ابراهيم عسكر عضو مميز
عدد المساهمات : 890 تاريخ التسجيل : 20/11/2010
| موضوع: رد: سيرة "تحية عبد الناصر".. الزوجة التي لم يعنيها لقب حرم الرئيس الإثنين 9 سبتمبر - 18:32 | |
| عبدالحكيم جمال عبدالناصر: السادات صدم أمي بعد توليه الحكم
أجري الحديث ـ سامي كمال الدين
كان يريد أن يخطف الشمس ويخبئها في يد امرأة جميلة تسمي مصر, وكان يريد أن يسرق ضوء القمر ويسلطه عليها, كان يريد لها انتصارا دائما ورأسا مرفوع الهامة طوال العمر, وكان يريد أن يعلق في رقبتها طوق الحياة,
وأن يحول النيل إلي نهر من لبن وعسل مصف. آمن بالفلاح, فجعله قضيته وأعطاه كل اهتماماته بعد ثورة يوليو, حول الفلاح إلي سيد بعدما كان عبدا يعمل في أرض مصر تحت حكم الملكية, ومنحه الأرض التي كالعرض, وأعاد له شرف الكلمة. كان جمال عبدالناصر ـ ومازال ـ فارسا نبيلا يرفض الانحناء وقائدا جسورا حرر بلاده من المستعمر, لم نره ولم نعايش عهوده, لكننا عشقناه لأنه عاش لأجلنا وكسر الأصفاد عن أيادي آبائنا. وفي هذا الحديث مع ابنه عبدالحكيم الذي تخرج في كلية الهندسة ـ قسم مدني جامعة القاهرة عام76, بتقدير عام جيد, ويدير شركة للتنفيذ المعماري, وله أولاده, مني تخرجت في الجامعة الأمريكية, وتزوجت, وخالد تخرج هذا العام في الجامعة الأمريكية, وجمال في الصف الأول الثانوي, يتحدث عن رؤيته لأبيه, ويرد علي الهجوم الذي تعرض له أخيرا من قبل بعض الصحف, وقد قلت له حين رأيته: البقية في حياتك فضحك قائلا لي: حياتك الباقية. ** لعل لحظات الطفولة تعد عاملا مهما في ترسيخ مراحل حياة الإنسان وتطوراته ومواقفه بعد ذلك, كيف كانت طفولة ابن جمال عبدالناصر؟ ما كان يدهشني ويغريني في هذه الطفولة أنني ابن رجل اسمه جمال عبدالناصر, لقد فوجئت بجمال عبدالناصر كان الاستغراب الجميل مسيطرا علي, ومن هنا بدأت أسأل أمي عمن يكون جمال عبدالناصر, وماذا فعل ليكون بهذه المكانة؟ لم تكن والدتي تستغرب طرحي كانت تجيبني وهي فخور بأن هذا الرجل, زوجها. ياه, تخيل طفل يقال له إن أباك هو قائد ثورة يوليو ورئيس مجلس قيادة الثورة أول هيئة مصرية تحكم مصر منذ أن جاء الأسكندر الأكبر إلي مصر غازيا ومحتلا حتي جاء عبدالناصر وجاء يوم26 يوليو يوم خروج الملك من مصر وتنفست مصر هواء نظيفا نقيا, طاهرا مطعما بالحرية محققا ما كان لا يتجاوز جفون العين, منتصرا لحريتنا. إنني أنقل إليك عيون طفل اسمه ـ عبدالحكيم ـ سارحة تتأمل وتحاول استيعاب الجمل الكبيرة غير المفهومة ـ وقتها ـ بالنسبة له. ** هل أصابك ذلك بنوع من التغيير خلال تعاملك مع زملائك في المدرسة الابتدائية والإعدادية؟ إطلاقا, خذ أرقام هواتف زملائي الذين كانوا معي في المدرسة واسألهم, مازلنا أصدقاء حتي الآن, لم يحس أحدهم بأني ابن عبدالناصر علي الإطلاق, فلم يتدخل أبي ولو لمرة واحدة في حياتي الدراسية, كنت مجرد تلميذ عادي يرتدي مريلته ويمسك بطبشورة ويخرج علي السبورة يكتب حروف الهجاء وأرقام مادة الحساب مثل أي تلميذ, ولعل هذا هو ما جعلني أستطيع أن أنجح في حياتي بعد رحيل أبي. ** انتقلتم للإقامة في فيلا منشية البكري, وهي من ممتلكات الجيش, كيف كانت ملاحظاتك عن أول مكان رأته عيناك؟ بالفعل أنا ولدت فيها ونشأت وتربيت, وقد بقينا فيها حتي رحيل والدتي, حيث صدر قرار من مجلس الشعب بعد وفاة والدي بأن نظل فيها حتي آخر واحد منا علي قيد الحياة, ثم يتحول البيت إلي متحف, لكن بعد وفاة والدتي لم يعد لهذا البيت طعم, ففيه نقشت ملامح طفولتي وأكلت مع أبي وأمي ومرحت وبكيت, عشت أجمل لحظاتي لذا كان من الصعب البقاء فيه بعد رحيل والدتي, لذا قلنا لماذا تنتظرون حتي نموت كلنا لكي تحولوا هذا البيت إلي متحف, خذوه من الآن وحولوه إلي متحف, فعلي الأقل نحن مازلنا علي قيد الحياة ونستطيع المساهمة في إنشاء هذا المتحف, وقد سلمنا البيت إلي الجهات المختصة بعد رحيل الوالدة بأربعين يوما, رحلت أمي السيدة تحية كاظم في25 مارس وسلمنا البيت في شهر مايو. ** حي الجيزة, خالتك منيرة التي تزوجت السيد يوسف, وزير التربية والتعليم ـ فيما بعد ـ لك ذكريات هناك أريد الاقتراب منها؟ كنا نذهب إلي خالتي منيرة كثيرا, وكانت تأتي لنا كثيرا أيضا, عمي يوسف زوجها كان رجلا حازما من رجال التعليم بتوع زمان كانت علاقتنا بها علاقة حب وليست قرابة فقط, كنا كابنائها حيث كان قدرها عدم الإنجاب, لذا كانت تعاملنا بشكل أمومي وتقر بنا منها, كنت كثيرا ما أجد نفسي في الجيزة أطرق بابها وأجلس لأتحدث معها ويسرقني الوقت فقد كانت ودودا. ** كيف كانت رؤية زملائك في مرحلة التعليم الأساسي لوالدك؟ كان زملائي يأتون معي إلي البيت في أعياد ميلادي, ويلتقطون الصور التذكارية مع أبي, ويتحدثون معه في كل القضايا سواء العامة أم الخاصة بهم, وكان والدي مستمعا جيدا لهم, يستوعب ما يقولون ويناقشهم فيه بموضوعية, لكنه تغيب عن ثلاثة أعياد ميلاد لي في سنوات68/69/70 بعد النكسة. [/td] [/tr] [tr][td align="right"]** كيف تري تأثير والدتك السيدة تحية كاظم في حياة والدك؟ كان لها تأثير كبير جدا, كانت أمي امرأة بسيطة المطالب في الحياة, كل حياتها تتلخص في شيئين جمال عبدالناصر وأولادها, ليست لها حياة ثالثة. تخيل حتي الأصدقاء الذين كانوا يأتون لها كان أغلبهم من أخواتها, وكانت أقرب سيدة لها ابنة أختها حرم المستشار محمد فهمي السيد, السيدة نادية غالب, كانت أمي تحبها وتود الحديث إليها كثيرا. هناك أيضا صداقات لأمي ولكنها محدودة مثل زوجات أعضاء مجلس قيادة الثورة وهم زوجة حسين الشافعي وزوجة زكريا محيي الدين والسيدة أم كلثوم, كانوا في زيارات دائمة لها. ** لماذا لم يكن لها دور ظاهر كسيدات المجتمع, تمارس حياة تحت عدسات الأضواء مثل أي زوجة رئيس جمهورية في العالم؟ لقد أحست أمي بأن دورها الكبير هو المساهمة في صنع حياة جمال عبدالناصر, وأن توفر له جوا أسريا هادئا وطيبا, رأت أنها إذا نجحت في هذا الدور فقد فاقت به أي سيدة مجتمع أو زوجة رئيس جمهورية. كانت أمي تحس بأنها ليست بحاجة من هذه الدنيا, ليست بحاجة إلي شهرة أو مجد, يكفيها مجد زوجها, كانت تري نفسها في عينيه, ومجدها في انتصاراته وشهرتها في وجوده ودوره العالمي وكان يسعدها جدا أن يقال حرم جمال عبدالناصر. ** كانت تقسو عليك؟ كان أكثر ما يضايقها وأبي أن ينخفض المستوي الدراسي لأحدنا, فكانت تقسو علينا حين تحس بالتقصير في أداء واجبنا, أو مستوانا الدراسي. ** وقسوة جمال عبدالناصر؟ لم تكن قسوة, ولم نكن نخاف منه, لكن كانت لديه هيبة شديدة بحيث إنني كنت أخاف أن أضع نفسي في موقف يؤنبني لأجله, كان رائعا حتي في قسوته, فهو لا يقسو إلا إذا أخطأت لذا كنت أخاف التأنيب منه. ** كيف تهاب جمال عبدالناصر وهو أبوك, أنت ابنه, كيف تؤثر فيك الكاريزما الخاصة به؟ لا أعرف كيف أجيبك, أبي له هيبة, أنا أحس بذلك ولا أستطيع أن أصف لك إحساسي بهيبته. ** كان يلعب معك؟ حين كنت صغيرا كان يلعب معي, هناك لعبة اسمها الميكات أتي لي بها وأخذ يشرح لي طريقة اللعب بها, وكيف تركب, وكنا نصطاد معا في القناطر الخيرية. جمال عبدالناصر مثل أي أب يحب أولاده, يلعب معهم, يشاركهم أفراحهم وأتراحهم عندما يكون لديه وقت فراغ. ** أين كنت يوم وفاة الرئيس جمال عبدالناصر؟ كنت في البيت بعدما عدت من المدرسة رجعت بدري ففي بداية العام الدراسي نذهب نصف يوم فقط ونعود, وكنت في أول أسبوع دراسي, وحين عدت إلي البيت سألت عليه لأنه كان له أكثر من يوم ينام في الهيلتون حيث مؤتمر أيلول الأسود, وفي الليل عرفت أنه عاد إلي البيت ونام معنا صحوت في الصباح الباكر وذهبت إلي المدرسة, ولما عدت سألت عليه, فقالوا لي في حجرته, ودخلت سلمت عليه فسألني عن أحوالي ودراستي وقال لي: أنت في ثانوية عامة لازم تذاكر وتجيب مجموع كويس, كان أثناء حديثنا يرتدي بدلته وذهب ليودع أمير الكويت, وبعد خروجه وبعد أن جاء موعد الغداء جلسنا ننتظره علي المائدة. صمت عبدالحكيم وقد امتلأت عيناه بالدموع ثم أكمل بصوت لا أكاد أسمعه: لا أستطيع أن أنسي هذا اليوم لحد ما أموت قبل ذلك وحين جاءته الأزمة القلبية الأولي سنة1969 قاموا بتركيب أسانسير في البيت, لم يكن عندنا أسانسير, وحين صعد الأسانسير عرفنا أنه جاء, فتح باب الأسانسير وخرج منه والدي وشكله منهك جدا, دخل علي حجرة النوم مباشرة, دخلت أمي خلفه مهرولة, كان هذا في الرابعة ظهرا, حسيت إن فيه حركة غريبة في البيت, أناس يدخلون ويخرجون, صار البيت مثل خلية النحل, وتوافد الأطباء, ووجدت سامي شرف وحسين الشافعي وعلي صبري والفريق فوزي وشعراوي جمعة وهيكل ومحمد فائق ومحمد أحمد جاءوا مسرعين, وبعد ذلك جاء السادات. لا أستطيع نسيان منظره وهم يجرون له عملية تدليك سريع لتنشيط الدورة الدموية والقلب, اعتراني الرعب وأخذت أدعي الله أن ينقذه, لكنني فجأة ارتعش جسمه كله, ثبت مكاني, سمعت صرخة من أمي فعرفت أن جمال عبدالناصر مات. خرج الجميع ودخلنا نحن أفراد أسرته إلي حجرته, تركونا معه, وأصبت بالانهيار ولم أدري ما حدث, بقينا معه وقتا قليلا وبعد ذلك ذهبوا إلي قصر القبة, وبدأت مراسم الجنازة وأذيع النبأ ورأيت جنازته المهولة. [/td] [/tr] [tr][td align="right"]** بعد تولي السادات حكم مصر خلفا لوالدك انحني إنحناءة رقم سبعة في مجلس الشعب أمام تمثال والدك مرددا أنه سوف يسير علي خطاه, لكنه تحول180 درجة وسار في طريق مختلف تماما, وبدأت مرحلة الهجوم وعودة الوعي وغيبة الوعي, كيف كان إحساسك وإخوتك ووالدتك؟ أمي أحست بمرارة فظيعة, لم تطق الحياة, لم تصدق في البداية أو قل لم تتخيل لأن معظم من هاجموا والدي كانوا ينافقونه حبا ويكتبون عنه بشكل فظيع, كانوا يمجدون أبي ولا يرون أحدا سواه, وفجأة تحولوا تماما وكتبوا عكس ما كانوا يكتبون, ونسوا قيمة القلم الذي أقسم بها الله في كتابه العزيز ن والقلم وما يسطرون لكن والدتي أصبحت لها فلسفة أعتقد أنها صائبة إلي حد كبير. هذه الفلسفة تتلخص في أن عبدالناصر قام بالثورة لأجل الرجل البسيط المصري الحقيقي, مصر ليست مجتمع المدن والقطامية والجونة, هذه ليست مصر التي عاش لأجلها جمال عبدالناصر في مصر هي شبرا الخيمة وباب الشعرية والحسين والسيدة زينب والمنيا وسوهاج, هؤلاء هم الذين قام عبدالناصر بالثورة لأجلهم, لآخر لحظة في حياته كان مستعدا لأن يضحي بدمه وحياته لأجلهم, فهؤلاء كانوا العزاء لوالدتي وحين كانت تحدث مثل هذه الهجمات وتخرج الفئران من جحورها كانت والدتي تأخذ السيارة وتروح سيدنا الحسين كان الناس العاديون يحتفون بها ويلتفون حولها مرحبين بها بشكل غير متخيل, كان هذا يريحها كثيرا. حين كانت تحدث هذه الهجمات الشرسة التي بدأها مصطفي أمين, والذي أصر علي أنه جاسوس, وقضيته موجودة في متحف المخابرات العامة حتي الآن, ولو لم يكن جاسوسا فأنا أطالب أهله بأن يرفعوا علي قضية, أنا علي أتم الاستعداد لذلك, وليقولوا أني أسب أباهم وأقول عليه جاسوس كانت أمي تتجه إلي الله, تدخل مسجد سيدنا الحسين وتدعو الله أن يرحم والدي ويريحه في مثواه الأخير. ** تأثير الهجوم علي والدك يزعجك الآن؟ إطلاقا لقد صارت لدي حصانة. ** وماذا عن القضايا التي أعيد فتحها أيام السادات وخاصة قضية المشير عامر وأنه لم ينتحر واتهام والدك بقتله؟ هذه قضية غريبة.. لا أعرف لماذا يصرون علي حرمان المشير من هذا الشرف شرف انتحار قائد عسكري هزم في الحرب فلم يتحمل الصدمة وانتحر, إن أي قائد عسكري يبلي بمصيبة مثل التي حدثت في1967 لابد أن ينتحر ثم أري أنه سواء انتحر أو قتل فليست هذه هي القضية. ** لكن ابنة صلاح قالت لي: لا أريد لأبي أن يموت كافرا أبي لا لا يعملها لقد قتله عبد الناصر؟ هذه مسألة علمها عند الله هو الذي يحاسب الناس وهو الذي يحدد الكافر من المؤمن البشر لا يحددون ولا دخل لهم بهذه المسألة إطلاقا. ** لماذا لم تحاول الرد علي ما قيل وكتب من أن والدك قتل صديق عمره الذي كان يأكل معه في طبق واحد؟ لأنني أري أن هذه ليست هي القضية الرئيسية التي يجب أن نتوقف عندها, القضية الحقيقية أن مصيبة انتكاسة حدثت لنا عام1967. ** ولكن ألا تري معي أن والدك مشارك أيضا فيما حدث وليس عبد الحكيم عامر بمفرده وأنه يشاركه تحمل المسئولية؟ هو تحمل المسئولية فهو رئيس الدولة وتحملها وأعلن ذلك وللعلم فإن هناك أمثلة كثيرة حدثت في العشرين عاما الفائتة تتجاوز أزمة1967 والذين تسببوا فيها لا هم تحملوا المسئولية ولا حتي أعلنوا مسئوليتهم عن الحدث. ** ألا تري معي أن الاعتقالات التي حدثت في عهد والدك كان مخطئا فيها؟ موضوع الاعتقالات مبالغ فيه, إن الموجودين الآن في أي قسم من أقسام الشرطة أكثر من الذين اعتقلوا في عهد جمال عبد الناصر وموضوع تضخم الاعتقالات هذا سببه يرجع إلي الرئيس أنور السادات وربنا جعله قبل اغتياله بشهر يعتقل مصر كلها, من اليمين إلي اليسار, ومن الشيوعي إلي الرأسمالي ومن رجال الدين المسيحي إلي رجال الدين الإسلامي واعتقل أهم الكتاب والمفكرين..ماخلاش. ** لكن السادات هو اختيار والدك؟ والدي اختاره كنائب ولم يكن يعرف مثلا أنه سوف يموت وعمره52 عاما. ** تردد أن والدك اختار السادات نائبا له بناء علي ضغوط أمريكية؟ لا أعتقد فهي أقوال تتردد بلا دليل ثم إنه قبل1970 لم يكن للسادات موقف سياسي, كان رأيه الوحيد في كل حاجة:ده كان رأيي يا ريس خير ما فعلت يا ريس. ** ألا تري أن ما وصلنا إليه من فساد وانحدار ليس إلا امتداد لثورة23 يوليو؟ أود أن أقول لك جملة ليوجين جوستين من المخابرات المركزية الأمريكية ردا علي سؤالك حيث يقول:مشكلتنا مع ناصر أنه بلا رذيلة مما يجعله من الناحية العملية غير قابل للتجريح, فلا نساء, ولا خمر, ولا مخدرات, ولا يمكن شراؤه أو رشوته أو حتي تهويشه, نحن نكرهه ككل, لكننا لا نستطيع أن نفعل تجاهه شيئا, لأنه بلا رذيلة وغير قابل للفساد. الفساد ـ يا سيدي ـ لم نسمع عنه إلا بعد الانفتاح وبعد1974 وليس من عبد الناصر وثورة يوليو. ** نشر أخيرا التالي:كشفت هيئة الأرشيف الوطني الإسرائيلي التابع لرئاسة الحكومة الإسرائيلية عن عدد من الوثائق السرية للغاية, وفي الوثائق وثيقة سرية تقول إن الرئيس المصري جمال عبد الناصر أرسل في نهاية نوفمبر1954 مبعوثا خاصا إلي العاصمة الفرنسية باريس لنقل رسالة سرية حول رغبته في السلام مع إسرائيل, والمندوب هو كمال يوسف الذي أقام علاقات مع السفارة الإسرائيلية في باريس, والتقي بمندوب الموساد دان ايفني, بعد ذلك بأيام قليلة وصل إلي باريس يهوشع بالون والتقي هو الآخر بكمال يوسف ما تعليقك؟ أري أن كل هذه القصص مختلقة وهي محاولة لتأكيد خط السير الذي مشينا فيه من كامب ديفيد وحتي الآن يتقولون علي عبد الناصر بأن ما فعلوه أراده هو في البداية, هذا افتراء وكذب كما أن إسرائيل ليست محل ثقة, ثم إن الثورة المصرية منذ بدايتها عام1952 وهمها الأساسي شيئان: طرد الملك وطرد الإنجليز وواضح للجميع أهداف الثورة الستة من القضاء علي الاستعمار, والقضاء علي الاقطاع وعلي الاحتكار وسيطرة رأس المال ونحن في مصر لدينا مشكلة كبيرة وهي مشكلة التنمية, الكثافة السكانية عالية والموارد محدودة, وكان هدف والدي تنمية الموارد وإحداث نهضة زراعية صناعية في البلاد. وقد كتب أنتوني ناتنج مساعد وزير الخارجية الذي وقع اتفاقية الجلاء مع عبد الناصر أنه بعد وأن وقع الاتفاقية سأل والدي: ما موقفكم بخصوص الشأن الإسرائيلي الآن هل ستحاربوهم؟ فقال له والدي: لا هدفنا الأساسي اليوم هو التنمية في مصر ولدينا مشاريع زراعية وغيرها سوف نهتم بها. ذهب أنتوني ناتنج بعد ذلك في زيارة إلي إسرائيل والتقي بن جوريون وقال له: ظللتم تقولون عن مصر إن بها نظاما عسكريا وأن عبد الناصر سوف يحاربكم, الناس لا يريدون الدخول في صراع عسكري وهدفهم التنمية, فقال له بن جوريون: هذا أسوأ خبر سمعته في حياتي, انتظر حتي ينمون أنفسهم ويهزموني. وللعلم فاتفاقية الجلاء وقعت عام1954 وهذا الحديث دار عام1955 وأول خرق حقيقي للهدنة بين مصر وإسرائيل بعد حرب1948 هو الهجوم علي غزة عام1955 وبدأت سلسلة الصراعات بعد ذلك من حرب56 و67 وحرب الاستنزاف وحتي1973 حتي قلنا لن نحارب كفاية. ** من من أصدقاء والدك علي اتصال بك حتي الآن أو من أبناء الضباط الأحرار؟ سامي شرف وحسين الشافعي, ويوم23 يوليو من كل عام كان أعز شخص يتصل بي هو أحمد حسين الشافعي كان ارتباطه بالثورة قويا وكانت لنا ذكريات قوية في أعياد الثورة خاصة مع أغاني عبد الحليم الجديدة. ** عبد الحكيم.. في النهاية: هل أنت ناصري؟ طبعا أنا ناصري جدا جدا جدا. ** وهل للحزب الناصري علاقة بوالدك؟ لا تعليق. | |
|