الآثار الإسلامية: في مكة المكرمة والمدينة المنورة
بقلم: إعداد: الشيخ جمال الدين شبيب
مكة المكرمة هي من أقدس بقاع الأرض عند المسلمين وفيها يقع المسجد الحرام، وفيه الكعبة المشرّفة قبلة المسلمين في صلاتهم. وتقع مكة في تهامة من بلاد الحجاز، وتبعد عن المدينة المنورة حوالي 400 كيلومتر في الاتجاه الجنوبي الغربي، وعن مدينة الطائف حوالي 120 كيلومتراً في الاتجاه الشرقي، على بعد 72 كيلومتراً من مدينة جدة وساحل البحر الأحمر.
وتقع مكة المكرمة عند تقاطع درجتي العرض 25/21 شمالا، والطول 49/39 شرقا، ويُعتبر هذا الموقع من أصعب التكوينات الجيولوجية، فأغلب صخورها جرانيتية شديدة الصلابة. تبلغ مساحة مدينة مكة المكرمة حوالي 850 كم²، منها 88 كم² مأهولة بالسكان، وتبلغ مساحة المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام حوالي 6 كم²، ويبلغ ارتفاع مكة عن مستوى سطح البحر حوالي 277 متراً.
كانت في بدايتها عبارة عن قرية صغيرة تقع في واد جاف تحيط بها الجبال من كل جانب، ثم بدأ الناس في التوافد عليها والاستقرار بها في عصر النبي إبراهيم والنبي إسماعيل عليهما السلام. وذلك بعدما ترك النبي إبراهيم زوجته هاجر وابنه إسماعيل في هذا الوادي الصحراوي الجاف، امتثالاً لأمر الله، فبقيا في الوادي حتى تفّجر بئر زمزم، ثم وفدت بعد ذلك أولى القبائل التي سكنت مكة وهي قبيلة جرهم اليمانية.
وقد بدأت خلال تلك الفترة رفع قواعد الكعبة المشرّفة في المسجد الحرام على يد النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام. ومن أهم الآثار الإسلامية في مكة المكرمة:
1- المسجد الحرام:
يضم المسجد الحرام الكعبة المشرفة والحجر الأسود وزمزم والصفا والمروة والركن الأسود والركن اليماني والركن الشامي والركن العراقي. وقد ورد في الحديث الصحيح أنه(ص) قال: ((الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة)).
وورد في فضل الركن اليماني ما وري في الحديث أنه(ص) قال: ((طوفوا بالبيت واستلموا الركن فإنه يمين الله في أرضه يصافح بها خلقه)). كما يضم المسجد الحرام مقام إبراهيم الذي ورد ذكره في قوله تعالى: ﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ﴾(آل عمران: من الآية 97) وهو الحجر الذي كان يقوم عليه إبراهيم علية السلام لبناء البيت الحرام لما ارتفع جداره وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ليس في الأرض بناء في الجنة إلا الركن والمقام فإنهما جوهرتان من جواهر الجنة، ولولا ما مسهما من أهل الشرك ما مسهما ذو عاهة إلا شفاه الله عز وجل.
2 -مسجد الجن:
ويعتبر من المساجد التاريخية القديمة المعروفة بمكة ويقع بأعلى مكة أمام مقبرة المعلاة الجنوبية. ويعرف هذا المسجد عند أهل مكة بمسجد (الحرس) وسمي بهذا الاسم لأن صاحب الحرس كان يطوف بمكة حتى إذا انتهى إليه وقف عنده ولم يتجاوزه حتى توافى عنده عرفاه وحرسه، ويقال أنه يقع في موضوع الخط الذي خط رسول الله(ص) لابن مسعود في الليلة التي استمع إليه فيها الجن كما عُرف أيضا بمسجد البيعة لما يُروى أن الجن بايعوا رسول الله(ص) في ذلك الموضع. وفي هذا المكان نزلت سورة الجن على رسول الله(ص) وقرأ على الجن ربعاً من القرآن الكريم، وبذلك سمي مسجد الجن.
3 - مسجد البيعة:
وهو يقع بأعلى مكة في (قرن المسفله) عند سوق الغنم وسُمي بمسجد البيعة لما يُروى أن الناس بايعوا عنده النبي(ص) بمكة يوم الفتح. وتقول كتب التاريخ أن هذا المسجد قد اندثرت معالمه ولا يعرف الآن مكانه بالتحديد.
