من هوأليس هاميلتون؟

من هوأليس هاميلتون؟

الجنسية: أمريكية
تاريخ الميلاد: 27 فبراير 1869
عن العالم:

اسم "أليس هاميلتون" ربما ليس من الأسماء الشائعة التي يعرفها الكثيرون لكنها أحد الأسماء المميزة في مجال العلم. هي طبيبة وكيميائية وساهمت بشكل كبير في تطوير مفهوم الصحة المهنية ودراسة الأمراض المنتشرة في مجال الصناعة.

ولدت "أليس هاميلتون" (Alice Hamilton) في مدينة "نيويورك" في الولايات المتحدة الأمريكية فى 27 فبراير من عام 1869 وتعتبر من مؤسسي علم التسمم الصناعى والصحة المهنية وهو من أفرع العلوم التي قد يعتقد البعض بأنها حديثة العهد لكن الاهتمام بصحة العاملين في المجال الصناعي هو أمر بدأ مع بداية ظهور الصناعة وانتشار الآثار الجانبية الناجمة عن العمليات الصناعية المختلفة والناتجة أيضاً عن استخدام المركبات الكيميائية والمعادن.
"أليس" هي أول فتاة تعين معيدة في جامعة "هارفارد" (Harvard University)، إحدى أعرق الجامعات في العالم - والتي كانت في ذلك الوقت الحصن الأخير الذي لم تقتحمه النساء- وذلك بفضل تفوقها العلمي وشغفها بالعلم فقد استطاعت أن تكسر حاجزاً من التمييز ضد الفتيات واقتحمت كثير من المجالات التي كانت حكراً على الذكور آنذاك.

(أليس هاملتون) أثناء حضور فصل التشريح في كلية الطب وهى صورة ترجع لعام 1893

كانت "أليس" الابنة الثانية بين أربعة فتيات جميعهن متعلمات، وقد قضت جزءاً من حياتها في التعليم المنزلي الذي كان شائعا آن ذاك ثم أكملت تعليمها في إحدى مدارس الفتيات. وفي عام 1839 حصلت "أليس" على درجة الطب من جامعة "ميتشجان" (University of Michigan) لكنها لم تكتف بهذا فسافرت إلى أوروبا لتعميق دراستها لعلمي البكتيريا والأمراض في جامعات ألمانية ومن ثم عادت إلى بلادها لتستكمل الدراسات العليا هناك وتتدرج في المناصب والخبرات العلمية حتى أصبحت أستاذ علم الأمراض بكلية الطب للفتيات في جامعة "نورث ويسترن" (Northwestern University) في ولاية "شيكاغو".

تظهر (أليس هاملتون) الثانية من جهة اليسار وسط شقيقاتها الفتيات في صورة ترجع إلى عام 1880.

كانت رحلة "أليس" إلى شيكاغو ذات أثر بالغ في حياتها المهنية فقد كانت تعيش في حي فقير مليء بالعمال البسطاء، وقد استرعى انتباهها المشاكل الصحية التي يعاني منها العمال من النشاطات الصناعية التي يعملون بها. وهو الأمر الذي انتشر بقوة بعد وصول الثورة الصناعية إلى المجتمع الأمريكى. وقد لاحظت "أليس" أن هناك أمراض معينة تصيب العمال نتيجة اشتغالهم بوظيفة محددة. وقد أيقنت أن علم الصحة المهنية ليس موجودًا في أمريكا بالشكل اللائق لذلك قررت التعمق والتبحر في هذا المجال.

ونتيجة لدراستها الشغوفة أصدرت "أليس" أول مقال علمي لها بهذا الخصوص في عام 1908. وهو ما أهلها إلى تولى وظيفة محقق خاص في مكتب العمل بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1911. هذه الوظيفة أثبتت جدارة "أليس" العلمية التي مكنتها من أن تصبح واحدة من أهم الخبراء والمتخصصين حول العالم في مجال الأمراض المرتبطة بالصناعة والصحة المهنية.

كانت "أليس" هي السيدة الوحيدة في دوري لجنة صحة الأمم والذي قضت فيه الفترة من 1924 إلى 1930. وفى داخل اللجنة كانت "أليس" من أكثر المعارضين لإضافة مركبات الرصاص إلى الجازولين كعامل مانع للاحتكاك، وقد ظهرت له آثار ضارة كثيرة خصوصاً على الأطفال فيما بعد. لذلك اهتمت بدراسة التأثيرات السامة لعنصر الرصاص الذي يدخل في صناعات كثيرة كما أنه يخرج مع عوادم السيارات وأثناء التنقيب عن المعادن في باطن الأرض.

وبالرغم من تفوقها العلمي هذا إلا أنها كانت تعاني اضطهاداً كونها امرأة حيث لم يكن مسموحاً لها بالمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والمواكب الاحتفالية التي كانت قاصرة على الذكور فقط. بعد تقاعدها من جامعة "هارفارد" في عام 1953 عملت "أليس" كمستشار طبي لمعايير وحدة العمل في الولايات المتحدة الأمريكية. كما أدرج اسمها ضمن قامة رجال العلم في عام 1944 وحصلت على جائزة (Lasker Award) عام 1947.

توفيت "أليس هاملتون" في عام 1970 أي عاشت ما يزيد عن المائة العام وشهدت تطورات علمية واجتماعية كبيرة بل وساهمت بشكل عملي ومهني كبير في تطويع العلم لخدمة الإنسان خاصة مع التطور المذهل سريع الوتيرة في المجال الصناعي وأثره على صحة الإنسان.

وإن كانت "أليس" لم تحظ بالتكريم الكافي في حياتها تم تكريم اسمها بأشكال عدة بعد وفاتها تقديراً لمجهوداتها العلمية المتميزة فقد أدرج اسمها ضمن النساء المشهورات حول العالم وكان ذلك عام 1973. ولاحقاً فى عام 1987 شرع المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية عمله في مجال أبحاث الصحة المهنية سائراً على خطى "أليس هاملتون". كما خصص المعهد جائزة سنوية باسم "أليس هاملتون" للتفوق في مجال السلامة والصحة المهنية. وفى عام 1995 تم وضع صورة "أليس هاملتون" على طابع بريد تقديراً لجهودها العلمية وخدمة المجتمع. وفى عام 2002 تم تكريم اسم "أليس هاملتون" كأحد الرموز الوطنية التاريخية في مجال الكيمياء.

صورة (أليس هاملتون) على طابع البريد والذي تم اعتماده في عام 1995.

وهكذا عاشت "أليس هاملتون" حياة مليئة بالإنجازات العلمية والتحديات الاجتماعية في مجتمع لم يكن يعترف بقيمة المرأة فأثبتت "أليس" بالدليل العملي أن المرأة قادرة على أن تحقق التفوق في المحافل العلمية وتصل إلى أعلى المناصب وتخدم المجتمع وسط عالم تسود به السيطرة الذكورية ولم يكن هذا ليتحقق إلا بالعلم والعمل لا بالشعارات والجدال.

تظهر (أليس هاملتون) في مكتبة جامعة (هارفارد) الأمريكية عام 1957

الإسهامات:
مؤسس علم الصحة المهنية والأمراض الناتجة عن الصناعة
المناصب التي تولاها:

أستاذ علم الأمراض في جامعة هارفارد
مستشار طبى لمعايير وحدة العمل في الولايات المتحدة الأمريكية.
محقق خاص في مكتب العمل بالولايات المتحدة الأمريكية
عضو دورى لجنة صحة الأمم

الجوائز الحاصل عليها:

حصلت على جائزة (Lasker Award) عام 1947.
أدرج اسمها ضمن النساء المشهورات حول العالم عام 1973
تكريم اسم "أليس هاملتون" كأحد الرموز الوطنية التاريخية في مجال الكيمياء.