عوض ابو النور عضو مميز
عدد المساهمات : 1231 تاريخ التسجيل : 09/11/2010
| موضوع: بائع الورد والاميرة (قصة رائعة ) السبت 14 ديسمبر - 13:23 | |
| بائع الورد والاميرة (قصة رائعة ) بائع الورد والاميرة (قصة رائعة ) بائع الورد والاميرة (قصة رائعة ) يُحكى أن شاباً يدعى (حسن) كان يعمل بائعاً للورد.كان يخرج في الصباح
الباكر من بيته المتواضع حاملاً في يده سلة الورد فيذهب بها إلى إحدى
الساحات الكبرى في المدينة .
كانت هذه الساحة ملتقى للعاشقين كان يتردد عليـها يومـياً حتى أصــبح مألوفاً عند مرتاديها
وقـد كانوا لطفاء معـه لدرجة أنه أصــبح صديقهم الذي يستشيرونه في كل أمورهم سيما مايتعلق بالحب
فقد كان (حسن) عذب اللسان قوي البيان لايبخل بالنصيحة بل كان يسعى لإصلاح أي خلاف يقع بين العاشقين وأحياناً يلقنهم كلمات جميلة
ليقولوها لمعشوقاتهم . ولاعجب في ذلك فهو شاعر حتى أنه كان يغني أشعاراً يكتبها للورد ليجذب الزبائن إليه.وفي أحد الأيام وبينما هوا يغني ...
ما أجـملَ الوردا .. بين الورى يُهدى
تزهو بـه الدنيا .. ويجـددُ الـعهدا
للورد بستانُ .. يحوي أمانينا
عطرٌ وألوانُ .. تسبي المحبينا
في الوردةِ الحمرا .. سرُ الهوى الخافي
والوردة البيضا ... نبعٌ جرى صافي
هيا اقترب هيا كي نشتري الوردا ..
كي تصبحُ الدنيا في عيننا أندى
وقف الفتى عندي يرنو إلى الوردِ
يشــكو لـليلاهُ مـن شــدةِ الوجـدِ
مازلتُ أهواكِ .. رغماً على الناسِ
أحيا بذكراكِ .. ياكلَ أنفاسي
لكنني أخشى سيفَ الأسى القاسي
قالت وقد ذابتْ في سحر عينيهِ
عيناي مانامتْ مما تعانيهِ
فهواكَ في قلبي يحيا ويحييهِ
فوقفتُ بينهما ومنحتهم وردا
كي أجعل الدنيا في عينهم أندا
وقبل أن يفرغ (حسن) من أنشودة الورد وقفت أمامه عربة فاخرة نزل منها رجلٌ
ضخم الجثة قبيح الوجه يلبس زي العسكر يبدو أنه من جنود الملك .. وقف حسن
أمام هذا الجندي وهو مرتبك وقال له خذ كل مافي السلة من ورد ودعني أرجع
لبيتنا بسلام فأمي تنتظرني ولن تنام حتى أعود - كان حسن يعلم بأن الملك قد
منع الباعة المتجولين من الوقوف في ساحة المدينة لكيلا يشوهوا جمالها (كما يزعم)
وأمر بحبس كل من يخالف قراره ومصادرة بضاعته .. شعر حسن بالخوف وهم
بالهرب لكن الجندي أمسك به من تلابيبه وجره للعربة بعد أن أخبره بأن سيدته
تريده .. إقترب حسن من العربة ونظر من خلال زجاج نافذتها فرأى أميرة
حسناء تلبس تاجاً ملكياً تجلس بجانبيها وصيفتان ..كانت الأميرة غاية في
الجمال يكاد خدها أن يشع نوراً من شدة بياضه ولها عينان كأنها سيفان
عربيان ..وثغرٌ كحلقة خاتم سليمان تحيط به شفتان رقيقتان كأنها منسوجة من
حرير .تكسوها حمرة كحمرة توت الشام .عمرها يناهز العشرين نظر إليها حسن
وهو مسحور بجمالها وقال في نفسه لا شك بأنها (هند) إبنة الملك أسطورة
الجمال التي يتحدث كل الناس عنها.. تقدم إليها وجبينه يتصبب عرقاً ورمى
بسلة الورد في حجرها وقال أرجو منك العفو يامولاتي خذي كل سلتي
ولاتعاقبيني وأعدك بأني لن أبيع الورد في ساحة المدينة أبداً ..تبسمت
الأميرة وقالت أ يهون عليك العاشقون؟ هل تتركهم بدون ورد ؟ ألا تعلم بأن
الورد والحب توأم لايفترقان؟ فرح حسن بهذه الكلمات وشعر بالأمان وقال للأميرة
.ياسيدتي هل تعلمين أن الحب نفسه وردة؟ قالت كيف ؟ قال نعم الحب وردة
تزرعها العيون في قلوبنا فنرويها من نبضنا ونغذيها بأحاسيسنا حتى إذا
ذبلت كل الورود يبقى الحب وردةً خالدة لاتذبل أبداً
تبسمت الأميرة من كلام حسن ومدحته على لباقة حديثه وجمال تعبيره فكاد أن
يطير من الفرح وقال لها شكراً أيتها الأميرة الرقيقة فقد غمرتيني بلطفك
وأدهشتيني بتواضعك رغم أني مجرد بائع وأنتِ سيدة المدينة كلها فياليت
عزرائيل يتعلم منك هذا التواضع! قالت الأميرة قاتلك الله ومادخل عزرائيل رد
حسن وهو يشير إلى الجندي وقال أقصد هذا الغليظ الذي جرني إليك كأنني قاتل
أبيه ضحكت الأميرة وقالت لاعليك هذا مالك حارسي الشخصي وهو إنسانٌ طيب
لاتغريك شدته ..نظر حسن إلى مالك وقال أعتذر منك يا حارس جهنم ألست أنت
مالك حارس النار كيف خرجت منها؟ .ضحكت الأميرة من كلام حسن وقالت له دعك
من مالك الآن يا؟ قال لها إسمي حسن قالت دعك من مالك ياحسن وأصعد معي إلى
العربة أريد أن أصطحبك معي للقصر لتنجز لي بعض الأعمال ..
ركب حسن مع الأميرة وإنطلقت بهم العربة إلى القصر . ...يتبع
| |
|
عوض ابو النور عضو مميز
عدد المساهمات : 1231 تاريخ التسجيل : 09/11/2010
| موضوع: رد: بائع الورد والاميرة (قصة رائعة ) السبت 14 ديسمبر - 13:24 | |
| وصلت العربة إلى القصر ووقفت وسط باحة كبيرة مليئة بأشجار الزينة والورود
من كل صنف ولون ..باحة تسلب الأنظار بجمالها الفتان ونوافيرها المنتشرة في
كل أرجائها ... دخلت الأميرة إلى أعلى القصر وبقي حسن في صحبة مالك الذي
أخذه معه إلى غرفة صغيرة في إحدى زوايا الحديقة ظل حسن صامتاً يحدق في
مالك وهو لايتكلم أحس حسن بأن مالك قد غضب منه لأنه وصفه بأوصاف ساخرة أمام
الأميرة فتقدم إليه وقال له .يامالك كأنك قد غضبت مني بسبب تطاولي عليك
وإستهزائي بك لاتكن حساساً ياصديقي فقد كنت أداعبك لأستميل الأميرة ..أطلق
مالك إبتسامة ذابلة وربت على كتف حسن وقال لاعليك يابني أنت في منزلة
إبني ولن أغضب منك ..حينها أحس حسن بالذنب بعد أن ايقن أن ماقالته الأميرة
عن مالك صحيح فهو فعلاً إنسان طيب رغم أن ملامحه تبدي غير ذلك ..قام حسن
وقبل رأس مالك وقال له والله إني لم أرى والدي فقد مات قبل أن تلدني أمي
ولكني شعرت بمعنى الأبوة في عينيك ولكني أحمل في قلبي غلاً دفيناً على كل
جنود الملك وهذا ما جعلني أتوجس منك لأن مافعله الجنود بالباعة المساكين
لايفعله إلا من تشبعت قلوبهم بالشر ..بدا حسن يشتد في كلماته ويوبخ مالك
ويحمله وزر كل الجنود قال مالك ياحسن أراك قد قسوت علي وحملتني ما لا أطيق
فما الذنب الذي جنيته لأستحق منك كل هذه القسوة لا تحاسبني على ما فعل غيري
فلا تحمل وازرة وزر أخرى . قال حسن إن لم تجني ذنباً اليوم فغداً ستقترفه في
حق أحد المساكين فكلكم سواء لاتظهرون قوتكم وجبروتكم إلا على أبناء بلدتكم
الضعفاء ممن لا يطمحون في هذه الدنيا إلا في حياة كريمة ومهنة تأمن لهم
ولذويهم قوت يومهم . أم نسيت ما فعلتم ببائع اللبن؟!(أكرم)
وأشهج حسن بالبكاء وهو يروي قصة بائع اللبن. لقد كان شاباً خلوقاً لطيفاً
جميل المعشر صافي السريرة كان هذا المسكين يأتي ماشياً على قدميه من قرية
تبعد عن المدينة مسافة ساعتين ليبيع اللبن ولاشك أنه لم يظطر إلى قطع هذه
المسافة إلا لحاجته الماسة للمال فلعله يعيل أسرة كاملة من يدري؟ ورغم
كل هذا البؤس الذي يحيط بحياة هذا المسكين إلا أن الإبتسامة لم تكن تفارق
محياه فقد كان ودود مرح يحب الناس ولايحمل غلاً على أحد . كنت أحياناً أظطر
للعودة مبكراً للبيت لأعطي امي دوائها فكان أكرم يأخذ مني بضاعتي ويبيعها
في غيابي حتى إذا رجعت أعطاني الغلة دون أن يقبل أن أعطيه أجر على
مساعدته لي .وفي أحد الأيام تركت عنده سلتي ورجعت لبيتنا وحين عدت وجدت
بضاعتي متناثرة في المكان الذي تركته فيه.. رأيت اللبن مسكوب في كل مكان
والورد متناثر وقد داسته الأقدام سألت عن أكرم فقيل لي بانه قبل دقائق
داهمه رئيس الحرس الملكي مع عصبة من الجنود فقاموا بضربه وحاولوا إعتقاله
لكنه إستطاع أن يهرب منهم وقد لحقوا به إلى ذلك الإتجاه .. لم أنتظر وذهبت
جاريا أبحث عن صديقي ولكني لم ألقاه .حتى وصلت إلى مشارف المدينة فدخلت
إحدى المزارع لأروي عطشي وأستريح قبل أن أواصل البحث عن أكرم وعندما دخلت
لهذه المزرعة تفاجئت بالمزارعين وقد تجمعوا في حشد كبير وهم ينظرون إلى
شخص ملقى على الأرض غارقاً في بحر من الدم خارت قواي ولم أستطع أن أتمالك
نفسي وسقطت على الأرض وانا أصرخ أكررررررررررم لاتمت ياصديقي لا تمت ولكن
الموت لم يتوانى في خطف روح هذا المسكين قبلت جبينه ووعدته بأن آخذ بثأره
من كل الجنود الكلاب الذين سلبوا منه حقه في الحياة بدون ذنب .ثم صرخ حسن
في وجه مالك وهو يقول لن أترككم أيها الجبناء سأقتص منكم وأثأر لصديقي
مهما كلف الأمر حينها قام مالك وهو يبكي وقد إحمرت عيناه غضباً وصفع حسن
على وجهه وهو يقول لست أحرص مني على ثأر إبني!
نظر حسن بدهشة إلى مالك وهو يضع يديه على وجه وسأله مستغرباً إبنك؟
قال مالك نعم بائع اللبن إبني هل إسترحت الآن! ...يتبع | |
|
عوض ابو النور عضو مميز
عدد المساهمات : 1231 تاريخ التسجيل : 09/11/2010
| موضوع: رد: بائع الورد والاميرة (قصة رائعة ) السبت 14 ديسمبر - 13:24 | |
| حسن \ يقتلون إبنك بهذه الوحشية وأنت تعمل معهم في جند الملك؟! إذن ماذا سيصنعون بباقي المساكين؟
مالك \ لا يا حسن لم أكن من ضمن الجنود حينذاك فأنا لم أستلم وظيفتي إلا بعد مقتل أكرم رحمه الله ..
حسن\ إذا كان الأمر كذلك فذنبك أعظم .كيف طاوعك قلبك لتبيع دم إبنك مقابل وظيفة؟! و أي وظيفة؟ جندي في عسكر الملك الأشرار
مالك\ ومن قال لك بأني بعتُ دم إبني؟ بالعكس يا حسن فأنا لم أقبل بالإنضمام إلى الجند إلا لأكون قريباً من قاتل إبني فأقتص منه وأشفي قلبي وقلب أمه التي لم تلده
حسن\ لم تلده؟! إذن هو إبنك من أمٍ أخرى؟
مالك\ ليس لي غير زوجة واحدة
حسن\ أهو لغز؟
مالك\ نعم لغز لن تفهمه حتى تسمع مني هذه القصة ......
