.دع ألمك يتكلم ...

ماهو الألم أصلا .؟... وأقصدبه الألم النفسي العنيف ....ماهي أسبابه وأعراضه ودوافعه .....بماذا أعرف ذلك الشعور الخانق الذي يطبق على المشاعر ..ويعصف بكل شيء في طريقه...ذلك الغشوم الظالم الذي لايقدر أحد على مقاومته .....الذي يأتي إليك فجأة مع خبر مؤلم أو حادث قاس أو خيبة أمل موجعة....أو مع خيانة صديق أو حبيب ...يأتي حاملا كل معداته وأمتعته ..يطرق بابك ثم يدخل دون استئذان ...يستقر..يتربع ثم يفرض سطوته وسلطته عليك وعلى كل مايحيط بك ...يتحكم في حياتك ...يتدخل في شئونك...يسخر منك حين تقاوم ...إن تمردت يزيد من شدة تضييقه عليك ...إن هممت بالهرب فإنه يلاحقك أينما تكون...لاشيء أبدا يحميك منه ...ولادواء يشفيك من هيمنته وسيطرته ...لاقوة على وجه الأرض تستطيع اقتلاعه من داخلك أو تحريرك منه ...شيء واحد يهوِّن عليك الألم هو الإيمان ...الإيمان القوي بحكمة الله سبحانه وتعالى ...اللجوء إليه عنما يشتد الألم بالصلاة والدعاء وطلب العون منه وحده .....ثم الزمن الذي يحمل كل يوم شيئا من ألمك معه ..ويترك لك في النهاية بعضا منه لتتذكره ما دام بداخلك عرق ينبض .وما دامت الدماء تجري في شرايينك وأوردتك ..ندعوالرضوخ للألم بالصبر الجميل ..ونهفو إليه لننسى ....وكيف ننسى وهو يسير في الأحشاء ويتجول بين مساحات النفس صاخبا متبخترا ...بعض أنواع الألم .قد ترافقك طوال حياتك فلا تتخلص منها إلا بالموت ....وبعضها قد يموت معك كي لايتركك وحيدا ... يموت بعد أن يزرع الأرض بأنواع أخرى منه أشد بطشا وعنفوانا ...عزاءك الوحيد أيها المتألم أن ألمك هو ملكك ..ملكك وحدك ....هو شيء خاص بك لايشاركك فيه الآخرون ولايحسدونك عليه .. يتألم الآخرون بشدة ولكن ألمهم مختلف عن ألمك ...فلكل ألمه الذي يختلف عن آلام الغير ...اليس في هذا عزاء لنا جميعا ؟ ...ثم من قال إن الألم دائما ضار ومهلك .الألم قد .قد يصهرك ...وقد يطهرك ....يشفيك من كل المشاعر السيئة الأخرى ...لأن الألم شعور أناني لايقبل شريكا معه...ولا رفيقا له ...والألم له لغة ...ولغة الألم تنطق بها أنت ياوعاء الألم ....قد يلح عليك فيدفعك للتعبير عن أحاسيسك ومشاعرك بطريقة إبداعية ...عمل فني جميل مثلا...قصيدة مؤثرة...قصة أو رواية تتلمس مواضع آلام الآخرين وتتحدث عنها ...فيقرأها من يقرأها من المتألمين ويشعر بروح الألم تتدفق بداخلها ..وقد ينسيه هذا ألمه لفترة من الوقت ..فترة محددة ثم يعود الألم ..لأنه لايقبل الرحيل النهائي ....لاتحاول معه أبدا ...فهو لاينخدع بالتحايل عليه والتهرب منه....هذه اللغة الإبداعية هي لغة الألم الخالدة ..اما اللغة الأخرى التي يستعملها الألم فهي البكاء والنحيب والشكوى والتذمر والتأفف والأنين والتأوه ...أضف ما تريد من مسميات لهذه اللغة .... البعض يهرب من الألم بالتجاهل وبالإستغراق في الرثاء للنفس أو بالإدمان على أي نوع من المهدئات أو المسكنات ...هذا حل مؤكد ثم تصبح الأمور أسوأ وأكثر خطورة وإيلاما للنفس....

أنصحكم أيها المتألمون أن تبحثوا عن السكينة بين يدي الله سبحانه فهو القادر على منح النفس المتألمة الرضا والدعة والراحة ...ثم جربوا البحث عن وسيلة تعبير مناسبة للتعبير عن الألم ...واجه الألم أيها المتألم ولاتخف منه ..صوره لنفسك وحشا عاتيا لاتستطيع مغالبته بالقوة ثم روضه ..سخره لخدمتك ولاتستسلم له ...اصنع من ألمك وسيلة طاقة ذاتية تتغلب بها حتى على ضعف نفسك وتواجه بها العالم بأحداثه المخيفة والمسببة لشتى أنواع الآلام والأحزان ...دع ألمك يتكلم ...دعه يعبر عن نفسه ...اصنع منه طاقة إبداعية فالألم الحقيقي هو الصانع الحقيقي لللإبداع وهو الدافع للتفوق ..وكما يخرج الذهب لامعا ونظيفا بعد صهره بالنار كذلك يخرج الإبداع من بوتقة الألم الحارقة .ولإخوتي المتألمين والشاكين من الألم أقول :
لاتحسبوا أن ضحكي بينكم فرحا الطير يرقص مذبوحا من الألم
مما راق لى

‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗

» الجلد يتكلم ... سبحان الله
» ذئب يتكلم عن النبي صلى الله عليه وسلم
» تفسير حلم رؤية ميت حي يتكلم معه أو يخبره شيئا في المنام
» القَدَر يتكلم على لسان الخضر عليه السلام
» الشيخ د محمد العريفي يتكلم عن مجازر بورما بحق المسلمين