منتدي المركز الدولى


التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن 1110
التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن 1110
التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

 التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شعبانت
المدير
المدير
شعبانت


ذكر عدد المساهمات : 3838
تاريخ التسجيل : 01/10/2010

التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن Empty
مُساهمةموضوع: التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن   التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن Icon_minitime1الإثنين 22 أبريل - 13:31

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن

العواصم جمع عاصم، وهو الحامي والمانع والحاجز، عما يُكره أو يُخاف ضرره، والقواصم وهي أيضا جمع قاصم، والمقصود به المصيبة والفتنة والمكروه، الذي قد يتعرض له الإنسان أو يحيط به، والمسلم في هذه الدنيا مبتلى ممتحن، ويتعرض لفتن كثيرة، فيجب عليه أن يبحث عن أسباب النجاة من الضلال والفتن، ولهذا يمكن أن نزيد في العنوان، فنقول: عواصم الحق والسنن من قواصم الضلال والفتن، وهذا هو موضوع المحاضرة والمراد بعنوانها.

ولاشك، أن القواصم يجمعها ما جاء في الكتاب والسنة، في الاصطلاح على تسميته بالفتن، وهي التي جاء التحذير الشديد منها، ووجوب التعامل معها بما أمر الله تعالى، وما أمر به رسوله صلى الله عليه وسلم، والله سبحانه وتعالى يقول:{...وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}(الأنبياء من الآية:35). فبين سبحانه وتعالى، أن كل ما يصاب به الإنسان في هذه الدنيا، من خير أو شر أو محبوب أو مكروه أو حسن أو سيئ، إنما هو فتنة واختبار وابتلاء من الله عز وجل لهذا العبد، هل يتعامل مع هذه الابتلاءات بالخير أو بالشر بما أمر الله فيفوز بالسعادة في الدنيا والآخرة، أم يكون على الضد من ذلك فيخسر الدنيا والآخرة؟، وواجبه تجاه الابتلاء بالخير والمحبوب والنعماء والسراء، أن يشكر الله عز وجل على هذه النعمة، وأن يستعين بها على طاعة الله ومرضاته، ونصرة دينه ونفع عباده ما أمكنه ذلك، وواجبه تجاه ما يصاب به من البلايا المكروهة والمصائب والضراء، أن يصبر ويحتسب، وأن يرضى بما قدره الله عز وجل عليه، وألا يتسخط قدر الله سبحانه وتعالى، وأن يحرص على دفع هذا المكروه ورفعه، أو تخفيفه بما شرع الله عز وجل له،{وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}، فالفتنة الابتلاء بالخير والشر، وهي مصبار القلوب ومحك كل إيمان، وبها يعرف المؤمن الصادق من الدَعي المنافق، والمجاهد العمل من القاعد الخامل، وقوى الإيمان من ضعيف الإيمان، وبها ينقسم المؤمنون إلى طبقات كثيرة ومراتب متفاوتة، بحسب صبرهم وشكرهم وجهادهم وبلائهم في سبيل الله: ولهذا قال عز وجل:أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162)هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}(آل عمران 163:162) حتى أهل الجنة فكلهم مؤمنون؛ فالجنة لا يدخلها إلا نفس مؤمنة، تتفاوت مراتبهم في الجنة تفاوتا عظيماً، وهذا من عدل الله عز وجل بين عباده، وتتفاوت مراتبهم بتفاوت إيمانهم، وجهادهم في سبيل الله، وفعلهم للخيرات وتسابقهم إليها، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغاسق في الأفق) أي الغابرة في الأفق، كلهم في الجنة، لكن انظر ـ سبحان الله ـ الفرق بين أهل الغرف والدرجات العلى ومن دونهم، ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه وظاهره وباطنه وأسألك الدرجات العلى من الجنة) سبحان الله، وكان يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الأعلى)، أي لتكون النفس ذا همة عالية لا تردَّى بالدون أو اليسر، لا يكفي أن تقول أدخلني الجنة، بل تقول: يارب أسألك الفردوس الأعلى من الجنة، وإن كنت صادقاً في هذا الدعاء، فيجب أن تؤدي الثمن، أن تجتهد في الوصول إلى هذه المنزلة الرفيعة، وأن تكون مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والصالحين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله، اسال الله الكريم من فضله .

إذن كل ما يلاقيه الإنسان ـ أيها الأحبة ـ في هذه الدنيا من خير أو شر ومحبوب أو مكروه، فإنما هو فتنة وابتلاء، واختبار من الله عز وجل، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى:{إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}(الإنسان : 2 ).

