والكاظمين الغيظ والكاظمين الغيظ والكاظمين الغيظ والكاظمين الغيظ
والكاظمين الغيظ
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وسعت رحمته كل شئ ووسع كل شئ رحمه وعلما واشهد ان محمد عبد الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آل بيته افضل صلاة واتم تسليم على هذا النبى الامى الكريم بلغ الرساله وادى الامانه صلوات الله وسلامه عليه اسال الله ان يأتيه الوسيله والفضيله وان يبعثه مقامه محمودا الذى وعده اللهم امين كما نساله سبحانه ان يشفع فينا وفيكم هذا النبى الكريم وان يسقينا من حوضه لا نظمأ بعدها ابدا اللهم امين اخوانى بارك اللهم فيكم فى هذه الحقبه من الحياة الدنيا الفانيه الزائله لازاما ان نبحث عن الاعمال التى تقربنا من الله والتى نستجلى بها ولايه الله سبحانه وتعالى لنا والتى بها ترفع درجاتنا وتحط عنا الخطيئات والتى بها تجتمع كلمتنا وتأتلف قلوبنا فلذالك اسباب فى كتاب الله عز وجل واسباب ف سنه نبيه الامين عليه افضل الصلاة واتم التسليم فكل ما من شئنه ان يرفع بنا درجات يوم نلقى ربنا وكل ما من شئنه يوحد صفوفنا وان يجمع كلمتنا وكل ما من شئنه ان يجعلنا ندخل فى ولايه الله لنا لازاما ان نبحث عنه وان نلتمسه لعل الله ان يكرمنا بسكن الفردوس مع النبى الامين عليه الصلاة والسلام كان من كريم الاخلاق التى تتسبب لنا فى ذالك والتى ذكرت مرارا فى كتاب الله عز وجل وفى سنه نبيه الامين خلق كريم به نستجلب محبه الله وكذالك نستجلب به محنه المؤمنين وبه ترتفع الدرجات وتحط الخطيئات و تأتلف القلوب بأذن ربها وخالقها ألا وهو الخلق الا وان هذا الخلق خلق العفو عن الناس قال الله سبحانه وتعالى : ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) فبعفوك عن الناس تحظى بمرتبه اهل الاحسان التى هى من اعلى المراتب بعد الاسلام واالايمان ولقد قال تعالى مبيا عظيم الاجر لمن سلك هذا المسلك : ( فمن عفى واصلح فأجره على الله انه لا يحب الظالمين ) وقال تعالى : ( وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا فان الله غفورا رحيم ) فهذا الخلق الكريم نستجلب بيه رحمه ربنا ومحبه ربنا سبحانه وتعالى وكذالك ناملوا ونرجوا بيه ان ندخل فى عباده المحسنين ثم هوا خلق الانبياء عليهم الصلاة والسلام وخلق لاهل الفضل واهل الصلاح تحلو به واكتسوا بلباسه عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين لقد حكى النبى صلى الله عليه وسلم : نبيا من الانبياء من قبله ضربه قومه حتى سال الدم على وجه ونبي من انبياء الله ويمسح الدم من على وجهه بيده وهو يقول اللهم اغفر لقومى فانهم لا يعلمون لقد جاء اخوة يوسف الصديق عليه السلام اليه بعد ان فعلوا به ما فعلوا من حسده والتأامر عليه والقائه فى غيابه الجب الى ان بيع بيعه العبيد الرقيق فى الاسواق وتسببوا فى التفريق بينه وبين ابيه عشرات السنين وتسببوا فى عمى ابيهم بعد ذالك وعرضوا قائلين فان يسرق فقد سرق اخ لهم من قبل فرموه بالتهم فرقوا بينه وبين والديه وجاءوا اخر ما جاءوا لم ياتوا خصيصا للاعتذار بل جاءت عرضا أءينك لأنت يوسف قال انا يوسف هذا اخى قد منى الله علينا انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين قالوا تالله لقد اثرك الله علينا وان كنا لخاطئين لم يصرحوا بطلب العفو ابدا بل قالوا هذه الكلمه تالله لقد اثرك الله علينا ان كنا لخاطئين فبادر هو بالعفو وسبق هو الى الفضل قائلا لا تسريب عليكم اليوم يغفر الله لكم و هو ارحم الراحمين وغض الطرف عن كل الاساءات التى صدرت فى حقه لا تسريب عليكم اليوم يغفر الله لكم و هو ارحم الراحمين وتتوالى الاحداث وياتى ابيه واخواته وامه كلهم يسجدون اليه سجده التحيه فيقول ومنه يستنبط العفو كذالك يا ابتى هذا تأويل رؤيايا من قبل قد جعلها ربى حقا وقد احسن بى اذ اخرجنى من السجن وجاء بكم من البدو من بعد ان نزغ الشيطان بينى وبين اخوتى ولم يقل قد احسن بى اذ اخرجنى من البئر حتى لا يذكر اخواته ب الاساءات التى صنعوها فى حقه وحمل الشيطان الجريمه كلها وهو