4 - مسجد الشجرة:
يقع هذا المسجد بأعلى مكة وسبب تسميته بهذا الاسم أن النبي(ص) دعي شجرة كانت في موضعه وهو في مسجد الجن فسألها عن شيء فأقبلت تخط بأصلها وعروقها الأرض حتى وقفت بين يديه فسألها عما يريد ثم أمرها فرجعت حتى انتهت إلى موضعها. ويعتبر هذا المسجد من المعالم الإسلامية المندثرة في الوقت الحاضر وكان موقعه بأعلى مكة عند سطح الجبل مقابل مسجد الحجون، وبمحاذاته مسجد الجن.
5 – مسجد الراية:
من المساجد الأثرية القديمة بمكة يقع بأعلاها عند الردم الأعلى عند بئر جبير بين مطعم بن عدي المعروفة بالبئر العليا. وسبب تسمية المسجد بمسجد الراية أن النبي(ص) عندما عزم على فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة ووصل إلى أعلى مكة عند بئر جبير بن مطعم بن عدي ووقف مع الجيش ووضع الراية وصلى هناك.
6-مسجد انشقاق القمر:
فحادثة انشقاق القمر من أعظم المعجزات النبوية التي حدثت في التاريخ على يد رسول الله (ص) بمكة وقد تواترت هذه الحادثة وتكلم عنها أهل التاريخ وعلماء السيرة النبوية في كتبهم وقد وقعت معجزة انشقاق القمر في السنة التاسعة من البعثة عندما اجتمع مُشركو قريش وعلى رأسهم أبو جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وقالوا للنبي(ص) إن كنت صادقاً فشق لنا القمر نصفين وبالفعل تحققت المعجزة وانشق القمر نصفين، نصف يرى فوق جبل أبي قبيس، ونصف فوق جبل قيقعان، وسجد النبي (ص) شكراً لله. وكان هذا المسجد يقع فوق جبل أبي قبيس معروفاً باسم مسجد (انشقاق القمر)، وقد أزيل هذا المسجد مع جزء من جبل أبي قبيس بسبب التوسعة السعودية حول المسجد الحرام.
7-مسجد إبراهيم:
يقع هذا المسجد فوق جبل أبي قبيس وسُمي مسجد إبراهيم لما يزعم أهل مكة عن أشياخهم: أن إبراهيم عليه السلام لما أمر أن يؤذن بالحج قام فوق أبي قبيس فقال: يا عباد الله أجيبوا داعي الله فكانوا يرون ذلك المسجد حيث قدم إبراهيم عليه السلام، ويُروى أن رسول الله(ص) صلى فيه.
8-مسجد التنعيم:
يقع في الشمال الغربي من مكة ويبعد عن المسجد الحرام حوالي 6148 متر، وقد أحرم النبي(ص) من موضع التنعيم فبني في هذا المكان مسجد يعرف بمسجد التنعيم، ومسجد عائشة ويعرف في الوقت الحالي بمسجد العمرة وقد أمر النبي(ص) عبد الرحمن بن أبي بكر أن يذهب بأخته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى التنعيم لتحرم بعمرة منه. وكل من يريد العمرة بإمكانه أن يأتي التنعيم ويحرم منه ويأتي بعمرة.
9-مسجد الحديبية:
تعرف منطقة الحديبية في الوقت الحاضر بـ (الشمـيسي) وتبعد عن المسجد الحرام بحوالى25 كلم. وسميت الحديبية ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع الصحابة رسول الله (ص) تحتها. وقد بني في المكان الذي اعتمر منه النبي (ص) مسجداً ويعتبر من الآثار الإسلامية المهمة وبني إلى جانبه مسجد حديث يشاهدهُ الذاهب إلى مكة على يمينه.
10-مسجد الجعرانة:
تعتبر الجعرانة اليوم قرية صغيرة في صدر وادي سرف فيها مسجد يعتمر منه أهل مكة وتربطها بمكة طريق معبدة. وكان النبي (ص)اعتمر منها بعد غزوة الطائف ثم خرج منها ليلا ثم أتى بالعمرة وعاد من ليلته. وفي المكان الذي أحرم منه النبي (ص)بني فيه مسجد يعرف بمسجد الجعرانة وقد رمم عدة مرات ووسع.
11- مقبرة(المعلاة):
وهي تضم قبور كثير من الصحابة، وتقع المقبرة في الشمال الشرقي من مكة المكرمة على شارع الحجون على الجهة اليمنى للقادم إلى المسجد الحرام وعلى الجهة اليسرى للذاهب إلى المعابدة. وكان النبي(ص) يزورها وقد روي ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله (ص) قال لمقبرة مكة ((نعم المقبرة هذه)). ومن أشهر الصحابة رضوان الله عليهم المدفونين بالمعلاة: السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها وعبد الله بن الزبير بن العوام وأمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما وغيرهم من الصحابة والتابعين وأهل الفضل والدين الذين يصعب حصرهم وعدهم.