لماذا نبتليه بالخير والشر، ثم نسلحه بالآلات والوسائل التي تعينه بإذن الله على النجاح في هذا الابتلاء، وقال عز وجل: {...وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا}(الفرقان من الآية :20) وقال كذلك: {...ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ...}(محمد من الآية: 4) فالله عز وجل يمتحن المؤمنين بالكافرين، والصالحين بالفاسقين، وأهل العدل بأهل الظلم والجهل.كل من تلاقيه في هذه الدنيا من قريب أو بعيد، أو مؤمن أو فاجر أو مسلم أو كافر أو أنس أو جن، تعرفه أو لا تعرفه، كل من تلاقيه وتعامله، فأنت مبتلىً وممتحناً به، هل تتقي الله عز وجل فيه؟ وهل تقوم بحدوده وترعى حرماته ومصالحه فتكون من الفائزين ونجحت في الاختبار والامتحان؟ أو تكون على الضد من ذلك فتخسر الدنيا والآخرة؟ .

{وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً}، أنت يا أخي مبتلى بوالديك وبأولادك وبقرابتك وأرحامك وبجيرانك وزملائك في العمل والدراسة، ومبتلىً بكل من تلاقيه وتجالسه وتعامله من القريبين والبعدين، والمسلمين والكافرين، ومن تعرفه ومن لا تعرفه، وواجبك أن تعامل الجميع بما أمر الله عز وجل به، من العدل والقسط والبر والإحسان والقيام بحقوقهم، والتورع عن ظلمهم، والتعدي على حرماتهم .

{وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ}. هذا استفهام بمعنى الأمر، أي اصبروا على أمر الله، واتقوا الله في عباد الله، من تعرفون ومن لا تعرفون.

{أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا}. وهذا فيه معنيان أيها الأحبة، الأول فيه تخويف شديد وردع كبير، لمن يظلم عباد الله أو يهم بظلمهم، أن الله عز وجل لا يحب الظالمين، ولا يهدي القوم الظالمين، وحكم بأنه لا يفلح الظالمون، وأن الله عز وجل سينتقم من هذا الظالم، وإن أملى له فإنه إذا أخذه لم يفلته .

{أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا}. أي اعلم أيها الظالم، أن الله عز وجل بصير بظلمك، وهو الذي ينتصر للمظلومين، وينتقم منك وأمثالك.

والمعنى الثاني، هو تعزية وتسرية وتصبير عظيم لمن ظُلم، أن الله عز وجل يعلم بما وقع عليك من الظلم، وهو سبحانه وتعالى نصير المظلومين وولي الصالحين، وينصر المظلوم ولو كان كافراً أو فاجراً، فكيف إذا كان مسلماً حنيفاَ ومؤمناً بالله، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم)، لم يقل المظلوم المسلم أو الصالح فهي تفيد عموماً، ولو كان كافراً أو فاجرا فكفره وفجوره على نفسه.فدعوة المظلوم يرفعها الله فوق عنان السماء، ويقول الله عز وجل وعزتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعد حين) ويؤكد هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم(دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه) سبحان الله. فإذا كانت دعوة المظلوم الكافر مستجابة، فكيف بالتقي الصالح؟! .

واحذر من المظلوم سهماً صائباً واعلم بأن دعــاءه لا يُحجبُ

لا تظلمـــنَّ إذا ما كنتَ مقتــدراً فالظلـمُ ترجع عُقباه إلى النــــدم ِ

تنـــــام عيناك والمظلومُ منتبهٌ يدعــــوعليك وعين الله لم تنــم ِ

إذن. من أكبر الفتن وأشد أنواع البلاء أيها الأحبة، ابتلاء الخلق بعضهم ببعض، وكلما كان هذا الشخص قريباً لك وحقه عليك أعظم، كالعلاقة بين الزوجين والحقوق الزوجية، وحقوق الوالدين أو الأولاد والأرحام والجيران كلما كان الابتلاء أشد وأعظم، فإن صدقت مع الله ونصحت لهم وقمت بحقوقهم، فأبشر بالأجر العظيم، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الجيران عند الله خيرهم لجاره وخير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه)، وقال: ( الوالد أوسط أبواب الجنة، فأضع ذلك الباب أو احفظه)، وقال للذي جاء طالباً الجهاد ويبايعه على ذلك: (ارجع لوالديك فألزم رجليهما فثم الجنة )، وفي رواية (فإن الجنة تحت أقدام الأبوين).

