زوزو عضو مميز
عدد المساهمات : 941 تاريخ التسجيل : 31/10/2010
| موضوع: عذاب القبر الثلاثاء 15 مايو - 20:39 | |
| عذاب القبر
بسم اللـه الرحمن الرحيم
إن الحمـد لله نحمـده ونستعينـه ونستغفره ونعـوذ باللـه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده اللـه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له . واشهد أن لا اله إلاَّ اللـه وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسولـه : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللـه حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " آل عمران : 102 . الأدلة على عذاب القبر ونعيمه
نحن اليوم فى أمس الحاجة لهذا الموضوع الذى نحن بصدده فهو من الأهمية بمكان لا سيما بعد ما قرأنا على صفحاتٍ سوداء فى مقال أسود بعنوان " عذاب القبر خرافات وخزعبلات " !! هكذا يعنون لمقاله فضيلة الأستاذ الدكتور ثم يتطاول هذا الأستاذ الدكتور الجرىء فيقول : " إن جميع الأحاديث التى وردت فى مسألة عذاب القبر مجرد خرافات " !!! ، ثم أظهر جهله الفادح ، فقال : " إن عذاب القبر غيب والقرآن بَيَّن لنا أن النبى لا يعلم الغيب " !! جهل مركب ..! معنى ذلك يا فضيلة الدكتور أنه ينبغى أن ننكر ونكذب كل أمر غيب أخبرنا به المصطفى صلى الله عليه وسلم ، كالإيمان باللـه ، وكالإيمان بالملائكة ، وكالإيمان باليوم الآخر وكالإيمان بالقدر خيره وشره ... إلى سائر الغيبيات التى أخبر عنها رسول اللـه صلى الله عليه وسلم . نسى هذا المسكين قول رب العالمين فى سيد المرسلين : " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى,إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى,عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى " النجم : 3:4: 5 . أما تقرأ يا مسكين فى سورة البقرة قوله تعالى "الم,ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ,الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ .. " البقرة : 2 وتمنيت يا فضيلة الدكتور لو قرأت من جديد هذه الآيات ، إن أول صفة من صفات المؤمنين الإيمان بالغيب . وخرج علينا أستاذ آخر فكتب كتاباً ضخماً يزيد عن الثلاثمائة صفحة ، ينفى فيه من أول صفحة إلى آخر صفحة عذاب القبر ونعيمه ، بِلَىّ أعناق النصوص لياً عجيباً ، وها أنا الآن أرد على هؤلاء المتطاولين المكذبين المنكرين ، الذين قال عنهم الإمام القرطبى والإمام الحافظ ابن حجر : " لم ينكر عذاب القبر إلى الملاحدة ، والزنادقة ، والخوارج ، وبعض المعتزلة ، ومن تمذهب بمذهب الفلاسفة ، وخالفهم جميع أهل السنة " وقال الإمام أحمد رحمه اللـه : " عذاب القبر حق ومن أنكره فهو ضال مضل " أيها الحبيب : سأقدمُ إليك سيلاً من الأدلة الصحيحـة على عذاب القبر من كلام الصادق المصدوق الذى لا ينطق عن الهوى ولن أطيل الوقفة مع القرآن ! لماذا ؟! .. لأن القرآن حمَّال ذو أوجه كما قال على بن أبى طالب لابن عباس وهو فى طريقه لمناظرة الخوارج . قال على : يا ابن عباس جادلهم بالسنة ولا تجادلهم بالقرآن فإن القران حمَّال ذو أوجه. اسـتهل الحديث بين يدى هذا العنصر الهام بمقدمة اقتبسها من كلام أئمتنـا الأعلام وأبدأ هذه المقدمة بكلام دقيق نفيس للإمام ابن أبى العز الحنفى شـارح العقيـدة الطحـاوية على شارحها ومصنفها الرحمة من اللـه جل وعلا .
قال : اعلم أن عذابَ القبر هو عذاب البرزخ ، وكل إنسان مات وعليه نصيب من العذاب فله نصيبه من العذاب قُبِرَ أو لم يُقْبر سواء أكلته السباع أو احترق فصار رماداً فى الهواء أو نسف أو غرق فى البحر . تأملوا يا من تحكمون العقول فى هذا الدليل الذى رواه البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة رضى اللـه عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : "قال رجل ، لم يعمل حسنة قط لأهله : إذا مات فحرقوه . ثم ذروه ، نصفه فى البر ونصفه فى البحر فواللـه لئن قدر اللـه عليه ليعذبنه عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين . فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم . فأمر اللـه البر فجمع ما فيه ، وأمر اللـه البحر فجمع ما فيه . ثم قال : لم فعلت هذا ؟ قال : من خشيتك ، وأنت أعلم فغفر اللـه له ". الشاهد من الحديث أن اللـه أحياه بعدما حُرِق وذُرِىَ رماده فى البحر والبر فقال له الملك كن فكان على الفور . قال تعالى : "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللـه كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " آل عمران : 59 . وقال تعالى : "أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللـه بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللـه مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ ءَايَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللـه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " البقرة : 259 . وقال تعالى : " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللـه عَزِيزٌ حَكِيمٌ " البقرة : 260 . إن قدرة اللـه لا تحدها حدود ، لا يعجزه شئ فى الأرض ولا فى السماء وأنهى هذه المقدمة بكلام نفيس للإمام ابن القيم رحمه اللـه تعالى : " إن اللـه تعالى قد جعل الدور ثلاثة ، وهى دار الدنيا ، ودار البرزخ ، ودار القرار " ثم قال : " وجعل اللـه لكل دار أحكاماً تختص بها ، فجعل اللـه الأحكام فى دار الدنيا تسير على الأبدان، والأرواح تبع لها ، وجعل الأحكام فى دار البرزخ تسرى على الأرواح ، والأبدان تبع لها ، وجعل الأحكام فى دار القرار تسرى على الأرواح والأبدان معاً " ثم قال ابن القيم : " واعلم أن سعة القبر ، وضيقه ، ونوره ، وناره ليس من جنس المعهود للناس فى عالم الدنيا " .
