مبارك زمزم ادارى
عدد المساهمات : 1838 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| موضوع: الهجرة السرية ... قوارب الموت ✦✦ ضياع ... موت !! السبت 29 مارس - 13:18 | |
| الهجرة السرية ... قوارب الموت ✦✦ الهجرة السرية ... قوارب الموت ✦✦ ضياع ... موت !! قضية الهجرة من الدول الفقيرة والنامية نحو الدول الغنية لها أسباب متعددة ومعقدة وانعكاسات خطيرة على المدى القريب والمتوسط والبعيد , وتتجاوز آثارها الجوانب الاجتماعية والديمغرافية والاقتصادية والسياسية وهذا ما جعل من هذه المسألة الشغل الشاغل لدول العالم المتقدم وأولوية مطروحة للبحث لتلك الحكومات , حتى أن الأحزاب السياسية وضعتها في أعلى قائمة أجنداتها وسعت لوضع خطط للحد منها وتقنينها عبر البحث عن الأسباب والدوافع للتدفق البشري الذي يكتسح أسوار وحدود بلدانهم والنظر في النتائج المباشرة وغير المباشرة لهاته الهجرات لا سيما وأن أغلب المهاجرين ينتمون لثقافة دخيلة و لهم عادات تختلف في معظمها عن ثقافة وشعوب تلك الدول . بعد أحداث 11 سبتمبر , تنامى الاحساس بالخطر في الدول الغربية من كل ما هو أجنبي ودخيل في ظل تزايد العمليات الارهابية في أغلب دول العالم وهذا الرعب غذته وسائل الاعلام والتقارير المخابراتية التي ما انفكت في اثارة الهلع من خطر واحتمال وقوع عمليات ارهابية وتفجيرات في هذا البلد وذاكـ. هذا الجو المشحون بالرعب , دفع بأغلب الدول لا سيما اروبا وأمريكا لتشديد اجراءات الدخول والخروج وتضييق الخناق على المهاجرين وكذلك المطالبين بحق اللجوء السياسي والمواطنين ذوي الأصول الشرقية خاصة أولئك الذين قدموا من دول عربية واسلامية أو من ينحدرون من تلك الأصول . ورغم كل تلك التضييقات مازال الآلاف من المهاجرين يخاطرون بأرواحهم وممتلكاتهم في سبيل العبور الى الضفة الأخرى ديدنهم الجري وراء الأحلام " الوهمية " وتحقيق مطامحهم في العيش الكريم والرفيه . لكن تلك المطامح والأوهام سرعان ما تندثر وتتبخر في جو الواقع الأليم , فالدول الغربية أغلبها يعاني من الأزمات والمشاكل الاقتصادية كالبطالة والتضخم والهبوط الحاد لمؤشر التنمية . كما أن المواطن الأروبي والأمريكي يخشى على ثقافته ودينه وأمنه من الوافدين الذين ينحدرون من مستويات دنيا ووضيعة , اجتماعيا واقتصاديا , والذين يبحثون عن الثراء السريع بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة منها . كل هذا ولد صراعا مشحونا بالقلق والخوف ,فمن جهة المهاجرون السريون لهم أسبابهم المشروعة للهروب ومن جهة أخرى الدول الغربية لم تعد قادرة على استيعاب كل هذه الأعداد الهائلة التي تتسلل برا وبحرا وجوا . أسباب الهجرة هناك أسباب عديدة تدفع الانسان للهجرة الى بلد آخر ومنها الهجرة لأسباب دراسية أو عملية , فالكثير من الناس لا سيما الشباب يبحثون عن آفاق تعليمية لا تتوفر في دولهم كالدراسة في جامعات عريقة ومتخصصة تمنح شهادات معترف بها دوليا كما يبحثون عن تطوير مستوياتهم العلمية