كانت الارض مربضا يجفف فيه التمر
وكان فيها نخل مهمل
وبعض القبور القديمه
واكوام خفيفه من التراب
فوجه الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابه لتهيئة الارض ليبنا عليها المسجد
فجتمع الصحابه من المهاجرين والانصار
ونقلو الرمم من القبور القديمه وقطعو النخل اليابس ومهدو الارض وخط لهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم حدود المسجد من الشمال الى الجنوب (70 دراعاً ) ومن الشرق الى الغرب (60 دراعاً )
وحفرو الصحابه الحدود بعمق ( 3 أذرع )
وبنو اساس المسجد بالحجاره
ورتفعو به فوق الارض وبنو بشرقي المسجد بخبخبه ورشاً لصناعة اللبن وكانت صناعته من الطين
وكان الرسول الكريم يساعدهم بالبناء ويعمل معهم وكان بعض الصحابه يهبو لحمل اللبن عنه فكان يرفض ويستمر معهم بالعمل
وكان يشاركهم في انشادهم وهم يرددون
اللهم العيش عيش الاخر فرحمالانصار والمهاجره
ورتفع الجدار الى ( 5 اذرع )
وبنية عضاضتها من الحجاره
وفتح فيها 3 ابواب
1 باب في الشرق
2 باب بالغرب
3 باب في الجنوب
ولم يفتح باب في الشمال لانه كان مكان القبله التي تتوجه الى بيت المقدس
وضعو الصحابه بالجهى الشماليه 3 صفوف من جذوع النخيل وفي كل صف 6 اعمده
لتكون
السواري التي تحمل الصقف وشبكو فوقها اعمده خفيفه ومدو فوقها حصيرا ومن ثم
مدو فوق الحصير سعف النخل ومن ثم غطو بطبقه من الطين
وفرشو ارض المسجد بالعصى الناعم والرمل
وبنو في الجهى الجنوبيه الشرقيه حجرتين من المسجد لزوجي رسولنا الكريم
وهم عائشه وسوده رضي الله عنهما
صار المسجد مقر العباده والقياده وبناء المجتمع المسلم يقصده الصحابه للصلاة خلف نبينا محمد عليه الصلاة والسلام
ويتلقو منه الوحي وسائر امور دينهم ويتهجدو في صلاة الليل ويعتكفون فيه في رمضان وامامهم في ذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم ملازماً المسجد ليستقبل فيه الوفود القادمه
واذا جد جديد امر بالصلاة جامعه فيجتمع الصحابه فيخطب فيهم
وكان للنساء نصيب في ذلك يقصدا المسجد للصلاة فيه
وكانو اليهود الذين كانو يسكننو المدينه وهم
1 بني قريظه 2 بني النظير 3 بني قينقاع
يرموز
للمسلمين بأنهم كانو يصلون لقبلتهم الا وهيه بيت المقدس ويقولون لو لم نكن
نحن على الحق لما صليتم ايها المسلمين اتجاه قبلتنا فكان هذا اللمز يأذي
المسلمين حيذاك وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام يقلب وجهه بالسماء
ينتظر من الوحي فرجا وبـ 15 رجب من السنه الثانيه للهجرة نزل الوحي بألايه
الكريم
(قد نرى تقلب وجهكفي السماء فلنولينك قبلة ترضها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرة ) ففرح بها رسول الله ونقلو الصحابه قسما من المسجد
الشمال الى الجنوب وتركو ما بنوه بالجهى الشماليه مأوى لفقراء المسلمين
الذين كانو يجالسهم رسولنا الكريم والغرباء واسمو ( الصفه ) وغلقو الباب
الجنوبي وفتحو باب بالجهى الشماليه
وبعد خمس سنوات ازداد عدد المسلمين بالمدينه وضاق بهم المسجد النبوي وكان بجواره ارضا فضاء خاليه
فأمر الرسول الكريم للمسلمين ان يهبو لشراء هذه الارض لتوسعة المسجد فسارع عثمان بن عفان لشرائها فتمت
فتمت توسعة المسجد وارتفعة جدران السور ليصبح ( 7 اذرع ) وغدا اكبر ايستعاب للمسليمن
وكان الرسول الكريم عندما يخطب فيهم يقف باول الصف واذا ما تعب استند الى جذع نخل قريب فقامو الصحابه بصناعة منبر من خشب ولهو كرسي
مكون من 3 درجات وكان يفق على الدرجه الثانيه وعندما يستريح يجلس على الدرجه العلوي الثالثه
وعلى اثر هذا المنبر سمعو الصحابه صوت انين
واذ هو مصدر الصوت من الجذع الذي كان يرتكئ عليه الحبيب المصطفى لينزل ليمسح بيده الشريفتين حتى سكت
وكان المسجد يضاء بالعتمه بقطع من سعف النخل اليابس
فجاء الصحابي تميم الداري ومد حبلا بين جذعين فيه وعلق عليه اسجر تضاء بالزيت
ومن وقتها اصبح يضاء بها وبخاصه في رمضان الذي كان يمتلئ بها المسجد بالمعتكفين أسوتاً برسولن الكريم
وكانو يمضون ليلهم ونهارهم في ذكر الله ويصلون الصلاة المفروضه والنافله وبتلاوة القرأن
وقد اصبح المسجد النبوي الى ان يرث الله الارض ومن عليها مقصدا للمسلمين اينما كانو ويتطلعون لصلاة مطمئنه فيه
ويهنئون به ولما قال اشرف الخلق ما بيني وبين منبري روضه من رياض الجنه
ويحضون بالسلام على الحبيب المصطفى بقرب قبرة الشريف
اللهم ارزقنا صلاوتاً فيه امين امين امين