عوض ابو النور عضو مميز
عدد المساهمات : 1231 تاريخ التسجيل : 09/11/2010
| موضوع: جهاز التكييف عند الإنسان السبت 14 ديسمبر - 12:17 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جهاز التكييف عند الإنسان
من الآيات الدالة على عظمة الله عزَّ وجل الظاهرة في خلقه: أن في جسم الإنسان جهاز تكييفٍ وتبريدٍ، يعدُّ من أدق وأعقد الأجهزة, فالإنسان كائنٌ يتميزُّ بحرارةٍ ثابتة، سبع وثلاثين, فكيف يصنع لو ارتفعت الحرارة أو انخفضت, وهو لا يموت إلا بحالتين: الحالة الأولى إذا ارتفعت حرارته إلى الخامسة والأربعين مع الرطوبة المطلقة, والثانية إذا ارتفعت إلى الدرجة ستين مع الجفاف المطلق فيما دون هاتين الحالتين، الإنسان مزود بجهاز بالغ التعقيد، يثبِّت حرارته في الدرجة السابعة والثلاثين، كيف؟.
قال العلماء: يوجد في الإنسان من ثلاثة إلى أربعة ملايين غدة عرقية موزعةٌ في الجلد توزيعاً حكيماً, ففي بعض الأمكنة في السنتيمتر مربع، أربعمئة وثمانين غدة عرقية، وهو في باطن اليد, لو وصِلت هذه الغدد العرقية بعضها ببعض، لصار طولها خمسة كيلو مترات, تفرز هذه الغدد العرقية في أيام الحر من: 200 سم3 ـ 15 سم3 / س, يتبخر العرق بعد أن يفرز, و ينتشر على سطح الجلد الذي تزيد مساحته في الإنسان على: 1.8 م2، لو نشر جلد الإنسان لكانت مساحته في المتوسط: 1.8 م2، يتبخَّر هذا الماء الذي تفرزه خلايا التعرق، ومع التبخُّر يحصل ما يسمى: بالتبادل الحراري، فحينما يتبخَّر العرق، يمتص حرارةً من الجسم تعيده إلى الدرجة الثابتة . أيها الأخوة الأكارم, حينما يبرد الإنسان تضيق الأوردة, لتخفف جولان الدم في السطح الخارجي، فيصفر لون الإنسان, لأن لمعات الأوردة والشرايين تضيق ليبقى الدم في الداخل, ليحافظ الدم على حرارته, وإذا شعر الإنسان بالحر، اتسعت الشرايين والأوردة، حتى ينتشر الدم في أوسع مساحةٍ في الجلد, أما حينما يرتجف الإنسان، فهذا الرجفان يولد طاقةً حرارية, يعوِّض بها عما فقده في المحيط الخارجي, وحينما يقف شعر الإنسان منتصباً ليحجز هواءً ساخناً بحجمٍ أكبر, فهناك آليةٌ معقدةٌ تتم إذا هبطت الحرارة على الحد المعقول، وهناك آليةٌ معقدةٌ تتم إذا ارتفعت الحرارة على الحد المعقول . أيها الأخوة الأكارم, إذا خرج 1000سم3 من العرق من الإنسان, فإنه يفقد من الحرارة ما يساوي ألفاً وثلاثمئة سعر حراري، فجهاز التكييف عند الإنسان دقيق جداً، يواجه الحر, ويواجه البرد, هذه الأسرار كلها من آيات الله الدالة على عظمته، لأن الله سبحانه وتعالى يقول:
﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ | |
|