منتدي المركز الدولى


قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر 1110
قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر 1110
قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

 قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
هدى
مشرفة
مشرفة
هدى


عدد المساهمات : 1893
تاريخ التسجيل : 30/10/2010

قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر Empty
مُساهمةموضوع: قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر   قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر Icon_minitime1الأربعاء 17 أكتوبر - 19:50



قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر
قال تعالى:
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) (الكهف)
كان لموسى -عليه السلام- هدف من رحلته هذه التي اعتزمها،, وأنه كان يقصد من ورائها امرا، فهو يعلن عن تصميمه على بلوغ مجمع البحرين مهما تكن المشقة، ومهما يكن الزمن الذي ينفه في الوصول. فيعبر عن هذا التصميم قائلا (أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا).
نرى أن القرآن الكريم لا يحدد لنا المكان الذي وقت فيه الحوادث، ولا يحدد لنا التاريخ، كما أنه لم يصرح بالأسماء. ولم يبين ماهية العبد الصالح الذي التقاه موسى، هل هو نبي أو رسول؟ أم عالم؟ أم ولي؟
اختلف المفسرون في تحديد المكان، فقيل إنه بحر فارس والروم، وقيل بل بحر الأردن أو القلزم، وقيل عند طنجة، وقيل في أفريقيا، وقيل هو بحر الأندلس.. ولا يقوم الدليل على صحة مكان من هذه الأمكنة، ولو كان تحديد المكان مطلوبا لحدده الله تعالى.. وإنما أبهم السياق القرآني المكان، كما أبهم تحديد الزمان، كما ضبب أسماء الأشخاص لحكمة عليا.
إن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب.. وليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي.. إنما نحن أمام علم من طبيعة غامضة أشد الغموض.. علم القدر الأعلى، وذلك علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة.. مكان اللقاء مجهول كما رأينا.. وزمان اللقاء غير معروف هو الآخر.. لا نعرف متى تم لقاء موسى بهذا العبد.
وهكذا تمضي القصة بغير أن تحدد لك سطورها مكان وقوع الأحداث، ولا زمانه، يخفي السياق القرآني أيضا اسم أهم أبطالها.. يشير إليه الحق تبارك وتعالى بقوله: (عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) هو عبد أخفى السياق القرآني اسمه.. هذا العبد هو الذي يبحث عنه موسى ليتعلم منه.
لقد خص الله تعالى نبيه الكريم موسى -عليه السلام- بأمور كثيرة. فهو كليم الله عز وجل، وأحد أولي العزم من الرسل، وصاحب معجزة العصا واليد، والنبي الذي أنزلت عليه التوراة دون واسطة، وإنما كلمه الله تكليما.. هذا النبي العظيم يتحول في القصة إلى طالب علم متواضع يحتمل أستاذه ليتعلم.. ومن يكون معلمه غير هذا العبد الذي يتجاوز السياق القرآني اسمه، وإن حدثتنا السنة المطهرة أنه هو الخضر -عليه السلام- كما حدثتنا أن الفتى هو يوشع بن نون، ويسير موسى مع العبد الذي يتلقى علمه من الله بغير أسباب التلقي الني نعرفها.
ومع منزلة موسى العظيمة إلا أن الخضر يرفض صحبة موسى.. يفهمه أنه لن يستطيع معه صبرا.. ثم يوافق على صحبته بشرط.. ألا يسأله موسى عن شيء حتى يحدثه الخضر عنه.
والخضر هو الصمت المبهم ذاته، إنه لا يتحدث، وتصرفاته تثير دهشة موسى العميقة.. إن هناك تصرفات يأتيها الخضر وترتفع أمام عيني موسى حتى لتصل إلى مرتبة الجرائم والكوارث.. وهناك تصرفات تبدو لموسى بلا معنى.. وتثير تصرفات الخضر دهشة موسى ومعارضته.. ورغم علم موسى ومرتبته، فإنه يجد نفسه في حيرة عميقة من تصرفات هذا العبد الذي آتاه الله من لدنه علما.
وقد اختلف العلماء في الخضر: فيهم من يعتبره وليا من أولياء الله، وفيهم من يعتبره نبيا.. وقد نسجت الأساطير نفسها حول حياته ووجوده، فقيل إنه لا يزال حيا إلى يوم القيامة، وهي قضية لم ترد بها نصوص أو آثار يوثق فيها، فلا نقول فيها إلا أنه مات كما يموت عباد الله.. وتبقى قضية ولايته، أو نبوته.. وسنرجئ الحديث في هذه القضية حتى ننظر في قصته كما أوردها القرآن الكريم.
قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، يدعوهم إلى الله ويحدثهم عن الحق، ويبدو أن حديثه جاء جامعا مانعا رائعا.. بعد أن انتهى من خطابه سأله أحد المستمعين من بني إسرائيل: هل على وجه الأرض أحد اعلم منك يا نبي الله؟
قال موسى مندفعا: لا..
وساق الله تعالى عتابه لموسى حين لم يرد العلم إليه، فبعث إليه جبريل يسأله: يا موسى ما يدريك أين يضع الله علمه؟
أدرك موسى أنه تسرع.. وعاد جبريل، عليه السلام، يقول له: إن لله عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك.
تاقت نفس موسى الكريمة إلى زيادة العلم، وانعقدت نيته على الرحيل لمصاحبة هذا العبد العالم.. سأل كيف السبيل إليه.. فأمر أن يرحل، وأن يحمل معه حوتا في مكتل، أي سمكة في سلة.. وفي هذا المكان الذي ترتد فيه الحياة لهذا الحوت ويتسرب في البحر، سيجد العبد العالم.. انطلق موسى -طالب العلم- ومعه فتاه.. وقد حمل الفتى حوتا في سلة.. انطلقا بحثا عن العبد الصالح العالم.. وليست لديهم أي علامة على المكان الذي يوجد فيه إلا معجزة ارتداد الحياة للسمكة القابعة في السلة وتسربها إلى البحر.
ويظهر عزم موسى -عليه السلام- على العثور على هذا العبد العالم ولو اضطره الأمر إلى أن يسير أحقابا وأحقابا. قيل أن الحقب عام، وقيل ثمانون عاما. على أية حال فهو تعبير عن التصميم، لا عن المدة على وجه التحديد.
وصل الاثنان إلى صخرة جوار البحر.. رقد موسى واستسلم للنعاس، وبقي الفتى ساهرا.. وألقت الرياح إحدى الأمواج على الشاطئ فأصاب الحوت رذاذ فدبت فيه الحياة وقفز إلى البحر.. (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا).. وكان تسرب الحوت إلى البحر علامة أعلم الله بها موسى لتحديد مكان لقائه بالرجل الحكيم الذي جاء موسى يتعلم منه.
نهض موسى من نومه فلم يلاحظ أن الحوت تسرب إلى البحر.. ونسي فتاه الذي يصحبه أن يحدثه عما وقع للحوت.. وسار موسى مع فتاه بقية يومهما وليلتهما وقد نسيا حوتهما.. ثم تذكر موسى غداءه وحل عليه التعب.. (قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا).. ولمع في ذهن الفتى ما وقع.
ساعتئذ تذكر الفتى كيف تسرب الحوت إلى البحر هناك.. وأخبر موسى بما وقع، واعتذر إليه بأن الشيطان أنساه أن يذكر له ما وقع، رغم غرابة ما وقع، فقد اتخذ الحوت (سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا).. كان أمرا عجيبا ما رآه يوشع بن نون، لقد رأى الحوت يشق الماء فيترك علامة وكأنه طير يتلوى على الرمال.
سعد موسى من مروق الحوت إلى البحر و(قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ).. هذا ما كنا نريده.. إن تسرب الحوت يحدد المكان الذي سنلتقي فيه بالرجل العالم.. ويرتد موسى وفتاه يقصان أثرهما عائدين.. انظر إلى بداية القصة، وكيف تجيء غامضة أشد الغموض، مبهمة أعظم الإبهام.
أخيرا وصل موسى إلى المكان الذي تسرب منه الحوت.. وصلا إلى الصخرة التي ناما عندها، وتسرب عندها الحوت من السلة إلى البحر.. وهناك وجدا رجلا.
يقول البخاري إن موسى وفتاه وجدا الخضر مسجى بثوبه.. وقد جعل طرفه تحت رجليه وطرف تحت رأسه.
فسلم عليه موسى، فكشف عن وجهه وقال: هل بأرضك سلام..؟ من أنت؟
قال موسى: أنا موسى.
قال الخضر: موسى بني إسرائيل.. عليك السلام يا نبي إسرائيل.
قال موسى: وما أدراك بي..؟
قال الخضر: الذي أدراك بي ودلك علي.. ماذا تريد يا موسى..؟
قال موسى ملاطفا مبالغا في التوقير: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا).
قال الخضر: أما يكفيك أن التوراة بيديك.. وأن الوحي يأتيك..؟ يا موسى (إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا).
نريد أن نتوقف لحظة لنلاحظ الفرق بين سؤال موسى الملاطف المغالي في الأدب.. ورد الخضر الحاسم، الذي يفهم موسى أن علمه لا ينبغي لموسى أن يعرفه، كما أن علم موسى هو علم لا يعرفه الخضر.. يقول المفسرون إن الخضر قال لموسى: إن علمي أنت تجهله.. ولن تطيق عليه صبرا، لأن الظواهر التي ستحكم بها على علمي لن تشفي قلبك ولن تعطيك تفسيرا، وربما رأيت في تصرفاتي ما لا تفهم له سببا أو تدري له علة.. وإذن لن تصبر على علمي يا موسى.
احتمل موسى كلمات الصد القاسية وعاد يرجوه أن يسمح له بمصاحبته والتعلم منه.. وقال له موسى فيما قال إنه سيجده إن شاء الله صابرا ولا يعصي له أمرا.
تأمل كيف يتواضع كليم الله ويؤكد للعبد المدثر بالخفاء أنه لن يعصي له أمرا.
قال الخضر لموسى -عليهما السلام- إن هناك شرطا يشترطه لقبول أن يصاحبه موسى ويتعلم منه هو ألا يسأله عن شيء حتى يحدثه هو عنه.. فوافق موسى على الشرط وانطلقا..
انطلق موسى مع الخضر يمشيان على ساحل البحر.. مرت سفينة، فطلب الخضر وموسى من أصحابها أن يحملوهما، وعرف أصحاب السفينة الخضر فحملوه وحملوا موسى بدون أجر، إكراما للخضر، وفوجئ موسى حين رست السفينة وغادرها أصحابها وركابها.. فوجئ بأن الخضر يتخلف فيها، لم يكد أصحابها يبتعدون حتى بدأ الخضر يخرق السفينة.. اقتلع لوحا من ألواحها وألقاه في البحر فحملته الأمواج بعيدا.
فاستنكر موسى فعلة الخضر. لقد حملنا أصحاب السفينة بغير أجر.. أكرمونا.. وها هو ذا يخرق سفينتهم ويفسدها.. كان التصرف من وجهة نظر موسى معيبا.. وغلبت طبيعة موسى المندفعة عليه، كما حركته غيرته على الحق، فاندفع يحدث أستاذه ومعلمه وقد نسي شرطه الذي اشترطه عليه: (قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا).
وهنا يلفت العبد الرباني نظر موسى إلى عبث محاولة التعليم منه، لأنه لن يستطيع الصبر عليه (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)، ويعتذر موسى بالنسيان ويرجوه ألا يؤاخذه وألا يرهقه (قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا).
سارا معا.. فمرا على حديقة يلعب فيها الصبيان.. حتى إذا تعبوا من اللعب انتحى كل واحد منهم ناحية واستسلم للنعاس.. فوجئ موسى بأن العبد الرباني يقتل غلاما.. ويثور موسى سائلا عن الجريمة التي ارتكبها هذا الصبي ليقتله هكذا.. يعاود العبد الرباني تذكيره بأنه أفهمه أنه لن يستطيع الصبر عليه (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا).. ويعتذر موسى بأنه نسي ولن يعاود الأسئلة وإذا سأله مرة أخرى سيكون من حقه أن يفارقه (قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا).
ومضى موسى مع الخضر.. فدخلا قرية بخيلة.. لا يعرف موسى لماذا ذهبا إلى القرية، ولا يعرف لماذا يبيتان فيها، نفذ ما معهما من الطعام، فاستطعما أهل القرية فأبوا أن يضيفوهما.. وجاء عليهما المساء، وأوى الاثنان إلى خلاء فيه جدار يريد أن ينقض.. جدار يتهاوى ويكاد يهم بالسقوط.. وفوجئ موسى بأن الرجل العابد ينهض ليقضي الليل كله في إصلاح الجدار وبنائه من جديد.. ويندهش موسى من تصرف رفيقه ومعلمه، إن القرية بخيلة، لا يستحق من فيها هذا العمل المجاني (قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا).. انتهى الأمر بهذه العبارة.. قال عبد الله لموسى: (هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ).
لقد حذر العبد الرباني موسى من مغبة السؤال. وجاء دور التفسير الآن..
إن كل تصرفات العبد الرباني التي أثارت موسى وحيرته لم يكن حين فعلها تصدر عن أمره.. كان ينفذ إرادة عليا.. وكانت لهذه الإرادة العليا حكمتها الخافية، وكانت التصرفات تشي بالقسوة الظاهرة، بينما تخفي حقيقتها رحمة حانية.. وهكذا تخفي الكوارث أحيانا في الدنيا جوهر الرحمة، وترتدي النعم ثياب المصائب وتجيد التنكر، وهكذا يتناقض ظاهر الأمر وباطنه، ولا يعلم موسى، رغم علمه الهائل غير قطرة من علم العبد الرباني، ولا يعلم العبد الرباني من علم الله إلا بمقدار ما يأخذ العصفور الذي يبلل منقاره في البحر، من ماء البحر..
كشف العبد الرباني لموسى شيئين في الوقت نفسه.. كشف له أن علمه -أي علم موسى- محدود.. كما كشف له أن كثيرا من المصائب التي تقع على الأرض تخفي في ردائها الأسود الكئيب رحمة عظمى.
إن أصحاب السفينة سيعتبرون خرق سفينتهم مصيبة جاءتهم، بينما هي نعمة تتخفى في زي المصيبة.. نعمة لن تكشف النقاب عن وجهها إلا بعد أن تنشب الحرب ويصادر الملك كل السفن الموجودة غصبا، ثم يفلت هذه السفينة التالفة المعيبة.. وبذلك يبقى مصدر رزق الأسرة عندهم كما هو، فلا يموتون جوعا.
أيضا سيعتبر والد الطفل المقتول وأمه أن كارثة قد دهمتهما لقتل وحيدهما الصغير البريء.. غير أن موته يمثل بالنسبة لهما رحمة عظمى، فإن الله سيعطيهما بدلا منه غلاما يرعاهما في شيخوختهما ولا يرهقهما طغيانا وكفرا كالغلام المقتول.
وهكذا تختفي النعمة في ثياب المحنة، وترتدي الرحمة قناع الكارثة، ويختلف ظاهر الأشياء عن باطنها حتى ليحتج نبي الله موسى إلى تصرف يجري أمامه، ثم يستلفته عبد من عباد الله إلى حكمة التصرف ومغزاه ورحمة الله الكلية التي تخفي نفسها وراء أقنعة عديدة.
أما الجدار الذي أتعب نفسه بإقامته، من غير أن يطلب أجرا من أهل القرية، كان يخبئ تحته كنزا لغلامين يتيمين ضعيفين في المدينة. ولو ترك الجدار ينقض لظهر من تحته الكنز فلم يستطع الصغيران أن يدفعا عنه.. ولما كان أبوهما صالحا فقد نفعهما الله بصلاحه في طفولتهما وضعفهما، فأراد أن يكبرا ويشتد عودهما ويستخرجا كنزهما وهما قادران على حمايته.
ثم ينفض الرجل يده من الأمر. فهي رحمة الله التي اقتضت هذا التصرف. وهو أمر الله لا أمره. فقد أطلعه على الغيب في هذه المسألة وفيما قبلها، ووجهه إلى التصرف فيها وفق ما أطلعه عليه من غيبه.
واختفى هذا العبد الصالح.. لقد مضى في المجهول كما خرج من المجهول.. إلا أن موسى تعلم من صحبته درسين مهمين:
تعلم ألا يغتر بعلمه في الشريعة، فهناك علم الحقيقة.
وتعلم ألا يتجهم قلبه لمصائب البشر، فربما تكون يد الرحمة الخالقة تخفي سرها من اللطف والإنقاذ، والإيناس وراء أقنعة الحزن والآلام والموت.
هذه هي الدروس التي تعلمها موسى كليم الله عز وجل ورسوله من هذا العبد المدثر بالخفاء.
والآن من يكون صاحب هذا العلم إذن..؟ أهو ولي أم نبي..؟
يرى كثير من الصوفية أن هذا العبد الرباني ولي من أولياء الله تعالى، أطلعه الله على جزء من علمه اللدني بغير أسباب انتقال العلم المعروفة.. ويرى بعض العلماء أن هذا العبد الصالح كان نبيا.. ويحتج أصحاب هذا الرأي بأن سياق القصة يدل على نبوته من وجوه:
1. أحدها قوله تعالى:
فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) (الكهف)
2. والثاني قول موسى له:
قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) (الكهف)
فلو كان وليا ولم يكن نبي، لم يخاطبه موسى بهذه المخاطبة، ولم يرد على موسى هذا الرد. ولو أنه كان غير نبي، لكان هذا معناه أنه ليس معصوما، ولم يكن هناك دافع لموسى، وهو النبي العظيم، وصاحب العصمة، أن يلتمس علما من ولي غير واجب العصمة.
3. والثالث أن الخضر أقدم على قتل ذلك الغلام بوحي من الله وأمر منه.. وهذا دليل مستقل على نبوته، وبرهان ظاهر على عصمته، لأن الولي لا يجوز له الإقدام على قتل النفوس بمجرد ما يلقى في خلده، لأن خاطره ليس بواجب العصمة.. إذ يجوز عليه الخطأ بالاتفاق.. وإذن ففي إقدام الخضر على قتل الغلام دليل نبوته.
4. والرابع قول الخضر لموسى:
رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي
يعني أن ما فعلته لم أفعله من تلقاء نفسي، بل أمر أمرت به من الله وأوحي إلي فيه.
فرأى العلماء أن الخضر نبيا، أما العباد والصوفية رأوا أنه وليا من أولياء الله.
ومن كلمات الخضر التي أوردها الصوفية عنه.. قول وهب بن منبه: قال الخضر: يا موسى إن الناس معذبون في الدنيا على قدر همومهم بها. وقول بشر بن الحارث الحافي.. قال موسى للخضر: أوصني.. قال الخضر: يسر الله عليك طاعته.
ونحن نميل إلى اعتباره نبيا لعلمه اللدني، غير أننا لا نجد نصا في سياق القرآن على نبوته، ولا نجد نصا مانعا من اعتباره وليا آتاه الله بعض علمه اللدني.. ولعل هذا الغموض حول شخصه الكريم جاء متعمدا، ليخدم الهدف الأصلي للقصة.. ولسوف نلزم مكاننا فلا نتعداه ونختصم حول نبوته أو ولايته.. وإن أوردناه في سياق أنبياء الله، لكونه معلما لموسى.. وأستاذا له فترة من الزمن.



وفى الختام اشكر اخواننا فى المواقع الاسلامية الاخرى فى تسهيل مهمتنا
وارجو منكم. المشاركةولاتنسوا الناقل والمنقول عنه من الدعاء

أردت أن أضع الموضوع بين ايديكم بتصرف وتنسيق بسيط وإضافات.بسيطة مني اسأل الله العلي القدير أن يجعله في موازين. حسنات كاتبه .الأصلي .وناقله وقارئه

.ولا تنسونا من صالح دعائكم.واسأل الله.تعالى أن ينفع بها، وأن يجعل.العمل. خالصا لله موافقا لمرضاة الله،وان.يجعل من هذه الأمة جيلا عالما بأحكام .الله، حافظا لحدود الله،قائما بأمرالله، هاديا لعباد الله .

اللَّهُمَّ. حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ. إِلَيْنَا الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِنَ .الرَّاشِدِينَ.

اللَّهُمَّ. ارْفَعْ مَقْتَكَ وَغَضَبَكَ عَنَّا، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا بِذُنُوبِنَا مَنْ لاَ يَخَافُكَ فِينَا وَلاَ يَرْحَمُنَا

. اللَّهُمَّ .اسْتُرْنَا وَأَهْلِينَا وَالمُسْلِمِينَ فَوْقَ الأَرْضِ وَتَحْتَ الأَرْضِ وَيَوْمَ العَرْضِ عَلَيْكَ.

اللَّهُمَّ. اجْعَلْنَا مِنَ الحَامِدِينَ الشَّاكِرِينَ الصَّابِرِينَ. المُحْتَسِبِينَ الرَّاضِينَ بِقَضَائِكَ وَقَدَرِكَ وَالْطُفْ بِنَا يَا رَبَّ العَالَمِينَ

. اللَّهُمَّ. أَحْسِنْ خِتَامَنَا عِنْدَ انْقِضَاءِ آجَالِنَا وَاجْعَلْ قُبُورَنَا رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ يَا الله.

اللَّهُمَّ. بَارِكْ لَنا فِي السَّاعَاتِ وَالأَوْقَاتِ.. وَبَارِكْ لَنا فِي أَعْمَارِنا وَأَعْمَالِنا

تَقَبَّلْ مِنَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ وَاجْعَلهَا خَالِصةً لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ

.ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب

.ربنا آتينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار

..وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم

.وإلى لقاء جديد في الحلقة القادمة إن شاء الله،والحمد لله رب العالمين.* اللهم اجعل ما كتبناهُ حُجة ً لنا لا علينا يوم نلقاك ** وأستغفر الله * فاللهم أعنى على. نفسى اللهم قنا شر أنفسنا وسيئات أعمالناوتوفنا وأنت راضٍ عنا

وصلي الله على سيدنا محمد واجعلنا من اتباعه يوم القيامة يوم لا تنفع الشفاعة الا لمن اذن له الرحمن واجعلنا اللهم من اتباع سنته واجعلنا من رفاقه في. الجنة اللهم امين

اللهم. انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ... ونسألك ربي العفو والعافية في الدنيا والاخرة ..
اللهم .أحسن خاتمتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
اللهم. أحينا على الشهادة وأمتنا عليها وابعثنا عليها

الهنا قد علمنا أنا عن الدنيا راحلون، وللأهل وللأحباب مفارقون، ويوم القيامة مبعوثون، وبأعمالنا مجزيون، وعلى تفريطنا نادمون، اللهم فوفقنا للاستدراك قبل الفوات، وللتوبة قبل الممات، وارزقنا عيشة هنية، وميتة سوية، ومرداً غير مخز ولا فاضح، واجعل خير أعمارنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك، برحمتك يا أرحم الراحمين!وصلِّ اللهم على محمد عدد ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلِّ اللهم على محمد ما تعاقب ليل ونهار، وعلى آله وصحبه من المهاجرين والأنصار، وسلِّم تسليماً كثيراً، برحمتك يا عزيز يا غفار!

اللهم ارزق ناقل الموضوع و قارئ الموضوع جنانك , وشربه من حوض نبيك واسكنه دار تضيء بنور وجهك أسأل الله جل وعلى أن يوفق جميع من في المنتدى والقائمين عليه , وأسأله تعالى ألا يحرمكم أجر المتابعة والتنسيق ,



قال جل ثنائه وتقدست أسمائه { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } المائدة

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً , ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً } رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه

وقال صلى الله عليه وسلم " فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب " يعني صلى الله عليه وسلم أن الذي يمشي في ظلمة الليل فالقمر خير له من سائر الكواكب , فهو يهتدي بنوره

يقول الشافعي رحمه الله " تعلم العلم أفضل من صلاة النافلة " ذكرها الذهبي رحمه الله في سيره

أقول يأخواني أنتم على ثغر عظيم , نسأل الله أن يثبتنا ولا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا , ونسأله تعالى أن يهدينا لأحسن الأقوال والأعمال إنه ولي ذلك والقادر عليه ,

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين

ونسال الله تعالى أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
والحمد لله رب العالمين
۩۞۩ஜ۩۞۩



‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر 352_0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينب وحيد
عضو نشيط
عضو نشيط
زينب وحيد


عدد المساهمات : 502
تاريخ التسجيل : 05/12/2010

قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر   قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر Icon_minitime1الخميس 18 أكتوبر - 15:42

شرح اخر

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم


قصة النبي موسى مع الخضر عليهم السلام
التي ذكرت في القرآن الكريم

جاء في كتاب النور المبين في قصص الانبياء والمرسلين للسيد نعمة الله الجزائري
في قصة النبي موسى واحواله مع الخضر عليهم السلام

لما أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قريشا بخبر أصحاب الكهف قالوا أخبرنا عن العالم الذي أمر الله موسى أن يتبعه و ما قصته

فأنزل الله تعالى وَ إِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً .


قال و كان سبب ذلك أنه لما كلم الله موسى تكليما فأنزل عليه الألواح و فيها من كل شي‏ء موعظة و رجع موسى إلى بني إسرائيل فصعد المنبر فأخبرهم أن الله قد أنزل عليكم التوراة و قال في نفسه ما خلق الله خلقا أعلم مني فأوحى الله إلى جبرئيل أدرك موسى فقد هلك و أعلمه عند ملتقى البحرين عند الصخرة رجل أعلم منك فصر إليه و تعلم من علمه فنزل جبرئيل (عليه السلام) على موسى (عليه السلام) و أخبره في ذل موسى في نفسه و أعلم أنه أخطأ و دخله الرعب و قال لوصيه يوشع إن الله قد أمرني أن أتبع رجلا عند ملتقى البحرين و أتعلم منه فتزود يوشع حوتا مملوحا و خرجا .

فلما خرجا و بلغا ذلك المكان وجدا رجلا مستلقيا على قفاه فلم يعرفاه فأخرج وصي موسى الحوت
وغسله بالماء و وضعه على الصخرة و مضيا و نسيا الحوت .


و كان ذلك الماء ماء الحيوان فحيي الحوت و دخل في الماء فمضى (عليه السلام) و يوشع معه حتى عييا فقال لوصيه آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً فذكر وصيه السمكة فقال لموسى (عليه السلام) فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ على الصخرة فقال موسى ذلك الرجل الذي نصبه رأيناه عند
الصخرة هو الذي نريده فرجعا عَلى آثارِهِما قَصَصاً إلى عند الرجل و هو في الصلاة فقعد موسى (عليه السلام) حتى فرغ من الصلاة فسلم عليهما .


و حدثني محمد بن علي بن بلال عن يونس قال : اختلف يونس و هشام في العالم الذي أتاه موسى (عليه السلام) أيهما كان أعلم و هل يجوز أن يكون حجة في وقته و هو حجة الله على خلقه فقال قاسم الصيقل فكتبوا إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) يسألونه عن ذلك فكتب في الجواب أتى موسى العالم فأصابه في جزيرة من جزائر البحر إما جالسا و إما متكئا فسلم عليه موسى فأنكر السلام إذ كان بأرض ليس فيها سلام فقال من أنت قال أنا موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما قال جئت لتعلمني مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً قال إني وكلت بأمر لا تطيقه ثم حدثه العالم بما يصيب آل محمد (عليه السلام) من البلاء حتى اشتد بكاؤهما ثم حدثه عن فضل آل محمد حتى جعل موسى
يقول يا ليتني كنت من آل محمد حتى ذكر فلانا و فلانا و مبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و ما يلقى منهم و من تكذيبهم إياه و ذكر له تأويل هذه الآية وَ نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَ أَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ حين أخذ الميثاق عليهم فقال موسى (عليه السلام) هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً فقال الخضر إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً فقال موسى (عليه السلام) سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً وَ لا أَعْصِي لَكَ أَمْراً قالَ ا لخضر (عليه السلام) فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْ‏ءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً .



يقول فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْ‏ءٍ أفعله و لا تنكره علي حتى أخبرك أنا بخبره قال نعم فمروا ثلاثتهم حتى انتهوا إلى ساحل البحر و قد سنحت سفينة و هي تريد أن تعبر فقال أرباب السفينة نحمل هؤلاء الثلاثة نفر فإنهم قوم صالحون فحملوهم فلما جنحت السفينة في البحر قام الخضر (عليه السلام) إلى جانب السفينة فكسرها و حشاها بالخرق و الطين فغضب موسى غضبا شديدا و قال للخضر أَ خَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً فقال له الخضر (عليه السلام) أَ لَمْ أَقُلْ لك إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً قالَ له موسى (عليه السلام) لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ وَ لا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً فخرجوا من السفينة .

فنظر الخضر (عليه السلام) إلى غلام يلعب بين الصبيان حسن الوجه كأنه قطعة قمر في أذنيه درتان فتأمله الخضر (عليه السلام) ثم أخذه و قتله فوثب موسى على الخضر (عليه السلام) و جلد به الأرض فقال أَ قَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً فقال الخضر (عليه السلام) أَ لَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً قال موسى (عليه السلام) إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْ‏ءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا بالعشي قرية تسمى الناصرة و إليها تنسب النصارى و لم يضيفوا أحدا قط و لم يطعموا قريبا فاستطعموهم فلم يطعموهم و لم يضيفوهم فنظر الخضر (عليه السلام) إلى حائط قد زال ليتهدم فوضع الخضر (عليه السلام) يده عليه و قال قم بإذن الله فقام فقال موسى (عليه السلام) لم ينبغ أن تقيم الجدار حتى يطعمونا و يروونا و هو قوله لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً فقال الخضر (عليه السلام) هذا فِراقُ بَيْنِي وَ بَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ التي فعلت بها ما فعلت صالحة فإنها كانت لقوم يعملون في البحر فأردت أن أعيبها
و كان وراء السفينة ملك يأخذ كل سفينة غصبا كذا نزلت و إذا كانت السفينة معيوبة لم يأخذ منها شيئا .


وَ أَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ و طبع كافرا كذا نزلت فنظرت إلى جبينه و عليه مكتوب طبع كافرا فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَ كُفْراً فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَ أَقْرَبَ رُحْماً فأبدل الله والديه بنتا ولد منها سبعون نبيا من أنبياء بني إسرائيل .

وَ أَمَّا الْجِدارُ الذي أقمته فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما إلى قوله ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً .


مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ : بحر فارس و بحر الروم .


و قيل : هو إفريقية .


و قيل : بحران موسى و الخضر (عليه السلام) فإن موسى كان بحر العلم الظاهر و الخضر بحر العلم الباطن .

و روي أن موسى خطب الناس بعد هلاك القبط و دخوله مصر خطبة طويلة فأعجب بها فقيل له هل تعلم أحدا أعلم منك فقال لا فأوحى الله إليه بل عندنا الخضر و هو بمجمع البحرين .

و كان الخضر (عليه السلام) في أيام أفريدون و كان على مقدمة ذي القرنين الأكبر و بقي إلى أيام موسى .

و قيل : إن موسى (عليه السلام) سأل ربه أي عبادك أعلم قال الذي يبغي علم الناس إلى علمه عسى أن يصيب كلمة تدل على هدى أو ترده عن ردى قال إن كان في عبادك أعلم مني فأدللني عليه قال أعلم منك الخضر قال أين أطلبه قال على الساحل عند الصخرة قال كيف لي به قال تأخذ حوتا في مكتلك فحيث فقدته فهناك قال لفتاه إذا فقدت الحوت فأخبرني فذهبا يمشيان فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما يعني نسي موسى أن يطلبه و يتعرف حاله و يوشع أن يذكر له ما رأى من حياته و وقوعه في البحر .

روي أن موسى (عليه السلام) رقد فاضطرب الحوت المشوي و وثب في البحر معجزة لموسى أو للخضر (عليه السلام) .


و قيل : توضأ يوشع من عين الحياة فانتضح الماء عليه فعاش و وثب في الماء فاتخذ الحوت طريقه في البحر مسلكا فلما جاوزا مجمع البحرين قال لفتاه ائتنا ما نتغذى به الحديث .

و لا ينافي نبوة موسى (عليه السلام) و كونه صاحب شريعة أن يتعلم من غيره ما لم يكن شرطا في أبواب الدين فإن الرسول ينبغي أن يكون أعلم ممن أرسل إليه فيما بعث به من أصول الدين و فروعه لا مطلقا هكذا في التفاسير. و الأولى في الجواب أن يقال إن الخضر (عليه السلام) كان من الأنبياء فزيادة نبي على نبي في طرف من العلم و ذلك النبي الآخر يزيد عليه فيما لا يتناهى من العلوم و الكمال لا قدح فيه على أن الله سبحانه إذا أراد أن يبتلي بعض الأنبياء في مثل هذه الأمور كما سيأتي في حديث الطير و علمه الزائد عليهما لا إشكال فيه كما ستعرفه إن شاء الله تعالى .

علل الشرائع عن الصادق (عليه السلام) : أنه قال إن الخضر (عليه السلام) كان نبيا مرسلا بعثه الله تعالى إلى قومه فدعاهم إلى توحيده و الإقرار بأنبيائه و رسله و كتبه و كانت آيته أنه كان لا يجلس على خشبة يابسة و لا أرض بيضاء إلا أزهرت خضرا و إنما سمي الخضر لذلك و كان اسمه تاليا بن ملكان بن عامر بن أرفخشد بن سام بن نوح (عليه السلام) ثم ساق الحديث إلى قوله وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً قال و لم يكن ذلك الكنز بذهب و لا فضة و لكن كان لوحا من ذهب فيه مكتوب عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح عجب لمن أيقن بالقدر كيف يحزن عجب لمن أيقن أن البعث حق كيف يظلم عجب لمن يرى الدنيا و تصرف أهلها حالا بعد حال كيف يطمئن إليها و كان بينهما و بين هذا الأب الصالح سبعون أبا فحفظهما الله بصلاحه .

قال الصدوق بعد تمام الحديث إن موسى (عليه السلام) مع كمال عقله و محله من الله تعالى لم يستدرك باستدلاله و استنباطه معنى أفعال الخضر (عليه السلام) حتى اشتبه عليه وجه الأمر فيه و سخطه جميع ما كان يشاهده حتى أخبر بتأويله و لو لم يخبر بتأويله لما أدركه و لو بقي في الفكر عمره فإذا لم يجز لأنبياء الله و رسله (صلى الله عليه وآله وسلم) القياس و الاستنباط و الاستخراج كان من دونهم من الأمم أولى بأن لا يجوز لهم ذلك انتهى .


و قوله و لم يكن ذلك الكنز بذهب و لا فضة يعني أن المقصود منه هو العلم و وصوله إلى أهله و إن كان ذهبا فهو كنزان كنز علم و كنز ذهب علل الشرائع سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الله بن طيفور الدامغاني الواعظ بفرغانة يقول في خرق الخضر (عليه السلام) السفينة و قتل الغلام و إقام الجدار إن تلك إشارات من الله تعالى لموسى (عليه السلام) و تعريضات إلى ما يريده من تذكيره لمنن سابقة لله عز و جل نبهه عليها و على مقدارها من الفضل ذكره بخرق السفينة و أنه حفظه في الماء حين ألقته أمه في التابوت و ألقت التابوت في اليم هو الذي يحفظهم في السفينة .

و أما قتل الغلام فإنه كان قد قتل رجلا في الله عز و جل و كانت تلك زلة عظيمة عند من لم يعلم أن موسى (عليه السلام) نبي فذكره بذلك منة عليه حين دفع عنه كيد من أراد قتله به .

و أما إقامة الجدار من غير أجر فإن الله عز و جل ذكره بذلك فضله فيما أتاه في ابنتي شعيب حين سقى لهما و هو جائع و لم يبتغ على ذلك أجرا مع حاجته إلى الطعام فنبهه الله على ذلك ليكون شاكرا مسرورا .

فأما قول الخضر (عليه السلام) هذا فِراقُ بَيْنِي وَ بَيْنِكَ فإن ذلك كان من جهة موسى (عليه السلام) حيث قال إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْ‏ءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي فموسى (عليه السلام) هو الذي حكم بالمفارقة لما قال فَلا تُصاحِبْنِي .

و إن موسى (عليه السلام) اختار سبعين رجلا من قومه لميقات ربه فلم يصبروا بعد سماع كلام الله عز و جل حتى تجاوزوا الحد بقولهم لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فأخذتهم الصاعقة بظلمهم فماتوا و لو اختارهم الله لعصمهم و لما اختار من يعلم منه تجاوز الحد

فإذا لم يصلح موسى (عليه السلام) للاختيار مع فضله و محله فكيف تصلح الأمة لاختيار الإمام بآرائها و كيف يصلحون لاستنباط الأحكام و استخراجها بعقولهم الناقصة و آرائهم المتفاوتة و هممهم المتباينة و إرادتهم المختلفة تعالى الله عن الرضا باختيارهم علوا كبيرا .

و أفعال أمير المؤمنين (صلى الله عليه وآله وسلم) مثلها مثل أفاعيل الخضر (عليه السلام) و هي حكمة و صواب و إن جهل الناس وجه الحكمة و الصواب فيها .

و فيه عن عباية الأسدي قال كان عبد الله بن عباس جالسا على شفير زمزم يحدث الناس فلما فرغ من حديثه أتاه رجل فسلم عليه ثم قال يا عبد الله إني رجل من أهل الشام فقال أعوان كل ظالم إلا من عصم الله منكم سل عما بدا لك فقال يا عبد الله بن عباس إني جئتك أسألك عمن قتله علي بن أبي طالب (عليه السلام) من أهل لا إله إلا الله لم يكفروا بصلاة و لا بحج و لا بصوم شهر رمضان و لا بزكاة فقال له عبد الله ثكلتك أمك سل عما يعنيك و دع عما لا يعنيك فقال ما جئتك أضرب إليك من حمص للحج و لا للعمرة و لكن أتيتك تشرح لي أمر علي بن أبي طالب (عليه السلام) و فعاله فقال ويلك إن علم العالم لا تحتمله و لا تقر به القلوب الصدئة أخبرك أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان مثله في هذه الأمة كمثل موسى و العالم (عليه السلام) و ذلك أن الله تبارك و تعالى قال في كتابه يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَ بِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ مَوْعِظَةً وَ تَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ .

فكان موسى يرى أن جميع الأشياء قد أثبتت له كما ترون أنتم أن علماءكم قد أثبتوا جميع الأشياء .

فلما انتهى موسى (عليه السلام) إلى ساحل البحر فلقي العالم فاستنطق موسى ليصل علمه و لم يحسده ثم إنكم جحدتم علي بن أبي طالب (عليه السلام) و أنكرتم فضله ف قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً فعلم العالم أن موسى لا يطيق بصحبته و لا يصبر على علمه ف قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً فقال له موسى سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً وَ لا أَعْصِي لَكَ أَمْراً فعلم العالم أن موسى لا يصبر على علمه قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْ‏ءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً .

قال فركبا في السفينة فخرقها العالم و كان خرقها لله عز و جل و سخط موسى ذلك .


كذلك كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم يقتل إلا من كان قتله لله عز و جل رضا و لأهل الجهالة من الناس سخطا .

و عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إن موسى بن عمران (عليه السلام) حين أراد أن يفارق الخضر (عليه السلام) قال له أوصني فكان مما أوصاه أن قال له إياك و اللجاجة أو أن تمشي في غير حاجة أو أن تضحك من غير تعجب و اذكر خطيئتك و إياك و خطايا الناس.

و عن أبي جعفر (عليه السلام) : في قول الله عز و جل وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما قال و الله ما كان من ذهب و لا فضة و ما كان إلا لوحا في كلمات أربع إني أنا الله لا إله إلا أنا و محمد رسولي عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح قلبه و عجبت لمن أيقن بالحساب كيف يضحك سنه و عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يستبطئ الله في رزقه و عجبت لمن يرى النشأة الأولى كيف ينكر النشأة الآخرة .

الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : لما أقام العالم الجدار أوحى الله تعالى إلى موسى أني مجازي الأبناء بسعي الآباء إن خيرا فخيرا و إن شرا فشرا و لا تزنوا فتزني نساؤكم و من وطي‏ء فراش امرأة مسلم وطي‏ء فراشه كما تدين تدان .

تفسير علي بن إبراهيم عنه (عليه السلام) : لما أسري برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى السماء وجد في طريقه ريحا مثل المسك الأذفر فسأل جبرئيل عنها فقال إنها تخرج من بيت عذب فيه قوم في عبادة الله حتى ماتوا ثم قال له إن الخضر (عليه السلام) كان من أبناء الملوك فآمن بالله و تخلى في بيت أبيه يعبد الله و لم يكن لأبيه ولد غيره فأشاروا إلى أبيه أن يزوجه لعل الله أن يرزقه ولدا فيكون الملك فيه و في عقبه فخطب له امرأة بكرا و أدخلها عليه فلم يلتفت الخضر إليها فلما كان اليوم الثاني قال لها الخضر تتمكنين على أمري فقالت نعم قال لها إن سألك أبي أ هل كان مني إليك ما كان من الرجال إلى النساء فقولي نعم قالت أفعل
فسألها الملك عن ذلك فقالت نعم و أشار عليه الناس أن يأمر النساء أن يفتشنها فأمر و كانت على حالتها فقالوا أيها الملك زوجت الغر من الغرة يعني الغافل من الغافلة زوجه امرأة ثيبا فزوجه فلما دخلت عليه سألها الخضر أن تكتم عليه فقالت نعم فلما أن سألها الملك قالت أيها الملك إن ابنك امرأة فهل تلد المرأة من المرأة فغضب عليه فأمر بردم الباب عليه فردم فلما كان اليوم الثالث حركته رقة الآباء فأمر بفتح الباب ففتح فلم يجدوه فيه فأعطاه الله من القوة أن يتصور كيف شاء ثم كان على مقدمة ذي القرنين و شرب من الماء الذي من شرب منه بقي إلى الصيحة قال فخرج من مدينة أبيه رجلان في تجارة في البحر حتى وقعا إلى جزيرة من جزائر البحر فوجدوا فيه الخضر قائما يصلي فلما انفتل دعاهما فسألهما عن خبرهما فأخبراه فقال لهما هل تكتمان علي أمري إن أرددتكما في يومكما إلى منازلكما فقالا نعم فنوى أحدهما أن يكتم أمره و نوى الآخر إن رده إلى منزله أخبر أباه بخبره فدعا الخضر سحابة فقال احملي هذين إلى منازلهما فحملتهما السحابة حتى وضعتهما من يومهما فكتم أحدهما أمره و ذهب الآخر إلى الملك فأخبره بخبره فقال له الملك من يشهد لك بذلك قال فلان التاجر فدل على صاحبه فبعث الملك إليه فأنكره و أنكر معرفة صاحبه فقال له الأول أيها الملك ابعث معي خيلا إلى هذه الجزيرة و احبس هذا حتى آتيك بابنك فبعث معه خيلا فلم يجده فأطلق عن الرجل الذي كتم عليه ثم إن القوم عملوا بالمعاصي فأهلكهم الله و جعل مدينتهم عاليها سافلها و ابتدرت الجارية التي كتمت عليه أمره و الرجل الذي كتم عليه كل واحد منهما ناحية من المدينة فلما أصبحا التقيا فأخبر كل واحد منهما صاحبه بخبره فقالا ما نجونا إلا بذلك فآمنا برب الخضر و حسن إيمانهما و تزوج بها الرجل و وقعا إلى مملكة ملك آخر و توصلت المرأة إلى بيت الملك و كانت تزين بنت الملك فبينا هي تمشطها يوما إذ سقط من يدها المشط فقالت لا حول و لا قوة إلا بالله فقالت لها بنت الملك ما هذه الكلمة فقالت لها إن لي إلها يجري الأمور كلها بحوله و قوته فقالت أ لك إله غير أبي فقالت نعم و إلهك و إله أبيك فدخلت بنت الملك إلى أبيها فأخبرت أباها بما سمعت من هذه المرأة

فدعاها الملك فسألها عن خبرها فأخبرته فقال لها من دلك على دينك قالت زوجي و ولدي فدعاهم الملك و أمرهم بالرجوع عن التوحيد فأبوا عليه فدعا بمرجل من ماء فسخنه و ألقاهم فيه و أدخلهم بيتا و هدم عليهم البيت فقال جبرئيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهذه الرائحة التي تشمها من ذلك البيت .


الأمالي عن عبد الله بن سليمان قال : قرأت في بعض كتب الله عز و جل أن ذا القرنين كان عبدا صالحا جعله الله عز و جل حجة على عباده و لم يجعله نبيا فمكن الله له في الأرض و آتاه من كل شي‏ء سببا فوضعت له عين الحياة و قيل له من شرب منها شربة لم يمت حتى يسمع الصيحة و أنه خرج في طلبها حتى انتهى إلى موضع فيه ثلاثمائة و ستون عينا فكان الخضر (عليه السلام) على مقدمته و كان من أحب الناس إليه فأعطاه حوتا مالحا و أعطى كل واحد من أصحابه حوتا مالحا و قال لهم ليغسل كل رجل منكم حوتة عند كل عين فانطلقوا و انطلق الخضر (عليه السلام) إلى عين من تلك العيون فلما غمس الحوت في الماء حيي فانساب في الماء فلما رأى الخضر (عليه السلام) ذلك علم أنه قد ظفر بماء الحياة فرمى بثيابه و سقط في الماء فجعل يرتمس فيه و يشرب منه فرجع كل واحد منهم إلى ذي القرنين و معه حوتة و رجع الخضر و ليس معه الحوت فسأله عن قصته فأخبره فقال له أ شربت من ذلك الماء قال نعم قال أنت صاحبها و أنت الذي خلقت لهذه العين فأبشر بطول البقاء في هذه الدنيا مع الغيبة عن الأبصار إلى النفخ في الصور .

كتاب الخصال المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن جعفر بن أحمد عن ابن فضال عن الرضا (عليه السلام) قال : إن الخضر (عليه السلام) شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور و أنه ليأتينا فيسلم علينا فنسمع صوته و لا نرى شخصه و أنه ليحضر حيث ذكر فمن ذكره منكم فليسلم عليه و أنه ليحضر المواسم فيقضي جميع المناسك و يقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين و سيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته و يصل به وحدته.


التي يذكرونها فما تعارف في هذه الأعصار بين الناس من قولهم طحين للخضر (عليه السلام) في حجرة مقفلة و إذا صار الصباح رأوا على ذلك الطحين آثار يد الخضر غير خال من الدليل بل هذا دليله لأنهم في ذلك الوقت يذكرونه في الدعاء و الصلاة .


و عن الرضا (عليه السلام) قال : لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء الخضر فوقف على باب البيت و فيه علي و فاطمة و الحسن والحسين (عليه السلام) و رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد سجي بثوب فقال السلام عليكم يا أهل البيت كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ و إنما توفون أجوركم يوم القيامة إن في الله خلفا من كل هالك و عزاء من كل مصيبة و دركا من كل فائت فتوكلوا عليه و ثقوا به و استغفروا الله لي و لكم فقالأمير المؤمنين (عليه السلام) هذا أخي الخضر جاء يعزيكم بنبيكم .

الكافي بإسناده إلى سيف التمار قال : كنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) جماعة من الشيعة في الحجر قال علينا عين فالتفتنا يمنة و يسرة فلم نر أحدا فقلنا ليس علينا عين فقال و رب الكعبة و رب البيت ثلاث مرات لو كنت بين موسى و الخضر (عليه السلام) لأخبرتهما أني أعلم منهما و لأنبأتهما بما ليس في أيديهما لأن موسى و الخضر أعطيا علم ما كان و لم يعطيا علم ما يكون و ما هو كائن حتى تقوم الساعة و قد ورثناه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .

إكمال الدين كان اسم الخضر خضرويه بن قابيل بن آدم و يقال خضرون أيضا و يقال خلعبا و إنما سمي الخضر لأنه جلس على أرض بيضاء فاهتزت خضراء و الصحيح أن اسمه إلياس بن ملكان بن عامر بن أرفخشد بن سام بن نوح (عليه السلام) .

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : مسجد السهلة مناخ الراكب قيل و من الراكب قال الخضر (عليه السلام) .

و عنه (عليه السلام) : في قول موسى (عليه السلام) لفتاه آتِنا غَداءَنا و قوله رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ قال إنما عنى الطعام فقال أبو عبد الله (عليه السلام) إن موسى لذو جوعات .

أقول : و الجوعة الثالثة كما جاء في الحديث هو قوله لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً.

تفسير العياشي عن يزيد عن أحدهما (عليهما السلام) قال : قلت له ما منزلتكم في الماضين أو بمن تشبهون منهم قال الخضر و ذو القرنين كانا عالمين و لم يكونا بنبيين .

و عن أبي عبد الله (عليه السلام) كان في كتف الغلام الذي قتله العالم أي الخضر (عليه السلام) مكتوبا كافرا .


و قال (عليه السلام) : إن الله ليحفظ ولد المؤمن إلى ألف سنة و إن الغلامين كان بينهما و بين أبويهما سبعمائة سنة .

رياض الجنان بإسناده إلى عبد الملك بن سليمان قال وجد في ذخيرة أحد حواري المسيح (عليه السلام) رق فيه مكتوب بالقلم السرياني منقول من التوراة أن موسى (عليه السلام) لما رجع من الخضر (عليه السلام) إلى قومه سأله أخوه هارون (عليه السلام) عما شاهده من عجائب البحر قال بينا أنا و الخضر على شاطئ البحر إذ سقط بين أيدينا طائر أخذ في منقاره قطرة و رمى بها نحو المشرق و أخذ ثانية و رماها في المغرب و أخذ ثالثة و رمى بها نحو السماء و رابعة رماها إلى الأرض ثم أخذ خامسة و عاد ألقاها في البحر فبهتنا لذلك .

فسألت الخضر (عليه السلام) عن ذلك فلم يجب فإذا نحن بصياد يصطاد فنظر إلينا و قال ما لي أراكما في فكر و تعجب من الطائر قلنا هو ذلك قال أنا رجل صياد قد علمت و أنتما نبيان ما تعلمان قلنا ما نعلم إلا ما علمنا الله قال هذا طائر في البحر يسمى مسلم لأنه إذا صاح يقول في صياحه مسلم فأشار برمي الماء من منقاره إلى السماء و الأرض و المشرق و المغرب إلى أنه يبعث نبي بعدكما يملأ أمته المشرق و المغرب و يصعد إلى السماء و يدفن في الأرض و أما رميه الماء في البحر يقول إن علم العالم عند علمه مثل هذه القطرة و ورث علمه وصيه و ابن عمه .

فسكن ما كنا فيه من المشاجرة و استقل كل واحد منا علمه بعد أن كنا معجبين بأنفسنا .

ثم غاب الصياد عنا فعلمنا أنه بعثه الله تعالى إلينا ليعرفنا حيث ادعينا الكمال .

مهج الدعوات : روي أن الخضر و إلياس يجتمعان في كل موسم و يفترقان عن هذا الدعاء و هو بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله ما شاء الله كل نعمة فمن الله ما شاء الله الخير كله بيد الله عز و جل لا يصرف السوء إلا الله .

اسأل الله سبحانه وتعالى ان الله حوائجكم وحوائجنا جميعاً

بحق محمد وآل محمد عليهم السلام

لاتنسوني من خالص دعائكم في الشهر الفضيل
كل شهر رمضان وانتم بخير
الله يبلغنا وأياكم صيامه وقيامه
ونسأل الله القبول لنا ولكم بحق محمد وآل محمد عليهم السلام


أسألكم الدعاء




‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة سيدنا موسى مع الخضر عليه السلام
»  فوائد من قصة الخضر مع موسى عليه السلام
» قصة الخضر مع موسى عليه السلام للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
» قصة الخضر مع موسى عليه السلام - للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
» قصة الخضر مع موسى عليه السلام - للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑ السيرة النبويه العطره- الاحاديث الشريفة -قصص اسلامى -قصص الانبياء(Biography of the Prophet)๑۩۞۩๑-
انتقل الى: