داخل العقار (84) بشارع الطيران.. هنا اختبأ «بديع» وترك «إخوانه» فى مواجهة النيران
-شقة 905 التي كان مختبيء فيها بديع
من منطق بوليسى بحت.. اختار محمد بديع، المرشد العام لتنظيم الإخوان الاختباء فى عقر دار «القوات المسلحة»، على بعد 400 متر من خيام «رابعة» التى فضت مع اعتصامها الأربعاء الماضى.
فى عقار سكنى فخم، يحمل رقم (84)، تحيط به مؤسسات عسكرية من عدة جوانب، اختبأ «بديع»، فالعمارة الفارهة التى تم القبض عليه فيها، تقع فى منطقة متميزة من شارع الطيران، إلى جوار محطة بنزين «موبيل»، ومعرض سيارات «منصور شيفروليه»، فى شارع الطيران، وتتكون من 10 طوابق، فى كل منها 6 شقق لا تقل مساحة الواحدة عن 135 متراً، وللعقار جراج خاص، ومدخل رخام، يرى سكانه من النوافذ ميدان رابعة العدوية بأكمله.
قبيل فجر أمس، داهمت قوات الأمن الشقة 905، فى الدور التاسع من العمارة 84، المملوكة للدكتور حازم منصور فاروق، القيادى الإخوانى، «الوطن» اخترقت الحصار الأمنى حول العقار واستطاعت دخوله للكشف عن ملابسات اختباء المرشد داخله طوال فترة الاعتصام.
يخيم الهدوء على المكان، فالأحداث التى تلاحقت فى الـ24 ساعة الأخيرة جعلت العقار محط أنظار الجميع، فضائيات وصحف حتى سكان المناطق المحيطة، منهم من جاء ليشاهد المكان الذى اختبأ فيه المرشد، أهالى العقار وسكانه خائفون من إبراز هوياتهم، أو حتى التصوير، برروا خوفهم «الإخوان ممكن يلاحقونا وينتقموا مننا دول إرهابيين».
روى أحد سكان العقار -رفض ذكر اسمه- تفاصيل الواقعة وليلة القبض على «بديع»، قال لـ«الوطن»: «فى تمام الساعة 1:50 دقيقة دخل نحو 50 فرداً من قوات الشرطة إلى العمارة، وصعدوا إلى الطابقين التاسع والعاشر حيث توجد شقتين للدكتور حازم فاروق منصور، نقيب أطباء الأسنان، والمعروف أنه قيادى إخوانى، وطرقت الشرطة أبواب شقق الدور التاسع بأكملها، طلبت الكشف عن هوية السكان داخلها، واطلعت على بطاقات الرقم القومى للسكان داخل كل شقة، وطلبت منهم إغلاق أبواب شققهم بإحكام وإغلاق النوافذ والابتعاد عن الشبابيك، وألا يحاولوا التصوير بأى شكل، ثم اقتحمت الشقة (905) بسهولة شديدة، وألقت القبض على مرشد الإخوان، ويوسف طلعت المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة فى مدة لم تستغرق أكثر من 10 دقائق، ووقع كل هذا قبيل الفجر».
أشار الأهالى إلى أن قوات الأمن فتشت غرف حارس العقار، ووجدوا داخلها عدداً من طلقات الرصاص فألقوا القبض عليه.
وقال أحد سكان الطابق التاسع، إن الدكتور حازم منصور يمتلك شقتين بالعمارة، الشقة رقم (1005) وتعيش فيها أسرته، وشقة أخرى (905) وكانت دائماً مغلقة، والدكتور حازم نفسه تم القبض عليه قبل أيام.
روى أحد السكان: «الأربعاء الماضى بعد فض الاعتصام دخل جراج العمارة سيارة مرسيدس موديل «خنزيرة» برتقالى غير معروفة للسكان، وخرج منها عدد من المنتقبات والرجال، وعندما سألت البواب عنهم قال إنهم ضيوف دكتور حازم، وقال إنه اتصال برقم استغاثة القوات المسلحة وأبلغهم بالواقعة، فأحالوه إلى أحد الضباط، وأكد أنهم على علم بما يحدث، ويتابعون الموقف بالتفصيل، بعدها بدأ يظهر عدد كبير من المنتقبات فى الدور».
وقالت الحاجة نبيلة: «أثناء الاعتصام كان هناك عدد كبير من المنتقبات يصعدون العمارة يومياً بمصاحبة زوجة الدكتور حازم فاروق، وحازم نفسه سبق أن حاصرت الشرطة العمارة بسببه، قبل 4 سنوات، وألقت القبض عليه، وفى يوم الفض كان عدد كبير من المصابين والجرحى يترددون على شقتى طبيب الأسنان، وأنصار الرئيس المعزول وضعوا فى مدخل العمارة عدداً كبيراً من الكراتين تحتوى على الأسلحة والذخيرة وكانوا يدفعون لعدد من حراس العقارات المجاورة والجراج لحراستها.
وقال أحد السكان، إن عدداً كبيراً من أنصار «مرسى» اقتحموا العمارة يوم فض الاعتصام، مستغلين هجرة السكان لها، ولم يكن هناك إلا 7 أسر فقط فى العمارة، بينما تضم العمارة 60 شقة، وبعض السكان حاولوا منعهم من دخول إلا أن أعدادهم كانت كبيرة، ويصعب السيطرة عليها، مضيفاً: «كنت على يقين أن هناك قناصة داخل شقتى حازم وكانوا يضربون النار على الإدارة المالية للجيش الموجودة أمام العمارة»، فيما أكد آخر أن عدداً من الضباط أجروا تحريات عن العمارة وسكانها والمترددين عليها، أكثر من مرة، وسألوا السكان والجيران حول ما يشاهدونه داخل العقار.
وقال أحد حراس العقار، إنه كان فى إجازة منذ عيد الفطر، ولم يعلم بما حدث، إلا من زملائه، وألقت الشرطة القبض عليهم وفتشت غرفهم، مؤكداً أنه لا يعرف أى شىء عن اختباء المرشد فى العقار.