عندما يحث الإسلام على النظافة والطهارة
Share
الحمد لله زكى نفوس عباده المؤمنين؛ فحبب إليهم الطهر والنقاء، وكره إليهم النجاسات والأدران، كما كره إليهم الكفر والفسوق والعصيان .
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير أسوة وأفضل قدوة ..القائل :
" عشر من الفطرة: قص الشارب , وإعفاء اللحية والسواك , واستنشاق الماء , وقص الأظافر , وغسل البراجم , ونتف الإبط , وحلق العانة , وانتقاص الماء – قال الراوي – ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة "رواه مسلم.
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً .
الطهارة والنظافة من سمات الشخصية المسلمة، وهي تعد من أبواب الفقه الإسلامي المطلوب أن نتعلم أحكامه ونتأسى بآدابه، لأن ديننا ولله الحمد ليس فيه لب وقشور، ولا مهم وغير مهم، بل هو وحدة واحدة وكل لا يتبعض . (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً )(البقرة: من الآية208). أي خذوا جميع عرى الإسلام وشرائعه، واعملوا بجميع أوامره واجتنبوا جميع زواجره ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً . كذا قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره، أو قريباً من ذلك؛ إذ شعار المؤمن في ذلك قوله تعالى . (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21) .
v سنن الفطرة :
والفطرة الواردة في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (2/ 74) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ)، قَالَ زَكَرِيَّاءُ: قَالَ مُصْعَبٌ :"وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ".
لنا مع معناها وقفة ؛ فأصلها الخلقة والجبلة. وتدور تعاريف الفطرة حول: ما جعله الله في نفوس البشر من معرفتهم للأمور القبيحة، ومعرفتهم للأمور الحسنة، وعملهم بها بكل سهولة وبدون تكلف.
والمعنى: أنها من سنن الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه، وما اتفقت عليه الشرائع السماوية.
أما عدد خصال الفطرة فليست منحصرة في العشر، وقد وردت في رواية خمس؛ ولا غرابة في ذلك؛ لأن الحديث لم يقل عدد خصال الفطرة عشر، وإنما قال: عشر من الفطرة، وهذا يعني: أن هناك غيرها، وإنما هذه عشر منها؛ ولذا فمن العلماء من عدها اثني عشرة ، وجاء في فتح الباري: أن ابن العربي رحمه الله ذكر: أن خصال الفطرة تبلغ ثلاثين خصلة، بل تزيد عن ذلك كما ذكر غيره ..
فتعالوا نلقي الضوء على سنن الفطرة التي وردت في الحديث، وما شرعه الإسلام للطهارة:
v أولا : قص الشارب... والذي يقصد به كما جاء في فتح الباري [ قطع الشعر النابت على الشفة العليا من غير استئصال ] .
وقد أمر بذلك في غير ما موضع صلى الله عليه وسلم فقال :" خالفوا المشركين. أُحفوا الشوارب، وأوفوا اللحى "رواه مسلم.
ولقوله أيضاً :" من لم يأخذ من شاربه فليس منا "رواه الترمذي وصححه الألباني. وكان يقص من شاربه صلى الله عليه وسلم ويقول :"كان إبراهيم خليل الرحمن يفعله". قال الترمذي: حسن غريب،وضعفه الألباني.
وجاء في رواية :" جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى ؛ خالفوا المجوس "رواه مسلم.
ولذلك اختلف أهل العلم في حكمه: هل يحلق الشارب كله أم يقص منه ويحف ؟
والأفضل والله أعلم كما ذكر بعض أهل العلم: أن يُقص ولا يحلق؛ لما في حلقه غالباً من تشويه لمنظر الوجه وجمال الخلقة .
ومن الحكمة في ذلك: حتى لا يتلبد ما قد يخرج من الأنف فيه، أو يعلق به شيء من الطعام أو الشراب؛ فتبقى فيه زهومته فيتنفسها الإنسان .