في ليلةٍ -إهتز سكونها لشدة دوي الصمت المنبعث من خلف الوجود كزفرات شيخٍ مسن أنهك الكبر قواه- ،جلست في الخلاء وحيداً أراقب
النجوم باحثآ في إماءاتها عن دليل يقودني إلى القدر لعلني أتمكن من قراءة الغيب فأتقيه وأتجنب مايخبيء لي من مآسي...أنتظرت طويلآ
لكن دون جدوى،هاهو الفجر قدا بدأ يسل خيوطه عبر رداء الليل المتلاشي ولم أحظى بشيء بعد،عندها أيقنت أن النجوم قد بخلت علي بما
تعرف من أسرار فنظرت إليها معاتبآ ثم انصرفت عائدآ إلى بيتنا الصغير خلف ذلك الجبل،ها أنا قد وصلت فماهي إلا خطوة مثقلة بالبؤس
والاسى وتلامس يدي المتجمدة الباب وقبل أن أدخل تفاجئت بالدخان ينبعث من كل مكان حتى أصبح كغيمةً سوداء قاتمة كقتامة قلبي
الحزين .هرعت إلى بيتنا لأتفقد أمي وأبي .. ويالهول ما رأيت!! لقد وجدتهما وهما ملقيان على سريرهما وقد تفحمت جثتيهما والنار
تحيطهم من كل الجهات .أطفئت النيران التي إلتهمت كل شيء في كوخهما الصغير ووقفت كالمجنون أمام السرير أبكي عليهما وعلى
نفسي بعدهما فماذا سيصنع فتى مثلي لم يتجاوز سن الثانية عشر من عمره .ولكن الله سبحانه ملأ قلبي بالنور وألهمني الصبر و السلوان
في مصيبتي ...مرت الأيام وأنا أكابد عناء الحياة وحيداً دون معين غير الله سبحانه وتعالى . كنت أخرج من منزلنا في الصباح الباكر
فأجمع الحطب لأبيعه من أهل القرية فأقتات به وأقضي حوائج بيتي الخالي من كل أنيس غير الذكريات التي تحاصرني من كل
جهة ..لاتعرف ياحسن معنى أن تعمل حطاباً وأنت في سن الطفولة . كنت أرى الأطفال يلعبون في حين أن القدر قد حرمني من هذه المتعة
التي أراها في وجوههم ..لاتعرف مدى الذل الذي أتعرض له يومياً من علية القوم عندما أذهب لمنازلهم لأبيعهم الحطب الذي جمعته مقابل
دراهم معدودات .... كنت أكره الصباح لأنه موعد ذلي وعنائي وشقائي ولو علمت الشمس ما سألاقيه عند بزوغها لما أشرقتْ قط .. ومع
كل هذا البؤس إلا أن الله كان يزرع الفرح في نفسي ويهيء لي مالم أكن أتوقعه ليبقيني متشثباً بالحياة مقبلاً عليها ..وأجمل ما خصني الله به في هذه الدنيا هو (ماجدة)
.كانت هذه الفتاة نهرٌ من العطف والحنان رغم أنها هي نفسها قد حرمت منه فهي يتيمة الأم تعيش مع أبيها إمام المسجد الذي كان يحسن
إلي ويعطف علي ويعينني في كل أموري .كنت احظر الحطب الى منزلهم في كل صباح فلا اجد أحدا سواها فاعطيها اياه وأجلس معها
لنتحدث عن كل شيء جميل . كانت أحاديثنا كمركب يحمل الأحلام ويبحر بنا إلى خلف ظلال الكون الباكي لنصنع لأنفسنا عالماً آخر من
نسج خيالنا .. عالم لايحوي إلا الأفراح والأحلام ... مرت السنين وكبرنا وكبرت أحلامنا وإمتلأت الدنيا بحبنا .. وفي أحد الأيام مرض
أبوها فجاءت إلي تخبرني بأنه يريدني فذهبت إليه وقبلت يديه وجلست عند رأسه فقال ..يا مالك ما رأيك في (ماجدة) قلت وأنا مطأطئاً
رأسي من الخجل : هي فتاة رقيقة ذات خلق رفيع وحشمة وحياء . فأجاب أبوها ليس هذا ما أردت .. بل سألتك عن رأيك بها هل تقبلها
زوجة؟! بدأت حينها أتصبب عرقاً وتلعثمت ولم أدري ما أقول .. فقلت له زوجة؟ ولكني فقير فأسكتني بوضع كفه على فمي وقال :المال
ليس كل شيء وفقرك ليس عيباً بل العيب أن يكون قلبك فقير من حب الله وحب الناس .هيا يا مالك قم إلى المسجد ,احظر كل اهل القرية
إلي ..وصل أهل القرية لمنزل أبو ماجدة فأعلن لهم بأنه قد زوجني إبنته .. كانت تلك الليلة كالعيد بالنسبة لي فقد أقام لنا أبو ماجدة عرساً
كبيراً رغم إعتراضي على ذلك بسبب مرضه ولكنه أصر .حظركل من في القرية إلى عرسنا وهم يتهامسون مستنكرين زواج هذا الحطاب
الفقير بماجدة ..عشت أنا وماجدة أجمل أيام حياتنا التي لم ينغصها حزن غير موت أبيها .. مضى عامنا الأول ونحن في سرور دائم .. مر
الثاني .. والثالث والرابع .. بدأت حياتنا رتيبة مملة مليئة بالحزن الذي يحاول كل واحد منا أن يخفيه عن الآخر .. ولم يكن سبب هذا
الحزن إلا عدم إنجابنا لطفل يملأ علينا حياتنا ...
ماجدة\مالك لما لا تتزوج فأنا أعلم أنك تريد طفلاً يحمل اسمك ويحمل همك عندما تكبر
مالك\وما أدراك أن العيب فيك؟ ربما أكون أنا العقيم فإن شئتي أن أتزوج بأخرى سأطلقك لتتزوجي بغيري فأنت أيضاً تتمنين أن تنجبي وقد تتحقق لك هذه الأمنية بزواجك بشخص غيري
ماجدة\لا يامالك لا تفطر قلبي بهذه الكلمات هل تشك ولو للحظة بأني سأقبل بالتخلي عنك؟
مالك\كذلك أنا لن أتخلى عنك مهما كلف الأمر ......
عندها تعاهدنا أن نعيش معاً ولايفرقنا إلا الموت . وقررنا عدم الخوض في أمر الإنجاب أبداً .. يتبع | |
|
عوض ابو النور عضو مميز
عدد المساهمات : 1231 تاريخ التسجيل : 09/11/2010
| موضوع: رد: بائع الورد والاميرة (قصة رائعة ) السبت 14 ديسمبر - 13:25 | |
| في البداية كان نسيان هذا الأمر صعباً على كلينا لذا إقترحت على ماجدة أن تشغل نفسها بتعليم نساء
القرية لتتخلص من الفراغ الذي لازمني وإياها.وبالفعل أصبح بيتنا مدرسة صغيرة يجتمع فيها نساء القرية
منذ الفجر حتى غروب الشمس بينما أكون أنا في الحقل الذي ورثته ماجدة من أبيها رحمه الله . كنت أزرع
الخضروات وأرعى المواشي ولا أعود إلا وقد فرغت ماجدة من درسها ..
كانت حياتنا مليئة بالسعادة التي زادها حب الناس لي ولماجدة بسبب الخدمات التي نقدمها لهم ..
فماجدة لم تكن تدرس النساء وحسب ..بل كانت تساعدهم في تربية أطفالهم وتساهم في حل مشاكلهم
المادية أو الأسرية . فقد كنت أدخر عندها ما نجنيه من بيع نتاج المزرعة وأترك لها كامل التصرف وهي
بدورها تنفقه على المحتاجين من نسوة القرية لتعينهم على قضاء حوائجهم ... مرت عشر سنوات وأنا
وماجدة على هذا الحال لانمل ولا نكل من مساعدة الآخرين فقد كانت البسمة التي نرسمها على محياهم مصدر
سعادتنا التي لا أستطيع وصفها .. وفي أحد الأيام جاءت إحدى النساء الواتي يدرسن عند ماجدة فقالت لها :
يا أخيتي أنتِ تعلمين مدى حبي وإمتناني لك على ماتقدمينه لي ولبقية النسوة من أعمال الخير . ورغم
عجزي عن شكرك إلا أني ما زلت أطمع في المزيد من كرمك!
ماجدة\لا عليك يا أخيتي لا تشكريني بل إشكري الله الذي له الفضل في كل شيء .. إن كنتِ تحتاجين المزيد من
النقود فلا تترددي فوالله إني لا أدخرها إلا لك ولأمثالك ممن إبتالهم الله بالفقر .
المرأة\شكراً يا ماجدة أعلم بأنك بحر من العطاء لايحده ساحل ولكن الحال مستور والحمدلله ولكني أطمع في شيء آخر
ماجدة\ماهو؟
المرأة\أنتِ تعلمين أني غريبة في هذه القرية ولا يوجد من أثق فيه غيرك.,,,, فأنتِ في منزلة أختي
ماجدة\ أسأل الله أن يديم أخوتنا فيما يرضيه ولكنك أقلتيني قولي ما ورائك يا أخية
المرأة\أنا وأبو أكرم قررنا أن نذهب للحج وأكرم كما تعلمين مازال في عامه الثاني ولن يحتمل مشقة
السفر وليس لي أقارب فأتركه عندهم فهل تتكرمين عليّ وتبقينه عندك ريثما نقضي حجنا؟
ماجدة\على الرحب والسعة .. أنتِ تعلمين مدى تعلقي بأكرم منذ أن بدأتي تحضرينه معك إلى الدرس ولكن يجب أن أستشير مالك
إستشارتني ماجدة ووافقت دون تردد .. جاءت أم أكرم وأبوه وودعناهما وإنطلقا إلى بيت الله لقضاء حجهم
وتركوا أكرم في رعايتي أنا وماجدة .... وبعد مضي ثلاثة أشهر جاء النذير يخبرنا بأن قافلة الحج قد
تعرضت لسيل غزير أغرق معظم من كانوا في القافلة ... إنتظرنا شهر وإثنين وثلاثة حتى إكتمل عام ولم
يرجع أهل أكرم عندها علمنا بأنهم لم ينجوا من ذلك السيل .. وهكذا أصبحت أنا وماجدة أمام مسوؤلية
ليست سهلة فدعونا الله أن يساعدنا لنتمكن من تربية أكرم .إبننا الذي لم ننجبه ...
هل فهمت الآن ياحسن؟
وقبل أن يرد حسن دخلت الوصيفة لتقطع الحديث عليهما وقالت: إن مولاتي الأميرة تنتظركما في الحديقة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مسكت الأميرة بيد حسن وراحت تتجول معه في حديقتها الجميلة وهي تشرح له طبيعة عمله الجديد وهو صامت لايتكلم فما زالت مأساة مالك وأكرم عالقة في عقله الصغير الذي يكاد أن يتجمد لغرابة أحداث هذه الدنيا البائسة ...عندها إنتبهت الأميرة إلى صمت حسن وشرود ذهنه وعلامات الحزن البادية على محياه ففهمت الأمر !
الأميرة\حسن ما الخطب؟ مابالك هكذا شارد الذهن ؟ حسن\لا شيء فقط تذكرت شيئاً فشرد ذهني لاعليك يامولاتي الأمير\إصدقني القول .هل أخبرك مالك بشيء؟ حسن\بعد إرتباك وتلعثم ..وبماذا سيخبرني مالك؟ قلت لك تذكرت شيئاً فقط الأميرة\أعرف أن مالك أخبرك بقصة إبنه أكرم لاتشغل بالك ياحسن كل شيء سيصبح على مايرام إن شاء الله حسن\من أخبرك بقصة أكرم ؟ الأميرة\أنا جزء من هذه القصة فلا أحتاج إلى أحد ليخبرني بل سوف أكون صانعة لبقية أحداثها حتى يرجع الحق لصاحبه !ولقد وعدت مالك بذلك نعم سوف أساعده حتى يقتص من قاتل إبنه لذلك جلبته معي ليعمل حارساً لي ويكون قريباً مني حتى نحقق ما نصبو إليه ونقتص من ذلك السفاح حسن\عن أي سفاح تتكلمين؟ لم أفهم شيء مما تقولين يامولاتي ! الأميرة\كما ترى ياحسن أنا أسكن في هذا القصر وحدي مع خدمي وحرسي بعيداً عن قصر أبي الذي أزوره مرة واحدة في كل أسبوع وفي أحدى زياراتي وجدت مالك واقفاً أمام قصر أبي يريد أن يدخل إليه ليشكو له أمراً ما ولكن الجنود كانوا يحاولون منعه فأبعدتهم عنه وجلست معه وسألته عم جاء به فأخبرني بقصة إبنه أكرم الذي قتله عسكر أبي بأمر ذلك السفاح القبيح(جاسر) قائد العسكر ومستشار أبي الذي أصبح هو المتحكم بكل أمور الدولة وأبي يطيعه في كل شيء دون تردد وكأنه قد سحره .. لذا ولعلمي بتأثير جاسر على قرارات أبي أيقنت بأن مالك لن يجد من ينصفه إذا شكا لأبي لأن القرار سوف يصدر من جاسر فكيف يكون الجاني هو نفسه القاضي ...أقنعتُ مالك بأن يتخلى عن فكرة شكواه بعد أن شرحت له مكانة جاسر عند أبي ووعدته بأني سأتولى قضيته بنفسي وأني سآخذ حقه مهما كلفني الأمر وقد وثق مالك بي ووعدني بأن لا يتصرف من تلقاء نفسه لكيلا ندخل أنا وإياه في ورطة لا نستطيع الخروج منها فأنا وبرغم مكانتي كأميرة إلا أن سلطتي لاتذكر أمام سطوة جاسر الذي يستطيع تحريك الجيوش بإشارة من إصبعه ...وبعد أن فرغت من حديثي مع مالك طلبت منه أن ينتظرني أمام قصر أبي ريثما أعود .. دخلت إلى أبي وجلست معه قليلاً وبعد أن إطمئن عليّ ودعته وإنصرفت مع مالك إلى قصري ومن يومها أصبح مالك ليس حارسي الشخصي وحسب بل أصبح قضيتي التي أحيا لأجلها ولن أرتاح حتى أعيد البسمة إلى محياه وأنت أيضاً يا حسن أرجو بأن لا ترتكب أي حماقة فجاسر ليس سهلاً وقد يؤذيك فلا تضع نفسك فيما يجر لك الويلات ولا تتصرف في شيء إلا بعلمي ..
حسن\لاعليك يامولاتي لن أدخل نفسي في أي ورطة ليس خوفاَ من جاسر ولكن خوفاً على أمي فربما يصل جاسر إليها ويهددني بها لو إقترفت أي شيء في حقه الأميرة\حفظ الله أمك ياحسن لا تخف فلن يصيبها أي مكروه طالما أننا نسير وفق ما إتفقنا عليه حسن\شكراً يامولاتي أنتِ فعلاً إنموذج للتواضع والإنسانية فلا أخفيك فقد كنت أظن غير ذلك .. الأميرة\وماذا كنت تظن أيها المشاكس؟ حسن\كنت أظن بأن جميع البرجوازيين يسكنون في بروج عاجية مترفعين عن كل البشر وأنهم لايشعرون بهموم البسطاء ..ولكني غيرت نظرتي الآن الأميرة\الحمد لله أنك غيرت نظرتك أيها البروليتاري هههه كم أكره هذه التصنيفات الطبقية ياحسن ... كلنا بشر سواسية في كل شيء ويجب علينا أن لا نحكم على أحد بناءً على تصورات مسبقة يجب علينا أن نحكم على الشخص من خلال سلوكه لا من خلال طبقته أو إنتمائه مهما كان مختلفاً لكي نصبح منصفين .. فمن كان سلوكه حميد يجب أن نحبه بغض النظر عن أي شيء ومن كان سلوكه قبيح يجب أن نقف ضده حتى لو كان أقرب الناس إلينا! الآن دعنا من هذا ياحسن وهيا لتباشر عملك قبل أن تغيب الشمس حسن\آه تذكرت يامولاتي أمي تنظرني فهذا موعد دوائها لا أدري كيف سأستطيع العمل هنا بعيداً عنها فهي تحتاج إليّ دائماً ويجب أن أكون بقربها الأميرة\أمك ستأتي الآن فقد أرسلت مالك ليحضرها لتعيش معك هنا في القصر في بيت البستاني السابق وأمرت إحدى وصيفاتي أن تكون ملازمة لأمك تعتني بها حتى تتماثل للشفاء بإذن الله ..فتفرغ أنت لعملك ولا تهتم بشيء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جاءت أم حسن وسكنتْ معه في بيت البستاني السابق وأصبح حسن يمارس عمله بكل جد واجتهاد فكان يستيقض عند بزوغ الفجر ويعمل في الحديقة حتى غروب الشمس بينما تكون أمه في رعاية الوصيفات الملازمات لها فقد كنّ يرعينها ويحرصن على مواعيد دوائها وغذائها حتى بدأت تتحسن شيئاً فشيء . كانت الأميرة هند تزور حسن أثناء عمله كل يوم تقريباً لأنها تعشق حديقتها وأيضاً لأنها أصبحت تحب الحديث معه حتى أصبحت علاقتهم ببعض أكبر من مجرد عامل وسيدته بل أصبحت علاقة صداقة متينة خالية من الرسميات المملة حتى أن الأميرة أصبحت تأمر وصيفاتها بأن يحضرن لها طعام الإفطار في الحديقة للتتناوله مع حسن تحت شجرة البيلسان تلك الشجرة الجميلة التي عشقتها هند منذ طفولتها .كانت أحاديثهم جميلة ولاشك بأنها ستكون كذلك لأن معضمها كان يدور حول الورود وعلاقتها بالحب والجمال .وفي أحد الأيام سأل حسن الأميرة هند عن سبب حبها وتعلقها بالبيلسان وعن سر الدمعة التي تلمع في عينيها كلما بدأت بالحديث عن هذه الشجرة؟
حسن\مولاتي ماسر تعلقك بشجرة البيلسان ؟
الأميرة\شجرة البيلسان هي أمي
حسن\(وهو مستغرب) شجرة البيلسان أمك؟!
