السيرة الذاتية القارئ الشيخ كامل يوسف البهتيمي رحمه الله السيرة الذاتية القارئ الشيخ كامل يوسف البهتيمي رحمه الله
بسم الله الرحمـــن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعي الجديد يتناول شئ يسير من سيرة فضيلة
الشيخ كامل يوسف البهتيمي{رحمه الله وادخله فسيح جناته}
السيرة الذاتية القارئ الشيخ كامل يوسف البهتيمي رحمه الله
السيرة الذاتية القارئ الشيخ كامل يوسف البهتيمي رحمه الله
انه القارئ الشيخ محمد ذكي يوسف المشهور بـ (كـــامل يــــــوسف البهتيمي) والذي كان يمتلك مساحة صوتية واسعة ليس لها مثيل بين القراء الاخرين في مختلف بلدان العالم الاسلامي إذ امتاز بجمال الصوت وروعة الاداء وحسن القراءة وبعبارة مختصرة انه القارئ الذي كان يقرأ القرآن الكريم كما نزل ، وهو القارئ الوحيد الذي تاثر به العملاق محمد صديق المنشاوي (رحمه الله) واعجب بتلاوته قارئ مصر الاول فضيلة الشيخ مصطفى اسماعيل(رحمه الله) فاحبه على اثرها وكان له معه عدة حفلات قرآنية مشتركة ، كما انه امتاز بمرونة الصوت حيث كان يصل الى الجواب العالي او جواب الجواب دون ان يؤثر ذلك على صوته وانا شخصيا استمعت الى العديد من القراء ووجدت عندهم شيئا من النشاز في تلاواتهم إلا الشيخ كامل يوسف حيث انه كان رائعا في الابتداء ومبدعا في الوقف او القفلات القرانية وكان يعطي كل اية من الايات حقها ومستحقها من النغم القرانية حتى انك اذا استمعت الى تلاوته تشعر وكان ملاكا يقرا القران إلا في قوله تعالى{وإذ قال إبراهيم ربي اجعل هذا البلد ءامنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام} سورة ابراهيم الاية (35) حيث ارتفع بها الى جواب الجواب ، ورغم انها كانت قمة في الاداء وتحفة فنية في الاسلوب إلا انني احتسبتها نقطة سلبية عليه لانه لا يجوز الصراخ على الله عز وجل.
اعزائي كان هذا استعراضا موجزا لحياة فضيلة القارئ كامل يوسف البهتيمي { رحمه الله} واليكم سيرته الشخصية آملا ان تنال رضاكم وارجو منكم ان تبعثوا لي بارائكم واقتراحاتكم حول هذا الموضوع وشكرا للجميع
الشيخ كامل يوسف البهتيمي تلميذ الشيخ محمد الصيفي الذي تبناه واصطحبه في حفلاته وأخذ بيده من قريته التي نشأ بها واستضافه في بيته بالقاهرة فعرف طريق الشهرة .
وهو من مواليد حي بهتيم بشبرا الخيمة محافظة القليوبية عام 1922 م. ألحقه ابوه الذي كان من قراء القرآن بكتاب القرية وعمره ست سنوات وأتم حفظ القرآن قبل بلوغ العاشرة من عمرهفكان يذهب إلى مسجد القرية بعزبة ابراهيم بك ليقرأ القرآن قبل صلاة العصر دون أن يأذن له أحد بذلك وكانت ثقته بنفسه كبيرة فكان يطلب من مؤذن المسجد أن يسمح له برفع الآذان بدلا منه ولما رفض مؤذن المسجد ظل الطفل محمد ذكي يوسف الشهير بكامل البهتيمي يقرأ القرآن بالمسجد وبصوت مرتفع ليجذب انتباه المصلين فكان له ما أراد إذ أن حلاوة صوته أخذت تجذب الانتباه فبدأ المصلون يلتفون حوله بعد صلاة العصر يستمعون إلى القرآن بصوته مبهورين به وبدأوا يسألون عنه وعن أهله فعرفوه وألفوه وزاد معجبوه في هذه السن الصغيرة فسمح له مؤذن المسجد أن يرفع الآذان مكانه تشجيعا له وأذن له بتلاوة القرآن بصفة دائمة قبل صلاة العصر فصار صيت الصبي كامل البهتيمي يملأ ربوع القرى المجاورة وأخذ الناس يدعونه لأحياء حفلاتهم وسهراتهم فكان أبوه يرافقه وظل على هذا الحال مدة طويلة حتى استقل عن أبيه وأصبح قارىء معروفا بالبلدة وكذلك قارىء للسورة يوم الجمعة بمسجد القرية, وكان أهل القرية يعتبرون ذلك اليوم عيدا لأنهم سيستمتعون بصوت ذلك الصبي وظل كذلك حتى أوائل الخمسينيات والتي شهدت شهرة الشيخ كامل يوسف البهتيميكان الشيخ الصيفي قد علم بوجود قارىء جديد ببهتيم يتمتع بحلاوة الصوت فذهب إلى بهتيم واستمع إلى تلاوة الشيخ كامل دون علمه فأعجب به وطلب منه أن ينزل ضيفا عليه في القاهرة فأصطحبه ونزل ضيفا عليه في بيته بحي العباسية فمهد له الطريق ليلتقي بجمهور القاهرة وجعل بطانته له في الحفلات والسهرات وقدمه للناس على أنه اكتشافه وبعد فترة وجيزة بدأ جمهور القاهرة يتعرف عليه فأصبح يدعى بمفرده لأحياء الحفلات والسهرات فكان ذلك يسعد الشيخ محمد الصيفي فأخذ يشجعه وهذا ما زاد من ثقته حتى ذاع صيته في أحياء وضواحي القاهرة , وأصبح قارىء له مدرسة وأسلوبه في الآداء وأفاض الله عليه من الخير الكثير والمال الوفير فأشترى قطعة أرض بشارع نجيب بحي العباسية أقام عليه عمارة كبيرة واستأذن من الشيخ الصيفي أن يستقل بحياته شاكرا له حسن ضيافته وكريم صنيعه وما قدمه له من عون طوالفترة إقامته بالقاهرة حتى استطاع أن يثبت جدارته وأهليته لقراءة القرآن وسط كوكبة من مشاهير وعظام القراء بالقاهرة.