فحقُ الناس عظيم، وظلمهم شنيع، وعاقبته وخيمة، وهو من أشد أنواع الفتن، وأعظم الابتلاءات التي لا يسلم أحد منها من الخلق.وجميع الفتن المضلة المكروهة عند الله عز وجل ـ على كثرة صورها وتنوع أشكالها ـ ترجع إلى سببين اثنين لا ثالث لهما:

الأول: فتن الشُبهات، والمقصود بها التي تشكك في قواطع الدين، ومسلمات العقيدة، وثوابت الشريعة، وربما تؤدي بصاحبها إلى الخروج من الدين، والتحلل من الإسلام ونقض عراه، وربما تكون أقل من ذلك بالوقوع في البدع والضلالات، التي ابتلي بها كثير من المسلمين، وقد تكون أيضا هذه الفتنة، التي ابتلي بها هذا العبد، سبباً لوقوعه في الموبقات الكبائر، وفي المظالم العظيمة، من سفك الدماء واستحلال الحرمات، وربما كان صاحبها يحسب أنه على خير، وأنه يُحسن صُنعا، والذي يعصم من الوقوع في فتن الشبهات، هو العلم، وهو من أكبر العواصم من القواصم .

وبالعلم يحصل للإنسان اليقين، الذي يدفع عنه شر هذه الشبهات، ويملأ قلبه بالإيمان، وبالتصديق بكل ما جاء من عند الله، والثبات على دينه سبحانه وتعالى.

النوع الثاني: فتنة الشهوات والإرادات الفاسدة، وهذه تعم جميع المنكرات، التي تدعو لها شهوات النفوس مثل الخمر والمخدرات والزنا والسرقة والربا والرشوة وغيرها .

وأيضا ما يتعلق بها من حقوق العباد، مثل الوقوع في الغيبة والنميمة والكذب والبهتان والقتل، والسعي في إفساد علاقات الناس، والتدخل في خصوصياتهم، وغيرها من فتن الشهوات، التي تدعو لها النفوس المريضة.

أما الذي يعصم من ذلك، فهو إلجام النفس بلجام الصبر، والصبر على معصية الله وعلى الأقدار المؤلمة، وبالصبر واليقين تحصل الإمامة في الدين قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}( السجدة :24 )، ليسوا فقط هداة لأنفسهم بل صاروا دعاة لغيرهم، وأدلة على الخير وأتباعا للأنبياء في هداية الناس، لماذا هذه الإمامة العظيمة؟ ذلك لأنه تعالى قال:{لَمَّا صَبَرُوا}، فالصبر يدفع الشبهات والضلالات والشهوات والإرادات الفاسدة، التي تفسد العقيدة، ثم قال:{وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} واليقين سببه العلم، الذي يدفع عن الإنسان شر هذه الشبهات، ويملأ قلبه بالإيمان، وبالتصديق بكل ما جاء من عند الله، والثبات على دينه سبحانه وتعالى .

خطورة الفتن:- هذه الفتن التي ابتلى الله عز وجل بها عباده, ليتبين الصبور الشكور من الجزوع الكفور، والمؤمن الصادق من الدعي المنافق، وقوي الإيمان من ضعيف الإيمان، هي أخطر ما تكون على الإنسان؛ لأنها اختبار وامتحان يبتلى بها إيمانه، ومدى خوفه من الله عز وجل، ورجائه لثوابه ومحبته له سبحانه وتعالى، وهل يقدم محبوبات الله عز وجل على محبوبات نفسه؟ أم يتبع هواه والعياذ بالله؟، ولهذا جاء التحذير شديدا من هذه الفتن في أحاديث كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلمتعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، فقولوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن)، ولذلك فمن الفتن ما هو خفي، ربما لا يدركه إلا العلماء الربانيون الراسخون في العلم، وأهل الجهل ربما تزل أقدامهم به، فيقعوا في الفتنة وهم لا يشعرون .

وأيضا في صحيح مسلم. عن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فنزلنا منزلا، فمنا من ينتضل ومنا من يصلح خباءه حتى نادي فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فخطب فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قالأيها الناس ما من نبي بعثه الله من قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وان ينذره من شر ما يعلمه لهم، وان أمتهكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجيء الفتن يرقق بعضها بعضاً، وتجيء الفتنة فيقول المسلم هذه مهلكتي فتنكشف ثم تجيء الفتة فيقول هذه هذه، قلنا ما المخرج يا رسول الله قال فمن أحب أن يزحزح عن النار ويُدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ولياتي إلى الناس مثل أن يحب أن يأتوا به إليه) وهذا هو العاصم الأعظم من القواصم .

وفي حديث أنس يقول صلى الله عليه وسلمتُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأيما قلب اُشربها نكت في قلبه نقطة سوداء وأيما قلب نكرها نكت فيه نقطة بيضاء، حتى تعود القلوب على قلبين أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة أبداً ما دامت السماوات والأرض، وقلب أسود كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه ).

