آخـــر الـــزمـــان
آخـــر الـــزمـــان
&&&
آخـــر الـــزمـــان
منذ صغري وأنا أسمع هذهِ العبارة لعلَّ زمننا هو آخر الزمان ..
كنت اسمعها من جدي وجديتي ومن ثم والدي وولددتي ...
ولم أكن أتصور إنني سأقولها يوماً ليس لسني المبكرة على
هذا الكلام وإنما لعدم يقيني مما يقال عن أخر الزمــان ...
حتى جاء اليوم الذي أقول فيه هذهِ العبارة وأنا ألمسها في جوانب
كثيرة من حياتي ..
فلم أعد أرى الشمس التي تشرق كل صباح هي نفسها التي كانت
تشرق في الأيام الماضية رغم إن شكلها لم يتغير ولم أعد أرى
حب الوطن كما كان سابقاً على الرغم من إنني كنت أردد هواهُ في
كل يوم في طابور المدرسة الصباحي ..
وكأن العالم من حولي قد تغير فلم يعد للآكل طعمه ولم يعد للماء عذوبتهِ
او للسماء صفاؤها ..
فقد تلبدت بالغيوم العقيمة التي لاتنتظر منها مطراً حتى يعيد للجو صفاؤه ...
فإني أستنشق التراب الذي لم تحركه الرياح فحسب وإنما حركته أليات
المحتل حينما عاث في بلدي خراباً ودماراً وحطم البلآد وشرد العباد ..
ليس هذا فحسب !!
فلم تعد تشتاق الآم لأبنتها ولم تعد البنت تتلهف الى حضن
والدتها تشكو لها وتسعى لتتعلم منها كيف تواجه الحياة وتصرح لها
بمكنون قلبها كونها أقرب الناس لها وحافظة سرها والملجأ من غدر الزمان ..
حتى أنعكس هذا الآمر على شعور الأب تجاه أبنه او إبنته والعكس
في هذا المقام صحيح ايضاً ..
لم يعد الحب شفافاً ولم يعد الشوق او رسول المحبة بين الآحباب
وإنما أصبح الكذب هو أقصر الطرق الى العبث بالقلوب والعواطف والمشاعر ...
حتى لهفتي الى لعبي قد تغيرت ليس لأنني كبرت عليها وإنما لأنها
لم تعد تلبي رغبتي في الطمأنينة والهدوء وقضاء الوقت ..
هل كل شيء تغير حقاً أم نحن من تغــــير ؟؟
وكيف نتغـــير ولا نشعر بذلك ؟؟!!
وكيف نستمر على الخطـــأ ونحن نعلم بأننا خطــأ !!؟؟
أين يهرب الأنسان وهو يعيش الواقع والى أي ملجــأ التجــأ ؟؟
ربما إننا لم نتعود على التطور الحضاري والتكنلوجي فولد لدينا ردة فعل ,
ولكن كيف يكون ذلك وأنت ترى أن تكنلوجيا ولدت أكبر مســاحة للغش والخــداع ,
وإذا كنت لا تؤمن بذلك فتصفح الآنترنيت لترى ذلك ...
ربما يقول البعض إنني متشـــائمة أكثر مما ينبغي ..
فمن يقول ذلك عليه أن يجد مخرجاً من ذلك لا أن يطلق أحكامه جزافاً
وهو يعلم أنه الحق إلآ إذا كان مثلي ســابقاً لا يؤمــن بعــبارة ..
أن هذا هـو آخــر الــزمــان !؟
ودمتم سالمين
الإثنين 24 مارس - 22:01