الأميرة\نعم هي أمي هكذا أخبرني البستاني السابق(ذلك الشيخ المسن) الذي مازلت أذكر بياض لحيته وتجاعيد وجهه ونور جبينه رحمه الله فقد كان إنساناً طيباً رقيقاً مليئاً بالحنان والعاطفة. مازلت أذكر عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري فقد جلست وحدي في الحديقة وأنا أبكي فجاء إلي وسألني عن سبب بكائي فأخبرته بأني مثل كل فتاة بدأت أكبر وأحتاج إلى حضن أمي لأغسل عليه كل همومي ولكني كما تعلم تربيتُ يتيمة مع أبي ولم أعرف أمي التي ماتت وأنا في بداية طفولتي .. ربتَ البستاني على كتفي وأخذ بيدي وقبل جبيني ثم أخذني إلى شجرة البيلسان
البستاني\إعتبري هذه الشجرة هي أمك
الأميرة\سامحك الله يا عم هل تسخر مني وأنا في على هذه الحال؟
البستاني\معاذ الله أن أسخر منك يا ابنتي .أنا فعلاً أعني ما أقول فأنتِ كما أرى لاينقصك شيء ولاتحتاجين سوى أن تشكين وتتحدثين بكل مايؤرقك وأعلم أنك لن تشكين إلى أي شخص لأننا نخجل من أن نبوح لأحد بما يدور في نفوسنا لذا أرى أن تبوحي لهذه الشجرة كلما احتجتِ إلى ذلك فإن مجرد (الفضفضة) سوف تخفف عنك عبء ما تحملين في قلبك ولا أخفيك يا ابنتي بأني وأنا في هذا السن أحتاج لمن أشكو إليه لذلك فأنا أحدث الورود وأشعر بأنها تنصت إلي دون أن تمل فكري فيما قلت لك وجربي ولو لمرة وسوف تلاحظين مدى الراحة التي ستشعرين بها حينما تشكين للشجرة,,,,,,,,,,,,,,,
وفعلاً ياحسن أخذت بنصيحة ذلك البستاني الحكيم وبدأت أشكو للبيلسان وأحدثها كلما أحتجت لذلك وقد كنت أشعر براحة لاتوصف حتى تعلقت بها وأصبحت بحق أمي ..
حسن\نعم يامولاتي لقد كان ذلك البستاني على حق فهذه الشجرة قد تكون أوفى من كثير من البشر الذين قد يملون شكوانا إليه بينما هي لا تمل وكما أرى يا مولاتي أن البيلسان فيها من صفات الأم الشيء الكثير
الأميرة\كيف؟
حسن\*ألا ترين كيف تظلنا تحت أغصانها دون أن تطلب مقابل على ذلك كأنها أم تحيط أطفالها بذراعيها وتحتضنهم لتشعرهم بالدفء .. *ألا ترين بأنها صامدة رغم كل عوامل الزمن التي مرت عليها؟ فهي كالأم التي تزداد قوةً كلما جار الزمان عليها فالأم دائماً تحاول أن تكون قوية متماسكة لكي تتمكن من حماية أبنائها ..
الأميرة\معك حق ياحسن ..معك حق .وتبسمت الأميرة
حسن\ما سر هذه البسمة الجميلة؟
الأميرة\بصراحة أضحك منك فقبل قليل كنت ستغرباً من وصفي للشجرة بأنها أمي رغم أنه كان مجرد وصف مجازي والآن أراك وأنت تتحدث عنها بكل هذا الحماس حتى ظننت بأنها أمك من الرضاعة(أخذت الأميرة تسخر من حسن وهي تضحك بصوت عالٍ) حسن\هذا جزائي لأني حاولت أن أسايرك أيتها الطفلة
الأميرة\سأريك ما ستفعله بك هذه الطفلة
(أخذت الأميرة الماء ورشت به حسن وهي تضحك) ثم هربت وهو يجري خلفها ليقتص منها كانوا يدورون حول الشجرة في مشهد ضاحك ولم يتوقفا عن الجري إلا حينما سمعا صوتاً جميلاً من أعلا الشجرة فنظروا إلى مصدر ذلك الصوت فإذا بزوجين من الحمام وقفوا يتمايلون على أحد أغصان الشجرة وبدأو بالهديل والغناء بصوت عذب أجبر حسن وأميرته على الصمت والإستماع لذلك اللحن الشجي ... حينها نظر حسن إلى عيون الأميرة نظرةً مليئة بالشجن والحب في آن واحد ثم أنشد لها هذه الأبيات :
هديلٌ فوقَ غصنِ البيلسانِ ......تملّكَ مهجتي وسبا جناني
دنوتُ إليهِ أبحثُ عن بقايا ... لأغنيةِ المواجع ِ والأماني
يلملمني بها أملاً وذكرى ...... وينثرُني كأنفاس الكمانِ
ليبقى لحنهُ من بعد موتي .... يدلُ السائلين إلى مكاني
أنا ياطائري كالبحر يمضي.. علي العابرون إلى المواني
ليبلغَ كلُ مشتاقٍ مناهُ ....... وأبقى هاهنا وحدي أعاني
أنا ياطائري ملكٌ تهاوى ..... أسيراً عند سيدةِ الغواني
ملكتُ العالمينَ فصرتُ عبداً ... لديها حينما ملكتْ كياني
سأبقى ياهديلَ الأمسِ لحناً .... تغنيني الطيورُ ولا تراني
(الحرف الأول من كل بيت=هديل الأمس) | |
|
عوض ابو النور عضو مميز
عدد المساهمات : 1231 تاريخ التسجيل : 09/11/2010
| موضوع: رد: بائع الورد والاميرة (قصة رائعة ) السبت 14 ديسمبر - 13:26 | |
|
أبدت الأميرة هند إعجابها الشديد بأبيات حسن وبدأت تثني عليه وهي منبهرة من سرعة بديهته وقدرته على
الإرتجال وقد زاد إنبهارها عندما علمت طريقة كتابة القصيدة بهذا التركيب(الحرف الأول من كل بيت)
عندها بدأ حسن يمشي مشية غرور وهو يقول بأنه ملك الشعر وأن هند لن تصل إلى مستواه وبأنها سوف تبقى
حبيسة خواطرها المتواضعة التي لا تستحق بأن تسمى شعراً(كان حسن مازحاً في كل ماقال) فقط ليستفز الأميرة
ويشاكسها .وفعلاً كان له ما أراد فقد بدأت الأميرة غاضبة وأحمر وجهها فابتسم حسن وقال أعشق المرأة
عندما تغضب لأن ذلك يزيدها جمالاً حتى أمي عندما تعرض علي فكرة الزواج وتسألني عن مواصفات من أريد
كانت أول صفة أطلبها أن تكون (عصبية) فتتعجب من طلبي ولا أظن أحداً يستطيع معرفة سر حبي لصفة العصبية
في المرأة .شوحتْ الأميرة بيدها في وجه حسن وقالت لا تحاول تلطيف الجو وترقيع ما فعلت هل تريدني أن
أضحك وأنت تسخر مني بهذه الطريقة؟ .عندها أحس حسن بأن الأمر بدأ يأخذ طابع الجدية فارتبك وبدت على
محياه علامات الخوف كان بقول في نفسه ماذا صنعت ياحسن هل نسيت نفسك؟ إنها أميرة ثم انحنى حسن وطلب
من الأميرة أن تعفو عنه وتغفر زلته التي خرجت منه دون قصد .تبسمت الأميرة وقالت ماذا دهاك ياحسن
لاتحدثني بهذه الطريقة فنحن أصدقاء وقد قلت لك بأني أكره مخاطبتي بهذه الطريقة الرسمية أنا لم أغضب
منك كما فهمت وإنما كان غضبي في حدود مشاكستنا ومازلت مصرة على الإنتقام منك أيها المغرور وسأثبت لك
عكس ما ذكرته عن قصائدي وسأكتب قصيدة بنفس طريقة تركيب قصيدتك
عندها شعر حسن بالراحة وبدا يبتسم والخجل يبدو في قسماته وهو يقول للأميرة نعم أعلم أن لديك موهبة
في الشعر وأنا على يقين بأنك قد تصلين يوماً إلى مستواي . ضحكت الأميرة بغرور وقالت بل سأتفوق عليك
أحس حسن بغضب من غرور الأميرة ولكنه لم يبدي لها ذلك وصعدت الأميرة إلى قصرها لتنام ولكن النوم جافها
فهي قد ورطت نفسها في تحدي ربما أنها على يقين من خسارتها ولكنها أصبحت تحت الأمر الواقع ولابد أن
تفي بما وعدت به لذلك لم تنم تلك الليلة بل سهرت مع أوراقها وهي تحاول كتابة قصيدة تضاهي قصيدة حسن
أو تفوقها ..وبعد عدة محاولات إستطاعت أن تكتب قصيدة أحست بأنها قد تفي بالغرض وتصلح للمنافسة في
تحديها مع حسن ..دخل الفجر والأميرة لم تنم بعد عندها نادت على إحدى وصيفاتها وأعطتها القصيدة وطلبت
منها أن تسلمها إلى حسن عندما يصحو لممارسة أعماله في الحديقة ونامت الأميرة.
جاءت الوصيفة إلى حسن وأعطته الورقة وقالت له هذه من عند سيدتي فسألها عن سبب عدم حضورها فأجابته
بأنها متعبة لأنها سهرت طيلة الليل ولم تنم إلا عند الفجر ..أخذ حسن الورقةوقرأ هذه الأبيات .
يقفُ الفراشُ بقربِها يتأملُ ...... والطيرُ ترقصُ حولَها وترتلُ
إن أسفرتْ للصبحِ جُنَ جنونُه ..... فتراهُ من فرطِ الهوى يتوسلُ
سجدَ النسيمُ معانقاً وجناتها ..... كالشيخِ في محرابِه يتبتلُ
ما إن أقامَ صلاتَه حتى رأى ..... نوراً على ثوبِ الربى يتنقلُ
ينسابُ في كلِ الوجودِ وربما .... رحلَ الوجودُ وعطرُها لا يرحلٌ
نالتْ من الحسنِ البديعِ سنامَهُ .. وبها جميعُ الغانياتِ تجملوا
وتحت هذه الأبيات كتبت الأميرة نفذ ما طلبته منك أيها المغرور ..
إنبهر حسن من القصيدة ولم يتوقع أن أميرته مبدعة لهذه الدرجة ومازاد إنبهاره هو قدرة هند على محاكاة طريقته في تركيب القصيدة حيث أن الحرف الأول من كل بيت=(ياسمين)
عندها قطف حسن الياسمين وأرسل به إلى هند تلبيةً لأمرها التي ألمحت إليه ولم تبديه صريحاً ....
إنتبهت الأميرة لدخول وصيفتها إليها وهي حاملة باقة الياسمين فأخذته منها وعادت إلى فراشها وأحتضنت الباقة وابتسمت إبتسامة حالمة ونامت .....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في ذلك اليوم كان حسن مشغول البال شارد الذهن إذ كان يشعر بأن الأميرة قد كسرت شوكته فهو لا يجيد مع
عمل البستنة إلا الشعر فهو مايميزه ويشعره بعظمة ذاته ولكن هذه الميزة قد تلاشت بعد أن جارته الأميرة
بقصيدتها المميزة ... عندها بدأ حسن يفكر بقلق فهو يريد أن يكتب قصيدة إعجازية لا تتمكن الأميرة من
مجاراتها أوحتى فك طلاسمها فأنشغل حسن بهذه المهمة الصعبة وترك عمله في الحديقة وجلس تحت شجرة
البيلسان وفي يده كومة من الأوراق كل لحظة يكتب قصيدة ويشق الورقة إلى أن تمكن من كتابة قصيدة كاد
أن يطير بها فرحاً وقال في نفسه نعم هذه القصيدة سترد كرامتي وتشعر الأميرةبأنها لا شي بالنسبة لي
إنتظر حسن إستيقاظ الأميرة بفارغ الصبر كان يتردد على غرفة الوصيفات القريبة من جناح الأميرة ليسألهم
عن أميرتهم ما إذا كانت قد إستيقظت أم ماتزال نائمة ..وفي كل مرة كانوا يخبرونه بأنها ما زالت
نائمة وهذا ماكان يزعجه فهو لم يعد يحتمل الإنتظار لأنه متلهف للقاء الأميرة وإخبارها بقصيدته
التعجيزية التي أعدها لها ..لم يمل حسن من السؤال عن الأميرة فلا تكاد تمضي لحظة إلا وقد عاد للوصيفات
يسألهن إلى أن غربت الشمس ..عندها قال حسن في نفسه هذه آخر مرة أزعج فيها الوصيفات بسؤالي فإن وجدت
الأميرة مازالت تغط في نومها فلن أعود وأسخبرها غداً بالقصيدة ..وبينما هو ذاهب إلى الوصيفات وجد مالك في طريقه إليهن
حسن\أهلاً بك يا عم مالك أين كنت يارجل؟
مالك\أهلاً بك بني ..أعتذر منك فقد منحتني الأميرة إجازة لمدة أسبوع قضيتها في القرية ولم أتمكن من إخبارك
حسن\(وهو يضحك) لاعليك ياعم أعلم أن فرحتك بلقاء خالتي ماجدة أنساك توديعي .بالمناسبة كيف حالها؟
مالك\الحمدلله هي بخير وقد أخبرتها عنك وعن علاقتك بأكرم فأوصتني بأن أعتني بك وأبدت إهتمام كبير بك حتى أنها أرسلت لك بهذه السلة
-أخذ حسن السلة وبدأ يقلبها ليعرف مافيها فدمعت عيناه واحتضن مالك
مالك\ماذا دهاك ياحسن ما الذي يبكيك؟ كأنك لم تحصل على هدية منذ ولدت حتى بكيت فرحاً بها إنظر إلى السلة جيداً ليس فيها غير طعام وفواكه أم ظننت أن فيها كنزاً(كان مالك يقول هذا مازحاً)
حسن\هذه السلة هي أثمن مما تتوقع لأنها هدية غالية من خالتي الغالية ولكن ما أبكاني هو أني تذكرت أكرم رحمه الله فقد كان يحضر معه هذه السلة إلى ساحة المدينة حتى إذا حان موعد الغداء دعاني فنتناوله معاً كنت أعشق الطعام القروي الذي يأتي به أكرم حتى أنني كنت أستولي على سلته كاملة وأعطيه سلتي وكنت أبرر له ذلك بأنه سيعود إلى القرية وسينعم بهذا الطعام اللذيذ طيلة الوقت بينما أنا لا أحصل عليه إلا منه فكان يعطيني طعامه وهو مبتسم رحمه الله
مالك\(قال وهو يتصنع الإبتسامة) يبدو أنك كنت تلمح لي ياحسن بأن أحضر لك هذا الطعام كلما عدت من القرية لا عليك ياحسن سوف تنعم بأكلات خالتك ماجدة لمدة أسبوع كامل وربما أكثر ولكن لن أحضره لك بل أنت من سيذهب معي للقرية
حسن\(وهو مرتبك) والله ياعم مالك أتمنى أن أزور خالتي ماجدة ولكن كما ترى أنا مشغول بعملي في الحديقة ولكن لو إستئذنت لي من الأميرة لتمنحني إجازة أزور فيها قريتكم فأسكون مسروراً بذلك
مالك\لا تحتاج لإذن الأميرة فهي أيضاً ستأتي معنا
حسن\هل تمزح؟!