12-مكان ميلاد النبي (ص):
تروى كتب الآثار والتاريخ أن الموضع الذي ولد فيه سيد الأولين والآخرين وصفوة الأنبياء والمرسلين يقع بمكة في الدار المعروفة بدار ابن يوسف وهو محمد بن يوسف الثقفي أخو الحجاج، وكانت هذه الدار سابقاً عند عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه وكان قد أخذها لما هاجر الرسول(ص)إلى المدينة المنورة ولم تزال الدار بيد عقيل حتى باعها ورثته من محمد بن يوسف الثقفي الذي أدخلها في داره، وبقيت الدار كذلك إلى أن حجت الخيزران أم الخليفة العباسي هارون الرشيد سنة 171هـ فجعلت دار الرسول مسجدا يصلى فيه، وفصلته عن دار ابن يوسف وأشرعته في الزقاق الذي في أصل تلك الدار، ويسمى بزقاق المولد. وفي العصر الحاضر بني المكان من جديد وجعل مكتبة عامة تحمل عنوان (مكتبة مكة المكرمة).
13-دار الأرقم:
كانت تقع هذه الدار في زقاق على يسار الصاعد إلى الصفا وهي دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي وكانت مركز اجتماع الصحابة مع رسول الله(ص) يتدارسون فيها القرآن ويذكرون الله تعالى ويقيمون فيها الشعائر الدينية سراً إلى أن جهروا بالدعوة عند ما أسلم حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما الذين عز الإسلام بهما. وقد عرفت دار الأرقم باسم دار الخيزران أم الخليفة الرشيد التي اشترتها سنة 171هـ وبنت فيها مسجداً. وقد هدمت دار الأرقم في سنة 1375هـ وأدخلت في توسعة المسجد الحرام في عهد الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله.
14- دار أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها:
تقع هذه الدار في زقاق الحجر بمكة المكرمة، وعرفت باسم مولد فاطمة رضي الله عنها لأنها ولدت هي وأخواتها من أولاد خديجة رضي الله عنهم فيها.
وقد ذكرت كتب التاريخ أن النبي(ص) بنى بخديجة فيها وأنها توفيت رضي الله عنها بها ولم يزل النبي(ص) ساكنا في دار خديجة حتى هاجر منها إلى المدينة المنورة وكانت هذه الدار جعلت في الماضي مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم لكنها اندثرت معالمها بعد أن هدمت بسبب توسعة المسجد الحرام والتطور العمراني الذي شهدته مكة المكرمة.
15-جبل أبي قبيس:
يقع هذا الجبل في الجهة الشرقية للمسجد الحرام وارتفاعه 420 مترا وقد روي البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنه أن أول جبل وضعه الله تعالى على وجه الأرض أبو قبيس ثم مدت منه الجبال. ويمتاز جبل أبي قبيس بمميزات أهمها:
1 - أنه أول جبل وضع على وجه الأرض.
2 - استودعه الله الحجر الأسود من طوفان نوح.
3 - إن معجزة انشقاق القمر لرسول الله (ص)حصلت عليه.
16-جبل حراء أو جبل النور:
ويعرف الآن عند أهل مكة بجبل النور، وهو على يسار الذاهب من مكة إلى منى، ويبلغ ارتفاعه 634 متراً. ويقع في هذا الجبل غار حراء الذي كان النبي(ص) يتعبد فيه ويتعبد ويعتكف قبل أن ينزل عليه الوحي إلى أن جاءه الملك جبريل ونزل عليه قوله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾(العلق:1)، وما زال الغار قائماً الآن وهو عبارة عن فجوة بابها نحو الشمال تسع نحو خمسة أشخاص جلوسا وارتفاعه قامة متوسطة، والواقف على هذا الجبل يرى مكة وأبنيتها كما يرى جبل ثور.
17-جبل ثور:
يقع من جهة المسفلة على طريق اليمن ويبلغ ارتفاعه 759 مترا ويبعد هذا الجبل عن المسجد الحرام بثلاث كيلومترات، وفي هذا الجبل الغار الذي اختفى فيه رسول الله (ص)مع رفيقه أبي بكر رضي الله عنه، ومساحة الغار تقدر بمترين مربعين. والغار يقع فوق جبل ثور وباب الغار يكون في أعلاه لا في جانبه.
