علو الهمة مراقبة
عدد المساهمات : 23 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| موضوع: اسباب النجاة الجمعة 5 أكتوبر - 23:00 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أسباب النجاة أبو يونس العباسي الحمد لله الذي جعل نصرة المسلم لأخيه المسلم فرض وواجب , ورتب عليه في الجنة أعلى المنازل والمراتب , وحث عليها الناس من أمي وكاتب , وأشهد أن لا إله إلا الله , وحده لاشريك له , رب المشارق والمغارب , والصلاة والسلام على سيدنا محمد , الذي أمر بالمكرمات ونهى عن المعائب , ورضي الله عن الآل والصحب , ذوو الخوارق والعجائب … ثم أما بعد : [طريق ومنهج النجاة] إن طريق ومنهج النجاة يتمثل في كتاب الله وسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بفهم السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ , وغير هذا المنهج منهج ضلال وطريق هلاك … قال الله تعالى: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) }[الفاتحة] وقال أيضا: { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)}[الأنعام] وأخرج ابن ماجه في سننه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:ـ > أخرج مالك في موطأه أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «تَركْتُ فيكُمْ أَمْرَيْنِ لنْ تَضِلُّوا ما تَمسَّكْتُمْ بهما : كتابَ الله ، وسنّة رسولِهِ». [الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسباب النجاة] إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم … أخرج البخاري ومسلم في صحيحهماعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - ، قَالَ : سَمِعت رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : > ولا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسباب النجاة… قال الله تعالى: { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)}[الأنفال] بل إن العقوبة تصيب فاعل الظلم وغيره، وذلك إذا ظهر الظلم فلم يغير، فإن عقوبته تعم الجميع. وفي قصة أصحاب السبت يتبين لنا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسباب النجاة , فقد نجا أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهلك العصا والمنحرفون وسكت الله عن الساكتين عن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر … قال الله تعالى: { وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165)}[الأعراف] ومما يظهر لنا أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قصة القرية العاصية المنحرفة والتي كان فيها عابد قانت ساجد , فأمر الله ملائكته أن يعاقبوا القرية العاصية , فقالت الملائكة:فيهم عبدك فلان … فقال لهم الله: به فابدءوا إنهم لم يتمعر وجهه يوما ما من أجلي. [أركان النجاة] وللنجاة أركان أربعة ألا وهي: 1ـ التزام الإيمان كما التزمه السلف الصالح. 2ـ عمل الصالحات 3ـ الثبات على الحق والدعوة إليه. 4ـ الثبات على الصبر والدعوة إليه … قال الله تعالى: { وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}[العصر] [من أي شيء تكون النجاة؟] وتكون النجاة من التالي: 1ـ من الكفر والضلال… 2ـ من جهنم والنار … 3ـ من التفرق والتشرذم … قال الله تعالى: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)}[آل عمران] 4ـ من الظلم والظالمين… قال الله تعالى: { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11)}[التحريم] وقال أيضا على لسان إبراهيم عليه السلام: { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49)}[مريم] [الدعاء من أسباب النجاة] ويقصد بالدعاء: كلمات يتوجه بها الإنسان لله ـ تبارك وتعالى ـ يستنزل بها قوته لمواجهة صعوبات الحياة. والدعاء سبب من أهم أسباب النجاة … أخرج الترمذيعَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: > وهذا يونس ـ عليه السلام ـ لما التقمه الحوت لم يجد سببا للنجاة إلا أن يتوجه بالدعاء لرب الأرض والسماء فاستجاب الله له وفرج عنه كربه … قال الله تعالى: { وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)}[الأنبياء] [التجارة مع الله من أسباب النجاة] والتجارة تنقسم إلى قسمين: 1ـ تجارة مع الله وهي سبب من أسباب النجاة. 2ـ تجارة مع البشر وهي سبب من أسباب الهلاك إذا ألهت عن الله والدين. والتجارة مع الله والتي هي سبب من أسباب النجاة تكون بالالتزام بمنهج الله ـ عز وجل ـ … قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)}[الصف] وقال أيضا: { وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) }[الجمعة] [دعاة النجاة ودعاة الضلالة] والدعاة كذلك ينقسمون إلى قسمين: 1ـ دعاة نجاة وهداية … 2ـ دعاة ضلالة وغواية … فعليك بدعاة النجاة وإياك ودعاة الضلالة لا يغوونك ولا يصدونك عن الهدى … قال الله تعالى: { وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45)}[غافر] ودعاة الضلالة هم أكثر بكثير من دعاة الهداية فالحذر الحذر… أخرج أبو عبد الله الحاكم في مستدركه بإسنادٍ جيد، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (( خط لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطاً على الأرض مستقيماً، ثم خط خطوطاً أخرى على جنبتي الخط الأول - خط خطوطاً قصيرة حوالي الخط المستقيم- ثم قرأ قوله تعالى: { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } [الأنعام:153] ثم زاد بياناً لهذه الصورة البديعة الجميلة التي صورها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده الكريمة على الأرض؛ لينطبع في أذهان السامعين لكلامه والرائين لصورته أثرها في قلوبهم فقال(هذا صراط الله، وهذه طرق، وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه )). ولقد كانت هذه الصورة من بالغ حجة الله على لسان نبيه على أولئك المسلمين الذين انحرفوا عن صراط ربهم المستقيم ؛ لأن هذه الصورة توضح وتؤكد ما جاء في الآية السابقة، أن الطريق الموصل إلى الله تبارك وتعالى ليس إلا طريقاً واحداً، وأن الطرق الأخرى -التي تخرج من الطريق المستقيم وتبعد عنه- كلما سار السائر فيها ابتعد عن الصراط المستقيم وضل ضلالاً مبيناً. [الغدر وعدم الوفاء بالعهد بعد النجاة] ونقصد بالغدر: أن يخالف الإنسان عهدا قطعه على نفسه لآخرين وهذا حال كثير من الناس عندما تنزل بهم الكربات يطلبون من الله أن ينجيهم ويتعهدون بالاستقامة والطاعة واجتناب الذنوب إن نجاهم الله ـ تبارك وتعالى ـ فإذا نجاهم رجعوا إلى العصيان والحالة السابقة التي كانوا عليها. قال الله تعالى: { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23)}[يونس] [أرض النجاة] إن فلسطين هي أرض النجاة من فتن الحياة وعلى مر الأزمان … فهي الأرض التي نجا الله إبراهيم ولوط ـ عليهما السلام ـ بالسكن فيها … قال الله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71)}[ألأنبياء] وهي الأرض التي نصح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه أن يسكنوها … أخرج أبو داوودعَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : > وأرض الشام ودرتها فلسطين هي المركز الديني للأرض كلها… وأخرج الطبراني عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: > [الذي أمرنا ونهانا سيحمينا ومن عدونا ينجينا] قيل للحكام: حكموا الشرع وطبقوا الدين , فقالوا: من ينجينا إذا ما الكفار هاجمونا وأرادوا أن يبيدونا؟ فنقول: الله الذي أمرنا ونهانا سيحمينا ومن عدونا ينجينا , فلم الخوف إذن؟!!! وإذا لم يكن الأمر كما قلنا فكيف نفهم قوله تعالى: { قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64)}[الأنعام] وإلا فكيف نفهم نجاة إبراهيم الذي وقف في وجه الشرك وحده؟!!! قال الله تعالى: { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24)}[العنكبوت] إن سنة الله التي لا تتبدل أن الله ينجي عباده ولا يخذلهم ولا يتخلى عنهم إذا التزموا منهجه ودعوا إليه … قال الله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)}[يونس] [النجاة نعمة تستحق الشكر] وإذا أنعم الله على عباده بالنجاة من أي أمر كان مقلقا لهم فإن هذه نعمة جليلة لا بد أن يشكر الناس ربهم عليها , وهذا ما أمر به موسى ـ عليه السلام ـ قومه أن يفعلوه بعد أن نجا الله بني إسرائيل من فرعون … قال الله تعالى: { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ ([إبراهيم] إن التخلص من الظالمين والنجاة منهم نعمة تستحق الشكر… قال الله تعالى: { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)}[الأنعام] إن المسلمين يصومون عاشوراء وإلى اليوم شكرا لله على إهلاكه لفرعون وجنوده … أخرج البخاري عن ابن عباس قال قدم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) المدينة واليهود تصوم عاشوراء فقال: > ولنعلم جميعا أن شكر النعمة مؤذن بالمزيد من الله تعالى والكفر مؤذن بالانقطاع والزوال … قال الله تعالى: { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ ([إبراهيم] والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ولا حول ولا قوة إ لا بالله العلي العظيم | |
|