مالك\ولماذا أمزح أن جاد في ذلك فكما تعلم أنني كنت في إجازة وقد طلبت مني الأميرة أن أجهز لزيارتها
لقريتنا حيث أعطتني مبلغ من المال لبناء مدرسة رسمية للنساء تكون تحت إشراف ماجدة كما أن الأميرة أخبرتني بأنها تريد أن تتعرف على ماجدة وتواسيها بعد موت أكرم وغداً سنذهب كلنا إلى القرية كي تفتتح الأميرة مدرسة القرية وتقضي معنا فترة إستجمام لمدة أسبوع أو أكثر فهي كما تعلم تعشق الطبيعة وتريد أن تقيم في حضنها الدافئ
فرح حسن بذلك ثم سكت قليلاً وقال وهل أنا معكم؟
مالك\بالتأكيد ياحسن أنت معنا ولن تتم هذه الزيارة إلا بك ايها الثرثار ههههه دعني الآن فقد أنسيتني ما جئت لأجله وبينما كان مالك يسخر من ثرثرة حسن جاءت الأميرة هند وقد إنتنفخ وجهها لطول نومها$
الأميرة\أهلاً بك يامالك .. ها أخبرني هل رتبت للزيارة؟!
مالك\نعم يامولاتي كل شيء على مايرام حتى المدرسة قد إنتهينا من بنائها ولم يبقى غير تجهيزات بسيطه ربما تنتهي اليوم فقد جئت وأهل القرية يعملون بكل جد لإنهاء ما تبقى ..ولا ينقصنا إلا زيارتك الميمونة
أيتها الأميرة الفاضلة فوالله لا ننسى لك هذا العمل جزاك الله خيراً
الأميرة\الحمدلله على كل شيء والفضل له وحده سبحانه وتعالى
مالك\نعم الفضل لله أولاً وأخيراً ولكن لا تتصورين يامولاتي مدى فرحة ماجدة بالمدرسة فهي كما أخبرتك تصر
على أن للنساء الحق في تلقي التعليم مثلهم مثل الرجال لا فرق بينهم ولكنها لم تكن تتوقع بأن مشروعها الصغير سيصبح بهذا الحجم فقد كانت لا تطمع إلا في فصل صغير في منزلنا تعلم فيه النساء أما الآن وقد أصبحت تملك مدرسة كبيرة مجهزة بكل وسائل التعليم فهذا شيء عظيم بالنسبة لها
الأميرة\أحمدالله على تسخيره لي للقيام بهذا العمل ..ولا أنسى أن أشكرك يامالك فإن لك الفضل لأنني لولاك لم أهتدي لهذا..ولكن من هذه اللحظة لن أتوانى في الإهتمام بكل القرى التي أنشغل عنها والدي .فكل القرى لها الحق في الحصول على كل الخدمات ومن ضمنها التعليم وقد إنصدمت عندما أخبرتني أن قريتكم ليس فيها مدرسة نساء .
مالك\العفو يامولاتي
حسن\الآن أخبروني بموعد الزيارة فأنا لا أحتمل الإنتظار
الأميرة نظرت إلى مالك ليجيب
مالك\نعم يامولاتي كل شيء جاهز فقط أنتي حددي وقت ذهابنا
الأميرة\مارأيكم أن ننطلق الآن؟ فالجو في المساء بارد ولن ننتظر للغد
مالك وحسن بصوت واحد\كما ترين يامولاتي نحن رهن إشارتك
الأميرة\إذن جهزا لي العربة والوصيفات وأنتما أيضاً جهزا نفسيكما ريثما أغير ملابسي
- ذهب مالك لتجهيز العربة إستعداداً للرحلة وذهب كلٌ من الأميرة وحسن لتغيير ملابسهم
_ركب الجميع العربة وانطلقوا للقرية وفي الطريق قالت الأميرة لحسن ومالك من منكم سيبدأ بالحديث؟
فالطريق طويل ولا بد أن نجد مايسلينا
(قال حسن في نفسه) لو أخبرتها بالقصيدة الآن ستغضب لأنها لن تتمكن من فك طلاسمها وأنا لاأريدها أن تغضب لأن هذا سيفسد على أهل القرية فرحتهم بهذا الحدث العظيم ..عندها أقترح على مالك بأن يخبرهم بقصة فهو كبير في السن ولاشك أنه يعرف الكثير من القصص وأيدت الأميرة كلام حسن فأصبح مالك تحت الضغط ولا يملك إلا أن يلبي طلبهما.. وبالفعل بدأ مالك يسرد القصص والحكايات الجميلة التي حفظها عن ظهر قلب من أبيه وكانت الأميرة في سعادة غامرة وهي تسمع قصص مالك وكذلك كان حسن ..مضى الوقت سريعاً ولم يشعروا به
هاهم قد وصلوا إلى القرية ..توقفت العربة عند بيت مالك ونزل مالك ليسبقهم إلى ماجدة ليبشرها بقدومهم
ثم نزل حسن=وبينما هو نازل من العربة سقطت منه ورقة فأخذتها الأميرة وقرأت مافيها ..فسألت حسن عنها وبعد تردد أخبرها بأنه كتب هذه القصيدة ليعجزها بها وأنه لم يخبرها كي لايفسد فرحة الجميع بهذه الزيارة
الأميرة\كيف ستفسد قصيدتك فرحتنا؟
حسن\القصيدة عبارة عن لغز صعب بل تعجيزي لن تتمكني من حله وهذا قد يغضبك وبالتالي سستأثر نفسيتك أثناء إفتتاح المدرسة
الأميرة\أيها المغرور وهل أنا غبية لهذه الدرجة لتكون متأكداً من عدم قدرتي على حلها؟ ثم إني أحرص الناس على إسعاد ماجدة وأهل قريتها ولن أدع شيء يؤثر علي .. وبدأت الأميرة تقرأ القصيدة المكتوبة والتي كان فيها مايلي :
نوافذُ داركم ينسابُ منها ... إذا لاحَ الدجى سري الدفينُ
مواثيقُ الهوى لحنٌ يغني ..... على نبضِ النديمِ له حنينُ
زهورٌ نورها من هم روحي ..... بُعيد الهجرِ ذوبها الأنينُ
غصونُ البان باكيةً علينا ...... نوازلها يخالطها لجينُ
يحاكي لونها تنهيد أمٍ ....... تهاوى عن ذراعيها بنينُ
نظرت الأميرة إلى حسن وقالت:وأي إعجاز في هذه القصيدة الركيكة؟! ماهو المطلوب مني؟
حسن\(وهو يبتسم بثقة) لا أريد منك سوى أن تقولي كم عدد أبيات هذه القصيدة الركيكة ؟
الأميرة\ما هذا السؤال التافه؟ لم أتوقع بأنك بهذا الغباء يا حسن يبدو أن قصيدتي أثرت فيك ولم تعد تقوى على التحدي
حسن\المهم ياذكية أجيبي كم عدد الأبيات
الأميرة\رغم أني لا أريد أن أتنازل وأجيب لأن في تفاهة السؤال إنتقاص من ذكائي ولكني سأجاريك وأجيب لكي أعرف سر سؤالك الغبي=إن عدد الأبيات خمسة ياحسن ها أين جائزتي ؟
حسن\ضحك بصخب وهو يقول قلت لك إنها تعجيزية ولن تتمكني من حلها ليس بهذه البساطة ..جوابك خطأ خطأ خطأ كررها ثلاث في وجه الأميرة ليستفزها
وبينما هم كذلك جاء مالك وماجدة وتقدما إلى العربة لإستقبال الأميرة ... عانقت الأميرة ماجدة وقام حسن وقبل رأسها ثم دخلوا جميعاً إلى منزل مالك
^_^
| |
|
عوض ابو النور عضو مميز
عدد المساهمات : 1231 تاريخ التسجيل : 09/11/2010
| موضوع: رد: بائع الورد والاميرة (قصة رائعة ) السبت 14 ديسمبر - 13:27 | |
| أعد مالك وزوجته مائدة عشاء متواضعة وجلس الجميع لتناول الطعام وبعد أن فرغوا منه بدأوا يتسامرون
في جو عائلي مليء بالحميمية عندهابدأ حسن يروي لماجدة قصصه ومغامراته كما أنه أخبرها بتحديه الدائم
للأميرة وهو يسخر منها ويشرح لماجدة ومالك الفرق الشاسع بينه وبين الأميرة هند في الذكاء كانت الأميرة
تخفي غضبها حيناً وتبديه حيناً ولكن في جو ضاحك لايتعدا المشاكسة ..ثم بدأت الأميرة تشكو لماجدة من
غرور حسن وسخريته منها رغم أنها إستطاعت مجاراته في كل شيء ماعدا اللغز الأخير الذي إدعت الأميرة
بأنها ستتمكن من حله لو أعطيت الوقت الكافي للتفكير ولكن حسن كان يقاطعها ويقول بسخرية اها تريد
وقت كافي؟ إذن أمنحك قرناً من الزمان ومع ذلك لن تتمكني من حله قلت لك إنه تعجيزي هههه
ماجدة\دع عنك هذا الغرور ياحسن لاتغضب أميرتنا سوف أضربك فأنا في مقام أمك(كنت تمازحه)
المهم ياحسن هلاّ أعدت علينا لغزك التعجيزي كما تصفه؟
حسن\على الرحب والسعة سأعيده لأجل عيونك ياخالة ماجدة مع أنني على يقين بأن ذلك لن يجي أميرتنا فهي
لن تحله ولو عدته ألف مرة ههه
ماجدة\حسن قلت لك دع عنك الغرور
حسن\عذراً خالتي فأنا لا أستطيع تغيير طبيعتي فأنا أعشق المزح والدعابة المهم ياخالة اللغز موجود في
ورقة عند الأميرة خذيه منها واقرأيه بنفسك
أخذت ماجدة الورقة وبدأت تقرأ الأبيات ثم سألت عن المطلوب فأجابها حسن بأنه يريد فقط أن يعرفوا عدد أبياته التي كتبها
ماجدة\اللغز أسهل مما تتوقع ياحسن فلماذا كل هذا الغرور
حسن\(بخجل) نعم ياخالة ماجدة هو سهل بالنسبة لك فأنت ذكية ولكنه تعجيزي للأميرة (كان حسن يجامل ماجدة إحتراماً لها)
ماجدة\لا ياحسن هو سهل على الجميع ولا سيما على أميرتنا التي بحسب فراستي أرى أن عينيها تشع ذكاءً
وفطنة ولكي أثبت لك سهولة لغزك أريدك أن تعفي أميرتنا من حله لأنه أقل من أن تتنازل له
حسن\وهو مرتبك .. لاتجامليها ياخالة هي فعلاً ستعجز عن حله فهو ليس سهل كما تقولين
ماجدة\بل أسهل مماتوقع وإذا أردت أن تتأكد من ذلك إسمع إقتراحي
حسن\كلي آذان صاغية تفضلي ياخالة
ماجدة\غداً عندما نذهب لإفتتاح المدرسة أريدك أن تلقي بسؤالك أمام الجميع وسترى أن أصغر طفل في القرية سيعرف الجواب
حسن\قل شيء ياعم مالك ألا ترى أن خالتي والأميرة قد إتفقا علي لأنهم نساء يساعدن بعض وأنت لا تساعدني
مالك\إعفني ياحسن فهذه أميرتي وتلك زوجتي وأنا لا أملك إلا السمع والطاعة لكلتيهما فاقبل بالإقتراح إن كنت واثق من صعوبة سؤالك
حسن\نعم أنا واثق ولقد قبلت بما تريد خالتي الغالية
.... إنتصف الليل وإنتهت المسامرة وذهب مالك وحسن ليناما معاً بينما نامت الأميرة مع ماجدة
وبعد أن نام الجميع بقيت ماجدة وحدها ربما كانت قلقة أو متشوقة لساعة إفتتاح أو أنها كانت تفكر في إنقاذ الأميرة من المأزق الذي وضعها حسن فيه ... لم تنم ماجدة إلا قبيل الفجر بقليل
وفي الصباح الباكر جاء كل أهل القرية إلى منزل مالك ينتظرون خروج الأميرة لإفتتاح مدرستهم ..فأستيقظ مالك وأيقظ الجميع ثم أخذ حسن وذهبا إلى مكان الإفتتاح ليطمئن على التجهيزات بعد أن طلب من ماجدة
والأميرة أن يلحق بهما
بدأ الإحتفال وصعدت الأميرة على المنبر وألقت كلمة موجزة حثت فيها الجميع على العلم والتعلم لأنه سبيل للرفعة فذكرتهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)
ثم بعد أن فرغت الأميرة من كلمتها صعدت ماجدة وألقت هي أيضاً بكلمة شكرت فيها الأميرة وأثنت على صنيعها ودعت الله لها .. ثم بدأت تحث نساء وبنات القرية أن يكونوا عند حسن الأميرة التي قاست مشقة الطريق من أجل أن تفتتح مدرستهم فقالت:
يانساء قريتنا أنا أعلم مدى حبكن للعلم وأعلم مدى نباهتكم وفطنتكم فأنتن ذكيات وجديرات بالإهتمام ولكني أريد أن تتأكد الأميرة من ذلك لكي تعلم أنها بنت هذه المدرسة لمن يستحقها
_-_ قال بعض النساء وكيف تتأكد؟
ردت ماجدة \سألقي عليكم لغزاً وأترك لكم مهلة من الوقت من الآن حتى قبل الغروب كي تفكروا فإن إستطعتم حله نكمل الإفتتاح
.. صاح النساء بصوت واحد نحن موافقات
عندها قامت ماجدة بكتابة لغز حسن على لوح خشبي كبير وشرحت للنساء عن المطلوب وبدأ النساء بكتابة
اللغز على ورقات صغيرة وزعتها عليهم ماجدة وإنقسم النساء في فرق صغيرة كل فرقة تتكون من مايقارب
خمس نساء وبدأوا يفكرون في الحل بجدية وهم في حالة تركيز منقطعة النظير ولا ريب في هذا التركيز فهم
يعلمون أن إفتتاح مدرستهم متوقف على حلهم للغز
أخذت ماجدة الأميرة ومالك وحسن وذهبت لتريهم المدرسة من الداخل وتشرح لهم الخطط التي تود تنفيذها
مستقبلاً في حين أن النساء مازالوا عاكفين على وريقاتهم يحاولون حل اللغز
وقبل أن تغرب الشمس جاءت طفلة تبلغ من العمر إثنى عشرة عاماً جاءت تركض إلى المدرسة ونادت على ماجدة
فسألتها عن أمرها قالت الطفلة إن النساء ينتظرنك في الخارج وقد تمكن من حل اللغز عندها صدم حسن
وتغير لونه فهو لم يكن يتوقع ذلك
خرج الجميع وأخذوا الحل من النساء وعرضته ماجدة على حسن ليقرر ما إذا كان الحل صائب أو لا
إندهش حسن فقد كان الحل صحيح كان حسن متناقض المشاعر في تلك اللحظة فمن جهة هو سعيد جداً من مستوى نساء القرية وفي نفس الوقت هو مصدوم لأن لغزه التعجيزي لم يكن كذلك
وقفت ماجدة على المنبر مرة أخرى ثم حيت الجميع وشكرت نساء قريتها الواتي لم يخيبن ظنها ثم التفت إلى حسن وقالت: لعلك متعجب لقدرة بناتنا على حل لغزك ..لاتعجب ياحسن فقد كان الدافع أعظم من لغزك عشرات المرات
أنا عندما ربطت إفتتاح المدرسة بحل اللغز كنت أريد أن أصنع دافعاً قوياً يجعل الجميع يفكر بجدية في
الحل لأن النتيجة يترتب عليها حلمهم في الحصول على المدرسة كما أنني أردت بذلك أن أثبت للأميرة بأن
نساءنا يستحقون الإهتمام لأنهن موهوبات ولديهن القدرة على إثبات ذواتهن إن وجدن الرعاية والإهتمام
فرغت ماجدة من خطابها ثم بدأ الحفل الذي إستمر إلى ساعات الفجر الأولى .. لقد كان حفلاً رائعاً يضاهي روعة الحدث الذي أقيم من أجله ... كانت فقرات الحفل غاية في الجمال كانت الفقرات متنوعة بين الإنشاد والرقص الشعبي وإلقاء القصائد وطبعاً كان إفتتاح الحفل وإختتامه هو الأفضل وهل هنالك ماهو أفضل من كلام الله؟
إنتهى الحفل وعاد الجميع إلى منازلهم وعادت ماجدة والأميرة ومالك وحسن إلى بيت مالك ليكملوا ماتبقى من ساعات الليل .....