أما الإمام أحمد رحمه الله، فقال الأثرم : رأيته يحفي شاربه شديداً .
v ثانياً: اللحية... فمحل لوقار المسلم وهيبته بل وزينته .. فهذه عائشة رضي الله عنها كانت إذا أرادت التغليظ في القسم قالت :[ والذي زين الرجال بلحاها ]
وهذا المصطفى صلى الله عليه وسلم يكره النظر إلى رسولي كسرى؛ وقد حلقا لحاهما وأطالا شواربهما؛ فقال لهما :" ويحكما من أمركما بهذا ؟
قالا : أمرنا ربنا - يعنيان كسرى - فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لكن أمرني ربي أن أعفي لحيتي وأحفي شاربي "حسنه الألباني في فقه السيرة.
ولقد تواردت الروايات الصحيحة على وجوب إعفائها بألفاظ عدة منها :
( أعفوا , وأوفوا , وأرخوا , وأرجوا , ووفروا اللحى ). ومعناها كلها: تركها على حالها . دون أخذ شيء منها .
قال صاحب الإبداع في مضار الابتداع ما نصه :[ المذاهب الأربعة على وجوب توفير اللحية وحرمة حلقها ] .
وقد نصت فتوى هيئة كبار العلماء على حرمة حلقها، وبطلان حديث من قال: أنه كان صلى الله عليه وسلم يأخذ من طولها وعرضها .
أما من استهزأ بها وشبهها – بما أستحي من ذكره هنا – فهذا قد أتى منكراً عظيماً .
وحالق اللحية متشبه بأعداء الله من وجه، وبالنساء من وجه آخر . وقد عمل استفتاء في فرنسا فوُجد أن نسبة كبيرة من النساء يرغبن في الزواج من رجل ذي لحية لأنه في نظرهن أكمل رجولة وأقوى هيبة ....الخ .
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21) .
والعجيب.. أشكال تعددت مظاهرها للحى في هذا الزمان، مما لم ينزل به الله من سلطان، مما يعلم معه فاعلوا ذلك حرمة حلقها وأخذ شيء منها، بل تكرم وتدهن وترجل وتطيب .. عندها تكون زينة وجمالاً .
وكم هم الذين يرضون الزوجات ويسخطون الله عليهم بحلق لحاهم جملة أو تفصيلاً . أو يخشى الحرج من زملائه في العمل، أو من أقاربه، أو غير ذلك، ولكن لو أرضى فيه ربه؛ لرضي عنه وأرضى عنه الناس .
وللعلم: فإذا كان حلق اللحى محرم فثمنه محرم؛ ولذا لا يجوز فتح محلات للحلاقة تُحلقُ فيها اللحى ولا تأجيرها على من يفعل ذلك وهذا محتوى ما ذكره العلماء الأجلاء؛ لقوله تعالى . ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )(المائدة: من الآية2 ) .
ومن أحكامها الملحقة بها: تحريم خضابها بالسواد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم :" يكون قوم يُخضبون في آخر الزمان بالسواد , كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة "رواه أبو داود وصححه الألباني.
وفي رواية أخرى أوصى صلى الله عليه وسلم بتغيير الشيب مخالفة لليهود والنصارى وغيرهم فقال :" إن أحسن ما غُير به الشيب الحناء والكتم "رواه الترمذي وحسنه الألباني.
ومن أحكامها: حرمة تبييضها بالكبريت أو غيره؛ استعجالاً للشيخوخة؛ لأجل الرئاسة والتعاظم على الأقران، ولا يصح نتف شيبها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم :" الشيب نور المؤمن , لا يشيب رجل شيبة في الإسلام إلا كانت له بكل شيبة حسنة ورُفع بها درجة "صححه الألباني في صحيح الجامع.
وفي رواية :' لا تنتفوا الشيب فإنه نور يوم القيامة "حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب .
ومن ذلك عدم تركها شعثة ملبدة متناثرة؛ إظهاراً للزهادة وقلة المبالاة.
v ثالثاً:السواك ... فـ"مطهرة للفم مرضاة للرب ". كما قال صلى الله عليه وسلم.أخرجه البخاري، وهو من أفضل الوسائل لتنظيف الفم والأسنان كما أثبت ذلك الطب الحديث، كما جاء في كتاب [ السواك والعناية بالأسنان ] . للدكتور عبد الله السعيد؛ لذا قال الإمام الصنعاني في سبل السلام: قال في البدر المنير : قد ذُكر في السواك زيادة عن مائة حديث. فواعجباً لسنة تأتي فيها الأحاديث الكثيرة ثم يهملها كثير من الناس، بل كثير من الفقهاء فهذه خيبة عظيمة . فمما ورد قوله صلى الله عليه وسلم :" لقد أُمرت بالسواك حتى ظننت أنه ينزل عليّ فيه قرآن أو وحي "قال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب:حسن لغيره.
