تكالب الضباع بقلم طارق حسن
تكالب الضباع
طارق حسن
من موقع الصحفى الكبير
محمد نجيب الكشكى
وقد نوه سيادته على انه موضوع يستحق القراءة يتكاثر تكالب الضباع الدولية والإقليمية والمحلية على مصر، كما يتم العمل باستمرار على محاولة إغراقها فى مستنقعات فوضى داخلية.
وخذ عندك من أمريكا إلى بعض الدول الأوروبية، ولاتغفل إسرائيل ولا إثيوبيا، فالسودان، وتركيا وقطر وإيران وحماس، وجماعات وفرق الإرهاب وغيرهم.
وقل وأتفق معك أن تكالب الضباع يفرض على مصر حرباً لم ترغب فيها ولم تسع إليها، إنما لايمكنك بالطبع كما ليس من الحكمة أن تحارب أو تواجه عشرة فى وقت واحد، ومادام الوضع مع مصر كذلك، فالمسألة تتطلب رؤية واضحة تجيب على سؤالين أساسيين:
الأول: كيف يتم تحصين الداخل المصرى سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وليس أمنيا فقط؟.
الثانى: كيف يتم حماية مصر من إفرازات وسموم ومطامع محيطها وخارجها؟.
ثم ماهى أولويات القضايا والأطراف، التى تتطلب المواجهة، والأخرى، التى قد تأخذ منا وقتاً أو علاجاً آخر.
بمعنى أوضح، تحتاج مصر إلى رؤية لتفكيك حالة تكالب الضباع المتعددة عليها، فلم يعد خافيا أنه بسبب هذه الحالة أصبحت مصر تعيش وضعا هو الحصار من كل جانب، وإلا قل لى: ماذا يمكنك أن تسمى هذه الجبهة التى تهددك بمياه النيل وأعز ماتملك من أرزاق الحياة والممتدة من إثيوبيا إلى السودان، الذى صار يتبنى الموقف الإثيوبى ضدنا كما صار يطالب علنا بنزع حلايب عن مصر، مثلما صار معبراً لهاربى الإخوان ومدخلاً لتهريب السلاح والإرهاب إلى مصر؟.
وإذا عرجت شرقاً، ماذا يمكنك أن تسمى الحرب بالأرهاب والفوضى، التى تستهدف نزع سيناء وقناة السويس عن مصر، والمرعية استراتيجياً أمريكياً وإسرائيلياً، بينما تتولى مقاولة التنفيذ حماس وبقية فرق الإرهاب المدعومة إخوانياً.
وأمدد نظرك صوب البحر الأحمر، فلن تجد سوى بوارج أمريكية وأخرى حليفة متأهبة للتحكم فى مداخله والسيطرة عليه فى أى وقت، بذرائع جاهزة وأخرى تحت التجهيز.
وأذهب غرباً، هل وجدت غير ليبيا الغارقة بفوضى جماعات الموت والقتل والإرهاب وحركات التمزق والانفصال وتجارة وتهريب السلاح وتصديره إلى مصر.
ماذا وجدت فى الشمال، أليست بوارج وحاملات طائرات أمريكا وبقية الحلفاء والأعوان كما هى وهم يحاصرونك شرقا وغربا وجنوبا ؟
ماذا نفعل؟ ومع من نعيش؟ وكيف نعيش، فنفك الحصار؟
وأنا أسأل مثلما تسأل: لماذا لايتحدث ساستنا على كثرتهم وتعدد مشاربهم وأنواعهم هذه الأيام، عن هذا الحصار وكيفية الخلاص منه، ولماذا لايفعل الإعلام، ولن أسألك عن الحكومة لإنك تقول إنه لاتوجد حكومة وإنك لا ترى حكومة كما تعرف وتعهد الحكومة، إنما أسألك: كيف لك أن تقاوم حصار الضباع وتخلص منه وأنت لا تعى أصلاً أنك محاصر، وأن قضية البلد الرئيسية والمصيرية الآن هى تحريرها من هذا الحصار؟، ثم كيف لك أن تقاوم وتخلص من الحصار وأنت فى فوضى داخلية؟.
كيف لنا من خلاص بساسة وسياسات الحروب الداخلية، وإعلام وفضائيات الحروب الداخلية وإنهاك الدولة؟.. كيف لنا المقاومة والخلاص دون وضع داخلى صلب متماسك ودولة قادرة؟.
أقول لك: إقض فوراً على الفوضى ومصالح جماعات وفرق وشللالفوضى، تبدأ فورا فى ردع الضباع.