حل اللغز
عدد الأبيات (ستة) وليس خمسة كما يبدو ... لأنه يوجد بيت سادس خفي مختلف في الوزن والقافية عن الخمسة أبيات الظاهرة والبيت هو:
نديمُ الأسى مالي عن الحزن مهربُ .... إذا غاب عني ليلةً أتعذبُ
نحصل على البيت إذا أخذنا الحرف الأول من كل كلمة في الأبيات الخمسة | |
|
عوض ابو النور عضو مميز
عدد المساهمات : 1231 تاريخ التسجيل : 09/11/2010
| موضوع: رد: بائع الورد والاميرة (قصة رائعة ) السبت 14 ديسمبر - 13:28 | |
| أعدت ماجدة القهوة وشيء من الكعك مما تبقى من الإحتفال وجلس الجميع في ضيافة ماجدة وبدأ السمر
حسن\هنيئاً لك ياخالة ماجدة على نجابة نساء قريتكم الأذكياء ولاشك أنهم سيكونون نوابغ ما دمتِ أنتِ معلمتهم ثم هنيئاً لكم بهذه المدرسة التي أرجو أن تكون بداية الخير لقريتكم
ماجدة\شكراً لك يابني ..الفضل لله أولاً ثم لأميريتنا الغالية بارك الله فيها
الأميرة هند\العفو ياخالة ماجدة(ثم ابتسمت) وقالت هل يضيرك أن أناديك بخالتي؟ لأني غرت من حسن وأحسست بقربه إليك عندما يناديك خالتي ثم إني لا أريد منك أن تناديني بالأميرة فقط قولي هند
ماجدة\لك ذلك ياهند ولاتغضبي ثم إني خالتك أنتِ وحسن ولن أكون أقرب لأحدكم من الآخر فكلكم أبنائي
حسن\لاعليك ياخالة ماجدة فهند تغار مني في كل شيء وهذا ليس ذنبي بل هذا قدر العظماء دائماً يحاربون هههه
هند\سحقاً لغرورك أيها المشاكس
حسن\سأعتبرهذا إطراء ولن أغضب لأني في حالة سعادة بالغة بوجودي في حضرة خالتي الغالية
هند\كلنا سعداء بذلك وأرجو أن تستمر صلتنا بها ولا تنتهي أبداً ..مارأئك يا خالة لو أخذناك معنا للمدينة فتعيشي مع مالك عندنا في القصر؟
ماجدة\أنا ياابنتي احببتكم كثيراً ولو أن الأمر بيدي لعشت معكم طيلة عمري ولكن كما تعلمين أنا مقبلة على مسؤولية صعبة أم نسيتِ أمر المدرسة؟ لابد أن أكون بالقرب لكي أسير أمورها حتى نفرح جميعاً بتخرييج نساء متعلمات
هند\نعم معك حق ياخالة أعانك الله
حسن\هل سنقضي ماتبقى من الليل في أحاديث عن المدرسة ؟
مالك\دعهم يعبروا عن سعادتهم بهذا الإنجاز ياحسن أنت لاتعلم عظم فرحة خالتك بالمدرسة
حسن\وهو خجلان=نعم نعم أسأل الله أن يديم عليها فرحتها ولكني لم أكن أقصد تمللي من الحديث عن المدرسة أنا فقط أردت أن أغير الموضوع لأن لدي سؤال واقتراح واردت أن ألفت إنتباهكم $
ماجدة\تفضل ياحسن لاعليك من مالك قل إقتراحك يابني
حسن\شكراً خالتي فأنتِ دائماً نصيرتي .. كنت أود أن أسأل عن مزرعتكم التي أخبرني بها عمي مالك كيف تسير أمورها؟ من يهتم بها بعد أن تفرغ عمي مالك لعمله كحارس في القصر
هند\هل لديك مزرعة ياعم مالك؟
مالك \نعم يا بنيتي لدينا مزرعة صغيرة في أطراف القرية قد ورثتها ماجدة عن أبيها وهي ياحسن تحت رعاية العمال والفلاحين الذين يعملون فيها بجد حتى أصبح نتاجها يجني لنا الكثير من الفوائد حتى السلة التي اعطيتك إياها هي من ثمار المزرعة
حسن\شيء جميل جداً ياعم مالك فعلاً يجب أن لا ننشغل عن أرضنا بأي وظيفة اخرى لأن الأرض باقية وسيرثها الأحفاد بعد عمر طويل ..مارأيك ياعم مالك لو إصطحبتنا غداً إليها؟
هند\فكرة جيدة ياعم مالك أنا فعلاً أعشق الريف وأحب الجلوس تحت الأشجار ومشاهدة الفلاحين واستنشاق الهواء العليل
مالك\لكم ذلك يا أبنائي غداً بإذن الله نذهب معاً0ثم نظر لماجدة هل ستذهبين معنا؟
هند\(بإستغراب من السؤال) لابد أن تكون معنا وما الذي سيمنعها ؟
سكت مالك ولم يجب وأشاحت ماجدة بوجهها وبدت في عينها دمعة حائرة
حسن\ما الخطب؟
ماجدة\(بعد أن أطلقت تنهيدة حارقة) الأمر أني لم أدخل المزرعة منذ وفاة إبني أكرم رحمه الله فقد كان أكثرنا تعلقاً بالمزرعة حتى أنه كان يخطط لمشاريع أراد أن يقيمها فيها وكان أولها عندما شرى الأبقار وبدأ يبيع حليبها في سوق المدينة لذلك فهي أكثر مايذكرني به
هند\أعانك الله ياخالة ولكن هل تتوقف الحياة بموت من نحب؟ لابد لنا أن نستمر ونتجاوز كل المعوقات وذلك مما خصنا الله به فالإنسان لابد أن ينسى كل ما مضى ويتفكر في الحاضر ويعمل للمستقبل ..ثم إني مصرة على إصطحابك معنا للمزرعة وإلا فلن أذهب أنا أيضاً
ماجدة\تنظر لمالك تريده أن يتدخل ليعفيها ولكنه فعل العكس وقال .نعم ياهند أنا مؤيد لكلامك لابد أن تأتي ماجدة معنا فقد كانت تحب أن تزورني في المزرعة وتجلس تحت ظل الشجرة ريثما أنهي عملي ثم نقعد معاً ونتحدث ونفكر في كل أمورنا ومشاريعنا وقد كانت من أحب الأشياء لقلبها لذا أريدك أنت وحسن أن تقنعوها
ماجدة\لا تزد كلامك يامالك سوف آتي معكم فقط لأجل أبنائي حسن وهند
مالك\وأنا أ لا أحظى بشيْ من هذا الحب والتقدير؟! وابتسم
ماجدة\أنت قطعة من فؤادي وكل ما يحويه من حب لك
حسن\أحم أحم نحن هنا ..أرى عمي وخالتي يعودان لأيام الشباب ويتغزلان في بعضهما أمامنا دعونا ننام وتغزلوا براحتكم ههههه
هند\ما أكثر مشاكستك ياحسن لقد أخجلت خالتي الجميلة ..وفعلاً كانت ماجدة تطأ طأ رأسها خجلاً وقد بدت أثاره على محياها
تفرق الجميع وذهبوا للنوم ... بعد أن إتفقوا على الذهاب للمزرعة في الصباح
في الصباح الباكر وصلوا للمزرعة فأنذهل حسن مما رأى فهي أكبر مما توقع بكثييييييييييييير .. جلس الجميع تحت ظل الشجرة وهم يتناولون القهوة .. ثم انطلق مالك نحو عماله ليطمئن على سير العمل ويتفقد أحواله وبقيت ماجدة وهند يتحدثان معاً.. بينما إختفى حسن فجأة!!
إنتبهت الأميرة هند لعدم وجود حسن فسألت عنه ماجده هل رأيتِ المشاكس إلى أين ذهب ..قالت لم أنتبه
ثم وقفت ماجدة تنادي مالك وهو واقف بعيد عنهم مع العمال .. فاقترب ومنها وسألها : ما الخطب؟
فسألته هل رأيت حسن؟
مالك\لا لم أره فقد تركته معكم تحت الشجرة وأنشغلت بالعمال لاتقلقوا لعله بالجوار
هند\لا أعتقد ذلك إني خائفةٌ عليه فهو مشاكس وأخشى أن يقوده فضوله وإندفاعه إلى مكروه لا قدر الله
ماجدة\يبدو أن أميرتنا مهتمة لأمر هذا الشاب(وابتسمت إبتسامة مليئة بكيد النساء) فهي تلمح للأميرة بأنها تحب حسن
الأميرة\ها ليس إهتمام وإنما ها بلى هو إهتمام فأنا متعلقة بحسن رغم كل مشاكسته بل هي ما زادتني تعلقاً به فقبل أن أتعرف عليه كنت كئيبة وحيدة رغم كل المحيطين بي لأن الجميع كان يعاملني من منطلق أني أميرة وكل إحترامهم وتقديرهم كان مجرد أداء واجب بينما حسن جعلني أشعر ببساطة الحياة وجمالها
مالك\حتى أحب هذا الفتى فهو بحق طيب وصادق وبرغم مزحه الكثير إلا أنه ممن يعتمد عليهم فهو صلب عند الملمات.. المهم لاتنشغلوا سيعود حسن بعد قليل لاشك أنه بالجوار يستطلع الأماكن ..إذا تأخر سأرسل أحد العمال ليتفقده إطئنوا وعودوا لأحاديثكم ..عن إذنكم سأعود لعمالي
عادت ماجدة وهند لما كانوا عليه من أحاديث .. ولكن هند مازالت مرتبكة وقلقة على حسن .......
أين ذهب حسن يا ترى؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
بدأ الوقت يمضي سريعاً إلا على هند التي كانت تنتظر عودة حسن ومعرفة سبب إختفائه ... بدأت الشمس بالغروب ولما يعد حسن عندها قلقت ماجدة بشدة وأصبحت هند هي من تهدأها وتخفف من شدة قلقها ومالك أيضاً رغم أنه شديد البأس وصلب في هذه المواقف إلا أنه كان هو الآخر قلقاً حتى وإن حاول إخفاء ذلك عن هند وماجدة سيما أن العمال الذين أرسلهم للبحث عن حسن قد رجعوا دون أن يجدوه وهذا ما زاد من قلقه فهو يعلم بأن المكان محفوف بالمخاطر خاصة جانبه الشرقي المطل على حافة الموت كما يسميها أهل القرية فقد كانت مكان جميل جداً فيه أشجار نابتة في أعلى قمة منحدر صخري يطل على هاوية كبيرة مليئة بأحجار غاية في الجمال تشكل مع بعضها لوحة فنية طبيعية من صنع الخالق يصب من خلال الصخور نبع صافي من الماء يسلب خريره الألباب كان صوته أشبه بسيمفونية وأجمل مافي المنظر هو إنعكاس ضوء الشمس على قطرات الماء كان منظراً بالفعل يستحق الوصول إليه .. ولكنه خطر لأن المنطقة هناك ملساء الصخور ويصعب الوصول إليها وقد سقط منها كثير من الشباب الذين حاولوا الوصول...