والمعرفية في الدول المتقدمة . كما أن الكثير من هؤلاء الشبان والشابات يغادرون دولهم بحثا عن فرص عمل بامتيازات وحوافز مالية أكثر خاصة اذا كانوا من أصحاب الكفاءات وأغلبهم يستقرون هناك وفق عقود عمل رسمية نظرا لأن الدول الغربية تشجع هجرة الأدمغة لأنهم يفيدونهم علميا واقتصاديا لذلكـ يغرونهم بكل أنواع الامتيازات من حوافز مادية ومعنوية . النوع الثاني من الهجرة هي الهجرة لأسباب سياسية وعادة ما يعرف هؤلاء المهاجرون باللاجئين السياسيين . هم يفرون من بلدانهم لأنهم تعرضوا هناك للقمع والتعذيب ومصادرة الرأي والفكر وخشية على حياتهم تمنحهم الدول الغربية حق اللجوء السياسي والاقامة في دولهم التي تحترم حقوق الانسان ( ظاهريا على الأقل ) هناك الهجرة لأسباب أمنية خاصة لمن تتعرض دولهم لويلات الحروب والصراعات الأهلية أو الخارجية ( عادة ما تنتهي الهجرة بانتهاء تلك الحروب ). النوع الرابع من الهجرة هي الهجرة لأسباب اقتصادية ( وهي النوع الغالب ) خاصة من الدول الفقيرة المعدمة أو الدول النامية نحو الدول الغنية التي تتوفر فيها فرص العمل بأجور جيدة ( مقارنة بدولهم الأصلية ) ويكون الهدف الأساسي تحسين المستوى المعيشي والاجتماعي وقد تكون اقامتهم هناك مؤقتة أو دائمة خاصة اذا تزوجوا وتحصلوا على وثائق الاقامة أو الجنسية . هناك أيضا الهجرة لأسباب شخصية وذاتية بحتة وهي أن تستقر في بلد تحبه وترتاح فيه وتطمئن لقيمه ( كمن يهاجر الى فرنسا لأنه يعتبرها دولة الحرية وحقوق الانسان أو الى أمريكا لأنها بلد الأحلام الخ ) وهناك سبب آخر للهجرة اذا كان المهاجر مقترنا أو متزوجا بأجنبية وله أبناء منها فيفضل الالتحاق بزوجته خاصة اذا لم تقبل العيش في بلد المهاجر , أو الهجرة لغرض الالتحاق بالأب أو الأم أو أحد الأقارب . هناك أيضا الهجرة بدافع التهرب من الضرائب ( خاصة رجال الأعمال ومشاهير الفن والرياضة ) . فهذه هي أهم الأسباب التي تدفع الناس لترك بلدانهم والاستقرار في بلد آخر ويتضح لنا أن هناك دوافع قسرية واجبارية ودوافع اختيارية وذاتية . لكن ما سأركز عليه في مقالي هذا هي الهجرة السرية والقسرية لا سيما الهجرة التي تكون لأسباب اقتصادية وسياسية واجتماعية قاهرة . الهجرة السرية .. قوارب الموت ... ندم ... ضياع الهجرة السرية هي هجرة غير قانونية وتتمثل في اجتياز حدود بلد ما من دون أي ترخيص أو أوراق قانونية وبطريقة سرية وخفية عن الأنظار أو البقاء في بلد المهجر بعد فوات أجل نهاية الاقامة . المهاجرون بهذه الطريقة يتعرضون للمضايقات والابتزاز من قبل الأجراء الذين يستغلونهم أبشع استغلال ولساعات عديدة في اليوم لقاء أجر زهيد بل في بعض الوضعيات لا يعطونهم أي شيء لأنهم يدركون أن هؤلاء العملة من المهاجرين لا يستطيعون تقديم أي شكوى للأمن لأنهم بدورهم وضعيتهم غير قانونية . هؤلاء المهاجرون اختاروا الرحيل عن بلدانهم خوفا وطمعا , هم يريدون العيش بصورة أفضل ويعتقدون وهما أن أروبا أو أمريكا هي الجنة الموعودة وأن حلمهم في امتلاك سيارة فاخرة ومنزل فخم وحساب بنكي ضخم سيصبح حقيقة وفي زمن وجيز . هم يخاطرون بأرواحهم وبما يملكون من أموال ادخروها هم أو عائلاتهم كي يصلوا الى أرض الميعاد . هم يدفعون الثمن باهظا قبل الرحيل اذ يدفعون مبالغ كبيرة لأشخاص يعتبرون وسطاء ومهربين ليساعدوهم في الهجرة عن طريق القوارب ان كان العبور بحرا أو بوسائل أخرى فيها مخاطرة كبيرة ان العبور برا وعادة ما تكون الانطلاقة من البلدان القريبة من أروبا كالمغرب أو تونس مثلا ... وأغلب عمليات تهريب المهاجرين السريين تكون عبر البحر بواسطة قوارب يسميها البعض قوارب الموت . ففي القارب الواحد قد يتجمع المئات من الشبان أي أكثر من حمولة المركب بأضعاف مما يضاعف من خطر الغرق فان نجوا من الغرق في البحر قد لا ينجون من خفر السواحل من هذه الضفة أو تلك , ومن كان حظه كبيرا سيصل الى ذلك البد الاوربي لكن سيكون مجبرا على الاختفاء عن الأنظار حتى لا يكشف أمره . سيعيش على الطوى وسيتملكه التعب والاعياء والاحساس بالوحدة والضياع وسيفترش الأرض ويتلحف بالسماء . ستكون الأيام الأولى صعبة لا سيما اذا لم يكن له قريب أو صاحب في ذلك البلد لكن قد يجد بعض أبناء عمومته هناك وربما أغروه بالربح الوفير اذا ما ساعدهم في ترويج المخدرات وحبوب الهلوسة . سيكون بين نارين ان أراد العمل " في الحلال " سيستغله رب العمل أبشع استغلال ولن يجني الكثير من المال وان عمل مع أصحاب السوء سيجني ثروة طائلة لكن ستكون أمواله حراما محرما وربما تصطاده الشرطة فيسجن لسنوات ويرحل الى بلاده أين ينتظره واقعه التعيس . فالكثير من هؤلاء الشبان وبروح المغامرة , ولكونهم يريدون الثراء السريع ينخرطون في الأنشطة غير المشروعة , فالذكور منهم قد يصبحون سراقا وتجار مخدرات وأفراد عصابات والاناث منهم قد تصبحن بائعات هوى تتاجرن بلحومهن لقاء حفنة من الدولارات . هذا هو الواقع الأليم الذي يعيشه هؤلاء الشباب الضائع فمن نلوم اذن ؟ هل نلوم حكوماتهم الفاسدة التي لم تبحث عن حلول لوضعياتهم أم نلوم الغرب الذي استغل خيراتنا واستعمرنا وتركنا فقراء نعاني من التبعية والتهميش والفقر أم نلوم الأقدار وهي منا براء أم نلوم البلدان العربية الثرية الذين لم يلتفتوا لاخوانهم المسلمين ولم يساعدوهم في الوقت الذي يهدرون فيه ملايين الدولارات في شراء الأسلحة والبضائع الأجنبية والأشياء التافهة . وان تحدثنا عن الشباب العربي سنتحدث عن الهجرة الى الدول الأروبية والخليجية كذلكـ , لأن الوضع ليس مختلفا حتى وان كانت الظروف أرحم بما أن أغلب المهاجرين الى الدول الخليجية كالامارات وقطر وضعيتهم قانونية لأنهم يشتغلون بموجب عقود أو اتفاقات معينة بين الدول العربية .. هناك امتيازات لمن يذهب وهو يملك شهادات وخبرة في تخصصات معينة كالتعليم والصحة لكن هناك بعض نقاط الاستفهام حول بعض الاجراءات كنظام الكفيل الذي يشبهه البعض بالعبودية المقننة . لم أذهب الى الخليج لكن قرأت عدة مقالات وأخبار عن سوء معاملة وتمييز يتعرض لها بعض العملة خاصة من الدول الأسياوية الفقيرة كالفلبين وبنغلادش او حتى من الدول العربية كمصر لكن يبقى الوضع أرحم بكثير من اروبا رغم أن الحقوق مضمونة أكثر هناك حلول قد تكون ناجعة للحد من الهجرة السريةمن وجهة نظر عربية , لو ألقينا نظرة تأملية للدول العربية التي تصدر آلاف المهاجرين السريين لوجدنا أن اقتصادات هاته الدول ليست بهذا السوء , وهي بالضرورة ليست بلدانا يعم فيها الفقر أو الجهل أو تنتشر فيها المجاعات والأوبئة أو الحروب . السبب الحقيقي ليس في افتقار الموارد بل في سوء توزيعها وللفساد الذي يستشري في هاته الدول . لو كان هناك اهتمام كاف بمناطق الظل الفقيرة وبالأحياء المهمشة التي ينتشر فيها الفقر والجريمة لما وصلنا لهذا الوضع المأساوي ولما غامر شاب في مقتبل العمر وربيعه بحياته من أجل الظفر بتذكرة العبور الى الضفة الأخرى ( اروبا ) . وهناك مثل تونسي يقول " ما يلزك عالمر الا الذي أشد مرارة " بمعنى أن هؤلاء الشبان الذين يخاطرون بأرواحهم لم يعد لهم أي خيار سوى الهروب من الواقع التعيس عسى أن يجدوا مكانا أفضل يطيب فيه العيش . ولو نظرنا في وضعياتهم الاجتماعية لوجدنا العاطل عن العمل والمحتاج والفقير أو الشاب الذي تخرج وظل لسنوات قابعا في منزله من دون أن يجد أي عمل أو الرجل الذي قست عليه الظروف أو حتى الذي يريد المغامرة من أجل الرغبة في الثراء السريع . الحكومات المحلية تتحمل المسؤولية الكبرى لكن حتى الدول الغربية لها نصيب منها لأنها دول تحتاج الى اليد العاملة , ألمانيا دولة نهض اقتصادها بفضل المهاجرين الأتراك وفرنسا استفادت بشكل كبير من المهاجرين المغاربة ( من المغرب العربي ) . وهي دول استفادت في السابق ومازالت من خيرات بلداننا فلم لا تقدم حلولا لمشاكلنا ؟ لم لا تكون الهجرة بشكل قانوني ومنظم وفق شروط ومقاييس مضبوطة ومحددة ؟ لم لا تستثمر الدول الكبرى , بالشكل الكافي , في الدول النامية كي توفر أسواقا للشغل ولتحد من نسب البطالة ؟ لم لا تنتدب الدول الخليجية عمالا من الدول العربية بدل البحث عن عمال من دول أجنبية أخرى فهي دول غنية بمواردها لكنها فقيرة على مستوى الكفاءات فلماذا لا يكون هناك نوع من التعاون على هذا الأساس حتى تكون المنفعة مشتركة ؟ أو ليست الثورات والانتفاضات التي تحدث في الدول العربية حاليا نتيجة للتهميش والاقصاء ولاستشراء الفساد وغياب العدل ؟ هل الدول الغنية بمنأى عن هذه المشاكل وهل الموارد الطبيعية التي وهبها الله دائمة ؟ فالحلول في نظري تكمن في الاجابة عن هذه التساؤلات التي تخامر ذهن كل مواطن حر غيور على بلده ودينه . أسئلة للنقاش ما هي أهم أسباب ومسببات الهجرة السرية حسب وجهة نظرك وما هي انعكاساتها ؟ وما هي الحلول التي تقترحها للحد من هذه الظاهرة الخطيرة ؟ وهل فكرت في الهجرة في يوم من الأيام ؟ وما هي أسبابكـ ؟ مع فائق الاحترام والود احتـــرامـــى ......
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗
| |
|