بوسى نائبة المدير العام
عدد المساهمات : 3055 تاريخ التسجيل : 02/03/2011 الموقع : المزاج : تمام
| موضوع: هديه في الدعاء.لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي السبت 30 نوفمبر - 14:30 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هديه في الدعاء.لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين. الخلق كلهم بيد الله عز وجل : أيها الأخوة: يقول عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه: ((يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي, وأنا معه إذا دعاني)) [أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة] لو وقفنا عند قول الله عز وجل في الحديث القدسي: "أنا معه إذا دعاني". ماذا تعني معية الله عز وجل؟ مثل من واقعنا: في كل بلد عشرات الأشخاص الذين بيدهم الأمور؛ أمور الاقتصاد بيد وزير الاقتصاد, أمور الداخلية, أمور الخارجية, أمور الصناعة, أمور الزراعة, وهؤلاء الأشخاص الذين بيدهم الأمور يأتمرون جميعاً برجل واحد, تعليماته نافذة, أمره يجب أن يُنفذ فوراً. فأنت إن كانت لك صلة مع هذا الذي بيده كل شيء فيما يبدو, فأي إنسان لك عنده حاجة يعطيه, أو ينفذ فوراً, هذا نظام الحياة, بكل مكان في العالم هناك مجموعة أشخاص, وهناك إنسان يتربع على أعلى مكان في هذا المجتمع, فأمره نافذ, تعليماته تنفذ فوراً من دون تردد, هذا المثل مهدت به أن الإنسان له حاجات كثيرة, لكن الخلق كلهم، من في الأرض, حسناً من في السموات والأرض؛ الكواكب, الأفلاك, الحيوان, النبات, الجماد, كله بيد الله, الله عز وجل يقول لك: أنا معك إذا دعوتني. من كان مع الله كان أقوى الأقوياء : مرة ثانية وثالثة أقول لكم: موضوع الدعاء مع الأسف الشديد لم يدخل في حسابات الإنسان اليومية؛ لك خصوم, لك قضايا معلقة بأمور, بيد أشخاص أقوياء من الصعب أن تصل إليهم, من الصعب أن تقنعهم، يقول الله لك عز وجل: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [سورة البقرة الآية:186] الأمر كله بيد الله, الأمر كله يرجع إلى الله, الأمر كله بتقدير الله: "أنا عند ظن عبدي بي". إذا ظننت أن الله على كل شيء قدير, وأن الأمور بيده, وأن أمره نافذ, ألا تدعو الله عز وجل فتقول: (( اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ)) [أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم من حديث ابن مسعود] فأنت حينما تتعامل مع الله بالدعاء أنت أقوى الأقوياء في أي مجتمع؛ مهما كنت ضعيفاً, مهما كنت مستضعفاً, مهما كنت في الدرجة العاشرة, لا حول لك ولا قوة, لا تستطيع أن تحل أقل مشكلة, ولو بدا لك أنك مستضعف, وأنك ضعيف, وأنك لا حول لك ولا قوة, إذا كنت مع الله فأنت أقوى الأقوياء, و لا يوجد إنسان يدعو الله بإخلاص إلا ورأى النتائج ملموسة, رآها رأي العين, رآها واضحة كالشمس, لذلك: هذا الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: ((أنا عند ظن عبدي بي, وأنا معه إذا دعاني)) [أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة] الإنسان بالدعاء أقوى من كل قوي في الأرض : أنت إذا كنت مع الله خلق الله لك من الضعف قوة, خلق الله لك من الجهل علماً, من الفقر غنى: إذا كنت في كل حال معي فعن حمل زادي أنا في غنى *** أخ كريم قال لي: أنا حضرت جنازة عالم في الشام, تأثرت تأثراً بالغاً, قلت له: ما الذي لفت نظرك فيها؟ قال: في مقدمة النعش لوحة كتب عليها: أتيناك بالفقر يا ذا الغنى. أنت إذا كنت مع الغني فأنت أغنى الأغنياء: ما لي سوى فقري إليك وسيلة فبالافتقار إليك فقري أدفع ما لي سوى قرعي لبابك حيلة فإذا رددت فأي باب أقرع؟ *** من بعض الأدعية: "يا رب كيف نفتقر في غناك؟ وكيف نذل في عزك؟ وكيف نُضام في سلطانك؟". أي أنت بالدعاء قوي جداً, أنت بالدعاء أقوى من كل قوي في الأرض, أمرك بيد الله عز وجل. أحياناً الأمور تبدو أمام الإنسان مسدودة, أي عندك رغبة أن يصلح الله لك زوجتك فعليك بالدعاء, أن يصلح الله لك أولادك فعليك بالدعاء, أن ييسر لبناتك أزواجاً طاهرين فعليك بالدعاء, أن يكون رزقك وفيراً فعليك بالدعاء, أن يلهمك الصواب في الأقوال والأفعال فعليك بالدعاء, أن يلهمك الحكمة فعليك بالدعاء, أن يوفقك في عملك التجاري فعليك بالدعاء, ما من شيء يقع إلا بتوفيق الله، قال تعالى: ﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ﴾ [سورة هود الآية:88] الإكثار من الدعاء عند السجود : والأحاديث الصحيحة قوية لدرجة مذهلة, انظر كلام مختصر: ((أنا عند ظن عبدي بي, وأنا معه إذا دعاني)) [أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة] لا ينطق عن الهوى, هذا من أصح الأحاديث في البخاري ومسلم, هناك إنسان لا يوجد أمامه عقبات, بالتجارة يوجد مليون عقبة, ومليون مطب, ومليون حركة, تنتهي بك إلى الإفلاس, في الزراعة مليون آفة, تنهي المحصول كله, سقيع واحد ينهي كل الثمار, يكون قد ضمن المزرعة بثلاثمئة ألف, لا يأخذ ولا ليرة منها: ﴿فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ﴾ [سورة القلم الآية:19] وأحياناً يأتي الرزق وفيراً بالدعاء, بمعاملاتك, أنت تمشي معاملة, أحياناً يتفنن الموظف بإزعاجك, يضع لك عقبة, ينتهي الموضوع كله, وأحياناً تيسر الأمور بالدعاء, أحياناً تنشأ مشكلة بالبيت لا يحلها إلا الدعاء, المرأة متشبثة, وأنت متشبث بالدعاء, يلين قلبها بالدعاء, يلين قلب أولادك: ((أنا عند ظن عبدي بي, وأنا معه إذا دعاني)) [أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة] ويقول عليه الصلاة والسلام, فيما رواه الإمام مسلم: ((أَقرَبُ ما يكونُ العبدُ من رَبِّهِ وَهُو سَاجِدٌ، فأكثِرُوا الدُّعَاءَ)) [أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة] هناك صلاة, فيها وقوف, فيها ركوع, فيها سجود, أقرب حال إلى الله وأنت ساجد, ففي السجود أكثر من الدعاء. أحياناً الإنسان يبحث عن زوجة صالحة فعليه بكثرة الدعاء. أثناء الدعاء يكون الإنسان في أقرب حال مع الله : كان عليه الصلاة والسلام إذا حزبه أمر بادر إلى الدعاء, بادر إلى الصلاة, الصلاة دعاء, والدليل: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ [سورة طه الآية:14] ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [سورة البقرة الآية:152] الحديث الثاني: ((أَقرَبُ ما يكونُ العبدُ من رَبِّهِ وَهُو سَاجِدٌ، فأكثِرُوا الدُّعَاءَ)) [أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة] أحياناً الإنسان مع الأشخاص الأقوياء, يكون في زيارته, أو يكون معه في نزهة, أو بساعة سرور يطلب منه, يطلب منه بساعة القرب الشديد, أحياناً يكون بنزهة, بحفلة يجلس إلى جانبه, يطلب منه, فأنت أقرب حالة تكون فيها مع الله في الدعاء, في السجود, استغل السجود للدعاء. والحديث الثالث: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا تبارك وتعالى كُلَّ ليلةٍ إلى سماءِ الدنيا، حين يبقَى ثُلثُ الليلِ الأِخيرُ، فيقول: من يَدعُوني فأَستجيبَ له؟ مَن يَسْألُني فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَسْتَغْفِرُني فَأَغْفِرَ لَهُ ؟)) [أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي ومالك في الموطأ عن أبي هريرة] الحديث الصحيح هذا رواه البخاري ومسلم, ما من أخ كريم يعرض عليّ مشكلة عويصة جداً, ليس لها حل, إلا و أقول له: والله ليس لك إلا أن تصلي قبل الفجر ركعتين, وأن تسأل الله هذه الحاجة في الصلاة, لأن هذا الحديث رائع, خالق الكون, الذي أمره كن فيكون, زل فيزول, إذا أعطى أدهش, وكل خصومك بيده, اسجد له ركعتين, واسأله في السجود أن يحميك من شر فلان, وفلان, أن يوفقك, أن يحفظك, أن يلهمك, أن يكثر رزقك. الدنيا دار ابتلاء و المصائب التي تنزل على المؤمن من أجل أن تزيده قرباً من الله : آخر حديث برواية مسلم: ((إِذَا مَضى شَطْرُ الليل، أو ثُلُثَاهُ، يَنْزِلُ اللهُ تَبارَكَ وتعالى إِلى السماءِ الدنيا، فيقولُ: هل من سائِلٍ فَيُعْطَى؟ هل من دَاعٍ فَيُستَجَابَ لَه؟ هل من مُستَغفِرٍ فَيُغْفَرَ لَهُ؟ حتى يَنفَجِرَ الصُّبْحُ)) [أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي ومالك في الموطأ عن أبي هريرة] أنا متأكد لا يوجد واحد من الأخوة الحاضرين إلا يوجد عنده قائمة مشكلات, ليست مشكلة واحدة, لأن الحياة هكذا, الحياة أساسها المشكلات, لأنها دار ابتلاء, أساسها دار ابتلاء. الحديث الشريف: (( أشد الناس بلاء الأنبياء، وأنا أشدهم بلاء، ثم العلماء ثم الأمثل فالأمثل )) [أخرجه الحاكم عن سعد بن أبي وقاص ] فالدنيا دار ابتلاء, فأنت حينما توطن نفسك على أن الدنيا دار ابتلاء, وأن كل مشكلة و كل شدة هدفها أن تُشدَّ إلى الله, كل شِدَّة وراءها شَدة, وكل محنة وراءها منحة, والمؤمن بالذات كل المصائب التي تنزل على المؤمن من أجل أن تزيده قرباً من الله عز وجل, فلذلك المؤمن راض. سألوا عالماً يُجري عملية في بلد أجنبي: ما الحكمة من هذا المرض الذي ألمّ بك؟ قال: من أجل أن أزداد قرباً من الله عز وجل. الله عز وجل يعيننا على أنفسنا, تُساق المشكلات كي نزداد قرباً من الله, كي نقف على باب الله, كي نخضع لله عز وجل, كي نسأله بحرارة. أحياناً يكون الدعاء فاتراً, تأتي المشكلة, فيكون السؤال فيه حرارة. الله عز وجل مع من يدعوه بالحفظ و التأييد و المعونة : الحديث الصحيح: ((أنا عند ظن عبدي بي, وأنا معه إذا دعاني)) [أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة] أي معه بالحفظ, وبالتوفيق, وبالنصر, وبالمعونة, والإنسان لا يبخل بالدعاء, إن أبخل إنسان من بخل بالدعاء, كلمة أحياناً تكلفك أن تدفع مئة ألف, أو أن تدفع مليوناً, أما أحياناً فتتكلف أن تقول كلمة الدعاء, كلمة لا تكلف إلا إيماناً, وثقة, واعتماداً على الله عز وجل, إلا أن الشيء المألوف أن الإنسان إذا كان متلبساً بالمعاصي يستحي أن يدعو الله في خجل, أما إذا كان مستقيماً على أمر الله فله على الله دالة إن صحّ التعبير. قال له: (( يَا مُعَاذُ، هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ، قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ : فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا )) [ متفق عليه عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] الله عز وجل أنشأ لك حقاً عليه, لك حق عليه, طالبه بهذا الحق؛ يا رب أنقذني, يا رب استرني, يا رب احفظني, يا رب سدد خطاي, يا رب ألهمني الصواب, يا رب ألهمني الحكمة, يا رب أعطني ولا تحرمني, أكرمني ولا تهني, أحياناً الدعاء مع الترداد الأجوف يفقد معناه , لذلك الدعاء الفردي أحياناً أقوى. كنا في الحج حوالي مئة شخص, دعونا عقب الجمرة الأولى دعاء لطيفاً, بالجمرة الثانية قلت: كل شخص يدعو لوحده, يوجد أنت لك قائمة مطاليب مع الله, الدعاء الجهر له فائدة, والدعاء الخاص له فائدة, إذا دخلت لمسجد وعقب الصلاة لم يكن هناك دعاء جماعي, بل دعاء فردي, لا يوجد مانع, الدعاء الفردي له طعم آخر. الآن مثلاً خمسة أشخاص يجلسون بجامع؛ أحدهم طالب جامعة, و الآخر تاجر موظف, و الثالث له عمل حر, الطالب أكبر همّ عنده الامتحان, والتاجر يوجد عنده صفقة لم تباع, والموظف هناك مشكلة بدائرته كبيرة جداً, هو لم يستطع حلها, هناك مشكلة مع رئيسه, و الأخير عنده مشكلة صحية, إذا أحبوا أن يدعو الله عز وجل؛ الطالب يطلب من الله التوفيق في الامتحان, والتاجر جبر هذه البضاعة, والموظف حلّ هذه المشكلة, و المريض يسأل الله الشفاء من هذه المشكلة الصحية, غير معقول الخمسة يكون لهم دعاء يناسبهم, كل واحد له عند الله مشكلة. الإنسان بالدعاء أغنى من كل غني و أعلم من كل عالم : الدعاء الخاص مفيد جداً؛ بينك وبين الله, ومع الصمت, مع الدعاء السري: ﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً﴾ [سورة مريم الآية:3] يكون هناك إخلاص أشد, يكون هناك توجه إلى الله أشد, يكون هناك قرب إلى الله أشد, فإذا كنت بجامع, وبعد الجامع صار ورد جماعي لا يوجد مانع, وأحياناً أدخل لجامع لا يوجد فيه ورد جماعي, كل واحد لوحده. أنا مرة كنت بجدة أصلي الفجر بمسجد, سلم الإمام, لا يوجد ولا كلمة, حوالي عشر دقائق, ربع ساعة, كل واحد بصلاته يدعو الله عز وجل. هذه أيضاً طريقة رائعة جداً, وهذه من السنة أن تدعو الله فيما بينك وبينه, لك أنت قائمة مطاليب. إذاً: أنت بالدعاء أقوى إنسان, أنت بالدعاء أقوى من كل قوي, أنت بالدعاء أغنى من كل غني, أنت بالدعاء أعلم من كل عالم, السبب لأن الله يلهمك الصواب. يجوز شخص معه شهادات عليا, و لكنه بموقف معين أخطأ, أما المؤمن فمسدد, له من الله حافظ؛ فتريد سداداً بالقول, قراراً حكيماً, عملاً طيباً, سمعة طيبة, عليك بالدعاء, أنت بالدعاء تكون أقوى الناس. الدعاء يعني أن الإنسان آمن بوجود الله وبأنه يسمعه وبأنه يحبه : آخر شيء: الدعاء الحقيقي كما أراده الله عز وجل، أي أنك مؤمن بوجود الله, ومؤمن أن الله يسمعك, ومؤمن أن الله قادر على أن يجيبك, ومؤمن أن الله يحبك, أنت لا تدعو من لا تؤمن بوجوده. لا يوجد إنسان يدخل لغرفة يتكلم مع شخص وهمي, يكون مجنوناً, أما تكلم شخصاً أمامك, معنى هذا أنت عاقل, فالدعاء يعني أنك مؤمن بوجود الله. لا يوجد إنسان يكلم شخصاً يسكن في حلب, يكون مجنوناً, الشخص موجود لكن بحلب, أما أكلمه على الهاتف, معنى هذا أنك لا تدعو الله إلا إذا آمنت أنه يسمعك. لا يوجد إنسان يخاطب طفلاً, يقول له: يا غلام, يا صغير, حل لي هذه القضية, هذا جاهل ضعيف, مشكلتك كبيرة جداً. الإنسان يطلب من قوي, ولا يوجد إنسان يطلب من جهة موجودة تسمعه, قوية, ولكنها عدوة له, مستحيل أيضاً. إذاً: ما معنى الدعاء؟ يعني أنت آمنت بوجود الله, وبأنه يسمع, وبأنه قدير, وبأنه يحبك, لذلك يقول الله عز وجل: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ﴾ [سورة الفرقان الآية:77] لو أنكم لا تدعون الله لا يعبأ الله بكم إطلاقاً, دعاؤكم يعني أنكم آمنتم بالله, وآمنتم بوجوده, وكماله, ووحدانيته: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ﴾ [سورة الفرقان الآية:77] طبعاً من معاني هذه الآية: دعاؤكم أنكم تدعونه: ﴿فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً﴾ [سورة الفرقان الآية:77] والحمد لله رب العالمين
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗
| |
|