فهكذا يبتلى الخلق بهذه الفتن المضلة وهذه الشبهات، وبالمعاصي والموبقات، وبهذا يتميز المؤمنون والمسلمون عن غيرهم من المشركين والعياذ بالله .والنبي صلى الله عليه وسلم، لشدة حرصه على أمته وخوفه عليهم، من هذه الفتن والقواصم، أمرهم أن يتعوذوا من الفتن، بل أمرهم بما أمره به الله عز وجل، أن يتعوذوا من الفتن كلها، في كل صلاة يصلونها، فريضة كانت أو نافلة، وأنه صلى الله عليه وسلم، علمهم بأن يقولوا في الصلاة بعد التشهد الأخير: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيى والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، وكون المسلم يكررها في كل صلاة، لهو تحذير من الفتن، وبيان خطرها على المسلم.

وحتى يتبن لكم خطر هذه الفتن المضلة، سأذكر لكم أربع صور تغني عما سواها:

أولا خطرها على الدين:- فهذه الفتن قد تؤدي إلى الكفر والخروج من الملة، والعياذ بالله، وقد تحمل على الوقوع في المنكرات والكبائر، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافرا ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا).

ومنها فتنة اللسان كما قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً فيهوي بها في النار سبعين خريفا)، فهذه صوره من صور الفتن، التي قد تذهب بدين العبد، ويلقي الله عليه سخطه إلى يوم يلقاه.

ثانياً خطرها على الأرواح والممتلكات، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي يوم لا يدري القاتل فيما قتل ولا يدري المقتول فيما قٌتل، فقيل كيف يكون ذلك يا رسول الله؟ قال الهرج) وفي رواية الفتنة (القاتل والمقتول في النار) فالذي يقاتل تحت راية الحمية الجاهلية هذا هو حاله، ويقول في الحديث الآخرإذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه)، هذه في الفتن التي تذهب فيها الأرواح الزكية البريئة، التي تزهق فيها بغير حق، ويكون أصحابها متوعدين بنار جهنم وبئس القرار.

أيضا أثر الفتن في نشر الخوف وزعزعة الأمن والاستقرار، ويكفيكم هذا المثل العظيم الذي ضربه الله سبحانه وتعالى لعباده: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ...} ( النحل من الآية: 112)، انظرـ سبحان الله ـ إلى هذه النعم التي صبت عليهم، وهذا الرزق الذي يتوافد عليهم من كل مكان، وهذا ابتلاء وامتحان، فهل شكروا الله؟ هل أدوا حق هذه النعمة؟ انظر للجواب فقال: {فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ...} ( النحل من الآية: 112)، أبدل الله سبحانه وتعالى أمنهم خوفاً، وشبعهم ورفاهيتهم جوعاً وحاجة وفقرا؛ لأنهم لم يشكروا هذه النعمة، ولم ينجوا من هذه الفتنة:{فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }. { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}( الأعراف: 96 )أيضاٌ مما يدل على خطورة الفتن المضلة أنها من أعظم أسباب ضعف الأمة وتناحرها وتسلط أعدائها عليها كما قال الله عز وجل:{...وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}( الأنفال: من الآية 46 )، وقال تعالى: {...وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون}( الروم: من الآية 31، 32 )، وقال سبحانه: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ( 103) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}( آل عمران: 103،104،105 ).

ومن أعظم أسباب التفرق والاختلاف، ومن ثم التمزق وذهاب الريح وتسلط الأعداء، حصول المعاصي والمظالم، التي تحصل من أهل الإسلام، فيمزق الله عز وجل صفوفهم، تنكسر شوكتهم، ومن ثم تتكالب عليهم أعداؤهم .