18- شعب أبي طالب:
يقع قرب المسجد الحرام خلف الصفا والمروة وكان فيه منازل بني هاشم ومساكنهم وقد وقع في هذا الشعب حدث تاريخي مهم وهو حصار قريش لبني هاشم من أجل القضاء على الإسلام والمسلمين الذين أمنوا بالنبي(ص) وعندما رأوا إصرار أبي طالب على حماية النبي(ص) والدفاع عنه فاجتمعت قريش في دار الندوة وقرروا مقاطعتهم وحصارهم في شعب أبي طالب بحيث لا يجالسون ولا يكلمون ولا يبايعون ولا ينكحون حتى يموتوا جوعا أو يرجع محمد(ص) عن دعوته.
الآثار الإسلامية ما بين مكة والمدينة
19-بدر:
وهي قرية مشهورة تبعد عن المدينة حوالي 150 كلم في الجنوب الغربي منها وفي بدر وقعت المعركة المشهورة بين جيش الإسلام وجيش المشركين وانتصر المسلمون في هذه المعركة انتصارا تاريخيا عظيما أعز الله فيه الإسلام والمسلمين ومن أبرز المعالم الأثرية في بدر مقبرة شهداء بدر من المسلمين الذين استشهدوا رضي الله عنهم في هذه المعركة وهم أربعة عشر شهيدا مكتوبة أسماؤهم في المقبرة
20- مسجد العريش:
من الأماكن المأثورة في بدر هذا المسجد ويقع بالقرب من مقبرة الشهداء وقد بني في المكان الذي بني فيه العريش للنبي(ص) يوم بدر وكان يتعبد فيه ليلا ويصلى ويدعو للمسلمين بالنصر الذي وعده به الله.
الآثار الإسلامية في المدينة المنورة
تقع المدينة المنورة شمال غربي الجزيرة العربية، وتبعد شمالا عن مكة المكرمة نحوا من 460 كلم، وتقع المدينة في واحة خصبة تحيط بها مجموعة من الأودية والجبال، ومن أشهر هذه الأودية وادي العقيق المسمى ومن هذه الأسماء: طيبة – طابة – الحبيبة – الدرع الحصينة – الحرم – دار الأبرار – دار الإيمان – دار الهجرة – الشافية.
تأسست المدينة المنورة قبل الهجرة النبوية بأكثر من 1500 عام، وعُرفت قبل ظهور الإسلام باسم "يثرب"، وقد ورد هذا الاسم في القرآن: ﴿وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلا فِرَاراً﴾ وورد في الحديث الصحيح أن النبي محمد بن عبد الله(ص) غيّر اسمها من يثرب إلى المدينة، ونهى عن استخدام اسمها القديم فقال: "من قال للمدينة "يثرب" فليستغفر الله..."، والمدينة المنورة محرم دخولها على غير المسلمين كحال مكة المكرّمة، فقد قال النبي محمد(ص): "اللهم إني أحرم ما بين لابتيها مثل ما حرم إبراهيم مكة، اللهم بارك في مدهم وصاعهم".
وكانت المدينة بعد ما هاجر الرسول(ص) وأصحابه إليها مركز الإسلام وعاصمة الدولة الإسلامية وفيها شرع الدين وحرم الحرام واحل الحلال وأقيمت الحدود وانطلقت منها رايات الجهاد التي فتحت كل أنحاء المعمورة.
وتضم المدينة المنورة أقدم ثلاثة مساجد في العالم، ومن أهمها عند المسلمين، ألا وهي: المسجد النبوي، ومسجد قباء، ومسجد القبلتين.
وتستمد المدينة المنورة أهميتها عند المسلمين من هجرة النبي محمد إليها وإقامته فيها طيلة حياته الباقية، فالمدينة هي أحد أبرز وأهم الأماكن ويسمي المسلمون السورة القرآنية التي نزلت هناك بالسور المدنية، ومفردها "سورة مدنية".
وكان النبي(ص) يحب المدينة وإذا قرب منها أسرع السير إليها وقد ورد في فضلها أحاديث وآثار كثيرة منها ما ورد في الصحيح من قوله(ص) لم: ((اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد)).
واتفق علماء المسلمين على أن المدينة ومكة هما أفضل وأشرف وأقدس بقاع العالم الإسلامي، واختلفوا في أيهما أفضل فذهب عمر بن الخطاب وابنه عبد الله رضي الله عنهما ومالك بن أنس إلى أن المدينة أفضل وذهب الشافعي وأحمد وأبو حنيفة وجمع من العلماء إلى أن مكة أفضل واتفقوا على أن ما ضم الجسد الشريف أفضل من كل البقاع والأمكنة. وفي المدينة وادي بطحان ووادي الرانوناء وأشهر جبالها، جبل أحد وجبل سلع.
وقد عرفت المدينة بأسماء كثيرة – وكثرة الأسماء تدل على شرف وروي الترمذي أن النبي(ص) قال: (من أستطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها).