هل يجوز لحالق الحية والمدخن والمسبل وسامع الأغاني (( رقية الناس ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز لحالق الحية والمدخن والمسبل وسامع الأغاني (( رقية الناس )) ؟؟؟
الأجابة عليه هي على النحو التالي :
لا بد أن يعلم المسلم ويتيقن أن كتاب الله سبحانه وتعالى خير وشفاء لكافة الأمراض العضوية والنفسية والروحية ، والمسلم مطالب برقية نفسه وأهله ومحارمه وهذا هو الأصل في الرقية الشرعية ، وكون أن يكون المسلم بعيد عن كتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فلا يمنع ذلك من أن يرقي نفسه وأهل بيته ومحارمه وهذا هو الأصل في الرقية ، وعسى أن يكون ذلك حافزاً له في المستقبل القريب للهداية والعودة الصادقة إلى الكتاب والسنة ، وهذا بطبيعة الحال لا يجيز له أن يتعدى ذلك فيبدأ برقية الناس من حوله لخطورة مثل هذا الأمر والذي يكمن في النواحي التالية :
أولاً : أن مثل هذا الشخص قد يكون عرضة لإيذاء الجن والشياطين والسحرة ، وقد ينالون منه في أقرب وقت ممكن 0
ثانياً : أن التأثير الذي قد يحدثه في المرضى يكون قليلاً وقد يكون معدوماً في كثير من الأحيان ، حيث أن ابن القيم - رحمه الله - يقول : ( والسلاح بضاربه ) 0
ثالثاً / بعض الشياطين قد تعين أمثال هؤلاء كي تلبس على الناس أمور دينهم ، فيقال بأن فلان حليق ومسبل الثوب ومع ذلك يعالج بالقرآن 0
ومن هنا فإن رأى أحدنا أمثال هؤلاء فعليه أن يقدم له النصح ويبين له بأن هذا الأمر خطير وأن مزالقه صعبة شائكة ، فإن ارتدع فلله الحمد والمنة ، وإلا فلا بد من رفع أمره لأهل الحسبة كي يتعاطون معه بما يليق
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - عن حكم من يرقى وهو ليس من أهل العلم فأجاب – حفظه الله - :
( الصواب أنه يجوز استعمال الرقية من كل قارئ يحسن القرآن ويفهم معناه ويكون حسن المعتقد صحيح العمل مستقيما في سلوكه ولا يشترط إحاطته بالفروع ولا دراسته للفنون العلمية وذلك لقصة أبي سعيد في الذي رقى اللديغ قال : وما كنا نعرف منه الرقية أو كما قال ، وعلى الراقي أن يحسن النية وأن يقصد نفع المسلم ولا يجعل همه المال والأجرة ليكون ذلك أقرب إلى الانتفاع بقراءته ، والله أعلم ) ( الفتاوى الذهبية - ص 35 - 36 )
يقول الأستاذ أسامة العوضي : ( وقد صرح ابن تيمية أن الجن يؤذي المعالِج إذا كان ضعيفا وهل هناك أضعف ممن جهل دينه وعقيدته والحلال والحرام وجمع بين هذا وبين عدم ضبط القرآن تلاوة ، وهو السلاح
الأقوى في إخضاعهم وقتلهم وعصمته منهم كذلك ، ومثل هذا لا يجوز له شرعا العمل في هذا الجهاد أبدا لعدة أمور وهي :
1- إن فاقد الشيء لا يعطيه ، فكيف يدعو الجن الكافر إلى الطاعة ويعرفه الإسلام ويشرح له العقيدة أو يناقشه فيها وهو لا يعرف عن ذلك شيئا
2- إخفاق المعالِج يعرض أهل المريض إلى الفتنة ، وقد يلجأون إلى أحد الدجالين
3- ضعف إيمان المسلمين بالقرآن إذا رأوه لا يؤثر في الجن
4- إن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها )
وأنصح كافة الإخوة والأخوات قبل الذهاب إلى المعالج بتقوى الله سبحانه وتعالى وسؤال العلماء وطلبة العلم عن الشخص المذكور ، والله تعالى أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كاتب الموضوع الشيخ
أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني
حفظه الله ونفعنا بعلمه