الأسباب العاصمة من الفتن:- فهي كثيرة، وقد جمعت منها أربعة عشرعاصماً، تجتمع جميعاً على شيء واحد، ألا وهو الاعتصام بحبل الله المتين، والاستقامة على منهاجه، وهو حقيقة التقوى، العاصم من الفتن بأنواعها، فتن الشهوات وفتن الشبهات، هو التقوى، ومعناها العلم بما يحبه الله عز وجل ويرضاه فيعمل به المسلم، والعلم بما يأباه ويكرهه فيتركه ويجتنبه، والتقوى هي أن تجعل بين ما يكرهه الله عز وجل ومساخطه وقاية، فالتقوى هي أن تفعل ما أمرك الله به، وأن تجتنب نواهيه ولهذا قال الله تعالى:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}( الأنعام: 153)، فالتقوى هي العاصم من الضلال، وهي العاصم من جميع القواصم، وكل الفتن الظاهرة والباطنة، وفتن الشهوات وفتن الشبهات، ولهذا كانت التقوى هي سفينة النجاة، وهي وصية الله للأولين والآخرين، كما قال الله تعالى: {...وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ...}(النساء : من الآية 131)، وفي الحديث المتفق عليه أن النبي صلي الله عليه وسلم خط خطا مستقيما فقالهذا سبيل الله مستقيما ) وخط خطوطا عن يمينه وشماله وقال وإن هذه السبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه) ثم تلا هذه الآية:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}( الأنعام : 153) إذن فهذه السبل، التي عن يمين صراط الله وعن شماله، هي الفتن المضلة التي عليها شياطين الإنس والجن، فاحذرها إن كنت تريد النجاة، ويقول طلق بن حبيب التابعي، رحمه الله، إذا وقعت الفتنة فادفعوها بتقوى الله، قالوا وما هي التقوى؟ قال:هي أن تعمل بتقوى الله على نور وعلم وبصيرة من الله، ترجو ثواب الله وتكون مخلصا فيه، وهذان شرطا صحة العمل، وأن تترك معصية الله على نور من الله وبصيرة منه، تخاف عقاب الله، وهذا هو الإخلاص.ومن التقوى العظيمة - وهي مع الأسف الشديد يتجاهلها ويتساهل فيها الكثيرون- تقوى الله عزوجل في عباد الله، والقيام بحقوقهم والتورع عن ظلمهم ولهذا يقول الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم –أول ما يقضى فيه يوم القيامة هو الدماء)، وذلك لعظم شأنها ويقول أيضاأتدرون من المفلس؟ قالوا يا رسول المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال صلى الله عليه وسلم: لا، فإن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وحج، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأخذ مال هذا، وضرب هذا، وسفك دم هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، حتى إذا فنيت حسناته، أُخذ من سيئاتهم فطرحت عليه، ثم طُرح في النار)، فلم تنفعه صلاته ولا صيامه ولا حجه، كلها تلف أجرها، وضاعت بسبب ظلمه للعباد، فصار من المفلسين، وأعجب من هذا حديث أبو هريرة رضي الله عنه قالقيل: يا رسول الله إن فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وتؤذي جيرانها وفي رواية تؤذي جيرانها بلسانها قال: لا خير فيها هي في النار) وقيل يا رسول الله إن فلانة تصلي الصلاة المكتوبة، وتصوم رمضان، وتتصدق بأسوار من أقط ولا تؤذي جيرانها قال: هي في الجنة ) تأمل. فالأولى صوامة قوامة، لكنها ابتليت بظلم جيرانها باللسان فقط، فنُفيت عنها الخيرية، واستحقت النار، وحبط أجرها، وتلف ثوابها، ولم ينفعها قيام الليل ولا صيام النهار، والثانية ما كانت تصلي إلا الصلاة المكتوبة، ولا تصوم إلا رمضان فقط، وتتصدق بالقليل من الطعام، لكنها كفت عن ظلم الناس، فكانت من أهل الجنة.

والمصيبة أيها الأخوة، أن كثيرا من الخلق ابتلي بظلم العباد، والتقصير في حقوقهم، بل ابتلوا حتى بعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، وإيذاء الجيران والأصحاب، وحقوق هؤلاء عليهم من أعظم الحقوق، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من قطيعة الرحم )، فكيف إذا كانت قطيعة الرحم للوالدين أو الأقربين، ويجتمع فيها الظلم والقطيعة.

السبب الثاني بعد التقوى الإخلاص لله عز وجل، وهو جزء من التقوى ويكفي للدلالة على ذلك، ما حصل لنبي الله يوسف عليه السلام، حين ابتلي بهذه الفتنة العظيمة، لما راودته امرأة العزيز عن نفسها، وغلقت الأبواب وقالت هيت لك، ورغم كل هذه الفتنة، فهو شاب ليس له زوجة، وهي امرأة جميلة ذات منصب بل وتهدده، كما أنه ليس لديه ما يخاف عليه من الفضيحة، فقد بيع علي أنه عبد رقيق، ورغم ذلك أنجاه الله بسبب إخلاصه لله، قال الله عز وجل: {...كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} ( يوسف: من الآية 24 )، وأن الله تعالى ما اصطفاه وجعله من حزبه، إلا لإخلاصه وصدقه عليه السلام، فإذا كان الإنسان صادق النية ومتسلحاً بالإخلاص حفظة الله، ولا أدل على ذلك من قوله تعالى لإبليس اللعين:{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}( الحجر: 42 )، فعباد الله تعالى المخلصين، الله هو المدافع عنهم والحافظ لهم .السبب الثالث العمل الصالح والعبادة الصادقة الصالحة، وكما قال الله تعالى {ِ إنَّ عِبَادِي} أي الذين حققوا العبودية لله عز وجل:{ لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}، ارفع يدك عنهم فلا سبيل لك عليهم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمرإنك يا بن الخطاب ما سلكت فجاً إلا سلك الشيطان فجاً) وفي رواية ( لو اقترب منك لأحرقه نور إيمانك)، وليس هذا خاص بعمر، وإنما بكل مؤمن، ولهذا قال الله:{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ}( الحج: 38 )، يدافع عنهم ويحرسهم من كيد الشياطين والأنس والجن والمنافقين، ويدافع عنهم أيضا من شرور أنفسهم ومن سيئات أعمالهم، فهو سبحانه وتعالى المحافظ لهم ولذلك جاء في الحديث القدسي أن الله عز وجل يقول: {ِمن عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبد بشيء أحب إلي مما افترضه عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذتي لأعيذنه}، فما معنى كنت سمعه وكنت بصره وكنت يده وكنت رجله؟ معناها أن العبد إذا قام بكل الفرائض وكل الواجبات تجاه الله وتجاه العباد، ثم ازداد بالنوافل، فإن الله عز وجل يملأ قلبه بالتقوى، ويحميه من معاصيه، فلا ينصت بسمعه إلي حرام، ولا ينطلق ببصره إلى حرام، ولا يبطش بيده في حرام، ولا يمشي برجله إلى حرام، هداية من الله، كما قال: { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ }

( محمد: 17)، وقال أيضا:{وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى}( مريم: من الآية 76 )، وقال:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ}( يونس: من الآية 9 )، فإذا كنت تشكو من تسلط الشيطان عليك، فعليك بالإكثار من الطاعات والعبادات، فإن هذا من أعظم العواصم من الشياطين. وكما قال صلى الله عليه وسلم: ( العبادة في الهرج أي الفتن كهجرة إلي) ويرى العلماء ذلك لسببين: أولهما أن الناس في أوقات الفتن تعمى بصائرهم، فيقعون في المعاصي، فالذي يهجر الفتن في زمن تكثر فيه الفتن، يكون كالذي يهاجر في سبيل الله، والسبب الثاني أن الناس في زمن الفتن ينشغلون بتتبع أخبار الفتن وتداعياتها، فينشغلون ربما عن الصلاة المكتوبة، وعن قراءة القرآن، والذكر وصلة الأرحام وتربية الأولاد، فصار المتعبد لله في زمن الفتن كالمهاجر في سبيل الله.
أيضا من العواصم الدعاء، وجاء التحذير شديدا من هذه الفتن في أحاديث كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم(تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، فقولوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن) وكما قال صلى الله عليه وسلم (تعوذوا بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيى والممات ومن المسيح الدجال)، فيجب على المسلم أن يكثر من الدعاء، حتى يعصمه الله عز وجل من الفتن.

والدعاء هو سلاح المؤمن، وعدته في الشدة والرخاء، وهو من أكبر دفع الحاجات ودفع الفتن، ولهذا قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}( غافر : 60 )، ولهذا أيضا قال صلى الله عليه وسلم ( الدعاء هو العبادة) وكان يقول دائما: ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، وكان يقول لعلي رضي الله عنه: (يا علي سل الله الهدى والثبات)، ويقول لابنته فاطمة وكانت من أحب الناس إليهيا فاطمة أني أحب أن تقولي كل يوم يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)،- سبحان الله يا أخوان في هذا الدعاء العظيم الجامع الشامل - وكثير من العلماء يقول هذا اسم الله الأعظم.

أيضا من العواصم من الفتن وهو من العواصم العظيمة، الاعتصام بالكتاب والسنة قال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ...} ( آل عمران:من الآية 103 )، ويقول: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}( الأنعام: 153 )، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده كتاب الله وسنته).

ومن الأسباب العاصمة من الفتن، التسلح بالعلم الشرعي المؤسس على الكتاب والسنة، وما انتشرت الفتن والبدع وعبادة القبور بين الناس، وقيامهم بأفعال شركية مخالفة للشريعة، إلا بسبب الفهم الخطأ لأصل العقيدة وصريح الكتاب، أو بسبب الضلال في الفهم والتصورات، فوقع كثير من الناس في الدماء المعصومة، وفي نشر الخوف وزعزعة الأمن والاستقرار، وهم يحسبون أنهم ناصرون ومجاهدون لله، وهم مع الأسف يقعون في الضلال والفتن والشهوات، كل هذا بسبب الجهل بدين الله، فهو الضلال عن الحق وضلال الخلق، على كثرة صورة وأنواعه، سواء أكان ذلك في التصورات أو الأخلاق، وهذا يعود إلى سببين، هما الجهل والهوى والحقيقة أن الجهل هو أصل البلاء، وحتى من اتبع هواه، فهو في الحقيقة جاهل بحق الله وسفيه، كما قال الله عز وجل: {...أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ}( البقرة: من الآية 13 )، وقال أيضا: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}( الملك: 10 )، أي أنهم مجانين وجهلة وسفهاء، فأصل الفتن كلها هو الجهل بدين الله عز وجل، ولهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - "والجهل والظلم هما أصل كل شر"، وكما قال الله عز وجل: {...وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}( الأحزاب: من الآية 72 )، وهذا هو الأصل في الناس الظلم والجهل إلا من زكاه الله بالعلم أو بفضل العدل والتقى الذي يمنعه من الظلم في حق الله أو حق عباده، وأظلم الظلم هو الشرك ومن الظلم أيضا المعاصي بأنواعها ولهذا قال الله عز وجل : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}( الأنعام: 82 )، ويل على ذلك أن الله من علينا بالسبع المثاني كما قال: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}(الحجر: 87 )، وهي سورة الفاتحة التي أوجب الله علينا أن نقرأها في كل صلاة مكتوبة أو مستحبة ومن لم يقراها في صلاته فصلاته باطلة كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن لا يقرا بفاتحة الكتاب) وفيها نقرا قوله تعالى: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}( الفاتحة : 5 )، وهذا عهد بين وبين الله عز وجل فإذا وفيت بالأولى وفى لك بالثانية ثم قال {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}( الفاتحة: 6 )، نحن نقرأ هذا في كل صلاة وهذا يدل على حاجة الإنسان إلى العلم الشرعي، المستمد من الكتاب والسنة، وقد تكاثرت الآيات والأحاديث التي تدل على أهمية العلم، حتى قال صلى الله عليه وسل: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)، ومعناه أن من لم يرد الله به خيرا، لم يفقه في الدين، وقال: (من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله به طريقاً إلى الجنة)، فطريق العلم من أقرب الطرق الموصلة إلى الجنة، وقالوإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع وإن الله وملائكته وأهل السماء وأهل الأرض، وحتى النمل في جحورها والحوت في الماء ليصلون على معلم الناس الخير)، أي يدعون له ويثنون عليه، ثم انظر العجب وقال: ( وفضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم)، فلم يقل العاصي بل العابد، لكنه على جهل ثم يقول: ( وأن العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)، وقال أيضا (من خرج يطلب علماً فهو في سبيل الله حتى يرجع)، ودل عليه القرآن الكريم بقوله تعالى:{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَمِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}( التوبة: 122 )،

إذن. العاصم من الفتن هو طلب العلم الشرعي، وثني الركب أمام العلماء الربانيين، والله ما وقع للأمة من فتن إلا بسبب الجهل بدين الله، فالجهل أصل الشر، وما يقع كثير من الناس في المعاصي والكبائر، إلا بسبب جهلهم وعدم معرفة قدر الله عز وجل، فمثلاً قد يستهين كثير من الناس بالغيبة، ويقعون فيها بحجة أنهم سيتوبون منها أو سيستغفرون الله، ويجهلون أن هذه من الموبقات والكبائر، ولا تصح توبة العبد منها إلا باستحلال أصحابها، ومن يضمن لك أنك إذا تبت إلى ربك أن يسامحك هؤلاء، حتى قال صلى الله عليه وسلم: ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تؤذوهم ولا تتبعوا عوراتهم فمن تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته) ولما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها -عن صفية بنت حيي أم المؤمنين رضي الله عنها - لرسول الله: ( يا رسول الله حسبك من صفية فإنها كذا وكذا تعني أنها قصيرة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة والذي نفسي بيده لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)، انظر كلمة صغيرة ماذا تفعل؟ ولربما يقول الإنسان بسبب جهله أكبر منها بكثير، بل وفي اليوم الواحد يقول أكثر من ذلك.ومن العواصم أيضا، أن نحذر من الفتن، التي تموج اليوم موج البحر، وما أكثرها!، فيجب أن نتناصح ونتدابر ونتآمر بالمعروف ونتناهى عن المنكر، وأن نراقب الله عز وجل، وألا نداهن في دين الله، ولو تداعت عليك الدنيا من أقصاها إلى أدناها، فراقب الله عز وجل وانصح لعباده ، فهناك فتن يسكت عنها طالب العلم، يريد السلامة بزعمه، ولكنه والله يترك طريق السلامة، فعليك بقول الحق، ولا تخش في الله لومة لائم حتى وإن كنت وحدك.

