منتدي المركز الدولى


الرضا واليقين. Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
الرضا واليقين. 1110
الرضا واليقين. Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا الرضا واليقين. 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


الرضا واليقين. Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
الرضا واليقين. 1110
الرضا واليقين. Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا الرضا واليقين. 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

 الرضا واليقين.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رمزى موسى
عضو فضى
عضو فضى
رمزى موسى


عدد المساهمات : 244
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

الرضا واليقين. Empty
مُساهمةموضوع: الرضا واليقين.   الرضا واليقين. Icon_minitime1الأحد 16 سبتمبر - 20:52

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الرضا واليقين.
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح للأمة فكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين ... فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت به نبيا عن أمته ورسولا عن دعوته ورسالته ... وصلِّ اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين ...

أما بعد فحياكم الله جميعا أيها الأخوة الفضلاء وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم جميعا من الجنة منزلا وأسأل الله جل وعلا الذي جمعنا في هذا البيت الطيب على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في حنته ودار مقامته إنه ولي ذلك والقادر عليه ...


أيها الأحبة نحن الليلة بفضل الله ومدده وتوفيقه مع موعد مع الدرس الثامن مع دروس الثامن بالقدر كركن سادس من أركان الإيمان بالله جل وعلا ... ونحن بإذن الله على موعد بمحاضرة رقراقة رقيقة في ثمرات الإيمان بالقدر خيره وشره ... وقد بينت في المحاضرات الماضية أن عقيدة القدر التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبرأة من التخاذل والتكاسل والخمول والإعراض عن العمل والأخذ بالأسباب الذي أصاب فئة كبيرة من أبناء الأمة ممن أساءو فهم عقيدة القدر ... فسوء الفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أصل كل بدعة وضلال نشأت في الإسلام قديما وحديثا... سوء الفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أصل كل بدعة وضلال نشأت في الإسلام قديما وحديثا ... فمن تأمل في عقيدة القدر الذي جاء به الإسلام ... وعلمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضي الله عنهم وجد فيها ثمارا طيبة وكثيرة كانت ومازالت سببا في إصلاح الفرد والمجتمع الإسلامي ... ومن أعظم هذه الثمار ... وتدبروا معي جيدا ... فلقد قطفت لحدراتكم اليوم من بستان ثمار القدر خيره وشره قطفت لحدراتكم الليلة عشرة ثمرات ... أسأل الله عز وجل أن يرزقنا هذه الثمار ... وأن يجعلنا من أهلها إنه ولي ذلك والقادر عليه ...

الثمرة الأولى من ثمرات الإيمان بالقدر خيره وشره هي الرضا واليقين ... اللهم ارزقنا الرضا بك واليقين بك وفيك إنك على كل شيء قدير ... الرضا واليقين وقد بدأت بهذه الثمرة الجليلة الكبيرة فهي من وجهة نظري أعظم ثمرات الإيمان بالقدر خيره وشره ... الرضا واليقين ... قال الله تعالى مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {الحديد/22} من فهم عقيدة القدر وعلم أن كل شيء في الكون بقدر ... ما من ورقة تسقط من شجرة أن نخلة على وجه الأرض إلا وبأمر الله وقدره وعلمه ... وما يقع شيء في الكون كله إلا بتقديره سبحانه ... قال تعالى إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر/49} ... ويقول تعالى ... مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {الحديد/22}

وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماء والأرض بخمسين ألف سنة ... وفي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والترمذي وغيرهما من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام إني أعلمك كلمات ... احفظ الله يحفظك ... احفظ الله تجده تجاهك ... إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ... واعلم أن الأمة لو اجتمعت أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ... ولو اجتمعوا أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ... رُفِعت الأقلام وجفت الصحف ...

من استقر استقرت هذه المعاني في قلبه امتلأ قلبه بالرضا عن الله واليقين بالله تبارك وتعالى فصاحب الإيمان بالقدر يعيش عيشة هنيئة ويحيا حياة كريمة طيبة ... لأنه يعلم علم اليقين أنه لن يصيبه إلا ما قدره له رب العالمين ولن يخطئه ما قدره له رب العالمين ... واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ... ولذلك لما سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رجلا قال يا رسول الله ففيما العمل إذاً أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما يُستقبل قال لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير قال الرجل ففيما العمل قال صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل مُيَسَّر لما خُلق له ... اللهم يسرنا لليسرى برحمتك يا أرحم الراحمين ...

وفي مسند أحمد وسنن أبي داوود والترمذي ... بسند صحيح من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أول ما خلق الله القلم ... ثم قال اكتب قال ما اكتب قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة .. فمن استقر في قلبه عقيدة القدر خيره وشره امتلأ قلبه بالرضا عن الله والطمأنينة والثقة في الله سبحانه واليقين بالله جل وعلا ... والأحاديث والآيات في هذا المعنى كثيرة ذكرنا الكثير منها في شرحنا للمحاضرات الماضية ...