وقال أيضاً :" لقد أُمرت بالسواك حتى خشيت أن أُدْردْ ". قال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب:حسن لغيره، والدرد : سقوط الأسنان .
وقد كان صلى الله عليه وسلم يستاك في جميع أوقاته، ولكنه يتأكد عند كل وضوء وصلاة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ)
صحيح البخاري ، وعند الانتباه من النوم؛ فما كان النبي عليه الصلاة والسلام يقوم للتهجد حتى يشوص [ أي يدلك ] فاه بالسواك، وعند تغير طعم الفم، وصفرة الأسنان، ودخول المنزل؛ لما روته عائشة رضي الله عنها: أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك.أخرجه مسلم.
وإليك أخي المؤمن هذا الحديث الدال على زيادة عظم شأن السواك . حيث يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :" إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي , قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه – قال الراوي أو كلمة نحوها –حتى يضع فاه على فيه [ أي فمه على فمه ] فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك؛ فطهروا أفواهكم للقرآن "قال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب:حسن صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم :" ثلاث حق على كل مسلم: الغسل يوم الجمعة , والسواك , والطيب "صححه الألباني في صحيح الجامع.
v أما رابعا وخامسا: الاستنشاق والمضمضة ...ومعلوم أثرهما المحمود في تطهير الأنوف والأفواه وتنقيتها؛ لذا شرعا مع كل وضوء، ومن الهدي النبوي الاستنشاق باليمين والاستنثار بالشمال .
v سادسا : قص الأظافر وتقليمها ... فأمر يصل به العلماء إلى الوجوب إذا فحش طولها، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم حدد مدة لذلك؛ فقال أنس رضي الله عنه : ( وُقِّتَ لَنَا – أي النبي صلى الله عليه وسلم – في قص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وحلق العانة، أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة)رواه مسلم . هذا كحد أعلى لا يصح تجاوزه .
أما هديه صلى الله عليه وسلم؛ فكان كما روى أبو هريرة رضي الله عنه :"يقص شاربه، ويقلم أظافره يوم الجمعة، قبل أن يغدوا إلى الصلاة "[ضعفه الألباني].
ولك أن تعجب أخي المسلم أيما عجب؛ عندما ترى تقليد بعض المسلمين من الشباب هداهم الله وغيرهم للغرب في إطالة أظافرهم، فيتركونها تارة ويقطعونها أخرى إلا واحداً، وهو أصغرها الخنصر، أو غيره، بحسب التقليد الدارج، وما ذاك إلا لاستخدامه في المضاربات، أو لاستجلاب نظر الجنس الآخر إليه.
أما الفتيات والنساء، فيُطال بعضها من قبل بعضهن، وما ذاك إلا تقليد أعمى لنساء الغرب ، والعلماء ينصون على: أن تقليم الأظافر في حق النساء أوجب وألزم؛ لمباشرتهن صنع الطعام وتقديمه ونحو ذلك .
والمعلوم أنه يجتمع تحتها من الأنجاس والأقذار ما الله به عليم مهما حرصت على تنظيفها ؛ فهل يعي الآباء والأزواج خطورة ذلك؛ فيتربى أزواجهم وأبناؤهم وبناتهم على تقليم أظافرهم كل أسبوع، بل إن على إدارات المدارس بنين وبنات ملاحظة ذلك، والأخذ عليه بحزم حتى يستنكر هذا الفعل من المجتمع كله.
وصدق صلى الله عليه وسلم :" لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر و ذراعاً بذراع , حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه"رواه البخاري .
ومن يتأمل حال الناس يجد الكثير دون مبالغة يحرصون على تقليم أظافر أيديهم، ويهملون لمدة طويلة قص أظافر أقدامهم .. فلينبه لذلك ..
ولا حجة لبعض عمال المهن اليدوية وغيرهم، في كونهم يطيلون أظفارهم أو بعضها لحاجتهم إلى ذلك في أعمالهم .. لا حجة لهم؛ لأن النهي عن الإطالة يشمل الجميع، وليستعاض عن ذلك بالمقصات، وأدوات الفك والربط التي هيأ الله في هذا الزمان .
v سابعا: البراجم ... فالمراد بها: عقد الأصابع، أو مفاصلها ومعاطفها، التي إذا لم يعتني بغسلها؛ فإن الأوساخ تجتمع عليها وفيها . ويلحق بذلك غسل وتنظيف معاطف الأذنين، وقعر الصماخ، وبطن الركبتين، ونحو ذلك ..
v ثامناً: التنزه من البول.. فقد جاء في شرعنا التنزه منه؛ بالاستتار من وجه، وبالتنظف استنجاء أو استجماراً، أو بهما جميعاً من وجه آخر .
وأيضا جاء الوعيد الشديد من النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في رواية أخرى : " تنزهوا من البول؛ فإن عامة عذاب القبر منه"صححه الألباني في صحيح الجامع.
ومن زعم أن الاستجمار والمسح بالمناديل وحدها يكفي فقد أخطأ الصواب؛ لأن الدراسات الطبية أثبتت أن ذلك وحده يسبب حساسيات وأمراضا أخر، وأنه لا بد من استعمال الماء، وكما أفتى سماحة الشيخ الوالد عبد العزيز بن باز رحمه الله : أن الجمع بينهما، أي: الاستنجاء والاستجمار حسن؛ لأن الاستجمار يزيل عين النجاسة، والاستنجاء ينقي المحل، ولو اكتفى بالاستنجاء فلا حرج، أو الاستجمار عند عدم الماء فلا حرج .
والكلام عن التنزه من البول يذكرنا بعناية الإسلام بآداب قضاء الحاجة، مثل:
الاستتار؛ فقد "كان النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا ذهب المَذْهبَ أبعد"رواه أبوداود وصححه الألباني. وألا يتحاور اثنان عند قضاء الحاجة؛ فإن الله يمقتهما .
وليبتعد المرء عن الشقوق والجحور؛ لأنها محل للهوام والدواب ونحو ذلك؛ فقد يؤذي وقد يُؤذى، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك فسئل قتادة راوي الحديث عن ذلك فقال: يقال إنها مساكن الجن .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: قد ذكر المؤرخون: أن سعد بن عبادة سيد الخزرج رضي الله عنه قد بال في جحر بالشام، وما أن فرغ من بوله حتى استلقى ميتاً؛ فسمعوا هاتفاً يهتف بالمدينة يقول : نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة بسهمين فلم نخطئ فؤاده .
ومن الآداب : أن لا يمس فرجه بيمينه في جميع الأحوال؛ تنزيهاً وتشريفاً، قال النبي صلى الله عليه وسلم :" إذا بال أحدكم فلا يأخذن ذكره بيمينه، ولا يستنجي بيمينه، ولا يتنفس في الإناء"رواه البخاري.
ويتجنب مواطن الظل، والشجر، وقوارع الطريق؛ فإنها الملاعن،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اتقوا الملاعن الثلاثة: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل "رواه أبو داود وصححه الألباني .
وألا يمكث في الحمام أو الخلاء فوق حاجته، ولكن لا يقم حتى يستتمها ولا حياء في الدين.
وليحرص على الأذكار؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال:" اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث" رواه البخاري.
وعدم الوسوسة، والاستجمار وترا.
ومن الأخطاء اصطحاب بعض الآباء أو الأمهات الأطفال معهم عند قضاء الحاجة؛ فيرى الطفل ما لا يحسن، وقد ينشأ بذلك على الانحراف , أو يسبب الحرج لأهله إذا تكلم بذلك في حضرة غيرهم .
v تاسعاً: نتف الإبط ... لأنه إذا طال يسبب الروائح الكريهة مما يتأذى به جلساؤه، وأهله، ومن جاوره في الصلاة، بل حتى الملائكة عليهم السلام، والأفضل نتفه لمن قوي على ذلك، وإلا فيتعهد بالحلق .
أخي قد لا تشم أنت رائحة نفسك، ولكن غيرك يشمها؛ فاحذر من إيذاء المسلمين بذلك .
ولذا شُرع التطيب، وأخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم: أنه مما حبب إليه من دنياه،أخرجه النسائي وقال الألباني:حسن صحيح، وكان يعجبه الريح الطيبة، أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
v عاشرا: حلق العانة... وهو: الاستحداد، على حد سواء للرجل والمرأة .
قال النووي: إن الأولى في ذلك حلق جميع الشعور الموجودة على السبيلين وما حولهما. وقد هيأ الله سبلاً لذلك كثيرة، ومنظفات .
فعجباً من تساهل الناس في ذلك، حتى تصبح هذه المواضع محل الروائح المنتنة، وتجمع الأقذار، بل وبيئة خصبة للقمل والهوام وغيرها .
وقد ثبت أن إهمال ذلك يسبب التهابات، وآفات خطيرة .
وذكر القمل والهوام ها هنا؛ لأن العلماء بهذا الفن يقولون: إنه أنواع قمل الرأس، وقمل الجسم، وقمل العانة، وهو يضع ما يقارب ثلاثمائة بويضة طيلة سكناه في ذلك المكان ..
قال تعالى . (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30) .
وكم هو جميل أن نتواصى أيضاً بتطهير الظاهر: بدناً، وملبساً، ومسكناً، بل وأحياءً ومجتمعات .
إنه حديث واحد ومع ذلك حوى العجب العجاب من الوصايا النافعة للنظافة، وفي ديننا الكثير من الآيات والأحاديث التي تحث على النظافة والترتيب والعناية؛ فمثلا:
v العناية بالشعر ... عن جابر بن عبد الله قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى رجلا شعثا قد تفرق شعره؛ فقال:" أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره"أخرجه أبو داود وصححه الألباني .
ولذا حث الإسلام على الطهارة، والنزاهة، والبعد عن العفونة، والنتن، والقذارة، والروائح الكريهة، على نطاق البدن، والملبس، والبيوت، والأفنية، بل والمساجد والأماكن العامة .. الخ
ومما يتعلق بالبدن والجسد:
v الوضوء... الذي يتكرر في اليوم مرت ومرات؛ فيأتي على نظافة الفم، والأذنين، والأنف، واليدين، والوجه، والقدمين، وغيرها ..
v الغسل ... فقد شرع في الإسلام في مواضع عدة، منها:
عند إسلام الكافر.
عند الاحتلام.
وإتيان الرجل أهله.
وانقطاع الحيض، والنفاس.
والجمعة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم :" من اغتسل يوم الجمعة؛ كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى "حسنه الألباني في صحيح الجامع.
وغسل العيدين.
ومن غسّل ميتاً يستحب له الاغتسال.
وكذا لو أحرم بحج أو عمرة.
ويشرع كذلك يوم عرفة، ويوم النحر.
وقد اغتسل صلى الله عليه وسلم من الإغماء، كما في حديث عائشة رضي الله عنها في مرض النبي صلى الله عليه وسلم. متفق عليه .
وكذا عند دخول مكة . بل قال صلى الله عليه وسلم :" حق لله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوماً، يغسل فيه رأسه وجسده "رواه البخاري. وفي رواية:" هو يوم الجمعة "صححها الألباني في صحيح الجامع.
وقد عدّ بعض العلماء ستة عشر غسلاً: منها الواجب، والمسنون المؤكد، والمستحب المندوب.
التطيب والادهان ... شرع لطهارة البدن في الإسلام: التطيب، والادهان، والاكتحال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم :" أيها الناس! إذا كان هذا اليوم [ أي يوم الجمعة ] ؛ فاغتسلوا , وليمس أحدكم أفضل ما يجد من دهنه وطيبه "رواه أبو داود وحسنه الألباني.
v الاكتحال؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام :" عليكم بالإثمد؛ فإنه منبتة للشعر , مذهبة للقذى , مصفاة للبصر"قال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب:حسن صحيح.
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم :" إذا نام أحدكم وفي يده ريح غمر فلم يغسل يده فأصابه شيء؛ فلا يلومن إلا نفسه ". رواه ابن ماجة وصححه الألباني،[وريح الغمر ]: هو دسم اللحم، وقل مثل ذلك في غيره .
فبالله عليكم هل بعد هذا كله يبقى على جسد المؤمن الطاهر من درنه وقذره وكريه رائحته من شيء ؟!
v العناية بالصحة والوقاية :
أما عن الوقاية والصحة؛ فقد جاء ديننا بأسمى الوسائل، وأفضل الأسباب، التي تجنب العبد بفضل الله الكثير من الأمراض والعلل؛ فمن ذلك :
تحريم الإسلام لكل مشروب ضار: كالخمر، والمخدرات، والشيشة، والدخان، والقات، وما يلحق بهذه كلها مما يدخل في عموم قوله تعالى.( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ )(لأعراف: من الآية157) .
وفي قوله صلى الله عليه وسلم:" وما أسكر كثيره فقليله حرام "رواه أبو داود وقال الألباني:حسن صحيح.
وكذا كل مأكول فيه ضرر على الإنسان: كالميتة، والدم، ولحم الخنزير، وكل ما لم تتحقق فيه الذكاة الشرعية بذكر اسم الله عليه وإنهار دمه، كما ورد في الشرع؛ لذا حُرمت المنخنقة، والموقوذة، أي: التي تضرب من بهيمة الأنعام الجائز أكلها حتى تموت، والمتردية، وهي: الساقطة من شاهق، كجبل، أو سطح، أو جدار؛ فتموت، والنطيحة ...
لذا نهى صلى الله عليه وسلم :" عن أكل ذي ناب من السباع، وعن كل ذي مخلب من الطير "رواه مسلم.
وللحفاظ على صحة العباد، ووقايتهم من الأمراض حرمت عليهم الفواحش: كالزنا، واللواط، وإتيان البهائم والعياذ بالله، وكذا العادة السرية المنتشرة بين طائفة الشباب , وما ذاك إلا لأضرارها الصحية الفادحة؛ فمن ذلك:
أن فاعلها يصاب بفتور في أعصابه، وآلاماً في فقار ظهره , ويصاب بالتهابات عضوية، وضعف في بصره، ولربما استغنى عن زوجته، وغالباً ما يصاب أبناؤه فيما بعد بتقدير الله بكثير من الأمراض، إلى جانب الإصابة بالقلق النفسي، وعدم الثقة بالنفس، والرغبة في العزلة، والشعور بالخجل والانطواء .. مع شرود ذهني وكثرة نسيان .... الخ .
ولمزيد فائدة أنصحك أخي الشاب باقتناء كتيب للشيخ المنجد بعنوان" العادة السيئة".
وللحفاظ على الصحة كذلك، حرم الإسلام إتيان الحائض والنفساء، وحث على عدم الشبع والامتلاء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم :" ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطن , بحسب ابن آدم أُكلات يُقمن صلبه؛ فإن كان لا محالة , فثلث لطعامه , وثلث لشرابه , وثلث لنفسه "رواه الترمذي وصححه الألباني.
ومن الوصايا الطبية الصحية التي يرشدنا إليها صلى الله عليه وسلم قوله :" إن الله تعالى خلق الداء والدواء؛ فتداووا، ولا تتداووا بحرام "صححه الألباني في صحيح الجامع.
وقال صلى الله عليه وسلم:" في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام" [ أي الموت ] رواه البخاري .
وأوصى صلى الله عليه وسلم بالحجامة فقال :" ليلة أُسري بي ما مررت على ملأ من الملائكة إلا أمروني بالحجامة "صححه الألباني في صحيح الجامع.
v توجيهات وقائية :
بل أمر بتغطية الأوعية فقال صلى الله عليه وسلم :" خمّروا الآنية [ أي: غطوها ]، وأوكوا الأسقية، وأجيفوا الأبواب، واكفتوا صبيانكم عند العشاء [ أي: امنعوهم من الخروج مساءً ]؛ فإن للجن انتشاراً وخطفة، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد؛ فإن الفويسقة [ أي الفأرة ] ربما اجترت الفتيلة [ أي سحبتها ] فأحرقت أهل البيت"رواه البخاري.
وفي رواية :" وأكفئوا الآنية ". أي على وجوهها .
وفي رواية أخرى :" فإن الشيطان لا يحل سقاء، ولا يفتح باباً، ولا يكشف إناء , فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عوداً ويذكر اسم الله فليفعل "رواه مسلم.
يا سبحان الله إنها وسائل سلامة، وأسباب حفظ ووقاية، عظيمة النفع، جليلة القدر ..