أيضا النظر في الموازنة بين المصالح والمفاسد، وأذكر لكم مثالاً، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أليس هو من أعظم شعائر الإسلام ومن أعظم الواجبات ومن أخص صفات المؤمنين والمؤمنات؟ يكون حراماً إذا كان يترتب عليه ما هو أنكر منه، وأبغض إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فمثلاً أي منكر أعظم من تعليق الأصنام على ظهر الكعبة وفي بطنها، فهو من أعظم أنواع الشرك، وأعظم محاربة لله ولرسوله، ومع ذلك ظل النبي صلى الله عليه وسلم، ثلاث عشرة سنة في مكة يصلي عند الكعبة، ومعلق عليها ثلاثمائة وستون صنماً، وكان بإمكانه صلى الله عليه وسلم، أن يرسل أحد أصحابه الأشاوس في ليلة ظلماء، ويكسرها في ساعة واحدة، فلماذا لم يفعل؟ لأنه كان يعلم أنه سوف يترتب عليه، ما هو أنكر وأبغض إلى الله، ألا وهو استئصال شوكة المسلمين وقتلهم جميعاً، فسكت عن هذا المنكر، حتى لا يترتب عليه منكر أعظم منه، ولما فتح مكة قال لعائشة: (لولا أن قومك حديثي عهد بكفر لهدمت الكعبة وأقمتها على قواعد إبراهيم)، ومات صلى الله علية السلام ولم يفعل لماذا؟ درءاً لفتنة أعظم، وخوفاً من إحداث فتنة بين المسلمين.يتبع.



‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شعبانت
المدير
المدير
شعبانت


ذكر عدد المساهمات : 3838
تاريخ التسجيل : 01/10/2010

التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن Empty
مُساهمةموضوع: رد: التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن   التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن Icon_minitime1الإثنين 22 أبريل - 13:32


أخيراً أيها الأحبة، وهو من المحاذير الشديدة، وهو من العواصم القاصمة للفتن، عدم تنزيل أحاديث الفتن على الواقع، وأذكر لكم قصة تعلمونها جميعاً، قصة جهيمان وأصحابه، الذين انتهكوا حرمة الحرم، وما حدث فيها من القتل وسفك الدماء، أناس فيهم خير وحفظة لكتاب الله والصحيحين، رأوا رؤيا ربما من كيد الشيطان، وعندهم أنها تواطأت على أن فلاناً هذا هو المهدي، ويعرفون حديث المهدي، بأنه سيبايع عند الكعبة، ويغزوه جيش عند الكعبة فيخسف الله بهم، فأخذوا ينزلون حديث المهدي على هذا الرجل، مع أنه ليس من قريش هو قحطاني، وفعلاً ذهبوا واحتلوا الحرم، وحصل ما حصل من فتنة عظيمة، اليوم أيضا مع ثورات الربيع العربي، وهلاك هؤلاء الطغاة المجرمين الذين ساموا الأمة، أخذ بعض الناس ينزلون بعض الأحاديث، على أن هذا أوان المهدي، وأنه سيهلك أحد عشر رئيساً، يا إخوان: هذا منزلق خطير، فالحذر الحذر!، ولما حدث وأن أخرج المجاهدون الأفغان ومن معهم الروس- أسال الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم يوم القيامة - ولقنوهم درساً لن ينسوه، ظهر الحديث عن ذوي العمائم السود، وأنهم سيغزون بقية العالم، فالحذر الحذر! أن نتعجل في الحكم بأن هذا الحديث منزل على هذه الواقعة، لأنه يترتب عليه أن الإنسان يريد أن ينفذ ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، فيقع في الفتن ويجر الأمة إلي المهالك والنكبات، ربما لها أول وليس لها آخر.أسال الله العظيم بأسمائه الحسنى وبصفاته العلى، أن يهدينا صراطه المستقيم، وأن يزيننا بزينة الإيمان، وأن يجعلنا هداة مهتدين، لا ضالين ولا مضلين، وأن يعيذنا من مضلات الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين



‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التقوى هي العاصم الأقوى من كل القواصم والفتن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  التعوذات والأذكار النبوية في الكروب والفتن - الشيخ محمد صالح المنجد
» التقوى في القرآن العظيم
» التقوى
» بيت أسس علي التقوى
» أركان التقوى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑نفحات اسلامية ๑۩۞۩๑Islamic Nfhat-
انتقل الى: