رحماكَ يا طيفُ

لا تجـرحيهِ هـوىً فالجرحُ يوجعُـهُ
وتُشعـلُ النـّـارَ في عينيهِ أدمعُـهُ

قد كنتُ أسمعُــهُ حيناً فعـــاندني
فلم أعــدْ بعـدَ ذاك الحين ِأسمعُـهُ

كم كنتُ أغلـقُ بابَ الحبِّ حين شجىً
وكان في غفلــةٍ منّي يشـرّعُــهُ

أحتالُ كي أدفـعَ الأشــواقَ عن كبدٍ
حرّى ويشتــاقُ ملتاعـاً فأمنعُــهُ

يمضي إلى الجـرح ِ ملتفّـاً بلوعتـهِ
ويذرعُ الدّربَ محمــوماً فأُرجعُــهُ

أقسو على قلبـِه المشحـونِ أوسمةً
من العــذاب ِ وأقصيـهِ فأوجعُــهُ

يغفــو على حُلُم ٍ بيضٌ حمائمُــهُ
فأوقـظُ الحلمَ مفزوعــاً فأفجعُــهُ

يشقى إذا مــرتِ الذّكرى بمرفئــهِ
مثلَ الغريبـــةِ .. تذكيـهِ وتولعـهُ

يا للصّبابــةِ مــازالتْ تمائمُهــا
تلتفُّ تلتفُّ أمواجــاً فتفـزعُـــهُ

رحماكَ يا طيفُ لا توقـظْ مواجعَــهُ
حسبُ المواجـدِ مايضريـهِ مخدعُـهُ

رفقـاً فبعضُ حشـاهُ اليومَ ثاكلــةٌ
تبكي فتبتـلٌّ بالأحـزانِ أضلعُـــهُ

قاسى من الحبّ مايكفي لمصرعِــهِ
حتّى غدا روضـةً غنّاءَ مصرعُــهُ

تلك الرّياحينُ مانـامتْ على جــدثٍ
إلا احتوتْ غصنَها الميّـادَ أذرعُــهُ

تمشي المواكبُ في أعـراسِ مـوعدِهِ
مثلَ الطواويسِ والأفـــراحُ تتبعُـهُ

حتّى إذا انتثرتْ كالدّمـعِ فرحتُـــهُ
أضحى الغرامُ على البلوى يوزعُــهُ

ترفُّ بالزّهــرِ ريّانـــاً أناملُــه ُ
وينتشي بين جمـرِ الحبّ أضوعُــهُ

حتّى إذا العطـرُ لفّ العتْمةِ انفـرجت ْ
عن جرحِ شوكِ الهوى الورديِّ إصبعُهُ

هي القلـوبُ ومـا أدراكَ عن ولــهٍٍ
يمضي ويبقى مع النّسـرينِ أروعُـهُ

طفـا على المـوجِ مفتـوناً بقاتلــهِ
من ذا بغيرِ الهوى والموتِ يقنعُـهُ ؟؟

مـن ذا إلى اللهِ ملفــوفاً بعبرتــِه
كالأنبياءِ مع العشّــاقِ يرفعُــهُ ؟؟

مذ مـدّ كفّيهِ نحوَ المــزنِ مابرحت ْ
كلّ الضّـراعـاتِ قدّيسـاً تودّعُــهُ

يقيسُ نبـضَ المسافــاتِ الّتي نبتتْ
ما بين رمشيــهِ والآلامُ تذرعُـــهُ

حتّى إذا التاثتْ الرّمضـا على قــدمٍ
فــزّ الهجيـرُ بإعصـارٍ يلفّعُـــهُ

واستأثرَ الرّمــلُ بالأخرى فما انفتلتْ
إلا وذئبُ النّــوى وحشٌ يروّعُــهُ

طفـلٌ تهدهــدُهُ باقي الرّيــاحِ إذا
بكى وبــاقي هزيعِ الليلِ يرضعُــهُ

قد سارَ كالرّمــحِ لا نصحٌ يعـودُ بهِ
إلى الوراءِ ولا الأهــوالُ تردعــهُ

مع الشّقـاءِ تخطُّ الأرضَ حســرتُهُ
لا شيءَ يجـديهِ بالمسرى وينفعُــهُ

مـاذا جنى غيرَ ما يعييهِ من سفــرٍ
مثلَ السّـرابِ بماءِ الوصـلِ يخدعُـهُ

كالطّيرِ توهمُـهُ الأقـدارُ .. تخطفُـهُ
وبين أمشاجِ شـرْكِ الموتِ توقعُــهُ

لا تجرحيــهِ فما عـادتْ قصــائدُهُ
إذا تناثـــرَ في عينيكِ تجمعُــهُ !!
مما راق لى

ماأروعك ...ماأروع وصفك ....ما أروع قلبك ..
كلماتك تخرج منك لنتعايش مع حروفها ونذوق نكهتها ...
عابقة الورد انسامك
شعلة من شوق تضيء فنارات الحب
شكرا لكم الله يعافيك و يسعدك

‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗

» طيفُ الحبيب