لها اهل ولم يقل بقوله من بعد ان ظلمنى اخوتى وانما قال من بعد ان نزغ الشيطان بينى وبين اخواتى هكذا يتأتى العفو عفو الكرام هل ترون انه هكذا انخفض عند الله أم ارتفع لقد ازداد رفعه بعد رفعه كما قال النبى الامين عليه الصلاة والسلام : ثلاثه اقسم بالله عليهم ما نقص صدقه من مال وما زاد الله بعبد عفوا الا عزة وما تواضع احدا لله الا رفعه الله ونبيا الامين لن يبتعد عنع بعيدا عليه الصلاة والسلام فقد اخرج من مكه التى هى احب بلاد الله الى الله والتى هى احب بلاد الله اليه والتى فيها داره وجواره طرد منها وتتبع لقتله عليه الصلاة والسلام وبعد قتاله قومه اشد القتال وقتلوا عمه حمزه فى قتال داوم عشرة سنين ومع ذالك يدخل مكه فاتحا بفضل الله والكل يتوقع انه يقتل هذا ويشرد هذا ويذبح هذا ويسبى هذا ولكن يقوا من دخل داره فهو امن , من اغلق عليه بابه فهو امن , ومن دخل المسجد فهو امن , ومن دخل دار أبى سفيان فهو امن تأيفا لقلب أبى سفيان وبعد ان مكن الله لنبيه الكريم عليه الصلاة والسلام فكان العفو لم يزل شيمه لآهل الفضل وشيمه لآهل الصلاح يتحلوا به حتى تجتمع كلمتهم وتنصرف عنهم شياطين الانس والجن فان عفوة عن اخيك انقطعك عنك وساوس الشياطين فى غالب الاحيان بأذن الله وكذالك كف الشريرون من البشر السعات فى الارض بالفساد ان كف الشريرون من البشر السعات فى الارض بالفساد ولقد لا يخفى عليكم ان النبى عليه الصلاة والسلام طعن فى عرضه عرض زوجته عائشه أم المؤمنين رضى الله عنها وكان من ثم طعن فى ابى بكر الصديق فمن منكم الذى يتحمل ان يقال على ابنته انها فعلت فاحشه وتلاقم بذالك الالسن وتنتشر تلك القاله السيئه بين الناس ان عائشه فعلت الفاحشه ومن الذى يتقول عليها بمثل هذه الاقاويل منهم رجلا من اهل الفضل سابقه مهاجريا بدريا وهو مسطح بن اثاثه رضى الله عنه قريب لابى بكر ينفق ابى بكر عليه شاهد بدرا هاجر من مكه الى المدينه ولكن ذلت قدمه واستذله الشيطان فوقع فى عرض عائشه واتهمها بلا بينه ولا تثبت بانها فعلت الفاحشه رضى الله عنها ثم ان الله انزل برائتها فى ايات تتلى وفى هذا قطع بتكذيب كل من تكلم فى عرضها فقال ابو بكر رضى الله عنه والله لن انفق على مسطح بعد اليوم كأى اب ينتصر على ابنته المظلومه كأى اب يقول والله لن انفق على مسطح بعد اليوم فينزل الله سبحانه (لا يأتل أولوا الفضل منكم والسعه ان يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين فى سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفورا رحيم ) فيتراجع عن قيله ويقول والله لن امنع النفقه عن مسطح بعد اليوم وعائشه ابنته هى العافيه ايضا يأتيها حسان ابن ثابت يستأذن وكان حسان ممن طعنوا فى عرضها واتهموها بلا بينه بأنها فعلت الفاحشه ونزل التكذيب فى ايات الافك فجاء يستأذن بالدخول عليها فى الدخول لآمر يريده فأذنت له كى يسأل من وراء حجاب فقا لها عروة أبن أختها يأم المؤمنين : اتأذنين لهذا الرجل لقد قال ما قال وانزل الله تكذيبه فى القران والله يقول ( والله تولى كبره منه له عذاب عظيم ) فلن تنسى عائشه الفضله وقالت أى عذاب اشد بالعمى لقد أصيب بالعمى ثم يا عروة إنه كا ينافح عن الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم فأعتبرت منافحته ودفاعه عن رسول الله ولم تهملها ولم تجحدها بل حفظت له معرفه الذى صنع رضى الله تعالى عنها وعفو عنهم وعفت عن حسان رضى الله عنه الذى صدر منه وهكذا تتوالى الامثله على ذالك أمثله الصانعين الكاظمين الغيظ العافين عن الناس وما من جرعه يتجرعها عبد مسلم أعظم من جرعه غيظ يكظمها ابتغاءا لوجه سبحانه ولا يخفى عليكم أمر عمر مع عينه بن حصن الفرازى الذى قال يا عمر يابن الخطاب إنك لا تحكم بالعدل ولا تعطينا الجذله تعطينا ما تعطينا من المال الا الفتات المتبقى منك ومن اهلك وكذاك انت ظالم جائر فهم عمر يبطش بيه فذكره مذكر بقوله تعالى ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض الجاهلين ) فيقول الراوى فوالله ماتجاوزها عمر فقد كان وقافا عند كتاب الله عز