تاريخ العملات المعدنية فى مصر منذ العصر العثمانى
قبل دخول العثمانيين الى مصر كانت حالة مصر المالية سيئة للغاية وعلى سبيل المثال هذا حال احد المماليك الحاكمة فى مصر (قانصوة الغورى )914 هجرية (1508)م ومن كثرة سوئتها وهوانها اضطر الى اثقال كاهل الشعب المصرى والاهالى بالضرائب لسد عجز الخزانة , كما امتنع عن دفع مرتبات المماليك ونشر العملة الزائفة !!!!! وامر بضرورة استعمالها حسب ما تحمله من القيمة الاسمية وكان هذا سببا فى كراهية المصريين له .
وفى عام 1923 هجرية (1516)م فتح سليم الاول مصر وضمها الى املاك الدولة العثمانية واستخدم النقود التركية فى التعامل ثم سك نقودا فى مصر سماها "زر محبوب" _نقد ذهبى والكلمة فارسية و"زر"ذهب و "محبوب" اسم احد المماليك عام (1299)م وعياره 16 قيراط وكان يساوى 45 قرشا مصريا_على نمط النقود التركية "البندقى" كما ضرب اجزاء من البندقى والمجر_نقد ذهبى مصرى ضرب لاول مرة فى بلاد "المجر" والمجر عند شرق الاردن وفلسطين نقد من نحاس يساوى خمس بارات_غير ان هذه الاجزاء الصغيرة لم يجر بها التعامل بل استخدمت للزينة والهدايا فى المناسبات .
وظلت هذه العملة منتشرة فى مصر حتى عام (1798)م تاريخ الحملة الفرنسية , حيث كانت مصر فى اضطرابات داخلية لوجود المماليك وعودة مصر الى الدولة العثمانية ولكن الحقيقة والواقع كان الغرض هو ان تكون مصر مستعمرة فرنسية وكانت العملات المتداولة وقت الحملة هى "زر محبوب" وعياره 698, من الذهب الخالص والباقى 302, من الفضة ويزن 2,590 جرام وكان "زر محبوب" له اجزاء فيقال نصف زر محبوب ويسمى بالنصفية وربعه بالربعية .
ولما استتب الامر للفرنسيين فى مصر اصدروا تعريفة بأسعار العملات المتداولة بواسطة لجنة ضمت بعض ذوى المصالح من اهل البلاد فقدروا "زر محبوب" بمبلغ 6,338 من الفرنكوقطعة الذهب الاسبانية بمبلغ 82,81 وقطعة الذهب المعروفة بلويس بمبلغ 33,66 وقطعة البندقية الذهبية بمبلغ 11,97 وقدروا من العملات الفضية قطعة الست لويسات بمبلغ 5,91 والريال الاسبانى بمبلغ 5,28 والقطعة ذات الست ليرات الميلانية بمبلغ 4,577 فرنكا_الفرنك هو النقد الفرنسى الفضى وكان سعرة عشرين قرشا فى الشرق فى اول ظهوره ثم تغير بوقوع الحربل العالمية الاولى_ وكانت سياسة الحملة الفرنسية فى مصر ترمى الى انتشار القطع الذهبية ولو كانت من اصل عثمانى .
وقد امر نابليون بضرب القرش وجعل قيمته 40 ميديا _الميدى قد وصفه احد العلماء الفرنسيين المرافقين لنابليون بأنه رقيق كالورق وكان يساوى 35/100 من الفرنك ثم اصبح يساوى 16/1000 من الفرنك _ والميدى 1,358 مليما وعياره الثلث فضة والثلثان نحاسا . غير ان هذا القرش لم يستعمل فى الصفقات الكبيرة ولذلك استعملوا بدلا منه النقود الاجنبية كالقرش الاسبانى والريال الالمانى والريال النمساوى وادى استعمال هذه النقود الى الفوضى فى المعاملات . لذلك سك الاوربيون الريالات الاجنبية المتعامل بها فى بلادهم على اساس النقود بفرنسا فجنوا ربحا كبيرا .
بعد ذلك ولى شئون مصر محمد على فأخذ فى اصلاح النظام النقدى وكانت مهمته شاقة ولم يستطع تجاهل العملات الاجنبية ولكنه كان طموحا فى تأسيس دولة مستقلة . لذلك اصدر أمرا فى عام (1827)م بجمع العملة القديمة وضع تداولها وتسليمها لضربخانة مصر لاعادة سكها عملة جديدة .
وفى عام (1834)م أصدر قرارا الى الخزانة العامة بأنه قرر العملة الفضية الجديدة الجارى سكها وهى القطع ذات العشرين قرشا_القرش والغرش بمعنى واحد لان الاصل المانى فمن الناس من ينقل الg الى قاف ومنهم الى غين , والقرش قرشان قرش صاغ وقرش رائج القرش الصاغ = 40 بارة والقرش الرائج يساوى ربعه وبعض المصريين يقولون الجرش او الارش_والعشرة قروش والسعيدية _السعيدية نقد مصرى قديم كان مستعملا فى ديار النيل قبل قرن _ والخيرية _الخيرية نقد ذهبى يساوى 30 قرشا تركيا نسبة الى خير بك احد المماليك الذين ولاهم السلطان سليم الديار المصرية _
وقد ثار الباب العالى على محمد على لضربة ربع الخيرية , فلما شعر محمد على ارسل اعتذارا للباب العالى بانه ضربها لشدة احتياج الاعمال اليها وبالاخص القضاء على فتن الاشراف فى الحجاز
ولم يقف جهد محمد على عند ذلك بل سعر الجنية الانجليزى بمبلغ 97,5 قرشا , والونتو الفرنسى بمبلغ 77,6 قرشا والبندقى _ وهو عند المصريين ما يسميه العراقيين بندق وهو نقد ذهب مصرى كان رائجا قبل 100 سنة _ بمبلغ 46,425 قرشا.والدبلون الاسبانى _الدبلون نقد ذهبى من ضرب الاسبان وكان معروفا فى سوريا وقيمته 16 ريال والمصريون يلفظون ديلون _313,977 قرشا والمجيدى _ نقد تركى وهو منسوب الى السلطان عبد المجيد وكان عندهم نصف وربع _ بمبلغ 87,75 قرشا مصريا والخمسة فرنكات بمبلغ 19,5 قرشا
وكان يرمى من وراء ذلك الى ايجاد نقود وطنية يضرب منها ما يفى بحاجة التجارة , ومعاملات الناس
وقد سك قروشا كثيرة من الفضة وكانت قيمتها الاسمية اكثر من قيمتها الحقيقية
وفى عام (1835)م ضرب نقودا ذهبية من النصفية باسم السلطان محمود , وفى عام (1836)م امر بتسمية العملة المصرية ودرجها فى الوقائع المصرية , وفى عام 1838)م ضرب نقودا نحاسية من فئة الخمس بارات باسم السلطان محمود
وفى عام (1839)م اصدر لائحة لديوان الايرادات بسحب جميع العملات المتداولة بين الناس وتسليمها لضربخانة مصر وسكها عملة ذهبية من فئة الجنية , والنصف وسك ايضا من الذهب خمسة قروش لجيبه الخاص كما سك عملات فضية من فئة العشرين قرش والعشرة قروش والخمسة قروش والقرش الواحد .
وفى عام (1840)م سك نقودا نحاسية من فئة البارة الواحدة باسم السلطان عبد المجيد , وفى عام (1843)م سك نقودا ذهبية من فئة الجنيه والنصف باسم السلطان عبد المجيد بن محمود خانفى حكم عباس حلمى الاول عام (1849)م ضربت عملاة ذهبية من ذات الخمسة قروش , كما ضربت نقود فضية من ذات القرش والنصف القرش والربع القرش
وقد نقش عليها اسم السلطان عبد المجيد بن محمود خان
وفى عام (1853)م سكت نقود ذهبية من فئة الخمسين قرشا بأسم السلطان عبد المجيد بن محمود خان .
وفى سنة (1853)م سكت نقود ذهبية من فئة الخمسة قروش بأسم السلطان عبد المجيد بن محمود خان , فوى نفس السنة سكت نقود نحاسية من ذات العشرة بارات باسم السلطان عبد المجيد بن محمود خان .
وفى ايام الخيدوى سعيد سنة (1856)م سكت نقود ذهبية من فئة الخمسة قروش بأسم السلطان عبد المجيد بن محمود خان .
وفى عام (1861)م سكت نقود فضية من ذات العشرين بارة بأسم السلطان عبد العزيز بن السلطان محمود .
وفى عام (1863)م من عهده ايضا ضربت نقود ذهبية من فئة الجنية وفضية من فئة الخمسة قروش ونحاسية من فئة العشرة بارات .
وفى عهد الخديوى اسماعيل عام (1864)م ضربت نقود نحاسية من ذات العشرين بارة _والبارة من اصل فارسى والعرب اخذوها من الترك والترك اخذوها من الفرس والعشر بارات تساوى قرش صاغ_ بأسم السلطان عبد العزيز .