بل سبق صلى الله عليه وسلم إلى مفهوم الحجر الصحي فقال :" إن هذا الوباء [ أي الطاعون، وقد يقاس عليه غيره من الأوبئة الخطيرة المهلكة ] إن هذا الوباء رجز أهلك الله به الأمم قبلكم , وقد بقي منه في الأرض شيء يجيء أحياناً؛ فإذا وقع بأرض فلا تخرجوا منها فراراً منه [ حتى لا ينتقل المرض إلى غيرهم بتقدير الله ]، وإذا سمعتم به في أرض فلا تأتوها"[ حتى لا تصابوا به بتقدير الله تعالى ]صححه الألباني في صحيح الجامع.
بل ويزيد الأمر تأكيداً بقوله صلى الله عليه وسلم :' الطاعون غدة كغدة البعير، المقيم بها كالشهيد، والفار منها كالفار من الزحف" صححه الألباني في صحيح الجامع.
وإن المستقرئ لأسباب الوقاية الصحية، والحث على الطهر والنظافة في ضوء الكتاب والسنة ليجد في ذلك أموراً شتى، لم يكتشفها العلم إلا حديثاً؛ كالوصاية بالنوم على الشق الأيمن، وعدم النفخ في الطعام، والإرضاع حولين كاملين، والأمر بإزالة النجاسات، والتنقي منها؛ ليعلم يقيناً مصداق قوله تعالى . ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً )(المائدة: من الآية3) .
ما مرّ جزء يسير مما يتعلق بطهارة البدن، ووقايته، والحفاظ على سلامته .
v اللباس والزينة :
أما اللباس والزينة؛ فقد قال تعالى . (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ )(لأعراف: من الآية31) . وقال تعالىوَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) (المدثر:4) .
ورأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً وعليه ثياب وسخة؛ فقال :" أما كان هذا يجد ماءً يغسل به ثوبه " أخرجه أبو داود وصححه الألباني .
إنه حثّ على التنزه والتنظف؛ لأن الله جميل يحب الجمال، ولكن ضمن ضوابط شرعية؛ قال فيها صلى الله عليه وسلم :" كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة "رواه البخاري.
وحفاظاُ على طهر الثياب واللباس عموماً؛ أرشد صلى الله عليه وسلم إلى أن :" إزارة المؤمن إلى عضلة ساقيه، ثم الكعبين؛ فما كان أسفل من ذلك ففي النار "صححه الألباني في صحيح الجامع.
وإلى إخوتنا العمال من بنائين ونجارين وحدادين وأصحاب ورش ونحوهم نهدي إليهم هديه صلى الله عليه وسلم إذ يقول :" ما على أحدكم إن وجد سعة: أن يتخذ ثوبين لجمعته، سوى ثوبي مهنته "رواه ابن ماجة وصححه الألباني.
ولا يختص ذلك بيوم الجمعة، بل لكل صلاة؛ حتى لا يؤذي في صلاته من بجواره .
v نظافة المنازل والأماكن العامة :
أما عن الطهارة والنزاهة في البيوت والأماكن العامة، وقبل ذلك في المساجد؛ فقد أمر صلى الله عليه وسلم أمته :" ببناء المساجد في الدور [ أي في القبائل والقرى ]، وأن تنظف وتطيب "رواه أبو داود وصححه الألباني.
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم :" البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها "رواه البخاري. وفي رواية:" تبعث النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجه صاحبها "صححه الألباني في صحيح الجامع.
أما البيوت فقد قال في حقها صلى الله عليه وسلم :" طهروا أفنيتكم؛ فإن اليهود لا تطهر أفنيتها "حسنه الألباني في صحيح الجامع.
وفي رواية:" طيبوا ساحاتكم؛ فإن أنتن الساحات ساحات اليهود" حسنه الألباني في صحيح الجامع.
فلا يليق بعد ذلك قذارة ونتن وعفونة بعض بيوتات المسلمين، بل وينجر الحديث إلى سياراتهم .. والله المستعان .
ولذا كان صلى الله عليه وسلم" يفلي ثوبه [ أي يبحث عما فيه مما يؤذي فيبعده ]، ويحلب شاته , ويخدم نفسه صلى الله عليه وسلم" صححه الألباني في صحيح الجامع، وهذا دلالة على اعتنائه بنظافته وطهره، بل وطهر داره وأهله؛ فقد كان في خدمتهم صلى الله عليه وسلم.
ومن أمور الطهارة والنظافة قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" لا يبولن أحدكم في الماء الدائم، الذي لا يجري، ثم يغتسل فيه "رواه البخاري. وفي رواية :" لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب "رواه مسلم.
بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان .
v العناية بحياتك وسلامتها:
أخي المسلم : إليك جانباً آخر من جوانب عناية الإسلام بحياتك وسلامتك؛ فقد نهاك صلى الله عليه وسلم عن اقتنائك للكلب؛ فقال :" لولا أن الكلاب أمة من الأمم؛ لأمرت بقتلها كلها؛ فاقتلوا منها الأسود البهيم "رواه أبو داود وصححه الألباني.
وبدأ كل ذو بصيرة يرى تقليد بعض المسلمين الأعمى للغرب؛ فاتخذوا كلاباً تساكنهم وتؤاكلهم وتنام معهم، ويفرحون بلحسها آنيتهم وأطفالهم، وما علموا أنها صورت مرة جراثيم في أمعاء كلب؛ فوجدوها تبيض بيوضاً صغيرة لا تكاد ترى بالعين المجردة ويبلغ مجموعها أكثر من أربعين مليون بيضة، كلها تتوالد وتكبر ......الخ .
لذا أرشدنا الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى أنه :" طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب"رواه مسلم. وهذه حقيقة علمية لم تكتشف إلا أخيراً ..
واطلع على هذه القصة العجيبة التي أترك لك اختيار عنوان لها، ومفادها: أن امرأة أمريكية كانت تعمل مصففة للشعر، مثُلت أمام المحكمة بتهمة إهمالها لطفلتها التي تركتها في سريرها ولم تبلغ بعد الأسبوع الخامس من حياتها، ولم تغلق عليها باب الحجرة؛ فدخل كلبها الضخم، وحمل الطفلة بين أسنانه، وانزوى بها خلف المنزل يلتهمها ويقطع أوصالها؛ فحكمت المحكمة بقتل الكلب لخطورته؛ فانفجرت الأم باكية، ثم صرخت وهي تقول : في استطاعتي الحصول على طفلة متى أردت، ولكني لا أستطيع العثور على كلب يشبه كلبي .[ نقلت عن إحدى رسائل الماجستير الجامعية ] .
ومع هذا الموقف لا نملك إلا أن نشكر الله على نعمة الإسلام . ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ )(لأعراف: من الآية43) .
ثم الحمد لله على الذي عافانا مما ابتلاهم، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً .
أخي الكريم ...
وتبعاً؛ فقد حثنا صلى الله عليه وسلم على قتل فواسق خمس في الحل والحرام؛ وذلك لضررهن الصحي وإيذائهن، وهن:
الحية، والغراب الأبقع [ أي الذي في ظهره أو بطنه بياض ]، والفأرة، والكلب العقور، والحديا"رواه مسلم.
الخاتمة :
اللهم اغسل قلوبنا بماء الثلج والبرد ، ونق قلوبنا من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس ، وباعد بيننا وبين خطايانا كما باعدت بين المشرق والمغرب .
اللهم إنا نعوذ بك من منكرات الأخلاق ، والأعمال ، والأهواء.
اللهم إنا نعوذ بك من العجز ، والكسل ، والجبن ، والبخل ، والهرم ، والقسوة ، والغفلة ، والعيلة ، والذلة ، والمسكنة.
ونعوذ بك من الفقر ، والكفر ، والفسوق ، والشقاق ، والنفاق ، والسمعة ، والرياء.
ونعوذ بك من الصمم ، والبكم ، والجنون ، والجذام ، والبرص ، وسيئ الأسقام.
اللهم ألف بين قلوبنا ، وأصلح ذات بيننا ، واهدنا سبل السلام ، ونجنا من الظلمات إلى النور ، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وبارك لنا في أسماعنا ، وأبصارنا ، وقلوبنا ، وأزواجنا ، وذرياتنا ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، واجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك قابلين لها وأتممها علينا.
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين ، واحفظنا بالإسلام قاعدين ، واحفظنا بالإسلام راقدين ، ولا تشمت بنا عدوا ولا حاسدا . اللهم إنا نسألك من كل خير خزائنه بيدك ، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك.
- الكاتب : الشيخ عبدالله بن علي الغامدي