ثم ضرب للناس مثلا عقلياً دقيقاً رائعاً فقال : " انظر إلى الرجلين النائمين فى فراش واحد أحدها يرى فى نومه أنه فى نعيم ، بل وقد يستيقظ وأثر النعيم على وجهه ويقص عليك ما كان فيه من النعيم ، قد يقول لك الحمد لله لقد رأيتنى الليلة وأنا مع رسول اللـه صلى الله عليه وسلم ورأيت النبى صلى الله عليه وسلم وكلمت النبى صلى الله عليه وسلم ورد علىّ النبى صلى الله عليه وسلم وقال لى النبى صلى الله عليه وسلم ..الخ من رأى النبى فى المنام فقد رآه حقاً ، وأخوه إلى جواره فى فراش واحد قد يكون فى عذاب ويستيقظ وعليه أثر العذاب ويقص عليك ويقول كابوس كاد أن يخنق أنفاسى !! هل تدبرت أخى فى اللـه فى هذا الكلام ؟!! الرجلان فى فراش واحد هذه روحه كانت فى النعيم ، وهذا روحه كانت فى العذاب مع أن أحدهم لا يعلم عن الأخر شيئاً . هذا فى أمر الدنيا فما بالك بأمر البرزخ الذى لا يعلمه إلا اللـه ؟!! مقدمة دقيقة ولو تدبرتها لوقفت على الحقيقة . وأنا أقول : متى كان العقل حاكماً على الشرع والدين ؟!! لله در عَلىّ يوم أن قال : " لو كان أمر الدين بالعقل لكان المسح عل باطن الخف أولى من المسح على أعلاه " . إليك الأدلة الصحيحة الصريحة عن عذاب القبر أستهلها بهذه الترجمة الفقهية البليغة لإمام الدنيا فى الحديث - الإمام البخارى - فقد ترجم فى كتاب الجنائز باباً بعنوان ((باب ما جاء فى عذاب القبر )) وتكفى هذه الترجمة ، ولقد فَقُهَ البخارى فى تراجمه كما قال علماء الحديث وعلماء الجرح ، وساق البخارى فى هذا الباب الآيات الكريمة عن اللـه جل وعلا وروى فيه الأحاديث الصحيحة عن رسول اللـه صلى الله عليه وسلم ، وسأكتفى بآية واحدة استدل بها جميع أهل السنة بلا خلاف على ثبوت عذاب القبر : قال اللـه تعالى : "وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ,النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ " غافر : 45 : 46 . قال جميع علماء أهل السنة : ذكر اللـه فى هذه الآية عذاب دار البرزخ وعذاب دار القرار ذكراً صريحاً ، وحاق بآل فرعون سوء العذاب ، النار النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا : أى صباحاً ومساءاً هذا فى دار البرزخ ، ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب : أى يوم القيامة . فذكر اللـه عذابين فى الآية : عذاباً فى الدنيا وعذاباً فى الآخرة عذاب دار البرزخ وعذاب دار القرار . وقبل أن أزف إليك الأدلة الصحيحة التى تلقم المنكرين الأحجار أود أن أنوه إلى أن اللـه قد أنزل على النبى وحيين وأوجب اللـه على عباده الإيمان بهما ألا وهما القرآنُ والسنة الصحيحة . انطلق هؤلاء المنكرون وقالوا... كفانا القرآن وظنوا أنهم بهذه الدعوى التى يغنى بطلانها عن إبطالها ، ويغنى فسادها عن إفسادها أنهم قد خدعونا واللـه ما خدعوا إلا أنفسهم .. من كَذَّبَ بالسنة الصحيحة فقد كفر بالقرآن .. ومن رد السنة فقد رد القرآن .
تدبر معى آيات اللـه عز وجل : :"وَمَـا ءَاتَـاكُـمُ الرَّسُـولُ فَخُـذُوهُ وَمَـا نَهَـاكُـمْ عَنْـهُ فَانْتَهُـوا وَاتَّقُوا اللـه إِنَّ اللـه شَدِيدُ الْعِقَابِ " الحشر : 7 . وقال تعالى :" مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا" النساء : 80 . وقال تعالى : " فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " النساء : 65 . وقال تعالى : " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللـه وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللـه وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا " الأحزاب: 36 . وقال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللـه وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللـه إِنَّ اللـه سَمِيعٌ عَلِيمٌ, يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ " الحجرات : 1: 2 .
| |
|
زوزو عضو مميز
عدد المساهمات : 941 تاريخ التسجيل : 31/10/2010
| موضوع: رد: عذاب القبر الثلاثاء 15 مايو - 20:40 | |
| فالسنة حكمها مع القرآن على ثلاثة أوجه. قال ابن القيم فى إعلام الموقعين : السنة مع القرآن على ثلاثة أوجه : الوجه الأول : أن تأتى السنة مؤكدة لما جاء به القرآن وهذا من باب تضافر الأدلة . الوجه الثانى : أن تأتى السنة مبينة وموضحة لما أجمله القرآن . قال تعالى : " وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ " البقرة :43 لكن لم يذكر عدد الصلوات ، ولا أركان الصلاة، ولا كيفية الصلاة ولا مواقيت الصلاة ، فجاء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلملكى يبين لنا عددها وأركانها وكيفيتها ومواقيتها وهكذا . الوجه الثالث : أن تأتى السنة موجبة أو محرمة لما سكت عنه القرآن ، قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: " ألا يوشك رجل شبعان متكئ على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه " قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : "ألا إن ما حرم اللـه كما حرم رسول اللـه ". وإليكم الأحاديث الصحيحة التى تثبت أن عذاب القبر حقيقة لا ريب : ففى الحديث الذى رواه أحمد والحاكم وغيره وحسنه الشيخ الألبانى " كان عثمان إذا وقف على القبر بكى وإذا ذكر الجنة والنار لا يبكى فقيل له : يا عثمان تذكر الجنة والنار فلا تبكى فإذا وقفت على القبر تبكى ، قال عثمان : لقد سمعت رسول اللـه صلى الله عليه وسلم يقول : (( القبر أول منازل الآخرة فإن نجى منه صاحبه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينجو منه صاحبه فما بعده أشد منه ))" . وانظر إلى هذا الحديث الصحيح قال المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما مر على قبرين فقال صلى الله عليه وسلم : "أما إنهما ليعذبان وما يعذبان فى كبير" ثم قال"أما أحدهما فكان يمشى بالنميمة ، وأما الأخر فكان لا يستتر من بوله - أو لا يتنزه من بوله - " . • وَقِفْ مع هذا الحديث الصحيح الذى رواه البخارى ومسلم من حديث ابن عباس رضى اللـه عنهما أن النبى كان يدعو اللـه ويقول : " اللـهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر " . وفى الحديث الذى رواه مسلم وأحمد وابن حبان والبزار وغيرهم من حديث زيد بن ثابت رضى اللـه عنه : " بينما النبى صلى الله عليه وسلم فى حائط لبنى النجار على بغلة له ونحن معه إذ جاءت به ( أى البغلة ) فكادت تلقيه ، وإذا أقبر ستة ، أو خمسة ، فقال : (( من يعرف أصحاب هذه الأَقْبُر ؟ )) قال رجل : أنا ، قال : (( فمتى ماتوا ؟ )) قال : فى الشرك ، فقال : (( إن هذه الأمة تُبْتَلَى فى قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت اللـه أن يُسْمِعَكُم مـن عذاب القبر الذى أسمع منه )) ثم أقبل علينـا بوجهـه صلى الله عليه وسلم فقال : (( تعوذوا باللـه من عذاب القبر )) قالوا : نعوذ باللـه من عذاب القبر ". وفى الحديث الصحيح الذى رواه البخارى ومسلم من حديث عائشة رضى اللـه عنها قالت : "دَخَلَتْ علىّ امرأة من يهود المدينة فذكرت عذاب القبر فقالت المرأة لعائشة : أعاذك اللـه من عذاب القبر فلما خرجت اليهودية سألت عائشة النبى صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر فقال : (( نَعَمْ عذاب القبر)) وفى رواية (( عذاب القبر حق )) فقالت عائشة : " فما رأيت النبى صلى الله عليه وسلم يصلى بعدها إلا ويستعيذ من عذاب القبر " . واسمع إلى هذا الحديث العمدة فى المسألة ، وهو أصل من أصول هذا الباب رواه الإمام أحمد فى مسنده وابن حبان فى صحيحه والبيهقى فى سننه والنسائى فى سننه وأبو داود فى سننه ورواه الحاكم فى المستدرك وصححه على شرط الشيخين وأقره الإمام الذهبى وصحح الحديث الإمام ابن القيم فى كتاب تهذيب السنن وإعلام الموقعين وأطال النفس للرد على من أَعَلَّ هذا الحديث وصحح هذا الحديث الشيخ الألبانى وغيره من حديث البراء بن عازب رضى اللـه عنه أنه قال : "خرجنا مع النبى صلى الله عليه وسلم فى جنازة رجل من الأنصار فلما انتهينا إلى القبر جلس النبى على شفير القبر ( حافة القبر ) وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير ( لا يتكلمون ) وفى يد النبى صلى الله عليه وسلم عود ينكـت بـه الأرض ثم رفـع النبـى صلى الله عليه وسلم رأسـه فنظـر وقـال لأصحـابـه : (( استعيذوا باللـه من عذاب القبر ، استعيذوا باللـه من عذاب القبر ، استعيذوا باللـه من عذاب القبر )) قالها النبى مرتين أو ثلاثـة ثـم التفـت إليهــم النبى صلى الله عليه وسلم وقال : (( إن العبد المؤمن إذا كان فى انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : يا أيتها النفس الطيبة اُخرجى إلى مغفرة من اللـه ورضوان ، فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من فِىّ السِّقَاء فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها فى يده طرفة عين حتى يأخذوها ، فيجعلوها فى ذلك الكفن ، وفى ذلك الحنوط ، فيخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب ؟ فيقولون : فلان بن فلان ، بأحسن أسمائه التى كانوا يسمونه به فى الدنيا ،حتى ينتهوا به إلى السماء الدنيا ، فيستفتحون له ،فيفتح له ، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التى تليها ، حتى ينتهى إلى السماء السابعة ،فيقول اللـه عز وجل : اكتبوا كتاب عبدى فى عليين وأعيدوا عبدى إلى الأرض ، فإنى منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ، ومنها أخرجهم تارة أخرى ، فتعاد روحه ،فيأتيه ملكان ، فيجلسانه فيقولان : من ربك ؟ فيقول : ربى اللـه ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول دينى الإسلام ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذى بعث فيكم ؟ فيقول هو رسول اللـه ، فيقولان له وما علمك ؟ فيقول : قرأت كتاب اللـه فأمنت به وصدقت ، فينادى مناد من السماء أن صدق عبدى فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له باباً إلى الجنة ،فيأتيه من روحها وطيبها ،ويفسح له فى قبره مد بصره ، ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب ، طيب الريح ، فيقول : أبشر بالذى يسرك ، هذا يومك الذى كنت توعد ، فيقول له : من أنت ؟ فوجهك الوجه الذى يجئ بالخير ، فيقول : أنا عملك الصالح ، فيقول : رب أقم الساعة ، رب أقم الساعة ، حتى أرجع إلى أهلى ومالى ... وإن العبد الكافر إذا كان فى انقطاع من الدنيا ، وإقبال من الآخرة ، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه ، معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ،فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجى إلى سخط من اللـه وغضب ، فتفرق فى جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها فى يده طرفة عين حتى يجعلوها فى تلك المسوح ، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ،فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلاَّ قالوا : ما هذه الروح الخبيثة ؟! فيقولون : فلان بن فلان بأقبح أسمائه التى كان يسمى بها فى الدنيا فيستفتح له ، فلا يفتح له ، ثم قرأ { لا تفتح لهم أبواب السماء } فيقول اللـه عز وجل : اكتبوا كتابه فى سجين فى الأرض السفلى ، فتطرح روحه طرحا ً فتعاد روحه فى جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه .. هاه.. لا أدرى ، فيقولان : له ما دينك ؟ فيقول : هاه .. هاه.. لا أدرى ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذى بُعِثَ فيكم ؟ فيقول : هاه .. هاه.. لا أدرى ، فينادى منادٍ من السماء : أن كذب عبدى ، فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب ، منتن الريح ، فيقول : أبشر بالذى يسوؤك ، هذا يومك الذى كنت توعد فيقول : من أنت فوجهك الوجه يجئ بالشر ؟ فيقول : أنا عملك الخبيث ، فيقول : رب لا تقم الساعة !! " . معذرة أيها الحبيب لقد أطلت عليك الجولة مع الأدلة على عذاب القبر ونعيمه ، وسأعرج سريعاً على العنصرين الآخرين وهى أسباب عذاب القبر ، ما السبيل للنجاة ؟ ، وذلك بعد جلسة الاستراحة . وأقول قولى هذا واستغفر اللـه لى ولكم الخطبة الثانية إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ باللـه من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده اللـه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له . وأشهد أن لا إله إلا اللـه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . أما بعد.. ثانياً : أسباب عذاب القبر والحديث عنها له وجهان مجمل ومفصل ، أما المجمل فإن معصية اللـه عز وجل أصل لكل بلاء وعلى رأس هذه المعاصى الشرك ، فإن أعظم زاد تلقى اللـه به هو التوحيد ، وإن أبشع وأعظم ذنب تلقى اللـه به هو الشرك ، قال اللـه : " إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " لقمان : 13. أما التفصيل فقد ذكر النبى صلى الله عليه وسلم كما ذكرت آنفا أن النميمة من أسباب عذاب القبر ، وهناك الآن أناس متخصصون فى النميمة . فالنميمة سبب من أسباب عذاب القبر ، وأيضا عدم الاستتار من البول ، وعدم التنزه منه وهذا ما ذكره النبى صلى الله عليه وسلم فى حديثه الذى كنا بصدده من قبل. أيضا من أسباب عذاب القبر الكذب والربا وهجر القرآن, كما فى حديث سمرة بن جندب الطويل الذى رواه البخارى الذى لا يتسع المقال لذكره الآن لقد ذكر فيه النبى صلى الله عليه وسلم من أسباب عذاب القبر الكذب والرياء وهجر القرآن والزنا ، والغلول (كل شئ يأخذ من الغنيمة قبل أن تقسم ) ويدخل تحت الغلول السحت والحرام . فعن أبى هريرة رضى اللـه عنه قال : "خرجنا مع رسول اللـه صلى الله عليه وسلم إلى خيبر ففتح اللـه علينا ، فلم نغنم ذهباً ، ولا وَرِقاً ، غنمنا المتاع والطعام والثياب ، ثم انطلقنا إلى الوادى يعنى وادى القرى ومع رسول اللـه صلى الله عليه وسلم عبد له ،وهبه له رجل من جذام يدعى رفاعة بن يزيد من بنى الضُّبيب ، فلما نزلنا الوادى قام عبد رسول اللـه صلى الله عليه وسلم ر يَحُلُّ رحله ، فرمى بسهم ، فكان فيه حتفه فقلنا : هنيئاً له الشهادة يا رسول اللـه ، فقال رسول اللـه صلى الله عليه وسلم : (( كلا والذى نفسى محمد بيده ، إن الشَّمْلَة ( إزار يتشح به ) لتلتهب عليه ناراً ، أخذها من الغنائم يوم خيبر، لم يصبها المقاسم )) قال : ففزع الناس فجاء رجل بشراك أو شراكين ( الشراك : سير من سيور النعل ) فقال أصبته يوم خيبر فقال رسول اللـه صلى الله عليه وسلم : (( شراك من نار ، أو شراكان من نار ))". أيها الأحباب : والسؤال الآن فما السبيل للنجاة من عذاب القبر ؟! ثالثاً : السبيل للنجاة من عذاب القبر [ltr] أقول لك بإيجاز شديد ، أعظم سبيل للنجاة من عذاب القبر أن تستقم على طاعة اللـه جل وعلا وأن تتبع هدى النبى صلى الله عليه وسلم .[/ltr] [ltr] قال اللـه عز وجل : " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللـه ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ, نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ,نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ "فصلت : 30 : 32 .[/ltr] [ltr] ومن أنفع الأسباب كذلك للنجاة من عذاب القبر ما ذكره الإمام ابن القيم فى كتابه القيم ( الروح ) ، قال : ومن أنفعها أن يتفكر الإنسان قبل نومه ساعة ليذكر نفسه بعمله ، فإن كان مقصراً زاد فى عمله وإن كان عاصياً تاب إلى اللـه ، وليجدد توبة قبل نومه بينه وبين اللـه .[/ltr] [ltr] فإن مات من ليلته على هذه التوبة فهو من أهل الجنة ،نجاه اللـه من عذاب القبر ومن عذابالنار .[/ltr] [ltr] [/ltr] [ltr] ومن أعظم الأسباب التى تنجى من عذاب القبر : أن تداوم على العمل الصالح كالتوحيد ، والصلاة ، والصيام ، والصدقة ، والحج ، وحضور مجالس العلم والعلماء التى ضيعها أناس كثيرون وانشغلوا عنها بلهو قتل الوقت . أيضا من أعظم الأسباب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وبر الوالدين ، وصلة الأرحام ، كل عمل يرضى الرب فهو عمل صالح ينجى صاحبه من عذاب القبر والنار . وأبشركم ... أن من أعظم الأعمال التى تنجى صاحبها من عذاب القبر الشهادة فى سبيل اللـه ورد فى الحديث الذى رواه الحاكم وحسن إسناده الشيخ الألبانى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " للشهيد عند اللـه ست خصال ، الأولى : يغفر له مع أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، الثانية : ينجيه اللـه عز وجل من عذاب القبر، الثالثة : يأمنه اللـه يوم الفزع الأكبر ، الرابعة : يلبسه اللـه تاج الوقار ، الياقوتة فيه خير من الدنيا وما فيها ، الخامسة : يزوجه اللـه بثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، السادسة : يشفعه اللـه فى سبعين من أهله ". ولن أترك مكانى هذا إلا بعد أن أزف إليكم حديثا يملأ القلب أملا ورضا ، والحـديث رواه الـحاكم فى المستدرك وصححه وأقره الذهبى وصحح إسـناده الشـيخ الألبانى فى مشكاة المصابيح عن ابن مسعود رضى اللـه عنه قال صلى الله عليه وسلم : " سورة الملك ، تبارك الذى بيده الملك ، هى المانعة وهى المنجية تنجيه من عذاب القبر" . ----------------------------------------- الثالث عشر علامات الساعة الصغرى[/ltr] [ltr] بسم اللـه الرحمن الرحيم[/ltr] [ltr] إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ باللـه تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه اللـه فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله ، أدى الأمانة ، وبلغ الرسالة ، ونصح للأمة ، فكشف اللـه به الغمة وجاهد فى اللـه حق جهاده حتى أتاه اليقين ، فاللـهم أجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته ورسولا عن دعوته ورسالته ، وصل اللـهم وزد وبارك عليه ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين .[/ltr] [ltr] أما بعـد ... فحياكم اللـه جميعا أيها الآباء الفضلاء ، وأيها الأخوة الأحباء الأعزاء، وطبتم جميعا وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا ، وأسأل اللـه العظيم الكريم جل وعلا الذى جمعنى وإياكم فى هذا البيت المبارك على طاعته ، أن يجمعنى وإياكم فى الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى فى جنته ودار كرامته إنه ولى ذلك والقادر عليه . أحبتى فى اللـه : فى رحاب الدار الآخرة سلسلة علمية هامة تجمع بين المنهجية والرقائق ، وبين التأصيل العلمى والأسلوب الوعظى ، تبدأ بالموت وتنتهى بالجنة أسأل اللـه أن يجعلنى وإياكم من أهلها . وهذا هو لقاءنا الثالث من لقاءات هذه السلسلة المباركة ، وكنا قد أنهينا الحديث فى اللقاء الأول وتوقفنا مع الجنازة وهى فى طريقها إلى القبر تتكلم ، ثم توقفنا فى اللقاء الماضى مع الجنازة وقد أغلق عليها القبر ، ليعيش صاحبها فى نعيم مقيم ، أو فى عذاب أليم إلى قيام الساعة ، وكان من الحكمة والمنطق قبل أن أتكلم عن مراحل الساعة أن أتحدث عن علامات الساعة الصغرى والكبرى ، ولذا فإن حديثنا اليوم مع حضراتكم عن العلامات الصغرى بين يدى الساعة . وكعادتنا سوف ينتظم حديثنا اليوم مع حضراتكم فى العلامات الصغرى فى العناصر التالية :[/ltr] [ltr]أولاً : الساعة آتية لاريب فيها [/ltr] [ltr] ثانياً : العلامات الصغرى التى وقعت وانقضت ثالثاً : العلامات الصغرى التى وقعت ولم تنقضِ رابعاً : العلامات الصغرى التى لم تقع بعد فأعرنى قلبك وسمعك أيها الحبيب . واللـه أسأل أن يجعلنى وإياكم جميعا ممن "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللـه وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ " الزمر : 18 .[/ltr] [ltr] [/ltr] [ltr] أولاً : الساعة آتية لا ريب فيها[/ltr] [ltr] [/ltr] [ltr] أحبتى فى اللـه: إن الحديث عن اليوم الآخر ليس من باب الترف العلمى أو الذهنى ، ولا من باب ما الإيمان ؟ فقال الحبيب صلى الله عليه وسلم : " الإيمان أن تؤمن باللـه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأن تؤمن بالقدر خيره وشره " .rالثقافة الذهنية الباردة التى لا تتعامل إلاَّ مع العقول فحسب ، بل إن الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان باللـه جل وعلا لا يصح إيمان العبد إلا به أصلا وابتداءً ، كما فى صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب وفيه أن جبريل عليه السلام سأل الحبيب المصطفى لا يمكن أن يستقر الإيمان باليوم الآخر فى قلب عبد من العباد إلا إذا وقف على حقيقة هذا اليوم وعرف أحواله وكروبه وأهواله . ومن ناحية ثالثة إذا استقرت حقيقة الإيمان باليوم الآخر فى قلب عبد صادق ، دفعه هذا العلم بهذا اليوم إلى الاستقامة على منهج اللـه وعلى طريق الحبيب رسول اللـه صلى الله عليه وسلم ، لأنه سيعلم يقينا أنه غدا سيقف بين يدى اللـه جل وعلا ليكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ليقول له الملك صلى الله عليه وسلم "إقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الَيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا " الإسراء : 14 .[/ltr] [ltr] فالهدف من هذه السلسلة تذكير المسلمين للاستيقاظ من غفلتهم ورقدتهم الطويلة ، وإيقاظ المسلمين بالتوبة والإنابة إلى اللـه جل و علا قبل أن تأتيهم الساعة بغتة وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون .[/ltr] [ltr] أيها المسلمون قال اللـه جل وعلا : "ذَلِكَ بِأَنَّ اللـه هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ, وَأَنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللـه يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ " الحج : 6 : 7 . وإذا كان البشر يرون الساعة بعيدة فإن خالق البشر يرى الساعة قريبة قال جل وعلا : "إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا(6)وَنَرَاهُ قَرِيبًا,يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ,وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ, وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا . المعارج : 6- 10 . وقال سبحانه : "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ " القمر : 1 . وقال جل وعلا : "أَتَى أَمْرُ اللـه فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ " النحل : 1 . وقال سبحانه : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللـه وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللـه إِنَّ اللـه خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ "الحشر : 18[/ltr] [ltr] [/ltr][size] [ltr] أما عن وقت قيام الساعة فإن هذا من خصائص علم اللـه جل وعلا لايعلم وقت قيام الساعة ملك مقرب أو نبى مرسل . قال سبحانه فى سورة الأعراف : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرض لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللـه وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ " الأعراف : 187 وقال سبحانه فى سورة الأحزاب : يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللـه وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا "الأحزاب : 63 .[/ltr] [ltr] وقال سبحانه فى سورة النازعات : "يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا,فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا, إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا, إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا, كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا" النازعات : 42 :43:44:45:46 46 .[/ltr] [ltr] فلا يعلم وقت قيام الساعة إلا اللـه . إن جبريل عليه السلام هو أعلى الملائكة ومحمد صلى الله عليه وسلم هو أعلى الخلق منزلة ومع ذلك جاء جبريل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال له متى الساعة ؟ فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم : ما المسئول عنها بأعلم من السائل !! وهو جبريل والمسئول هو البشير النذير ، لا يعلمان وقت قيام الساعة ... أفيتجرأ عاقل بعد ذلك ليقول بأنه على علم بوقت قيام الساعة .[/ltr] [ltr] فى صحيح البخارى من حديث ابن عمر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " مفاتح الغيب خمس لايعلمهن إلا اللـه وتلى النبى قول اللـه تعالى : "إِنَّ اللـه عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللـه عَلِيمٌ خَبِيرٌ " لقمان : 34 . وإذا كان اللـه عز وجل قد أخفى وقت قيام الساعة ، فقد أخبر سبحانه وتعالى ببعض العلامات والأمارات التى تكون بين يدى الساعة ، لينتبه الخلق بالإنابة والتوبة إلى اللـه جل وعلا ، وقد سمى القرآن هذه العلامات والأمارات بالأشراط فقال سبحانه : "فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا " محمد : 18[/ltr] [ltr] [/ltr] [ltr] أى فقد جاءت علاماتها وأماراتها وها أنا ذا أقسم العلامات إلى ثلاثة أقسام :[/ltr] [ltr] [/ltr] [ltr] أولا : علامات صغرى وقعت وانتهت . ثانيا : علامات صغرى وقعت ولم تنقضى مازالت مستمرة . ثالثا : علامات صغرى لم تـقع بعد .[/ltr] [ltr] أولا : علامات صغرى وقعت وانتهت[/ltr] [ltr] وأول هذه العلامات بعثة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم . ففـى الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال : " بعثـت أنـا والساعـة كهاتيـن وأشـار بالسبابة والوسطى " فبعثة النبى صلى الله عليه وسلم علامة صغرى وموت النبى أيضا وكلاهما مضيتا .[/ltr] [ltr] كما فى صحيح البخارى من حديث عوف بن مالك قال :" أعدد ستاً بين يدى الساعة ... " وذكر النبى صلى الله عليه وسلم أولها موته صلى الله عليه وسلم . ومن هذه العلامات الصغرى أيضا التى وقعت وانقضت انشقاق القمر قال سبحانه : اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ وقد وردت الأحاديث الكثيرة الصحيحة عن رسول اللـه صلى الله عليه وسلمرواها الإمام مسلم فى صحيحه أذكر حضراتكم بحديث واحد من هذه الأحاديث . من حديث أنس قال : "طلب أهل مكة من رسول اللـه صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر . فقال : (( ماذا تريدون ؟ )) قالوا : نريد أن تشق لنا القمر فى السماء نصفين فسأل الحبيب صلى الله عليه وسلم ربه فاستجاب اللـه للمصطفى صلى الله عليه وسلم وشق له القمر فى السماء نصفين فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( اشهدوا ... اشهدوا ))". ومع ذلك أنكروا وأعرضوا وقالوا سحر مستمر . ومن هذه العلامات الصغرى أيضا خروج نار فى أرض الحجاز روى البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة قال: قال رسول اللـه صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضىء أعناق الإبل ببُصْرَى " وبُصْرَى بلد تسمى حوران فى ديار الشام ، ولقد وقعت هذه الآية بمثل ما حَدَّث الصادق المصدوق الذى لا ينطق عن الهوى . قال الإمام القرطبى فى التذكرة : ولقد وقعت هذه الآية بمثل ما حدث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. ففى يوم الأربعاء فى الثالث من شهر جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة خرجت نار من أرض الحجاز كانت لاتمر على جبل إلا دكته وأذابته رآها من أرض الحجاز جميع أهل الشام .[/ltr] [ltr] ثانياً : العلامات الصغرى التى وقعت ومازالت مستمرة لم تنقض بعد[/ltr] [ltr] جاء فى صحيح مسلم من حديث حذيفة بن اليمان رضى اللـه عنه قال: "قام فينا رسول اللـه صلى الله عليه وسلم مقاماً ما ترك شيئا يكون فى مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حَدَّث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه " . أخبر النبى صلى الله عليه وسلم بالفتن التى ستقع وقال كما فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة وغيرة قال : " بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسى كافرا ويمسى مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا " .[/ltr] [ltr] فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل على الإيمان فلا يأتى الليل عليه إلا وقد كفر بالرحيم الرحمن ! ويمسى على الإيمان فلا يأتى الصباح عليه إلا وقد كفر بالله عز وجل!![/ltr] [ltr] ومن الفتن التى يتعرض لها المسلم اليوم فتنة الغربة : فالمسلم الصادق يعيش الآن فتنة قاسية ألا وهى فتنة الغربة قال الحبيب كما فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة : " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء" . فأهل الغربة الآن يفرون بدينهم من الفتن بل لقد روى الترمذى فى سننه بسند حسن أن النبى صلى اللـه عليه وآله وسلم قال : " سيأتى على الناس زمان القابض فيه على دينه كالقابض على جمر بين يديه " .[/ltr] [ltr] ومن الفتن التى يتعرض لها المسلم فتنة الشهوات : وفـى الصحيحيـن مـن حديـث المسـور بـن مخرمة أنه قال : قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : " فو اللـه ما الفقـر أخشـى عليكـم ولكنـى أخشـى أن تبسط عليكم الدنيـا فتنـافسـوهـا كما تنافس فيها من كان قبلكم فتهلككم كما أهلكتهـم ". إذ يرى المسلم واقع أمته مرُ أليم فى الوقت الذى يرى فيه أمم الكفر ودول الكفر قد قفزت قفزات سريعة جدا فى عالم الحضارة والرقى والتطور والمدنية . فينظر المسلم الشاب الغيور إلى واقع الأمة فيرى الأمة ذليلة كسيرة مبعثرة كالغنم فى الليلة الشاتية الممطرة ، وتعصف الفتنة بقلبه ويتساءل مع نفسه أهذه هى الأمة التى دستورها هو القرآن ونبيها محمد عليه الصلاة والسلام وربها هو الرحيم الرحمن ، ما الذى بدل عزها إلى ذل ؟! ما الذى غير علمها إلى جهل ؟! ما الذى حول قوتها إلى ضعف وهوان ؟![/ltr] [ltr] وهناك فتنة الأولاد وفتنة الزوجات قال جل وعلا : "إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَولادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحذَرُوهُمْ " التغابن : 14 . فتـن كثيـرة قـال المصطفى صلى الله عليه وسلم كمـا فـى الصحيحيـن مـن حديـث أنـس قال صلى الله عليه وسلم : " إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويكثر الزنا ، ويكثر شرب الخمر ، ويقل الرجال وتكثر النساء ، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد " . بل لقد ورد فى سنن الترمذى بسند صحيح أن النبـى صلى الله عليه وسلم قـال : "يتقارب الزمان بين يدى الساعة فتكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كاحتراق السعفة ". احتراق جريدة من النخيل .[/ltr] [ltr] ومن علامات الساعة الصغرى التى وقعت ولم تنقض إسناد الأمر إلى غير أهله .[/ltr] [ltr] ففـى صحيح البخارى من حديث أبى هريرة : أن أعرابيا دخل على النبى صلى الله عليه وسلم وهو يحدث الناس فقال الأعرابى : يا رسول اللـه متى الساعة ؟ فمضى النبى صلى الله عليه وسلم فى حديثه ولم يجب الأعرابى على سؤاله فلما أنهى النبى حديثه قال : (( أين السائل عن الساعة آنفا ؟ )) .. فقال الأعرابى ها أنا ذا يا رسول اللـه . قال : (( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة )) فقال الأعرابى الفقيه : وكيف إضاعتها يا رسول اللـه ؟ قال : (( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة )) . تدبر معى حديث النبى الذى رواه أحمد فى مسنده والحاكم فى مستدركه وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع من حديث أبى هريرة قال صلى الله عليه وسلم : " سيأتى على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذَّب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويُخَوَّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة "... قيل من الرويبضة يا رسول اللـه ؟ ... قال : (( الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة )) . ومنها تداعى الأمم على أمة الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم ، ففى الحديث الذى رواه أبو داود من حديث ثوبان وهو حديث صحيح بمجموع طرقه أنه صلى الله عليه وسلم قال : " يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " قالوا أو من قلة نحن يومئذ يا رسول اللـه ؟ .. قال : (( كلا ..ولكنكم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل ... وليوشكن اللـه أن ينزع المهابة من قلوب عدوكم وليقذفن فى قلوبكم الوهن )) ...قيل وما الوهن يا رسول اللـه ؟ .. قال : (( حب الدنيا وكراهية الموت )) " . واقع نعيش فيه ..واقع تحياه الأمة !! تداعت أذل أمم الأرض من اليهود ومن عباد البقر و الملحدين على أمة الإسلام فى كل مكان ، وطمع فى الأمة الذليل قبل العزيز ، والضعيف قبل القوى ، والقاصى قبل الدانى ، وأصبحت الأمة قصعة مستباحة لأمم الأرض !![/ltr] [ltr] ومن العلامات : كما فى الحديث الذى رواه أحمد والطبرانى فى الكبير بسند صحيح من حديث أبى أمامة رضى اللـه عنه قال : " بين يدى الساعة رجال معهم سياط كأنها أذناب البقر يغدون فى سخط الله ويرحون فى غضب اللـه " .[/ltr] [ltr] وفى صحيـح الإمـام مسـلم مـن حديـث أبى هريرة قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : "صنفان من أهل النار لم أرهما رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا " .[/ltr] [ltr] أيها الأحبة الكرام لا أريد أن أطيل عليكم أكثر من ذلك ، وأرجىء الحديث عن العلامات الصغرى التى لم تقع بعد إلى ما بعد جلسة الاستراحة. واللـه أسأل أن يجعلنى وإياكم جميعا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .[/ltr] [ltr] وأقول قولى هذا وأستغفر اللـه لى ولكم[/ltr] [ltr] لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا اللـه وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله اللـهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته وأقتفى أثره إلى يوم الدين .[/ltr] [ltr] ثالثاً : علامات صغرى لم تقع بــعد[/ltr] [ltr] من هذه العلامات التى أخبر عنها النبى ولم تقع ما رواه البخارى ومسلم أنه صلى اللـه عليه وآله وسلم قال :"لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل زكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها " .[/ltr] [ltr] من أهل العلم من قال إن هذا قد وقع على عهد عمر بن عبد العزيز رضى اللـه عنه .[/ltr] [ltr] ومن العلامات التى لم تظهر ما أخبر عنه الصادق المصدوق كما جاء فى البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة رضى اللـه عنه قال : قال رسول اللـه صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ، فيقول كل رجل منهم لعلى أكون أنا الذى أنجو " : البخارى ومسلم[/ltr] [/size] [ltr]وفى رواية قال صلى الله عليه وسلم : (( يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب ، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً )) ( ) .[/ltr] [size] [ltr] ومن العلامات أيضاً التى لم تظهر بعد : ظهور المهدى رضى اللـه عنه فعن عبد اللـه بن مسعود رضى اللـه عنه قال : قال رسول اللـه صلى الله عليه وسلم: " لـو لـم يبـق مـن الدنيا إلا يوم واحد لطوّل اللـه ذلك اليـوم حتـى يبعـث اللـه فيه رجلاً منى - أو من أهل بيتى - يواطئ اسمه اسمى ، واسم أبيه اسم أبـى يملأ الأرض قسطاً وعـدلاً كمـا ملئـت ظلماً وجوراً " .[/ltr] [ltr] يخرج هذا الرجل يؤيد اللـه به الدين يملك سبع سنين , يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً تنعم الأمة فى عهده نعمة لم تنعمها قط ، تخرج الأرض نباتها ، وتمطر السماء قطرها ، ويعطى المال بغير عدد .[/ltr] [ltr] قال ابن كثير :[/ltr] [ltr] ]فى زمانه تكون الثمار كثيرة ، والزروع غزيرة ، والمال وافر ، والسلطان قاهر ، والدين قائم ، والعدد راغم ، والخير فى أيامه دائم . أ.هـ .[/ltr] [ltr] وقد تواترت الأحاديث فى المهدى تواتراً معنوياً ، وقد نص على ذلك الأئمة والعلماء .[/ltr] [ltr] ونكتفى بذلك القدر ونسأل اللـه أن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم[/ltr] [/size] | |
|
الشيماء مستشاره ادارية
عدد المساهمات : 4955 تاريخ التسجيل : 21/08/2010
| موضوع: رد: عذاب القبر السبت 16 سبتمبر - 5:29 | |
| | |
|