وفى عام (1876)م ضربت نقود ذهبية وفضية بلأسم السلطان عبد العزيز .
وفى عهده ايضا سكت قطع من ذات الخمسة جنيهات بأسم السلطان عبد الحميد الثانى بن السلطان عبد المجيد خان .
ومن عام (1876)م الى عام (1884)م لم تسك عملات نحاسية ولا فضية , وكان هذا سببا فى صعوبة المعاملات بين الناس فحلت العملة الاجنبية محل العملة المصرية وتعين ان يطرد الجنية الانجليزى الجنية المصرى بناء على نظرسة " توماس جريشام " مستشار الملكة اليزابيث ملكة انجلترا والتى تنص على انه اذا وجدت فى دولة عملتان قانونيتان وكانت احداهما رديئة والاخرى جيدة فان العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة , والنقود الجيدة هى التى لها قيمة معدنية مساوية لقيمتها القانوينة او اكبر منها .
لهذا امر الخديوى محمد توفيق بتشكيل لجنة برئاسة المرحوم مصطفى فهمى للعمل على القضاء على الفوضى التى سادت البلاد من جراء طرد الجنية المصرى .وبقيام الثورة العرابية عام (1882)م انحلت اللجنة .
والحكومة لم تكثر من ضرب العملات المساعدة من الفضة والنيكل والبرونز بل لقد كفت عن سك الفضة فى عامى (1902)م و (1903)م وكثر انتاج القطن فى ذلك الحين فزاد الطلب على النقود الفضية وبلغ سعر الصرف 3% وهبط ثمن الجنية الذهب الى 90 قرشا .
لهذا ادركت الحكومة هذا الخطأ وسكت كميات كبيرة من النقود الفضية حتى صارت سلعة فى الاسواق وهذا راجع الى هبوط ثمن القطن
ولقد استمرت الحكومة فى سك النقود الفضية والنيكل والبرونز الى ما بعد 33 سنة من جلوس السلطان عبد الحميد على العرش وهذه العملة هى قطع من ذات العشرين قرش بقطر 40 مليمتر وتزن 28 جراما بعيار 0,833 من الفضة الخالصة والقطع من ذات العشرة قروش بقطر 33 مليمتر وتزن 14 جراما بعيار 0,833 والقطع ذات القرشين بقطر 19 مليمتر وتزن 2,800 جرام بعيار 0,833 من الفضة الخالصة والقرش ويزن 1,400 جراما بقطر 14,5 مليمتر ونصف القرش الفضة ويزن 0,700 جراما وربع القرش ويزن 0,350جراما .
والجنية الذهبى المصرى لم يضرب منه فى عهد محمد توفيق من عام (1888)م الى (1891)م الا عدد "52024" قطعة ثم بطل سكه بعد ذلك وكان يزن 8,5 جراما وبعيار 0,875 ذهبا وبقطر 24 مليمترا .
وضرب النيكل من ذات القرش الواحد بقطر 23 مليمتر ويزن 5,5 جراما والنصف قرش بقطر 21 مليمتر ويزن 4 جرام , وجعلت قطعة النيكل من ذات المليمين بقطر 18 مليمتر ويزن 1,5 جراما , وكان عيار النيكل 0,250 نيكل و 0,750 نحاس .
وسك من البرونز نصف المليم بقطر 18 مليمتر ويزن 2 جرام , وكانت جميعها مرسومة على احد وجهيها بالطغراء الشاهانية باسم السلطان عبد الحميد الثانى ومحاطة بأكليل من الزهور , وفى اعلى الطغراء سبعة نجوم , وعلى الوجه الآخر " ضرب فى مصر " وتاريخ جلوس السلطان , وكان عيار البرونز 0,950 نحاس و 0,040 قصدير و 0,010 زنك .
وفى عهد الخليفة محمد رشاد سلطان تركيا عام (1909)م لم تسك عملة مصرية فى اول سنة من توليته الحكم لوجود العملات بكثرة .
ومن سنة (1910)م الى سنة (1914)م سكت نقود فضية ونيكلية وبرونزية وعليها طابع الطغراء بأسمه وهى تماثل سابقتها فى القطر والوزن والعيار كما انه سكت فى عهده عملة فضية تحمل رقم 6 اى السنة السادسة من توليته الحكم وقد جاءت خرساء . واعتق الناس انها من العملات المزيفة فأضطرت الحكومة الى الاعلان عنها بأنها عملة صحيحة وقانونية , ويرجع ذلك الى تخلل الهواء اثناء السك .
تم
منقول
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