سامحيني يا امي سامحيني يا امي سامحيني يا امي سامحيني يا امي سامحيني يا امي سامحيني يا امي
سامحيني يا امي
السلام عليكم
لم يجد ذلك الطفل الصغير أجمل من عناق أمه له ولم يكن هناك شي في الوجود يشعر ذلك الطفل بالأمان إلا بين أحضان أمه , لم ينسى ذلك الطفل الصغير عينا أمه التي قاومت النعاس وارهقها السهر عندما كان يصاب بالحمى الشديده طوال ليله كامله ولم ينسى تلك الكمادات البارده التي كانت تخفف عليه وطأه ما يشعر به من ألم وتعب , ولم ينسى ذلك الطفل صوت أمه الدافئ الحنون الذي كان يتغنى بإسمه ويردده بأجمل المشاعر والأحاسيس , لم ينسى تلك الذراع التي كانت تحميه من غضب أبيه المصطنع ليصنع منه رجلا يعتمد عليه ليجنبه دروب الشوك التي مشى عليها في سبيل تلبيه طلبات اسرته وحفظ كرامتها , ولم ينسى ذلك الطفل الصغير صوت امه المدافع عنه دائما , ولم ينسى ذلك الطفل الصغير تلك الهدايا التي كان يحصل عليها من أمه بتخطيط عفوي دون علم والده كي لا ترى أمه علامات الحزن باديه على محياه ولكي لا يشعر بالحسره بسبب عدم حصوله على ما يتمناه , ولم ينسى ذلك الطفل أنواع الطعام التي كانت امه تعدها له بحب عندما كان يشعر بلذه نكهاتها بسبب ذلك القلب الذي كان يعد الطعام بفرح ولم ينسى ذلك الطفل الصغير وهو يكبر يوما بعد يوم دعوات أمه الصادقه خلفه وهو يسير نحو تحقيق طموحاته وأحلامه ولم ينسى ذلك الطفل بعد ان كبر حضنها الدافئ ولم ينسى ذلك الأمان الذي كان يشعر به وهو بين ذراعيها , ذلك الأمان الذي يحتاج إليه الآن اكثر من أي وقت مضى , ذلك الحضن الدافئ الذي ينسيه كل السواد في هذا العالم وتتنفس رئتيه أنقى هواء في زحمه تلوث نوايا القلوب في هذا العالم , ما زال ذلك الشعور بالاحتياج موجودا في صدر ذلك الطفل الذي اصبح شابا الآن الذي فرضت عليه قوانين الحياه ان يبتعد عن ذراعي امه رغما عنه بلا إختيار وكم كانت لحظات الفراق صعبه على ذلك الطفل الذي اصبح شابا وامه , لقد كان في كل مره يحاول فيه عناق امه بشده ليملأ روحه طمأنينه وراحه وليغسل كل السواد الذي رآه ببياض النوايا التي تربى عليها من الروح الحاتميه التي مدت راحه يدها بالإحسان الى الجميع حتى مع من غرسوا خناجرهم في صدر المعروف , اعذريه أيتها الأم لم يمنع ذلك الشاب من معانقتك بشده عادات وتقاليد باليه او مفهوم خاطئ للرجوله والصلابه عندما نسي البعض ان الماء يخرج من صدر الجبال ليسقي الاخرين عذوبه الحياه , ولكن منعه خوفه من ان تشتعل جمره الفراق والألم فتتأجج المشاعر والاحاسيس الى حد كبير على قلب جميل لا يتحمل رحيل فلذه كبده عنه وبالتالي يصبح الفراق اصعب واكثر ألما , لم يكتفي ذلك الشاب من عناق امه ابدا وفي كل مره كان يشد فيها الرحال بعيدا عن دياره كان يشعر بمراره تفويته اجمل اللحظات بين ذراعي أمه نبع الحنان وكتاب الوفاء وانبل خلق واجمل روح , اعذريه يا أمي اعذريه أعلم انني لو ألقيت نفسي بين ذراعين معانقا لك ان ذلك العناق سوف يطول وذلك الألم سوف يزداد وذلك القلب سوف يشتعل معاناه وحسره وانا لا اتمنى لك الألم , اريد ان اعوضك عن كل شي أريد ان اجعلك اسعد ام في العالم , سامحيني يا امي سا محيني لم اكن اريد لتلك العيون التي ارهقها مرض السكر حتى ضعفت ان تذرف الدموع على رحيلي .