لم يلتحق الشيخ البهتيمي بأي معهد من معاهد القرآن وتعليم القراءات بل لم يدخل أي مدرسة لتعليم العلوم العادية ولكن بالممارسة والخبرة والاستماع الجيد إلى القراء مثل المشايخ محمد رفعت ومحمد سلامة والصيفي وعلى حزين تعلم احكام التلاوة دون ان يشعر هو بذلك وقد اكتملت عناصر النجاح لديه بعد الاستماع إلى هؤلاء العمالقة في قراءة القرآن.
ورغم نجاحاته المتواصلة وارتفاع صيته في تلاوة القرآن الكريم إلا أن عدم ألتحاقه بمعهد القراءات ظل العقدة التي تطارده وتحول بينه وبين تقدمه لأختبار القراء بالأذاعةوفي عام 1953م عرض عليه الشيخ محمد الصيفي أن يتقدم بطلب للأذاعة لعقد امتحان له امام لجنة اختبار القراء إلا انه رفض خشية أن يتم احراجه لعدم إلمامه بعلوم وأحكام القرآن وعلوم التجويد وأنه لم يدرس بأي معهد للقراءات ولكن الشيخين محمد الصيفي وعلي حزين أقنعاه بضرورة التقدم لهذا الامتحان وأن موهبته تفوق كثيرين تعلموا بمعاهد القراءات , فقهر ذلك الكلام خوفه وفك عقدته وتقدم للأمتحان ونجح بامتياز فتعاقدت معه الأذاعة المصرية في أول نوفمبر عام 1953 م وتم تحديد مبلغ أربعة جنيهات شهريا مقابل التسجيلات التي يقوم بتسجيلها للأذاعة وتم تعيينه بعد ذلك قارىء للسورة يوم الجمعة بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير بالقاهرة والذي ظل به حتى وفاتهكان الشيخ كامل البهتيمي محبوبا من كل أعضاء مجلس قيادة الثورة وكان الرئيس عبدالناصر يحبه حبا شديدا ويطلبه لرئاسة الجمهورية لأحياء معظم الحفلات التي تقام بمقر الرئاسة وكان الناس يظنون أن اقتراب الشيخ البهتيمي من الرئيس عبدالناصر بغرض التقرب للسلطة أو سعيا وراء الشهرة ولأن عهد عبدالناصر كان مليئا بالمتناقضات ولم يكن محبوبا من بعض فئات شعبه فكان سخط الناس على الشيخ البهتيمي هو ترجمة لسخطهم الحقيقي على الرئيس عبدالناصر ولذا فبعد وفاة الشيخ كامل يوسف ومن بعده عبدالناصر تغيرت معاملة الحكومة للشعب المصري وبدأت تطالبهم بسداد ضرائب قديمةلا يعرفون عنها شيئا وامتنعت الأذاعة المصرية عن إذاعة تسجيلات الشيخ البهتيمي وكذلك التلفزيون الأمر الذي وصل بالدولة أنها لم تكرم الشيخ حتى الآن و في عام 1967 م ذهب الشيخ كامل يوسف البهتيمي إلى مدينة بور سعيد تلبية لدعوة وجهت إليه لأحياء ليلة مأتم فتلعثم لسانه أثناء القراءة وعجز عن النطق وقد شعر بأن شيئا يقف في حلقه فثقل لسانه وبعدها تم نقله إلى الفندق الذي كان ينزل به وتم إسعافه ونقله إلى القاهرة ولكن بعد تلك الحادثة بأسبوع واحد أصيب بشلل نصفي فتم علاجه واسترد عافيته وبعد التحقيق تبين ان هذه كانت محاولة لقتله في مدينة بور سعيد بعد أن وضع له مجهول مواد مخدرة في فنجان قهوة كان قد تناوله قبل بدء التلاوة بالماتم ورغم أن الشيخ أسترد عافيته إلا أن صوته لم يعد بنفس القوة التي كان عليها عن ذي قبل, ومرت الشهور حتى فوجئ بدخوله البيت وهو في حالة إعياء شديد وقام اهله بإستدعاء طبيبه الخاص الدكتور مصطفى الجنزوري الذي صرح بأنه مصاب بنزيف في المخ وبعدها بساعات قليلة فارق الشيخ كامل البهتيمي الحياة !!! ؟ سنة1969م عن عمر ناهز الـ 47 عاما فرحم الله الشيخ البهتيمي وادخله فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