاسم القابض من
أسمائه الحسنى، الضار من أسمائه الحسنى لكنه يضرُّ لينفع، ويقبض ليبسط،
ويمنع ليعطي..

((إن هذه الدنيا دار التواءٍ لا دار استواء، ومنزل ترحٍ
لا منزل فرح من عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار
بلوى وجعل الآخرة دار عُقبى فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً وجعل عطاء
الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً، فيأخذ ليعطي وييبتلي ليجزي))


هكذا، فالإنسان إذا أقبل على الله سبحانه
وتعالى وذاق من رحمته لا يقبل تفسيراً يتنافى مع رحمته، لا يُسأل عما يفعل
لفرط عدالته لأن عدله يسكت الألسنة.
قال: ولا ينظر إلى الفتاوى بل يستفتي قلبه،
فإذا وجد فيه حزازةً اجتنبه، ضاق، نفسه ضاقت فتركه، وإذا حُمِلَت إليه
سلعةٌ رابه أمرها سأل عنها، أخي أنا قال لي: اشتري اشتريت، هو قال لك:
اشتري هذه الكاسة وثمنها ليرتين قال لك: تأخذها بنصف ليرة، أين أنت جالس ؟
معنى هذا أن هذه الكاسة مسروقة، أخي أنا بعتها بيع حلال، عرض عليّ كاسة
بنصف وأنا لي مصلحة أن آخذها بنصف، لا معنى هذا أنك لست ورعاً، هذه سعرها
ليرتين، أي إلا ربع يكون راعاك، مئة وتسعين معقول، مئة وثمانين معقول،
ليرتين وربع معقولة، لكن نصف ليرة غير معقولة.
قال: وإذا حُمِلَت إليه سلعةٌ رابه أمرها سأل
عنها حتَّى يعرف وإلا أكل شبهةً، وقد حُمِلَ إلى النبي عليه الصلاة والسلام
لبنٌ فقال: من أين لكم هذا ؟ قالوا: من الشاة قال:
((ومن أين لكم هذه الشاة))


قيل:
((من موضع كذا))

فشرب منه، حلال، وقال:
((إنَّا معاشر الأنبياء أُمِرْنا ألا نأكل إلا طيِّباً ولا نعمل إلا صالحاً ))

وقال عليه الصلاة والسلام:

(( إن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ))

وقال:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون﴾

( سورة البقرة: من آية " 172 " )

قال: النبي الكريم سأل عن أصل الشيء وأصل أصله، فقط مرحلتين، أما عن أصل أصل أصله ما سأل لأن هذا الشيء متعذَّر.
التاجر عليه أن ينظر إلى من يعامله فإن كان منسوباً إلى ظلمٍ، أو خيانةٍ، أو سرقةٍ، أو ربا فلا يعامله.
قال: دخل سفيان على المهدي فقال:
((يا سفيان أعطني الدواة حتَّى أكتب))

فقال: أخبرني عن أي شيءٍ تكتب ؟.. إذا ناوله الدواة صار مسؤول فصار شريكه في الإثم..
((عن أي شيءٍ تكتب ؟ فإن كان حقَّاً أعطيتك ))


بعض الأمراء طلب من بعض العلماء أن يناوله شيءٌ ليختم به الكتاب فقال:
(( ناولني الكتاب حتَّى أقرأ ما فيه))

الختم فقط قال:
(( ناولني الكتاب حتَّى أقرأ ما فيه ))

قال: وبالجملة ينبغي أن ينقسم الناس عنده
إلى من يُعَامَل ومن لا يُعَامَل، وليكن من يعامله أقل ممن لا يعامله في
هذا الزمن، قال بعضهم: أتى على الناس زمانٌ كان الرجل يدخل في السوق ويقول:
من ترون أعامل من الناس ؟ فيقال له: عامل من شئت، كلُّه طيِّب، كلُّه
فالح، كله ورع، كله مستقيم، كله محسن، عامل من شئت، قال: ثمَّ أتى زمانٌ
آخر كانوا يقولون: عامل من شئت في هذا السوق كلِّه إلا فلاناً وفلاناً،
هذان مشكوك في أمرهما، قال: ثمَّ أتى زمانٌ آخر فكان يقال: لا تعامل أحداً
إلا فلاناً وفلاناً، لا يتعاملوا، قال: ونخشى أن يقال لا تعامل أحداً
أبداً.
أول أمر عامل من شئت، رقم اثنين عامل من شئت
إلا فلان وفلان، رقم ثلاثة لا تعامل إلا فلان وفلان، وقد يأتي زمان يقال
للرجل: لا تعامل أحداً، قال عليه الصلاة والسلام:

(( يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ
غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ
بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَن))


( صحيح البخاري: عَنْ " أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ " )

في بعض الأحاديث أنه روي عن النبي عليه الصلاة والسلام:

(( إنه في آخر الزمان من لم يأكل الربا أصابه غباره ))

العلاقات كلُّها ربويَّة، مهمَّا احتاط الإنسان يصيبه غبار الربا.
البند السابع والأخير في الأشياء التي يحترز
بها التاجر على دينه أن يراقب جميع مجاري معاملاته مع كل واحدٍ من معامليه،
قال: فإنه مراقبٌ ومحاسب، فليعدَّ الجواب ليوم الحساب والعقاب في كل فعلةٍ
وقولةٍ لماذا قالها، ولماذا فعلها، ولأجل ماذا ؟ قال: فإنه يقال: إنه يوقف
التاجر يوم القيامة مع كل رجلٍ باعه في الدنيا، إذا عندك بيع في اليوم
حوالي خمسين أو ستين زبون على أربعين سنة الله يعين التاجر، واحد واحد، قلت
له: هذه البضاعة لا يوجد منها وهي يوجد منها لكي يشتري على الفور، إذا قلت
له: هذه البضاعة أصليَّة طلعت تقليد وليست أصليَّة من شغل هونج كونغ،
تعالى إلى الحساب، وبعدها أتى الزبون الرابع أنت قلت له: إن هذه البضاعة
تصنيع محلي وهي فيها عيب وأنت لم تظهره، أبداً، كم زبون بعت في حياتك ؟ قال
عليه الصلاة والسلام:

((يُحْشَر الأغنيار أربع فرقٍ يوم القيامة: فريقٌ جمع المال من حرامٍ وأنفقه في حرام))

أهون حساب حسابه.. يقال: خذوه إلى النار، سهلة سهلة ما فيها شيء، ما في ازدحام، ما في طوابير، على الفور خذوه إلى النار
((وفريقٌ جمع المال من حرامٍ.. عنده ملهى.. وأنفقه في
حلال فيقال: خذوه إلى النار.. حسابه سريع.. وفريقٌ جمع المال من حلالٍ..
تجارة شرعيَّة.. وأنفقه في حرام.. على المعاصي.. فيقال: خذوه إلى النار،
وفريقٌ جمع المال من حلالٍ وأنفقه في حلال فيقال: قفوه فسألوه))



هذا سيحاسب، حلال بحلال قفوه فاسألوه ؛ هل قصَّر في حقِّ جيرانه ؟ هل
قصَّر في حق من حوله ؟ هل قال جيرانه: يا رب لقد أغنيته من بيننا فقصَّر في
حقِّنا ؟ هل ترك فرض صلاةٍ؟ هل سهى على عباد الله؟ في عنده ملايين
الأسئلة، النبي الكريم من بلاغته المعجزة قال:
((فتركته يُسْأل ويُسْأل))

شغلته طويلة لا تنتهي بيومين أو ثلاثة.
يروا قصّة وهي كطرفة، أن أحد الأثرياء ترك
أموال طائلة، على فراش الموت طلب أن ينزلوا معه واحد على القبر لعله يستأنس
به عند الحساب، فرأوا واحد فقير إلى درجة متناهية يعمل حَطَّاباً ليس عليه
إلا خرقتين..

(( كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا
يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ مِنْهُمُ الْبَرَاءُ
بْنُ مَالِكٍ))



( سنن الترمذي: عَنْ " أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " )

قميصين داخليين لا يوجد غيرهم، فأغروه بمبلغ
كبير، هذا لم يسمع بهذا المبلغ في حياته فرضي، طبعاً اتفقوا مع الحفَّار
أن هناك شيء خاص هو أن ننزل واحد وغداً صباحاً تخرجه من القبر، قال لهم:
موافق، كذلك أعطوا للحفار مبلغ لكي يرضى، لأن هذه فيها مسؤوليَّة، أنزَّله
بعدما نزل هذا الحطَّاب جاء الملكان، قال أحدهما للآخر: هنا يوجد اثنين في
القبر شغلة غريبة فلمَّا جاء الملكان اضطرب هذا الحي فحرَّك رجله، فقال:
هناك واحد حي، هيا نبدأ به، أجلسوه وسألوه: من أين هذا الثوب ؟ قال لهم هذا
دفعه إليَّ فلان، من أين هذا البنطال ؟ من فلان، هذا الحَبل الذي تحزم به
خصرك من أين جئت به ؟ قال: هذا وجدته في بستان مُعَلَّقاً على شجرة فأخذته،
قال: هل أخذته من صاحبه ؟ قال: لا، قال: هل أعلمت صاحبه ؟ قال: لا، قال:
هل دخلت إلى البستان بإذن صاحبه ؟ قال: لا، فقال: اضربوه على هذا الحبل
الذي أخذه من دون إذن صاحبه ودخل البستان من غير إذن صاحبه، ففي اليوم
الثاني صار يصيح من شدَّة الألم ويقول: الله يعين أبوكم، أي على حبل واحد،
القضيَّة ليست سهلة، إذا الإنسان عرف دقَّة الحساب خشي الله سبحانه
وتعالى..

((والله لترك دانقٍ من حرام خيرٌ من ثمانين حجَّةً بعد الإسلام ))

دانقٍ من حرام، فآخر شيء أن يراقب جميع
مجاري معاملته مع كل واحدٍ من معامله فإنه مراقبٌ ومحاسب، فليُعدَّ الجواب
ليوم الحساب، يقول لك: الآن لبسناها له، عاملة حادث ومقلوبة قلبتين،
ودهَّناها ولم يعرفها، بعناها ليلاً، ألبسته إياها ؟‍ الله يعينك، في كل
فعلةٍ وقولةٍ.
قال لي واحد: والله يا أستاذ أخذنا مئتين بيضة
طلعوا كلهم منزوعين فبعناهم في سوق الجمعة يوم الجمعة لحقَّنا حالنا، ما
هذا الكلام ؟ هو خضري اشترى بيض ليتاجر فيه فوجد أنه كله فاسد، قال لي:
لحَّقنا حالنا وبعناهم في سوق الجمعة، أنت مسلم، فأرة وقعت في الزيت ما أحد
رآها، الزيت صار نجس، في أخطاء كبيرة جداً.
إذاً لأجل هذا يقال: يوقف التاجر يوم القيامة
مع كل رجلٍ باعه شيئاً وقفةً، ويحاسب عن كل واحدٍ محاسبةً، على عدد من
عامله، قال بعضهم: " رأيت بعض التُجَّار في النوم فقلت: ماذا فعل الله بك ؟
قال: نشر عليَّ خمسين ألف صحيفة، عنده مجلَّد ضخم، خمسين ألف، الآن الكتاب
ألف له سمك كبير، فخمسين ألف صفحة أي لآخر الحائط، هذا دفتر حسابه، فقال:
هذه كلُّها ذنوب ؟ قال: لا هذه كلُّها معاملات الناس بعدد كل إنسانٍ عاملته
في الدنيا، لكل إنسان صحيفة مفردة فيما بيني وبينه.
لذلك ما على المكتسب في عمله إلا العدل
والإحسان والشفقة على الدين، فإن اقتصر على العدل كان من الصالحين، وإن
أضاف إليه الإحسان كان من المُقَرَّبين، وإن راعى في ذلك وظائف الدين كان
من الصديقين والله أعلم. فالقضيَّة ليست سلهة..
فما حبُّنا سهلٌ وكل من ادعى.. سهولته قلنا له: قد جهلتنا
الدين يبدو في المعاملات، أتعرفه ؟ قال: نعم،
قال: هل جاورته؟ قال: لا، هل سافرت معه ؟ قال: لا، هل عاملته بالدرهم
والدينار ؟ قال: لا، قال: أنت لا تعرفه إئتني بمن يعرفه.

والحمد لله رب العالمين



‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








مركزالدولى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تحرير
عضو مميز
عضو مميز
تحرير


عدد المساهمات : 1074
تاريخ التسجيل : 17/11/2010

آداب التعامل في الأسواق Empty
مُساهمةموضوع: رد: آداب التعامل في الأسواق   آداب التعامل في الأسواق Icon_minitime1السبت 28 أبريل - 13:00

آداب التعامل في الأسواق 05hyX-oCU2_488146745



‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
آداب التعامل في الأسواق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آداب التعامل مع المعاق
» طرق التعامل مع الخطيب ، الحدود الشرعية فى التعامل مع الخطيب عشرة محظوراتٍ دينيةٍ في فترة الخطوبة
» كيفيه التعامل مع بكاء الطفل 2015 ، التعامل مع طفلك بشكل صحيح 2015
» دخول المرأة الى المسجد . أداب تواجد المرأة وحضورها في المسجد . آداب تخض المرأة . آداب خروج المرأة وح
» الأسواق القديمة بالمدينة المنورة ، لـ د.محمود إبراهيم الدوعان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑نفحات اسلامية ๑۩۞۩๑Islamic Nfhat-
انتقل الى: