فن الإيتكيت

فن الإيتكيت فن الإيتكيت فن الإيتكيت فن الإيتكيت فن الإيتكيت فن الإيتكيت فن الإيتكيت
فن الإيتكيت

فن الإيتكيت

نعيش اليوم في عالم
يحكمه الانضباط في كل شيء حتى أدق التفاصيل الصغيرة فإن هناك ما يقننها وما
يقيدها ، وخصوصاً فيما يتصل بالأخلاق العامة في التعامل مع الآخرين أو ما
يعرف بفن الإتيكيت و البروتوكولات الرسمية و أصول اللباقة والمجاملة فإنها
أصبحت ذات أهمية قصوى في عالم اليوم وأصبحت عبارة عن علم قائم بذاته يدرس
في معاهد متخصصة مهيئة لعامة الناس إضافة إلى المعاهد الخاصة بالدبلوماسيين
و السفراء .

وعندما ننظر لهذه الفنون ومدى دقتها نظن للوهلة
الأولى أنها غربية المنشأ أوروبية التكوين ، إلا أننا لو دققنا النظر
لوجدنا أنها وبدون شك إسلامية أصيلة حث عليها القرآن الكريم و السنة
النبوية المطهرة ، ولا عجب فإن الإسلام هو دين الحضارة المتكاملة من جميع
جوانبها والشاملة لجميع مناحي الإنسانية.

ولأدلل للقارئ الكريم و أثبت له ما ذهبتُ إليه إليكم هذه الأمثلة :

فمن
أهم قواعد فن الإتيكيت العالمي أن تعلو الابتسامة على محياك عندما تلتقي
بأشخاص آخرين وأصبحت هذه القاعدة سمة للعالم المتحضر وصفة للرقي وكلنا نحفظ
قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( تبسمك في وجه أخيك صدقة )) رواه الترمذي .

وكذلك
نرى أن من علامات الرقي والتحضر في العالم أن يختار الشخص العبارات
الرقيقة والمهذبة عند التحدث مع الناس ؛ لذلك نرى النبي - صلى الله عليه
وسلم – يقول : (( الكلمة الطيبة صدقة )) رواه البخاري ومسلم وأحمد

وكلنا
نعلم أن الكذب من الصفات البغيضة جداً التي تنقص من قدر الرجل وتفقده ثقة
الآخرين فيه ، كما أنها من آيات المنافقين كما دلت السنة النبوية المطهرة
في أكثر من حديث بل إن الإسلام ذهب لأبعد من ذلك وحرم الكذب حتى على
الأطفال حيث يتبين ذلك من قوله - صلى الله عليه وسلم - : (( من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة )) رواه أحمد في مسنده

يا
إلهي !! حتى الأطفال يا رسول الله ، علمتنا فن نتعامل معهم وهنا أعتقد أن
القارئ الكريم يتبادر إلى ذهنه الآن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر
بن أبي سلمه " يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك " رواه البخاري ومسلم

هذا الحديث يضع النقاط على الحروف و البذرة الأولى في فن الإيتيكيت

وبالعموم
فإن الإسلام حثنا على كل خلق جميل ، ونهانا عن الرذائل عموماً ، وتأملوا
معي الحديث التالي : روى الترمذي عن أبي هريرة قال : سئل رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال : (( تقوى الله وحسن الخلق )) وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال : (( الفم والفرج )) .

ولا أظن أن هناك من يجهل قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : (( إنما بعث لأتمم مكارم الأخلاق ))

وكما روى الترمذي بإسناد حسن عن أبي ذر وعن معاذ بن جبل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (( اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن )) .

ولو
أردنا الحديث عن التعامل مع المرأة لتبين لنا أن المفاهيم الدولية في ما
يخص حقوق المرأة و ذوقيات التعامل معها لوجدنا في الإسلام ما يوضح هذه
القواعد والذوقيات ، ويقدمها للبشرية بروتوكولا لتسير عليه فعن أبي هريرة -
رضي الله عنه - قال : قال صلى الله عليه وسلم - : (( استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيرا )) رواه الشيخان في الصحيحين

والحديث يتكلم عن النساء عموما ، وأما أفراد العائلة من النساء فقد قال عنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) .

ولو
خصصنا العلاقة بين الابن والأم لتذكرنا حديث الرجل الذي جاء إلى رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي
قال : (( أمك . قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك . قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك . قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك .))

وفنون
الإيتيكيت و الذوقيات العامة كثيرة جداً ، ونجد في كتاب الله تعالى ما يحث
على التحلي بآداب معينة في مواقف عدة مما يدل على حرص الإسلام على أن تظهر
البشرية بأحسن مظهر و أجمل منظر .

وأود أن أختم بآيات من القرآن
الكريم أرجو من القارئ أن يتأملها ولا يتجاوزها بدون قراءة وكلها تصب في
هذه المعاني التي تحث على الرقي والتحضر ، فلنتأمل قول الله تعالى :

(( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يْمشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا )) سورة الفرقان (63(

وقوله تعالى في سورة الحجرات وهي سورة الآداب : (( يا
أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من
نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس
الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون)) ( 11)

(( يا
أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا
يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن
الله تواب رحيم )) ( 12 )

وقول الحق تعالى في ما يتعلق في التعامل مع المضيف والضيف:

(( يا
أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير
ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين
لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا
سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان
لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند
الله عظيما )) ( 53 )الأحزاب

صدق الله العظيم ...

وخلاصة القول :

أننا نتأثر سريعاً بالثقافات القوية
المهيمنة على العالم ، الغربية منها والشرقية ، ولكنني أرى أنه قد آن
الأوان أن نغرف من معين الإسلام ، لنبرز حضارتنا الإسلامية ونسوقها للعالم
ولنجعلها حضارة عالمية تتبعها الأمم في أرجاء المعمورة .بقلم عبد الرحمن الوقيصي ..

حقا ماجاد به قلمك المتالق وواقع حال لاينكر
نسأل الله العفو والعافيه
شكرا لك وجزاك الله خير الجزاء
بارك ربي فيك وحفظك واحسن اليك

‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗

» فن الإيتكيت بقلم عبد الرحمن الوقيصي .