وجل ولقد قال عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما : ما ظاخ قوله تعالى خذ العفو أمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين إلا فى أخلاق الناس خذ العفو . خ العفو و"أمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين نزلت فى أخلاق الناس فهذا لم () ألا وهوا العفو عن الناس ولقد ذكرا الله به فى ثلاث أيات من كتابه الكريم من ثلاث سور على نسق فى بيان التراقى فى التعامل مع شياطين الانس وشياطين الجن اذا كان ثم أيات أخرى متفرقه فى الكتاب العزيز فيها صدد فى سورة الاعراف ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإن ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ) وفى سورة المؤمنين ( ادفع بالتى هى أحسن السيئه نحن اعلمبما يصفون وقل رب اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك رب ان يحضرون ) وفى سورة فصلت ( ولا تستوى الحسنه ولا السيئه ادفع بالتى هى احسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا و حظ عظيم وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) أياته تحمل مدلوا واحدا وتدل عليه هو طريقه التعامل مع الظلمه من الانس بالعفو عنهم وتأليف قلوبهم أما الجن الشيطان فلا ينفع معه تأليف القلب ولا يرضى منك الا بالكفر فلالك أمرت بالتعوذ بالله منه وجديرا بك فجديرا بك فإذا وصلك مسه من احدا أو يصل عليك جاهل من الجهلاء أن تعامل الاساءه بالاحسان ذالك اقوى فى دفع الشياطين شياطين الانس وشياطين الجن على السواء ثم واقعى لتسليم القلوب ولا يخفى عليكم أمر ثمامه بن اسال مع النبى صلى الله عليه لما ارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم خيله قبل نجد فاتت ب ثمامه اسيرا فربط فى المسجد ربط فى ساريه من سوارى المسجد فنفعه لانه كان يسمع القران مشوشا عليه فإذا ربط فى ساريم من سوارى المسجد سمع القران عن قرب ورأى الصحابه فى صلاتهم وسكناتهم وتعاملاتهم ففهم الاسلام عن قرب فخرج اليه النبى يقول اسلم يا ثمامه فأبى ان يسلم مر عليه مره ثانيه يقول يا ثمامه ما عندك يا ثمامه قال عندى والله خير يا محمد إن نتعم تنعم على شاكر اى ان نفضلت علي واطلقت سراحى فسأشكر لك صنيعك وإن تقتل تقتل ذا دم لى اهل سيطالبون بدمى وإن كنت تريد المال فسأل من المال ما شئت وأعطيك إياه فسكت النبى وسكت فمر عليه فى اليوم التالى أسلم يا ثمامه ما عندك قال نفس المقوله عندى يا محمد والله خير إن تنعم تنعم على شاكر وإ تقتل تقتل ذا دم إن كنت تريد المال فسأل من المال ما شئت وفى اليوم الثالث كذالك فقال عليه الصلاة والسلام : أطلقوا ثمامه فأطلقوه فذهب الى نخل قريب من المسجد فغتسل وجاء وقال أشهد ألا اله الا الله وأن محمد رسول الله والله يا رسول الله ما كان على وجه الارض وجها أبغض الى من وجهك وإنه الان أحب وجها على الارض الى وما كان على وجه الارض بلدا أبغض الى من بلدك وهى أحب بلاد الله الى والله يا رسول الله لن يصل الى اهل مكه شئ من الحنطه ولا قطمير كانت اليمامه هى التى تصدر القمح الى اهل مكه والله لن يصل اليهم شئ من القمح ولو قطمير حتى تكون انت الذى تأذن لهم فيها وبدأ الحصار عل اهل الكفلا فى مكه ومنع عنهم حتى جاعوا أكلو العنهز ومصوا النواه والجلد والجيف من شده الجوع الى أن اتو النبى يسألونه جئت بصله الرحم وها نحن مصصنا النوان وأكلنا الجيف فأنزل الله سبحانه ( أن كاشفوا العذاب قليلا أنكم عائدون يوم نبطش البطشه الكبرى إنا منتقمون ) فى بعض الاحاديث المتداخله معه بعضها فكان هذا من ثمرات العفو وكان هذا من ثمرات الصفح عن الناس وصدق الله إذ يقول ( فإذا الى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم وما يلقاه الا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) فيكفى لك إذا جانبت هذا الجتنب ان الله يحبك وان درجتك ترتفع وان تزداد عزا فى الدنيا فضلا عن الاخرة وان الله يتولاك ويرعاك وكما اشار الامام العالم ابن القيم رحمه الله عند تفسير قوله تعالى ( ذالك ومن عاقب بمثل من عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله ) قال ما حاصله اذا ضربك شخص ضربه فردت عليه بضربه مثلها ثم اعتدى عليك فقد اقتصصت لنفسك فالله ناصرك بأن الله قال( ذلك ومن عاقب بمثل من عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله ) فهذا بحق المنتصر بقدر المظلمه فما ظنك هكذا بقول ابن القيم للذى ترك حقه كله لله يتولى الله الدفاع عنه دفاعا اشد واعظم ولقد ارشدنا الى العدل ولقد امرنا بالعدل وارشدنا بالفضل بعد ذالك فى اكثر الايات الذى تدعو الى القصاص قال تعالى ( وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ) ولكن ( لئن صبرتم لهو خير للصابرين ) فايهما افضل لك لقد لطمت لطمه نعم لك ان تلطم من لطمك لطمه مثلها وقال تعالى ( وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) نعم لك إن سببت ان تسب من اسبك بقدر ما اسبك قال تعالى فى كتابه الكريم ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم وكان الله سميع عليم ) فالذى ظلم له ان يجهر بالسوء من القول الا بالدعاء على الظالم بقدر المظلمه واما بأن ينال منه بنحو القدر الذى سبه به ولكن وبعد ان تبدوا خيرا او تخفوه او تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا حتى فى القصاص البدنى يقول تعالى ذكره (وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس _ من قتل يقتل _ والعين بالعين والانف بالانف والاذن بالاذن السن بالسن والجروح قصاص ) شخص تعمد ان يفقع عين شخص فاللذى فقعت عينه ان يفقع عين الظالم التى مثلها فقط او شخص تعمد ان يكسر سنه لشخص للمضروب ان يكسر سنه الضارب له ذالك ( وكتبنا عليهم ان النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالانف والاذن بالاذن السن بالسن والجروح قصاص ) ولكن من الافضل من ذالك كله فمن تصدق به فهو كفاره له إذا قلت عفا الله عنك حط عنك من الخطاياى قدر عفوك إذا قتل لك قتيل لك ان تقتل القاتل ولكن ايهما افضل وقال تعالى ( فمن تصدق به فهو كفاره له ) كفاره لمن فيل كفاره للعافى عن النفس لولى الدم تحط عنه خطاياه وقيل كفاره عن القتيل نفسه خطاياه حطت عنه بعد قتله بسبب عفو اولياء الدم عن هذا الدم
و تتوالى هذه المعاني في عدة آيات لتقرير هذا المعنى " إن الله يأمر بالعدل و الإحسان " العدل ...القصاص ..و يرشد إلى الإحسان و هو العفو .. نحوه " و جزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفى و أصلح فأجره على الله " أي لا يعلمه و لا يعلم قدره إلا الله و لن يكافيء به إلا الله هو الذي يكافيء المكافأة التي تستحقها فمن عفى و أصلح فأجره على الله .
و هكذا تتوالى النصوص المثبتة لهذا المعنى الجليل ..معنى القصاص ثم بعد القصاص الإرشاد إلى العفو .معنى جليل ترتفع به الدرجات و تحط به الخطيئات و به بإذن الله تقال العثرات و تغفر الذلات .و هنا معنى ينبغي أن يشار إليه و هو من الأهمية بمكان كريم ...هذا المعنى مفاده أن الله سبحانه و تعالى خلقنا أطوارا و من معاني خلقكم أطوارا أن الناس خلقوا على طبائع و مختلفة فهذا الرجل حليم لا يكاد يغضب عاقل و رزين و هذا الآخر سريع الانفعال حاد الطباع و هذا الثالث لا يتريث في الأخبار بل يندفع و هذا الرابع ماكر و ذو دهاء ..الناس يختلفون في سجاياهم و في طبائعهم و في أخلاقهم .. فإذا رزقك الله الحلم و من عليك به كنت حليما عاقلا ..لا تنفعل سريعا ألا يجدر بك أن تقدم لهذه النعمة شكرا ؟ و تصبر على إخوانك الذين من شأنهم الانفعال و الاندفاع ؟ فإنهم سرعان ما يتراجعون عما صدر منهم و يعتذرون فإن ذلت قدم أحد إخوانك و تلفظ بألفاظ بذيئة لأن جبلته حادة و هو منفعل و حاد الطباع و امتصصت أنت تلك الغضبة و قلت غفر الله لك ..في حال هدوئك و ما من الله عليك به من كريم الأخلاق و هدوء الطباع تكون قد شكرت نعمة الله عليك و يزيدك الله سبحانه و تعالى من هذه النعمة إذ أنه قال " لئن شكرتم لأزيدنكم " أما إن اتخذت غضبة أخيك سبيلا للنيل منه و التشهير به ..و قد اعتذر فلست بشاكر للنعمة حينئذ .
إن الشخص قد يكون صالحا صلاحا كبيرا و على درجة عالية من الصلاح ..و لكن من جبلته أنه يندفع و في اندفاعه يغضب و يخطيؤ و لكنه سرعان ما يعتذر ...فمثله تقال عثرته و تغفر ذلته و هكذا كانت أمنا الكريمة زينب بنت جحش –رضي الله عنها- فزينب هذه –رضي الله عنها – يكفيها فخرا فخرا أن الله هو الذي زوجها للنبي محمد – صلى الله عليه و سلم – بدون ولي و قال " فلما قضى زيد منها و طرا زوجناكها " الذي زوجها و اختارها للنبي محمد –عليه الصلاة و السلام – هو رب العباد سبحانه علام الغيوب العليم الخبير ..العليم بمن خلقهم ..و كانت هذه الأم الكريمة أمنا زينب بنت جحش – رضي الله عنها – عابدة كما سلف تقوم الليل تصلي .. إن تعبت ربطت وسطها بحبل حتى لا تسقط .. إلى أن أمر النبي بحله و قال " ليصلي أحدكم نشاطه "
كانت تعمل في البيت ..تمهد لدبغ الجلود ..تدلك الجلود تمهيدا لدباغها و تتقاضى أجرا حتى تتصدق به و كانت صادقة اللهجة و كانت ابنة عمة رسول الله .. أمها أميمة بنت عبد المطلب –رضي الله عنها – و كانت على درجة عالية من الحسن و الجمال .. و لكن كما قالت عائشة " ما رأيت امرأة قط أعبد ولا أشد اجتهادا و ابتذالا لنفسها في العمل الذي تتقرب به إلى الله و لا أشد تصدقا من زينب بنت جحش .. و هي التي كانت تساميني في المنزلة عند رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و لكن كانت تصدر منها حدة تعتريها الفينة بعد الفينة .. أي لسانها كان حادا ... تصدر منها الشدة و لكم تسرع ... تسرع منها الفيئة ... يعني ترجع عما قالته بسرعة ... يعني في الغضب الشديد تتلفظ بألفاظ شديدة و لكنها تندم و ترجع إلى الله سبحانه و تطلب العفو ممن أساءت إليهم في حقهم .
هذه الخصلة لم يتفطن لها زيد بن حارثة – رضي الله عنه – و كان دائم الشكوى منها لرسول الله – عليه الصلاة و السلام - ...زينب تفعل ... زينب تفعل ... و أما عن زينب فأعلم بعض ما قاله و لكن فيها خصال خير لم يدم الأمر بينهما و لم تدم المعيشة بينهما و كلاهما على خير ... هذا مبشر بالجنة في نص و هي أيضا زوّجها ربنا ...فطلقها زيد لأمر يريده الله " فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم "
ءال الأمر بينهم إلى الطلاق فطلقت .. شاهدي ... ان من الناس من جبلته التسرع و الاندفاع أحيانا ... جبل على هذا و لكن يتراجع عن ذلك سريعا .. فمن كان هذا شأنه جدير بك أن تعرف خصاله و أن تصبر عليه إذا ذلت منه الأقدام ... أما أنت إذا كنت تورطه حتى ينفعل .. فإذا انفعل أخطأ فمسكت عليه هذا الخطأ .. فربنا هو الذي سيعاقبك .. هو الذي سيتولى عقابك إذا كنت تتعمد أن تثير إخوانك المسلمين و تحملهم على الاندفاع و الانفعال حتى يخطئوا فأيقن أن الله سيسلمهم و ينجيهم و أنت الذي ستبتلى لأن الأعمال بالنوايا و لأن الأعمال بالمقاصد و النبي يقول " إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امريء ما نوى " و قال " إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم و يغفر لكم " لكن في هذا تشجيع على الاندفاع؟ كلا ...بل فقط التذكير بأن جبلات الناس تختلف .. لإغن كنت ممن أنعم الله عليهم بالهدوء و بالتأني و بالتريث فاحمد الله على النعمة و قدم لهذه النعمة شكرا ... شكرا يتمثل في الصبر على الناس ... في الصبر على
حماقات الناس ... في الصبر على جهالات الناس حتى يزيدك الله سبحانه من النعم التي أنعم الله بها عليك
.
أيها الإخوة ..ولا يقف العفو عند العفو عن الخوض في الأعراض فحسب بل حتى عن الماديات المحسوسة و عن الماليات أيضا يتجه العفو ..فربنا سبحانه و بعد أن قضى للمرأة المطلقة قبل المسيس ..قبل الدخلة قضى بأن لها نصف الصداق قال تعالى " و إن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة فنصف ما فرضتم " أي فلهن نصف ما فرضتم ...نصف الصداق المتفق عليه ثم أرشد إلى العفو قائلا " إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح " قيل هو الزوج يعفو لها عن النصف و يترك لها الصداق كاملا و قيل هو الولي .
" إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح و أن تعفوا أقرب للتقوى و لا تنسوا الفضل بينكم " فإذا طلقت المرأة التي لم يدخل بها الزوج يفترض أن لها نصف الصداق و لكن عفوها أرفع لها درجة عند الله من أن تأخذ نصف الصداق الذي لها ...و لكن قل العاملون بذلك ...قل العاملون بذلك و نسأل الله العافية من ابتلاءات الدنيا و فتنها ...فعفو المرأة المطلقة قبل المسيس عن نصف الصداق لها يقول الله في شأنه " و أن تعفوا أقرب للتقوى " و عفو الزوج الموسر عن نصف الصداق لزوجته كأن يتركه جميعا لها أقرب لتقواه أيضا ..ففي ذلك فليتنافس المتنافسون ...يتنافسوا في أيهما أقرب للتقوى فالدنيا فانية و زائلة و في الحديث عن رسول الله –عليه الصلاة و السلام – أنه قال في معنى الحديث " كان ممن كان قبلكم رجل لم يكد يفعل خيرا لقي الله بعد موته فسُئل هل عملت حسنة ؟ (هل لك من حسنات ) قال لا و لكنني كنت فقط أرسل فتياني لأني كنت أداين الناس ( أداين الناس يعني أعطي الناس ديونا )فأقول لهم : أنظروا الموسر و تجاوزوا عن المعسر لعل الله أن يتجاوز عنا ( يعني أنا أعطي الناس ديونا و أرسل غلماني و فتياني لجمع الديون فأوصيهم بوصية ..لا تشددوا على العباد .. الموسر الذي تعلل أمره شيئا ما و المعسر تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا ) فقال الله له : نحن أحق بذلك منك ... تجاوزوا عن عبدي ...تجاوزوا عن عبدي فتجاوز الله عنه لتجاوزه عن الناس فهكذا العفو يفعل و هكذا المغفرة تفعل ... اغفروا يُغفر لكم ... ارحموا تُرحموا ... تجاوزوا عن الناس و عن ذلاتهم يتجاوز الله عنكم .
إن رجلا اقترض من رجل مالا و جاء يقاضيه في المسجد ... اقترض عبد الله بن أبي حضرض من كعب بن مالك مالا فجاء يقاضيه في المسجد و ارتفعت الأصوات ... كعب يطالب بديونه ..بأمواله ..و الآخر يعتذر ...ما عندي ..أمهلني ..أنا معسر ..ارتفعت الأصوات فخرج عليه الصلاة و السلام يقول " يا كعب بن مالك ضع من دينك هكذا ..و أشار إلى النصف ..قال قد فعلت يا رسول الله فقال لعبد الله بن أبي حضرض قم فاقضه .. أي قم فتصرف في النصف الآخر و ءأت به ..بذلك تنتهي المشكلة فقام و الحمد لله .
فالتجاوز و العفو لا يكون فقط عن التجاوز في الأعراض بل يمتد إلى التجاوز عن الماليات إلى التجاوز عن الماليات ..قال تعالى ذكره " و إن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة " ( إن كان ذو عسرة أي إن كان المدين معسرا فنظرة أي إمهال إلى ميسرة ) و أن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون .
أيها الإخوة لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون و هكذا في كل جوانب الحياة و الأخلاق لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون سواء كانت نفقة مالية أو تصدقا بأعراضكم التي انتهكت على أيدي أقوام فالله يدافع عنكم و الله يتولى أمركم فقد قال و قوله الحق " و هو يتولى الصالحين " فاحرصوا على أن تكونوا من ذوي الأخلاق العالية و الأخلاق النبيلة السامية ...احرصوا على أن يتولاكم الله و على أن تدخلوا مستعينين بالله في عداد المحسنين في عداد الكاظمين للغيظ في عداد العافين عن الناس حتى تجتمع كلمتناو حتى تأتلف قلوبنا و ذلك برضا الله سبحانه و تعالى عنا و مغفرته لذنوبنا فاغفروا يُغفر لكم و تجاوزوا يتجاوز الله عنكم و استغفروا ربكم إنه كان غفارا .
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد ...
فمن ثمرات هذا العفو عن الناس كما سلف أن الله سبحانه و تعالى يدخلنا في عداد امحسنين الذين يحبهم و يرضى سجاياهم الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين ... و إذا جاهدت نفسك كي تعفو فإن الله قال " و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لَمَعَ المحسنين " و من ثمرات ذلك أن قلبك يطمئن فإذا وصلتك مسبة من شخص فقلت : عفى الله عنه .. سينعكس ذلك على قلبك في الحال و على التو و الفرو بإيمان تجد حلاوته في قلبك و ستنقطع عنك الوساوس و ستنقطع عنك الهواجس بامتثالك لأمر الله " خذ العفو و ءأمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين " .
سيكرمك الله سبحانه إذا امتثلت هذا الأمر بأن يطمئن قلبك و أن يذهب غيظ قلبك و سيأتي يوم و إن أخطأ فيك هذا الشخص الآن و شعر بخطئه لعله و بعد سنوات يأتيك و يطلب عفوك في حال هدوء قلب و راحة بال يفكر في ذنوبه التي اقترفها في حياته فيقول كان في حياتي أني ظلمت فلانا فيأتيك معتذرا ...يأتيك معتذرا و إن لم يفعل هذا فستنال أجرك عند الله سبحانه و تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
أيها الإخوة ...ما ذكر يتعلق بمن ذلت منهم الأقدام و من ذلت منهم الألسن و لكن ثم استثناءات من كل عموم تحصل منه استثناءات .
فإذا كان هناك عدوا صائلا معتديا باغيا لا نقل ذلت قدمه فقتل ... لا بل إن القتل شيمته و السرقة دأبه و العدوان سبيله ..فمثل هذا الذي إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم مثله يكون العفو عنه في غير محله ...بل يؤخذ بالشدة لصالحه أيضا حتى ينزجر عن الفساد في الأرضفيسلم في آخرته.
و من هنا جاءت نصوص محكمات في التنزيل ..قال الله في شأنها مثنيا على فريق من عباده " و الذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون " و الذين إذا أصابهم الغي هم ينتصرون ...هنا في محل الثناء هنا و لكن الانتصار كما سلف بقدر المظلمة و العفو في حق من ذلت منهم الأقدام و التعثرات أولى أما إذا كان عدوا صائلا فكما يذكر في قوله تعالى " و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله على ما في قلبه و هو ألد الخصام و إذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها و يهلك الحرث و النسل و الله لا يحب الفساد و إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم و لبئس المهاد و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله و الله رءوف بالعباد" قالوا هذا في المتصدي للعدو الصائل الذي يمشي في البلاد قتّالا و سبّابا و شتّاما سفّاكا للدماء أكّالا للأموال فمثله العفو يزيده طمعا و يزيده كبرا و عتوا و استضعافا للناس فهذا يلزم ردعه حتى ينكف شره عن المسلمين و عن المسلمات و عن بلاد المسلمين و المسلمات ...فلهذا فقه ..لهذا فقه في محله فارق بين من ذلت أقدامهم و تعثروا و شتموك أو سبّوك أو لعنوك و تابوا و أنابوا و بين من هو للشر أهل و للقتل أهل و للسرقة أهل فالعدو الصائل يؤخذ على يديه و من ثم قال الله سبحانه لذي القرنين " يا ذا القرنين إما أن تعذب و إما أن تتخذ فيهم حسنا قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا و أما من ءامن و عمل صالحا فله جزاء الحسنى و سنقول له من أمرنا يسرا " و قال سليمان عليه السلام " مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين " و هنا تأتي الحكمة التي يؤتيها الله من يشاء تأتي الحكمة بتنزيلك للأمور منازلها الصحيحة ..متى أنتصر ...متى أعفو ..هل المقام مقام عفو و تجاوز أم المقام مقام قصاص ...أيهما أفضل ؟... هنا تأتي الحكمة التي قال الله فيها " يؤتي الحكمة من يشاء و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا و ما يذكر إلا أولوا الألباب " .
أيها الإخوة ...لا تنسوا الرسالة التي من أجلها خلقتم فقد خلقتم للابتلاء و الاختبار في هذه الدنيا ..خلقتم و كلفتم بطاعة الله و توحيده و الاستقامة على أمره و البعد عن الشرك بالله سبحانه و تعالى ... كلفتم بالتوحيد و كلفتم بتكاليف في كتاب ربكم و في سنة نبيكم و ستسألون عن تلك التكاليف و ستسألون أيضا عن الدواوين التي كلفتم بها فثم حقوق لله ستسألوا عنها و ثم حقوق للعباد ستسألوا عنها و ثم حقوق للآل و الأولاد و البنات ستسألوا عنها و ثم حقوق عامة للمؤمنين ستسألوا عنها بين يدي الله ...هل وصلتم أم قصعتم ... هل سعيتم في التأليف بين القلوب المؤمنة أم سعيتم للتفريق بينها ...هل سعيتم للإصلاح أم سعيتم في الأرض بالفساد هل أنتم من المحسنين المتصدقين الكاظمين الغيظ العافين عن الناس أم أنتم من المختلسين اللصوص المفسدين في الأرض – نعوذ بالله من ذلك- كل سيسأل فلا يحسبن أحدكم أنه سيضرب عنه الذكر صفحا قال تعالى " أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين " قال تعالى " أيحسب الإنسان أن يترك سدى " أي هملا بلا سؤال ولا حساب ؟ قال تعالى " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم إلينا لا ترجعون " فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ...تعالى الله سبحانه عن العبث ...فربنا لا يعبث ..ولا تظنوا أبدا أنكم خلقتم هكذا للأكل و الشرب و الجماع لا تظنوا هذا أبدا ..بل خلقتم لغاية أسمى و لغاية أرفع و هي توحيد الخالق الباريء و الاستقامة على أمره و العمل بكتابه و بسنة رسوله الكريم فقد قال " و ما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله " لم تُرسَل الرسل أبدا لتُعصى و لم ترسل الرسل أبدا لتخالف و لم ترسل الرسل ليختلف عليها بل ما أرسلت الرسل إلا لتطاع بإذن الله " و ما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله و إن تطيعوه تهتدوا و ما على الرسول إلا البلاغ المبين " .
أيها الإخوة ..لن تنالوا مكارم الأخلاق ...لن تنالوا مكارم الأخلاق إلا بتوفيق الله لكم و تفَضُّل من الله عليكم بها ... فاسألوه أن يحسن أخلاقكم و أن يرفع درجاتكم ... اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق و الأقوال و الأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت و اصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت اللهم اهدنا للطيب من القول و اهدنا إلى صراط حميد ..اللهم اهدنا للطيب من القول و اهدنا إلى صراط حميد ...اللهم إنا نعوذ بك من منكرات الأخلاق و الأهواء و الأدواء يارب العالمين يا سميع الدعاء.... اللهم يا ولي الإسلام و أهله ثبتنا على الإسلام و الإيمان حتى نلقاك ..اللهم ألف بين قلوبنا على طاعتك ...اللهم اسلل سخائم قلوبنا ...ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ...ربنا إنك رءوف رحيم ... نسألك اللهم إيمانا لا يرتد و نعيما لا ينفد و مرافقة نبيك محمد صلى الله عليه و سلم في أعلى جنة الخلد ... اللهم ارزقنا الفردوس مع من أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا ... اللهم ارحم موتانا و موتى المسلمين ...نور اللهم لهم في قبورهم و أفسح لهم فيها و تجاوز عن سيئاتهم فإنك أنت العفو ...أنت العفو تجاوز عن سيئاتهم و أفسح لهم في القبور و نور لهم فيها ...اللهم ارحم ضعفنا فقد خلقتنا ضعفاء ... اللهم ارحم ضعفنا و أقِل عثراتنا و اغفر ذلاتنا يارب العالمين و اشف مرضانا و مرضى المسلمين و اقض ديننا و دين المسلمين و فك أسرانا و أسرى المسلمين و سلم المسلمين أينما يكونون و حيثما يكونون .
صلوا و سلموا على الهادي البشير النذير محمد بن عبد الله فإن صلاتكم تصل إليه فيرد عليكم مصليا مسلما ...نسأل الله أن يجازيه عنا خير ما جازى نبيا عن أمته و أن يؤتيه الوسيلة و الفضيلة و أن يبعثه المقام المحمود الذي وعده ..اللهم آمين و أن يلحقنا به جميعا مع المنعم عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا .....
ألا و أقم الصلاة