حاول مالك تهدأة هند وماجدة وطلب من أحد عماله أن يوصلهم للمنزل بينما ذهب هو وبقية العمال لمنطقة الخطر بحثاً عن حسن ...
في هذه الأثناء وصلت ماجدة وهند بصحبة العامل وصلوا إلى بيت مالك وكانت هند في حالة يرثى لها فهي لولا أنها تحاول التماسك لأنفجرت باكيةً على حسن لشدة قلقها عليه وكذلك كانت ماجدة هي أيضاً تكاد تبكي سيما أنها تعرف ذلك المنحدر وقد كان أول ما خطر على بالها عندما عجز العمال عن إيجاد حسن ...ولكنها لم تخبر هند بذلك . كانت ماجدة تصطنع الأسباب الإفتراضية لغياب حسن وتحاول أن تقنع بها هند فمرة تقول ربما أنه نام تحت شجرة ولم ينتبه له العمال لاتقلقي ياهند الآن سيعود مع مالك .. فلا تقتنع هند بهذا وتجادل ماجدة .. لتقوم هيا بدورها بفرض إحتمال آخر فيه طمأنة لهند وبنفس الوقت فيه إقناع فقالت أو ربما أنه دخل أحد المزارع فأصر عليه صاحبها بأن ينزل في ضيافته فهذه عادة القرويين يغضبون كثيراً إذا رفضت ضيافتهم ولا شك أن حسن يعرف هذه العادات لذلك ربما قبل الإستضافة ولم يلقى وقتاً كافياً للعودة إلينا ليخبرنا بذلك .. أيضاً كانت هند لا تصدق هذه المبررات ...
مالك مع العمال\بحثوا في كل مكان ولم يجدوا حسن حتى أن مالك خاطر بنفسه ونزل للمنحدر متسلقاً على الحبال التي ربطها في أعلى الجبل وطلب من عماله أن ينزلوه ببطء .. وصل مالك إلى قاع الهاوية وفتح الحبل وبدأ يتجول وينادي على حسن ولم يجبه أحد(بدا منظر القاع أجمل مما يتصوره الجميع) حتى أن مالك وقف للحظات يتجول فيه وهو مندهش لما تراه عيناه وفجأة رأى شيئاً عجيباً يلوح من كهف أو فتحة صغيرة في جانب الجبل وقبل أن يقترب لإستطلاع الأمر سمع نداء حسن من الأعلى ...
حسن\عد يا عم مالك أنا هنا
مالك\حمداً لله على سلامتك أين كنت فقد أشغلتنا عليك
حسن\إصعد ياعم وسأخبرك بكل شيء
-صعد مالك بمساعدة العمال وحسن وعانق حسن وبدأ ينهال عليه بالأسئلة وحسن في قمة الخجل فقد رأى مقدار القلق الذي سببه للجميع ..فبدأ يعتذر من مالك وأخبره بكل شيء لكن طلب منه أن يخفي الأمر على الجميع وقد وعده مالك بذلك لاسيما أنه مؤمن بأن الأمر يجب أن لا يعلمه أحد
رجع مالك وحسن للبيت وقد تفاجئا بوجود ماجدة وهند أمام الباب وهم في شدة القلق قال حسن يا الله ماذا صنعت بهم؟ لم أكن أعلم بأن غيابي سيحدث كل هذه الأزمة ...
عندما إقترب حسن ومالك من ماجدة وهند أخذت هند تدور حول حسن وتتحسس جسمه بحثاً عن أي أذى فهي قلقة لدرجة الهستيريا ... ضحك مالك وأراد أن يجهز نفسه للوفاء بوعده لحسن وبدا يلطف الجو وهو يقول ما كل
هذا القلق ياهند حسن ليس طفلا لتخافي عليه ثم إن الأمر لا يستحق كل هذا فحسن كان مستمتع بقضاء وقته مع
أصدقائه الجدد الذين تعرف عليهم في المزرعة المجاورة. هو يلهو معهم ويستمتع بوقته وأنتم قلبتم الدنيا من شدة قلقكم(كان مالك يبالغ في تسهيل الأمر ليصدقه الجميع) ولكنه بالغ زيادة عن المطلوب لأن
ما أخبره مالك عن حسن كان شيء مغضب للاميرة التي بدأت توبخ حسن وتنعته بألامبالاة وبعدم المسؤولية
وبأنه لايهتم إلا بنفسه ولا يفكر بألاخرين وبأنه تسبب لخالته المسكينة ماجدة بحالة من الهلع وأتعب مالك وعماله بينما كان يلهو
بدأ حسن يغضب لتجريحات هند وهو يحاول كتمان ذلك ولكنه لم يستطع فبدأ يرد لها كل كلمة بمثلها
حسن\أنا حر أفعل مايحلو لي ولم أجبر أحد على البحث عني
هند\لا أنت لست حر أنت في عهدتي وأنا المسؤولة عنك
حسن\ههه في عهدتك؟ هل أنا طفل ,قدأوصتك أمي علي أيتها المربية؟
هند\لا لست طفلاً لأن الأطفال لديهم مسؤولية أكثر منك فأنت بدون إحساس ولا تدري بفداحة ماترتكب من تصرفاتك الصبيانية
حسن\وما شأنك أنتِ بي دعيك مني فأنا ملك نفسي
هند\أنا سيدتك ومن حقي أن أعرف كل تحركاتك وأن أحاسبك على كل تصرفاتك لأن أي حماقة ترتكبها ستأتي علي أنا. فالناس تحاسب كل شخص على تصرفات خدمه ومماليكه
حسن\يصفع هند ويصرخ في وجهها أنا سيد نفسي وسيدك وسيد أبيك الذي يرضخ تحت حكم جاسر دون إرادة فيسيره كما يشاء كالدمية هل تريديني أن أصبح دمية في يديك مثله؟
هند\تنظر لوجه حسن بحقد ثم تخرج من الغرفة لتذهب للغرفة المجاورة
مالك\حسن لا بد أن تخبرها بالحقيقة لأن الأمور تأزمت بينكم ولن أشارك في تأجيجها بل سأخبرها بذلك
حسن\أرجوك ياعم مالك لاتخبرها
مالك\إنظر إلى ما آلت إليه الأمور ألا ترى كيف بدت علاقتكما تنهار؟ والله لن أدعها حتى أخبرها ثم لحق مالك بهند ولحقت بهم ماجدة التي كانت تسمع حوار مالك وحسن ولم تفهم شيء
واستلقى حسن في الغرفة التي كانوا فيها وغطى وجهه بالوسادة وهو في قمة التعب .. الحزن .. الندم ..الحيرة
دخل مالك وماجدة إلى عند الأميرة هند وبدأ مالك دون مقدمات
مالك\لقد كذبت عليك ياهند وحسن لم يكن يلهو كما زعمت .. لم أكن أتوقع أن تصل الأمور لهذه الدرجة
هند\هو من أوصلها بعنجهيته وغروره
ماجدة\إصمتي ياهند ودعينا نفهم من عمك مالك .. هيا أخبرنا ما حدث بالضبط يامالك لاوقت للمقدمات
مالك\حسناً سأخبركم ................. | |
|
عوض ابو النور عضو مميز
عدد المساهمات : 1231 تاريخ التسجيل : 09/11/2010
| موضوع: رد: بائع الورد والاميرة (قصة رائعة ) السبت 14 ديسمبر - 13:29 | |
| أخبر مالك الأميرة هند بحقيقة الأمر فوقفت وهي في قمة الدهشة فلم يخطر في بالها هذا الأمر بتاتاً
كانت الأميرة في حالة ذهول عجيب ولم تستطع أن تعبر عن شعورها ولو بحرف بل إكتفت بالصمت والتحديق في
وجه مالك وكأنها تريده أن يقول بأنها واهمة فيما سمعت وكان مالك ينظر إلى الأرض كلما وقعت عين
الأميرة في عينه كأنه يتهرب من نظراتها البائسة التي لم يستطع مقاومتها ...عندها قامت ماجدة
واحتضنت هند بقوة ودخلت هند في حالة بكاء هستيري ثم سقطت مغمى عليها وصرخت ماجدة بأعلى صوتها
سمع حسن الصوت وهو في الغرفة المجاورة فجرى دون وعي ليتفقد أميرته التي تعلق بها وعشقها رغم كل ما
حصل بينهم من شجار ...إرتمى حسن على ركبتيه وجلس على الأرض وبدأ يضرب وجهه بكلتا يديه وهو يبكي وكأنه يعاقب نفسه على صفعه لهند التي يحبها بكل جنون..
عندها بدأ مالك يشد حسن من ردائه ثم أوقفه وبدأ يهزه بقوة وهو غاضب ويقول ماذا تركت للنساء؟
إن كنت أنت لم تحتمل الموقف رغم أن الجميع يعول عليك فماذا ستصنع هذه المسكينة؟ كن صلباً ياحسن فأنت
الآن قائدنا ومسؤول عن مصيرنا فإن أضعت وقتك في البكاء والندب فلن نستطيع تدارك الأمر وسيصنع ذلك
السفاح كل ما يريد !!
بدأ حسن يهدأ قليلاً ويتفكر في كلام مالك. وقام الجميع بحمل هند ووضعوها على فراشها وجلست ماجدة
بجوارها تعتني بها ريثما يحضر مالك طبيب القرية أما حسن فقد إتفق مع مالك على أمر ما وقد ذهب
لتنفيذه..ولم تتمكن ماجدة من معرفة ما إتفق عليه حسن ومالك لأنهم كانوا يتحدثون بصوت خافت على جنب
ولم تفهم ماجدة من حوارهم إلا دعوات مالك لحسن بأن يسلمه الله ويحميه ويرجعه بالسلامة.
كانت هذه الكلمات تثير قلق ماجدة التي أشغلتها حالة هند عن إقتصاء الأمر ومعرفة ما يخطط له مالك وحسن ...في هذه الأثناء عاد مالك ومعه الطبيب الذي باشر حالة هند ..بدأت الأميرة تخرج من غيبوبتها
ولكن الطبيب أمر ماجدة ومالك بالإعتناء بها وإبعادها عن كل إجهاد وأعطاهم بعض الأعشاب والأدوية
وأمرهم بإعطائها لهند إلى أن تشفى تماماً ....خرج الطبيب وأوصى مالك ماجدة بتنفيذ أوامره في ملازمة
هند وإبعادها عن الإجهاد والحفاظ على موعد دوائها ثم خرج مالك هو أيضاً ولم يخبر ماجدة بوجهته فقط قال لها سأطمئن على حسن وأعود فإن تأخرنا إلى الغد لا تقلقي ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
المشهد (من زاوية أخرى)
كان حسن قد وعد الأميرة هند بعدم التصرف من تلقاء نفسه في أمر جاسر ذلك السفاح القبيح ولكن بغضه
لجاسر وحبه للإنتقام منه والثأر لأكرم دفعه لمباشرة مخططاته بسرية تامة لم يخبر عنها أحد على الإطلاق.
بدأ حسن مخططه بإستمالة أحد جنود قصر الملك والذي كان يعمل كمراسل بين قصر الملك وقصر الأميرة هند
بعد أن إستمال حسن هذا الجندي وبدأت ثقتهم في بعضهم تزداد متانة وقوة عندها بدأ حسن بالتنفيذ ..
طلب حسن من الجندي أن يرصد له مخططات جاسر وكل ما ينوي عليه فوافق الجندي على ذلك لأنه يكره جاسر أكثر من حسن بكثييييييييير
ولكنه طلب من حسن أن يختار مكان آمن ليلتقون فيه بعيداً عن عيون جاسر وزمرته وكذلك بعيداً عن عيون الأميرة ومن في قصرها لكيلا يعرفوا أمرهم فينكشفوا
إتفق حسن مع الجندي بأن يلتقون عند الغروب من كل يوم في أطراف المدينة بالتحديد أمام المزارع التي وجدوا فيها أكرم مقتول ...
ولكن تواجد حسن مع أميرته في قرية مالك قد منعه من لقاء الجندي ..فقد مر عليهم مايقارب ثلاثة أيام
في القرية .. وفي يوم زيارتهم لمزرعة مالك قرر حسن أن يتملص منهم خفية ويذهب إلى موعد لقاءه
بالجندي فقرية مالك لاتبعد كثير عن مكان اللقاء فهو في حدودها.. فعلاً تمكن حسن من التسلل خفية بعيداً
عن أنظار الجميع الذين إنشغلوا بعمال المزرعة والفرجة على جمال الخضرة والأحاديث الشيقة تحت ظل الشجرة.
وصل حسن بصعوبة لأنه ذهب علي قدميه ..وفي آخر لحظة وصل بسلامة وقد هم الجندي بالعودة لأنه منذ ثلاثة أيام يأتي إلى مكان اللقاء ولا يجد حسن ..
أخبر الجندي حسن بأنه إكتشف أن جاسر قد أرغم إحدى الوصيفات أن تتجسس على الأميرة وتنقل له تحركاتها أولاً بأول حتى أن جاسر قد علم منها بأن مالك أبو أكرم وأنه يخطط مع الأميرة على الإنتقام منه
كان جاسر يأخذ معلومات من داخل قصر الأميرة دون أن يتصرف فقط يسمع المعلومات من الوصيفة وينكب في التخطيط دون أن يأمر جنوده بشيء ولكنه علم اليوم بأن الأميرة وحسن في قرية مالك فأمر مجموعة من جنوده الأشرار باللحاق بهم للقرية لقتلهم جميعاً ماعدا مالك فقد كان يريد أن يصور مالك بأنه هو القاتل فيظن الجميع بأن مالك قتل الأميرة وخادمها حسن إنتقاماً لإبنه أكرم الذي قتله جنود أبيها
بعد أن سمع حسن من ذلك الجندي الوفي هذه الأخبار ودعه وأوصاه بأن يحذر على نفسه وطلب منه عدم المخاطرة مرة أخرى والتوقف عن لقاءه بحسن حفاظاً على سلامته لأن مكان اللقاء قريب من قرية مالك وقد يشاهد جنود جاسر هذا الجندي ويقتلونه .إقتنع الجندي بكلام حسن ودعى لحسن وطلب منه أن لا يتخلا عن أولاده لو أصابه مكروه . عندها إحتضن حسن ذلك الجندي وقال له أولادك مثل أخوتي ولن أتخلا عنهم ثم
إنهم سيعيشون في كنفك طيلة العمر إن شاء الله فلا تقلق لن يصيبك شيء بإذن الله ..تبسم الجندي ثم إنصرف
عاد حسن إلى مزرعة مالك فوجد عماله واقفين على حافة المنحدر ..فأقترب منهم ونادى على مالك وأخبره بكل هذه الأحداث وطلب منه عدم إخبار هند وماجدة بها واتفقوا على ذلك وعادوا إلى البيت وجرت الأحدااث كما شاهدناها معاً
....................