فالمراد يا إخوة أن ما يُصاب به العبد في دنياه من ضر أو نفع فلك مقدر عليه ولا يصيب العبد إلا ما كُتب له من ذلك في الكتاب السابق ولو اجتهد على ذلك الخلق كلهم جميعا ... أي ليمنعوه .. ليمنعوا ما قدَّر الله له ما استطاعوا ... أو لينفعوه بما لم يقدره الله له ما استطاعوا ... قال الله تبارك وتعالى قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ .... {آل عمران/154} ... فكل بتقديره سبحانه وتعالى ... وخرَّج الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يُخطأه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ...

هذه معاني جميلة ولكن لا تشعر بحلاوتها ولا بجلالها وكمالها إلا إن جربتها فعلا ... لم تشعر بتمام السعادة وكمال الرضا إلا إن علمت أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وأن ما أصابك لم يكن ليخطأك ... فكل شيء بتقدير الله ... فالعبد إذا علم أنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له وهذا من روائع ما قاله الحافظ بن رجب الحنبلي في كتابه الماتع جامع العلوم والحكم قال فإن العبد إذا علم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له من خير أو شر ونفع وضر وأن اجتهاد الخلق كلهم على خلاف المقدور غير مفيد البتة علم حينئذ أن الله وحده هو الضار النافع المعطي المانع ... فأوجب ذلك للعبد توحيد الرب سبحانه وتعالى وإفراده بالطاعة وحفظ حدوده فإن المعبود إنما يقصد بعبادته جلب منافع ودفع المضار ولهذا ذم الله من يعبد من لا ينفع ولا يضر ... ولا يُغني عن عابده شيئا ... فمن علم أنه لا ينفع ولا يضر ولا يعطي ولا يمنع غير الله أوجب له أن يُفرد الله وحده بالخوف والرجاء والمحبة والسؤال والتضرع والدعاء وأن يُقدم طاعة الله على طاعة الخلق جميعا وأن يتقي سخط الله ولو كان فيه سخط الخلق جميعا ... وأن يُفرد الله وحده بالإستعانه به .. والسؤال له وإخلاص الدعاء له في حال الشدة وحال الرخاء بخلاف ما كان المشركون عليه من إخلاص الدعاء له في حال الشدة ونسيان الله في حال الرخاء ...

قال تعالى قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ {الزمر/38} ... وقال تعالى قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {الأحقاف/4} ... وقال تعالى وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ {الأنعام/17} ... ورحم الله من قال ... كن عن همومك معرضا ودع الأمور إلى القضا وانعم بطول سلامة تسليك عم قد مضى ... فلربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضا ... الله يفعل ما يريد وفلا تكون متعرضا ...

كن عن همومك معرضا ودع الأمور إلى القضا وانعم بطول سلامة تسليك عم قد مضى ... فلربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضا ... الله يفعل ما يريد وفلا تكون متعرضا ... يا صاحب الهم إن الهم منفرج .. أبشر بخير فإن الفارج الله وإذا بُليت فثق بالله وارضى به إن الذي يكشف البلوى هو الله .. الله يحدث بعد العسر ميسرة ... لكن تجز عنا فإن الصانع الله ... والله مالك غير الله من أحد فحسبك الله في كل لك الله ...

إن استقرت هذه العقيدة في القلب يشعر الإنسان بالرضا واليقين ... إن الله تعالى إن قدر للعبد سلامة ونجاة يا إخوة لا يستطيع أهل الأرض أن يصيبوه بأذى أو سوء ... والله إن أصحاب هذه العقيدة هم الذين دخلوا جنة الدنيا قبل أن يدخل جنة الآخرة ... فإن من دخل جنة الدنيا دخل جنة الآخرة ... هذه جنة الدنيا ... أن تعلم يقينا أن الله إن قدَّر لك نجاةً من خلقه لو اجتمع الخلق على ظهر الأرض لم يتمكنوا أن يصيبوك بأذى أو سوء ولو قدَّر الله عز وجل عليك مصيبة أو أذى لو اجتمع أهل الأرض ليدفعوا عنك هذه المصيبة والأذى ما استطاعوا ... أهل السعادة هم أهل هذه العقيدة ... هؤلاء هم أهل الحياة الطيبة ... من أجمل ما قرأت ... من أجمل ما قرأت في هذا ما رواه الحافظ الحميدي رحمه الله تعالى وهو تلميذ ابن حزم الظاهري رحمه الله تعالى ... من أجمل ما رواه الحافظ الحميدي في كتابه جزوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ... أن الوزير أبا عمرو أحمد بن سعيد بن حزم وهو والد الإمام ابن حزم الفقيه الظاهري المعروف ... كان هذا الوزير جالسا يوما في مجلس أميره المنصور أبي عامر .. محمد بن أبي عامر ... وكان هذا الرجل يجعل يوما ليفتح فيه باب مجلسه ليدخل عليه الناس بالمظالم والشكاوى ... فدخلت عليه امرأة عجوز انحنت ظهرها لترفع إليه رُقعة فيها مظلمة وهي تقول بعد ما دعت الله عز وجل للأمير وقالت كلمات معروفة في مثل هذا المقام ... أعز الله الأمير وأيد سلطانه إلخ ... قال ما حاجتك يا أماه قالت ابني في السجن منذ كذا وكذا وهو الذي يتولى أمري ويرعي شئوني ... قال من ولدك قالت فلان بن فلان ... فاستشاط الأمير غضبا وقال يُصلب يُصلب يُصلب وظل يصرخ بهذه الكلمة ... سبحان ربي فإن الذي ذكَّر بصلب هذا الشاب أمه ... أمه ... تدبروا المقادير ... وظل الأمير يصرخ ... يُصلب يُصلب يُصلب ثم طلب مرسوما أميريا ليكتب فيه ما أراد ... وكتب ودفع المرسوم إلى وزيره والد الإمام بن حزم ... فانطلق ليسلمه إلى قائد السجن ... فلما قرأ قائد السجن مرسوم الأمير ... نفَّذ ما فيه ... فأطلق سراح الشاب وأخرجه من معتقله ومن سجنه ... أخرجه ... فلما رآه الأمير خارج السجن صرخ ... واستشاط غضبا على وزيره والد الإمام بن حزم ... وقال ألم أقل يُصلب ... ألم أقل يُصلب ... فارتجع الوزير وقائد السجن فقال قائد السجن أعز الله الأمير هذا أمرك إلى يا مولاي ودفع إليه مرسومه الأميري الذي كتبه بيده فقرأ الأمير فوجد أن قلمه بدل أن يكتب يُصلب كتب يُطلق ... بدل يُصلب يُطلق ... ولا تحتاج هذه فزلكة عقلية كما أقول ... لا تقول أن الشيخ يسرح بنا ... أبدا ... قد يكون مفتاحك في يدك ... وأن تدور عليه في البيت كله ... قد يكون مفتاحك في جيبك وأنت تبحث عنه في كل مكان ... بل قد تجلس الآلة الحاسبة لتحسب بعض المسائل وبعض الحساباب فيُغلق عليك عقلك في مايكرو ثانية ... ولا أقول في ثانية ... في مايكرو ثانية واحدة ... فتختل كل المسائل بين يديك ... فتعيد الحسابات من جديد ... وربما مرة بعد مرة بعد مرة لأن العقل قد انغلق للحظات فالأمر لا يحتاج إلى فزلكة عقلية على الإطلاق ... فقرأ الأمير يطلق ... ثم قال وكان وقَّافا ... قال إذاً يُطلق ... ثم يُطلق ثم يُطلق ... اسمع ... فمن أراد الله له أن يُطلق ما استطاعت له الدنيا كلها أن يُشنق ...

سألت أحد أحبابنا المستشارين ... في المنصورة هنا وربما يكون بيننا الليلة لأنه ممن يحافظون على درس الأربعاء ... أسأل الله أن يبارك فيه وفي إخواننا جميعا ... قلت له يا فلان ... جلست على منصة القضاء سنوات طويلة ... فما هي أغرب قضية عرضت عليك ... فقال والله يا شيخ إن أغرب قضية عُرضت علي لرجل علي لرجل من قرية من قري مركز "السنبلاوين" ... وسُجن هذا الرجل على أنه قاتل ... وقُدمت الأدلة التي تُبين أنه متهم ... ومن خلال هذه الأدلة المقدمة بين أيدينا حكمت المحكمة عليه بالإعدام ... وصُدِّق الحكم من المفتي ... قال وفي يوم نطق الحكم لا نفعل شيئا إلا أنني سأنطق بالحكم فقط ...

يقول وجلست على منصة القضاء وجلس أخواي عن يميني وعن شمالي ... وامتلأت قاعة المحكمة بالناس وصمتت الألسنة بل وصمتت الأنفاس ... وتعلقت العيون بالقاضي وأُرهفت الآذان لسماع هذا الحكم يقول وقرأت الدباجة قبل الحكم كاملا لأختم الدباجة بقول لقد حكمت المحكمة بالمتهم بالإعدام ... يقول وبعد الدباجة وكلها مقدمة للإعدام ... ومع ذلك أقول وقد حكمت المحكمة ببراءة المتهم ... يقول فارتعد جسدي وانتفضت وقمت مسرعا من على المنصة ودخلت على المكتب الداخلي وأنا أبكي ... وأنا لا أدري ماذا قلت وإخوانه ينظرون إلى ... وهم يعلمون نزاهته وشرفه ولا يعلمون أنه من أهل الرشاوة أبدا ... فقال له يا فلان فلابد أن نبحث هذه القضية من جديد ... يُقسم لي بالله أنه ما مضى أسبوعان ... إلا وقد وفقهم الله جل وعلا ... للوصول إلى القاتل الحقيقي الذي اعترف تفصيلا بجريمته وبرأ الله الرجل الأول قبل أن تبرأه ساحة المحكمة ... ولو سألت هذا الجمع ... لو سألت هذه الآلاف بين يدي الليلة ... لو سألت كل واحد منهم عن شيء من هذا لحكم وقص ... فالله سبحانه وتعالى ان قدر أمرا لا تستطيع قوة على ظهر الأرض أن تحول بينك وبين تقدير الله وأمر الله تبارك وتعالى ...

لقد أخبرني أخي الحبيب الشيخ محمد بن عبد المقصود حفظه الله تعالى أنه غضب غضبا شديدا يوم كلَّف إخوانه أن يحجزوا له تذكرة على طائرة مصر للطيران المنكوبة التي سقطت في أمريكا ... يقول فغضب ... غضبا ... حيث أن إخوانه لم يتمكنوا أن يحجزوا له تذكرة على هذه الرحلة بالذات ... فلما سمع الخبر كانت فرحته وفرحة إخوانه عارمة أن الله جل وعلا قدر أن لا يكون في هذه الرحلة التي سقطت هنالك ...

فكل تقدير الله لك خير ... وإن كنت ترى بعينك القاصرة أن الشر فيه ... كلا ... فالشر لا يُنسب إلى الله كما ذكرت ... يُنسب إليه خلقا وقضاءا وإيجادا وقدرا كما فصلت ... لكن الشر الذي من وجهة نظرك شر ... إنما هو خير لأن الله تبارك وتعالى لا يُقدر إلا الخير ولا يُقدر الشر الذي هو من وجهة نظرك أنه شر إلا لحكمة إن غابت عنك فالله جل وعلا يعلمها وإلا لمصلحة إن غابت عنك فإن الله جل وعلا يعلمها ... فالله سبحانه وتعالى هو الحكيم العليم الخبير ...

الرضا واليقين ... قال الحافظ بن رجب ... ومعنى هذا أن حصول اليقين للقلب على بالقضاء السابق والتقدير الماضي يعين العبد على أن ترضى نفسه بما أصابه ... فمن استطاع أن يعمل في اليقين بالقضاء والقدر ... على الرضا بالمقدور ... عالية جدا ... انتبه ... لا تفوت كلمة ... قال ... فمن استطاع أن يعمل باليقين بالقضاء والقدر على الرضا بالمقدور فليفعل ... هذه درجة عالية ... فإن لم يستطع الرضا ... ولا تستطيع أن ترضى بالقضاء ... فإن لم يستطع الرضا فإن في الصبر على القضاء والمكروه خيرا كثيرا ... فمن لا يستطع أن يرضى لأنها درجة العلماء العارفين برب العالمين درجة الأولياء ... من لا يستطيع على درجة الرضا بالقضاء فليصبر ... فإن في الصبر على البلاء خيرا كثيرا ... هاتان درجتان ... للمؤمن بالقضاء والقدر في المصائب ... الأولى أن يرضى بذلك ... ومازال الكلام للحافظ بن ؟؟؟ الحنبلي ... الأولى أن يرضى بذلك أي بالقضاء خيره وشره وهذه درجة عالية رفيعة جدا قال الله عز وجل مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {التغابن/11}... ... يا سلاااااام ... اللهم اهد قلوبنا يا رب ... ومن يؤمن بالله يهد قلبه ... يهديه للرضا بالقضاء وللتوحيد وللاتباع وللسنة وللصبر على الابتلاء والمكروه ... ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ... قال علقمة مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {التغابن/11} قال علقمة هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضى ... اللهم ارزقنا التسليم والرضا وخرج الترمذي من حديث أبي أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ... وهل يوجب أحب إلى الله عز وجل للمصطفى ... انظر إلى ابتلاء الله لرسوله ... تصوروا أن رسول الله وهو أحب الخلق إلى الله ابتُلي بلاءً والله تنوء بحمله الجبال الرواسي ... وُضع التراب على رأسه ... هل وُضع التراب على رأسك؟ وُضعت النجاسه على ظهره وهو ساجد ... هل وُضعت النجاسة على ظهرك وأنت ساجد ... خُنق حتى كادت أنفاسه أن تخرج ... هل خُنقت أنفاسك وأنت تبلغ دعوة الله بالحكمة البالغة والموعظة الحسنة حتى كادت أنفاسك أن تخرج ... طُرد من بيته وولده ... هل طُردت من بيتك وبلدك .. اتُّهم في عرضه وشرفه ... وفي عائشة التي أحبها من كل قلبه ... إنه الابتلاء... إنها الفتن ... أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ {العنكبوت/2} وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ {العنكبوت/3} ... وقال الله تعالى أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ {آل عمران/142} ... وقال تعالى أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ {البقرة/214} ... أقول ... ومع ذلك ابتلى الله نبيه وهو أحب الخلق إليه فإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ... لا لأن الله عز وجل يريد بهذا الابتلاء أن يُعرض أحبابه وأولياءه للضنك والشقاء ... كلا ... وإنما ليرفع بهذا الابتلاء درجاتهم ... وليمحص الله بهذا الابتلاء صفهم ... فلا يثبت على الطريق إلا الصفوة من الأولياء الذي يحملون دين الله ودعوة الله يريدون به وجه الله وحتى يُطرد من الصف التُّجار الذي يتاجرون بالدعوة ويتاجرون بالعقيدة ... فإن تحصلوا على المكاسب المادية الزائلة من مال وشهرة وجاه ومنصب وزعامة وصدارة وقيادة وريادة فهم على الطريق مع الزائرين ... فإن منعوا من هذا أو من بعض هذا إنحرفوا ...

هؤلاء ليسو أهلا ليثبتوا على الصف ليثبتوا على الطريق ... هؤلاء ليسو أهل ليخدعوا الأمة بأنهم يرفعون راية الدعوة إلى الله بل لابد من الفتن التي تُمَحِّص الصف ليثبت الصادق ولينحرف المنافق ... قال تعالى وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ {الحج/11}... اللهم ارزقنا الصدق في الأقوال والأعمال والأحوال برحمتك يا كبير يا متعال ...

قال الدرجة الأولى أن يرضى بذلك القضاء والقدر خيره وشره وهذه درجة عالية رفيعة جدا ... قال الله عز وجل مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {التغابن/11} قال علقمة هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيُسلم لها ويرضى ...

وقال صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السُخْط ... فلتخرج من تحت سمائه ولتعبد رب سواه ... إن اتهمت الله في قضائه فاخرج من تحت سمائه ... واعبد رب سواه ... فالله جل وعلا لا يُتهم في قضائه أحدا ... إن كان أحاد المؤمنين لا يُتهم في قضائه ... إن قضى لهذا بخير أو على هذا بشر لا يُتهم في عدله ولا يُتهم في إنصافه ... فكيف يُتهم أحكم الحاكمين ... جل جلاله ...

ومما يدعو المؤمن إلى الرضا بالقضاء تحقيق إيمانه بمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يقض الله للمؤمن قضاءً إلا كان خيرا له ... إن أصابته سراء شكر كان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر كان خير له ... وليس ذلك إلا للمؤمن ... وفي رواية في صحيح مسلم من حديث ؟؟؟ الرومي عجبا لأمر المؤمن ... إن أمره كله له خير ... وليس ذلك إلا للمؤمن ... إن إصابته سراء شكر فكانت خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكانت خيرا له ...

قال أبو الدرداء اسمع ... يا سلااااام ... إن الله إذا قضى قضاء أحب أن يُرضى به ... أيها المتسخط ... أيها الحاقد الحاسد ... على غيرك ... كل هذا بقضاء الله وقدره ... فإن الله تعالى إذا قضى قضاءً أحب أن يُرضى به ... وقال ابن مسعود رضي الله عنه إن الله بقسطه وعدله جعل الرَّوْح والفرح في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط ... دائما الساخط كثير الشكوة ولا يرضى ... أبدا ... لماذا جعل الله فلانا أعلم مني؟ ... ولما جعله أغنى مني؟ كلمات خطيرة جدا ... فالمتسخط كثير الشكوة ... لا يرضى ولا يسلم ... إن الله بقسطه وعدله جعل الرَّوْح والفرح في اليقين الرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط ... فالراضي راضي ... بقضاء الله وقدره ... لا يتمنى غير ما هو عليه ... من شدة ورخاء ... كذا رُوي عن عمر بن مسعود وغيرهما ...

قال عمر بن عبد العزيز ... يا سلااااااام ... عبارة جميلة جدا... قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى أصبحت ومالي سرورا إلا في مواضع القضاء والقدر ... لماذا ... لأنه إن كان القضاء خيرا ... شكر ... وإن كان القضاء شرا صبر ... وكلاهما خير ...

فمن وصل إلى هذه الدرجة كان عيشه كله في نعيم وسرور ... قال الله تعالى مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ...{النحل/97} قال أحد السلف الحياة الطيبة هي الرضا والقناعة وقال عبد الواحد بن زيد الرضا بالله باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين ...

الرضا باب الله الأعظم ... الرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين ... العابد يرضى ... وجنة الدنيا هي الرضا ... انظر يا أخي ... والله الذي لا إله غيره لو أعطاك الله مال قارون ولم تشعر بالرضا ما كان لهذا المال قيمة ... وقد وقع ذلك بالفعل من قارون ... ولو أعطاك الله عز وجل شيئا يسيرا ونذرا يسيرا ... ورزقك مع هذا النذر اليسير الرضا ... فأنت من أغنى الخلق على أرض الله ...

الرضا ... اللهم ارزقنا الرضا ... تدبروا إلى هذا الكلام وهو يحتاج إلى تركيز شديد ... انتبه ... قال الحافظ بن رجب ... ركِّز ... قال ... وأهل الرضا تارة يلاحظون حكمة المُبتلي ... يعني يعيش مع اسم ... الحكيم ... أهل الرضا تارة يلاحظون حكمة المبتلي ... يعني إن وقعت بأهل الرضا البلاء يعايشون اسم الحكيم ... هم يعيشون مع حكمة المبتلي سبحانه ... ويعلمون يقينا أن الله ما ابتلاهم إلا لحكمة يعلمها وإن جهلوها هم ...

فأهل الرضا ... أنتبه ... اللهم ارزقنا العلم ... وأهل الرضا تارة يلاحظون حكمة المبتلي وخيرته لعبده في البلاء ... وأنه غير متهم في قضاؤه ... الثانية ... وتارة يلاحظون ثواب الرضا بالقضاء ... يلاحظون ثواب الرضا بالقضاء فينسيهم هذا الثواب ألم المقضي به ...

الأولى ... تارة يلاحظ أهل الرضا حكمة المبتلي سبحانه وتعالى وخيرته لعبده في البلاء وأنه غير متهم في قضاء ... فهم يعيشون مع اسم الحكيم ... أي بلاء ... يقول هذه حكمة لا أعلمها لكن الله يعلمها .. فيرضى ... النقطة الثانية أو المرحلة الثانية ... قال وتارة يلاحظون ثواب الرضا ... بالقضاء ... هذا القضاء الابتلائي الذي بي هذا الرجل ؟؟؟ يفكر بالثواب ... مات لي ابن فيصبر وراضي ومنشغل جدا بأجره ... من صبر على هذا البلاء بأجر من مات له ولد ... فتارة يلاحظ أهل الرضا ثواب الرضا بالقضاء فينسيهم ثواب الرضا بالقضاء ألم المقضي به ... وضحت؟ فينسيهم ثواب الرضا بالقضاء ألم المقضي به ... وانتبه إلى الثالثة لأنها أعلى ... أعلى ... أنتبه أريدكم أن تركزوا لأن المحاضرات القادمة كلها ستكون هكذا ... نتكلم عن الإحسان ونعيش مع ابن القيم ومع كلامه القيم ونعيش مع أهل العلم ممن منَّ الله عليهم في هذا الباب بكلمات والله يا إخوة تحتاج من واحد مثلي كبلته شهوات الدنيا من المعاصي والذنوب إلى وقت كبير ليفهمها ...

نسأل الله أن يُفَهِّمنا وإياكم ... الثالثة انتبه لها لأهل الرضا قال الحافظ بن رجب ... والحافظ بن رجب هو من أنجب تلامذة بن القيم ... يعني تلميذ من تلامذة ابن القيم ... وابن كثير أيضا ... قال وتارة يلاحظ أهل الرضا عظمة المبتلي وجلاله ... ولا يفكر في البلاء ولا في القضاء ولا في الأجر وإنما ينشغل بعظمة من قدَّر ... اللهم ارزقنا من فضلك يا الله ... يا سلام عندما تعيش مع ربك ... لا تعيش مع هذه عش مع الله ... والله يا إخوة نعيم لا يدانيه نعيم في الأرض ... والله ... والله من عاش مع الله ... دخل جنة الدنيا قبل أن يدخل جنة الآخرة ... انظر يقول وتارة يلاحظون عظمة المبتلي وجلاله وكماله فيستغرقون في مشاهدة ذلك حتى لا يشعرون بالألم وهذا لا يصل إليه إلا خواص أهل المعرفة والمحبة ... حتى ربما تلذذوا بما أصابهم لملاحظتهم صدوره عنه سبحانه ...

انظر إلى الحافظ وماذا يقول ... الثالثة عالية جدا ... لا يفكر في الثواب ولا في القضاء لكن يفكر في ربه ... يعيش مع ربه سبحانه مع جلال الله وعظمته وكماله فيشعر بلذة في البلاء وإن كان هذا البلاء عذابا يشعر فيه بلذة لعلمه أنه صدر عن الله سبحانه وتعالى ... أولم يكن بلال مستعذبا للعذاب أحد أحد .. استعذب بالعذاب في سبيل الله ...

هذه الدرجة يقول الحافظ هذا يصل إليه خواص أهل المعرفة والمحبة ... قال بعضهم ... أوجدهم في عذابه عذوبه ... وقال أحدهم انتبه ... أنت عندي كروحي ... يخاطب ربه ... أنت عندي كروحي بل أنت منها أحبُّ ... والله لا يؤمن احدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ... للنبي عليه الصلاة والسلام ... وقال في الصحيحين ... ثلاثة منكم وجد حلاوة الإيمان يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ... قال أنت عندي كروحي بل أنت منها أحب حسبي من الحب أني .. لما تحب أحب ... أليس يقول رب العزة فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا {النساء/65} ...

والدرجة الثانية الدرجة الأولى ... الدرجة الثانية أن يصبر على البلاء ... لم يستطع أن يقدر على القضاء ... لم يستطع عليها لأنها درجة عالية ... فالدرجة الثانية يصبر على القضاء ... ويصبر على البلاء ... وهذه لمن لم يستطع الرضا بالقضاء ... فالرضا فضل مندوب إليه مستحب والصبر واجب على المؤمن حتم وفي الصبر خير كثير فإن الله أمر به ووعد عليه جزيل الأجر ... قال الله عز وجل إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر/10} وقال عز وجل وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {البقرة/155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {البقرة/156} أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {البقرة/157} ...

والفرق بين الرض والصبر... أن الصبر كف النفس وحبسها عن التسخط مع وجود الألم ... ابن القيم رحمه الله تعالى عرَّف الصبر فقال الصبر هو حبس النفس عن الجذع وحبس النفس عن التشكي وحبس الجوارح عن المعاصي ... حبس النفس عن التشكي وحبس النفس عن الجذع وحبس الجوارح عن المعاصي ... لكن هنالك ألم ... أحبس لساني عن الشكوى ... الشكوى يعني لا أشكو الخالق للمخلوق ... هذا الصابر صبر جميل ويحبس النفس عن الجذع لكنه شاعر بألم .. مع حبسه لنفسه ... ويحبس جوارحه عن المعاصي ... لكن شاعر بألم ويكف بصره عن الحرام وسط هذه الفتن يشعر بألم ... يكف يده عن الحرام وربما يكون المال الحرام بين يديه يشعر بألم لكنه يصبر ... هذه حقيقة الصبر ...

قال الصبر كف النفس وحبسها عن التسخط مع وجود الألم وهو في الوقت ذاته يتمنى زوال ذلك ... أما الرضا ... يا سلااااام فهو انشراح الصدر وسعته بالقضاء ... هذه عالية جدا انشراح الصدر وسعته بالقضاء وترك تمني ذلك ... وترك تمنى زوال ذلك الألم ... هذا الرضا درجة أعلى بكثير ... الصابر يتألم ويتمنى أن يزول الألم ... لكن الراضي صدر منشرح وراضي ولا يتمنى أن يزول الألم لأن فيه الرضا ... أسأل الله تعالى أن يرزقنا الرضا واليقين ...

الثمرة الثانية من ثمرات الإيمان بالقدر خيره وشره ... الاستغناء بالخالق عن الخلق ... ما أحلاها من ثمرة وما أجملها من فائدة ... وما أروعها للمسلم إن استقر في قلبه الإيمان بالقدر ... أن يستغني بالخالق عن الخلق ... علمت كما أصَّلت لك أن كل شيء بيد الله ... قلوب العباد بيد الله ... لا تُحول لك بالحب والبغض إلا بتقديره ... يا أخي سبحان الله لو استقرت هذه في قلبك لن تنافق مخلوقا على وجه الأرض ...

ولن تخشى أحدا على وجه الأرض ... هذا الذي ترجوه وتخافه ... قلبه بيد من عصيت ... قلبه بيد من عصيت ... وهو الله سبحانه وتعالى ... الذي يُصرف لك القلوب بالحب ... والبغض والعطاء والمنع هو الله ... فإن استقرت هذه العقيدة في قلبك ... إن صرَّف الله لك قلبا بحب ... فهذا تقديره ... وإن صرَّف الله لك قلبا ببغض ... فهذا تقديره ... وإن حوَّل الله إليك قلب بعطاء ... فهذا تقديره ... وإن حول الله قلبا إليك بمنع فهذا تقديره ... إن كان ذلك كذلك فلما تعلق قلبك بالبشر وبالخلق وقلوب كل البشر وكل الخلق بكل بيد رب البشر وخالق الخلق سبحانه وتعالى الذي يَقْدر وحده أن يصرف القلوب بالحب والبغض والعطاء والمنع ... لو اجتمع أهل الأرض بالثناء عليك ... يا سلام الشيخ فلان ما شاء الله ... ولو اجتمع أهل الأرض بالثناء عليك لن يقربوك من الله إن كنت بعيدا عن الله ولو اجتمع أهل الأرض بذمك والبغض لك ما أبعدوك عن الله إن كنت قريبا من الله ... فلم تعلق قلبك بالخلق يا غافل ... يا من تعمل ابتغاء الثناء ... اللهم ارزقنا الإخلاص ... يا من تعمل ابتغاء المحمد والثناء ... قلوب الخلق الذين راءيت بيد من عصيت ... إن علمت أن كل شيء يقع لك بتقديره فلا تعلق قلبك إلا بمن يملك القدر ...

استغني بالله عن الخلق ... اللهم ارزقنا الغنى بك عن خلقك ... يا سلاااااام ... والله العظيم ... والله العظيم ... لذة ... لا يستطيع أبلغ أهل الأرض أن يعبر عنها لأن الكلمات لا تُجسد إلا لمن ذاق ... إلا لمن عرف ... من عرف القضاء والقدر استغنى برب القضاء والقدر عن الخلق ... خلاص ...

اسمع ماذا قال المصطفى ... صلى الله عليه وسلم ... كما في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي وابن ماجة النعيم وغيرهم وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع .. من حديث ... عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ... من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله ؟؟؟ الناس... يا سلاااااااام...

اللهم ارزقنا الغنى بك ... يا اللــــــــه ... والله إنها الحياة الطيبة ... والله ... إنها الحياة الطيبة ... إنه العيش الهني ... إنها السعادة والرضا واللذة والسرور... من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ... الناس سوف يتهموه ولم يتركوه ... سنة الله ... ومن أسخط الناس برضا الله لا يعنيه البشر إطلاقا ولا يعنيه الخلق لأنه على يقين أن رزقه بيد الخالق لا بيد الخلق ... وأن قلوب الخلق لا تقبل إليه بالبغض والكره إلا بتقدير الخالق ... فهو لا يعلق قلبه بسخط المخلوقين ... لا يعلق قلبه بثنائهم ولا ببغضهم ولا بذمهم ولا بحمدهم ... بل يعلق قلبه بربه جلا جلاله ... فلا يعنيه إلا أن يقول قال الله قال رسوله ... بما يرضي الله سبحانه لا بما يحصل به رضا الناس ... انظر وشاء الله أن يرينا في دنيا الناس هذه الحقائق من يتكلم لإرضاء السلطان ... أو لإرضاء الحاكم ... أو للثبات على كرسيه الزائل ... أو للحفاظ على منصبه الفاني ... أنظروا إلى العاقبة ... انظروا إلى العاقبة ...

كلنا يعرف عاقبة هذا ؟؟؟ ومن قام لله لا يخشى في الله لومة لائم ... يدعو إلى الله .. وليس معناه أنه سيسئ ويشتم لا ... يدعو إلى الله فيدعو إلى الحق بحق ... أحسن في بعض الشباب فهمنها أن من يطلع إلى المنبر ويقول فلان كافر فلان ضال ... هذا هو البطل .. هذا هو الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ... هذا ضلال وهذا فهم مقلوب ... فبعض الشباب يظن أن من أساء إلى الخلق واتهم الخلق هو الذي يصنع بالحق ... كلا ..

رسول الله انصدع إلى الحق بحق ... وبحكمة وبرحمة وبتواضع وبأدب ... فهذا قلبه معلق بالله تبارك وتعالى ... يبلغ دين الله بحق وبرحمة وبتواضع ورحمة وأدب لا يعنيه أن يَسخط الناس مادام يُرضي رب الناس ... ولا يعنيه أن يرضى الناس مادام يُرضي رب الناس ... ولا يعنيه أن يرضي الناس مادام يحذر الناس مما يُسخطون به رب الناس ... من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ... ومن أرضى الله بسخط الناس كفاة الله مؤنة الناس ...

النبي صلى الله عليه وسلم يقول من سمع سمع الله به ... ومن يراءي يراءي الله به ... يعني إن أردت بعملك وقولك السمعة ... أظهر الله طويتك إلى الناس إن لم تتب إليه ... وإن راءيت الناس بعملك أظهر الله طويتك إلى الناس إن لم تتب إليه ... السر سيصبح علانية ... قد يُخفي الإنسان عمله ويُغلق على نفسه ويُرخي السطور ويبارز ربه بالمعصية ...

ويُصر على ذلك من غير توبة ... سيزد عليه معصيته هذه التي لم يطلع عليها ربه مكشوفة للخلق ... من سمع سمع الله به ومن يراءي يراءي الله به ... نسأل الله أن يرزقنا الخشية منه في السر والعلانية إنه ولي ذلك والقادر عليه ...

فمن ثمرات الإيمان بالقدر الاستغناء بالخالق عن الخلق لأن كل شيء يصيبك من خير وشر إنما هو بتقدير الله والمخلوق ما هو إلا واسطة ليصل إليك قدر الله فيك ... خير كان أم شرا ... أكررها ... المخلوق ما هو إلا واسطة ليصل إليك قدر الله فيك ... خير كان أم شرا ... يعني أنا إن أصابني أحد الإخوة بسوء ... تقدير الله ... وهو واسطة لوصول هذا المقدور ... وإن جاءني أحد الإخوة وقدم إلى خيرا ... تقدير الله ... وما هو إلا واسطة إلا لتوصيل هذا المقدور ... فإن علمت ذلك يقينا لا ينبغي أن أستغني بالمخلوق عن الخالق وإنما يجب أن أستغني بالخالق عن الخلق أجمعين ...

هاتان ثمرتان فقط من ثمرات الإيمان بالقدر ... وكنت من قبل قد أعددت لحدراتكم عشر ثمرات ... فأكتفي بهذا القدر وهذا تقدير الله أيضا فكن أزعم وأظن أنني سأتحدث الليلة في الثمار كلها ... لكن قدَّر الله عز وجل أن نقطف ثمرتين اثنتين وهذا قدر الله ... فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره حلوه ومره إنه على كل شيء قدير ... وأواصل الحديث في الثمرات في محاضرتين مقبلتين كما أتضح لي الآن ... والله تعالى أعلم وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رمزى موسى
عضو فضى
عضو فضى
رمزى موسى


عدد المساهمات : 244
تاريخ التسجيل : 15/11/2010

الرضا واليقين. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرضا واليقين.   الرضا واليقين. Icon_minitime1الإثنين 17 سبتمبر - 1:59

ما شاء الله
بارك الله فيكِم وجزاكم الله خيرا
وجعل هذا العمل الطيب في ميزان حسناتكم
وفقكم الله لما يحب ويرضى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرضا واليقين.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تصنيف الناس بين الظن واليقين لفضيلة الشيخ بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء
» الرضا جنة العارفين
» نعمةِ الرضا قصة اعجبتنى
» ما حكم الرضا بالقدر؟ وهل الدعاء يرد القضاء؟
» تعلمت من الحبيب معنى الرضا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑نفحات اسلامية ๑۩۞۩๑Islamic Nfhat-
انتقل الى: