قصة مُسَيّلمَة الكـــــــذّاب
هي
قصة بدون تصنيف لأن صاحب القصة أحقر وأقل من أن يصنف وسط قصص القرآن
والسنة والتاريخ كله ... ولكنه حدث ووقع ... فلابد من ذكره لنتعظ
[ قدوم وفد بني حنيفة ومعهم مسيلمة الكذاب ]
============================
بعد
فتح مكة عام 8 هجرية بدأت القبائل تتوافد إلى رسول الله لمبايعته على
الإسلام ، وفى عام 9 هجرية جاء إلى المدينة وفود كثيرة من أنحاء الجزيرة
تعلن إسلامها أمام الرسول وكان نصراً كبيراً للمسلمين و بدأ الإسلام ينتشر و
ينتشر فى كل الجزيرة العربية وذلك بفضل نبينا و حبيبنا محمد حتى نزلت
السورة الكريمة سورة النصر :
إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
(1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)ا
و
فى هذا العام جاء وفد عظيم مكون من سبعة عشر رجلا ويمثلون مائة ألف رجل
وهو وفد بنى حنيفة (وفد اليمامة) يعلن إسلامة لرسول الله فدخلوا على رسول
الله إلا رجل واحد إسمة (مسيلمة)ا
عن رافع بن خديج قال: (قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وفود العرب ،
فلم يقدم علينا وفد أقسى قلوبا ، ولا أحرى أن لا يكون الإسلام يقر في قلوبهم -
من بني حنيفة وكان مسيلمة مع الوفد)ا
وعندما دخل القوم لرسول الله وأعلنوا إسلامهم أعطاهم الرسول الهدايا , فقال له الوفد:
(يا رسول الله إنا قد خلفنا صاحبا لنا في رحالنا وفي ركابنا يحفظها لنا)
فقال لهم رسول الله: (وقال أما إنه ليس بشركم مكانا) ، وأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ما أمر به للقوم.
أي ما دام يحرس متاعكم إذن فهو ليس بأسوءكم ، و أعطاهم الهدايا له.
ا(ليس
بشركم لا تعني أنه خيرهم ، بل قد تعني أنهم أشرار وليس هو بأكثر شراً منهم
، بل هو شرير مثلهم والحقيقة التي كشفتها الأيام أن بني حنيفة ، كان جلهم
أشراراً وكان هو الذي يتولى كبر هذا الشر فيهم)ا
فخرجوا لمسيلمة وقالوا له ما قاله رسول الله عنه , فقال لهم مسيلمة: إنظروا مدحنى محمد.
ثم بعد ذلك ذهب مسيلمة لبيت النبى ، فقال له القوم : متى تُسلم يا مسيلمة ؟
فقال لهم مسيلمة: أُسلم على أن يعطينى محمد الأمر من بعده.
فسمعه
الرسول , فأمسك النبى عرجون صغير من الأرض (العرجون : جزع نخلة يابس)
وقال: والله يا مسيلمة لإن سألتنى هذا العرجون ما أعطيته لك ووالله ما آراك
إلا الكذاب.
[ ارتداده]
======
ثم انصرفوا عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وقال مسيلمة لوفده الذين كانوا معه ألم يقل لكم حين
ذكرتموني له أما إنه ليس بشركم مكانا ; ما ذاك إلا لما كان يعلم أني قد
أشركت في الأمر معه.
: وفى يوم آخر أرسل مسيلمة صحيفة إلى رسول الله تنص على
ا((من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله . آلا إنى أوتيت الأمر معك فلك نصف الأرض ولى نصفها . ولكن قريش قوماً لا ينصفون))ا
: فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالة كتبها له أبي بن كعب ، نصها
ا((بسم
الله الرحمن الرحيم ، من محمد النبي الى مسيلمة الكذاب ، أما بعد ، فإن
الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، والعاقبة للمتقين ، والسلام على من
اتبع الهدى))ا
وكان مسيلمة قد بعث برسالته الى الرسول مع رجلين ، أحدهما ابن النواحة ، فلما اطلع عليها رسول الله ، قال لهما: وماذا تقولان أنتما؟
فقالا: نقول كما قال.
فقال الرسول: أما والله لولا أن الرسل لاتقتل لضربت أعناقكم.
@@@@@@@@
مبعوث الرسول لمسيلمة
=================
كان ادعاء مسيلمة النبوة سنة عشر من الهجرة.
ومضى
الكذاب ينشر أفكه وبهتانه ، وازداد أذاه للمسلمين ، فرأى الرسول صلى الله
عليه وسلم أن يبعث له رسالة ينهاه فيها عن حماقاته ، ووقع الاختيار على
حبيب بن زيد ليحمل الرسالة...
وفض مسيلمة كتاب رسول الله له فازداد
ضلالا وغرورا ، فجمع مسيلمة قومه ليشاهدوا يوما من الأيام المشهودة... وجيء
بمبعوث رسول الله وأثار التعذيب واضحة عليه...
فقال مسيلمة لحبيب: أتشهد أن محمدا رسول الله ؟
وقال حبيب: نعم ، أشهد أن محمدا رسول الله
وكست صفرة الخزي وجه مسيلمة ، وعاد يسأل: وتشهد أني رسول الله ؟
وأجاب حبيب في سخرية: أنا أصم ، إني لا أسمع شيئا.
وتلقى
الكذاب لطمة قوية أمام من جمعهم ليشهدوا معجزته ، ونادى جلاده الذي أقبل
ينخس جسد حبيب بسن السيف ، ثم راح يقطع جسده قطعة قطعة ، وبضعة بضعة وعضوا
عضوا...
ويعيد له مسيلمة : أو تشهد أني رسول الله ، فيقول: أنا أصم
لا أسمع ، ففعل ذلك مرارا ً، وكان في كل مرة لايجيبه فيها حبيب إلى طلبه ،
يقتطع من جسمه عضواً ، ويبقى حبيب محتسباً صابراً الى أن قطعه إرباً إربا.
والبطل العظيم لا يزيد على همهمة يردد بها نشيد إسلامه: (لا اله إلا اللهلا، محمد رسول الله) ، فاستشهد بين يديه.
وبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم نبأ استشهاد حبيب بن زيد ، واصطبر لحكم ربه ، فهو يرى بنور الله مصير هذا الكذاب.
وكان
من أعظم ما فتن به قومه شهادة أحد رجاله يدعى (الرجّال بن عنُفُوة) له
بإشراك النبي صلى الله عليه وسلم إياه في الأمر ، وكان " الرجّال" من الوفد
الذين قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقرأ القرآن وتعلم السنن ،
فبعثه رسول الله إلى مسيلمة ليخذل عنه الأتباع، وليوضح جلية الأمر للناس في
هذه الفتنة الغاشية ، فما كان منه عندما وصل إليه ، إلا أن انقلب على جهه
وأخذ يشهد لمسيلمة أمام الناس أن رسول الله أشركه معه في النبوة ، ففتن
قومه ، وكان هذا الشقي أشدّ فتنة على الناس من مسيلمة نفسه.
وقد ألمح رسول الله في حياته إلى سوء منقلب الرّجال ، فقد روى أبو هريرة رضى الله عنه:
جلست
مع النبي صلى الله عليه وسلم ، في رهط معنا الرّجال ابن عنُفُوة ، فقال
النبي : إن فيكم لرجلاً ضرسه في النار أعظم من أحد ، فهلك القوم ، وبقيت
أنا والرّجال ، فكنت متخوفاً لها ، حتى خرج الرجال مع مسيلمة ، فشهد له
بالنبوة ، فكانت فتنة الرّجال أعظم من فتنة مسيلمة.
============
تــابعوا معانا الجزء الثاني من القصه