ياترى أين ذهب حسن عندما تحدث إليه مالك بصوت خافت أثناء إغماء الأميرة؟
وهل لحق مالك به بعد أن إنصرف الطبيب؟
ثم ماهو سر الكهف الذي في أسفل المنحدر؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الحوار الصامت الذي جرى بين مالك وحسن)
مالك\على ماذا تنوي ياحسن؟
حسن\سأعود إلى المدينة وأحضر أمي من القصر قبل أن يصيبها مكروه لا سمح الله
مالك\إنتظر ريثما نطمئن على الأميرة ونذهب معاً
حسن\لا ياعم مالك سأذهب لوحدي وأنت إبقَ هنا برفقتهم فربما يداهمكم جنود جاسر
مالك\لاتخف ياحسن فنحن في أمان ولن يتجرأ جنود جاسر على الإقتراب منا وسوف أرسل في طلب شباب القرية ليستعدوا لمواجهة جاسر وزمرته
حسن\خيراً فعلت ياعم أسأل الله أن يحمي قريتكم من كيد ذلك السفاح .كونوا حذرين ياعم .. أستودعك الله أنا ذاهب للقصر فالوقت يداهمني
مالك\رافقتك السلامة يابني حماك الله وأبعد عنك كل مكروه .كن حذراً من الطريق فربما يصادفك الجنود
حسن\لن يصيبني إلا ماكتبه الله لي ...
ثم تعانق حسن ومالك وانصرف حسن للمدينة أما مالك فذهب لإحضار الطبيب وفي طريقه إليه مر على عماله وطلب منهم جمع شباب القرية في مزرعته ليستعدوا لأي مداهمة من جنود جاسر
بعد أن إنصرف الطبيب واطمئن مالك على حالة الأميرة ودع زوجته ماجدة وذهب لمزرعته ليشرف على إستعداد الشباب ويضع خطة لمواجهة جاسر ..أخبر مالك الشباب بالخطر الذي قد يتعرضون له بإنضمامهم للجيش الذي سيشكله وسألهم أكثر من مرة هل أنتم مستعدين للمواجهة؟
كانوا يجيبون بصوت واحد وهم في حالة عالية من الثقة والمعنويات .نعم نحن مستعدون
كان مالك يخيرهم بين الإستمرار معه في حربه أو الإنسحاب وأنه لن يلوم أحد إذا أراد أن ينسحب فكل واحد له الحرية في إتخاذ قراره دون ضغط أو تدخل من مالك
ولكن شباب القرية كانوا مصرين على المضي قدماً في هذه الحرب فهم لن يتخلوا عن مالك ويتركوه وحيداً في معركته لأنه وزوجته أصحاب فضل على الجميع
بعد أن أجمع الكل على خوض الحرب قام مالك بتقسيمهم إلى فرقتين فرقة تحرس حدود القرية وفرقة تنتشر بين البيوت ليحرسوا أهلها بينما بقي مالك وعماله في المزرعة يخططون لأمرٍ ما !
مالك\ماذا تعرفون عن هاوية الموت؟
العمال\لانعرف غير ما يرويه لنا أباءنا
مالك\وهل تصدقون رواياتهم؟
العمال\لا ندري ولكننا نعلم أن الهاوية خطيرة
(كان الأباء وكبار السن في القرية ينسجون الحكايات والأساطير حول تلك الهاوية وذلك لتخويف أبناءهم وإبعادهم عنها كيلا يسقطوا فيها فيزعمون بأنها تحت سيطرة الجن وأن فيها كهف في سفح الجبل مليء بالذهب والمجوهرات وأن هذه الكنوز تحت حراسة الجن وأن الجن هم من يقومون بإسقاط كل من يحاول الوصول لذلك الكهف ) كان مالك يعلم بأن الهاوية خطيرة بسبب طبيعة صخورها ولكنه لايؤمن بخرافات الأباء عن الجن
مالك\أريد منكم أن تساعدوني لنبني جسراً مائلاً يبدأ من أعلى الجبل وينتهي في قاع الهاوية
العمال\بعد تردد وتشاور وافقوا وبدأ مالك والعمال بجمع الخشب وبناء الجسر وقد أكملوه قبل طلوع الفجر
مالك\الآن إذهبوا إلى القرية وأحضروا كل الأهالي إلى هنا وأنا سأذهب لإحضار زوجتي والأميرة
عاد مالك للجسر بصحبة ماجدة وهند وقد إجتمع الأهالي أمامه ينتظرون توجيهات مالك
أمر مالك بإنزال كل النساء والأطفال والعاجزين عن الحرب .أمر بإنزالهم عبر الجسر للهاوية ليكونوا بمأمن
نزل الجميع إلى تلك الهاوية وبدا مالك يمشي نحو الكهف وحيداً ليتفقده من الداخل وهو متردد فرغم عدم إيمانه بأساطير وحكايات الأباء إلا أنه يخشى أي مفاجئة في الكهف فهو كهف مخيف وغامض
كانت فتحة الكهف صغيرة جنداُ لاتكاد تحتمل دخول شخصين في آن واحد ولكنه من الداخل فسيح جداً بل يمتد إلى مالا نهاية ..دخل مالك للكهف وتفاجئ بحجمه وكبر مساحته وأشكال أحجاره التي تصدر لمعاناً بمجرد سقوط الضوء عليها وتفاجئ أيضاً بصوت الماء الذي يعزف ألحاناً في داخل الكهف كانت هذه الأصوات غريبة جداً ولم تسمعها الأذن من قبل وربما أن صدى خرير الماء الجاري في آخر الكهف هو من جعل أهل القرية يزعمون بأنها أصوات الجن الذين يحرصون الكهف(هكذا قال مالك في نفسه)
بعد أن إطمئن مالك على حال الكهف من الداخل أمر بإدخال كل من في قاع الهاوية إليه ووضع على فتحة الكهف حرساً أمرهم بعدم مبارحة مكانهم مهما حصل بينما لحق هو ببقية الجنود المنتشرين حول حدود القرية ليكون في قيادتهم في مواجهة جنود جاسر !
وصل مالك لحدود القرية وأجتمع بجنوده وبدأوا يخططون للمعركة .... وفي هذه الأثناء وصل حسن للمدينة | |
|
عوض ابو النور عضو مميز
عدد المساهمات : 1231 تاريخ التسجيل : 09/11/2010
| موضوع: رد: بائع الورد والاميرة (قصة رائعة ) السبت 14 ديسمبر - 13:30 | |
| تسلل حسن خفية إلى المدينة حتى وصل لقصر الأميرة هند وقد وجده خالياً تماماً لا حرس ولا جنود حوله وهو أشبه بالمكان المهجور
إنطلق حسن مباشرةً إلى الغرفة التي كان يسكن فيها مع أمه التي تركها فيها بصحبة بعض الوصيفات فلم يجد أحداً! فأحس بالخوف والقلق الشديد على أمه وذهب إلى مكان إقامة الوصيفات فتفاجئ بهم وقد سقطوا على الأرض جرحى وقتلى
إقترب منهم حسن وبدأ يتفقدهم ويطمئن عليهم فسمع صوت بكاء خافت يأتي من حجرة الأميرة الواقعة خلف سكن الوصيفات .. أخرج حسن خنجره وتقدم بحذر نحو الغرفة فوجد إحدى الوصيفات وهي في حالة رعب شديد وقد إختبأت تحت سرير الأميرة فأخرجها حسن وسقاها وهدأ من روعها وبدأ يسألها
حسن\ماذا جرى لكم ولماذا القصر مهجور هكذا؟ وأين أمي؟
الوصيفة\أمك بخير فقد أخذهاصديقك قبل أن يداهمنا جاسر وجنوده
حسن\صديقي ؟ من تقصدين؟ صفيه لي
الوصيفة\نعم صديقك ذلك الجندي الذي كان يعمل مراسلاً بين قصر الملك وقصر الأميرة هو قال لأمك أنك أرسلته ليحملها إليك ...شعر حسن بالإطمئنان بعد أن علم أن أمه في أمان وبدأ يحاول إنقاذ الوصيفات
أنقذ حسن الوصيفات الواتي مازلن على قيد الحياة وترك من مات منهن ..ثم ذهب إلى مكان العربات وأخذ إحدى عربات القصر وأخذ الوصيفات وانطلق بهن إلى منزل صديقه الجندي وهناك وجد أمه وهي في حالة من الهلع خوفاً على إبنهاولكن حسن هدأ من روعها وطمئنها على نفسه وقبّل رأسها ثم أدخلها هي والوصيفات إلى بيت الجندي
حسن\ماذا جرى أخبرني بكل ماحدث؟
الجندي\لقد قام جاسر بالإستيلاء على قصر الملك ونصب نفسه ملكاً على المدينة بينما وضع الملك في سجن القلعة الكبير
حسن\أي سجن؟
الجندي\سجن كبير أشار جاسر على الملك بأن يبنيه ليضع فيه كل من يعارضه وقد كنت أعمل فيه قبل أن أصبح مراسل بين القصرين
حسن\صف لي ذلك السجن
الجندي\هو سجن كبير تحيط به حصون شاهقة لايتمكن أحد من أن يرتقيها ولا يمكن الوصول للسجن إلا عبر البوابة الحجرية التي لا يستطيع تحريكها إلا عصبة من الجنود أما من الداخل فالسجن مظلم كئيب مليء بأدوات الإعدام والتعذيب الذي تفنن جاسر في إبتكارها كما يوجد في السجن ممرات ودهاليز لا تصل إليها الشمس فهي أشبه بالانفاق تحت الأرض كان يضع فيها جاسر من يسميهم بكبار المعارضين ولا أعلم مايجري في تلك الأنفاق لأني كنت أحرس الغرف الموجودة في ممرات السجن أما الدهاليز فلا يدخل إليها إلا جاسر وبعض جنوده المختصين في التعذيب والإعدام
حسن\هل تتوقع أن الملك في تلك الدهاليز؟
الجندي\لا أتوقع وحسب بل أجزم بأنه هناك
حسن\هل لديك عربة؟
الجندي\لا ليس لدي عربة ماذا تريد بها؟
حسن\أحضرت أنا هذه العربة من القصر ولكنها لن تكفي لنقل الوصيفات وامي وأهلك؟
الجندي\نقلهم؟ إلي أين؟
حسن\إلى القرية ليكونوا بأمان
الجندي\وما العمل؟
حسن\احمل اهلك في هذه العربة وانطلق بهم إلى مشارف المدينة في المكان الذي كنا نلتقي فيه
الجندي\وماذا عن أمك والوصيفات؟
حسن\لا عليك سأتدبر الأمر إفعل ماقلت لك واسبقني لمشارف المدينة وأنا سأعود لقصر هند وسأحضر عربة أخرى أنقل بها أمي والوصيفات ..
ذهب الجندي بأهله إلى المكان الذي إتفق مع حسن عليه بينما ترك حسن أمه مع الوصيفات في بيت ذلك الجندي وعاد للقصر ليحضر العربة
وصل حسن إلى القصر وتفاجئ بأحد جنود جاسر خارج من القصر وهو يحمل فوق ظهره (بقشة) كبيرة جداً عرف حسن من طريقة مشي الجندي بصعوبة بأن البقشة مليئة بالذهب والمجوهرات والتحف .قال حسن في نفسه لا شك أنها مجوهرات الأميرة هند وهم بمواجهة الجندي وأخذها منه ولكن بعد تفكير قرر أن يتركه يذهب لكيلا يعطله أمر مواجهته فيتأخر عن إحضار العربة
بعد خروج ذلك اللص من القصر دخل حسن إليه وأخذ العربة وعاد مسرعاً لنقل أمه والوصيفات
وصل حسن وأمه والوصيفات إلى مشارف القرية وكان صديقه الجندي في إنتظاره ثم تقدموا معاً نحو قرية مالك الذي إستقبلهم على حدود القرية
نادى مالك إثنين من جنوده المرابطين على الحدود وطلب منهم أن يرافقوا النساء إلى الكهف حيث يجتمع النساء والأطفال ..وصلت أم حسن ومن معها إلى الكهف وبدأوا يبحثون عن مكان ليجلسوا فيه فالكهف مزدحم جداً
عندها تقدمت ماجدة لإستقبالهم وإجلاسهم في مكانها .. وعندما إقتربت منهم وحطت نظراتها على أم حسن كادت ماجدة أن تجن مما ترى فهي لم تصدق عينيها وهي مذهولة وتقول يا إلهي!! هل يعقل أنها هي؟!
بدأت أم حسن هي الأخرى مذهولة ومندهشة وهي تحدق في ماجدة وكأنهما يعرفان بعضهم منذ زمن طويييييييل!
ثم قامت ماجدة وأم حسن بإحتضان بعضهم البعض بقوووووة وهم يبكون والناس ينظرون إليهم بدهشة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قامت الأميرة هند وقبلت رأس أم حسن ونظرت إلى ماجدة وسألتها هل تعرفينها من قبل؟
ماجدة\نعم أعرفها هذه قريبة أم كرم رحمهم الله ففي إحدى الأيام جاءت أم أكرم تستأذنني لإحضار قريبتها التي جاءت من المدينة لزيارتها حيث طلبت مني أن اسمح لها بأن تحضر معنا الدرس وقد رحبت بالأمر ولمت أم كرم على طلبها للإذن لأن الأمر لا يستحق الإستئذان وفعلاً جاءت هذه المرأة مع أم أكرم وحضرت معنا الدرس ومن ذلك اليوم لم أراها ..ثم سألت ماجدة أم حسن(أين كنتِ طيلة هذه الفترة؟) لما لم تزورينا بعدها؟
أم حسن\كما تعلمين ياماجدة أني كنت أزور قريبتي أم أكرم رحمها الله ولكني إنقطعت عن زيارتها لأني زوجي توفي وأنا حامل بحسن ومن يومها إنقطعت عن قريبتي ولم أزرها ولكنني سمعت بأنهاهي وزوجها وإبنها قد ماتوا في طريق الحج لقد حزنت كثيراً عليهم رحمهم الله
ماجدة\لم يكن أكرم معهم في حادثة الحج فقد تركوه عندي وقد قمت بتربيته حتى صاراَ شاباَ يافعاً
أم حسن\ (بكل فرحة تسأل ماجدة)هل مازال أكرم على قيد الحياة؟ أرجوك أحضريه لي أريد أن أراها لا شك أنه كبر الآن فقد كان عمره سنة أو أكثر عندما زرتكم آخر مرة ولا شك أنه الآن في عمر إبني حسن أو يكبره ببضع سنوات
ماجدة\(نكست وجهها إلى الأرض) وقالت لقد مات أكرم في العام الماضي ! رحمه الله
أم حسن\تبكي بحرقة وتلوم نفسها لأنها لم تسأل عن مصير إبن قريبتها أكرم فقد كانت تظنه مات مع أبويه
ومما زاد من حرقتها علمها بأنه مات منذ عام فقط فكانت تقول لو أنني سألت عنه لعاش في كنفي ولربيته مع ابني حسن لن أسامح نفسي ولن يسامحني حسن لو علم بأني تخليت عن إبن خالته
ماجدة\ألم يخبرك حسن بأمر موت أكرم؟
أم حسن\وهل يعرفه حسن؟
ماجدة\نعم يعرفه فحسن صديقه فقد تعرفا على بعض في ساحة المدينة عندما كان أكرم يعمل هناك
أم حسن\هل تقصدين بائع اللبن؟
ماجدة\نعم هو .هو نفسه إبن قريبتك وإبني الذي لم ألده رحمه الله لقد كان باراً بي
أم حسن\نعم أنا أيضاً أعرفه لقد حدثني حسن عنه أكثر من مرة ولكنه لم يخبرني بإسمه ولم يخطر ببالي أنه إبن قريبتي ثم بدأت أم حسن تشتم الملك الذي تسبب في موت أكرم وهي تقول قاتله الله لقد كان ظالماً ولكن الله قد إنتقم منه وسلط عليه أعوانه ونال جزاءه ..فغمزت لها ماجدة بأن تسكت مراعاةً لمشاعر الأميرة هند التي إنتبهت لماجدة وقالت لا عليك ياخالة دعيها تقول ما تشاء عن أبي فقد إعتدت على سماع هذه العبارات ولن ألوم خالتي أم حسن فهي معذورة
أم حسن\تقبّل هند وتعتذر منها وتقول إعذريني يا ابنتي فحزني أفقدني أعصابي ولم أدري ما أقول
هند\لا عليك ياخالة أنا مقدرة لحالتك ولكن ماذا تقصدين بأن ابي قد نال جزاءه؟
سكتت أم حسن وارتبكت كثيرا واشارت لماجدة بأن تتولى الأمر وتقوم بتخليصها من سؤال هند
ماجدة\أم حسن لا تقصد شيء ياهند ربما قصدت أن الله سلط عليه أعوانه أي أنه سلط عليه جاسر ليتحكم فيه ويسيّر أمور حكمه إعذريها ياهند فهي كما قالت لك فقدت أعصابها ولم تدري ماتقول ..
لم تصدق هند هذه المبررات وانطلقت لخارج الكهف وطلبت من الجنود إيصالها لحسن ومالك على حدود القرية فهند تعلم أن جاسر لقتلها ولكنها لم تعلم بأن أباها أسير عند جاسر وأن جاسر إستولى على حكمه
ضغطت ماجدة على حرس مالك الواقفين امام الكهف إلى أن رضخوا لأمرها وقام أحدهم بإيصالها إلى مالك وحسن وفي الطريق سألته هند عن ما يجري فأخبرها بأن جاسر قد أسر أباها واستولى على حكمه فأجهشت بالبكاء وأخذت تصرخ في وجه الجندي لقد تبايعتم على أبي ولم تساعدوه لقد أنقذ حسن أمه وترك أبي في قبضة جاسر لن أسامحكم لو أصاب أبي أي مكروه أيها الخونة
وصلت هندإلى مكان تواجد مالك وحسن وجيشهم وبدأت تنهال عليهم بالشتائم وتتهمهم بكره أبيها والتخلي عنه وبأنهم في قمة الأنانية حيث أقنذوا ذويهم وتركوا أباها
حسن\يمسك هند ويجلسها تحت شجرة بالقرب من المعسكر ويقول لها لا تخافي فأبوك لم يصب بأذى وسوف نتمكن من إنقاذه
هند\متى ستنقذوه؟ لا شك أن جاسر لن ينتظركم لابد أن يقتله قبل أن تصلوا إليه لو تأخرتهم في المبادرة
حسن\لا لن يقتله فلقد علمت بأن أباك في سجن القلعة تحت الحراسة المشددة وسوف ننتظر إلى أن يهجم جاسر وجنوده على القرية وعندها سوف تخف الحراسة على السجن و أذهب أنا وصديقي لإنقاذ أباك (وأشار حسن إلى صديقه)\\وقد كانت هند تعرفه جيداً فهو كثير التردد على قصرها بحكم عمله كمراسل
هند\إنهالت على الجندي بالأسئلة حتى كاد يجن لكثرة إلحاحها وتكرارها للأسئلة وبعد طول نقاش إقتنعت الأميرة بأن أباها بخير ولكنها طلبت من حسن أن تذهب معه لإنقاذ ابيها حين يقرر الذهاب
حسن\لا ياهند لن تذهبي فالمهمة صعبة جداً ونحن سنتولاها فقط عودي إلى الكهف لتكوني بأمان
هند\والله لا أعود وسوف أذهب معكم لإنقاذ أبي ألم تذهب أنت لإنقاذ أمك؟ أنا كذلك سأنقذ ابي ولن يمنعني أحد ..وإن لم تأخذني معك سوف أرمي بنفسي تحت أقدام جاسر وأعرض الزواج مني أو حتى أخذي جارية لديه مقابل إطلاق ابي
عندما سمع حسن هذه الكلمات أحس بأن صدره سينفجر من شدة ضيقه فهو يعشق هند ولن يرضى أن تساق لذلك السفاح جاسر ..وتحت هذا الضغط وافق حسن على إصطحاب الأميرة معه وطلب منها أن تجلس بعيدا عن الجيش ريثما يأتي جاسر وجنوده عندها يذهب معها للسجن وهذا ما حدث فعلاً فقد هجم جيش جاسر على القرية وقد إستقبله مالك وجنوده الأشاوس بالسيوف والرماح وبدأت المعركة على مشارف القرية ..وفي هذه اللحظات أخذ حسن الأميرة هند وذهب بصحبتها هي وصديقه الجندي إلى المدينة وصلوا إلى سجن القلعة وقد كان محاطاً ببضع جنود كلفهم مالك بحماية السجن ..كان عدد الحرس مايقارب السبعة جنود بينما كان حسن وصديقه والأميرة فقط في مواجهة هولاء الحرس
عندها وضع حسن خطة خطيرة ولكنها هي الطريقة الوحيدة للتغلب على الحرس !
طلب حسن من صديقه الجندي بأن يكبل يد الأميرة ويجرها إلى الحرس ويوهمهم بأنه تمكن من القبض عليها مع جاسر الذي يقود المعركة في قرية مالك
تقدم الجندي الحرس وقال\لقد تمكن سيدي جاسر من أسر الأميرة وأرسلني بها إليكم خوفاً من أن يتمكن مالك من إستخلاصها فطلب مني أن أقوم بإحظارها لهذا السجن وأن أتولى حراستها بنفسي لأني قد سبق لي العمل هنا وأنا أعرف كل مخارج السجن ولن يتمكن أحد من إنقاذها هي وأبيها.. أما أنتم فلا بد أن تلتحقوا بالجيش هناك في أرض المعركة
بعد تردد إقتنع الحرس بكلام صديق حسن وأعطوه مفاتيح السجن وانطلقوا لقصر الملك لكي يجهزوا انفسهم للإلتحاق بالمعركة وبعد أنصراف الحرس ظهر حسن الذي كان مختبأ وذهب برفقة صديقه والأميرة لداخل السجن وقاموا بإنقاذ الملك وكل المساجين ثم إنطلقوا لقصر هند وركبوا إحدى العربات وانطلقوا للقرية وبينما هم كذلك تفاجئوا بحرس السجن وهم أيضاً في طريقهم للقرية
رأى الحرس العربة فقاموا بمهاجمتها ومحاولة تعطيل سيرها في هذه اللحظة قام صديق حسن وطلب منه بأن يمضي بالملك والأميرة إلى القرية بينما سيتولى هو محاربة الحرس (الستة) لوحده فقط ليأخرهم على الأقل ريثما ينجو حسن ومن معه
بعد تردد وافق حسن على قرار الجندي لأنه لا يملك خيار آخر ..وقف ذلك الجندي الباسل وحيداً في مواجهة الحرس بينما تمكن حسن والاميرة وأبوها من الهرب
خاض الجندي معركة حامية ضد الحرس وتمكن من قتل إثنين منهم وقاوم الأربعة الباقين حتى آخر لحظة ولكن للأسف تمكنوا أخيراً منه وألقوه قتيلاً بل (شهيداً)
سلك حسن طريقاً مختصر لا يمر بمكان معركة جاسر وأهل القرية بل يؤدي إلى مزارع القرية مباشرة ...وصل إلى مزرعة مالك وأنزل الأميرة وأباها إلى هاوية الجبل وطلب منهم الدخول للكهف بينما عاد هو لأرض المعركة لمساعدة مالك وجنوده الأشاوس
أكمل حسن مع مالك خوض معركتهم حتى تمكنوا من قتل الكثير من جنود جاسر وأيضاً تمكنوا من جرح جاسر وأخذوه أسيراً وفي هذه اللحظات بدأ جنود جاسر بالإستسلام بعد أن أُسر قائدهم
بدأ جنود جاسر يرمون أسلحتهم ويرفعون رايات الإستسلام ويتوسلون إلى مالك وحسن بأن لا يقتلوهم لأنهم كانوا مجبرين على خوض المعركة وأنهم لا يملكون خياراً سوى الإذعان لأوامر جاسر الذي كان يقتل كل من يرفض خوض المعركة معه ..وأخيراَ وبعد أن إنتصر أهل القرية على جاسر نصراً كبيراً بفضل الله ثم فضل الأبطال بدأ مالك وجنوده بربط الأسرى وجرهم للقرية مقيدين بينما عاد حسن لتفقد صديقه ذلك الجندي المخلص الذي ضحى بنفسه لأجلهم
وصل حسن لمكان صديقه فرأى ما كان يتوقعه (وجده مقتولاً) وبجواره أربعة من الحرس قتلى قبل حسن جبين الشهيد وحمله إلى القرية وهو يبكي وهو ينشد هذا البيت الشعري على لسان الشهيد
إذا كان في موتي حياةٌ لأمتي ... أموتُ وتحيى أمتي وتسودُ
وصل حسن إلى القرية وقاموا بالصلاة على الجندي الوفي وقام الملك بتقديم العزاء لأهل الجندي وأعلن تكفله بهم وأمر بأخذهم معه للقصر ليتربون تحت عينيه حيث قال بأنه من الآن اصبح هو ابوهم يشاركهم في كل شيء حتى في ثروته وحكمه
كما أمر الملك ببناء قصر لمالك في قريته وقام بتعيينه حاكماً للقرية وهكذا فعل مع باقي القرى حيث وضع على كل قرية حاكماً من أهلها يتولى شؤونها ويدير حكمها ويكون حلقة وصل بين أهالي القرية وملكهم
ليتمكنوا من الحصول على كل متطلباتهم وخدماتهم
أما حسن فقد عينه الملك نائباً ومستشاراً له في حكمه كما أنه قام بتزويجه من الأميرة هند التي كانت في قمة الفرحة أولاً بنجاة أبيها ودحض جاسر وثانياً بعودة أبيها للحق وإصلاحه لكل الفساد الذي كان في الدولة أيام تسلط جاسر ..وأما فرحتها الكبرى فقد كانت بسبب زواجها من حسن بائع الورد الذي ساقته الأقدار ليتزوج بهذه الأميرة ويصبح الرجل الثاني في الدولة ....
دارت الأيام والشهور والسنين ..وعمت السعادة جميع سكان الدولة في المدن والقرى وازدهرت الحياة
ماجدة\تفرغت لمدرستها التي أصبحت تحمل شعلة العلم والتعليم
مالك\أصبح حاكماً للقرية وانشغل بأمور رعيته وإيصال كل مقترحاتهم وطلباتهم للملك
الملك\تزوج بأرملة الجندي الوفي وقام بتربية أبناءها بعد إستشهاد أبيهم البطل
حسن وهند\تزوجوا وعاشوا في قصر الأميرة هند واصبح حسن نائباً ومستشاراً للملك .كان حسن وزوجته هند يزورون قرية مالك وقد بنوا فيها قصراً يقيمون فيه كل ما زاروا القرية للتمتع بجو الريف الجميل
......
جلس حسن وهند تحت شجرة البيلسان وهم يتذكرون أيامهم وكان حسن يضحك على أول يوم دخل للقصر ويتذكر سخريته من مالك ويقول لولا مالك لم تزوجت بك يا سيدة المدينة .وفعلاً لو أن حسن هرب من ساحة المدينة عندما رأى العربة الملكية لما دارت الأحداث كما دارت ..فالفضل لمالك الذي جره للعربة قبل أن يهرب
نظر حسن لزوجته هند وبدا يحاورها شعراً وهي ترد عليه وقد كانت كلماتهم غاية في الجمال ..بدأ حسن المساجلة الشعرية
درات بينهم هذه المساجلة :اللون الأحمر حسن والأسود هند
تلاقينا بلا وعدِ ... بلا نيةٍ ولاقصدِ
هي الأقدارُ ساقتنا فعشنا حلمنا الوردي
فهل نصحو ونتركه ونحيى بالأسى الأبدي؟
حبيبي لا تقل هذا فتحرقُ أدمعي كبدي
أنا أهواكِ لكني أخافُ مواجعَ البُعدِ
غرامك سوف يصحبني بُعيد الموتِ في لحدي
فدائُكِ مهجةً خفقتْ بنبض هواكِ في جسدي
فدتكَ جميعُ أنفاسي بها أحييكَ للأبدِ
حياتي بالهوى تبقى وروحي أنتِ يا هندي
وأنتَ نديمُ أفراحي وأنت العمر ياسندي
وأنتِ جسرُ أحلامي وأنتِ حاضري وغدي
نديمي ياهوى قلبي أحبكَ فوقَ ما أُبدي
سأبني للهوى قصراً سعيداً دونما نكدِ
سنزرعُ فيه واحتنا وأرعى وردها بيدي
ونحيى كلنا فيها بوسطِ الفلِ والرندِ
ألاعبُ طفلتي فيها وتركضُ أنتَ بالولدِ
ونجلسُ كلنا نروي حكاية بائعَ الوردِ
ويصبحُ حبنا رمزاً ولن يخفى على أحدِ
ويسقطُ كل من يسعى لقتلِ الحبِ في المهدِ
لأن الحبَ محروسٌ بعينِ الواحدِ الأحدِ
فصولُ الحبِ خالدةٌ برغمِ الناسِ والحسدِ
$$النهاااااااااااااااااااية $$$ | |
|