همسُ ثورته

عشق من زمن الطين

من أيما وجه تسبح تائبا ولأيّ عين قد شدوت مخاطباً

وبأيّ صومعة هويت وظلّ جرحك يجتليك على المجرة راهبـا

يا أيّها الموجوع تلك شتاتنا تخفي وراء الأفق جرحاً شاحبا

يا أيها المفجوع كم كم من يد ختمت بها الأحزان فيك مصائبا

يا أيها الممنوع حتى من فم يتلو أسـاك ويبتنيك كواكبا

يا ايها المولوع بالنجوى تطيــل شجونها شفتــاك همساً نادبا

كم من جدار كان خلف رؤوسنا اهدى صداه الى الرصاصة آيبا

كم من يد طرقت صبــابة زاهـد وتوسدت حدقاً توّرم ساكباً

ها انت قد غــادرت لحظة قد اتوا فالام تبقى في الموانئ ناحبا

غادرت وحدك تمتطي خيل الاسى وعدوت من تيه تؤرق حاصبا

وتركتني خلفي امجّد سحنتي وأغـــازل الموت الملطخ بالابى

فنذرتُ خطواً للصدى فإذا به لا زال ترجعه المفــاوز خائبـا

* * *

قف أيها الماضي فدونك لوعة حفرت بأسفار الدموع مساربا

قف لحظة عمياء كيف توسدت عيناك من زمن بريقاً كـاذبا

أرضعتَ راياتٍ فلما رفرفت أورثتها الآتي فصـرنَ عقاربا

وشدوتَ تستجدي الشموخ فما بدا الاك نخّــاس والاها هبا

وصمتَّ تستفتي يديك وطالما كنت الذي تجني الهبات عناكبـا

جسدٌ تفرعن في ظلالك حاملاً وجهي وكلَّ السـامري مخالبا

كفّــاك يا لله يبتـاعون بيعتها وأنت بلا صداق خاطبـا

كفّــاك يا لله ألحدت الندى فينا وشحّت أن تكون سحائبا

كفّاك محض سقيفة بلهــاء ظلت فيك تفترش الرؤوس مآدبا

ظلت على الآفــاق تذبح موطني وتؤمّ فينا للصلاة اقاربـا

جمعوا رفــات النخل كلّ يدّعي إرثاً ويضمر للجذوع مآربا

وطني تظلله الحـراب وحوله من ألف شمرسهم موت مـا نبا

سرقوا لنـا وجهاً وباعوا اعييناً واطّايروا وبقيت وحدك خاضبا

* * *

وطني إليـك الآن اشهق ملء روحي على جراحك حادبــا

خذ جبهتي للطين وأطبع جفنها وانقش عليها أن عشقي ما خبا

مذ احرمَ الثلجُ المطوّق بالدجى سعيـاً لمصلوب يبــايع صالبا

إني ووحي القبّرات على القنـا يتلو الخديعة في السراب مواظبا

إني وهمسةُ معبدٍ قد أمّها صوت المقاصل فاستحـــال خرائبا

إني وزيـفُ الشوق يدعو عاشقاّ ولهانَ ضجّ إلى الشفاه مغاضبا

آمنتُ أن الطين الهــامٌ وهجرةُ من أطاع دمــاً وفزّ محاربا

أيقنتُ أني حين أبصرُ مائك العطشـان يهدي للفداء كتائبـا

لشرعتُ اغترفُ المنايـا الصيد معراجـاً إليك أقيمهنَّ مواكبا

وحملت دجلتك الحزين منصةً ورفعتُ سعفَ النخل فيها خاطبا

ودعوتُ أضرحتي وكلّ جنائنَ الفينيق في المنفى القديم غواربـا

خذني فلستُ الآن إلا واتراً حيناً وموتوراً وتـــارة هـاربا

أنا بعض حرفك يا بقيــة من تشظى همسُ ثورته فعُدّ مشاغبا

أنا ضفة تغتـالني كفـايَ أيّ وشـايةٍ حمقى تبـوح بها الربى

أنا من عراق كان أول ناطق بالحكم مذ دُحيت وكنت الكاتبا

* * *

يا رؤية القديــس حين بدا له طينٌ فغنى يـــا بلاديَ واثبا

انبيك أنّ على القلـوع اللافتـات السود تملأ ضفتيك نواحبـا

وبأيّهــا حدّقت تبصرُ أنني مـا زلتُ احترفُ البـلاءَ الساغبا

ما زلتُ اُطعَم من خطيئتيَ النوى والتمر يُدفع للغزاة ضرائبــا
مما راق لى

ماأروعك ...ماأروع وصفك ....ما أروع قلبك ..
كلماتك تخرج منك لنتعايش مع حروفها ونذوق نكهتها ...
عابقة الورد انسامك
شعلة من شوق تضيء فنارات الحب
شكرا لكم الله يعافيك و يسعدك

‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